Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
227 - Telegram Web
Telegram Web
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ليل تهاوى كواكبه
أي يا ابن برد اي يا بشار بن برد
Groundless Ground
ليل تهاوى كواكبه أي يا ابن برد اي يا بشار بن برد
من سره أن يرى ما قصده بشار بن برد ببيته المعروف فهذا هو.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أفْدِي المُوَطَّنَةَ الحَسْنَاءَ رَوَّعَهَا
مِنَ الكَرَى قَدَرٌ يَشْتَدُّ عَجْلَانَا
تَدُورُ فِي حَيْفَا ذُعْرًا وَهِيَ بَاكِيَةٌ
وَتُظْهِرُ الحُسْنَ أَرْدَافًا وَأَبْدَانَا

🌹🌹🌹🌹
كل شيء سيتحدد مع رد إسرائيل، هل سيكون كما توقعنا، أي الفرصة الذهبية لإسرائيل للقضاء على إيران وإدخال الولايات المتحدة، أم سيكون كالسيناريو الماضي.
تُطلّ علينا اليوم إسرائيل بتصريحات لا تخلو من الحدة والتهديد، على لسان رئيس وزرائها السابق الذي يدعو صراحة إلى تدمير كافة البنى التحتية الإيرانية، إذ يرى أن اللحظة الحالية تمثل "أعظم فرصة" أمام إسرائيل منذ نصف قرن لتغيير وجه الشرق الأوسط بشكل جذري، وهو جزء من استراتيجية طويلة الأمد تعمل من خلالها إسرائيل على تقويض قدرات إيران الإقليمية، وعلى رأسها مشروعها النووي.
فمنذ فترة طويلة، كانت إيران تحاول تجنب التصعيد المباشر مع إسرائيل عبر تبني لغة الحوار والمفاوضات، لكنها بعد ضربة أمس لربما غيرت إيران استراتيجيتها، إذ تشير التقارير إلى أن قرار الرد على الغارات الإسرائيلية الأخيرة لم يكن قرارًا حكوميًا بل صدر عن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي يسيطر عليه الحرس الثوري، وربما هناك انقسام في الرأي بين القيادة السياسية (المرشد) التي تميل إلى الدبلوماسية، والمؤسسات العسكرية التي ترى أن الوقت تفضد للمواجهة.
نقلت وكالة أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي أن الرد على إيران سيكون "قويًا" خلال أيام، مشيرًا إلى أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، بما في ذلك استهداف المنشآت النووية الإيرانية ومواقع استراتيجية أخرى مثل منشآت إنتاج النفط، وهذه التصريحات تأتي في وقت تعمل فيه إسرائيل على تحييد أي تهديد إيراني محتمل قبل أن تصل طهران إلى النقطة النووية الحرجة.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل ما يجري هو خطوة محسوبة من إسرائيل لاستدراج إيران إلى مواجهة شاملة، تكون فيها الولايات المتحدة مضطرة للتدخل لصالح تل أبيب؟
لأن إسرائيل تراهن على أن إيران لن تتمكن من تحمل الضغوط المتزايدة لفترة طويلة، خاصة إذا ما استمرت الضربات في استهداف منشآتها الحيوية.
الرد الإيراني أمس كان شبه محدود وسريعًا، وهو محفوف بالحذر والدليل أن الإعلان الإيراني بأن الهجمات الصاروخية انتهت خلال دقائق كان بمثابة رسالة مزدوجة: من جهة، تريد إيران أن تظهر نفسها كقوة حاضرة وقادرة على الرد، ومن جهة أخرى، تتجنب الانجرار إلى مواجهة مفتوحة قد تضعف موقفها أكثر في الداخل والخارج.
لربماإسرائيل قد تكون استفادت من هذا الوضع لتعزيز جرأتها في توجيه ضربة شديدة للمشروع النووي الإيراني، وإعادة إيران إلى المربع الأول.
لرربما ما حدث أمس هو بداية لتصاعد غير مسبوق في المنطقة، وما قد يتبع ذلك من تصعيد عسكري سيكون حاسمًا في تحديد مستقبل الشرق الأوسط العقود القادمة.
ولربما قد تكون خطة إسرائيل هي تنفيذ اغتيالات لأصحاب النفوذ في إيران من رأس الهرم المرشد الخامئني، إلى رؤساء المؤسسات الأخرى، وأكل إيران من الداخل.
الله أعلم ما قد يحصل وقطعا أتمنى حدوث كل شيء ليس في صالح اليهود والأمريكان مهما كان.
سواء أحببنا ذلك أم كرهناه، رضينا أم رفضنا، أو لعنّاهم ليلا نهارا إسرارا جهارا كما هو دأبنا، تبقى الحقيقة أمامنا: المشروع الصفوي الشيعي هو التحدي الحقيقي للمشروع الإمبريالي الغربي والصهيوني اليهودي، هذه هي الحقيقة، مهما حاولنا تجاهلها أو التهرب منها.
بينما تركع الدول السنية في ذل بحثًا عن الرضا وفتات الأمن الذي يوفره لها الغرب، والذي قد يسلبه منها متى أحب، نجد أن الآخرين قرروا تحديه وبنوا قوة مضادة وتحالفات معادية له.
لا مدح ولا ذم هنا، بل مرارة الواقع التي علينا تجرعها كمن يبتلع صابا وحنظلا، مهما كانت النفوس تمقته.
بينما دول السنة تلعب دور الغزلان وتفرش الحرير للذئاب وتعقد معهم عهود الذل والاستكانة، اختار الشيعة أن يتقنوا فن التفاوض بالمخالب والأنياب.
عار على السنة أن يتبجحوا بشيء بعد هذا، وهم حتى إذا عطست دولهم ولووا وجوههم عكس إسرائيل، عكس الذين أسقطوا وابلا من الصواريخ، بغض النظر عن فعاليته من عدمها، وبغض النظر عن عدائنا لهم من عدمه، لكن لا أظن من دوله لم تتجرأ لتوجيه ضرطة لإسرائيل يزايد ويتبجح على من وجه صاروخا.

تَعْدُو الذِّئابُ عَلى مَنْ لا كِلابَ لَهُ
وَتَتَّقِي صَوْلَةَ المُسْتَأْسِدِ الضَّارِي
يميل الإنسان إلى البحث عن الأطر السهلة التي تضع الأمور في قوالب محددة، وتوفر له إجابات سريعة وجاهزة، هذه الأطر، التي يمكن أن نطلق عليها "الصناديق المؤدلجة"، تعمل على ترتيب الواقع في ثنائيات صارمة: حق وباطل، صواب وخطأ، أبيض وأسود.
هذه الثنائيات تجعل من السهل على الفرد أن يتحرك ضمن النظام الاجتماعي أو الأيديولوجي الذي ينتمي إليه، لكن في ذات الوقت، تحجب عنه التعقيد الحقيقي للعالم.
هيمنة أيديولوجيا معينة على الخطاب السائد تدفع الناس إلى الاعتقاد بأن كل شيء يستلزم شيئًا آخر بالضرورة، وعندما يتم تعريف العالم من خلال ثنائيات متناقضة، يصبح من السهل افتراض أن كل موقف أو رأي يلزم بالضرورة موقفًا آخر، فالخطاب العام مصمم بطريقة تؤدي إلى رد الأشياء إلى ثنائيات وتناقضات، يجعل الفرد يرى الواقع من خلال عدسة ضيقة، حيث كل فكرة تحمل في طياتها نقيضها، وكل موقف يحمل تبعاته المحددة سلفًا.
وهذا هو أصل المشكلة، فهذا النوع من التفكير المؤدلج يسعى إلى إلغاء كل أبعاد النظر الأخرى للمواقف والجماعات، مثلًا، إذا كنت في خلاف مع جماعة معينة، فإن منطق الصندوق يجعلك تلغي كل جوانب الحقيقة التي قد تكون موجودة في مواقفهم أو آرائهم، وتضعهم في خانة واحدة هي خانة "الشر المطلق"، وهنا يظهر التعميم والاختزال الذي هو من سمات التفكير المؤدلج.
لأن الخطاب الذي تتبعه يملي عليك أن كل ما يتعلق بهذه المعينة الجماعة يجب أن يكون باطلًا.
هذا النوع من التفكير لا يقتصر على فئة أو جماعة بعينها؛ فهو شائع بين مختلف الأطياف، نرى مثلًا كيف أن بعض السُّنة يهاجمون الشيعة دائما، في حين أن الحق قد يكون مع الشيعة في بعض المواقف، مثلا إنكار السنة لبعض الكفريات الواضحة عند الشيعة هو حق وهي كفريات لا يشك فيها عاقل ومن شك فيها فالله وكيله، لكن بمجرد أن تدخل في الصندوق الأيديولوجي المحدد، تجد نفسك تدافع عن مواقف غير منطقية أو ترفض الحق الواضح، لأنك ببساطة لا تستطيع رؤية الأمور خارج هذا الإطار.
نفس المنطق ينطبق على المواقف السياسية، مثل التعامل مع حزب الله وإيران، فهناك من يمدح هذه الجماعات بإطلاق، وهناك من يهاجمها بإطلاق، دون أن يأخذ في الاعتبار التعقيد الحقيقي لمواقفهم.
حزب الله أشد الذنوب في تورطه في النزاع السوري، لكن في نفس الوقت محق في دعم الفلسطينيين في غزة، وإذا كنت تفكر بمنطق "الصندوق"، ستجد نفسك إما تدافع عنهم في كل موقف، أو تهاجمهم في كل موقف، دون أن تدرك بأن الواقع أكثر تعقيدا من مجرد ثنائيات بسيطة.
وهذا هو جوهر المشكلة في التفكير المؤدلج، أنه لا يعترف بالمساحات الرمادية، إما أبيض أو أسود، إما صواب تام أو خطأ تام.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
لو قُدِّر أن المسلمين ظلمة فسقة، ومظهرون لأنواع من البدع التي هي أعظم من سب علي وعثمان، لكان العاقل ينظر في خير الخيرين وشر الشرين ؛ ألا ترى أن أهل السنة وإن كانوا ‌يقولون ‌في ‌الخوارج والروافض وغيرهما من أهل البدع ما يقولون، لكن لا يعاونون الكفار على دينهم، ولا يختارون ظهور الكفر وأهله على ظهور بدعةٍ دون ذلك.
Forwarded from Historia Prohibida (@HISTORIA PROHIBIDA)
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
Peace for the entire human community - Adolf Hitler

In this April 28, 1939 speech before the German Reichstag, German Chancellor Adolf Hitler responds to then U.S. President Roosevelt. Therefore, the speech became known as The Leader Responds to Roosevelt.
The speech is also one of Adolf Hitler's key policy speeches. In it he addresses all the European problems, some of which were only created by the so-called Treaty of Versailles, and shows possible solutions. In this speech, Hitler also summarizes the National Socialist policies of recent years and the peaceful uprisings for the mutual benefit of the peoples. In addition, he denounces the constant interference of the United States in German and European politics and in the interests of the peoples.
أسأل الله أن يجعلني سببا في يوم من الأيام بتزيين سماء بعض الدول بهذه الزينة.
Forwarded from Madara
يديعوت أحرونوت:

المنطقة التي قتل وأصيب فيها 36 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا، قصفها الجيش بـ650 غارة منذ بداية الحرب.


جيد ان عقل الحزب العسكري مفصول تماماً عن العقل الاداري والتنظيمي الذي تم تحييده تماماً في الاسابيع الماضية ..

العقل العسكري لازال يعمل بكفاءة ويضع الخطط ويشرف على الكمائن ويحاول تكبيد الكوماندوز الاسرائيلي اكبد قدر ممكن من الخسائر .. وهو شبه مفصول عن القيادة العامة للحزب وذاتي الارادة والتنفيذ (مما يصعب اختراقه او تتبعه والقضاء عليه كما حدث مع القيادات ورموز الحزب) ..

سيصل النقطة بالصهاينة والامريكان التي ستكلفهم غالي جداً عندما يدركون ان لبنان ليست قطاع محاصراً تماماً ومخنوقاً من جارتها الودود العربية مصر ؛ بل منطقة مكشوفة ومعقدة وذات تضاريس صعبة ؛ هم يواجهون حزباً ثروته بليونية ؛ ومع يأس الاسرائيلي بإدراكه انه لا يستطيع فعل كل شئ بسلاح الجو .. وانه خارج حدوده على أرضٍ مفتوحة لجيران غير ودوديين .. فسيهرب نتنياهو من جديد للأمام وسيصعد أكثر وأكثر ..

امامنا شهور طويلة ..
Forwarded from Groundless Ground
برزت الليبرالية كنظام فكري وسياسي واقتصادي يدّعي تحرير الإنسان، لكنها في حقيقة الأمر أعادت تشكيل مفهوم الحرية بصورة مشوهة تخدم مصالح النظام الرأسمالي، فبدلاً من أن تكون الحرية تعبيراً عن الإرادة الواعية والمسؤولة، أصبحت مرادفة للرغبة العمياء والنزوات العابرة، وهذا التحول لم يكن عفوياً، بل كان نتيجة عملية ممنهجة لربط الحرية بالاستهلاك، وتحويل الإنسان من "أنا أفكر إذا أنا موجود" إلى "أنا أستهلك إذا أنا موجود".
هربرت ماركوزه في كتابه "الإنسان ذو البعد الواحد"، وصف كيف تم اختزال الإنسان في بعده الاستهلاكي، وكيف أصبح الفرد أسير رغبات مصطنعة تُفرض عليه من الخارج، هذه العملية تتم عبر آليات يلعب فيها الإشهار الدور المحوري، فالإعلان لم يعد مجرد وسيلة لتسويق المنتجات، بل أصبح أداة لصياغة الوعي وتشكيل الهوية. يخلق حاجات وهمية، ويربط تحقيق الذات بامتلاك السلع، محولاً الوجود الإنساني إلى سلسلة من عمليات الشراء والاستهلاك.
جيل دولوز كذلك في إشارته أن الرأسمالية تعمل على "نزع الإقليمية" عن الرغبة، أي تحريرها من سياقها الاجتماعي والثقافي، لتعيد توجيهها نحو الاستهلاك، وبهذا، تصبح الحرية في النظام الليبرالي الرأسمالي مجرد وهم، إذ يتم استبدال القيود التقليدية بقيود جديدة، أكثر خفاءا وأشد تأثيراً، فبدلاً من تحقيق الحرية الحقيقية، أنتجت الحداثة الليبرالية شكلاً جديداً من العبودية، حيث يصبح الفرد عبداً لرغباته المصطنعة وللنظام الاقتصادي الذي يغذيها.
كان أنطونيو غرامشي محقا في كلامه عن الهيمنة الثقافية أنها أفضل أنواع السيطرة بدل السيطرة العسكرية العارية، فالليبرالية المعاصرة لا تكتفي بالسيطرة عبر القوة المادية أو الاقتصادية، بل تسعى لخلق "إجماع" ثقافي يجعل هيمنتها مقبولة ومستساغة، بل ومرغوبة من قبل الأفراد أنفسهم!
نحن الآن أمام واقع يتم فيه تشكيل الوعي والرغبة بشكل استباقي، ليس فقط لتلبية حاجات السوق، بل لخلق نمط حياة كامل يتوافق مع متطلبات النظام الرأسمالي، قدرة النظام الليبرالي على صناعة الرغبات وإعادة صياغة الحاجات، حتى قبل إنتاج السلع نفسها، هي من أنجح آليات السيطرة التي لا ينتبه لها الناس.
الأمر بسيط: التحكم في النمط المعيشي ورغبات الشباب المعاصرين، بتحديدها وتشكيلها عبر التعرض المستمر لمحتوى وسائل التواصل الاجتماعي.
نحن إذا أمام نظام هيمنة لم تشهد البشرية مثله، نظام يعمل على ثلاث مستويات:
- اقتصادياً عبر تحويل كل شيء إلى سلعة.
- ثقافياً عبر إعادة تشكيل القيم والمعايير.
- نفسياً عبر التلاعب بالرغبات والتطلعات.
هذا النظام يخلق وهم الحرية والاختيار، بينما هو في الحقيقة يقيد الفرد داخل دائرة ضيقة من الخيارات المحددة سلفاً.
لم يسبق في تاريخ البشرية أن انحطت الإنسانية إلى هذا المستوى على نطاق عالمي، حيث أصبح الفرد عبداً لرغباته المصطنعة وللنظام الاقتصادي الذي يغذيها، في حين يظن نفسه حراً، فنجد اليوم أن الغالبية العظمى من البشر قد استسلمت طواعية لنموذج الحياة البرجوازي الغربي، حتى أصبح هذا الانحطاط هو المعيار السائد.
حولت الليبرالية مفهوم الحرية من تعبير عن الإرادة الواعية إلى مجرد استجابة للنزوات العابرة، مستبدلة القيود التقليدية بأخرى خفية أشد تأثيراً، عبر آليات الإعلان والتسويق، يتم تشكيل الوعي والرغبة بشكل استباقي، ليس فقط لتلبية حاجات السوق، بل لخلق نمط حياة كامل يتوافق مع متطلبات النظام الرأسمالي.
في عالم الأسود، الأسد الذكر، بقوته وشراسته، يحمي القطيع ويدافع عن الأرض، في حين تقوم اللبؤات بتربية الأشبال والصيد مع الذكور الصغيرة الأخرى، هذا التقسيم الطبيعي للأدوار هو نظام متكامل، حيث لكل فرد دوره المحدد والضروري لبقاء المجموعة وازدهارها.
لكن ما يميز مجتمع الأسود هو الصراع المستمر على القيادة، فالأسد القائد لا يحتفظ بمكانته إلا بقدرته على الدفاع عنها ضد التحديات المستمرة من الأسود الأخرى، هذا الصراع، بقسوته وعنفه، يضمن أن يبقى على رأس القطيع دائمًا الأقوى والأجدر، نظام طبيعي يضمن التفوق والبقاء للأصلح.
تمامًا كما كان النظام الملكي الأرستقراطي في أنقى صوره يضمن وصول الأكفأ والأقدر إلى سدة الحكم.
ما نراه في الملكيات المعاصرة يشبه أسدًا فقد مخالبه وأنيابه، محاط بسياج من الرفاهية والحماية المصطنعة، هذه الملكيات، التي تخلت عن جوهر وجودها -المقدس والسيف- أصبحت أشبه بحدائق حيوان فاخرة، حيث يُعرض "الأسد الملكي" للمشاهدة والتصفيق، دون أن يواجه أي تحدٍ حقيقي يثبت أحقيته في القيادة.
كما أن الأسد الذي لا يصطاد ولا يدافع عن أرضه يفقد قوته وهيبته تدريجيًا، فإن الملكيات التي توقفت عن إعداد أبنائها للحرب وتجنيدهم في صفوف جيوشها، مكتفية بالمظاهر الخارجية للقوة -كالبذلات العسكرية المزينة بالنياشين- تسقط حتمًا في براثن الضعف والت خنث، كأنها أسود مدللة، فقدت غريزة الصيد والقتال، مكتفية بما يُقدم لها من طعام جاهز.
هذا الانحطاط في جوهر الأرستقراطية يؤدي إلى توقف آلية الاصطفاء الطبيعي التي تضمن بقاء الأقوى والأصلح في القمة.
الملكية، حين تفقد جوهرها، تنحدر إلى حالة من الخمول والضعف، كما ينحدر الأسد الذي فقد رغبته في الصيد إلى فريسة سهلة، وكما هو الحال في مملكة الأسود، حيث يضمن القائد مكانه عبر القوة والصراع، كذلك كانت الملكيات عبر العصور تستمد شرعيتها من السيف والقدرة على الدفاع عن الأمة. لكن مع مرور الوقت، وفي غياب التقاليد القتالية الصارمة التي تُعدّ الأجيال للحرب والمواجهة، نجد أن الملكيات المعاصرة قد انحدرت إلى حالة من الانحطاط. لم تعد الملكية مؤسسة قائمة على التنافس أو إثبات الجدارة، بل باتت تُورث كما تُورث الجينات، ليصبح الحاكم مجرد وريث لعرش لم يكتسبه من خلال صراع أو استحقاق، بل عبر الولادة.
في الطبيعة، الأسد الذي لا يُثبت جدارته في القتال يُطاح به بسرعة، حيث يحل محله أسد آخر أكثر قوة وقدرة على الصراع، في عالم الإنسان، كان هذا هو حال الأرستقراطيات المحاربة، التي تعزز سلطتها من خلال القوة والشجاعة في ميدان المعركة. لكن اليوم، نرى أن الملكيات قد تخلت عن هذا المبدأ الأساسي.
أصبح المال هو الوسيلة الوحيدة للبقاء، وبدلاً من أن تكون هذه الملكيات حامية لشعوبها، أصبحت هي من تطلب الحماية من الخارج، الأسد الذي كان يحكم الغابة بفضل قوته أصبح يعتمد على الضباع لحمايته، وهذا هو الانحدار بعينه.
قط الشارع أحق منه بالأوسمة
Forwarded from أبو شجاع* HAMID TM (...)
من الحماقات التي يمارسها مؤرخو الدول القومية الحديثية كـ(محمد دومير)، ليس مجرد اصطناع الحدود الجغرافية والهوياتية، بل اصطناع حدود فكرية معيقة للتواصل الهوياتي (نستخدم هنا طرح هابرماس)، وهنا تكمن وظيفة المؤرخ الناقد الذي يفكك هذا الخطاب (الأداتي) المرتكز على ثنائية "الصديق والعدو" كما رسمه كارل شميت في فلسفة الدولة الحديثة.

فهذا المنطق الهوياتي الحديث يفترض مسبقا عدوًا تاريخيا أبديا، يفسر التاريخ وفقه، فإذا ذهبت مثلا لبعض الحكواتيين الوطنجيين اليوم، فإن الاشكال معهم ليس في اصطناع مفهوم الحدود الجغرافية التي لم تزل موجودة منذ القديم، بخلاف خيال بعض الاسلاميين في مفهوم" الوحدة" و"مؤامرة سايكس بيكو" التي مزقته، ولكن الاشكال مع الخطاب القومي أنه يمارس نوعا من التفكيك والتذرية الحداثية كما أشار لها مولانا طه عبد الرحمان في "روح الحداثة"، فيفترض عدوا تاريخيا فإن لم يوجد وألغي العدو القديم صُنعت مفاهيم للعدو الجديد حسب الزمان الذي يقتضيه لابقاء روح الدولة الحديثة وإنقاذها من الموت.

ولذلك ترى تفسير التاريخ الحديث وفق صراع قديم وتصيد الأدلة لعداء جزائري مغربي مثلا، وحشد الأدلة الموافقة لذلك من خلال بعض نماذج التاريخ الاقطاعي ماقبل الحديث؛ لصنع معيارية زائفة "خلافا للمفهوم العلمي حسب منطق كارل بوبر" ، رغم وجود عشرات وآلاف الأدلة التاريخية على مفهوم الأمة "والجماعة" الذي أشار إليه طه عبد الرحمن بين الناس قديما، وهو مفهوم يتوسط بين التذرية الحداثية وبين خيال الوحدة الذي يلغي الحقيقة التاريخية بتعدد الكتل السياسية حتى في عصر الصحابة "بعد حدث الفتنة"؛ ولعله المعنى الذي جعل مالك بن نبي يركز على حدث صفين كحدث مفصلي، ليس في تلاشي الروح فقط (مصطلح الوحدة التاريخية بمعناه الفلسفي)، بل في حدوث نزعة التذرية والتفكك (السياسي) من ذلك اليوم، ليكون مفهوم "الكومنولث" عنده خطابا واقعيا مواجها ...ومستفادا من مفهوم "الجماعة الروحية" وإن تفرقت "الكتلة السياسية"....(ولسنا بصدد مناقشة تركيزه على صفين ولكن الفكرة أن التفرق السياسي قديم).

إلا أن هذا الاشكال التفككي على المستوى السياسي قديما، يأخذ طابعا عنيفا في المستوى القومي الحديث، كما تراه من مثال سابق في اصطناع "العدو القومي" في كل فترة تاريخية جديدة لتجديد بخوريات دين الدولة الحديثة والولاء لها، أو من خلال تأميم العديد من الأمور التي تصنع مفهوم الهوية القطرية الخاصة كاللباس والطعام، حتى الدين يضحى مفهوما قطريا مؤمما مع إلغاء بقية أشكال التدين التي لا تناسب فلسفة الدولة القُطرية. وهنا تأتي وظيفة المؤرخ المتفلسف الذي عليه نقد هذا الخطاب بخطاب موازي يبحث في عناصر "الهوية الجماعية للأمة" وعناصر "الائتلاف التاريخي" لتمزيق هذا الخطاب الوطنجي الحديث العفِن، الذي لا يعبر حتى عن مفهوم الدول الاقطاعية ما قبل الحديثة، ولا يمت لها بصلة، فإنه كما تقدّم ويكرّر ليتقرّر ...حتى في وجود الحدود الجغرافية الخيالية قديما (خلافا لطرح الاسلاميين)، لم توجد حدود هوياتية كبيرة فاصلة بهذا الشرخ الحديث المصطنع، إن الدول القومية الحديثة كما يصفها هندريك سبيروت في كتابه المهم (الدولة ومنافسوها) هي ظلال لصعود البوغر (البرجوازية الوسطى) وإلغاء أبعاد الأشكال السياسية الأخرى المنافسة كرابطة الهانزا واتحاد المدن، فالدولة الحديثة هنا ليست تطورا خطيا حتميا بمفهومه الماركسية، أونتاج مصالحة صراع حروب كما النظر الواقعي، بل تشارك فيها ظروف (طبيعية) سهلت ظهور الدولة بشكلها الحديث، فإمكانية وجود أنماط أخرى وارد في عصر التعولم ، فلم تكن للدولة في نشأتها علاقة باصطناع (الحدود الهوياتية = كما تنظر له العلمنة السياسية ) ولكن علاقة النشأة هي في (تحالف الطبقة البرجوازية-مع الملك) مع إلغاء منافسيها بقدرتها على تسهيل السوق التجارية وحمايتها خلافا للنماذج المنافسة ...فالفرفارة الزايدة في اعتقاد وجود هوية جزائرية - مغربية ، بهذا التفكك الحديث مجرد التباس مصطنع .
في المجتمعات التي تتبنى الهويات الوطنية بشكل متطرف، مثل الوطنجيين في السعودية، نجد أن هناك ميلًا إلى تعزيز هوية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحدود جغرافية معينة، مع الزعم بالتمايز المطلق عن الآخرين، حتى في السياق العربي الأوسع.
هذا التوجه يُظهر هشاشة واضحة في فهم الهوية، إذ يبالغ في إثبات القطيعة مع باقي العرب، ويذهب أحيانًا إلى الادعاء بأنهم العرب الحقيقيون والبقية مجرد مستعربين.
في البداية، لا بد من الإشارة إلى أن الهوية، ليست بناءً نظريًا يُفرض من الخارج، بل هي تجربة معيشية تتشكل من خلال الممارسات اليومية واللغة والتفاعل مع العالم.
حينما تكون الهوية محل تنظير وتأكيد مستمر، فهذا يعكس قلقًا داخليًا بشأنها أو شعورًا بعدم استقرارها في العمق، وبالتالي، يصبح التأكيد على الهوية كضرورة، هو في الحقيقة مؤشر على ضعفها أو تآكلها على المستوى غير الواعي.
ما نراه عند الوطنجيين في السعودية هو محاولة فرض هوية ضيقة مرتبطة بالجغرافيا والسياسة، تفصل الفرد عن محيطه العربي الأوسع، وكأن الهوية تُختزل في خريطة وحدود سياسية، عندما يُزعم أن السعودية هي المعقل الوحيد للعروبة وأن باقي العرب مستعربون، فإن هذا الادعاء لا يعبر عن حقيقة ثقافية بقدر ما يعكس نزعة لإعادة تعريف الذات بطريقة انتقائية تتجاهل التعقيد الفعلي للتاريخ والثقافة العربية.
من الأسباب وراء هذا النوع من القومية الوطنية المصطنعة في السعودية ودول الخليج الأخرى هو هشاشة الأساس الثقافي والتاريخي لتلك المجتمعات، والتي تمتد جذورها إلى تاريخ حديث نسبيًا مقارنة ببعض المجتمعات العربية الأخرى ذات التراث الطويل والعريق، فالفراغ الذي يخلّفه هذا الضعف التاريخي يتم تعويضه بإنشاء هويات وطنية مشددة ومفتعلة، أو بالادعاء بوجود صلة مباشرة ومطلقة مع العرب القدماء، في مقابل الزعم بقطيعة الآخرين عن هذا التراث.
حين تفتقر المجتمعات إلى تراث ثقافي وتاريخي قوي ومتماسك، تصبح الحاجة إلى هوية جماعية أمرًا ملحًا، مما يدفع الأفراد والمؤسسات إلى محاولة خلق هوية واضحة، وإن كانت مصطنعة، هذه الهوية تكون مبنية على تمايزات سطحية أكثر من كونها متجذرة في التجربة الحقيقية لتلك المجتمعات، ولأن التاريخ في هذه الحالة لا يوفر عمقًا كافيًا للهوية، تلجأ بعض المجتمعات إلى الاستعاضة عن هذا العمق بالانفصال عن الآخر وخلق تمايزات مصطنعة، وفي هذا السياق، تُظهر المجتمعات التي تفتقر إلى تاريخ عريق حاجتها لتأكيد ذاتها عبر تقويض الآخرين أو الزعم بامتلاك تميز مطلق.
الادعاء بالاتصال المطلق مع العرب القدماء مع قطيعة الباقي عنهم، هو محاولة لإعادة تكوين هوية قوية في غياب أساس تاريخي طويل ممتد في الزمن، لكن هذا التوجه يحمل في طياته مشكلة عميقة: فهو يقف على أسس هشة لا ترتبط بتجربة معيشية حقيقية بقدر ما تعتمد على بناء رمزي نظري. الهويات التي تعتمد على بناءات نظرية لتتمايز عن الآخرين عادة ما تكون معرضة للانهيار عند أول مواجهة مع التاريخ.
وغالبًا ما يتسم هذا التيار بالعدوانية، والعدوانية في هذا السياق ليست سوى وسيلة دفاعية، تعكس خوفًا عميقًا من فقدان الهوية أو الانكشاف على تأثيرات خارجية تقوض فكرة التمايز المطلق المزعومة والاتصال المطلق المزعوم مع العرب، وهنا يصبح الآخر العربي ليس مجرد وجود مختلف، بل تهديدًا يجب مواجهته وتحديه باستمرار، ومن خلال هذا السلوك، تسعى هذه الجماعات إلى تعزيز هويتها عبر بناء جدار عازل بينها وبين غيرها الذي هو في الحقيقة مشترك معها في ذات الأسس الثقافية والتاريخية إضافية للإثنية والعرقية.
2024/10/10 01:26:27
Back to Top
HTML Embed Code: