ءامين يا ربنا💚

كانت أختنا الشهيدة هَديل كثيرةُ قيامِ ليل، كثيرةُ شوقٍ للقاء الله، كثيرةُ حُبٍّ للشهادة ..

- لا تنسوا قيام الليل🕊💚

#قيام_الليل ||

سَنَةٌ بتمامها، بألمها وأوجاعها
تمرّ على استشهاد
طبيبةَ القلوبِ وأحنَّها وأسلَمَها
الشهيدة بإذنه: هَدِيل حَمدان.

فمن هي هديل؟

وُلدَت في قطاع غزةَ المحاصر عام ١٩٩٧، في أُسرةٍ ملتزمةٍ ومتديّنة، عنوانُها الأخلاق الحميدة، غايتُها رضوان الله .. وفي بيئةٍ تحتضنُ أسوار المساجد ومآذنها، فمنذ أن وصلت هديلُ إلى سنّ الإدراك التحقَت ببيوتِ الله، حتى قالَت يومًا: "حُبِّبَ إليّ من الدنيا، المساجد" تعلّقَ قلبُها بها تعلّقًا شديدًا، فنذرَت حياتها لخدمة هذا الدّين ..

درست الشريعة، وأنهَت دراسة التفسير لمدة سنتين في معهد "ربانيين" .. ووصلَت إلى تأهيل السَند.

أنهت حفظ كتاب الله عزّوجل وكان ذلك قبل استشهادها بأشهرٍ قليلة، فصارَت الحافِظة المُحفِّظة لكتاب الله.

كثيرةُ قيامِ ليل، كثيرةُ شوقٍ للقاء الله
كثيرةُ حُبٍّ للشهادة ..

كانت تمشي على مبدأ "بُورك لأُمّتي في بكورها" فتظلّ مستيقظةً من بعد صلاة الفجر، تكمل أشغالها ودراستها.

تحبّ المسجد الأقصى المبارك، والمسجد الحرام والنبويّ، فكانَ حُلُمها الأعظم الصلاة فيهم تباعًا.

عملَت في الرباط عن بُعد، فكانَ لها أثرها الكبير في نشر المعرفة عن الأقصى من خلال بثّ حُبّه في قلوب بُنيّاتها في الرباط، وكذلك من خلال كتابة عدة نصوص عن عظمة بركته والعمل في سبيل تحريره وإعلاء اسم الله جلّ جلاله فيه.

وعملت واعظةً في المدارس.

يهمّها أمر المسلمين أجمعين، فلم تألُ جهدًا في معرفة أخبار المستضعفين من أبناء أُمّتها، ولها موقفٌ عظيم في ذلك، إذ بدأت الحربُ في غزة والقصف من حولها في كلّ مكان، فتسألنا عن أخبارِ مؤمنين مستضعفين في إحدى بلاد المسلمين المجاورة قد تعرضوا للقصف أيضًا، فتسألنا عنهم تريد الاطمئنان عليهم، وهي في عزّ الخوف وانقطاع الأنفاس ..

شهيدتنا موهوبة، فقد وهبها الله عزّ وجل، موهبة الخطّ الأنيق، والأسلوب الأدبيّ الراقي في الكتابة، موهوبةٌ بالرسم وبصنع الطعام، وكذلك بالتصوير.

أمّا عن حيائها، فلو كتبنا مؤلفاتٍ عنه ما استطعنا، شهيدتنا شديدة الحياء، حَييّةٌ في لباسها وقولها ومشيها.

جابرة للخاطِر، تتحرّى الإخلاص في كلّ صغيرٍ وكبير، نحسبُها أن بلغَت مرتبةَ الأُنسِ بالله وبالله فقط، لما رأيناه منها من صفاء سريرةٍ ونقاء قلب.

مِن أواخر أعمالها والتي قامت بها بكثرة، إلقاء الخطب وإعطاءُ ندواتٍ في المساجد.

لباسُها شرعيّ، لا تحضرُ الأفراح ولا تسمع الأغاني، ولا تضيّع وقتها في التوافه، بل حريصةٌ كلّ الحرص على ملء وقتها فيما يفيد.

تحبّ قصص الشهداء، فقرأَت عنهم كثيرًا وسمعَت، ونحسبها عند الله أن صارَت منهم ومعهم!

في ليلة الـ ٢٤ من شهر أكتوبر، عام ٢٠٢٣، وبِظُلمٍ من الذين هادوا، صاروخٌ اهتزّت له خان يونس بأسرها، يسقطونه على بناية هديل وعائلتها، فتستشهد مع أُمها وأبيها، وأختها إسلام وأخيها عبدالله، وزوجة أخيها اسراء وأولادها حمزة ورؤى وتسنيم وماريا وبلال، وزوجة أخيها الآخر، عبير وجنينها وبناتها سوار وشام وحور، وأختها ميسّرة وطفلتها يقين، الرضيعة التي ما أكملَت في الحياة الدنيا يومًا واحدًا ..

فقدان هديل وهذه العائلة الطيبة، خسارةٌ للأُمّة، أمّا عن رحيلهم بهذه الخاتمة الطيبة فهو فوزٌ لهم ..

يصطفي الله لجواره أحسنَ الخَلق، ويجتبي إليه مِن عباده الشهداء، الذين يحبهم سبحانه ويحبونه، ويشتاقون إليه اشتياقًا يُورّثونه إلى ذريتهم .. فيورثهم سبحانه الفردوسَ هُم فيها خالِدون ..

اللهم ارحم وتقبّل الشهيدة هَديل، وعائلتها واحشرنا معهم في حواصل طيرٍ خُضر ..

شهيدتنا كانت تُذكّرنا دومًا بحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ..

"نسأل الله العظيم أن يتقبلها في أعلى علّيين بصحبة حبيبنا المصطفى وأن يحشرنا معهم"💚

صلوا عليه وسلّموا تسليما كثيرا ~

تم بفضل الله عمل ختمة عن روح أختنا الشهيدة والدعاء لها💚

اللهم تقبل أختنا وجازها عنا خير الجزاء وأحسن لها كما أحسنت لنا وعائلتها ياربنا

اللهم ءامين ..

صفحة أدعية عن روح أختنا الشهيدة ، جزا الله فاعلها خيرا💚

ـ مُحبَّات الشّهيدة هَديل ||