بحضور علمائي و حضور سماحة السيد المرجع #المجدد_المدرسي
اقيم المجلس الفاطمي المركزي لهيئة الشباب الرسالي في كربلاء المقدسة و لليوم الثالثة على التوالي
علماً ان يوم غد هو آخر يوم للمجلس
اقيم المجلس الفاطمي المركزي لهيئة الشباب الرسالي في كربلاء المقدسة و لليوم الثالثة على التوالي
علماً ان يوم غد هو آخر يوم للمجلس
#سألني_ شاب : عن تنظيم الوقت
شابٌ طموح يحاول الجمع بين اتجاهاتٍ مختلفة، يعاني من ازدحامها .. ويطمح في إضافة الالتزام بمستحبات شهر رمضان مع دراسته وعمله، سألني عن اقتراحاتٍ عملية في تنظيم الوقت.. واخبرني انَّه قرأ وحاول طرق روّادِ التنمية دون جدوى.
قلت له: سأذكر لك بدل تلك الطرق نقطتين:
أولاً: لا يمكن تنظيم الوقت الا اذا عرفتَ لماذا تنظِّمه؟ فلو لم تملك غايةً من يومك وحياتك، لا فرق بين نومِك فيه كله او يقظتك! فحدِّد هدفك واهدافك، تجد في داخلك دافعيةً لاغتنام وقتك.
ثانياً: تجنَّب "مطَّ الوقت"
قال: وما هو؟
قلت: هناك من يمطُّ الوقتَ وكأنها بقايا لُبانٍ طرية، يصرف في عملٍ واحد اضعاف ما يحتاجه منه. فيمكنك ان تسأل أحدهم سؤالاً بسيطا، كأن تقول: ماذا اكلتَ اليوم على الغداء؟
ليكون الجواب حكاية الف ليلةٍ وليلة، فيبدأ بسردِ قصةٍ مفصلة مفادها انَّه شعر بالجوع متأخراً فاتصل على صاحبه احمد ليخبره بأنه يشتهي أربعة اسياخٍ كاملة من "كباب محمد" فاتفقا أن يذهبا الى المطعم، لكنَّه حين خرج من البيت وجد أن اخاه قد اخذ السيارة معه، فاتصل بصديقه الآخر و...
وبعد دقائق عشرة من التفاصيل المملة.. ستعرف انّه لم يجد الا "لفة الفلافل" ليسد بها جوعه!
كان يمكن لهذا الإنسان أن يجيب ببساطة: "لفة الفلافل"! لكنه شعر بالحاجة الى "مطِّ" القصة و اخذ اكبر قدرٍ ممكن من وقتك معه.
هذا هو "مط الوقت".
فقد نُصاب جميعاً بمثل هذه الحالة.
دعني اضرب لك مثالاً:
كم يستغرقك عادة من الوقت اذا اردتَ الاستحمام؟
قال: ما يقل عن عشرين دقيقة او يزيد.
قلت: قد تدخل في الحمام و تقف اسفل "الدوش"، فتأخذك فِطنةٌ تتذكر فيها كل آلامك واحلامك، ثم تقرر أن تجرب الصدى في الحمام فترفع صوتك بقراءة بعض الاشعار او الألحان.. لينتهي عند ذلك خزينُ الماء، فتخرج من الحمام على مضض!
ولكن حين تكون على عجلةٍ من امرك، يمكنك أن تدخل الى الحمام و تغسل رأسك وجسدك و تقوم بكل ما يستلزم من تطهير نفسك، ثم تخرج.. كل ذلك في اربع دقائق فحسب.
الفرق بين الحالتين هو "مطِّ الوقت"..
قال: فماذا افعل اذاً؟
قلت: تعامل مع وقتك كأنَّه رصيدٌ في هاتِفك يوشك على النفاذ، تتكلم فيه بمقدار الحاجة .. ولا تتعامل معه كمن يملك "خدمة" مجانية يصرف من وقته بمقدار ما شاء.
فحتى لو كان الرصيد مجانياً، فإن عُمرك ليس بالمجان قطعا.
فمن كان عمله اكثر من وقته، لا يستطيع أن يخلق لنفسه وقتاً، بل يغتنم لحظاته بمقدار الحاجة اليها..
فاجعل لنفسِكَ بعد كُلِّ شُغلٍ .. شُغل، وبعد كل عملٍ .. عَمل!
"فاذا فرغتَ.. فانصَب"
قال: وبعد ذلك؟
قلت: كتابةُ الأولويات، و حذف الزوائد.. و وضع البرنامج اليومي او الأسبوعي
والأهم من ذلك كله:
تخزين الإرادة الكافية للإلتزام بذلك كله!
قال: والا؟
قلت: سيصبح ذلك البرنامج طيَّ النسيان، تعمل به يوماً او بعض يوم، ثم تنساه.
فمن دون إرادة كافية، يمكنك أن تكتب ابيات ابن درويش نهاية جدول برنامجك: " تُنسى كأنَّك لم تكن!"
#سألني_شاب
#السيد_محسن_المدرسي
شابٌ طموح يحاول الجمع بين اتجاهاتٍ مختلفة، يعاني من ازدحامها .. ويطمح في إضافة الالتزام بمستحبات شهر رمضان مع دراسته وعمله، سألني عن اقتراحاتٍ عملية في تنظيم الوقت.. واخبرني انَّه قرأ وحاول طرق روّادِ التنمية دون جدوى.
قلت له: سأذكر لك بدل تلك الطرق نقطتين:
أولاً: لا يمكن تنظيم الوقت الا اذا عرفتَ لماذا تنظِّمه؟ فلو لم تملك غايةً من يومك وحياتك، لا فرق بين نومِك فيه كله او يقظتك! فحدِّد هدفك واهدافك، تجد في داخلك دافعيةً لاغتنام وقتك.
ثانياً: تجنَّب "مطَّ الوقت"
قال: وما هو؟
قلت: هناك من يمطُّ الوقتَ وكأنها بقايا لُبانٍ طرية، يصرف في عملٍ واحد اضعاف ما يحتاجه منه. فيمكنك ان تسأل أحدهم سؤالاً بسيطا، كأن تقول: ماذا اكلتَ اليوم على الغداء؟
ليكون الجواب حكاية الف ليلةٍ وليلة، فيبدأ بسردِ قصةٍ مفصلة مفادها انَّه شعر بالجوع متأخراً فاتصل على صاحبه احمد ليخبره بأنه يشتهي أربعة اسياخٍ كاملة من "كباب محمد" فاتفقا أن يذهبا الى المطعم، لكنَّه حين خرج من البيت وجد أن اخاه قد اخذ السيارة معه، فاتصل بصديقه الآخر و...
وبعد دقائق عشرة من التفاصيل المملة.. ستعرف انّه لم يجد الا "لفة الفلافل" ليسد بها جوعه!
كان يمكن لهذا الإنسان أن يجيب ببساطة: "لفة الفلافل"! لكنه شعر بالحاجة الى "مطِّ" القصة و اخذ اكبر قدرٍ ممكن من وقتك معه.
هذا هو "مط الوقت".
فقد نُصاب جميعاً بمثل هذه الحالة.
دعني اضرب لك مثالاً:
كم يستغرقك عادة من الوقت اذا اردتَ الاستحمام؟
قال: ما يقل عن عشرين دقيقة او يزيد.
قلت: قد تدخل في الحمام و تقف اسفل "الدوش"، فتأخذك فِطنةٌ تتذكر فيها كل آلامك واحلامك، ثم تقرر أن تجرب الصدى في الحمام فترفع صوتك بقراءة بعض الاشعار او الألحان.. لينتهي عند ذلك خزينُ الماء، فتخرج من الحمام على مضض!
ولكن حين تكون على عجلةٍ من امرك، يمكنك أن تدخل الى الحمام و تغسل رأسك وجسدك و تقوم بكل ما يستلزم من تطهير نفسك، ثم تخرج.. كل ذلك في اربع دقائق فحسب.
الفرق بين الحالتين هو "مطِّ الوقت"..
قال: فماذا افعل اذاً؟
قلت: تعامل مع وقتك كأنَّه رصيدٌ في هاتِفك يوشك على النفاذ، تتكلم فيه بمقدار الحاجة .. ولا تتعامل معه كمن يملك "خدمة" مجانية يصرف من وقته بمقدار ما شاء.
فحتى لو كان الرصيد مجانياً، فإن عُمرك ليس بالمجان قطعا.
فمن كان عمله اكثر من وقته، لا يستطيع أن يخلق لنفسه وقتاً، بل يغتنم لحظاته بمقدار الحاجة اليها..
فاجعل لنفسِكَ بعد كُلِّ شُغلٍ .. شُغل، وبعد كل عملٍ .. عَمل!
"فاذا فرغتَ.. فانصَب"
قال: وبعد ذلك؟
قلت: كتابةُ الأولويات، و حذف الزوائد.. و وضع البرنامج اليومي او الأسبوعي
والأهم من ذلك كله:
تخزين الإرادة الكافية للإلتزام بذلك كله!
قال: والا؟
قلت: سيصبح ذلك البرنامج طيَّ النسيان، تعمل به يوماً او بعض يوم، ثم تنساه.
فمن دون إرادة كافية، يمكنك أن تكتب ابيات ابن درويش نهاية جدول برنامجك: " تُنسى كأنَّك لم تكن!"
#سألني_شاب
#السيد_محسن_المدرسي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قال الأمام الصادق عليهالسلام : « عليكم بالدعاء ، فإنكم لا تقربون بمثله ، ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها ، إن صاحب الصغار هو صاحب الكبار »
سماحة #السيد_هادي_المدرسي
سماحة #السيد_هادي_المدرسي
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
إبنةُ الهادي قضتْ والعينُ حمرا
رحلتْ تشكو لهُ في الضلعِ كسرا
منكَ نرجو أيُها الموتورُ ثأرا
أعظمَ الله تعالى لكَ أجرا…
رحلتْ تشكو لهُ في الضلعِ كسرا
منكَ نرجو أيُها الموتورُ ثأرا
أعظمَ الله تعالى لكَ أجرا…
سألني شابٌ.. عن الشهوة
ج1/3
طلب رقمي في برنامجٍ جامعيٍ ، ثم تواصل في خلوة في الليل عند هدوءِ النفسِ وسكونها.. بعد تبادِل كلماتِ التعارُفِ والترحيب، سكت وسكتُّ.. كأنه مترددٌ في طرحه يستجمع قوَّته.. وبعد لحظات صمتٍ سألني عن تلك القوة التي تدفعه نحو الحرام.
قال لي: متورِّطٌ بها، فكلما سلكت طريق الهداية، وسرتُ فيه أياماً.. واذا بها تحرفني وتدفعني نحو معصية الله، وترجعني الى البداية.. وكلما مانعتُ و حاولت، عصفت بيَّ عصفةً تسلب فكري.. و أنستني كل قراراتي و عهودي مع نفسي ومع ربي .. فكأني اتحول الى شخصٍ آخر، بل كأن عفريتاً يتحكم بي.
فما الحل؟ كيف اقضي عليها.
قلت له: لعلَّك تقصد شهوةً معيَّنة يُعاني منها الشباب؟
قال –باستحياءٍ-: نعم.
قلت: أولاً، ان معرفتك بالحاجة الى التغيير، ومن ثم إرادتك نحو ذلك خطوتان مهتمان نحو التغيير. فكم من شابٍ متورطٌ كورطتك، وربما بعشرات اضعافه، لكن لا يرى في ذلك خطأ او اشكالا.
لكن: لا يصح الحديث عن (القضاء على الشهوة). فلسنا من دُعاة الرهبانية.. فالشهوة وضعت اختباراً كما لها غايتها.
قال: فماذا؟
قلت: الصحيح ان تقول: (كيف اسيطر على الشهوة). أي تتحكم بها وتوجهها في اتجاهها لتحقيق غايتها.
واعلم –يا صديقي- أن مثل الانسان و شهوته، كبلدٍ يحكمه حاكم عادل، لكن يتنازع على حكمه أحزابٌ فاسدة او عصابات اجرامٍ متعددة.. فالحاكم هو (العقل) و الأحزاب والعصابات هي "الشهوات" على اختلافها.
والمشكلة أن شهوة الجنس في فترة الشباب "مافيا إيطالية!" مُحكمة البنيان كثيرة الشغب والصخب.. تستعرضُ على الشاب ضعيفِ الإيمان مراراً و تثور على عقله وتُطيحه – عند فورانها- من على عرش حكمه مؤقتا، فيغيب العقلُ وينطلق الهوى.. ثم يرجع الى رشده.. فيأسف ويندم.
لكن!
يُشابه ذلك حال غيره لكن في شهوةٍ مختلفة.. فالبعض محكومٌ بشهوةِ السلطة، والآخر يغلبه حب الراحة و هكذا.
فالتحدي الأساس هو السيطرة على هذه العصابة الخطيرة، وتخليص العقل من انقلابات الهوى. لأننا ان لم نسيطر عليها قد توقعنا – عند فورانها – في ورطةٍ لا نفلح بعدها أبداً.
قال: واضحٌ جدا، فكيف السيطرة على الشهوة والتحكم بها؟
قلت: أمام كل شهوة علاجان، لابد من الجمع بينهما. اما الأول هو في توجيه الشهوة نحو مجراها الطبيعي، وفي مثالنا : الزواج.
قال: وان لم اكن قادراً على الزواج؟
قلت: السيطرة عليها، وتعلُّم الصبر وترويض النفس. فعدم القدرة على الزواج لا يعد مسوغاً او عُذراً للوقوع في المعصية، لأن الله يقول: (وَ لْيَسْتَعْفِفِ الَّذينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ).
فحتى لو كان باب الزواج موصداً، فباب العِفّة مفتوح على مصراعيه.. وهو مطلوبٌ حتى بعد الزواج ايضاً. (ومن يتَّقِ الله يجعل له مخرجاً)
قال: وكيف تكون السيطرة؟
قلت: بخطوتين معاً، تقليل الاثارة وتقوية القيد. فلأضرب لك مثلاً آخراً:
مثل الشهوة كوحشٍ كاسر، ثورٍ هائج، أو قل ثعلبٍ متعدد الأذناب! حبستَه في قفص، و قيَّدته بالسلاسل. الشهوة وحشُ يمكن أن يهجم عليك في كل لحظة، فما هو قيده؟
قيده (العقل).
فاذا أردتَ السيطرة، عليك بتقوية (العقل)، أي بزيادة منسوب سيطرتك على نفسك، وتقوية ارادتك وهذا يحصل بالتمرين والتدريب المستمرين، وقبل ذلك بتنمية الورع والتقوى عندك.
وللسيطرة على هذا الوحش أنت بحاجة الى أن تمنع هيجانَه، ولا تطعمه المقوّيات.. لأنه ان هاجَ بك ربما كسر كل القيود.
ففي مثال (الجنس) تعلَّم ما يُثير فيك تلك الشهوة. قد يكون منظراً معيناً، او الاستماع الى شيءٍ معين، أو حديثٍ تسمعه من صديق، او طعامٍ حادٍّ يقوي ذلك عندك.. او تواجدك في مكانٍ او مجرد التفكير .. فتجنَّب كل ذلك ما دامت ارادتك للسيطرة ضعيفة. وحتى لو كانت سيطرتك قويَّة فلا تتحداها! فلا تدخل في مكانِ معصيةٍ بدعوى امتناعك وتقواك.
يقول امير المؤمنين (ع): (غالِب الشهوةَ قبلَ قُوةِ ضراوتها، فإنها ان قويت (عليك) ملكتكَ واستفادتكَ ولم تقدر على مقاومتها)
فحين تروِّض الوحشَ تستفيد منه، لكن حين تطعمه وتهيِّجه يومياً، فإنَّك تقتل نفسك بنفسك! وهل عاقِلٌ يطعم اسداً ثم يشكو من قوِّته؟!
فاعقدِ العَزم، و ابتعد عن ما يدفعك الى الحرام، و عن من يزيِّنك لك الحرام، وتوكَّل على الله واستعذ به من الشيطان الرجيم.
تُوفَّق
ان شاء الله.
قال: و بعد؟
قلت: للحديث تتمة..
..
#سألني_شاب
#السيد_محسن_المدرسي
ج1/3
طلب رقمي في برنامجٍ جامعيٍ ، ثم تواصل في خلوة في الليل عند هدوءِ النفسِ وسكونها.. بعد تبادِل كلماتِ التعارُفِ والترحيب، سكت وسكتُّ.. كأنه مترددٌ في طرحه يستجمع قوَّته.. وبعد لحظات صمتٍ سألني عن تلك القوة التي تدفعه نحو الحرام.
قال لي: متورِّطٌ بها، فكلما سلكت طريق الهداية، وسرتُ فيه أياماً.. واذا بها تحرفني وتدفعني نحو معصية الله، وترجعني الى البداية.. وكلما مانعتُ و حاولت، عصفت بيَّ عصفةً تسلب فكري.. و أنستني كل قراراتي و عهودي مع نفسي ومع ربي .. فكأني اتحول الى شخصٍ آخر، بل كأن عفريتاً يتحكم بي.
فما الحل؟ كيف اقضي عليها.
قلت له: لعلَّك تقصد شهوةً معيَّنة يُعاني منها الشباب؟
قال –باستحياءٍ-: نعم.
قلت: أولاً، ان معرفتك بالحاجة الى التغيير، ومن ثم إرادتك نحو ذلك خطوتان مهتمان نحو التغيير. فكم من شابٍ متورطٌ كورطتك، وربما بعشرات اضعافه، لكن لا يرى في ذلك خطأ او اشكالا.
لكن: لا يصح الحديث عن (القضاء على الشهوة). فلسنا من دُعاة الرهبانية.. فالشهوة وضعت اختباراً كما لها غايتها.
قال: فماذا؟
قلت: الصحيح ان تقول: (كيف اسيطر على الشهوة). أي تتحكم بها وتوجهها في اتجاهها لتحقيق غايتها.
واعلم –يا صديقي- أن مثل الانسان و شهوته، كبلدٍ يحكمه حاكم عادل، لكن يتنازع على حكمه أحزابٌ فاسدة او عصابات اجرامٍ متعددة.. فالحاكم هو (العقل) و الأحزاب والعصابات هي "الشهوات" على اختلافها.
والمشكلة أن شهوة الجنس في فترة الشباب "مافيا إيطالية!" مُحكمة البنيان كثيرة الشغب والصخب.. تستعرضُ على الشاب ضعيفِ الإيمان مراراً و تثور على عقله وتُطيحه – عند فورانها- من على عرش حكمه مؤقتا، فيغيب العقلُ وينطلق الهوى.. ثم يرجع الى رشده.. فيأسف ويندم.
لكن!
يُشابه ذلك حال غيره لكن في شهوةٍ مختلفة.. فالبعض محكومٌ بشهوةِ السلطة، والآخر يغلبه حب الراحة و هكذا.
فالتحدي الأساس هو السيطرة على هذه العصابة الخطيرة، وتخليص العقل من انقلابات الهوى. لأننا ان لم نسيطر عليها قد توقعنا – عند فورانها – في ورطةٍ لا نفلح بعدها أبداً.
قال: واضحٌ جدا، فكيف السيطرة على الشهوة والتحكم بها؟
قلت: أمام كل شهوة علاجان، لابد من الجمع بينهما. اما الأول هو في توجيه الشهوة نحو مجراها الطبيعي، وفي مثالنا : الزواج.
قال: وان لم اكن قادراً على الزواج؟
قلت: السيطرة عليها، وتعلُّم الصبر وترويض النفس. فعدم القدرة على الزواج لا يعد مسوغاً او عُذراً للوقوع في المعصية، لأن الله يقول: (وَ لْيَسْتَعْفِفِ الَّذينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ).
فحتى لو كان باب الزواج موصداً، فباب العِفّة مفتوح على مصراعيه.. وهو مطلوبٌ حتى بعد الزواج ايضاً. (ومن يتَّقِ الله يجعل له مخرجاً)
قال: وكيف تكون السيطرة؟
قلت: بخطوتين معاً، تقليل الاثارة وتقوية القيد. فلأضرب لك مثلاً آخراً:
مثل الشهوة كوحشٍ كاسر، ثورٍ هائج، أو قل ثعلبٍ متعدد الأذناب! حبستَه في قفص، و قيَّدته بالسلاسل. الشهوة وحشُ يمكن أن يهجم عليك في كل لحظة، فما هو قيده؟
قيده (العقل).
فاذا أردتَ السيطرة، عليك بتقوية (العقل)، أي بزيادة منسوب سيطرتك على نفسك، وتقوية ارادتك وهذا يحصل بالتمرين والتدريب المستمرين، وقبل ذلك بتنمية الورع والتقوى عندك.
وللسيطرة على هذا الوحش أنت بحاجة الى أن تمنع هيجانَه، ولا تطعمه المقوّيات.. لأنه ان هاجَ بك ربما كسر كل القيود.
ففي مثال (الجنس) تعلَّم ما يُثير فيك تلك الشهوة. قد يكون منظراً معيناً، او الاستماع الى شيءٍ معين، أو حديثٍ تسمعه من صديق، او طعامٍ حادٍّ يقوي ذلك عندك.. او تواجدك في مكانٍ او مجرد التفكير .. فتجنَّب كل ذلك ما دامت ارادتك للسيطرة ضعيفة. وحتى لو كانت سيطرتك قويَّة فلا تتحداها! فلا تدخل في مكانِ معصيةٍ بدعوى امتناعك وتقواك.
يقول امير المؤمنين (ع): (غالِب الشهوةَ قبلَ قُوةِ ضراوتها، فإنها ان قويت (عليك) ملكتكَ واستفادتكَ ولم تقدر على مقاومتها)
فحين تروِّض الوحشَ تستفيد منه، لكن حين تطعمه وتهيِّجه يومياً، فإنَّك تقتل نفسك بنفسك! وهل عاقِلٌ يطعم اسداً ثم يشكو من قوِّته؟!
فاعقدِ العَزم، و ابتعد عن ما يدفعك الى الحرام، و عن من يزيِّنك لك الحرام، وتوكَّل على الله واستعذ به من الشيطان الرجيم.
تُوفَّق
ان شاء الله.
قال: و بعد؟
قلت: للحديث تتمة..
..
#سألني_شاب
#السيد_محسن_المدرسي
👍5
سألني شابٌ عن الشهوة
ج2/3
..
قال: فما الحل اذا؟
قلت: قبل الخوض في تفاصيل دقيقة لنعد الى وُجدانك ونسأل: ما هي الشهوة أصلاً؟ ما هي حقيقتها؟ هل هي رغبةٌ أو حاجة؟
فكَّر قليلا: قال حاجة .... بل رغبة ... لا هي حاجة، لا .. هي اشتهاءٌ وطلب.
قلت: لا تستعجل الجواب.. بدل ذلك لندقِّق قليلاً في حقيقتها و جوهرها. دعني أمثِّله. بمثال: لنفترض ألَّذ ما تحبُّه من الطعام، ما هو؟
أجاب دون تفكير: إنَّ أمِّي ماهرة في الطبخ، و ألذَّ ما تطبخه "الدولمة"
قلت: اغلق عينيك الآن. .. فأغلقها.
قلت: تصوَّر طبق "الدولمة" ساعة انقلابه، تصور رائحته الزكية، ومنظره المُثير المغري، تخيَّل نفسك وأنت ترفع قطعةً من بَصَلةٍ ملچوعةِ الجانبِ والمـُحشّاة بالرُزِّ المتبَّل ، تستشعر سيلان الدُهنِ من بين أصابِعِك ، ثم حاوِل أن تتذوَّق طعمها، حيث تختلط حموضَةُ الطعامِ بحلاوةِ تَكَرمُلِ البَصَلِ الحارِ وهو يذوبُ في فَمِك و..
قاطعني: كفى!.. لقد بدأ لُعابي بالسيلان، اشتهيتها.
قلت: هذا بالضبط حقيقة الشهوة.
إنَّها مزيجٌ مجهول من "الحاجة" و "الرغبة". فقد تنشأ الشهوة من ضغط الحاجة، كالحاجة الى الطعام والراحة، والذي يولِّد شهوة الطعام والراحة. لكن لا تتوقف الشهوة هناك. بل ينبع جزءٌ كبيرٌ منها من "الرغبة".. والرغبة بنتُ "الخَيال"، أي تولد من قوة التخيُّل في الذهن.
وقد تعمُّدتُ وَصْفَ "الدولمة" لك، لأنها سُتثير في ذهنك تخَيُّلَها، وكلما تخيَّلتها بصورة أفضل اشتهيتها أكثر، والتخيُّل قد يأتي من "تجارب سابقة" أي من الالتذاذ بأطعمة معينة بقيت آثارها في ذاكرة الانسان. فهنا تتولد الرغبة في تكرار تلك اللذة.
فشهوة طعامِ معيَّن مسبوقٌ بتخيُّل لذَّة الجَسَد به..
وكذا شهوةُ السلطة و المال و الشهرة وغير ذلك.
والتخيُّل فِعلٌ إرادي – في أغلب حالاته-.. فحين تتخيَّل لذَّةً فإنَّك تُثير شهوتك.. وحين تسمح لذهنك بأن يسرح، ولوساوِسِ ابليسِ بأن تملأه ساعَةَ الغفلة، فإنَّك تُعين شهوتك على عقلك.
قال: ما الحل؟
قلت: أوضحتُهُ قبل قليل! .. سَيطِر على أفكارِك، تَقِل سطوة شهوتك، وستمنع هذا الوحش من الهَياجِ، وسيبقى هادِئاً نائِماً.
وتذَّكر القاعدة: حين لا تتخيَّل "الدولمة" لا تشتهيها!
"والدولمة" هنا مجازٌ عفيف عن كل شهوة.. من شهواتِ الجسد والروح معاً.
ولا تنسى أن مجمع الشهوات هي النفس، وحُبُّها، كلما قويتَ عليها سيطرت عليها، لتكن في خدمتك.. فحاول أن تخدمك لا أن تخدمها. مثلها كمثلِ دابَّةٍ تركبها لتوصلك الى ما فيه نفعك، فاركبها، وايّاك أن تدعها تتسلّط عليك فتركبك!
قال: سأحاول.. لكن هل الأمر بهذه البساطة؟ هل سيتركنني ابليس؟ كيف بي والمجتمع يدعوني الى الشهوة؟ كيف و الدنيا تُغري؟ و النساءُ والفتياتُ متزيّناتٌ حولي في الشارع والجامعة وحتى في الاعلام؟ أينما جُلتَ بصري وجدتُ ما يهيِّج شهوتي؟
قلت: الحل عن ذلك بسيط..
فأولاً تعلَّم غضُّ البصر والابتعاد عن أماكن تتكاثر فيه هذه المظاهر – وقد مرَّ في القسم الأول-
والثاني: حاول اصلاح واقعك كلِّه، أو على أقل التقدير محيطك.. عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والثالث: فعِّل قوة "التخيُّل" بالاتجاه الصحيح.
قال: كيف؟
- للحديث تتمة-
..
#سألني_شاب
#السيد_محسن_المدرسي
ج2/3
..
قال: فما الحل اذا؟
قلت: قبل الخوض في تفاصيل دقيقة لنعد الى وُجدانك ونسأل: ما هي الشهوة أصلاً؟ ما هي حقيقتها؟ هل هي رغبةٌ أو حاجة؟
فكَّر قليلا: قال حاجة .... بل رغبة ... لا هي حاجة، لا .. هي اشتهاءٌ وطلب.
قلت: لا تستعجل الجواب.. بدل ذلك لندقِّق قليلاً في حقيقتها و جوهرها. دعني أمثِّله. بمثال: لنفترض ألَّذ ما تحبُّه من الطعام، ما هو؟
أجاب دون تفكير: إنَّ أمِّي ماهرة في الطبخ، و ألذَّ ما تطبخه "الدولمة"
قلت: اغلق عينيك الآن. .. فأغلقها.
قلت: تصوَّر طبق "الدولمة" ساعة انقلابه، تصور رائحته الزكية، ومنظره المُثير المغري، تخيَّل نفسك وأنت ترفع قطعةً من بَصَلةٍ ملچوعةِ الجانبِ والمـُحشّاة بالرُزِّ المتبَّل ، تستشعر سيلان الدُهنِ من بين أصابِعِك ، ثم حاوِل أن تتذوَّق طعمها، حيث تختلط حموضَةُ الطعامِ بحلاوةِ تَكَرمُلِ البَصَلِ الحارِ وهو يذوبُ في فَمِك و..
قاطعني: كفى!.. لقد بدأ لُعابي بالسيلان، اشتهيتها.
قلت: هذا بالضبط حقيقة الشهوة.
إنَّها مزيجٌ مجهول من "الحاجة" و "الرغبة". فقد تنشأ الشهوة من ضغط الحاجة، كالحاجة الى الطعام والراحة، والذي يولِّد شهوة الطعام والراحة. لكن لا تتوقف الشهوة هناك. بل ينبع جزءٌ كبيرٌ منها من "الرغبة".. والرغبة بنتُ "الخَيال"، أي تولد من قوة التخيُّل في الذهن.
وقد تعمُّدتُ وَصْفَ "الدولمة" لك، لأنها سُتثير في ذهنك تخَيُّلَها، وكلما تخيَّلتها بصورة أفضل اشتهيتها أكثر، والتخيُّل قد يأتي من "تجارب سابقة" أي من الالتذاذ بأطعمة معينة بقيت آثارها في ذاكرة الانسان. فهنا تتولد الرغبة في تكرار تلك اللذة.
فشهوة طعامِ معيَّن مسبوقٌ بتخيُّل لذَّة الجَسَد به..
وكذا شهوةُ السلطة و المال و الشهرة وغير ذلك.
والتخيُّل فِعلٌ إرادي – في أغلب حالاته-.. فحين تتخيَّل لذَّةً فإنَّك تُثير شهوتك.. وحين تسمح لذهنك بأن يسرح، ولوساوِسِ ابليسِ بأن تملأه ساعَةَ الغفلة، فإنَّك تُعين شهوتك على عقلك.
قال: ما الحل؟
قلت: أوضحتُهُ قبل قليل! .. سَيطِر على أفكارِك، تَقِل سطوة شهوتك، وستمنع هذا الوحش من الهَياجِ، وسيبقى هادِئاً نائِماً.
وتذَّكر القاعدة: حين لا تتخيَّل "الدولمة" لا تشتهيها!
"والدولمة" هنا مجازٌ عفيف عن كل شهوة.. من شهواتِ الجسد والروح معاً.
ولا تنسى أن مجمع الشهوات هي النفس، وحُبُّها، كلما قويتَ عليها سيطرت عليها، لتكن في خدمتك.. فحاول أن تخدمك لا أن تخدمها. مثلها كمثلِ دابَّةٍ تركبها لتوصلك الى ما فيه نفعك، فاركبها، وايّاك أن تدعها تتسلّط عليك فتركبك!
قال: سأحاول.. لكن هل الأمر بهذه البساطة؟ هل سيتركنني ابليس؟ كيف بي والمجتمع يدعوني الى الشهوة؟ كيف و الدنيا تُغري؟ و النساءُ والفتياتُ متزيّناتٌ حولي في الشارع والجامعة وحتى في الاعلام؟ أينما جُلتَ بصري وجدتُ ما يهيِّج شهوتي؟
قلت: الحل عن ذلك بسيط..
فأولاً تعلَّم غضُّ البصر والابتعاد عن أماكن تتكاثر فيه هذه المظاهر – وقد مرَّ في القسم الأول-
والثاني: حاول اصلاح واقعك كلِّه، أو على أقل التقدير محيطك.. عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والثالث: فعِّل قوة "التخيُّل" بالاتجاه الصحيح.
قال: كيف؟
- للحديث تتمة-
..
#سألني_شاب
#السيد_محسن_المدرسي
سألني شابٌ عن الشهوة - ج3/3
قلت: فعِّل قوة "التخيُّل" مرة أخرى؟
قال: كيف؟
قلت: لنَعُد الى مثالِ الدولمة السابق. لو وضعتُ أمامك طبقاً منها، وأنت في غاية الجوع والاشتهاء، أي اجتمعت فيك "الحاجة" و "الرغبة" ، لكنك صائمٌ بصومٍ مستحب. ما الذي يمنعُكَ عن أكله؟
الجواب: إنَّه طَلَبُ لَذَّةٍ كُبرى، في جنَّة الله حيث النعيمِ الذي لا يفنى واللذة التي لا يُقاس بها كل لذائذ العالم مجتمعة.
فما دامت الرغبة نابعة من قوةِ التخيَّل، أي تخيُّلِ اللذة - كما مرّ-، فهناك القدرة على مواجهتها ومعاكستها بتخيُّل لذّةٍ أكبر، وأدوم، وأفضل.. و العاقل يرجَّح تلك الباقية على هذه الزائلة.
ولذا.. فإن تخيُّل الجنَّة أمر مرغوب بل مطلوب. انَّه فعلٌ إرادي. تشوِّق الجنة الى نفسك. تتخيل حالك حين تتحول رغبتُكَ الى واقِع، حيث أنَّك سلطانٌ في مملكتك، حيث النعيم الذي لا يكدِّره شيء، لا همٌ، لا غمٌ، لا طاغيةٌ او سلطان، لا تكليفٌ او مسؤولية..
وا شوقاه الى ذلك.
وهذا نصُّ كلام سيِّد الموحِّدين امير المؤمنين (ع) حين يقول: "فمن اشتاقَ الى الجنَّةِ سَلا عن الشهوات"
فالأنبياء والصالحون و الأولياء، عقلاءٌ بل هم سادة العقلاء. فحين تركوا ملذّات الدنيا واجهدوا انفسهم و روَّضوها لا لأنهم لا يريدون الخير لأنفسهم، بل لأنهم عرفوا أن الخير كله في ذلك العالم، وما هذه الدنيا الا متاعٌ يعيشون فيها أياماً قليلة.. يعقبهم فيها راحةٌ طويلة.
قال: وكيف أزيد شوقي الى الجنَّة؟
قلت: بالقراءة عنها.. فالحديث عنها موفورٌ في القرآن وفي النصوص.. من نعيمها الماديِّ والمعنوي.. الى قصورها و دورها وحورها و بنائِها و طعامها وكسوتها وكل ما يمكن تخيُّله .. وما لا يمكن! وهي كُلُّها أمور واقعية حتى وان لم تستوعبها أذهاننا.
ثم خطِّط لنفسك هناك، وقسِّمها – إن شئت- آلافاً.. فالألفية الأولى تقضيها في الاستراحة عن الدنيا و تنفض عن نفسك تَعَبها وتعب القبرِ والمحشر والحساب (1)! .. والثانية تقضيها متنقلاً بين قصورِ الأصدقاء والأقرباء، تُضيفُهم يوماً و يُضيفونك أخرى .. والألفية الثالثة في تعرِّفٍ على تاريخ العالِمِ من أول انسانٍ الى نهاية الكون.. وألف في خدمة الأنبياء والأوصياء..
هذا كُلُّه مثالٌ للتقريب، ومبني على التسامح طبعا.
فكلما ضعفت أمام شهوةِ حلالٍ تمنع عنك عملاً صالحاً، تذكَّر أنَّك تدفع –بالامتناع عنها- ثمناً قليلاً، وتصبر عليها وقتاً قصيراً ..
فزِد شوقَك الى الجنَّة.. بالقراءة عنها .. وتخيُّل نعيمها. تقوى امام شهواتك.
قال: والحرام؟
قلت: أعوذ بالله. هنا تحتاج الى "تكتيك آخر" .. تخيّل لكن من جنسٍ آخر.
فليس كل الناس عُقلاء بمقدار حتى يتركوا لذَّة آنية صغيرة من اجل لذَّة اكبر بعيدة.. بعضهم يحملون شعارَ العصفور باليد! ودينهم ذلك .. يحبّون "العاجلة"، فما الحل؟
أقول: اذا كانت الشهوة "تخيُّل اللذة"، فإنَّك يمكن أن تُعادِلها بل تتغلَّب عليها في لحظة الإرادة، بتخيِّل ما هو أشد منها "الألم".
فلو وضعوا أمامَك عِجلاً مشوياً لذيذاً، لكنهم قالوا لك: ان طَعِمتَ من العِجلِ لقمة، "سنشويكَ أنتَ كما شويناه" فهل ستقترب منه؟
قال: لا.
قلت: هنا يأتي الحديث عن "النار" و "العذاب" و "الجحيم" و "السلاسل".. وكلها أمورٌ حقيقية قائمة، وليست تخويفاً كتخويف الطفلِ العاصي. إنَّها نتائج طبيعية للأعمال السيئة.
فمن أكل لقمةً من مالِ اليتيم ..إنما يأكل "نارا" وإن كان لا يُدرك ذلك ولا يحس. ومن يد يده الى زوجته ليلطمها، فقد مدَّ يداً في النار.. وان كان لا يحس.
فكلما سوَّلت لك نفسك، و زيَّن لك شيطانك ركوب محرمٍ او اتباع شهوة .. تذكَّر ذلك الموقف الذي تقف بين يدي ربِّك للحساب.
تذكَّر قول الله تعالى – في وصفِ أهل النار-: خذوه فغلّوه، ثُمَّ الجحيمَ صلّوه، ثم في سلسلةٍ ذَرعُها سبعون ذراعاً فاسلكوه"
تذكَّر قول الإمام المعصوم (ع): فكيف إذا كان بين طابقين من نار، ضجيع حجر وقرين شيطان
وكما الترغيب، فإنَّ عملية تخويف الذات، وترهيبها فعلٌ ارادي.. وقوة كامنةٌ في مخيَّلة الإنسان.
وهذا أيضاً نَصُّ كلامِ أمير المؤمنين (ع): "ومن أشفق من النار اجتنب المحرمات"
قال: كيف اشفق منها؟
قلت: بنفس الطريقة السابقة، أقرأ آيات القرآن عنها، واقرأ وصفها عند آل محمد (ع)، خصوصاً في ساعات قسوة القلب.. سترى العَجَبُ العُجاب.
فبقوتي الترغيب والترهيب، تسيطر على هذا الوحش الهائج، وتجعله في خدمتك لا أن تكون في خدمته. وكما يقول أمير المؤمنين (ع)
(إن الرغبة والرهبة اذا اجتمعتا على النفس، ذلَّت لهما وانقادت)
..
قال: وبعد.
قلت: استشعر مراقبة الرب، وعاهد إمام زمانِك الذي تُعرض عليه أعمالُك.. وتوكل على الله، "ومن يتوكل على الله فهو حسبه"
والسلام.
#سألني_شاب
#السيد_محسن_المدرسي
قلت: فعِّل قوة "التخيُّل" مرة أخرى؟
قال: كيف؟
قلت: لنَعُد الى مثالِ الدولمة السابق. لو وضعتُ أمامك طبقاً منها، وأنت في غاية الجوع والاشتهاء، أي اجتمعت فيك "الحاجة" و "الرغبة" ، لكنك صائمٌ بصومٍ مستحب. ما الذي يمنعُكَ عن أكله؟
الجواب: إنَّه طَلَبُ لَذَّةٍ كُبرى، في جنَّة الله حيث النعيمِ الذي لا يفنى واللذة التي لا يُقاس بها كل لذائذ العالم مجتمعة.
فما دامت الرغبة نابعة من قوةِ التخيَّل، أي تخيُّلِ اللذة - كما مرّ-، فهناك القدرة على مواجهتها ومعاكستها بتخيُّل لذّةٍ أكبر، وأدوم، وأفضل.. و العاقل يرجَّح تلك الباقية على هذه الزائلة.
ولذا.. فإن تخيُّل الجنَّة أمر مرغوب بل مطلوب. انَّه فعلٌ إرادي. تشوِّق الجنة الى نفسك. تتخيل حالك حين تتحول رغبتُكَ الى واقِع، حيث أنَّك سلطانٌ في مملكتك، حيث النعيم الذي لا يكدِّره شيء، لا همٌ، لا غمٌ، لا طاغيةٌ او سلطان، لا تكليفٌ او مسؤولية..
وا شوقاه الى ذلك.
وهذا نصُّ كلام سيِّد الموحِّدين امير المؤمنين (ع) حين يقول: "فمن اشتاقَ الى الجنَّةِ سَلا عن الشهوات"
فالأنبياء والصالحون و الأولياء، عقلاءٌ بل هم سادة العقلاء. فحين تركوا ملذّات الدنيا واجهدوا انفسهم و روَّضوها لا لأنهم لا يريدون الخير لأنفسهم، بل لأنهم عرفوا أن الخير كله في ذلك العالم، وما هذه الدنيا الا متاعٌ يعيشون فيها أياماً قليلة.. يعقبهم فيها راحةٌ طويلة.
قال: وكيف أزيد شوقي الى الجنَّة؟
قلت: بالقراءة عنها.. فالحديث عنها موفورٌ في القرآن وفي النصوص.. من نعيمها الماديِّ والمعنوي.. الى قصورها و دورها وحورها و بنائِها و طعامها وكسوتها وكل ما يمكن تخيُّله .. وما لا يمكن! وهي كُلُّها أمور واقعية حتى وان لم تستوعبها أذهاننا.
ثم خطِّط لنفسك هناك، وقسِّمها – إن شئت- آلافاً.. فالألفية الأولى تقضيها في الاستراحة عن الدنيا و تنفض عن نفسك تَعَبها وتعب القبرِ والمحشر والحساب (1)! .. والثانية تقضيها متنقلاً بين قصورِ الأصدقاء والأقرباء، تُضيفُهم يوماً و يُضيفونك أخرى .. والألفية الثالثة في تعرِّفٍ على تاريخ العالِمِ من أول انسانٍ الى نهاية الكون.. وألف في خدمة الأنبياء والأوصياء..
هذا كُلُّه مثالٌ للتقريب، ومبني على التسامح طبعا.
فكلما ضعفت أمام شهوةِ حلالٍ تمنع عنك عملاً صالحاً، تذكَّر أنَّك تدفع –بالامتناع عنها- ثمناً قليلاً، وتصبر عليها وقتاً قصيراً ..
فزِد شوقَك الى الجنَّة.. بالقراءة عنها .. وتخيُّل نعيمها. تقوى امام شهواتك.
قال: والحرام؟
قلت: أعوذ بالله. هنا تحتاج الى "تكتيك آخر" .. تخيّل لكن من جنسٍ آخر.
فليس كل الناس عُقلاء بمقدار حتى يتركوا لذَّة آنية صغيرة من اجل لذَّة اكبر بعيدة.. بعضهم يحملون شعارَ العصفور باليد! ودينهم ذلك .. يحبّون "العاجلة"، فما الحل؟
أقول: اذا كانت الشهوة "تخيُّل اللذة"، فإنَّك يمكن أن تُعادِلها بل تتغلَّب عليها في لحظة الإرادة، بتخيِّل ما هو أشد منها "الألم".
فلو وضعوا أمامَك عِجلاً مشوياً لذيذاً، لكنهم قالوا لك: ان طَعِمتَ من العِجلِ لقمة، "سنشويكَ أنتَ كما شويناه" فهل ستقترب منه؟
قال: لا.
قلت: هنا يأتي الحديث عن "النار" و "العذاب" و "الجحيم" و "السلاسل".. وكلها أمورٌ حقيقية قائمة، وليست تخويفاً كتخويف الطفلِ العاصي. إنَّها نتائج طبيعية للأعمال السيئة.
فمن أكل لقمةً من مالِ اليتيم ..إنما يأكل "نارا" وإن كان لا يُدرك ذلك ولا يحس. ومن يد يده الى زوجته ليلطمها، فقد مدَّ يداً في النار.. وان كان لا يحس.
فكلما سوَّلت لك نفسك، و زيَّن لك شيطانك ركوب محرمٍ او اتباع شهوة .. تذكَّر ذلك الموقف الذي تقف بين يدي ربِّك للحساب.
تذكَّر قول الله تعالى – في وصفِ أهل النار-: خذوه فغلّوه، ثُمَّ الجحيمَ صلّوه، ثم في سلسلةٍ ذَرعُها سبعون ذراعاً فاسلكوه"
تذكَّر قول الإمام المعصوم (ع): فكيف إذا كان بين طابقين من نار، ضجيع حجر وقرين شيطان
وكما الترغيب، فإنَّ عملية تخويف الذات، وترهيبها فعلٌ ارادي.. وقوة كامنةٌ في مخيَّلة الإنسان.
وهذا أيضاً نَصُّ كلامِ أمير المؤمنين (ع): "ومن أشفق من النار اجتنب المحرمات"
قال: كيف اشفق منها؟
قلت: بنفس الطريقة السابقة، أقرأ آيات القرآن عنها، واقرأ وصفها عند آل محمد (ع)، خصوصاً في ساعات قسوة القلب.. سترى العَجَبُ العُجاب.
فبقوتي الترغيب والترهيب، تسيطر على هذا الوحش الهائج، وتجعله في خدمتك لا أن تكون في خدمته. وكما يقول أمير المؤمنين (ع)
(إن الرغبة والرهبة اذا اجتمعتا على النفس، ذلَّت لهما وانقادت)
..
قال: وبعد.
قلت: استشعر مراقبة الرب، وعاهد إمام زمانِك الذي تُعرض عليه أعمالُك.. وتوكل على الله، "ومن يتوكل على الله فهو حسبه"
والسلام.
#سألني_شاب
#السيد_محسن_المدرسي
❤3
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
سماحة السيد #مرتضى_المدرسي يشارك المعزين بمصاب السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
"بس خلي أضوگ"
تكتيكٌ يستخدمه الأطفال ليحدثوا اختراقاً في جدار العقوبات الصلب.. تلك المفروضة عليهم من قبل الوالدين.. يمنعانه عن طعامٍ معين، مصلحةً أو عقوبة.. لكنه يشتهيه، فلا قدرة له على التحدّي ولا المواجهة، ما الحل؟
حلُّ بسيط.. خُداعُ المقدار: بأن يكون "قليلاً"..
"بس اشويّة".. - أي القليل-
"بس خلي أضوگ".. – أي أذُق قليلاً منها-
دائماً ما أقول لابنتي الصغيرة حين تستخدم هذه المراوغة: وما فائدة التذوُّق؟ فاذا كان الطعام طيِّباً فان الـ"شويَّة" لا يطفئ عطش الحاجة، بل يُلهبها.. فلا يسمن ولا يشبع من جوع..
واذا كان سيئاً، فالأفضل عدم التذوُّق قليلاً او كثيراً.
ففي الحالتين ضررٌ لا نفع فيه.
أليس كذلك؟
لكن، وهل ينفع مع الأطفال منطِقٌ أو استدلال؟!
ينتهي المطاف عادة، بأن يتذوَّق الطفل قليلاً.. فيجده كما تصوَّر لذيذاً.. فيزداد طلباً.."بعد شويَّة"، ثم "بس هالمرَّة".. والنهاية معروفة للجميع: تختفي قطعة الحلوى كُلِّها، والطِفلُ يُعاتَب أو يُعاقَب لخيانة الثقة.
أقول:
انّ هذا التكتيك، بالضبط تكتيك ابليس أمام الشهوات.
يمتنع الانسان عن شهوةٍ حرام، لمعرفةٍ بعاقبتها، أو خشيةٍ من الله التي حرَّمها.
طعام محرَّم..
نظرة محرَّمة..
مجلسٌ محرم..
لكن شياطين الجن والانس لا يتركون الانسان.
"جرِّب مرَّةً"
"هو يوم واحد بالعُمُر" !
يلحّون عليه، وكأن التجربة، حين تكون صغيرة أو محدودة، فإنَّ فيها تساهلٌ أو اعفاءٌ عن العقوبة، أو كأن الوقوع في الحرام طريقٌ مفتوح يستطيع الانسان التراجع عنه متى ما شاء.
ولكن،، ما يخفونه عنه، أن بعض المحرمات تشبه دخول السجن، طريقٌ لا رجوع فيه الا بشقِ الأنفس، وحتى لو وجد المخرج فلا ضمانَ لعدم الرجوع الى السجن مرَّة أخرى.
يجرِّب مرَّة.. ثم يندم، لكنَّه مرَّة أخرى يزحف اليه الإغراء كما يزحف النوم الى المكدود. يجرِّب ثانيةً.. فثالثة.. وفي كل مرَّة تزداد الجرعة، حتى يجد نفسه مُدمناً على المعصية معروفاً بها، ولات حين مندم.
فابليس يملئ قلبَ الانسان أملاً، حتى يثمُلَ قلبُهُ بالآمال.
ما الحل اذاً؟
فأمام هذا التكتيك، الحل أمام ابليس وشهواته .. أو اصدقاءُ السوء و وساوسهم ..
هو نفس الحل أمام الطفل حين يريد تجاوز حاجز العقوبات.
كلا!
كلا .. واحدة، كبيرة .. حاسِمة.. لا تقبل التفاوض وإعادة التفكير
المنع التام.. وعدم القبول بسياسة الإستدراج
لأن الله سبحانه وتعالى يقول:
"يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ".
فللشيطان خطوات.. تبدأ صغيرة الى حين توريط الفرد في الفخ..
وحتى لو كانت بداياتها بسيطة، الا ان حقيقتها شيء واحد:
مَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَر
فلا تنخدع بها.
انتهى!
#تأملات
#السيد_محسن_المدرسي
تكتيكٌ يستخدمه الأطفال ليحدثوا اختراقاً في جدار العقوبات الصلب.. تلك المفروضة عليهم من قبل الوالدين.. يمنعانه عن طعامٍ معين، مصلحةً أو عقوبة.. لكنه يشتهيه، فلا قدرة له على التحدّي ولا المواجهة، ما الحل؟
حلُّ بسيط.. خُداعُ المقدار: بأن يكون "قليلاً"..
"بس اشويّة".. - أي القليل-
"بس خلي أضوگ".. – أي أذُق قليلاً منها-
دائماً ما أقول لابنتي الصغيرة حين تستخدم هذه المراوغة: وما فائدة التذوُّق؟ فاذا كان الطعام طيِّباً فان الـ"شويَّة" لا يطفئ عطش الحاجة، بل يُلهبها.. فلا يسمن ولا يشبع من جوع..
واذا كان سيئاً، فالأفضل عدم التذوُّق قليلاً او كثيراً.
ففي الحالتين ضررٌ لا نفع فيه.
أليس كذلك؟
لكن، وهل ينفع مع الأطفال منطِقٌ أو استدلال؟!
ينتهي المطاف عادة، بأن يتذوَّق الطفل قليلاً.. فيجده كما تصوَّر لذيذاً.. فيزداد طلباً.."بعد شويَّة"، ثم "بس هالمرَّة".. والنهاية معروفة للجميع: تختفي قطعة الحلوى كُلِّها، والطِفلُ يُعاتَب أو يُعاقَب لخيانة الثقة.
أقول:
انّ هذا التكتيك، بالضبط تكتيك ابليس أمام الشهوات.
يمتنع الانسان عن شهوةٍ حرام، لمعرفةٍ بعاقبتها، أو خشيةٍ من الله التي حرَّمها.
طعام محرَّم..
نظرة محرَّمة..
مجلسٌ محرم..
لكن شياطين الجن والانس لا يتركون الانسان.
"جرِّب مرَّةً"
"هو يوم واحد بالعُمُر" !
يلحّون عليه، وكأن التجربة، حين تكون صغيرة أو محدودة، فإنَّ فيها تساهلٌ أو اعفاءٌ عن العقوبة، أو كأن الوقوع في الحرام طريقٌ مفتوح يستطيع الانسان التراجع عنه متى ما شاء.
ولكن،، ما يخفونه عنه، أن بعض المحرمات تشبه دخول السجن، طريقٌ لا رجوع فيه الا بشقِ الأنفس، وحتى لو وجد المخرج فلا ضمانَ لعدم الرجوع الى السجن مرَّة أخرى.
يجرِّب مرَّة.. ثم يندم، لكنَّه مرَّة أخرى يزحف اليه الإغراء كما يزحف النوم الى المكدود. يجرِّب ثانيةً.. فثالثة.. وفي كل مرَّة تزداد الجرعة، حتى يجد نفسه مُدمناً على المعصية معروفاً بها، ولات حين مندم.
فابليس يملئ قلبَ الانسان أملاً، حتى يثمُلَ قلبُهُ بالآمال.
ما الحل اذاً؟
فأمام هذا التكتيك، الحل أمام ابليس وشهواته .. أو اصدقاءُ السوء و وساوسهم ..
هو نفس الحل أمام الطفل حين يريد تجاوز حاجز العقوبات.
كلا!
كلا .. واحدة، كبيرة .. حاسِمة.. لا تقبل التفاوض وإعادة التفكير
المنع التام.. وعدم القبول بسياسة الإستدراج
لأن الله سبحانه وتعالى يقول:
"يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ".
فللشيطان خطوات.. تبدأ صغيرة الى حين توريط الفرد في الفخ..
وحتى لو كانت بداياتها بسيطة، الا ان حقيقتها شيء واحد:
مَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَر
فلا تنخدع بها.
انتهى!
#تأملات
#السيد_محسن_المدرسي
صناعة النخبة
وسعــوا دائــرة طموحاتكم، ولا ترضــوا بالعيــش فـي الوديــان مادام الطريق إلى القمة سالكاً.
هنالك مثل يقـول: إن العلم يقـول لطالبه: (أعطني كلك، أعطك بعضي)، فمـن يـريـد أن يكـون عالماً، فلابد أن يطلب العلم من المهـد إلى اللحد، وأن لا تخلو لحظـة مـن لحظات حياتـه إلا وهـو يتزود مـن العلم.
إن للجامعــات نظامــاً تعليمــياً محدوداً وهـذا النظام فـي حقيقــة أمره هــو جـزء مما يجـب أن يستفيــد منــه مـن يريـد أن يكون نافعاً لأمته، سـواء في الحقل الطبي أو الحقــــول الآخــــــرى.
ففي أيـة مـادة تـدرس فـإن عليك أن تقـرأ الكتب المتوفرة في نفس التخصص، مما يزيدك علماً في تخصصك، وهـذا يعنـي أن تملأ فراغاتـك بالمطالعة، وهـذه الفراغـات عـادة كثيرة.
فمثلاً عندما تكون في الطريق إلى الجامعة، فإن ذلك يأخـذ منـك وقتاً، وهـذا الوقت محسـوب مـن عمرك، فحاول أن تستمع إلى بعض المحاضرات في مجال عملك، أو في المجال العام.
ولا تـنــس أن الحضـارة المعاصـرة قـد هيأت للطالب مـن الـوسـائل ما يمكنه مــلء فراغاتــه، ولذلك تجــد أن بعـض الشباب وهـم يمشـون فــي الطــرقات يضعـون سماعات الأذن ويستمعون إلى الموسيقــى والغنــاء، وأنـت بـدل ذلـك استمــع إلــى كــل مـا هــو نـافـع لــك.
ليكن لـك برنامجك اليومي الذي تتسلح فيه بالعلم النافـع سـواء في مجال تخصصـك أو في مجالات الحيـاة العامة.
بادر أساتذتك بالسؤال؛ فإن السؤال مفتاح العلم، کما أن أغلب الأساتذة لا يعطون كل ما لديهم إلا لمن يسألهم.
#السيد_هادي_المدرسي
وسعــوا دائــرة طموحاتكم، ولا ترضــوا بالعيــش فـي الوديــان مادام الطريق إلى القمة سالكاً.
هنالك مثل يقـول: إن العلم يقـول لطالبه: (أعطني كلك، أعطك بعضي)، فمـن يـريـد أن يكـون عالماً، فلابد أن يطلب العلم من المهـد إلى اللحد، وأن لا تخلو لحظـة مـن لحظات حياتـه إلا وهـو يتزود مـن العلم.
إن للجامعــات نظامــاً تعليمــياً محدوداً وهـذا النظام فـي حقيقــة أمره هــو جـزء مما يجـب أن يستفيــد منــه مـن يريـد أن يكون نافعاً لأمته، سـواء في الحقل الطبي أو الحقــــول الآخــــــرى.
ففي أيـة مـادة تـدرس فـإن عليك أن تقـرأ الكتب المتوفرة في نفس التخصص، مما يزيدك علماً في تخصصك، وهـذا يعنـي أن تملأ فراغاتـك بالمطالعة، وهـذه الفراغـات عـادة كثيرة.
فمثلاً عندما تكون في الطريق إلى الجامعة، فإن ذلك يأخـذ منـك وقتاً، وهـذا الوقت محسـوب مـن عمرك، فحاول أن تستمع إلى بعض المحاضرات في مجال عملك، أو في المجال العام.
ولا تـنــس أن الحضـارة المعاصـرة قـد هيأت للطالب مـن الـوسـائل ما يمكنه مــلء فراغاتــه، ولذلك تجــد أن بعـض الشباب وهـم يمشـون فــي الطــرقات يضعـون سماعات الأذن ويستمعون إلى الموسيقــى والغنــاء، وأنـت بـدل ذلـك استمــع إلــى كــل مـا هــو نـافـع لــك.
ليكن لـك برنامجك اليومي الذي تتسلح فيه بالعلم النافـع سـواء في مجال تخصصـك أو في مجالات الحيـاة العامة.
بادر أساتذتك بالسؤال؛ فإن السؤال مفتاح العلم، کما أن أغلب الأساتذة لا يعطون كل ما لديهم إلا لمن يسألهم.
#السيد_هادي_المدرسي
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
سماحة السيد "حفظه الله" وهو يقرأ رائعته بحق سيدة نساء العالمين #فاطمة_الزهراء "س"
القصيدة في كتاب:
عن الزهراء "ع" أتحدث إليكم
#السيد_هادي_المدرسي
#الليالي_الفاطمية
#كربلاء_المقدسه
القصيدة في كتاب:
عن الزهراء "ع" أتحدث إليكم
#السيد_هادي_المدرسي
#الليالي_الفاطمية
#كربلاء_المقدسه
Forwarded from السّيد محسن المُدَرسي
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصادق (ع) «مَا مِنْ أَحَدٍ يَمُوتُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَحَبَّ إِلى إِبْلِيسَ مِنْ مَوْتِ فَقِيهٍ»
وفي بيانِ سبب أن الإسلام ينثلم بموت العالم، يقول الامام موسى بن جعفر (ع): لِأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ الْفُقَهَاءَ حُصُونُ الْإِسْلَامِ كَحِصْنِ سُورِ الْمَدِينَةِ لَهَا
انَّه من المؤلم أن يدهمنا في هذه الليلة، نبأ وفاة حصنٍ من حصون الإسلام، مرجعٍ من المراجع، وفقيهٍ من الفقهاء، وهو المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمد صادق الحسيني الروحاني. فبعد عمرٍ طويل قضاه في ميادين العلم والعمل، رحل الى ربِّه، فإنا لله وانا اليه راجعون.
وفي بيانِ سبب أن الإسلام ينثلم بموت العالم، يقول الامام موسى بن جعفر (ع): لِأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ الْفُقَهَاءَ حُصُونُ الْإِسْلَامِ كَحِصْنِ سُورِ الْمَدِينَةِ لَهَا
انَّه من المؤلم أن يدهمنا في هذه الليلة، نبأ وفاة حصنٍ من حصون الإسلام، مرجعٍ من المراجع، وفقيهٍ من الفقهاء، وهو المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمد صادق الحسيني الروحاني. فبعد عمرٍ طويل قضاه في ميادين العلم والعمل، رحل الى ربِّه، فإنا لله وانا اليه راجعون.
Forwarded from السيد هادي المدرسي
الإعلام بين الوعي والتأثير
🎙️ كلمة سماحة آية الله
السيد هادي المدرسي
هيئة الشباب الرسالي
📍 كربلاء المقدسة
⌛ ١٤٤٤هـ - ٢٠٢٢م
https://youtu.be/dB8ylQS48es
🎙️ كلمة سماحة آية الله
السيد هادي المدرسي
هيئة الشباب الرسالي
📍 كربلاء المقدسة
⌛ ١٤٤٤هـ - ٢٠٢٢م
https://youtu.be/dB8ylQS48es
YouTube
الإعلام بين الوعي والتاثير
المجالس الفاطمية الليلة الثانية لهيئة الشباب الرسالي كربلاء المقدسة
📚{في محراب فاطمه }••
قال : ماهي مآخذكم على من أساء التعامل مع الزهراء (عليها السلام) .
قلت :لدي سؤال واحد : لماذا هذه القسوة مع إبنة رسول الله (ص).
قال :أية قسوة تتحدث عنها ؟.
قلت :مصادرة حقها ،وإحراق باب دارها ، وعصرها بين الحائط والباب ،وقتل جنينها
قال : أكل ذلك قد حدث ؟
قلت : كل ذلك قد حدث ، وإلا فلماذا ماتت في ريعان شبابها ، وهي واجدة على ظالمينا ، وأوصت بأن تدفن ليلاً حتى لا يحضروا جنازتها ، وأوصت بإخفاء قبرها ، قل لي :لماذا؟.
#السيد_هادي_المدرسي
قال : ماهي مآخذكم على من أساء التعامل مع الزهراء (عليها السلام) .
قلت :لدي سؤال واحد : لماذا هذه القسوة مع إبنة رسول الله (ص).
قال :أية قسوة تتحدث عنها ؟.
قلت :مصادرة حقها ،وإحراق باب دارها ، وعصرها بين الحائط والباب ،وقتل جنينها
قال : أكل ذلك قد حدث ؟
قلت : كل ذلك قد حدث ، وإلا فلماذا ماتت في ريعان شبابها ، وهي واجدة على ظالمينا ، وأوصت بأن تدفن ليلاً حتى لا يحضروا جنازتها ، وأوصت بإخفاء قبرها ، قل لي :لماذا؟.
#السيد_هادي_المدرسي
👍1