إنّ اللهَ الذي يُضيء ما بينَ المشرق والمغرب .. أيعجزُ أن يضيءَ عتمةَ قلبِك الصغيرة!

بخطّ وعدسة: الشَّهيدة هَديل حَمدان 🤍

اللهم إنّنا نستوحشُ قدومَ رمضانَ للمرةِ الثانيةِ وهيَ ليست معنا، اللهم بدّد استيحاشنا بِأن تُنير رُوحها في حواصل الطّير، وأن تزيدها وعائلتها رزقًا وأُنسًا..

اللهم رَوحًا وريحانًا وجنةَ نعيم
لهَديل وأهلها أجمعين ~

نبدأُ على بركةِ الله، بنَشرِ بعضٍ من صُورٍ لغزّةَ العِزة، من تصوير الهَديل، تقبّلَها الرحمٰن ..

مُرفقينها بتدبّرٍ لبعضِ آياتِ الله عزّ وجلَّ في تكوينه لهذا الكَون، مُتأمّلين في عظيم إبداعه، مُتفكّرين في خَلقه الجَميل، فربُّنا الجميل ..

كيفَ لا، وقد كانَت شهيدتنا من أولئكَ الذين يُفعِّلونَ عبادةَ التأمّل في حياتهم، فما التقطَت صورةً بعدسةِ هاتفها المتواضع، إلّا وكان قلبُها يُرفرفُ شوقًا للقاءِ الخالقِ المُصور المُبدع .. عزَّ شأنه!

لذا، انتظرونا اليوم في المشهدِ الأوّل
بعونِ الله وتوفيقِه 💚

المشهدُ الأوّل: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ}
سورةُ الرَّعد - آية ٣

وهذه آيةٌ عظيمةٌ من آياتِ الله عزّ وجلَّ، أنْ سخرَّ لنا الليلَ والنهار فتنتظمُ أوقاتُنا، وتنتظمُ صلواتُنا، ونتأمّلُ في اللحظةِ الحاسمةِ المليئةِ بالإتقان والإبداع، التي يتغيّرُ فيها الليلُ إلى نهار، والنهارُ إلى ليل ..

فأمّا النهار فهو للعملِ والتعب والنَصب، وأمّا الليلُ فهو للاستراحةِ بين يدَي الخالق، نتعبّده في جوفِ الليل المظلم، نتضرّعُ له ونتذلّلُ إليه، أنْ يُتممَ لنا نورَنا يوم القيامة، وأن يكتبَ لأُمنياتِنا فجرَ الإجابة 💚

- الصورة:
بعدسة الشهيدة الغزّية هَديل حَمدان
ضمّوها وأهلها بين حنايا دعواتكم الرّمضانية ..

الحمدلله رب العالمين..

مطابع كثيرة أخذت المفكرة وطبعتها عن روح الشهيدة مجانًا!!

اللهم اجعل لهديل قَبولًا في الأرض لم يؤتَ أحدًا من قبل🕊

#مفكرة_نسائم_الريان ||

المشهدُ الثاني:
{وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ ..}
سورة ق - الآية ٩

يُبارِكُ اللهُ سبحانه وتعالى في الماءِ النّازلِ من السماء، فتخرجُ النباتاتُ بأصنافها المختلفة، تنمو خطوةً خطوة بتفاصيلَ عجيبةٍ داخلَها، فالنّباتُ يتنفّسُ وله عمليّاته الحيوية المعقّدة كما الإنسان، والتي لن تتمَّ دون الماء المُبارَك بإذن الله عزّ وجلّ ..

يُبارك اللهُ الماءَ النازلَ من السماء، فتتفتحُ أزهارُ الربيع المُبهجة، بالألوان الزاهية المتناسقة، فهذه الوردةُ البنفسجيّة، تتناغمُ مع لونِ البُستان الأخضر تناغمًا يأخذُ بلُبِّ القلب، ضوءُ الشّمس يخرجُ من وسطِ الوردة، كما أنّه يخرجُ من وسط السماء، تباركَ اللهُ أحسن الخالقين!

باركَ اللهُ في الماءِ النازل من السماء، فكان أثرُ الماءِ طيبًا، جميلًا، عميقًا في الإنماء .. وأنت؟ أتُحسبُ أنّ البركةَ شيءٌ عاديّ؟ ماذا عندما يبارك اللهُ فيكَ ولكَ وعليك! تأمّل جمال الصورة، ستعلمُ حينها عن جمال أثركَ المتروكِ في حنايا القلوب، كالبساتين الواسعة وكالورود 🌷💚

- الصورة:
بعدسة الشهيدة المُبارَكة صاحبة الأثر الحاني، هَديل حمدان تقبّلها الرحمن مع الشهداء ..

المشهدُ الثالث: 🕊️
{يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ}
الروم - آية ١٩

"هو ما نحنُ فيه من قُدرته على خَلقِ الأشياءِ المُتقابِلة، فإنه سبحانه يذكرُ خلقَه الأشياءَ وأضدادَها, ليدلَّ خَلقُه على كمالِ قُدرته، فمِن ذلك إخراجُ النباتِ من الحَبّ والحَبِّ من النبات، والبيضِ من الدَّجاج والدجاجِ من البَيض، والإنسانِ من النُّطفَة والنطفة من الإنسان، والمؤمنِ من الكافر والكافرِ منَ المُؤمن"

- تفسير ابنِ كثير رحمه الله

اللهُ صاحبُ القدرة المُطلقة، قادرٌ على تحسينِ ما لا يُحسَّن، وعلى تغيير ما لا يُغيَّر، وعلى تيسير ما قد تعسّر، وهذا من كمال قدرته في خلقه، وتمام قوّته في صُنعه، فتباركَ الذي خلقَ الشيءَ وضدَّه، وبرأ الأمرَ وما يقابله!

لذا فإنّه قادرٌ سبحانه على أن يُخرج من قلبكَ الميّتِ روحًا حيّة، وقادرٌ سبحانه على أنْ يحييَ من يباسِ حياتِكَ، فَرجًا يسرُّ الخاطرَ كما اخضرارِ الغُصن الذي يسرُّ العين ..

وكما أنّه خلقَ الشيءَ وضدَّه ..
فإنه قادرٌ على إحياءِ الخيرِ مِن ضِدّك 💚

- الصورة بعدسة:
الشّهيدة الحَيَّة بإذن الله
هَديل حمدان، طيّبها الرحمـٰن 🌱

المشهدُ الرابع: 🕊️
{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
سورة النور - الآية ٣٥

"النور الحسي والمعنوي، فالله سبحانه وتعالى بذاتِه نور، وحجابُه -الذي لولا لُطفِه، لأحرقَت سَبَحات وَجهه ما انتهى إليه بصرُه من خلقِه- نور، وبه استنار العرش، والكرسي، والشمس، والقمر، والنور، وبه استنارت الجَنّة، وكذلك النور المعنوي يرجعُ إلى الله، فكتابُه نور، وشَرعُه نور، والإيمانُ والمعرفةُ في قلوبِ رُسُله وعباده المؤمنين نور، فلولا نوره تعالى، لتراكمتِ الظلمات، ولهذا: كلُّ محلٍّ، يَفقِدُ نورَه فثمَّ الظلمة"

- تفسير السعدي رحمه الله

وكان من دعاء حبيبنا ﷺ يوم أذيّته من أهل الطائف: "أعوذ بنور وجهك الذي أشرقَت له الظلمات وصَلُحَ عليه أمرُ الدنيا والآخرة أن يحلَّ بي غضبُك، أو ينزلَ بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك" وفي الصحيحين عن ابن عباس: كان رسول الله ﷺ إذا قام من الليل يقول: "اللهم لك الحمد أنت قيِّم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن"

اللهم اهدنا بنوركَ إلى الحق، ونجّنا بهُداكَ مِن الضلالة 🤍

- الصورة بعدسة: أختنا الشهيدة هديل حمدان، أنارَ الله وجهها وروحها بنوره 🌱

المشهدُ الخامِس: 🕊️
{أنزلَ مِن السماء ماءً فسالَت أوديةٌ بِقدرها فاحتملَ السيلُ زَبَدًا رَّابِيًا، ومما يوقدون عليه في النَّارِ ابتغاءَ حِليةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مثلُهُ، كذلك يَضرِبُ اللهُ الحقَّ والباطل، فأما الزَّبَدُ فيذهبُ جُفَاءً، وأما مَا يَنفَعُ الناسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرضِ، كذلك يَضرِبُ اللهُ الأمثالَ}
سورة الرعد - الآية ١٧

"هذا مَثَلٌ ضربه الله، احتملَت منه القلوبُ على قدر يقينها وشكها، فأما الشك فلا ينفعُ معه العمل، وأما اليقين فينفَعُ اللهُ به أهلَه، فالزبد الذي يذهب جفاء هو الشك، والذي ينفع الناس فيمكث في الأرض هو اليقين، وكما يُجعَلُ الحُلِيُّ في النار فيُؤخَذ خالصُه ويُترك خَبَثه في النار، فكذلك يقبلُ الله اليقين ويترك الشك"

- تفسير ابن عباس رضيَ اللهُ عنه

وقد فسر بعض العلماء الآية الكريمة تفسيرًا آخرَ وهو أن الله عز وجل ضربَ مثلَين للحق والباطل، فالحق والباطل شيئان معنويان، لذا فإن ربَّنا ضربهما لنا بمثالٍ حسيّ نراه بالأعين، ذلك ليعلمَ المؤمن إنْ رأى الباطلَ يعلو ويستشرف على الحق، فإنه لن يدوم، وسرعان ما سيزول كَـ زَبد السَّيل، أما الحق فيبقى لأنه ممتدٌ بِنَفعِهِ حتى الآخرة، كما اليقين، والباطل زائلٌ فانٍ، يضمحلُّ فلا تبقى منه ذرة، فلا مكانَ يسع الشوائب، كما الشك!

- الصورة بعدسة: شهيدةَ الحقّ هَديل حَمدان 💚

اللهم وتقبّل عن أختنا الشهيدة وعائلتها💚

📍غزة الحبيبة ~

المشهدُ السادِس: 🕊️
{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}
سورة الذاريات - الآية ٤٧

في تفسيرِها جاءَ ما يأسِرُ القَلب، فمِن ذلك:
ـ لَموسعون في الرزق بالمطر
ـ لَموسعون السماء
ـ لقادرون على الإيساع بأكثر من اتساع السماء
ـ لَذَوو سعةٍ لا يضيقُ علينا شيءٌ نُريده!

وقالَ الشيخُ السعديّ في تفسيرها: "إنّ اللهَ لموسِعٌ على عباده بالرزق، فربُّنا تعالى ما تركَ دابّةً في أقطار العالم العلويّ والسفلي إلا وأوصل إليها الرزق ما يكفيها وساقَ إليها من الإحسان ما يغنيها!"

فالسَّماء بناءٌ واسع عجيب، فإنّ القُبةَ الواسعة لا يقدر عليها البنّاءون لأنهم يحتاجون إلى إقامة آلةٍ يصحّ بها استدارتها، ويثبتُ بها تماسُك أجزائها إلى أن يتّصلَ بعضُها ببعض!

ربُّنا جميل، ربُّنا واسِع، والوُسع الذي لديهِ يفوقُ تخيّلات العالَمِ أجمع، وهذا يدعو واللهِ إلى البكاءِ بين يديه سبحانه، لأنّنا ما قدرناه حقَّ قدره، لا نُحسن في عبادتنا، ولا مع قرآننا، فلا نتدبّر ولا نصغي إلى كلماتِ مولانا إصغاءَ المُحبّ الذي يريدُ الحُبّ والقُرب، ولو فعلنا، لذُبنا شوقًا إلى إلهنا ..

- الصورة بعدسة: الشَّهيدة الأشدُّ حُبًّا لله، هَديل حَمدان 🤍

مَن أكثر الصَّلاة علىٰ النَّبي -ﷺ- نوّر اللّٰه قلبه💚

#الصلاة_على_رسول_الله ||

المشهدُ السّابع: 🕊️
{... فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا ...}
سورة الأنعام - الآية ٩٩

قد يوصلكَ التفكّرُ في لونٍ من الألوان، إلى القُرب من الله تعالى، وقد تظنّ ذلكَ أمرًا مبالغًا فيه، لكنّه عينُ التدبر، يقولُ تعالى {فأخرَجنا مِنهُ خَضِرًا} اللونُ الأخضرُ هو سيّدُ ألوان الجَنّة، كما أنه أساسُ الحياةِ التي نعيشها! تنظرُ إلى البساتين والمزارع مِن حولكَ فتظنُّ أنّها هادئة، ولكنّها على عكسِ ذلك، إذ أنها تعجُّ بالعملِ، فإنَّما ذلك الزرعُ الكثيف كالمصانع التي لا تكلّ ولا تملّ، مصانعُ خضراء تنتجُ الموادَ العذائية كالحبوبِ والثمار على مدارِ السنين، بأمرٍ من الله عزّ وجلَّ ..

اختير هذا اللونُ للجَنة وأزيائها، كما أنَّه اختير لينعكسَ على الزّرع في هذه الدنيا لنتعلقَ بهِ تعلُّقًا فطريًا لِما فيه من الأمان والسَّلام، فيُحفر في أعماقنا شعورُ الحنين للجَنّةِ كلما طالعناه ..

تخيَّل، اللونُ الأخضرُ الذي تنظرُ إليه ببصركَ، يكونُ طريقًا لتفتُّحِ بصيرتك، فتعلمُ حينها أنَّ بادئ الحنينِ هو لموطنكَ الأول، للأصل، هُناك حيثُ الهناءُ الأبديّ، والأمانُ الفعليِّ، الحنينُ إلى جَنةٍ عنوانُها السَّلام، وعرضها السماوات والأرض، لباسها أخضرٌ مصنوعٌ من السندس والإستبرق، ومعيشتها في غُرَفٍ كأنها عوالِمٌ ما خطرتَ على قلبِ بشر ..

إنها أسرارُ الصُنعة الإلهية! يا لجمالِ الله!

الصورة بعدسة: الشَّهيدة هَديل حمدان، المُحلِّقة في حواصلِ طيرٍ خُضرٍ بإذن الله 💚

المشهد الثامِن: 🕊️
{إِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ}
سورة النحل - الآية ٦٦

في صُنع اللبنِ عِبرة، وفي اختياره فِطرة .. فما القصّة؟

إنها أسرارُ اللهِ المُتقَنة، والتي أودعها سبحانه في الإنسان وفيما حوله من أنعامٍ وآفاق، إنْ تدبّرَ فيها أوصلتهُ إلى يقينِ لقاءِ الله تبارك وتعالى .. سرٌّ مِن أسرارِ عوالِم الأنعام، يكشفه لنا القرآن بأجملِ وصفٍ وأوجزِ لفظٍ قبل ألفٍ وأربعمئةِ عام، اللبن، والذي يمرُّ عبرَ مراحلَ معقدةٍ حتى يصيرَ سائغًا للشاربين.

تأكلُ الدّابةُ مِن زرع الأرض، يُهضم ما أكلَته فتُستخلَصُ مكوّناتُ اللبنِ من الفرث، حتى تصلَ إلى الغدد اللبنية، هناك تُجرى مرة أخرى عمليةُ التصفية مِن آثار الدم، ثم تضاف إليه مادةُ سُكَّر اللبن التي تجعله سائغًا ..

وهكذا هي الفِطرةُ الساكِنةُ فينا، تمرُّ في مراحلَ تشويهٍ وتضليل، تمرُّ عليها الخطايا والذنوب، والإنكار والجحود، يعدمها أناسٌ في نفوسِ الصغار، وأُناسٌ آخرون يهدمونها فوق رؤوس القلةِ التي تحلَّت بها، لكنّه اللهُ عزَّ وجل، الحافِظ المُبدع، يُبقي تلك الفطرة حاضرةً في الكيان، يُصفّيها في داخل الإنسان، طالما أنَّ الأخير أرادَ النجاةَ من النيران ..

فاللهمَّ كما زكّيتَ اللبن من بين فرثٍ ودم، زكِّ نفسي من بينِ ذنبٍ ونَدَم .. وكما اختار الرسولُ الحبيبُ الفطرةَ في اختيار اللبن، ثبّتني على الفطرةِ كي أجتازَ الامتحان ..

الصورة بعدسة: الشهيدة التي نحسبها ولا نزكّيها، قد استُشهِدت على الفِطرة، هَديل حَمدان 💚

المشهدُ التاسِع: 🕊️
{أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}
سورة النحل - الآية ٧٩

ألم ترَ أيها الإنسانُ كيفَ ربُّك يخبركَ عن كمالِ قدرته، وجمالِ وحدانيته بالمثال تلو الآخر .. وما هذا إلا حثٌّ منه سبحانه على التفكّرِ كي تصلَ إليه، فما أنتَ بصانِع؟ أتتفكرُ في آياته، أم أنكَ في لهوٍ وغفلة!؟

انظر نحو السماء، سترى مخلوقًا جميلًا يحلِّق فيها، أودعَ اللهُ فيه الشيءَ العجيب، وأودعُ في مُحيطه الشيءَ الأعجب، فالطيرُ مخلوقة في تقويمٍ مغزليٍ يُناسبِ ما خُلقَت لأجله "الطيران" وفيها من الرِّيش الخفيفِ ما يجعلها قويةً على الحركة في الجوّ .. أي أنَّ خفةَ الرِّيشةِ لَمنبعُ قوةٍ لها! وهذا من عجيبِ وكمال قُدرة ربّنا العظيم ..

والطيرُ في الجوّ بينَ حالتَين، صَفِّ الأجنحة أو قبضها وهناكَ لحظة هي أقلُّ من جزء الثانية، ليسَ فيها طيران، وهي لحظة القبضِ بعد البسط، فمن يمسكُ الطيرَ من الوقوع حينها؟

أما جوُّ الطير فهو مسخَرٌ بالتيارات الهوائية اللطيفة، وبالأوكسجين المناسب لها ولنا، وبسعةِ السماء لتكونَ موطنا ..

اللهُ عزَّ وجلّ، الذي أصلحَ كلَّ شيء للطير بما يُناسبها، والذي دبَّر لها ما يليق بها، أعاجِزٌ على إصلاحك وتدبيرك؟ قطعًا لا، لذا ادعُ اللهَ أن يُصلحكَ لتكونَ قادرًا على الطيران في حواصل طيرٍ خُضر، واستسلم لمقتضيات حِكمته، فهوَ المُدبر لحياتك، ولمحيطك، أرأيتَ في الطير وجوّها مِن خلل !؟ لا، إذن اطمئن، فتدبيره كامِلُ التَّمام، لا نقصَ فيه ولا خلل ..

الصور بعدسة: الشَّهيدة المُحلِّقة بإذن الله في حواصل الطّير، هَديل حَمدان 💚