-
لا يجوز للمـرأة أن تصوم نفلًا أو واجبًا
على التراخي وزوجهـا موجود عندها
إلا بإذنه، لأن من حقه الاستمتاع بها في
كل وقت، ولا يجوز لها أن تأذن لأحد
رجل أو امرأة أن يدخل في بيتـه
إلا بإذنه، فلو علمَت رضاه جـاز.
وما أنفقت من نفقة من مالـه قدرًا يعلم
رضاه به عن غير إذنه الصريح في ذلك
القدر المعين، بل عن إذن عام سـابق
يتناول هذا القدر وغيره، فإنه يكتب
له من أجر ذلك القـدر نصفَه.
قال الحافظ ابن حجر:
وفي الحديث أن حق الزوج آكد على
المرأة من التطوع بالخير لأن حقه
واجب والقيـام بالواجب مقدم على
القيام بالتطوع.
[ فتح الباري ٢٩٦/٩ ]
المرأة عندما تأخذ الإذن من زوجها فهي
إنما تطيع أمر الله، الذي أمرها بطاعة
زوجها -فيما يرضي الله لا في معاصيه-
وفي ذلك أعظم وأبهى صور العبوديـة
لله سبحانه، فالإسلام لم يوجب طاعة
الزوج إذلالًا للزوجة أو احتقارًا لدورها
في العلاقة الزوجية، بل مراعاةً
لمصلحة هذه العلاقة وضبطًا لسـيرها.
ما الحكم إذا المرأة صامت بدون إذن
زوجها (أي بدون علمه) يومين علمًا أن
هذا الصوم كان قضاء لشهر رمضان
المبارك، وكانت عند الصيام خجلت أن
تخبر زوجها بذلك، إن كان غير جائـز
هل عليها كفارة؟
"يجب على المـرأة قضاء ما أفطرته من
أيام رمضـان ولو بدون علم زوجها،
ولا يشترط للصيام الواجب على المرأة
إذن الـزوج فصيام المذكورة صحيح.
وأما الصيام غير الواجب فـلا تصوم
المـرأة وزوجها حاضر إلا بإذنه؛ لأن
النبـي ﷺ نهى أن تصوم المرأة وزوجها
حاضر إلا بإذنه غير رمضان.
[ فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية
والإفتاء ٣٥٣/١٠ ]
-
لا يجوز للمـرأة أن تصوم نفلًا أو واجبًا
على التراخي وزوجهـا موجود عندها
إلا بإذنه، لأن من حقه الاستمتاع بها في
كل وقت، ولا يجوز لها أن تأذن لأحد
رجل أو امرأة أن يدخل في بيتـه
إلا بإذنه، فلو علمَت رضاه جـاز.
وما أنفقت من نفقة من مالـه قدرًا يعلم
رضاه به عن غير إذنه الصريح في ذلك
القدر المعين، بل عن إذن عام سـابق
يتناول هذا القدر وغيره، فإنه يكتب
له من أجر ذلك القـدر نصفَه.
قال الحافظ ابن حجر:
وفي الحديث أن حق الزوج آكد على
المرأة من التطوع بالخير لأن حقه
واجب والقيـام بالواجب مقدم على
القيام بالتطوع.
[ فتح الباري ٢٩٦/٩ ]
المرأة عندما تأخذ الإذن من زوجها فهي
إنما تطيع أمر الله، الذي أمرها بطاعة
زوجها -فيما يرضي الله لا في معاصيه-
وفي ذلك أعظم وأبهى صور العبوديـة
لله سبحانه، فالإسلام لم يوجب طاعة
الزوج إذلالًا للزوجة أو احتقارًا لدورها
في العلاقة الزوجية، بل مراعاةً
لمصلحة هذه العلاقة وضبطًا لسـيرها.
ما الحكم إذا المرأة صامت بدون إذن
زوجها (أي بدون علمه) يومين علمًا أن
هذا الصوم كان قضاء لشهر رمضان
المبارك، وكانت عند الصيام خجلت أن
تخبر زوجها بذلك، إن كان غير جائـز
هل عليها كفارة؟
"يجب على المـرأة قضاء ما أفطرته من
أيام رمضـان ولو بدون علم زوجها،
ولا يشترط للصيام الواجب على المرأة
إذن الـزوج فصيام المذكورة صحيح.
وأما الصيام غير الواجب فـلا تصوم
المـرأة وزوجها حاضر إلا بإذنه؛ لأن
النبـي ﷺ نهى أن تصوم المرأة وزوجها
حاضر إلا بإذنه غير رمضان.
[ فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية
والإفتاء ٣٥٣/١٠ ]
-
-
أفضل الكلام بعد القـرآن
-وهي من القـرآن-
عن أبي هُرَيـرةَ، قالَ:
قالَ رَسـولُ اللهِ ﷺ: لأَن أَقولَ:
سُبحانَ اللهِ، والحَمدُللهِ ، ولا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،
واللَّهُ أَكبَـرُ؛ أَحَبُّ إِلَيَّ ممَّا طَلَعَت
عَلَيهِ الشَّمسُ.
صحيح مسلم ٢٦٩٥
أفضل الكلام بعد القـرآن
-وهي من القـرآن-
عن أبي هُرَيـرةَ، قالَ:
قالَ رَسـولُ اللهِ ﷺ: لأَن أَقولَ:
سُبحانَ اللهِ، والحَمدُللهِ ، ولا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،
واللَّهُ أَكبَـرُ؛ أَحَبُّ إِلَيَّ ممَّا طَلَعَت
عَلَيهِ الشَّمسُ.
صحيح مسلم ٢٦٩٥
-
ذِكرُ اللهِ سُبحانَه وتَعالَى ممَّا يُؤنسُ
الرُّوحَ والقَلبَ، ويَرزُقُ النَّفسَ الطُّمأْنينةَ،
وقد فتَحَ اللهُ سُبحانَه لعِبادِه كَثيرًا مِن
أبوابِ الذِّكرِ والدُّعاءِ والتَّهليلِ والتَّسبيحِ
وأعطاهُم على ذلك الفضلَ العظيمَ
والثَّوابَ الكبيرَ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ ﷺ «لَأن
أَقولَ» مِن الأذكارِ والأورادِ، «سُبحانَ
اللهِ والحَمدُ للهِ وَلا إلهَ إلَّا اللهُ
واللهُ أَكبرُ، أحبُّ إليَّ ممَّا طَلَعت عَليهِ
الشَّمسُ» يَعني: أحبُّ إليَّ مِن كلِّ الدُّنيـا
وما فيها من العمـران، وبما فيها من
الزروع والحروث، وبما فيها من
المراكب والدَّواب، وبما فيها من الكنـوز:
من الأحمر والأبيض -الذهب والفضّـة-
كل هذا داخلٌ فيـه، ويدخل فيه غير
ذلك مما نعلمه وما لا نعلمه: أحبُّ إليَّ
مما طلعت عليـه الشمس.
ويَحتمِلُ أن يكونَ معنى ذلك: أنَّ تلك
الأذكارَ أحَبُّ إليه مِن أن تكونَ له الدُّنيا،
فيُنفِقَها في سَـبيلِ اللهِ وفي أوجُهِ البِرِّ
والخيرِ؛ وإلَّا فالدُّنيا مِن حيث هي دُنيا
لا تَعدِلُ عندَ اللهِ جَناحَ بَعوضةٍ، وكذلك
هي عندَ أنبيائهِ.
قال إبراهيم بن علي الذهلي:
"سمعت بعض مشايخنا يذكر أنه رأى
الخليل بن أحمـد الفراهيدي في المنام
فقال له ما حالك؟ فقال: لم أجد شـيئًا
في الآخرة أنفع من قول سبحان الله
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر".
[ شعب الإيمان (٦٢٨) ]
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سفيان،
ثنا ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال:
"لا يكون العبد من الذاكرين كثيرًا؛ حتى
يذكر الله قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا، ثم
قرأ سفيان: { الذين يذكرون الله قيامًا
وقعودًا وعلى جنوبهم }".
[ تفسيره (٤٦٥٧)، وإسناده صحيح ]
وأخرج المرزوي من طريق محمـد
بن فضيل، عن أبيه، قال: سمعت ماهان،
يقول: "أما يستحي أحدكم أن تكون
دابته التي يركب أكثر ذكرًا لله منه،
فكان ماهان لا يفتر من التكبير
والتهليل والتسبيح".
[ جزء يحيى بن معين (٢٠١) ]
»» فلا تصمت! اشغل لسانك بذكره..
ومن أنفع ما يعينك على الالتزام بهذا
الذكر العظيـم وتكراره؛ هو أن تلتزم
وِردًا يوميًّا لا تتركه منها، وأن تحاسب
نفسـك على الإتيان به، وتسعى لزيادته،
وألَّا تترك هذا لـوقت فراغك وتذكرك؛
كان أبو هريرة -رضي الله عنه- يسبِّح
للـه في اليوم والليلة ثنتي عشرة ألف
تسبيحة! فسابق ونافس في مياديـن
البرِّ والخير، ولا يمرَّن بك يوم وليلة
إلَّا وقد ملأت فيها صحائفـك من هذه
الكلمات العظيمات..
﴿وَفي ذلِكَ فَليَتَنافَسِ المُتَنافِسونَ﴾.
-
ذِكرُ اللهِ سُبحانَه وتَعالَى ممَّا يُؤنسُ
الرُّوحَ والقَلبَ، ويَرزُقُ النَّفسَ الطُّمأْنينةَ،
وقد فتَحَ اللهُ سُبحانَه لعِبادِه كَثيرًا مِن
أبوابِ الذِّكرِ والدُّعاءِ والتَّهليلِ والتَّسبيحِ
وأعطاهُم على ذلك الفضلَ العظيمَ
والثَّوابَ الكبيرَ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ ﷺ «لَأن
أَقولَ» مِن الأذكارِ والأورادِ، «سُبحانَ
اللهِ والحَمدُ للهِ وَلا إلهَ إلَّا اللهُ
واللهُ أَكبرُ، أحبُّ إليَّ ممَّا طَلَعت عَليهِ
الشَّمسُ» يَعني: أحبُّ إليَّ مِن كلِّ الدُّنيـا
وما فيها من العمـران، وبما فيها من
الزروع والحروث، وبما فيها من
المراكب والدَّواب، وبما فيها من الكنـوز:
من الأحمر والأبيض -الذهب والفضّـة-
كل هذا داخلٌ فيـه، ويدخل فيه غير
ذلك مما نعلمه وما لا نعلمه: أحبُّ إليَّ
مما طلعت عليـه الشمس.
ويَحتمِلُ أن يكونَ معنى ذلك: أنَّ تلك
الأذكارَ أحَبُّ إليه مِن أن تكونَ له الدُّنيا،
فيُنفِقَها في سَـبيلِ اللهِ وفي أوجُهِ البِرِّ
والخيرِ؛ وإلَّا فالدُّنيا مِن حيث هي دُنيا
لا تَعدِلُ عندَ اللهِ جَناحَ بَعوضةٍ، وكذلك
هي عندَ أنبيائهِ.
قال إبراهيم بن علي الذهلي:
"سمعت بعض مشايخنا يذكر أنه رأى
الخليل بن أحمـد الفراهيدي في المنام
فقال له ما حالك؟ فقال: لم أجد شـيئًا
في الآخرة أنفع من قول سبحان الله
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر".
[ شعب الإيمان (٦٢٨) ]
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سفيان،
ثنا ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال:
"لا يكون العبد من الذاكرين كثيرًا؛ حتى
يذكر الله قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا، ثم
قرأ سفيان: { الذين يذكرون الله قيامًا
وقعودًا وعلى جنوبهم }".
[ تفسيره (٤٦٥٧)، وإسناده صحيح ]
وأخرج المرزوي من طريق محمـد
بن فضيل، عن أبيه، قال: سمعت ماهان،
يقول: "أما يستحي أحدكم أن تكون
دابته التي يركب أكثر ذكرًا لله منه،
فكان ماهان لا يفتر من التكبير
والتهليل والتسبيح".
[ جزء يحيى بن معين (٢٠١) ]
»» فلا تصمت! اشغل لسانك بذكره..
ومن أنفع ما يعينك على الالتزام بهذا
الذكر العظيـم وتكراره؛ هو أن تلتزم
وِردًا يوميًّا لا تتركه منها، وأن تحاسب
نفسـك على الإتيان به، وتسعى لزيادته،
وألَّا تترك هذا لـوقت فراغك وتذكرك؛
كان أبو هريرة -رضي الله عنه- يسبِّح
للـه في اليوم والليلة ثنتي عشرة ألف
تسبيحة! فسابق ونافس في مياديـن
البرِّ والخير، ولا يمرَّن بك يوم وليلة
إلَّا وقد ملأت فيها صحائفـك من هذه
الكلمات العظيمات..
﴿وَفي ذلِكَ فَليَتَنافَسِ المُتَنافِسونَ﴾.
-
-
كم ركعة نصلي بعد الجمعـة؟
عن أَبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه، قالَ:
قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: إذا صَلَّيتُم بَعدَ
الجُمُعـةِ فَصَلُّوا أربَعًا.
[وفي رواية]: قالَ سُهَيـلٌ: فإن عَجِلَ بِكَ
شَيءٌ فَصَلِّ رَكعَتَينِ في المَسـجِدِ،
ورَكعَتَينِ إذا رَجَعتَ.
صحيح مسـلم ٨٨١
كم ركعة نصلي بعد الجمعـة؟
عن أَبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه، قالَ:
قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: إذا صَلَّيتُم بَعدَ
الجُمُعـةِ فَصَلُّوا أربَعًا.
[وفي رواية]: قالَ سُهَيـلٌ: فإن عَجِلَ بِكَ
شَيءٌ فَصَلِّ رَكعَتَينِ في المَسـجِدِ،
ورَكعَتَينِ إذا رَجَعتَ.
صحيح مسـلم ٨٨١
-
الجُمُعـةُ شَأنُها عَظيمٌ في الإسلامِ، وقد
أوجَبَ اللهُ تعالَى على الرِّجالِ المُقيميـنَ
الخُروجَ إليها إذا أذَّنَ المؤذِّنُ داعيًا إليها
وحَضَّهُم على شُهودِهـا، وحذَّرَ مِنَ
التَّهاوُنِ فيها، وبيَّنَ النَّبـيُّ ﷺ سُنَنَها
وآدابَهـا.
وفي هذا الحَديثِ يُرشِدُ النَّبيُّ ﷺ مَن
أرادَ أن يُصلِّيَ نافلةً بعدَ صَلاةِ الجُمُعـةِ
في المسجِدِ أن يُصلِّيَ أربعَ رَكَعاتٍ.
وفي رِوايةٍ أنَّ عَمرًا الناقدَ زادَ في
رِوايَتـهِ: أنَّ عبدَ اللهِ بنَ إدريسَ أخبَرَ أنَّ
سُهيلَ بنَ أَبي صالحٍ قال له:
«فإن عجِلَ بكَ شَيءٌ»، أي: فإنِ
استَعجَلَكَ أمرٌ للخُروجِ مِنَ المسـجِدِ بعدَ
الجُمُعةِ، «فصَلِّ رَكعتَينِ في المسجدِ»،
بعدَ الجُمُعةِ، ثمَّ اذهَب واقضِ ما شِئتَ
منَ الأُمورِ، ثُمَّ صَلِّ رَكعتَينِ في بيتِكَ
إذا رجَعتَ إليه.
وفي رِوايةِ أبي داودَ أنَّ القائلَ
أبو سُهيلٍ لسُهَيلٍ، فلعَلَّه أمَرَه أبوه أولًا،
ثُمَّ أمَرَ سُهيلٌ تِلميذَه ابنَ إدريسَ.
وقد ورَدَ في الصَّحيحَينِ: «أنَّ النَّبيَّﷺ
كان لا يُصلِّي بعدَ الجمُعةِ حتَّى يَنصَرِفَ،
فيُصَلِّي ركَعتَينِ»، أي: في بيتِه.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
"كيف يجمع بين قول النبـي ﷺ:
(إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها
أربعًا)، وبين فعله ﷺ أنه كان يصلي
في بيته ركعتين؟
فأجاب: "اختلف بهذا أهل العلم:
فقال بعضهم: إنه يصلي ستًا، ركعتان
ثبتتا بالسنة الفعلية، وأربع بالسنة
القولية، هذا قول.
قول ثانٍ: أن المعتبر القول، وهو أن
يصلي أربعًا، فتكون سنة الجمعـة
أربعًا فقط.
القول الثالث: التفصيـل: إن صلى في
المسـجد صلى أربعًا، وإن صلى في بيته
فركعتـان. وهذا اختيار شيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله.
والحمد لله، الأمر واسع، يعني: لو أنه
ذهب إلى البيت وصلى أربعًا بتسليمتين
كان حسنًا ما يضر إن شـاء الله".
[ لقاءات الباب المفتوح ]
(لقاء رقم/٢١٤، سؤال رقم/٨)
وأوجه الجمع بينهمـا كثيرة، وأفضلها
ما قالـه إمام أهل السنة والجماعة
أحمد بن حَنبَـل: "إن شاء صلى بعد
الجمعة ركعتين، وإن شاء صلى أربعًا".
[ المغني ٢/١٠٩ ]
-
الجُمُعـةُ شَأنُها عَظيمٌ في الإسلامِ، وقد
أوجَبَ اللهُ تعالَى على الرِّجالِ المُقيميـنَ
الخُروجَ إليها إذا أذَّنَ المؤذِّنُ داعيًا إليها
وحَضَّهُم على شُهودِهـا، وحذَّرَ مِنَ
التَّهاوُنِ فيها، وبيَّنَ النَّبـيُّ ﷺ سُنَنَها
وآدابَهـا.
وفي هذا الحَديثِ يُرشِدُ النَّبيُّ ﷺ مَن
أرادَ أن يُصلِّيَ نافلةً بعدَ صَلاةِ الجُمُعـةِ
في المسجِدِ أن يُصلِّيَ أربعَ رَكَعاتٍ.
وفي رِوايةٍ أنَّ عَمرًا الناقدَ زادَ في
رِوايَتـهِ: أنَّ عبدَ اللهِ بنَ إدريسَ أخبَرَ أنَّ
سُهيلَ بنَ أَبي صالحٍ قال له:
«فإن عجِلَ بكَ شَيءٌ»، أي: فإنِ
استَعجَلَكَ أمرٌ للخُروجِ مِنَ المسـجِدِ بعدَ
الجُمُعةِ، «فصَلِّ رَكعتَينِ في المسجدِ»،
بعدَ الجُمُعةِ، ثمَّ اذهَب واقضِ ما شِئتَ
منَ الأُمورِ، ثُمَّ صَلِّ رَكعتَينِ في بيتِكَ
إذا رجَعتَ إليه.
وفي رِوايةِ أبي داودَ أنَّ القائلَ
أبو سُهيلٍ لسُهَيلٍ، فلعَلَّه أمَرَه أبوه أولًا،
ثُمَّ أمَرَ سُهيلٌ تِلميذَه ابنَ إدريسَ.
وقد ورَدَ في الصَّحيحَينِ: «أنَّ النَّبيَّﷺ
كان لا يُصلِّي بعدَ الجمُعةِ حتَّى يَنصَرِفَ،
فيُصَلِّي ركَعتَينِ»، أي: في بيتِه.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
"كيف يجمع بين قول النبـي ﷺ:
(إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها
أربعًا)، وبين فعله ﷺ أنه كان يصلي
في بيته ركعتين؟
فأجاب: "اختلف بهذا أهل العلم:
فقال بعضهم: إنه يصلي ستًا، ركعتان
ثبتتا بالسنة الفعلية، وأربع بالسنة
القولية، هذا قول.
قول ثانٍ: أن المعتبر القول، وهو أن
يصلي أربعًا، فتكون سنة الجمعـة
أربعًا فقط.
القول الثالث: التفصيـل: إن صلى في
المسـجد صلى أربعًا، وإن صلى في بيته
فركعتـان. وهذا اختيار شيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله.
والحمد لله، الأمر واسع، يعني: لو أنه
ذهب إلى البيت وصلى أربعًا بتسليمتين
كان حسنًا ما يضر إن شـاء الله".
[ لقاءات الباب المفتوح ]
(لقاء رقم/٢١٤، سؤال رقم/٨)
وأوجه الجمع بينهمـا كثيرة، وأفضلها
ما قالـه إمام أهل السنة والجماعة
أحمد بن حَنبَـل: "إن شاء صلى بعد
الجمعة ركعتين، وإن شاء صلى أربعًا".
[ المغني ٢/١٠٩ ]
-
-
التحذير من الملعونين الأربعة ⁽∅⁾
عن أَبي الطُّفَيلِ، قالَ: سُـئِلَ عَليٌّ:
أَخَصَّكُم رَسـولُ اللهِ ﷺ بشَيءٍ؟ فَقالَ:
ما خَصَّنا رَسـولُ اللهِ ﷺ بشَيءٍ لَم يَعُمَّ
بِهِ النَّـاسَ كافَّةً، إلَّا ما كانَ في قِرابِ
سَيفي هَذا، قالَ: فأخرَجَ صَحيفـةً
مَكتوبٌ فيها: لَعَنَ اللَّهُ مَن ذَبَحَ لِغَيرِ اللهِ
ولَعَنَ اللَّهُ مَن سَرَقَ مَنارَ الأرضِ،
ولَعَنَ اللَّهُ مَن لَعَنَ والِـدَهُ، ولَعَنَ اللَّهُ مَن
آوَى مُحدِثًا.
صحيح مسلم ١٩٧٨
التحذير من الملعونين الأربعة ⁽∅⁾
عن أَبي الطُّفَيلِ، قالَ: سُـئِلَ عَليٌّ:
أَخَصَّكُم رَسـولُ اللهِ ﷺ بشَيءٍ؟ فَقالَ:
ما خَصَّنا رَسـولُ اللهِ ﷺ بشَيءٍ لَم يَعُمَّ
بِهِ النَّـاسَ كافَّةً، إلَّا ما كانَ في قِرابِ
سَيفي هَذا، قالَ: فأخرَجَ صَحيفـةً
مَكتوبٌ فيها: لَعَنَ اللَّهُ مَن ذَبَحَ لِغَيرِ اللهِ
ولَعَنَ اللَّهُ مَن سَرَقَ مَنارَ الأرضِ،
ولَعَنَ اللَّهُ مَن لَعَنَ والِـدَهُ، ولَعَنَ اللَّهُ مَن
آوَى مُحدِثًا.
صحيح مسلم ١٩٧٨
-
إنَّ آلَ بيتِ النَّبيِّ ﷺ مَع رَفيعِ مَنزلَتِهم
وعالي دَرجتِهم، إلَّا أَنَّهم لم يُخَصُّـوا
بشَيءٍ مِنَ العِلمِ دونَ الأُمَّـةِ، وقد كان
بعضُ النَّاسِ يظُنُّ أنَّ النَّبيَّ ﷺ قبل
مَماتِه ترَكَ وَصيَّةً بها أسرارٌ مِن العِلمِ
لابنِ عمِّـه عليِّ بنِ أبي طالبٍ، وفي
هذا الحديثِ يُبيِّنُ علِيٌّ رَضيَ اللهُ عنه
أنَّ كلَّ هذا مُنافٍ للواقعِ ولحقيقةِ هذا
الدِّيـنِ؛ فقد سُئِلَ عَليٌّ رَضيَ اللهُ عنه:
أَخَصَّكُم رَسـولُ اللهِ ﷺ بشيءٍ؟ يَعني
مِنَ العِلمِ وأَسرارِه وقَواعِدِ الدِّينِ
وأَحكامِـه؟ فنَفَى ذَلكَ عَليٌّ رَضيَ اللهُ
عنه بقَولِه: «ما خَصَّنا رَسولُ اللهِ ﷺ
بشَيءٍ لم يَعُمَّ به النَّاسَ كافَّةً»، أي: فكل
ما كانَ يَقولُه للنَّـاسِ كُلِّهم هُو ما كانَ
يَقولُه لنا، ولم يَخُصَّنا بشَيءٍ ثُمَّ استَثنى
فقال: «إلَّا ما كانَ في قِرابِ سَـيفي
هَذا»، وقِرابُ السَّيفِ هُو جِرابُه الَّذي
يَدخُلُ فيه ورُبَّما وَسِعَ لشيءٍ آخرَ
خَفيفِ المَحمَلِ.
فأَخرَجَ لهم صَحيفـةً مَكتوبٌ فيها: «لَعَنَ
اللهُ مَن ذَبَحَ لغَيرِ اللهِ»، كالذَّبحِ لصَنمٍ أو
لِنَبيٍّ مِن أنبياءِ اللهِ أو لِوَليٍّ مِن أوليائهِ،
وكلُّ هذا مِن الشِّـركِ باللهِ تَعالَى،
ولا تَحِلُّ تلك الذَّبيحةُ، سواءٌ كان الذَّابحُ
مُسلمًا أو نَصرانيًّا أو يَهوديًّا، واللَّعنُ:
الدُّعاءُ بالطَّردِ والإبعادِ مِن رَحمةِ اللهِ.
(فالملعون بعيدٌ عن رحمة الله، بعيد عن
كرَم الله، بعيدٌ عن عفو الله، نسأل الله
السَّلامة والعافية، ونعوذ بالله من مقتِه
وغضَبه ولعنته).
«ولَعنَ اللهُ مَن سَرَقَ منارَ الأَرضِ»، وفي
رِوايةٍ في صَحيحِ مُسـلمٍ: «غيَّرَ مَنارَ
الأَرضِ»، وهي الَّتي يَتميَّزُ بها مِلكُ كلِّ
أحدٍ عن مِلكِ غيرِه، وتَغييرُه بنَقلِ
حُدودِها، ويَفعَلُ ذَلكَ لِيَأخُذَ ما لَيسَ له
مِن مِلكِ الغَيرِ أو مِنَ الطَّريقِ.
«ولَعنَ الله مَن لَعَنَ والِـدَه»، أي: تَسبَّبَ
في لَعنِه بأنْ يَسُبَّ أبا رجُلٍ ويَسُبَّ أُمَّه
فيَسُبَّ المشتومُ والدَ الَّذي سَبَّه ويَسُبَّ
أُمَّه، أو يَكونُ اللَّعنُ لَهما مُباشَرةً، وهو
مِن الكبائرِ، وهُو مِن أَشـدِّ ما نَهى عنه
رَسولُ اللهِ ﷺ.
«ولَعنَ اللـهُ مَن آوَى مُحدِثًا»، والمُحدِثُ
هو مَن جَنَى على غَيرِه جِنايةً فحَماهُ
إنسانٌ وَمنعَ أَحدًا أن يَتعرَّضَ له
باسـتِيفاءِ الحقِّ مِنه، ويَدخُلُ فيه أيضًا
مَن جَنى عَلى الدِّيـنِ بفِعلِ البِدَعِ
المُحدِثَةِ فيَحميهِ ويُمَكِّنُ المُبتدِعَ مِن
نَشرِ بِدعتِه مِن غَيرِ أن يَتعرَّضَ له أَحدٌ
بالتَّأديبِ أَوِ الصَّدِّ عن بِدعتِه. ويَجوزُ
فتحُ الدَّالِ مِن «مُحدَثًا»، ومعنـاه: الأمرُ
المبتَدَعُ نفسُه، فإذا رَضِيَ بالبدعةِ، وأقرَّ
فاعِلَهـا ولم يُنكِرها عليه؛ فقد آواهُ، فمَن
فَعَلَ ذلك فقدِ استحقَّ لَعنةَ اللهِ.
»» لا يستطيع العبـد أن يَسلك سبيل
الحقِّ والخَير إلاَّ إذا عرف طريق الشَّر،
يقول القائل:
عَرَفتُ الشَّــــــــرَّ لا .. لِلشَّـرِّ لَكِنْ لِتَوَقِّيهِ
ومَن لا يَعرِفِ الحَقَّ .. مِنَ الشَّرِّ يَقَعْ فيهِ
وكان حُذيفة بـن اليمان رضي الله عنه
يسأل النَّبـيَّ ﷺ عن الشَّرِّ مخافة أن
يُدرِكه. فنسأل اللــه أن يدرأ عنَّا سبيل
مقتِه وغضبه ولعنته.
-
إنَّ آلَ بيتِ النَّبيِّ ﷺ مَع رَفيعِ مَنزلَتِهم
وعالي دَرجتِهم، إلَّا أَنَّهم لم يُخَصُّـوا
بشَيءٍ مِنَ العِلمِ دونَ الأُمَّـةِ، وقد كان
بعضُ النَّاسِ يظُنُّ أنَّ النَّبيَّ ﷺ قبل
مَماتِه ترَكَ وَصيَّةً بها أسرارٌ مِن العِلمِ
لابنِ عمِّـه عليِّ بنِ أبي طالبٍ، وفي
هذا الحديثِ يُبيِّنُ علِيٌّ رَضيَ اللهُ عنه
أنَّ كلَّ هذا مُنافٍ للواقعِ ولحقيقةِ هذا
الدِّيـنِ؛ فقد سُئِلَ عَليٌّ رَضيَ اللهُ عنه:
أَخَصَّكُم رَسـولُ اللهِ ﷺ بشيءٍ؟ يَعني
مِنَ العِلمِ وأَسرارِه وقَواعِدِ الدِّينِ
وأَحكامِـه؟ فنَفَى ذَلكَ عَليٌّ رَضيَ اللهُ
عنه بقَولِه: «ما خَصَّنا رَسولُ اللهِ ﷺ
بشَيءٍ لم يَعُمَّ به النَّاسَ كافَّةً»، أي: فكل
ما كانَ يَقولُه للنَّـاسِ كُلِّهم هُو ما كانَ
يَقولُه لنا، ولم يَخُصَّنا بشَيءٍ ثُمَّ استَثنى
فقال: «إلَّا ما كانَ في قِرابِ سَـيفي
هَذا»، وقِرابُ السَّيفِ هُو جِرابُه الَّذي
يَدخُلُ فيه ورُبَّما وَسِعَ لشيءٍ آخرَ
خَفيفِ المَحمَلِ.
فأَخرَجَ لهم صَحيفـةً مَكتوبٌ فيها: «لَعَنَ
اللهُ مَن ذَبَحَ لغَيرِ اللهِ»، كالذَّبحِ لصَنمٍ أو
لِنَبيٍّ مِن أنبياءِ اللهِ أو لِوَليٍّ مِن أوليائهِ،
وكلُّ هذا مِن الشِّـركِ باللهِ تَعالَى،
ولا تَحِلُّ تلك الذَّبيحةُ، سواءٌ كان الذَّابحُ
مُسلمًا أو نَصرانيًّا أو يَهوديًّا، واللَّعنُ:
الدُّعاءُ بالطَّردِ والإبعادِ مِن رَحمةِ اللهِ.
(فالملعون بعيدٌ عن رحمة الله، بعيد عن
كرَم الله، بعيدٌ عن عفو الله، نسأل الله
السَّلامة والعافية، ونعوذ بالله من مقتِه
وغضَبه ولعنته).
«ولَعنَ اللهُ مَن سَرَقَ منارَ الأَرضِ»، وفي
رِوايةٍ في صَحيحِ مُسـلمٍ: «غيَّرَ مَنارَ
الأَرضِ»، وهي الَّتي يَتميَّزُ بها مِلكُ كلِّ
أحدٍ عن مِلكِ غيرِه، وتَغييرُه بنَقلِ
حُدودِها، ويَفعَلُ ذَلكَ لِيَأخُذَ ما لَيسَ له
مِن مِلكِ الغَيرِ أو مِنَ الطَّريقِ.
«ولَعنَ الله مَن لَعَنَ والِـدَه»، أي: تَسبَّبَ
في لَعنِه بأنْ يَسُبَّ أبا رجُلٍ ويَسُبَّ أُمَّه
فيَسُبَّ المشتومُ والدَ الَّذي سَبَّه ويَسُبَّ
أُمَّه، أو يَكونُ اللَّعنُ لَهما مُباشَرةً، وهو
مِن الكبائرِ، وهُو مِن أَشـدِّ ما نَهى عنه
رَسولُ اللهِ ﷺ.
«ولَعنَ اللـهُ مَن آوَى مُحدِثًا»، والمُحدِثُ
هو مَن جَنَى على غَيرِه جِنايةً فحَماهُ
إنسانٌ وَمنعَ أَحدًا أن يَتعرَّضَ له
باسـتِيفاءِ الحقِّ مِنه، ويَدخُلُ فيه أيضًا
مَن جَنى عَلى الدِّيـنِ بفِعلِ البِدَعِ
المُحدِثَةِ فيَحميهِ ويُمَكِّنُ المُبتدِعَ مِن
نَشرِ بِدعتِه مِن غَيرِ أن يَتعرَّضَ له أَحدٌ
بالتَّأديبِ أَوِ الصَّدِّ عن بِدعتِه. ويَجوزُ
فتحُ الدَّالِ مِن «مُحدَثًا»، ومعنـاه: الأمرُ
المبتَدَعُ نفسُه، فإذا رَضِيَ بالبدعةِ، وأقرَّ
فاعِلَهـا ولم يُنكِرها عليه؛ فقد آواهُ، فمَن
فَعَلَ ذلك فقدِ استحقَّ لَعنةَ اللهِ.
»» لا يستطيع العبـد أن يَسلك سبيل
الحقِّ والخَير إلاَّ إذا عرف طريق الشَّر،
يقول القائل:
عَرَفتُ الشَّــــــــرَّ لا .. لِلشَّـرِّ لَكِنْ لِتَوَقِّيهِ
ومَن لا يَعرِفِ الحَقَّ .. مِنَ الشَّرِّ يَقَعْ فيهِ
وكان حُذيفة بـن اليمان رضي الله عنه
يسأل النَّبـيَّ ﷺ عن الشَّرِّ مخافة أن
يُدرِكه. فنسأل اللــه أن يدرأ عنَّا سبيل
مقتِه وغضبه ولعنته.
-
-
صَومُ سُرَر شَعبان ⎫🌱⎧
عن عِمرانَ بنِ حُصَينٍ رضي الله عنه،
أَنَّ النَّبـيَّ ﷺ قالَ لِرَجُلٍ:
هَـل صُمتَ مِن سَرَرِ هَذا الشَّهرِ شَيئًا؟
قالَ: لا، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: فَإِذا
أَفطَرتَ رَمَضـانَ فَصُم يَومَينِ مَكانَهُ.
متَّفقٌ عليه واللفظ لمُسلم
صَومُ سُرَر شَعبان ⎫🌱⎧
عن عِمرانَ بنِ حُصَينٍ رضي الله عنه،
أَنَّ النَّبـيَّ ﷺ قالَ لِرَجُلٍ:
هَـل صُمتَ مِن سَرَرِ هَذا الشَّهرِ شَيئًا؟
قالَ: لا، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: فَإِذا
أَفطَرتَ رَمَضـانَ فَصُم يَومَينِ مَكانَهُ.
متَّفقٌ عليه واللفظ لمُسلم
-
في هذا الحَديثِ يَحكي الصَّحابيُّ
عِمرانُ بنُ حُصَيـنٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ
النَّبيَّ ﷺ سأَلَه أو سَأَلَ رجلًا آخَرَ
غيرَه وعِمرانُ يَسمَعُ: يا أبا فُلانٍ، صُمتَ
سَرَرَ هذا الشَّهرِ؟ أي: آخِرَ الشَّهرِ، وسُمِّي
بذلك لاستِسرارِ القَمرِ فيها، أي:
لاختفائِه، وهي لَيلةُ الثَّامنِ والعِشرينَ
والتاسع والعِشرين، والثَّلاثينَ إذا كان
الشَّهـرُ كاملًا.
وقيـل: سَرَرُ الشَّهرِ هي وَسطُ الشَّهرِ؛
فالسَّررُ جمْعُ سُرَّةٍ، وسُرَّةُ الشَّيء
وَسطُه، فالمرادُ الأيَّامُ البِيضُ: الثالثَ
عشَرَ، والرابعَ عشَرَ، والخامسَ عشَرَ.
فَقالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: "فَإِذا أَفطَرتَ
رَمَضانَ فَصُم يَومَينِ مَكانَهُ"، وَيُحمَلُ
هَذا عَلى أَنَّ الرَّجُلَ كانَت لَهُ عادةٌ
بِصيامِ سَرَرِ الشَّهرِ أَو قَد نَذَرَهُ، فتَرَكَه
لخَوِفه مِن الدُّخولِ في النَّهيِ عن تَقدُّمِ
رَمَضانِ، فبيَّنَ له النَّبيُّ ﷺ أنَّ الصَّومَ
المُعتادَ لا يَدخُلُ في النَّهيِ، وإنَّما نَهى
عن غَيرِ المُعتادِ.
فأمَرَه ﷺ بقَضائِها بعدَ عِيدِ الفطرِ
وانتهاءِ صَومِ رمَضانَ؛ لتَستمِرَّ
مُحافظَتُه على ما واظَبَ عليه مِن
العِبادةِ؛ لأنَّ أحبَّ العمَلِ إلى اللهِ تعالى
ما داوَمَ عليه صاحبُه.
قال الحافظ ابنُ حجر رحمه الله:
"وفي الحديثِ: مشروعيَّـةُ قضاءِ
التَّطَوُّعِ، وقد يؤخذ منه قضـاء الفرض
بطريـق الأولى خلافًا لمن منع ذلك".
ــ فتح الباري ١/١٨ جـ٥ ــ
وقال بعض السلف:
من صام اليوم عن شهواتـه أفطر عليها
بعد مماته، ومن تعجل ما حرم عليه
قبل وفاتـه عوقب بحرمانه في الآخرة
وفواته.
أنت في دار شتـــات ، فتأهب لشـــتاتك
واجعل الدنيا كيوم ، صمته عن شهواتك
وليكن فطرك عند الله ، في يوم وفاتــك
-
في هذا الحَديثِ يَحكي الصَّحابيُّ
عِمرانُ بنُ حُصَيـنٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ
النَّبيَّ ﷺ سأَلَه أو سَأَلَ رجلًا آخَرَ
غيرَه وعِمرانُ يَسمَعُ: يا أبا فُلانٍ، صُمتَ
سَرَرَ هذا الشَّهرِ؟ أي: آخِرَ الشَّهرِ، وسُمِّي
بذلك لاستِسرارِ القَمرِ فيها، أي:
لاختفائِه، وهي لَيلةُ الثَّامنِ والعِشرينَ
والتاسع والعِشرين، والثَّلاثينَ إذا كان
الشَّهـرُ كاملًا.
وقيـل: سَرَرُ الشَّهرِ هي وَسطُ الشَّهرِ؛
فالسَّررُ جمْعُ سُرَّةٍ، وسُرَّةُ الشَّيء
وَسطُه، فالمرادُ الأيَّامُ البِيضُ: الثالثَ
عشَرَ، والرابعَ عشَرَ، والخامسَ عشَرَ.
فَقالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: "فَإِذا أَفطَرتَ
رَمَضانَ فَصُم يَومَينِ مَكانَهُ"، وَيُحمَلُ
هَذا عَلى أَنَّ الرَّجُلَ كانَت لَهُ عادةٌ
بِصيامِ سَرَرِ الشَّهرِ أَو قَد نَذَرَهُ، فتَرَكَه
لخَوِفه مِن الدُّخولِ في النَّهيِ عن تَقدُّمِ
رَمَضانِ، فبيَّنَ له النَّبيُّ ﷺ أنَّ الصَّومَ
المُعتادَ لا يَدخُلُ في النَّهيِ، وإنَّما نَهى
عن غَيرِ المُعتادِ.
فأمَرَه ﷺ بقَضائِها بعدَ عِيدِ الفطرِ
وانتهاءِ صَومِ رمَضانَ؛ لتَستمِرَّ
مُحافظَتُه على ما واظَبَ عليه مِن
العِبادةِ؛ لأنَّ أحبَّ العمَلِ إلى اللهِ تعالى
ما داوَمَ عليه صاحبُه.
قال الحافظ ابنُ حجر رحمه الله:
"وفي الحديثِ: مشروعيَّـةُ قضاءِ
التَّطَوُّعِ، وقد يؤخذ منه قضـاء الفرض
بطريـق الأولى خلافًا لمن منع ذلك".
ــ فتح الباري ١/١٨ جـ٥ ــ
وقال بعض السلف:
من صام اليوم عن شهواتـه أفطر عليها
بعد مماته، ومن تعجل ما حرم عليه
قبل وفاتـه عوقب بحرمانه في الآخرة
وفواته.
أنت في دار شتـــات ، فتأهب لشـــتاتك
واجعل الدنيا كيوم ، صمته عن شهواتك
وليكن فطرك عند الله ، في يوم وفاتــك
-
-
⦃ يوم الجمعة يوم عبادة ⦄
عن أَبي هُرَيرةَ، عن النَّبـيِّ ﷺ، قالَ:
مَنِ اغتَسَلَ ثُمَّ أَتَى الجُمُعةَ، فَصَلَّى
ما قُدِّرَ لَهُ، ثُمَّ أَنصَتَ حَتَّى يَفرُغَ
مِن خُطبَتِـهِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ، غُفِرَ لَهُ
ما بَينَهُ وبَينَ الجُمُعَةِ الأُخرَى، وفَضلُ
ثَلاثةِ أَيَّـامٍ.
صحيح مسلم ٨٥٧
⦃ يوم الجمعة يوم عبادة ⦄
عن أَبي هُرَيرةَ، عن النَّبـيِّ ﷺ، قالَ:
مَنِ اغتَسَلَ ثُمَّ أَتَى الجُمُعةَ، فَصَلَّى
ما قُدِّرَ لَهُ، ثُمَّ أَنصَتَ حَتَّى يَفرُغَ
مِن خُطبَتِـهِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ، غُفِرَ لَهُ
ما بَينَهُ وبَينَ الجُمُعَةِ الأُخرَى، وفَضلُ
ثَلاثةِ أَيَّـامٍ.
صحيح مسلم ٨٥٧
-
يومُ الجُمعةِ يومٌ عظيمٌ، وهو خيرُ أيَّامِ
الأسبوعِ، وفيه يَجتمِعُ المُسلِمونَ للصَّلاةِ
وقد حَثَّ النَّبيُّ ﷺ على التَّطهُّرِ
وتَحسينِ المَظهرِ في هذا اليومِ، وخاصَّةً
عندَ صَلاةِ الجُمُعةِ.
في هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ ﷺ أنَّ
مَنِ اغتَسَل، فعمَّم جميعَ بَدنِـه بالماءِ
-والاغتسالُ يومَ الجُمُعةِ يَتأكَّدُ في حقِّ
كلِّ ذَكَرٍ بالِغٍ مِن المُسلِميـنَ ممَّن وجَبَت
عليه الجُمُعةُ- ثمَّ ذهَبَ إلى المسجدِ
وبَكَّرَ في حُضورِه إلى المسـجِدِ قبلَ
صُعودِ الإمامِ على المِنبَـرِ، فَصلَّى ما قُدِّر
لَه مِنَ النَّوافلِ ما شـاءَ اللهُ لَه أن يُصلِّيَ،
فيُصلِّي رَكعتينِ رَكعتينِ، كما ورَدَ عن
النَّبـيِّ ﷺ في صَلاةِ النَّافلةِ..
ثُمَّ استَمَعَ وأنصَتَ حتَّى يَنتهيَ الإمامُ
مِن خُطبَتِه، ثُمَّ يُصلِّي مَعه رَكعتَيِ
الجُمُعةِ؛ كان أجرُه أن يَغفِرَ اللهُ لَه
ذُنوبَ ما بينَ السَّاعةِ الَّتي يُصلِّي فيها
الجُمعةَ إلى مِثلِها مِنَ الجُمعةِ الأُخرى،
وزِيادةَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ، فتَكونُ الحَسنـةُ
بعَشرِ أمثالِها، حيثُ صارَ يومُ الجُمُعـةِ
بعَشرةِ أيَّامٍ.
والمقصودُ أنَّ الذُّنـوبَ الصَّغائرَ هي الَّتي
يَغفِرُها اللـهُ، أمَّا الكبائِرُ فإنَّها تَحتاجُ إلى
تَوبةٍ تامَّةٍ، كما في صَحيحِ مُسلِمٍ
مِن حَديثِ أبي هُرَيـرَةَ رَضِي اللهُ عنه،
أنَّ النَّبيَّ ﷺ قال:
«الصَّلواتُ الخَمسُ، والجُمُعةُ إلى
الجُمُعةِ، ورَمضانُ إلى رَمضانَ؛ مُكفِّراتٌ
ما بينهـنَّ إذا اجتَنَب الكبائِرَ».
قال الإمام النووي رحمه الله:
"يوم الجمعة يومُ دعاء وذِكر وعِبادة؛
من الغُسل والتبكير إلى الصلاة
وانتظارها، واستماع الخطبة وإِكثار
الذكر بعدها .."
[ مسلم بشرح النووي (ج٤ - ص٢٧٤) ]
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله:
"يوم الجمعة يوم عبادة، وهو في الأيام
كشهر رمضان في الشُّهور، وساعة
الإجابة فيه كليلة القَدر في رمضان،
ولهذا مَن صحَّ له يوم جُمعَته وسلِم،
سَلِمَت له سائر جُمعته.
[زاد المعاد في هدي خير العباد ٣٨٦/١]
»» فاحرص على استغلاله واحتساب
ثوابه؛ فإن السعيد من عمل لآخرته.
-
يومُ الجُمعةِ يومٌ عظيمٌ، وهو خيرُ أيَّامِ
الأسبوعِ، وفيه يَجتمِعُ المُسلِمونَ للصَّلاةِ
وقد حَثَّ النَّبيُّ ﷺ على التَّطهُّرِ
وتَحسينِ المَظهرِ في هذا اليومِ، وخاصَّةً
عندَ صَلاةِ الجُمُعةِ.
في هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ ﷺ أنَّ
مَنِ اغتَسَل، فعمَّم جميعَ بَدنِـه بالماءِ
-والاغتسالُ يومَ الجُمُعةِ يَتأكَّدُ في حقِّ
كلِّ ذَكَرٍ بالِغٍ مِن المُسلِميـنَ ممَّن وجَبَت
عليه الجُمُعةُ- ثمَّ ذهَبَ إلى المسجدِ
وبَكَّرَ في حُضورِه إلى المسـجِدِ قبلَ
صُعودِ الإمامِ على المِنبَـرِ، فَصلَّى ما قُدِّر
لَه مِنَ النَّوافلِ ما شـاءَ اللهُ لَه أن يُصلِّيَ،
فيُصلِّي رَكعتينِ رَكعتينِ، كما ورَدَ عن
النَّبـيِّ ﷺ في صَلاةِ النَّافلةِ..
ثُمَّ استَمَعَ وأنصَتَ حتَّى يَنتهيَ الإمامُ
مِن خُطبَتِه، ثُمَّ يُصلِّي مَعه رَكعتَيِ
الجُمُعةِ؛ كان أجرُه أن يَغفِرَ اللهُ لَه
ذُنوبَ ما بينَ السَّاعةِ الَّتي يُصلِّي فيها
الجُمعةَ إلى مِثلِها مِنَ الجُمعةِ الأُخرى،
وزِيادةَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ، فتَكونُ الحَسنـةُ
بعَشرِ أمثالِها، حيثُ صارَ يومُ الجُمُعـةِ
بعَشرةِ أيَّامٍ.
والمقصودُ أنَّ الذُّنـوبَ الصَّغائرَ هي الَّتي
يَغفِرُها اللـهُ، أمَّا الكبائِرُ فإنَّها تَحتاجُ إلى
تَوبةٍ تامَّةٍ، كما في صَحيحِ مُسلِمٍ
مِن حَديثِ أبي هُرَيـرَةَ رَضِي اللهُ عنه،
أنَّ النَّبيَّ ﷺ قال:
«الصَّلواتُ الخَمسُ، والجُمُعةُ إلى
الجُمُعةِ، ورَمضانُ إلى رَمضانَ؛ مُكفِّراتٌ
ما بينهـنَّ إذا اجتَنَب الكبائِرَ».
قال الإمام النووي رحمه الله:
"يوم الجمعة يومُ دعاء وذِكر وعِبادة؛
من الغُسل والتبكير إلى الصلاة
وانتظارها، واستماع الخطبة وإِكثار
الذكر بعدها .."
[ مسلم بشرح النووي (ج٤ - ص٢٧٤) ]
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله:
"يوم الجمعة يوم عبادة، وهو في الأيام
كشهر رمضان في الشُّهور، وساعة
الإجابة فيه كليلة القَدر في رمضان،
ولهذا مَن صحَّ له يوم جُمعَته وسلِم،
سَلِمَت له سائر جُمعته.
[زاد المعاد في هدي خير العباد ٣٨٦/١]
»» فاحرص على استغلاله واحتساب
ثوابه؛ فإن السعيد من عمل لآخرته.
-
-
'إدامة دعاء الله -تعالى- بالتثبيت
على الهدى'
عن عَبدَ اللَّهِ بنَ عَمرِو بنِ العاصِ، أَنَّهُ
سَمِعَ رَسُـولَ اللَّهِ ﷺ يَقولُ:
إنَّ قُلوبَ بَني آدَمَ كُلَّهَا بَينَ إِصبَعَينِ مِن
أَصابِعِ الرَّحمَــنِ، كَقَلبٍ واحِدٍ، يُصَرِّفُهُ
حَيثُ يَشاءُ، ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
« اللَّهُـمَّ مُصَرِّفَ القُلـوبِ صَرِّف قُلوبَنـا
عَلى طاعَتِكَ ».
صحيح مسلم ٢٦٥٤
'إدامة دعاء الله -تعالى- بالتثبيت
على الهدى'
عن عَبدَ اللَّهِ بنَ عَمرِو بنِ العاصِ، أَنَّهُ
سَمِعَ رَسُـولَ اللَّهِ ﷺ يَقولُ:
إنَّ قُلوبَ بَني آدَمَ كُلَّهَا بَينَ إِصبَعَينِ مِن
أَصابِعِ الرَّحمَــنِ، كَقَلبٍ واحِدٍ، يُصَرِّفُهُ
حَيثُ يَشاءُ، ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
« اللَّهُـمَّ مُصَرِّفَ القُلـوبِ صَرِّف قُلوبَنـا
عَلى طاعَتِكَ ».
صحيح مسلم ٢٦٥٤
-
القلـبُ: هو أعظَمُ الأعضاء خَطَرًا،
وأكثَرُها أثَرًا، وأدَقُّها أمرًا، وأشَـقُّها
إِصلاحًا، وأصعَبُها حالاً، وهو المَلِكُ
المُطَاعُ، فإذا اسـتقامَ وصَلَحَ المَلِكُ
استقامت الرَّعِيَّة.
وقَد سُمِّيَ القَلبُ قَلبًا مِن تَقَلُّبِهِ، قال
رسول الله ﷺ: «لَقَلبُ ابنِ آدَمَ أَسرَعُ
تَقَلُّبًا مِنَ القِدرِ؛ إِذا استَجمَعَت غَلَيانًا»
رواه أحمد.
فَاحذَرْ عَلى القَلبِ مِن قَلبٍ وَتَحويـلِ.
وهذا الحديث يؤكد على أهمية الاعتناء
بأمور القلوب، وأعمال القلوب، والدعـاء
المخصوص بتصريف القلوب على
الطاعة. وفيه بيان أن تقليب القلوب أمر
خطير، يجب أن يعطى الاهتمام للحذر
من تقليب القلب؛ لأن الانتقال من البصر
إلى العمى، ومن الهداية إلى الضلالة،
ومن الطاعة إلى المعصية؛ مصيبة
عظيمة، والخلق كلهم تحت هذا الخطر..
يعني كون النبـيﷺ يقول وهو النبـي
من هو؟ يقول: يا مصرف القلوب صرف
قلبي، ثبت قلبي، هذا فيه يعني درس
عظيم للأمة: أنتم أدنى من
رسول الله ﷺ، وهو حرص على هذا
الدعاء، ليسلم قلبه، ويصلح قلبه،
والله -تعالى- تولاه وغفر له ما تقدم من
ذنبه وما تأخر، فكيف ينبغي أن يكون
سعيكم أنتم في ذلك؟؟
فما أحوج كل مسـلم إلى أن يكثر من
هذا الدعـاء وأن يلحَّ على الله دائمًا أن
يثبِّت قلبه على الحق والهدى وأن
يجنِّبه الزيغ والردى.
قال البغوي رحمه الله:
«فيه بيان أن العبـد ليس إليه شيء من
أمر سعادته أو شقاوته، بل إن اهتدى
فبهداية الله إياه، وإن ثبت على الإيمان
فبتثبيته، وإن ضل فبصرفه عن الهـدى،
قال سبحانه وتعالى: {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ
عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ}
[الحجرات: ١٧]، وقال الله سبحانه
وتعالى إخباراً عن حمد أهل الجنّـة:
{الْحَمْـدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا
لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}[الأعراف:٤٣]،
وقال الله عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِيـنَ
آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَـا
وَفِي الآخِرَةِ} [إبراهيم: ٢٧]».
-
القلـبُ: هو أعظَمُ الأعضاء خَطَرًا،
وأكثَرُها أثَرًا، وأدَقُّها أمرًا، وأشَـقُّها
إِصلاحًا، وأصعَبُها حالاً، وهو المَلِكُ
المُطَاعُ، فإذا اسـتقامَ وصَلَحَ المَلِكُ
استقامت الرَّعِيَّة.
وقَد سُمِّيَ القَلبُ قَلبًا مِن تَقَلُّبِهِ، قال
رسول الله ﷺ: «لَقَلبُ ابنِ آدَمَ أَسرَعُ
تَقَلُّبًا مِنَ القِدرِ؛ إِذا استَجمَعَت غَلَيانًا»
رواه أحمد.
فَاحذَرْ عَلى القَلبِ مِن قَلبٍ وَتَحويـلِ.
وهذا الحديث يؤكد على أهمية الاعتناء
بأمور القلوب، وأعمال القلوب، والدعـاء
المخصوص بتصريف القلوب على
الطاعة. وفيه بيان أن تقليب القلوب أمر
خطير، يجب أن يعطى الاهتمام للحذر
من تقليب القلب؛ لأن الانتقال من البصر
إلى العمى، ومن الهداية إلى الضلالة،
ومن الطاعة إلى المعصية؛ مصيبة
عظيمة، والخلق كلهم تحت هذا الخطر..
يعني كون النبـيﷺ يقول وهو النبـي
من هو؟ يقول: يا مصرف القلوب صرف
قلبي، ثبت قلبي، هذا فيه يعني درس
عظيم للأمة: أنتم أدنى من
رسول الله ﷺ، وهو حرص على هذا
الدعاء، ليسلم قلبه، ويصلح قلبه،
والله -تعالى- تولاه وغفر له ما تقدم من
ذنبه وما تأخر، فكيف ينبغي أن يكون
سعيكم أنتم في ذلك؟؟
فما أحوج كل مسـلم إلى أن يكثر من
هذا الدعـاء وأن يلحَّ على الله دائمًا أن
يثبِّت قلبه على الحق والهدى وأن
يجنِّبه الزيغ والردى.
قال البغوي رحمه الله:
«فيه بيان أن العبـد ليس إليه شيء من
أمر سعادته أو شقاوته، بل إن اهتدى
فبهداية الله إياه، وإن ثبت على الإيمان
فبتثبيته، وإن ضل فبصرفه عن الهـدى،
قال سبحانه وتعالى: {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ
عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ}
[الحجرات: ١٧]، وقال الله سبحانه
وتعالى إخباراً عن حمد أهل الجنّـة:
{الْحَمْـدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا
لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}[الأعراف:٤٣]،
وقال الله عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِيـنَ
آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَـا
وَفِي الآخِرَةِ} [إبراهيم: ٢٧]».
-