مساجلة علمية
حول التوسعة على العيال في يوم عاشوراء
إنَّ مسألة (التَّوسعة على العيال في يوم عاشوراء) مطروحة بين أهل العلم قديما، وذكرت في مؤلفات عن (يوم عاشوراء)([1]).
وممَّا حفظ لنا التُّراث الجزائريُّ (مساجَلةٌ علمِيَّةٌ) بينَ الشَّيخ أبي يعلى الزَّواوي، والشَّيخ عمر بن البَسكري، وهي تدلُّ على:
- عِلم الرَّجُلَين.
- عدَم المُحاباة مقابِلَ الحقِّ.
- سَعة صدورِهم للخلاف الفقهيِّ.
وأصلها:
فتوى أصدرَها الشَّيخُ أبو يعلى الزَّواوي - رحمه الله - جوابًا لسؤالٍ ورد عليه من (محمَّد بن عبد الله الطَّنجي) من مدينة (البليدة)، وذلك ضمن الأسئلة الموجَّهة للجنة الفتوى بـ(جمعية العلماء المسلمين الجزائريين)؛ فالشَّيخ - رحمه الله - عضوٌ فيها، وكان يَرأسُها الشَّيخ العربي التبسي - رحمه الله -.
ولمَّا قرأ الشَّيخ عمر بن البسكري - رحمه الله - الفَتوى ردَّ عليها في الجريدة نفسها، ثمَّ أجابه الشَّيخ أبو يعلى – رحمه الله -.
فأحبَبت أن أنشُر هذه المساجَلة([2])، وأعلِّق عليها بما يسَّر الله، وهو الموفِّق.
***
جاء في العدد 15 من «البصائر» (1/128):
قسم الفتوى:
سأل السيد محمَّد بن عبد الله الطَّنْجي السَّاكن في (البليدة) بقوله:
أفتى بعضُ الطَّلبة بجواز التَّوسعة على العِيال يوم عاشوراء، واعتمد في فتواه تلك حديثَ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَنْهُ سَائِرَ سَنَتِهِ».
وهل هذا الحديث الَّذي استدلَّ به صحيحٌ أو حسنٌ أو ضعيفٌ أو موضوعٌ؟
أفيدونا تؤجَروا.
الجواب: أصابَ مَن أفتى بذلك([3])، وأنَّ التَّوسِعة على العِيال مطلوبةٌ في المواسِم كلِّها، وفي غير المواسِم؛ قال تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ﴾، والحديث في «معجم الطَّبراني»، ولفظُه: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا»([4]).
قلتُ: وأجَبنا هذا السَّائل أخذًا لخاطِره فقَط، ومِن حيثُ السُّؤال على الحديثِ، وإلاَّ فإنَّ الإِنفاق على العِيال لا يُستَفتى فيه؛ إنَّما يُستَفتى في عدَم الإِنفاق إنِ استَطاع وبخِل([5]).
أبو يعلى الزَّواوي
***
ثمَّ تعقَّبه الشَّيخُ عمر بن البسكري - رحمه الله - في العدد 20 من «البصائر» (1/167):
﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾
كتابٌ كريمٌ إلى أخٍ كريمٍ
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبدِ ربِّه عمرَ بن البَسكري إلى أخيه، بل والِده الإِصلاحيِّ، شيخِ المُصلِحين، ومُصلِح الشُّيوخ سيَّدِي أبي يعلَى الزَّواوي - أمدَّ اللهُ في عُمره لنَفع المسلِمين -:
السَّلام عليكم ورحمة الله
وبعد: فقَد اطَّلعتُ لفضِيلتكم بجريدة «البصائر» على ما يتحتَّم التَّنبيهُ عليه، والدَّعوة إلى إصلاحِ خَلَلِه؛ لما في الأثَر: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْمِرْآةِ»([6])، ولما في «الصَّحيح»: «اَلْمُؤْمِنُ لأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ؛ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا»([7]).
ذلكم سيِّدي! ما أفتَيتُم به في العدد الخامسَ عشر من الجريدة، المذكور تحت عنوان: «قسم الفتوى»، من تأيِيد مَن يقولُ بجَواز التَّوسِعة على العِيال يوم عاشُوراء، ومُعتمَد كلٍّ منكُما على حديثِ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ»، لقولكم حرفِيًّا: «أصابَ مَن أفتى بذلك، وأنَّ التَّوسعة على العِيال مطلوبةٌ في المواسِم كلِّها، وفي غيرِ المواسِم؛ قال تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ﴾، والحديث في «معجم الطَّبراني»، ولفظُه: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا»».
هكذا قُلتُم حرفيًّا.
سيِّدي! أُحيط جَنابَكُم علمًا بأنَّ الحديثَ المذكور يقولُ فيه حجَّة الإسلام ابنُ تيمِيَّة ما نصُّه حرفيًّا في كتاب «منهاج السُّنة» (ج 4/ ص 114): «وقد يَروِي كثيرٌ ممَّن ينتسِبُ إلى السُّنة أحاديثَ يظُنُّونها من السُّنة وهي كذِبٌ؛ كالأحاديثِ المروِيَّة في فضل عاشُوراء - غير الصَّوم -، وفضل الكُحل فيه، والاغتِسال، والحديث، والخِضاب، والمُصافَحة، وتَوسِعة النَّفقة على العِيال فيه، ونحوِ ذلك، وليسَ في أحاديثِ عاشُوراء حديثٌ صحيحٌ غير الصَّوم».
هكذا يقول حرفيًّا، وتبِعه تلميذُه ابنُ القيِّم([8])، وابنُ رجَبٍ([9])، وغيرُهم.
ثمَّ لا يخفَى على جَنابكم أنَّ الجرحَ مقدَّمٌ على التَّعديل([10]).
وأمَّا الآيةُ الَّتي استَدللتُم بها فهي غيرُ مطابِقةٍ لمحلِّ النِّزاع؛ لأنَّها في أصلِ النَّفقة العامَّة في سائِر الأيَّام الَّتي تقِلُّ وتكثُر بحسَب رِزق المُنفِق.
وهي لم يسأَلكُم عنها السَّائل، وإنَّما تبرَّعتُم بها تَوسِعةً للإِفادة العلمِيَّة، وذلك حسَنٌ، ولكن بعدَ الإِفادة المسؤُولِ عنها؛ لأنَّ السَّائل إنَّما سأَلكُم عن تَوس
حول التوسعة على العيال في يوم عاشوراء
إنَّ مسألة (التَّوسعة على العيال في يوم عاشوراء) مطروحة بين أهل العلم قديما، وذكرت في مؤلفات عن (يوم عاشوراء)([1]).
وممَّا حفظ لنا التُّراث الجزائريُّ (مساجَلةٌ علمِيَّةٌ) بينَ الشَّيخ أبي يعلى الزَّواوي، والشَّيخ عمر بن البَسكري، وهي تدلُّ على:
- عِلم الرَّجُلَين.
- عدَم المُحاباة مقابِلَ الحقِّ.
- سَعة صدورِهم للخلاف الفقهيِّ.
وأصلها:
فتوى أصدرَها الشَّيخُ أبو يعلى الزَّواوي - رحمه الله - جوابًا لسؤالٍ ورد عليه من (محمَّد بن عبد الله الطَّنجي) من مدينة (البليدة)، وذلك ضمن الأسئلة الموجَّهة للجنة الفتوى بـ(جمعية العلماء المسلمين الجزائريين)؛ فالشَّيخ - رحمه الله - عضوٌ فيها، وكان يَرأسُها الشَّيخ العربي التبسي - رحمه الله -.
ولمَّا قرأ الشَّيخ عمر بن البسكري - رحمه الله - الفَتوى ردَّ عليها في الجريدة نفسها، ثمَّ أجابه الشَّيخ أبو يعلى – رحمه الله -.
فأحبَبت أن أنشُر هذه المساجَلة([2])، وأعلِّق عليها بما يسَّر الله، وهو الموفِّق.
***
جاء في العدد 15 من «البصائر» (1/128):
قسم الفتوى:
سأل السيد محمَّد بن عبد الله الطَّنْجي السَّاكن في (البليدة) بقوله:
أفتى بعضُ الطَّلبة بجواز التَّوسعة على العِيال يوم عاشوراء، واعتمد في فتواه تلك حديثَ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَنْهُ سَائِرَ سَنَتِهِ».
وهل هذا الحديث الَّذي استدلَّ به صحيحٌ أو حسنٌ أو ضعيفٌ أو موضوعٌ؟
أفيدونا تؤجَروا.
الجواب: أصابَ مَن أفتى بذلك([3])، وأنَّ التَّوسِعة على العِيال مطلوبةٌ في المواسِم كلِّها، وفي غير المواسِم؛ قال تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ﴾، والحديث في «معجم الطَّبراني»، ولفظُه: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا»([4]).
قلتُ: وأجَبنا هذا السَّائل أخذًا لخاطِره فقَط، ومِن حيثُ السُّؤال على الحديثِ، وإلاَّ فإنَّ الإِنفاق على العِيال لا يُستَفتى فيه؛ إنَّما يُستَفتى في عدَم الإِنفاق إنِ استَطاع وبخِل([5]).
أبو يعلى الزَّواوي
***
ثمَّ تعقَّبه الشَّيخُ عمر بن البسكري - رحمه الله - في العدد 20 من «البصائر» (1/167):
﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾
كتابٌ كريمٌ إلى أخٍ كريمٍ
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبدِ ربِّه عمرَ بن البَسكري إلى أخيه، بل والِده الإِصلاحيِّ، شيخِ المُصلِحين، ومُصلِح الشُّيوخ سيَّدِي أبي يعلَى الزَّواوي - أمدَّ اللهُ في عُمره لنَفع المسلِمين -:
السَّلام عليكم ورحمة الله
وبعد: فقَد اطَّلعتُ لفضِيلتكم بجريدة «البصائر» على ما يتحتَّم التَّنبيهُ عليه، والدَّعوة إلى إصلاحِ خَلَلِه؛ لما في الأثَر: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْمِرْآةِ»([6])، ولما في «الصَّحيح»: «اَلْمُؤْمِنُ لأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ؛ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا»([7]).
ذلكم سيِّدي! ما أفتَيتُم به في العدد الخامسَ عشر من الجريدة، المذكور تحت عنوان: «قسم الفتوى»، من تأيِيد مَن يقولُ بجَواز التَّوسِعة على العِيال يوم عاشُوراء، ومُعتمَد كلٍّ منكُما على حديثِ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ»، لقولكم حرفِيًّا: «أصابَ مَن أفتى بذلك، وأنَّ التَّوسعة على العِيال مطلوبةٌ في المواسِم كلِّها، وفي غيرِ المواسِم؛ قال تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ﴾، والحديث في «معجم الطَّبراني»، ولفظُه: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا»».
هكذا قُلتُم حرفيًّا.
سيِّدي! أُحيط جَنابَكُم علمًا بأنَّ الحديثَ المذكور يقولُ فيه حجَّة الإسلام ابنُ تيمِيَّة ما نصُّه حرفيًّا في كتاب «منهاج السُّنة» (ج 4/ ص 114): «وقد يَروِي كثيرٌ ممَّن ينتسِبُ إلى السُّنة أحاديثَ يظُنُّونها من السُّنة وهي كذِبٌ؛ كالأحاديثِ المروِيَّة في فضل عاشُوراء - غير الصَّوم -، وفضل الكُحل فيه، والاغتِسال، والحديث، والخِضاب، والمُصافَحة، وتَوسِعة النَّفقة على العِيال فيه، ونحوِ ذلك، وليسَ في أحاديثِ عاشُوراء حديثٌ صحيحٌ غير الصَّوم».
هكذا يقول حرفيًّا، وتبِعه تلميذُه ابنُ القيِّم([8])، وابنُ رجَبٍ([9])، وغيرُهم.
ثمَّ لا يخفَى على جَنابكم أنَّ الجرحَ مقدَّمٌ على التَّعديل([10]).
وأمَّا الآيةُ الَّتي استَدللتُم بها فهي غيرُ مطابِقةٍ لمحلِّ النِّزاع؛ لأنَّها في أصلِ النَّفقة العامَّة في سائِر الأيَّام الَّتي تقِلُّ وتكثُر بحسَب رِزق المُنفِق.
وهي لم يسأَلكُم عنها السَّائل، وإنَّما تبرَّعتُم بها تَوسِعةً للإِفادة العلمِيَّة، وذلك حسَنٌ، ولكن بعدَ الإِفادة المسؤُولِ عنها؛ لأنَّ السَّائل إنَّما سأَلكُم عن تَوس
ِعةٍ مخصُوصةٍ في يومٍ مخصُوصٍ، كما لا يخفَى ذلك عليكُم، وما ورَد عامًّا لا يُستَدلُّ به على أمرٍ خاصٍّ، ولو كانَ ذلك الخاصُّ داخِلاً تحت ذلك العامِّ في الجُملة، كمَسألتِنا هذه([11]).
فإذا سأَل سائلٌ آخَر - مثلاً - عن التَّقرُّب بصلاةٍ مخصُوصةٍ ليلةَ المولِد النَّبوي، أو القِراءة عند القُبور فلا يُجاب بأنَّ الصَّلاة مطلوبَةٌ في كلِّ وقتٍ لقوله تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً﴾، ولا بأنَّ تلاوةَ القُرآن مطلوبةٌ لقوله تعالى: ﴿فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ﴾، أو بقوله تعالى: ﴿وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ﴾.
هذا؛ وممَّا زادَ في تشجِيعي على إِسداء هذِه الكلمة النَّصيحةِ لجَنابِكم قولُكم حرفيًّا في العدد السَّابعَ عشر من «البصائر»: «وعلى كلِّ حالٍ؛ فإنَّني لستُ ممَّن يقولُ لا أقبلُ النَّصيحة»، إلى أن قلتُم: «بل إنِّي أقبلُ النَّصيحة مِن أهلِها بشَرطِها»([12]).
وخِتامًا؛ سيِّدي! أرجوكُم لإِقرار كتابِي إنْ كانَ حقًّا، أو ردِّه إن كانَ خطئًا.
والسَّلام عليكُم معادٌ مِن أخِيكم.
عمر بن البسكري
***
ثمَّ أجابه الشَّيخ أبو يعلَى - رحمه الله - في العدد 20 من «البصائر»:
﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾
إلى أخٍ فاضِلٍ
بسم الله الرحمن الرحيم
من أبي يعلَى إلى أخيهِ في الله ومُحبِّه من أجلِه سيِّدي عمر بن البسكري:
كثيرُ السَّلام، وبعد:
فقَد اطَّلعتُ على خِطابكم الموجَّه إليَّ في شأنِ ذكري الحديث الَّذي رواه الطَّبرانيُّ في «الأوسط»([13]) جوابًا إلى السَّائل عن تَوسِعة النَّفقة على العِيال في عاشُوراء، إلى آخر ما وقَفتُم عليه.
فالجواب: أنِّي معتمِدٌ ذلكَ كما اعتمَدهُ جملةٌ من شُرَّاح «المختصَر»([14])، الَّذي به الفَتوى في مذهبِنا المالكيِّ؛ مثل: الدَّسوقِي، والعدَوي على الخِرشي.
وقال الدَّسوقي - تعليقًا على قول الدَّردير: «ونُدِبَ تَوسِعةٌ علَى الأَهل» - ما لفظُه: «قوله: «ونُدِب فيهِ تَوسِعةٌ علَى الأَهل» إلخ؛ اقتصر عليهَا مع أنَّه يُندَب فيه عشرُ خِصالٍ، جمَعَها بعضُهم في قولِه:
صُمْ صَلِّ صِلْ زُرْ عَالِمًا ثُمَّ اغْتَسِلْ *** رَأْسَ الْيَتِيمِ امْسَحْ تَصَدَّقْ وَاكْتَحِلْ
وَسِّعْ عَلَى العِيَالِ قَلِّمْ ظُفْرًا *** وَسُورَةَ الإِخْلاَصِ قُلْ أَلْفًا تَصِلْ
لقوَّة حديثِ التَّوسعة [دون غيرها]»([15]) اهـ بالحرف.
وقال العدَوي: «قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «مَنْ وَسَّعَ»» الحديث، وذكَر الحديثَ بلفظِه ولم يعزُه للطَّبراني([16]).
وذكره الشَّرنوبي في خُطبه([17])، وإنِّي نفسِي راجَعتُ «الجامع الصَّغير» بعدَ أن بعثتُ بالفُتيا إلى الجريدة فوجدتُ الشَّارح العَزِيزيَّ([18]) يقولُ بضَعف أسانيد الحديث، وهكذا تسَاهلوا في إيراد الأحاديث الضَّعيفة في فضائِل الأَعمال([19])، فتساهَلْنا، والحقُّ أن لا يُتساهَل في الحديث على الإِطلاق، وأن لا يُعتبَر إلاَّ الصَّحيح تحفُّظًا من الخطأ والوقوعِ في الكذب عليه - صلَّى الله عليه وسلَّم -، ولكن ما الحيلَةُ وقد طَفح الكيلُ في كتُب الفقهاء.
ولذلك أقُول لك ما قال الأوَّل: «وجدتُ آجُرًّا وجِصًّا فبنَيتُ»، ومكان([20]) القولُ ذا سعةٍ؛ فإنَّ معضِلةَ الحديث، ومشاكِلَه، والخلافَ فيه أعيا الفُحولَ([21]).
وأعجبَني ابنُ كثيرٍ الَّذي تكلَّم في أصنافِه؛ حيثُ يقول: «لا يلزَمُ تقسيم الحديث إلى صحيحٍ وحسنٍ وضعيفٍ، إنَّما يلزَم اعتِبار الصَّحيح والضَّعيف فقط»، يعني - رحمه الله - لا يلزَم في الحديث إلاَّ الصَّحيح حينَذاك.
ألا ترَون إلى ما جرَى ويجرِي في شأن الحديث الَّذي أورَده ابنُ حبِيبٍ - مِن أتباع مالِكٍ - في القراءة على الجنازَة، وهو - الحديث - ضعيفٌ، ثمَّ اعتمَده جميعُ شرَّاح «المختصَر»، وكادوا يَضرِبون بذلك على قَول إمامِهم مالِكٍ القائلِ بالكَراهة، والحالُ أنَّهم عالِمُون أنَّ ابنَ حبِيبٍ ضعيفُ في الحديث، كما ذكرُوا ذلك في ترجمته في «الدِّيباج المُذهَب في أعيان المَذهَب»، وقال ابنُ رُشدٍ في «بداية المجتهد» في باب الجمعة: «وأحادِيثُ ابنِ حَبِيبٍ لا يُحتَجُّ بها؛ لأنَّه ضعيفٌ»، ومع ذلكَ؛ فنَحنُ في ردُودٍ مستمِرَّةٍ على هذا الشَّأن.
وإنَّه ممَّا يجب؛ التَّحرِّي في الاستِدلال بالحديث إلاَّ إذا كان صحيحًا، وهو صوابٌ، ولكنَّه صَعبٌ.
اللَّهمَّ! اغفِر لنَا ما قدَّمنا، وما أخَّرنا، وألهِمنا، وأَلهِم الأمَّةَ للصَّواب أن تتحَفَّظ، وتَحذَر من الوُقوع في الكذِب على نبيِّها. واللهُ المستَعانُ، وعليه التُّكلان.
أبو يعلى الزواوي
==============================
([1]) المؤلفات كثيرة عن يوم عاشوراء.
([2]) وكنت قد نشرتها من قبل كما هي، وضاعت مني.
([3]) بل أخطأ، وسيأتي بيانه - إن شاء الله -.
([4]) برقم (10007) بلفظ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَزَلْ فِي سَعَةٍ سَائِرَ سَنَتِهِ». وضعفه الإمام الألباني - رحمه الله - في «السلسلة الضعيفة» (4992).
([5]) لأن هذا مما يعلم ضرورة.
(
فإذا سأَل سائلٌ آخَر - مثلاً - عن التَّقرُّب بصلاةٍ مخصُوصةٍ ليلةَ المولِد النَّبوي، أو القِراءة عند القُبور فلا يُجاب بأنَّ الصَّلاة مطلوبَةٌ في كلِّ وقتٍ لقوله تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً﴾، ولا بأنَّ تلاوةَ القُرآن مطلوبةٌ لقوله تعالى: ﴿فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ﴾، أو بقوله تعالى: ﴿وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ﴾.
هذا؛ وممَّا زادَ في تشجِيعي على إِسداء هذِه الكلمة النَّصيحةِ لجَنابِكم قولُكم حرفيًّا في العدد السَّابعَ عشر من «البصائر»: «وعلى كلِّ حالٍ؛ فإنَّني لستُ ممَّن يقولُ لا أقبلُ النَّصيحة»، إلى أن قلتُم: «بل إنِّي أقبلُ النَّصيحة مِن أهلِها بشَرطِها»([12]).
وخِتامًا؛ سيِّدي! أرجوكُم لإِقرار كتابِي إنْ كانَ حقًّا، أو ردِّه إن كانَ خطئًا.
والسَّلام عليكُم معادٌ مِن أخِيكم.
عمر بن البسكري
***
ثمَّ أجابه الشَّيخ أبو يعلَى - رحمه الله - في العدد 20 من «البصائر»:
﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾
إلى أخٍ فاضِلٍ
بسم الله الرحمن الرحيم
من أبي يعلَى إلى أخيهِ في الله ومُحبِّه من أجلِه سيِّدي عمر بن البسكري:
كثيرُ السَّلام، وبعد:
فقَد اطَّلعتُ على خِطابكم الموجَّه إليَّ في شأنِ ذكري الحديث الَّذي رواه الطَّبرانيُّ في «الأوسط»([13]) جوابًا إلى السَّائل عن تَوسِعة النَّفقة على العِيال في عاشُوراء، إلى آخر ما وقَفتُم عليه.
فالجواب: أنِّي معتمِدٌ ذلكَ كما اعتمَدهُ جملةٌ من شُرَّاح «المختصَر»([14])، الَّذي به الفَتوى في مذهبِنا المالكيِّ؛ مثل: الدَّسوقِي، والعدَوي على الخِرشي.
وقال الدَّسوقي - تعليقًا على قول الدَّردير: «ونُدِبَ تَوسِعةٌ علَى الأَهل» - ما لفظُه: «قوله: «ونُدِب فيهِ تَوسِعةٌ علَى الأَهل» إلخ؛ اقتصر عليهَا مع أنَّه يُندَب فيه عشرُ خِصالٍ، جمَعَها بعضُهم في قولِه:
صُمْ صَلِّ صِلْ زُرْ عَالِمًا ثُمَّ اغْتَسِلْ *** رَأْسَ الْيَتِيمِ امْسَحْ تَصَدَّقْ وَاكْتَحِلْ
وَسِّعْ عَلَى العِيَالِ قَلِّمْ ظُفْرًا *** وَسُورَةَ الإِخْلاَصِ قُلْ أَلْفًا تَصِلْ
لقوَّة حديثِ التَّوسعة [دون غيرها]»([15]) اهـ بالحرف.
وقال العدَوي: «قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «مَنْ وَسَّعَ»» الحديث، وذكَر الحديثَ بلفظِه ولم يعزُه للطَّبراني([16]).
وذكره الشَّرنوبي في خُطبه([17])، وإنِّي نفسِي راجَعتُ «الجامع الصَّغير» بعدَ أن بعثتُ بالفُتيا إلى الجريدة فوجدتُ الشَّارح العَزِيزيَّ([18]) يقولُ بضَعف أسانيد الحديث، وهكذا تسَاهلوا في إيراد الأحاديث الضَّعيفة في فضائِل الأَعمال([19])، فتساهَلْنا، والحقُّ أن لا يُتساهَل في الحديث على الإِطلاق، وأن لا يُعتبَر إلاَّ الصَّحيح تحفُّظًا من الخطأ والوقوعِ في الكذب عليه - صلَّى الله عليه وسلَّم -، ولكن ما الحيلَةُ وقد طَفح الكيلُ في كتُب الفقهاء.
ولذلك أقُول لك ما قال الأوَّل: «وجدتُ آجُرًّا وجِصًّا فبنَيتُ»، ومكان([20]) القولُ ذا سعةٍ؛ فإنَّ معضِلةَ الحديث، ومشاكِلَه، والخلافَ فيه أعيا الفُحولَ([21]).
وأعجبَني ابنُ كثيرٍ الَّذي تكلَّم في أصنافِه؛ حيثُ يقول: «لا يلزَمُ تقسيم الحديث إلى صحيحٍ وحسنٍ وضعيفٍ، إنَّما يلزَم اعتِبار الصَّحيح والضَّعيف فقط»، يعني - رحمه الله - لا يلزَم في الحديث إلاَّ الصَّحيح حينَذاك.
ألا ترَون إلى ما جرَى ويجرِي في شأن الحديث الَّذي أورَده ابنُ حبِيبٍ - مِن أتباع مالِكٍ - في القراءة على الجنازَة، وهو - الحديث - ضعيفٌ، ثمَّ اعتمَده جميعُ شرَّاح «المختصَر»، وكادوا يَضرِبون بذلك على قَول إمامِهم مالِكٍ القائلِ بالكَراهة، والحالُ أنَّهم عالِمُون أنَّ ابنَ حبِيبٍ ضعيفُ في الحديث، كما ذكرُوا ذلك في ترجمته في «الدِّيباج المُذهَب في أعيان المَذهَب»، وقال ابنُ رُشدٍ في «بداية المجتهد» في باب الجمعة: «وأحادِيثُ ابنِ حَبِيبٍ لا يُحتَجُّ بها؛ لأنَّه ضعيفٌ»، ومع ذلكَ؛ فنَحنُ في ردُودٍ مستمِرَّةٍ على هذا الشَّأن.
وإنَّه ممَّا يجب؛ التَّحرِّي في الاستِدلال بالحديث إلاَّ إذا كان صحيحًا، وهو صوابٌ، ولكنَّه صَعبٌ.
اللَّهمَّ! اغفِر لنَا ما قدَّمنا، وما أخَّرنا، وألهِمنا، وأَلهِم الأمَّةَ للصَّواب أن تتحَفَّظ، وتَحذَر من الوُقوع في الكذِب على نبيِّها. واللهُ المستَعانُ، وعليه التُّكلان.
أبو يعلى الزواوي
==============================
([1]) المؤلفات كثيرة عن يوم عاشوراء.
([2]) وكنت قد نشرتها من قبل كما هي، وضاعت مني.
([3]) بل أخطأ، وسيأتي بيانه - إن شاء الله -.
([4]) برقم (10007) بلفظ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَزَلْ فِي سَعَةٍ سَائِرَ سَنَتِهِ». وضعفه الإمام الألباني - رحمه الله - في «السلسلة الضعيفة» (4992).
([5]) لأن هذا مما يعلم ضرورة.
(
[6]) رواه البخاري في «الأدب المفرد» (238) بلفظ: «الْمُؤْمِنُ مَرْآةُ أَخِيهِ إِذَا رَأَى فِيهَا عيبا أصلحه»، وحسنه الإمام الألباني - رحمه الله -.
([7]) رواه البخاري (481)، ومسلم (2585).
([8]) «المنار المنيف في الصحيح والضعيف» (ص 111).
([9]) «لطائف المعارف» (ص 54).
([10]) وهو المفسَّر على الصحيح، وذكر هذا لأن بعض رواة الحديث متكلم فيه، وإن كان بعضهم صحَّحه!
([11]) وقد دخل من البدع الشيء الكثير من هذا الباب، وقد أشار إليه الشاطبي - رحمه الله - في «الاعتصام».
([12]) وظهر صدقه في جوابه - رحمه الله -، كما سيأتي.
([13]) (9302).
([14]) لخليل بن إسحاق بن موسى الجندي (ت: 776هـ)، واشتهر باسم «مختصر خليل»، وللشيخ أبي يعلى - رحمه الله - كلام جميل عنه، نشرته في منتديات التصفية والتربية هنا.
([15]) «حاشية الدسوقي على الشرح الكبير» (1/516).
([16])
([17])
([18])
([19]) مسألة فيها تفصيل.
([20]) لعلها: وما كان!
([21]) وليس هذا حجة؛ فإن الفحول قد ضعفوا هذا الحديث.
([7]) رواه البخاري (481)، ومسلم (2585).
([8]) «المنار المنيف في الصحيح والضعيف» (ص 111).
([9]) «لطائف المعارف» (ص 54).
([10]) وهو المفسَّر على الصحيح، وذكر هذا لأن بعض رواة الحديث متكلم فيه، وإن كان بعضهم صحَّحه!
([11]) وقد دخل من البدع الشيء الكثير من هذا الباب، وقد أشار إليه الشاطبي - رحمه الله - في «الاعتصام».
([12]) وظهر صدقه في جوابه - رحمه الله -، كما سيأتي.
([13]) (9302).
([14]) لخليل بن إسحاق بن موسى الجندي (ت: 776هـ)، واشتهر باسم «مختصر خليل»، وللشيخ أبي يعلى - رحمه الله - كلام جميل عنه، نشرته في منتديات التصفية والتربية هنا.
([15]) «حاشية الدسوقي على الشرح الكبير» (1/516).
([16])
([17])
([18])
([19]) مسألة فيها تفصيل.
([20]) لعلها: وما كان!
([21]) وليس هذا حجة؛ فإن الفحول قد ضعفوا هذا الحديث.
﴿وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (١٧۰)﴾.
﴿١٧۰﴾ وإنما العقلاءُ حقيقة من وصفهم الله بقوله: ﴿والذين يمسِّكونَ بالكتاب﴾؛ أي: يتمسَّكون به علماً وعملاً، فيعلمون ما فيه من الأحكام والأخبار التي علمها أشرف العلوم، ويعملون بما فيها من الأوامر التي هي قرة العيون وسرور القلوب وأفراح الأرواح وصلاح الدنيا والآخرة. ومن أعظم ما يجب التمسُّك به من المأمورات إقامة الصلاة ظاهراً وباطناً، ولهذا خصها بالذِّكر لفضلها وشرفها وكونها ميزان الإيمان وإقامتها داعيةٌ لإقامة غيرها من العبادات. ولما كان عملهم كلُّه إصلاحاً؛ قال تعالى: ﴿إنَّا لا نُضيعَ أجر المصلحين﴾: في أقوالهم وأعمالهم ونيَّاتهم، مصلحين لأنفسهم ولغيرهم.
وهذه الآية وما أشبهها دلَّت على أنَّ الله بعث رسله عليهم الصلاة والسلام بالصلاح لا بالفساد، وبالمنافع لا بالمضار، وأنَّهم بُعِثوا بصلاح الدارين؛ فكلُّ مَن كان أصلح؛ كان أقرب إلى اتِّباعهم.
-----------------
"تفسير السعدي"
﴿١٧۰﴾ وإنما العقلاءُ حقيقة من وصفهم الله بقوله: ﴿والذين يمسِّكونَ بالكتاب﴾؛ أي: يتمسَّكون به علماً وعملاً، فيعلمون ما فيه من الأحكام والأخبار التي علمها أشرف العلوم، ويعملون بما فيها من الأوامر التي هي قرة العيون وسرور القلوب وأفراح الأرواح وصلاح الدنيا والآخرة. ومن أعظم ما يجب التمسُّك به من المأمورات إقامة الصلاة ظاهراً وباطناً، ولهذا خصها بالذِّكر لفضلها وشرفها وكونها ميزان الإيمان وإقامتها داعيةٌ لإقامة غيرها من العبادات. ولما كان عملهم كلُّه إصلاحاً؛ قال تعالى: ﴿إنَّا لا نُضيعَ أجر المصلحين﴾: في أقوالهم وأعمالهم ونيَّاتهم، مصلحين لأنفسهم ولغيرهم.
وهذه الآية وما أشبهها دلَّت على أنَّ الله بعث رسله عليهم الصلاة والسلام بالصلاح لا بالفساد، وبالمنافع لا بالمضار، وأنَّهم بُعِثوا بصلاح الدارين؛ فكلُّ مَن كان أصلح؛ كان أقرب إلى اتِّباعهم.
-----------------
"تفسير السعدي"
=== تَتابُع الأَلسِنة على العبد ===
قال مُطرِّفٌ: «قال لي مالكٌ: ما يقول الناسُ فيَّ؟ قلتُ: أمَّا الصَّدِيقُ فيُثني، وأمَّا العدوُّ فيَقع. قال: ما زال النَّاسُ كذلك، ولكِن نعوذُ بالله مِن تتابُع الألسِنة كلِّها» [«تذكرة الحفاظ» (1/ 212).
✍️ أن يتتابعَ الناسُ على الثناء عليك مظنة الاغترار.
✍️ أن يتتابع الناسُ على ذمِّك مظنة الهلَكة.
نعوذ بالله من تتابع الألسنة كلها.
قال مُطرِّفٌ: «قال لي مالكٌ: ما يقول الناسُ فيَّ؟ قلتُ: أمَّا الصَّدِيقُ فيُثني، وأمَّا العدوُّ فيَقع. قال: ما زال النَّاسُ كذلك، ولكِن نعوذُ بالله مِن تتابُع الألسِنة كلِّها» [«تذكرة الحفاظ» (1/ 212).
✍️ أن يتتابعَ الناسُ على الثناء عليك مظنة الاغترار.
✍️ أن يتتابع الناسُ على ذمِّك مظنة الهلَكة.
نعوذ بالله من تتابع الألسنة كلها.
=== مما نحتاج إليه في حياتنا ===
** سوء الظن بالنفس:
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: "أمَّا سوء الظنِّ بالنفس فإنَّما احتاج إليه؛ لأنَّ حسن الظنِّ بالنفس يمنع من كمال التَّفتِيش، ويلبِّس عليه، فيرى المساوئَ محاسنَ، والعيوبَ كمالًا، فإنَّ المحبَّ يرى مساوئ محبوبه وعيوبَه كذلك.
فعين الرضى عن كل عيب كليلة**كما أن عين السخط تبدي المساويا
ولا يسيء الظنَّ بنفسه إلا من عرفها، ومن أحسن ظنَّه بنفسه فهو من أجهل الناس بنفسه" اهـ ["مدارج السالكين": (1 / 189)].
فلا داعي لبث مبدأ ((الثقة بالنفس))!
أو يحتاج إلى تعديل في فهمه.
** سوء الظن بالنفس:
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: "أمَّا سوء الظنِّ بالنفس فإنَّما احتاج إليه؛ لأنَّ حسن الظنِّ بالنفس يمنع من كمال التَّفتِيش، ويلبِّس عليه، فيرى المساوئَ محاسنَ، والعيوبَ كمالًا، فإنَّ المحبَّ يرى مساوئ محبوبه وعيوبَه كذلك.
فعين الرضى عن كل عيب كليلة**كما أن عين السخط تبدي المساويا
ولا يسيء الظنَّ بنفسه إلا من عرفها، ومن أحسن ظنَّه بنفسه فهو من أجهل الناس بنفسه" اهـ ["مدارج السالكين": (1 / 189)].
فلا داعي لبث مبدأ ((الثقة بالنفس))!
أو يحتاج إلى تعديل في فهمه.
=== حدِّد هدَفك وامضِ ===
✍ ذكر الشيرازي في «طبقات الفقهاء» (ص 152) في ترجمة (يحيى بن يحيى الليثي صاحب مالكٍ، قال:
«رُوي أنَّه كان يومًا عند مالكٍ في جُملة أصحابه، إذ قال قائلٌ: قد حضرَ الفِيلُ، فخرج أصحابُ مالكٍ ليَنظُروا إليه غيرَه، فقال له مالكٌ: ما لك لم تَخرُج فترى الفِيلَ؟ ـ لأنَّه لا يكون بالأندلس ـ.
فقال له يحيى: إنَّما جئتُ مِن بلدي لأنظر إليك، وأتعلَّم مِن هَديِك وعِلمك، ولم أجئ لأنظرَ إلى الفيل.
فأُعجب به مالك وسمَّاه: عاقلَ أهلِ الأندلس، وانتهَت إليه الرِّياسةُ في العِلم بالأندلس».
🎯 حدِّد هدفَك، وامضِ في سبيلك؛ تكُنْ أعقل الناس 🎯
✍ ذكر الشيرازي في «طبقات الفقهاء» (ص 152) في ترجمة (يحيى بن يحيى الليثي صاحب مالكٍ، قال:
«رُوي أنَّه كان يومًا عند مالكٍ في جُملة أصحابه، إذ قال قائلٌ: قد حضرَ الفِيلُ، فخرج أصحابُ مالكٍ ليَنظُروا إليه غيرَه، فقال له مالكٌ: ما لك لم تَخرُج فترى الفِيلَ؟ ـ لأنَّه لا يكون بالأندلس ـ.
فقال له يحيى: إنَّما جئتُ مِن بلدي لأنظر إليك، وأتعلَّم مِن هَديِك وعِلمك، ولم أجئ لأنظرَ إلى الفيل.
فأُعجب به مالك وسمَّاه: عاقلَ أهلِ الأندلس، وانتهَت إليه الرِّياسةُ في العِلم بالأندلس».
🎯 حدِّد هدفَك، وامضِ في سبيلك؛ تكُنْ أعقل الناس 🎯
=== لصوص الزرقاء ===
** قد سمعنا كلام أهل العلم في مسألة تصدر الشاب الحدث قبل تعلمه، وأن ذلك فيه مفاسد كثيرة، ومنها القول في دين الله ـ عز وجل ـ بغير علم ولا روية.
** وما يراه المتجول في هذا العالم الأزرق من اندفاع شباب من هنا أو هناك ينبغي أن يكبح بالعلم والحكمة، فإن الشجاعة خلق حميد بين (جبن) و(تهور).
ومن ثمرات التهور ـ الحاصل ـ: نسبة الباطل إلى العلم وأهله.
** واستغلال وسائل التواصل في الدعوة إلى الخير، والانتفاع ـ الديني أو الدنيوي ـ أمر نافع، غير أنه يحسن ممن يحسن السباحة فيه؛ فكم من أحاديث نشرت في (الفيسبوك) وهي باطلة، وكم من فتاوى نسبت لعلماء وهم منها براء.
والعلم محله ثني الركب عند الشيوخ، لا ثني الأصابع في (لوحة المفاتيح).
** قد قسم الله تعالى الناس قسمين:
1. عالم؛ وهم العلماء [مسؤول].
2. غير عالم؛ وهو غير العالم [سائلون]).
وبين المنزلتين (المتبعُ)، وهو متردد بينهما، وانظر كلام ابن القيم في (الإعلام)، وابن باديس في (المبادئ).
وجعل لكل حجته:
1. فالعالم حجته في نشر العلم والكلام في الدين قول الله تعالى: ((لتُبَيِّنُنَّه للناس ولا تكتمونه)).
2. وغيره حجته في سؤال أهل العلم قول الله تعالى: ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)).
** حدث الخلل؛ فسرَق اللصوص من المرتبة الثانية المرتبة الأولى، ولبسوا ثوبهم، فصاروا يفتون (بمعنى الفتيا الأصولي)، وصرنا نرى شباب الإسلام يسارع للكلام في المستجدات ـ فضلا عن كلامه في بعض أصول الدين ـ، كالقضايا التي أشعلت وأشغلت العالَم، وتريث فيها العالِم.
** والقصد في هذا:
1. إذا رأيت من نفسك القدرة على استعمال وسائل التواصل في التواصل النافع فلك ذلك، كنشر دروس العلماء، وكتبهم وأخبار دروسهم، أو في مذاكرة العلم.
2. إذا رأيت من نفسك العجز عن ذلك، فاربأ بنفسك.
3. إذا ابتليت بوسائل التواصل فإياك أن يؤتى الدين والسنة مِن قبلك.
4. لا تتقمص شخصية غيرك، وكن مفتاح خير لغيرك.
5. إذا لم تفهم شيئا مما تقرأه تريث، وأعد القراءة، وأحسن الظن بالكاتب، ولا تسارع إلى الهجوم، فإن بان لك الخطأ فقد كتب العلماء في أدب المناظرة.
6. تذكر أن العالَم العربي وغيره ينظر فيما تكتب، وقد يجعلك الله سببا لهداية بعض الناس، كما قد يجعلك سببا لإضلال آخرين، أو تشفي آخرين، أو ... فلا تُضحك الناس علَينا.
7. تحل بالآداب وأنت تكتب، أو تعلق في هذا العالم الأزرق.
8. مع هذا كله: فليس الواقع كالعالَم الافتراضي (الفيسبوك، تويتر، ...)، فما بال أناس دعاة في النت، ضائعين في الواقع (لا صلاة جماعة، لا بر بالوالدين، لا حسن خلق ...).
فإياك ولصوص الزرقاء.
** قد سمعنا كلام أهل العلم في مسألة تصدر الشاب الحدث قبل تعلمه، وأن ذلك فيه مفاسد كثيرة، ومنها القول في دين الله ـ عز وجل ـ بغير علم ولا روية.
** وما يراه المتجول في هذا العالم الأزرق من اندفاع شباب من هنا أو هناك ينبغي أن يكبح بالعلم والحكمة، فإن الشجاعة خلق حميد بين (جبن) و(تهور).
ومن ثمرات التهور ـ الحاصل ـ: نسبة الباطل إلى العلم وأهله.
** واستغلال وسائل التواصل في الدعوة إلى الخير، والانتفاع ـ الديني أو الدنيوي ـ أمر نافع، غير أنه يحسن ممن يحسن السباحة فيه؛ فكم من أحاديث نشرت في (الفيسبوك) وهي باطلة، وكم من فتاوى نسبت لعلماء وهم منها براء.
والعلم محله ثني الركب عند الشيوخ، لا ثني الأصابع في (لوحة المفاتيح).
** قد قسم الله تعالى الناس قسمين:
1. عالم؛ وهم العلماء [مسؤول].
2. غير عالم؛ وهو غير العالم [سائلون]).
وبين المنزلتين (المتبعُ)، وهو متردد بينهما، وانظر كلام ابن القيم في (الإعلام)، وابن باديس في (المبادئ).
وجعل لكل حجته:
1. فالعالم حجته في نشر العلم والكلام في الدين قول الله تعالى: ((لتُبَيِّنُنَّه للناس ولا تكتمونه)).
2. وغيره حجته في سؤال أهل العلم قول الله تعالى: ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)).
** حدث الخلل؛ فسرَق اللصوص من المرتبة الثانية المرتبة الأولى، ولبسوا ثوبهم، فصاروا يفتون (بمعنى الفتيا الأصولي)، وصرنا نرى شباب الإسلام يسارع للكلام في المستجدات ـ فضلا عن كلامه في بعض أصول الدين ـ، كالقضايا التي أشعلت وأشغلت العالَم، وتريث فيها العالِم.
** والقصد في هذا:
1. إذا رأيت من نفسك القدرة على استعمال وسائل التواصل في التواصل النافع فلك ذلك، كنشر دروس العلماء، وكتبهم وأخبار دروسهم، أو في مذاكرة العلم.
2. إذا رأيت من نفسك العجز عن ذلك، فاربأ بنفسك.
3. إذا ابتليت بوسائل التواصل فإياك أن يؤتى الدين والسنة مِن قبلك.
4. لا تتقمص شخصية غيرك، وكن مفتاح خير لغيرك.
5. إذا لم تفهم شيئا مما تقرأه تريث، وأعد القراءة، وأحسن الظن بالكاتب، ولا تسارع إلى الهجوم، فإن بان لك الخطأ فقد كتب العلماء في أدب المناظرة.
6. تذكر أن العالَم العربي وغيره ينظر فيما تكتب، وقد يجعلك الله سببا لهداية بعض الناس، كما قد يجعلك سببا لإضلال آخرين، أو تشفي آخرين، أو ... فلا تُضحك الناس علَينا.
7. تحل بالآداب وأنت تكتب، أو تعلق في هذا العالم الأزرق.
8. مع هذا كله: فليس الواقع كالعالَم الافتراضي (الفيسبوك، تويتر، ...)، فما بال أناس دعاة في النت، ضائعين في الواقع (لا صلاة جماعة، لا بر بالوالدين، لا حسن خلق ...).
فإياك ولصوص الزرقاء.
=== الوُسع في الدار ===
✍️ روى النسائي وصاحبه ابن السُّني في كتابيهما "عمل اليوم والليلة" بإسناد صحيح عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: أتيتُ رسول الله ﷺ بوَضوء، فتوضأ، فسمعته يدعو ويقول: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، ووَسِّعِ لي فِي داري، وبارِكْ لي في رِزْقِي". فقلتُ: يا نبيّ الله سمعتك تدعو بكذا وكذا، قال: "وهَلْ تركن من شيء؟".
ترجم ابنُ السُّني لهذا الحديث: (باب ما يقول بين ظهراني وضوئه)، وأما النسائي فأدخله في: (باب ما يقول بعد فراغه من وضوئه)، وكلاهما محتمل. [" الأذكار" للنووي (1/ 29)].
وإسناد الحديث فيه مقال، وبين الألباني علته في "تمام المنة" وأنه ليس من أذكار الوضوء، والدعاء صحيح له شاهد.
👈 قوله: "ووسع لي في داري" أي: وسع لي في مسكني في الدنيا؛ لأن ضِيق مرافق الدار يضيق الصدر، ويجلب الهم، ويُشغل البال، ويغم الروح. أو المراد القبر؛ فإنه الدار الحقيقية.
قوله: "فهل تراهن" أي: هذه الكلمات المذكورة، "تركن شيئا" أي: من خير الدنيا والآخرة، وهذا استفهام إنكاري. ["تحفة الأحوذي"]
✍️ روى النسائي وصاحبه ابن السُّني في كتابيهما "عمل اليوم والليلة" بإسناد صحيح عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: أتيتُ رسول الله ﷺ بوَضوء، فتوضأ، فسمعته يدعو ويقول: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، ووَسِّعِ لي فِي داري، وبارِكْ لي في رِزْقِي". فقلتُ: يا نبيّ الله سمعتك تدعو بكذا وكذا، قال: "وهَلْ تركن من شيء؟".
ترجم ابنُ السُّني لهذا الحديث: (باب ما يقول بين ظهراني وضوئه)، وأما النسائي فأدخله في: (باب ما يقول بعد فراغه من وضوئه)، وكلاهما محتمل. [" الأذكار" للنووي (1/ 29)].
وإسناد الحديث فيه مقال، وبين الألباني علته في "تمام المنة" وأنه ليس من أذكار الوضوء، والدعاء صحيح له شاهد.
👈 قوله: "ووسع لي في داري" أي: وسع لي في مسكني في الدنيا؛ لأن ضِيق مرافق الدار يضيق الصدر، ويجلب الهم، ويُشغل البال، ويغم الروح. أو المراد القبر؛ فإنه الدار الحقيقية.
قوله: "فهل تراهن" أي: هذه الكلمات المذكورة، "تركن شيئا" أي: من خير الدنيا والآخرة، وهذا استفهام إنكاري. ["تحفة الأحوذي"]
=== أثرُ دعوة ابن باديس في العوامِّ ===
✍️ كان الإمامُ ابنُ باديس - رحمه الله - حريصًا على تعليم الناس عقيدتهم في ضوء مذهب السلف الصالح، فانتشرت الطريقة السلفية في التعليم بعد دروسها لسنين طويلة، وكان لها الأثر الكبير في طلاب العلم، والشيب والشبان، بل حتى العوام كان لهم نصيب منها.
✍️ يقول الشيخ الإبراهيمي - رحمه الله - في بيان تأثر العوام بطريقة الإمام في حياتهم اليومية: "قد تربَّت هذه الأجيالُ على هداية القرآن، فهجَرت ضلالَ العقائد وبدعَ العبادات، فطهرت نفوسها من بقايا الجاهليَّة الَّتي هي مِن آثار الطَّرائق القديمة في التَّعليم، وقضَت الطَّريقةُ القرآنيَّةُ على العادات والتقاليد المُستَحكَمة في النُّفوس، وأتَت على سُلطانها.
وقد راجت هذه الطَّريقة وشاعت حتَّى بين العوامِّ، وإن كانوا لا يُحسِنون الاستدلال بالقرآن، وإن كان الاستِعدادُ الكامِنُ في الأمَّة للإصلاح الدِّيني، وكثرة حفَّاظ القرآن فيها؛ أعانا على تثبيت هذا المَيل القرآني فيها، فأصبح العامِّيُّ لا يقبل مِن العالم كلامًا في الدِّين إلَّا إذا استَدلَّ عليه بآيةٍ قرآنيَّةٍ، وأصبح العامِّيُّ إذا سمع الاستِدلال بالقُرآن أو الحديث اهتَزَّ وشاعَت في شمائله علامةُ الاقتِناع والقَبول! وهذه أمَارةٌ دالَّةٌ على عَودة سُلطان القُرآن على النُّفوس يُرجى منها كلُّ خيرٍ".
تقديم الشيخ الإبراهيمي لكتاب "العقائد الإسلامية" (ص 6، 7) لابن باديس.
✍️ كان الإمامُ ابنُ باديس - رحمه الله - حريصًا على تعليم الناس عقيدتهم في ضوء مذهب السلف الصالح، فانتشرت الطريقة السلفية في التعليم بعد دروسها لسنين طويلة، وكان لها الأثر الكبير في طلاب العلم، والشيب والشبان، بل حتى العوام كان لهم نصيب منها.
✍️ يقول الشيخ الإبراهيمي - رحمه الله - في بيان تأثر العوام بطريقة الإمام في حياتهم اليومية: "قد تربَّت هذه الأجيالُ على هداية القرآن، فهجَرت ضلالَ العقائد وبدعَ العبادات، فطهرت نفوسها من بقايا الجاهليَّة الَّتي هي مِن آثار الطَّرائق القديمة في التَّعليم، وقضَت الطَّريقةُ القرآنيَّةُ على العادات والتقاليد المُستَحكَمة في النُّفوس، وأتَت على سُلطانها.
وقد راجت هذه الطَّريقة وشاعت حتَّى بين العوامِّ، وإن كانوا لا يُحسِنون الاستدلال بالقرآن، وإن كان الاستِعدادُ الكامِنُ في الأمَّة للإصلاح الدِّيني، وكثرة حفَّاظ القرآن فيها؛ أعانا على تثبيت هذا المَيل القرآني فيها، فأصبح العامِّيُّ لا يقبل مِن العالم كلامًا في الدِّين إلَّا إذا استَدلَّ عليه بآيةٍ قرآنيَّةٍ، وأصبح العامِّيُّ إذا سمع الاستِدلال بالقُرآن أو الحديث اهتَزَّ وشاعَت في شمائله علامةُ الاقتِناع والقَبول! وهذه أمَارةٌ دالَّةٌ على عَودة سُلطان القُرآن على النُّفوس يُرجى منها كلُّ خيرٍ".
تقديم الشيخ الإبراهيمي لكتاب "العقائد الإسلامية" (ص 6، 7) لابن باديس.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
المبالغة في استخدام وسائل التواصل ـ صالح آل الشيخ
هل تفضل قراءة 👇
Anonymous Poll
36%
رسالة الشرك ومظاهره للشيخ مبارك الميلي
64%
المهذب من رسالة الشرك ومظاهره للدكتور حسن بوقليل
🍃 معالم في طريق العلم [1]- لماذا تطلب العلم؟ 🍃
🎙 الشيخ د. حسن بوقليل ـ حفظه الله ـ [ المدة: 03:48د ]
◘ للتحميل: https://www.tgoop.com/mirsallive/7266
◘ للاستماع: https://soundcloud.com/mirsallive/hb2266
◘ المصدر: محاضرة بعنوان [معالم وأخلاق في طريق طلب العلم] ضمن سلسلة [الكلمة الأسبوعية] للشيخ د.حسن بوقليل- بمدينة مغنية سنة 1445هـ [الموافق ل26/04/2024نصراني]
• ساوندكلاود: https://soundcloud.com/mirsallive/buklil-islahkulub
#مقاطع_إذاعة_مرسال [ رقم 2266]
🎙 الشيخ د. حسن بوقليل ـ حفظه الله ـ [ المدة: 03:48د ]
◘ للتحميل: https://www.tgoop.com/mirsallive/7266
◘ للاستماع: https://soundcloud.com/mirsallive/hb2266
◘ المصدر: محاضرة بعنوان [معالم وأخلاق في طريق طلب العلم] ضمن سلسلة [الكلمة الأسبوعية] للشيخ د.حسن بوقليل- بمدينة مغنية سنة 1445هـ [الموافق ل26/04/2024نصراني]
• ساوندكلاود: https://soundcloud.com/mirsallive/buklil-islahkulub
#مقاطع_إذاعة_مرسال [ رقم 2266]
🍃 معالم في طريق العلم [2]- التدرج في طلب العلم 🍃
🎙 الشيخ د. حسن بوقليل ـ حفظه الله ـ [ المدة: 04:27د ]
◘ للتحميل: https://www.tgoop.com/mirsallive/7276
◘ للاستماع: https://soundcloud.com/mirsallive/hb2267
◘ المصدر: محاضرة بعنوان [معالم وأخلاق في طريق طلب العلم] ضمن سلسلة [الكلمة الأسبوعية] للشيخ د.حسن بوقليل- بمدينة مغنية سنة 1445هـ [الموافق ل26/04/2024نصراني]
• ساوندكلاود: https://soundcloud.com/mirsallive/buklil-islahkulub
#مقاطع_إذاعة_مرسال [ رقم 2267]
🎙 الشيخ د. حسن بوقليل ـ حفظه الله ـ [ المدة: 04:27د ]
◘ للتحميل: https://www.tgoop.com/mirsallive/7276
◘ للاستماع: https://soundcloud.com/mirsallive/hb2267
◘ المصدر: محاضرة بعنوان [معالم وأخلاق في طريق طلب العلم] ضمن سلسلة [الكلمة الأسبوعية] للشيخ د.حسن بوقليل- بمدينة مغنية سنة 1445هـ [الموافق ل26/04/2024نصراني]
• ساوندكلاود: https://soundcloud.com/mirsallive/buklil-islahkulub
#مقاطع_إذاعة_مرسال [ رقم 2267]
🍃 معالم في طريق العلم [3]- الأدب قبل العلم,,, وأهمية العمل بالعلم 🍃
🎙 الشيخ د. حسن بوقليل ـ حفظه الله ـ [ المدة: 03:45د ]
◘ للتحميل: https://www.tgoop.com/mirsallive/7277
◘ للاستماع: https://soundcloud.com/mirsallive/hb2268
◘ المصدر: محاضرة بعنوان [معالم وأخلاق في طريق طلب العلم] ضمن سلسلة [الكلمة الأسبوعية] للشيخ د.حسن بوقليل- بمدينة مغنية سنة 1445هـ [الموافق ل26/04/2024نصراني]
• ساوندكلاود: https://soundcloud.com/mirsallive/buklil-islahkulub
#مقاطع_إذاعة_مرسال [ رقم 2268]
🎙 الشيخ د. حسن بوقليل ـ حفظه الله ـ [ المدة: 03:45د ]
◘ للتحميل: https://www.tgoop.com/mirsallive/7277
◘ للاستماع: https://soundcloud.com/mirsallive/hb2268
◘ المصدر: محاضرة بعنوان [معالم وأخلاق في طريق طلب العلم] ضمن سلسلة [الكلمة الأسبوعية] للشيخ د.حسن بوقليل- بمدينة مغنية سنة 1445هـ [الموافق ل26/04/2024نصراني]
• ساوندكلاود: https://soundcloud.com/mirsallive/buklil-islahkulub
#مقاطع_إذاعة_مرسال [ رقم 2268]