Telegram Web
-
الفطرة النقيـة

عن أبي هُرَيرةَ، أنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ
أُتيَ لَيلةَ أُسريَ بِهِ بإيلياءَ بقَدَحَيـنِ مِن
خَمرٍ ولَبَنٍ، فَنَظَرَ إلَيهِما، ثُمَّ أخَذَ اللَّبَنَ،
فَقالَ جِبريلُ: الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي هَداكَ
لِلفِطرةِ، ولَو أخَذتَ الخَمرَ غَوَت أُمَّتُكَ.

متفق عليه واللفظ للبخاري
-

كانت رِحلَةُ الإسراءِ والمِعراجِ مِن
المُعجِزاتِ التي أيَّد بها اللهُ عزَّ وجلَّ
نَبيَّه مُحمَّـدًا ﷺ؛ فقد أُسريَ بالنَّبيِّ ﷺ
من المسـجِدِ الحرامِ في مَكَّةَ إلى بيتِ
المقدِسِ في فِلسطينَ، ثم أكرَمَه اللهُ
وأصعَدَه مع جِبريلَ إلى السَّمَواتِ العُلى


وفي هذا الحَديثِ تَبدو مَظاهرُ لُطفِ
اللهِ تعالَى بهذه الأمَّـةِ، وتَوفيقِه
لنبيِّه ﷺ لِمَا فيه الخيرُ والصَّلاحُ، ومنعُ
غَوايةِ الأُمَّةِ بكاملِها؛ فيُخبر أبو هُرَيرةَ
رضي الله عنه أنَّه ﷺ في أثناءِ رِحلةِ
الإسراءِ بإيلياء -وهي بيتُ المقدِسِ،
وكانت في العامِ العاشِرِ مِن البَعثـةِ-

قُدِّم له إنـاءانِ ضيافةً له، أحدُهما فيه
خمرٌ، والآخَرُ فيه لَبَنٌ، فاختار النَّبيُّ ﷺ
-بتَوفيقِ اللهِ له- إناءَ اللَّبَنِ، فأخبَرَه
جِبريلُ عليه السَّلامُ أنَّه أصاب الفِطرةَ
باختيارِه اللَّبَنَ.

والفِطرةُ: أصلُ الخِلقَةِ الَّتي يكون عليها
كُلُّ مَولودٍ؛ إذ يكونُ اللَّبنُ أوَّلَ ما يَدخُلُ
جَوفَهُ، وقيل: فِطرَةُ الإسـلامِ. وأخبره
جبريلُ عليه السَّلامُ أنَّه لو اختارَ الخمرَ
لَغَوَت أمَّتُه ﷺ؛ ولعلَّ ذلك لأنَّه لَمَّا كان
اللَّبنُ غِذاءَ الأجسـام ومَصلحةً لهم
مُجرَّدةً عن المضارِّ غالبًا في دُنياهم
-دلَّ أخذُه له على تَوفيقِه، وسَدادِ أمَّتِه
لِما فيه مَصلحتُهم في أحوالِهِم،
وهِدايتِهم لذلك.

ولَمَّـا كانت الخمرُ تُذهِبُ العقولَ، وتُثِيرُ
الفَحشاءَ والعَداوةَ والبَغضاء -دلَّ على
خِلافِ ذلك، وعلى كلِّ حالٍ فإنَّ
اللهَ سُبحانه وتعالَى لَطيفٌ بنَبيِّه وأمَّتِه،
وقد هَداهُ إلى سُبلِ الرَّشادِ، واختار أُمَّةَ
الإسلامِ لتكونَ مَحلَّ رِسالتِه ونُبوَّتِه،
فأبعَد اللهُ عنه الغَوايـةَ، وهَداهُ إلى
سَواءِ السَّبيلِ.

» ومن فطرة الإنسـان أن يتبع ما يهديه
للحق، ويجلب له المصلحة، فمتى أبصر
طريقًا أيقن أو ظن بأنها موصله إلى
مقصوده لم يتركها إلى غيره، وكلما
عرف سببًا إلى مصلحته اتبعه،
والعكس صحيح.
ولقد أدرك السلف الصالح أن من
الفطرة أن يلزم المسلم شرع الله تعالى
ولا ينحرف عنه قيد أنملة، سواء كان
ذلك الانحراف بسبب من الجهل
أو بداع التقصير.

-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
" صلة الرحم .. ولو كانوا سيئين معنا "

عن أبي هُرَيرة رضي الله عنه، أنَّ رَجُلًا
قالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ لي قَرابةً أَصِلُهُم
ويَقطَعوني، وأُحسِـنُ إليهِم ويُسيؤُونَ
إلَيَّ، وأَحلُمُ عَنهُم ويَجهَلونَ عَلَيَّ، فَقالَ:
لَئِن كُنتَ كَما قُلتَ، فَكَأنَّما تُسِـفُّهُمُ المَلَّ
ولا يَزالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهيرٌ عَلَيهِم
ما دُمتَ عَلى ذَلِكَ.

صحيح مسلم ٢٥٥٨
-

في هذا الحديث وجه النبي ﷺ هذا
الرجل الذي جاءه يشتكي من سوء
معاملة أقربائه له ويذكر في شكواه
نحوًا مما ذكرت فهو يصل وهم
يقطعون، وهو يحسـن وهم يسيؤون
ومع ذلك أعلمه النبي ﷺ إن كان
صادقًا في ما قال أن حاله معهم كحال
من يُسِفُّ الآخر الرماد أي يطعمه إياه
فهو صاحب المعروف والفضل، ثم
لايزال له من الله عليهم سلطان وحجة.

ومعنى الحديث إجمالاً الحث على صلة
الرحم حتى مع من لا يصل الرحم..

واعلـم أنك حين تفعل ذلك إنما تطلب
رضوان الله ورحمتـه، فلا تنتظر أن
يكون لعملك مقابل أو مكافأة منهم،
لكن احرص ألا تخبر الناس بما يعاملوك
به، وإن رأيت أن من أسـباب حدوث
المشكلة كثرة الاحتكاك بهم فلا بـأس
أن تقلل من زيارتهم.
وادع الله أن يهديهم، نعم ادعه وأنت
موقن بالإجابة، فإن اللـه قادر أن يقلب
بغضهم حبًا وهجرهم صلةً وقربة.

يقول النووي في شرح مسلم (١١٥/١٦):
"المَـل: الرماد الحار. ويجهلون أي
يسـيئون. ومعناه كأنما تطعمهم الرماد
الحار، وهو تشـبيه لما يلحقهم من الألم
بما يلحق آكل الرمـاد الحار من الألم،
ولا شيء على هذا المحسـن بل ينالهم
الإثم العظيم في قطيعتـه، وإدخالهم
الأذى عليه.
وقيل: معناه أنك بالإحسان إليهم
تخزيهم وتحقرهم في أنفسـهم لكثرة
إحسـانك وقبيح فعلهم والله أعلم ".


ويقول النبي ﷺ:
( لَيسَ الواصِلُ بِالمُكَافِئِ ولَكِن هوَ الَّذي
إِذا قُطِعَت رَحِمُهُ وَصَلَها ).
[ رواه البخاري ٥٩٩١ ]

»» هذه هي الأخلاق التي يدعو لها
الإسلام.


-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
¦ التحذير من ترك صلاة الجماعـة ¦

عَن أَبي هُرَيرَةَ، أَنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ قالَ:
«وَالَّذي نَفسي بيَدِهِ لَقَد هَمَمتُ أَن آمُرَ
بِحَطَبٍ، فَيُحطَبَ، ثُمَّ آمُرَ بِالصَّـلاةِ،
فَيُؤَذَّنَ لَها، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيَؤُمَّ النَّـاسَ،
ثُـمَّ أُخالِفَ إِلى رِجالٍ، فَأُحَرِّقَ عَلَيهِم
بُيوتَهُم، وَالَّذي نَفسي بيَدِهِ لَـو يَعلَمُ
أَحَدُهُم، أَنَّهُ يَجِدُ عَرقًا سَمينـًا،
أَو مِرماتَينِ حَسَنَتَينِ، لَشَهِدَ العِشاءَ».

صحيح البخاري ٦٤٤
-

في هذا الحديثِ تَحذيرٌ شَديدٌ ووَعيدٌ
منه ﷺ لِمَن يَتخلَّفُ عَن صَلاةِ الجماعةِ
بِلا عُذرٍ؛ فقد أقسَمَ ﷺ قائلًا:
«والذي نَفسي بيَـدِهِ»، وهو قَسَمٌ كان
رَسـولُ اللهِ ﷺ كَثيرًا ما يُقسِمُ به،
ومعنـاه: واللهِ الذي نَفسي بيَدِه، وفيه
إثباتُ اليَـدِ للهِ تعالَى على ما يَلِيقُ
بجَلالِه، يُقسِمُ ﷺ قائلًا:

«لقـد هممتُ أن آمُرَ بِحَطبٍ، فَيُحطبَ»،
يعني: لقد قَصدتُ أن آمُرَ بحَطَبٍ -وهو
مـا جَفَّ مِن زَرعٍ وشَجَرٍ- فيُجمَعَ هذا
الحطَبُ، ثُمّ آمُرَ أن يُؤذَّنَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ
آمُرَ أن يَؤُمَّ النَّاسَ رجُلٌ في صَلاةِ
الجماعةِ، ثـمَّ أتَخلَّفَ عن الجَماعةِ
ومُخالِفًا مـا أظهَرتُه مِن إقامةِ الصَّلاةِ،
وأذهَبَ إلى ناسٍ تَرَكوا صَلاةَ الجَماعةِ
ويُصلُّون في بُيوتِهم، فَأُحرِّقُ عليهـم
بُيوتَهم.

ثُمَّ أعاد النبيُّ ﷺ القسَمَ مرَّةً ثانيةً
للمُبالَغـةِ في التَّأكيدِ، فقال: «والَّذي
نَفسي بِيدِه، لو يَعلَمُ أحدُهم أنَّه يَجِدُ
عَرقًا سَمينًا، أو مِرماتَينِ حَسنَتَينِ لَشهِدَ
العِشـاءَ»، والعَرقُ: هو العظمُ الَّذي عليه
بَقيَّةُ لَحمٍ قَليلـةٌ، والمِرماتانِ: مُثنَّى
مِرماةٍ، وهي ظِلفُ الشَّاةِ، والمقصودُ بها
ما بين ظِلفَي الشاةِ مِن لَحمٍ، والظِّلفُ
للبَقَرِ والغَنَمِ كالحافِرِ للفَرسِ والبَغلِ.

والمعنى: أنَّه ﷺ يُقسِـمُ أنَّ هؤلاءِ
النَّاسَ الَّذين يَتخلَّفون عَن صَلاةِ
الجماعةِ بِـلا عُذرٍ، لو عَلِموا أنَّهم
لـو حَضَروا الصَّلاةَ لَوجدوا نَفعًا دُنيويًّا
مِن المَطعوماتِ مثلًا، وإن كان خَسيسًا
حَقيرًا؛ لحَضَروها وكانوا مع المُصلِّين؛
لِقُصورِ هِمَّتِهم على الدُّنيا، وعدَمِ
الحِرصِ على ما يَنفَعُهم في الآخرةِ.

وفي الحديث وجوب الصلاة في
الجماعة؛ لأن النبي ﷺ لا يهم بإيقاع
هذه العقوبة إلا لترك واجب.


قال ابن المنذر رحمه الله:
" وفي اهتمامـه بأن يحرق على قوم
تخلفوا عن الصلاة بيوتهم: أبينُ البيان
على وجوب فرض الجماعـة؛ إذ غير
جائز أن يحرق الرسـول الله ﷺ من
تخلف عن ندب وعما ليس بفرض ".
[ الأوسط ١٣٤/٤ ]

قال ﷺ: (من سمعَ النِّـداءَ فلم يأتِهِ
فلا صلاةَ لَه إلَّا من عُذرٍ).
[ صحيح ابن ماجه ٦٥٢ ]
وقال: (لو صَلَّيتُم في بُيوتِكُم لَضَلَلتُم).
[ صحيح مسلم ٦٥٤ ]


اللهم عافنا يا رب، هذا فيمن يصلي في
بيته دون علة، فكيف بمن يلزم بيته
دون أن يصلي؟!

-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
غلول العمال

عن عَديِّ بنِ عُمَيرَةَ رضي اللَّه عنه، قالَ:
سَمِعتُ رَسـولَ الله ﷺ يَقولُ:
"مَن استَعمَلناهُ مِنكُم عَلى عَمَلٍ، فَكَتَمَنا
مِخيَطًا فَما فَوقَهُ؛ كانَ غُلولًا يَأْتي بِهِ
يومَ القيامةِ، فَقامَ إليهِ رَجُلٌ أَسوَدُ مِنَ
الأَنصارِ -كأَنِّي أَنظرُ إِلَيهِ- فَقـالَ:
يا رَسـولَ اللهِ، اقبَل عَنِّي عَمَلَكَ، قالَ:
وما لَكَ؟ قالَ: سَمِعتُكَ تَقولُ: كَذا وكَذا،
قـالَ: وأَنا أَقولُهُ الآنَ، مَنِ استعملناهُ
مِنكُم عَلى عَمَلٍ، فَليَجيء بِقَليلِهِ
وكَثيرِهِ، فَما أُوتيَ مِنهُ أَخَذَ، وما نُهيَ
عَنهُ انتَهَى".

صحيح مسلم ١٨٣٣
-

مِن أكثر ما تساهل الناس فيه في هذا
العصر مع أنه من كبائر الذنوب:
"غلول العمال"، وهو أن يأخذ الإنسان
من الأموال العامة ما ليس له، أو يُسخِّر
أدوات وظيفته أو نفوذه لنفع نفسه
وقرابته، لا لخدمة النـاس وهو
ما أجلس على كرسيه إلا لأجلهم، وهذا
من الظلم العظيم، الذي يجـرّ المجتمع
إلى فساد عريض، وصاحبه متوعد
بالعقوبة الشديدة في الكتاب والسنة.


وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبـيُّ ﷺ:
«مَنِ استَعمَلناه منكم» أي: جَعَلناه
عامِلًا وواليًا «على عملٍ» مِن أعمالِ
الدِّيـنِ، كأخذِ الزَّكاةِ والفَيءِ والخَراجِ،
أو أعمالِ الدُّنيا ممَّا يُبِيحُ له جمعَ
ما أمَرَ به الشَّرعُ مِن أموالٍ، فأَخفَى
علينا مِن هذه الأموالِ ما يُساوي
«مِخيَطًا»، أي: إِبرةً «فمـا فَوقَهُ»، أي:
شيئًا يكونُ فَوقَه في الصِّغَرِ أو الكِبَرِ؛
كان ذلك الكِتمانُ «غُلولًا»، أي: خيانةً.

وأصلُ الغُلولِ: هو ما سُرِق وأُخِذ مِن
الغَنيمةِ قبلَ أن تُقسَمَ، وفي حُكمِه
الأموالُ العامَّةُ الَّتي تُعتبَـرُ مِلكًا للأُمَّةِ
إذا أخَذَ منها ما لا يَستحِقُّ، ولذلك فإنَّ
هذا الَّذي كَتَم وغَلَّ يَأْتي بِما غَلَّ يومَ
القيامـةِ، تَفضِيحًا له، يُحاسَبُ عليه
ويُعذَّبُ به.

وأخبَرَ الصَّحابيُّ عَديُّ بـنُ عَميرةَ
رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رجُلًا أسوَدَ مِنَ
الأنصارِ -وهُم أهلُ المدينـةِ- قام إلى
النَّبيِّ ﷺ، وقولُه: «كأَنِّي أنظُرُ إليهِ»
تأكيدٌ لحالِ تَذكُّرِه الموقفَ وفِعلَ
النَّبـيِّ ﷺ وما حَدَّثهم به، فقال هذا
الرَّجلُ: «يا رسولَ الله، اقبَل عنِّي
عَمَلَك» أي: اعزِلني مِن هذا العمـلِ الَّذي
تَولَّيتُـه وكلِّف به غيري، وقد طلَبَ
الرَّجلُ ذلك تَورُّعًا وخَوفًا على نفسِه أن
يَدخُلَ في هذا الوعيدِ.

فقال له ﷺ: «وما لكَ؟» أيُّ عُذرٍ لكَ
أيُّها الرَّجلُ في رَدِّ عَمَلي علَيَّ
وانخلاعِكَ منه، وما السَّببُ في
استقالتِكَ؟ فذكَرَ الرَّجلُ للنَّبيِّ ﷺ
ما حَدَّث وما أنذَرَ به عُمَّالَه من الوَعيدِ،
وهو لا يَخلُو مِن الزَّلَلِ، فقال ﷺ: «وأنا
أَقُولُه الآنَ» في هذا الزَّمـنِ الحاضرِ،
يعني أنا ثابتٌ على ما سَبَق مِنَ القولِ:

«مَنِ استَعمَلناه منكم» أي: جعَلنـاهُ
عاملًا على عمَلٍ، «فليَجِئْ بقَليلِه
وكثيرِه» أي: بقَليلِ ما أخَذَ وكَثيرِه،
وهذا يدُلُّ على أنَّه لا يُباحُ له أن يَقتطِعَ
منه شيئًا لنفسِه ولا لغيرِه، لا أُجرةً ولا
غيرَها، إلَّا أن يَأذَنَ له الإمامُ الَّذي تَلزَمُه
طاعتُه، فما أُعطِيَ مِن ذلك العملِ أُجرةَ
عَملِه، فله أن يَأخُذَه، وما مُنِع مِن أخذِه
امتَنَع عنه وترَكَه، وهذا تَأكيدٌ لِمَا قَبلَـه.

العامل لربما يترك في محل يبيع فيه،
ويأخذ كثيرًا من المال، واللـه ﷻ يراه،
ويكتب عمله، ثم ماذا؟

ثم هو يكثر على نفسـه من العذاب
والأغلال يوم القيامة، فما يضيع شيء؛
من أخذ في الدنيا شيئًا بغير حقه فإنه
سيدفع ثمنه غاليًا في الغد، نسأل الله
أن يكفينا بحلاله عن حرامه، وبطاعته
عن معصيته، وبفضله عمن سواه.


-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
فتنة الدجال | أعظم الفتـن

عَن رِبعيِّ بنِ حِراشٍ، قالَ:
انطَلَقتُ مَعَ أبي مسعودٍ الأنصارِيِّ إلى
حُذَيفةَ بنِ اليَمانِ، فَقالَ لَهُ أبو مَسعودٍ،
حَدِّثني ما سَمِعتَ مِن رَسـولِ اللَّه ﷺ،
في الدَّجَّال قـالَ:
إنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إذا خَرَجَ ماءً ونارًا، فأمَّا
الَّذي يَرى النَّـاسُ أنَّها النَّارُ فَماءٌ بارِدٌ،
وأَمَّا الَّذي يَرَى النَّاسُ أنَّه ماءٌ بارِدٌ فَنارٌ
تُحرِقُ، فَمَن أدرَكَ مِنكُم فَليَقَع في الَّذي
يَرى أنَّها نارٌ؛ فَإنَّهُ عَذبٌ بارِدٌ.

صحيح البخاري ٣٤٥٠
-

الدَّجَّالُ شَخصٌ كذَّابٌ مِن بَني آدَمَ،
يُقالُ له: الدَّجَّالُ؛ لعِظَمِ كَذِبِه وكَثرةِ
دَجَلِه وافترائِـه، وظُهورُه مِن العَلاماتِ
الكُبرى ليومِ القِيامةِ، يَبتلي اللهُ به
عِبادَه، ويَمكُثُ في الأرضِ أربعينَ يومًا،
ثمَّ يَقتُلُه نَبيُّ اللهِ عِيسى ابنُ مَريمَ
عليه السَّلامُ، وقد حذَّرَ منه النَّبـيُّ ﷺ،
وبيَّنَ فِتنَتَه وخِداعَه للنَّاسِ؛ ليَأخُذوا
حِذرَهم.


وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ ﷺ أنَّ الدَّجَّالَ
عندما يَظهَرُ في آخِرِ الزَّمانِ سَيَكونُ
معه ماءٌ ونارٌ، وهذا مِن فِتنتِه، امتحَنَ
اللهُ تعالَى به عِبادَه ليُحِقَّ الحقَّ ويُبطِلَ
الباطلَ، ثمَّ يَفضَحَه ويُظهِرَ للنَّـاسِ
عَجزَه.

ويُوجِّهُ النَّبيُّ ﷺ مَن حَضَرَ زمَنَ
الدَّجَّـالِ أن يُخالِفَه ولا يَتبَعَه؛ وذلك لأنَّ
الَّذي يَرى النَّـاسُ أنَّها نَارٌ في الظَّاهرِ،
فباطِنُها ماءٌ بارِدٌ، والذي يَراهُ النَّاسُ ماءً
بارِدًا في الظَّاهـرِ، فَهو في الباطنِ نارٌ
تُحرِقُ، فعلى المسـلمِ ألَّا يَخشى نارَهُ،
وأن يَقَعَ بنفسِـه في التي يَراها نارًا،
أو يُخالِفَ الدَّجَّالَ حتَّى يُلقيَـه فيها؛
فإنَّها في حَقيقةِ الأمرِ ماءٌ عَذبٌ بارِدٌ.

»» المقصود أن آخر الزمان فيه فتـن
كثيرة: فتن الدجال، وفتنة يأجوج
ومأجوج هذه فتنة عظيمة، ثم هدم
الكعبة على يد بعض الحبشة، ثم نزع
المصحف من الصحف، ومن القلوب
رفع القرآن، كل هذا من الآيات التي
تقع قبل قيام الساعة، وهكذا الدخان
الذي يعم الناس، ثم خروج الدابة التي
أخبر الله عنها في قوله:

﴿ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ
دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ﴾ [النمل: ٨٢]،
ثم طلوع الشمس من مغربها، ثم بعدها
حشر النار.

فالمؤمن يحرص على أن يعد العدة في
أي وقت ولا ينتظر، بـل كل وقت يعد
فيه العدة، يخشـى من هجوم ما لا قبل
له به، قد يفتن بفتن أخرى غير أشـراط
الساعة، عند كثرة الشـر وغربة الإسلام
تقع الفتن الكثيرة والشبه الكثيرة،
فالمؤمن عليه أن يجتهد ويتحرى الحق
ويصبر على البلاء حتى يلقى ربـه ﷻ،
ومن بلي بهذه الآيـات بخروج الدجال
في زمانـه أو غيره، فعليه أن يتقي الله
وأن يتمسك بالحق ولا يغتر لأجل دجل
الدجالين وكذب الكذابين،
(نسأل الله العافية ونعوذ به من الفتن)


-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
ضَربُ الدُّفِّ للنِّساءِ في الأعراسِ

عَن خالِدِ بنِ ذَكوانَ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنتِ
مُعَوِّذٍ، قالَت: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبيُّ ﷺ غَداةَ
بُنيَ عَلَيَّ، فَجَلَسَ عَلى فِراشي
كَمَجلِسِكَ مِنِّي، وجوَيرِياتٌ يَضرِبـنَ
بالدُّفِّ، يَندُبنَ مَن قُتِلَ مِن آبائِهِـنَّ يَومَ
بَدرٍ، حَتَّى قالَت جاريةٌ: وفينا نَبيٌّ يَعلَمُ
ما في غَدٍ. فَقالَ النَّبيُّ ﷺ:
لا تَقولي هَكَذا، وقولي ما كُنتِ تَقولينَ.

صحيح البخاري ٤٠٠١
-

في هذا الحَديثِ تُخبِرُ الرُّبَيِّعُ بِنتُ
مُعوِّذِ بنِ عَفراءَ الأنصاريَّـةُ رَضيَ اللهُ
عنها أنَّ النَّبيَّ ﷺ دخَل عليها في بيتِها
لَيلةَ عُرسِها وزِفافِها على زَوجِها، وهو
الصَّحابيُّ إياسُ بنُ البُكَيرِ اللَّيثيُّ
رَضيَ اللهُ عنه، قالت: فجلَسَ النَّبيُّ ﷺ
على فِراشي كمَجلِسِكَ منِّي. تُخاطِبُ
بهذا الكَلامِ مَن يَروي الحَديثَ عنها،
وهو التَّابِعيُّ خالِدُ بنُ ذَكوانَ، ويدُلُّ
ذلك على البُعدِ؛ لأنَّ خالِدَ بنَ ذَكوانَ
ليس مَحرَمًا لها؛ فلا بُدَّ أن يَكونَ
مَجلِسُه منها بَعيدًا.

وأخبَرَت أنَّ بعضَ الفَتَياتِ حَديثاتِ
السِّنِّ بدَأْنَ يَضرِبنَ بالدُّفِّ ويَندُبنَ -أي:
يَذكُرنَ أوصافَ- مَن قُتِلَ مِن آبائِهنَّ يَومَ
بَدرٍ بالثَّناءِ عليهم، وتَعديدِ مَحاسِنِهم
بالكَرَمِ والشَّجاعةِ، وهو ممَّا يُهيِّـجُ
الشَّـوقَ إليهم، والبُكاءَ عليهم، حتَّى
قالت جاريةٌ منهُنَّ مادِحةً النَّبيَّ ﷺ:
«وفينا نَبيٌّ يَعلمُ ما في غَدٍ»، فأوقَفَها
النَّبيُّ ﷺ، ونَهاها عن هذه المَقالةِ؛ فإنَّ
مَفاتيحَ الغَيبِ عندَ اللهِ، لا يَعلَمُها
إلَّا هو، وأمَرَها أن تَعودَ لمَا كانت تَقولُه
مِن ذِكرِ مَحاسنِ المَقتولينَ في بَدرٍ
وغيرِ ذلك.

الدُّفُّ: نوعٌ مِن أنواعِ المعازِفِ، وهو
الذي يُضرَبُ به، ويكونُ مُغشًّى بجِلدٍ
مِن جهةٍ واحدةٍ، وليس فيه أوتارٌ
ولا جَرَسٌ ولا جلاجِلُ، وسُـمِّيَ بذلك
لِتَدفيفِ الأصابِعِ عليه.
يُستحَبُّ استِخدامُه في النِّكاحِ للنِّساءِ
على ألَّا يَسمَعَهنَّ الرِّجالُ.


قال ابن تيمية رحمه الله:
(رُخِّصَ للنساءِ أن يَضرِبـنَ بالدُّفِّ في
الأعراسِ والأفراحِ، وأمَّا الرِّجـالُ على
عَهدِه فلم يَكُن أحدٌ منهم يَضرِبُ بدُفٍّ،
ولا يُصَفِّق بكَفٍّ).
[ مجموع الفتاوى ٥٦٥/١١ ]

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله:
(يُستحَبُّ ضَربُ الدُّفِّ في النِّكاح
للنِّسـاءِ خاصَّةً؛ لإعلانِه والتمييزِ بينه
وبين السِّفاحِ، ولا بأس بأغاني النِّسـاءِ
فيما بينهـنَّ مع الدُّفِّ إذا كانت تلك
الأغاني ليس فيها تشجيعٌ على مُنكَرٍ
ولا تثبيـطٌ عن واجبٍ، ويُشتَرَطُ أن
يكون ذلك فيما بينهنَّ مِن غير مخالطةٍ
للرِّجالِ... أمَّا الرجالُ فلا يجوزُ لهم
استعمالُ شيءٍ من ذلك لا في الأعراس
ولا في غيرِها).
[ مجموع فتاوى ابن باز ٤٢٥/٣ ]

فالأصل في ضرب الدف وإظهـار
الفرحة بهذه الأوقات الإباحة،
والشريعة لم تمنع إظهـار الفرحة
ولم تضيق على الناس، وإنما منعتهم
مما يضرهـم من المعازف والتعري
والاختلاط.

ومن العجيب أن يبدأ عروسان حياتهما
بحفلة ملئت بالمعاصي كالاختلاط
والمعازف والتعري، فأي بركة تبقى
بعد هذا؟!


-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
#حرمة_الدماء_البريئة

عن عَبدِاللَّهِ بنِ مَسعودٍ رضي الله عنه،
قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
أَوَّلُ مَا يُقضَى بَينَ النَّاسِ يَومَ القيامةِ
في الدِّمـاءِ.

متفق عليه واللفظ لمسلم
-

الله سبحانه يتولى يوم القيامة القضاء
والحكم فيما يتعلـق بمعاملات الخلق
ويكون أول القضايا في الدماء وسفكها
بغير حق، وفي الابتداء بالقضاء في
قتل النفس بيان لعظم هذه الفعلة
الشنعاء المهلكة التي تورّط صاحبهـا،
قال عليه الصلاة والسلام: «لـن يزال
المؤمن في فسحة من دينه ما لم
يصب دمًا حرامًا» (رواه البخاري).

وقال: «لزوال الدنيا كلها أهون على الله
من قتل رجل مسلم» (رواه النسائي
والترمذي عن عبد الله بـن عمر
رضي الله عنهما)، هذا في المسلم الذي
رفع الله قدره وأعلى منزلته.


فمكانة المسلم عند الله تعالى وحرمة
ماله ودمه أعظم من حرمة الكعبة؛ فمن
اعتدى على مال مسلم بأن أخذه منه
ظلمًا، أو اعتدى عليه بأن قتله فقد
ارتكب جرمًا يفوق أي اعتـداء على
الكعبة المشرفة، لذلك حُقَّ لابن عمر أن
يقول: "إن من ورطات الأمور التي
لا مخرج لمن أوقع نفسـه فيها سفك
الدم الحرام بغير حله".

»» فلو فكر النـاس فيما يلحق سفاكي
الدمـاء، من خزي يوم الجزاء؛ ما سفك
دم حرام.


عبـــاد الله:
لعلنا اليوم نعيش في الزمن الذي قال
عنه رسـول الله ﷺ: «والذي نفسي
بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري
القاتـل في أي شيء قَتل، ولا يدري
المقتول على أي شيء قُتـل».
( رواه أبو داود )

فها هي الأخبار تذاع كل يوم عن
حوادث سفك الدمـاء لسبب أو لغير
سبب، وهذه شعوب يبـاد أهلها في
حروب أهلية، يتقاتل فيها الأقارب.

وإن مما يدمي القلـب أن جلّ هذا
الاقتتال اللامعقول يقع في بلاد
الإسلام، وبذلك يتحقق ما أخبر عنه
الصادق الأمين نبينا محمد ﷺ عندما
قال: «إن بين يدي الساعة لهرجًا»، قال
الراوي: قلت: "يا رسول الله ما الهرج؟"
قال: «القتل»، فقال بعض المسلميـن:

"يا رسول الله إنا نقتل الآن في العام
الواحد من المشركيـن كذا وكذا"، فقال
رسول الله ﷺ: «ليس بقتل المشركيـن،
ولكـن بقتل بعضكم بعضًا حتى يقتل
الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته»،
فقال بعض القوم: "يـا رسول الله ومعنا
عقولنا ذلك اليوم؟"
فقال رسـول الله ﷺ: «لا، تُنزع عقول
أكثر ذلك الزمان، ويخلف له هبـاء من
الناس لا عقول لهم»(رواه الإمام أحمد)

»» صدق رسـول الله فهل من العقل
ما يقع اليوم من سفك للدمـاء في
بلاد المسلمين.

-
2025/01/11 07:25:48
Back to Top
HTML Embed Code: