لا تستهن بأثر الدعاء، فإن كنت عنه عاجزًا فأنتَ عن غيره أعجز، اذكروا إخوانكم المسلمين في هذه الساعة في شتى البقاع عمومًا وفي غزّة خصوصًا، لا تكفّوا عن التضرع والابتهال.

والله إن السلوة كلها في هذه الآية: "ولا تحسبنّ الله غافلًا عمّا يعمل الظالمون"

لا تحسبنّهم في تمرّدهم وطغيانهم مستترين عن الله، ولا تحسبنّ أنّ أي قطرة دمٍ شريفة أهريقت، وأي مشهد قاسٍ فتت أكبادنا، لا تحسبنّها ذهبت دون ثأر، الله يرى، الله يسمع ويرى..
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

اجعلها عادةً تختم بها يومك، صلّ الوتر وانثر كل همُومك بين يدي الله، كم من أمانٍ جلبتها دعوة في جوف الليل ..

"فليحرِقُوا كلَّ النخيلِ بسَاحِنا
سنُطِلُّ من فوقِ النخيلِ نخيلا
فليهدِمُوا كلَّ المآذنِ فوقنا
نحنُ المآذنُ فاسمَعِ التهليلا
إن يبترُوا الأطرافَ تسعَى قبلنا
قدُماً لجناتِ النعيمِ وصُولا.."

اجعلها عادةً تختم بها يومك، صلّ الوتر وانثر كل همُومك بين يدي الله، كم من أمانٍ جلبتها دعوة في جوف الليل ..

‏الله.. وانتفضَ الفُؤاد، وكُلّ همٍّ في الفؤاد، أحسستُ أنّ اللهَ أعظمُ من تفاهاتِ العباد، اللهُ أعظمُ من خيالاتي التي أَهذي بها في كلّ واد، اللهُ ربّ العالمين، اللهُ نورُ العالمين، وهذهِ الدنيا سَوادٌ في سَوادْ.

- همّام.

‏كم قصُرت أيادينا عن إخواننا سكّان الخيام اللاجئين، والمُستضعفين من المسلمين في أرجاء الأرض، فلا نقصُرها عن رفعها بالدعوات لربّ السموات، إخوانكم يموتون برداً وجوعاً، لا تستقلّوا جُودَكم عليهم بالدعاء لهم، اللهمّ الطف بحالهم، واغفر لنا غفلتنا وبرود قلبنا..

- همّام

أحيانًا نحتاج لمثل هذا الزجر لإيقاظ القلب: كلّما تقوقعتَ على نفسك وضخّمتَ همومكَ في عينيك، فقط كبّر العدسةَ قليلًا لتُبصر هموم المسلمين، ثم عد مطأطئ الرأسِ خَجِلًا من نفسك، عندما تُعزَّز مبادئ الفردانية؛ تتضخم"الأنا" بملحقاتها، فيصبح الانسان دنيئًا في همومه، سخيفًا في شكواه، يا أخي قم وانظر إلى الناس يموتون جوعًا بينما أنتَ تتألم من التخمة وتشتكي رفاهيات الحياة، بل انظر إلى من فقدوا أبسط حقٍّ للإنسان وأنت تتقلب حرَّا طليقًا في النعمِ كافرًا بها، فلا أنتَ قمت بواجب الاهتمام لأمر المسلمين، ولا أنتَ شكرتَ الواهب..

قال المصطفى ﷺ: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"
وقال الحقّ: "قُتِل الانسانُ ما أَكفَره".

- همّام

الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله

إلهنا لك الحمد والشكر عدد زفراتنا وبحجم سماءنا وأرضنا..

شاء الله أن تتوالى أيام الفرح على المسلمين.

"عسى الله أن يتجلى -برأفته- لأسوارهم؛ فيجعلها دكًّا، وتخرُّ الأحزان هدًّا."