-
¦ فضيلة الرسوخ في العلم ¦
وضرورة الثبـات فيه
عن عائِشـةَ رضي الله عنها، قالَت:
تَلا رَسـولُ اللَّهِ ﷺ هذِه الآيَةَ:
﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَـاتٌ
مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ
مُتَشَابِهَـاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهـِمْ زَيْغٌ
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ
وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَـا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ
كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَـا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو
الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: ٧]، قالَت:
قالَ رَسـولُ اللَّهِ ﷺ: إِذا رَأَيتُم الَّذينَ
يَتَّبِعونَ ما تَشابَهَ مِنهُ فَأُولَئِكِ الَّذينَ
سَمَّى اللَّهُ، فَاحذَروهُم.
ـــــ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ـــــ
¦ فضيلة الرسوخ في العلم ¦
وضرورة الثبـات فيه
عن عائِشـةَ رضي الله عنها، قالَت:
تَلا رَسـولُ اللَّهِ ﷺ هذِه الآيَةَ:
﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَـاتٌ
مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ
مُتَشَابِهَـاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهـِمْ زَيْغٌ
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ
وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَـا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ
كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَـا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو
الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: ٧]، قالَت:
قالَ رَسـولُ اللَّهِ ﷺ: إِذا رَأَيتُم الَّذينَ
يَتَّبِعونَ ما تَشابَهَ مِنهُ فَأُولَئِكِ الَّذينَ
سَمَّى اللَّهُ، فَاحذَروهُم.
ـــــ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ـــــ
-
ومع هذا الإحكام والتفصيل والبيان
للشريعة الربانيـة فإنَّ الله تعالى جعل
فيها مُتشابهات، وهذه المتشابهات منها
ما لا يعلمه إلا الله تعالى، ومنها
ما يعلمه بعضُ النـاس دون بعض،
بحسب ما لديهم من علم بالشريعة،
وفِقه في الدِّين.
وفي هذا الحديث قرأ رسـول الله ﷺ
هذه الآيـة: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ
مِنْهُ آيَـاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ
مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ
وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْــمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ
كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو
الْأَلْبَابِ}.
وفيها أخبر اللـه سبحانه أنه هو الذي
أنزل على نبيه القرآن، الذي منه آيات
واضحة الدلالة، معلومة الأحكام لا لبس
فيها، هي أصل الكتاب ومرجعـه، وهي
المرجع عند الاختلاف، ومنه آيات أُخر
محتملة لأكثر من معنى، يلتبس معناها
على بعض الناس، أو يظن أن بينها
وبين الآية الأخرى تعارض.
ثم بين الله تعامل الناس مع هذا الآيات
فالذين في قلوبهم مَيـلٌ عن الحق
فيتركون المُحكم، ويأخذون بالمتشابه
المُحتمل، يبتغون بذلك إثارة الشبهة
وإضلال الناس، ويبتغون بذلك تأويلها
على ما يوافق أهواءهم.
وأما الثابتون في العلم فإنهم يعلمون
هذا المتشابه، ويردُّونه للمحكم،
ويؤمنون به وأنه من عند الله سبحانه
وتعالى، ولا يمكن أن يلتبس أو يتعارض
ولكن ما يتذكر بذلك ولا يتعظ
إلا أصحاب العقول السليمة.
ثم قال النبـي ﷺ لأم المؤمنين عائشة
رضي الله عنها أنها إذا رأت الذيـن
يتبعون المتشابه فإنهم هم الذين سمَّى
الله في قوله: {فأما الذين في قلوبهم
زيغ} فاحذروهم ولا تصغوا إليهم.
وقوله ﷺ "فاحذروهم" يشمل أمرين:
أحدهما: الحذر من شخوصهم
لا يصحبون، فالذي يشبه ويخلط الحق
بالباطل _رجلًا أو امرأة_ لا ينبغي أن
يُصحب، لأنه يفتح عليك باب شر.
والآخر: الحذر من نصوصهم، أي كلامهم
فلا يستمع إليه ولا يُنشر ولا يتلقى.
⇇ أمراض القلوب بالشبهات تُعدي
كأمراض الأبدان بالعلل، فيجب الحذر
من مجالسة أصحابها.
-
ومع هذا الإحكام والتفصيل والبيان
للشريعة الربانيـة فإنَّ الله تعالى جعل
فيها مُتشابهات، وهذه المتشابهات منها
ما لا يعلمه إلا الله تعالى، ومنها
ما يعلمه بعضُ النـاس دون بعض،
بحسب ما لديهم من علم بالشريعة،
وفِقه في الدِّين.
وفي هذا الحديث قرأ رسـول الله ﷺ
هذه الآيـة: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ
مِنْهُ آيَـاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ
مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ
وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْــمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ
كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو
الْأَلْبَابِ}.
وفيها أخبر اللـه سبحانه أنه هو الذي
أنزل على نبيه القرآن، الذي منه آيات
واضحة الدلالة، معلومة الأحكام لا لبس
فيها، هي أصل الكتاب ومرجعـه، وهي
المرجع عند الاختلاف، ومنه آيات أُخر
محتملة لأكثر من معنى، يلتبس معناها
على بعض الناس، أو يظن أن بينها
وبين الآية الأخرى تعارض.
ثم بين الله تعامل الناس مع هذا الآيات
فالذين في قلوبهم مَيـلٌ عن الحق
فيتركون المُحكم، ويأخذون بالمتشابه
المُحتمل، يبتغون بذلك إثارة الشبهة
وإضلال الناس، ويبتغون بذلك تأويلها
على ما يوافق أهواءهم.
وأما الثابتون في العلم فإنهم يعلمون
هذا المتشابه، ويردُّونه للمحكم،
ويؤمنون به وأنه من عند الله سبحانه
وتعالى، ولا يمكن أن يلتبس أو يتعارض
ولكن ما يتذكر بذلك ولا يتعظ
إلا أصحاب العقول السليمة.
ثم قال النبـي ﷺ لأم المؤمنين عائشة
رضي الله عنها أنها إذا رأت الذيـن
يتبعون المتشابه فإنهم هم الذين سمَّى
الله في قوله: {فأما الذين في قلوبهم
زيغ} فاحذروهم ولا تصغوا إليهم.
وقوله ﷺ "فاحذروهم" يشمل أمرين:
أحدهما: الحذر من شخوصهم
لا يصحبون، فالذي يشبه ويخلط الحق
بالباطل _رجلًا أو امرأة_ لا ينبغي أن
يُصحب، لأنه يفتح عليك باب شر.
والآخر: الحذر من نصوصهم، أي كلامهم
فلا يستمع إليه ولا يُنشر ولا يتلقى.
⇇ أمراض القلوب بالشبهات تُعدي
كأمراض الأبدان بالعلل، فيجب الحذر
من مجالسة أصحابها.
-
-
"تعامل المسلميـن مع كتب أهل الكتاب"
عن أبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه، قالَ:
كانَ أهلُ الكِتابِ يَقرَؤُونَ التَّوراةَ
بالعِبرانيَّةِ، ويُفَسِّـرونَها بالعَرَبيَّةِ لأهلِ
الإسلامِ، فَقالَ رَسـولُ اللهِ ﷺ:
لا تُصَدِّقوا أهلَ الكِتابِ ولا تُكَذِّبوهُم،
وقولوا: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا}
[البقرة: ١٣٦] الآيةَ.
صحيح البخاري ٤٤٨٥
"تعامل المسلميـن مع كتب أهل الكتاب"
عن أبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه، قالَ:
كانَ أهلُ الكِتابِ يَقرَؤُونَ التَّوراةَ
بالعِبرانيَّةِ، ويُفَسِّـرونَها بالعَرَبيَّةِ لأهلِ
الإسلامِ، فَقالَ رَسـولُ اللهِ ﷺ:
لا تُصَدِّقوا أهلَ الكِتابِ ولا تُكَذِّبوهُم،
وقولوا: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا}
[البقرة: ١٣٦] الآيةَ.
صحيح البخاري ٤٤٨٥
-
أنزَلَ اللهُ سُبحانَه وتعالَى القُرآنَ حاكِمًا
على ما سـبَقَه مِن كُتبٍ وشَرائعَ؛
فشَـريعتُه وأحكامُه قاضيةٌ على كلِّ
ما سبَقَه مِن شَـرائعَ، وقد طالَت أيدي
التَّحريفِ ما سـبَقَه مِن كتُبٍ سَماويَّةٍ،
فحرَّفَ اليَهودُ التَّوراةَ، وحرَّفَ النَّصارى
الإنجيلَ وزادوا التَّوراةَ تَحريفًا.
وفي هذا الحَديثِ يُحذِّرَ النَّبيُّ ﷺ أُمَّتَه
مِن الاغتِرارِ بما يَرويه أهلُ الكِتابِ مِن
كتُبِهم، فيُخبِرُ أبو هُرَيـرةَ رَضيَ اللهُ عنه
أنَّ اليَهودَ على عَهدِ النَّبيِّ ﷺ كانوا
يَقرَؤونَ التَّوراةَ بالعِبرانيَّـةِ، يَعني اللُّغةَ
العِبريَّةَ، وهي لُغةُ اليَهودِ، ويُفسِّرونَها
ويُتَرجِمونَها لأهلِ الإسلامِ بالعَربيَّةِ.
فقال ﷺ: «لا تُصدِّقوا أهلَ الكِتابِ
ولا تُكَذِّبوهم»، وهذا فيما لا يُعرَفُ
صِدقُه مِن كَذِبِـه؛ وذلك لأنَّ اللهَ تعالَى
أمَرَنا أن نؤمِنَ بما أنزَلَ إلينا منَ القُرآنِ،
وما أنزَلَ إليهم مِن الكِتابِ، إلَّا أنَّه
لا سَبيلَ لنا إلى أن نَعلَمَ صَحيحَ
ما يَحكونَه عن تلك الكتُبِ مِن سَقيمِه
إذا لم يَرِد في شَريعَتِنا ما يوَضِّحُ صِدقَه
مِن كَذِبِه، فنتَوقَّفُ؛ فلا نُصدِّقُهم؛ لئلَّا
نَكونَ شُـركاءَ معَهم فيما حَرَّفوه منه،
ولا نُكَذِّبُهم؛ فلعَلَّه يكونُ صَحيحًا،
فنَكونُ مُنكِرينَ لمَا أُمِرنا أن نُؤمِنَ به.
وأمَرَ النَّبيُّ ﷺ أن نَقولَ: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا
أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ
وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ
النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ
وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: ١٣٦].
وأمَّا ما عُلِمَ كَذِبُه ممَّا أخبَرَ به اليَهودُ
والنَّصارى -كافتِرائِهم على اللهِ ورَسولِه-
فلا يَسَعُ المُسلِمَ إلَّا أن يُكَذِّبَهم
فيما قالوا.
وفي الحَديثِ: أنَّ المُسلِمَ مِن حيث
الإجمالُ يُؤمِنُ بما جاء به أنبياءُ اللهِ
جَميعًا، ولا يُصدِّقُ إلَّا ما جاء موافِقًا
للقُرآنِ الكَريمِ، وسُنَّةِ النَّبيِّ ﷺ.
-
أنزَلَ اللهُ سُبحانَه وتعالَى القُرآنَ حاكِمًا
على ما سـبَقَه مِن كُتبٍ وشَرائعَ؛
فشَـريعتُه وأحكامُه قاضيةٌ على كلِّ
ما سبَقَه مِن شَـرائعَ، وقد طالَت أيدي
التَّحريفِ ما سـبَقَه مِن كتُبٍ سَماويَّةٍ،
فحرَّفَ اليَهودُ التَّوراةَ، وحرَّفَ النَّصارى
الإنجيلَ وزادوا التَّوراةَ تَحريفًا.
وفي هذا الحَديثِ يُحذِّرَ النَّبيُّ ﷺ أُمَّتَه
مِن الاغتِرارِ بما يَرويه أهلُ الكِتابِ مِن
كتُبِهم، فيُخبِرُ أبو هُرَيـرةَ رَضيَ اللهُ عنه
أنَّ اليَهودَ على عَهدِ النَّبيِّ ﷺ كانوا
يَقرَؤونَ التَّوراةَ بالعِبرانيَّـةِ، يَعني اللُّغةَ
العِبريَّةَ، وهي لُغةُ اليَهودِ، ويُفسِّرونَها
ويُتَرجِمونَها لأهلِ الإسلامِ بالعَربيَّةِ.
فقال ﷺ: «لا تُصدِّقوا أهلَ الكِتابِ
ولا تُكَذِّبوهم»، وهذا فيما لا يُعرَفُ
صِدقُه مِن كَذِبِـه؛ وذلك لأنَّ اللهَ تعالَى
أمَرَنا أن نؤمِنَ بما أنزَلَ إلينا منَ القُرآنِ،
وما أنزَلَ إليهم مِن الكِتابِ، إلَّا أنَّه
لا سَبيلَ لنا إلى أن نَعلَمَ صَحيحَ
ما يَحكونَه عن تلك الكتُبِ مِن سَقيمِه
إذا لم يَرِد في شَريعَتِنا ما يوَضِّحُ صِدقَه
مِن كَذِبِه، فنتَوقَّفُ؛ فلا نُصدِّقُهم؛ لئلَّا
نَكونَ شُـركاءَ معَهم فيما حَرَّفوه منه،
ولا نُكَذِّبُهم؛ فلعَلَّه يكونُ صَحيحًا،
فنَكونُ مُنكِرينَ لمَا أُمِرنا أن نُؤمِنَ به.
وأمَرَ النَّبيُّ ﷺ أن نَقولَ: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا
أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ
وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ
النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ
وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: ١٣٦].
وأمَّا ما عُلِمَ كَذِبُه ممَّا أخبَرَ به اليَهودُ
والنَّصارى -كافتِرائِهم على اللهِ ورَسولِه-
فلا يَسَعُ المُسلِمَ إلَّا أن يُكَذِّبَهم
فيما قالوا.
وفي الحَديثِ: أنَّ المُسلِمَ مِن حيث
الإجمالُ يُؤمِنُ بما جاء به أنبياءُ اللهِ
جَميعًا، ولا يُصدِّقُ إلَّا ما جاء موافِقًا
للقُرآنِ الكَريمِ، وسُنَّةِ النَّبيِّ ﷺ.
-
-
من غنائم الصيام ٰ🌿ٰ
عن أبي سَعيـدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه،
قالَ: سَمِعتُ النَّبيَّ ﷺ يَقولُ:
مَن صامَ يَومًا في سَبيلِ اللهِ، بَعَّدَ اللَّهُ
وَجهَهُ عَنِ النَّارِ سَبعيـنَ خَريفًا.
ــ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ــ
من غنائم الصيام ٰ🌿ٰ
عن أبي سَعيـدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه،
قالَ: سَمِعتُ النَّبيَّ ﷺ يَقولُ:
مَن صامَ يَومًا في سَبيلِ اللهِ، بَعَّدَ اللَّهُ
وَجهَهُ عَنِ النَّارِ سَبعيـنَ خَريفًا.
ــ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ــ
-
في هذا الحَديثِ بَيَّنَ النَّبيُّ ﷺ فَضلَ
صَومِ التَّطوُّعِ، والصِّيامُ هو: الإمسـاكُ
بنيَّةِ التَّعبُّدِ عنِ الأكلِ والشُّربِ، وسائِرِ
المُفطِراتِ، ومُجامَعةِ النِّساءِ، مِن طُلوعِ
الفَجرِ إلى غُروبِ الشَّمسِ. وقَولُـه: «في
سَبيلِ اللهِ» أي: في أثناءِ الجِهادِ، إلَّا أن
يَخشَى الصـائِمُ ضَعفًا عِندَ لِقاءِ العَدُوِّ،
فالفِطرُ له أَولى؛ لِيَقوَى على القِتـالِ.
وقيـلَ: أرادَ بسَبيلِ اللهِ: إخلاصَه
للـهِ عزَّ وجلَّ، وإن لم يَكُن في أثناءِ
الجِهـادِ، فذَكَرَ ﷺ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وَعَدَ
مَن يَفعَلُ ذلك بأن يُباعِدَ بينه وبينَ النَّارِ
سَبعينَ خَريفًا، أي: سَبعينَ سَنةً؛ لأنَّه
كُلَّما مَرَّ خَريفٌ انقَضَت سَنةٌ، وهذا يدُلُّ
على بُعدِ النَّارِ عنِ المُجاهِدِ الصَّائِمِ،
أوِ الصائِمِ المُحتَسِبِ للهِ عَزَّ وجَلَّ.
قال الحافظ ابن حجر:
"تخصيص الخريف بالذِّكر دون بقية
الفصول - الصيف والشتاء والربيع -
لأن الخريف أزكى الفصول لكونه يجنى
فيه الثمار" .
'فتح الباري شرح صحيح البخاري٤٨/٦'
بصيام يوم واحد يُبعد اللـه عنك جهنم
سبعين سنة؛ وبصيام يومين يُبعدها الله
عنك ضعف ذلك، وبصيام ثلاثـة أيام
يُبعدهـا الله عنك أكثر وأكثر، وهلم جرا
كلما صمت كلما ابتعدت عنك جهنم،
فجهنم بعيدة عمن صام عامًا كاملًا،
وهي أبعد عمن صام عاميـن، وكلما زاد
رصيد صيامـك ازداد بُعد جهنم عنك.
جهنم بحجمها، بحرارتها ولهيبها
وزفيرها وحميمها وزقومها وسـلاسلها!
جهنم التي لها سبعون ألف زمام مع كل
زمام سبعون ألف ملك من أجل أن
يستطيعوا سحبها! جهنم المرعبة
المخيفة القاتمة المظلمة!
بصيامك يجعل الله بينك وبينها
سنوات وسنوات فلا تقربها أبدًا،
فالصيام جُنة وحصن حصين من جهنم؛
لـذا الصوم وجهنم لا يجتمعان.
فيا بشراكم أيها الصائمون بذلك، ولأجل
هذا ينبغي للمسلم أن يستكثر من تلك
الوقايـة، من صيام النفل، فالبعض من
الناس لا يعرف من الصيام إلا الفرض،
فأيـن هؤلاء من هذا الحديث وأمثاله،
وما هي إلا سُويعات معدودات، وينتهي
ذلك اليوم، خصوصًا في فصل الشتـاء،
فما أحرانا أيهـا الإخوة الكرام
بالاستكثار من ذلك لوقاية أنفسنا من
عذاب الله تعالى!
-
في هذا الحَديثِ بَيَّنَ النَّبيُّ ﷺ فَضلَ
صَومِ التَّطوُّعِ، والصِّيامُ هو: الإمسـاكُ
بنيَّةِ التَّعبُّدِ عنِ الأكلِ والشُّربِ، وسائِرِ
المُفطِراتِ، ومُجامَعةِ النِّساءِ، مِن طُلوعِ
الفَجرِ إلى غُروبِ الشَّمسِ. وقَولُـه: «في
سَبيلِ اللهِ» أي: في أثناءِ الجِهادِ، إلَّا أن
يَخشَى الصـائِمُ ضَعفًا عِندَ لِقاءِ العَدُوِّ،
فالفِطرُ له أَولى؛ لِيَقوَى على القِتـالِ.
وقيـلَ: أرادَ بسَبيلِ اللهِ: إخلاصَه
للـهِ عزَّ وجلَّ، وإن لم يَكُن في أثناءِ
الجِهـادِ، فذَكَرَ ﷺ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وَعَدَ
مَن يَفعَلُ ذلك بأن يُباعِدَ بينه وبينَ النَّارِ
سَبعينَ خَريفًا، أي: سَبعينَ سَنةً؛ لأنَّه
كُلَّما مَرَّ خَريفٌ انقَضَت سَنةٌ، وهذا يدُلُّ
على بُعدِ النَّارِ عنِ المُجاهِدِ الصَّائِمِ،
أوِ الصائِمِ المُحتَسِبِ للهِ عَزَّ وجَلَّ.
قال الحافظ ابن حجر:
"تخصيص الخريف بالذِّكر دون بقية
الفصول - الصيف والشتاء والربيع -
لأن الخريف أزكى الفصول لكونه يجنى
فيه الثمار" .
'فتح الباري شرح صحيح البخاري٤٨/٦'
بصيام يوم واحد يُبعد اللـه عنك جهنم
سبعين سنة؛ وبصيام يومين يُبعدها الله
عنك ضعف ذلك، وبصيام ثلاثـة أيام
يُبعدهـا الله عنك أكثر وأكثر، وهلم جرا
كلما صمت كلما ابتعدت عنك جهنم،
فجهنم بعيدة عمن صام عامًا كاملًا،
وهي أبعد عمن صام عاميـن، وكلما زاد
رصيد صيامـك ازداد بُعد جهنم عنك.
جهنم بحجمها، بحرارتها ولهيبها
وزفيرها وحميمها وزقومها وسـلاسلها!
جهنم التي لها سبعون ألف زمام مع كل
زمام سبعون ألف ملك من أجل أن
يستطيعوا سحبها! جهنم المرعبة
المخيفة القاتمة المظلمة!
بصيامك يجعل الله بينك وبينها
سنوات وسنوات فلا تقربها أبدًا،
فالصيام جُنة وحصن حصين من جهنم؛
لـذا الصوم وجهنم لا يجتمعان.
فيا بشراكم أيها الصائمون بذلك، ولأجل
هذا ينبغي للمسلم أن يستكثر من تلك
الوقايـة، من صيام النفل، فالبعض من
الناس لا يعرف من الصيام إلا الفرض،
فأيـن هؤلاء من هذا الحديث وأمثاله،
وما هي إلا سُويعات معدودات، وينتهي
ذلك اليوم، خصوصًا في فصل الشتـاء،
فما أحرانا أيهـا الإخوة الكرام
بالاستكثار من ذلك لوقاية أنفسنا من
عذاب الله تعالى!
-
-
دعوة النبي ﷺ على من أدرك والديه
وفرط في برهما
عن أَبي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبيِّ ﷺ، قالَ:
رَغِمَ أَنفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنفُ،
قيلَ: مَن؟ يا رَسـولَ اللهِ، قالَ: مَن أَدرَكَ
أَبَوَيهِ عِندَ الكِبَرِ -أَحَدَهُما أَو كِلَيهِما-
فَلَم يَدخُلِ الجَنَّةَ.
صحيح مسلم ٢٥٥١
دعوة النبي ﷺ على من أدرك والديه
وفرط في برهما
عن أَبي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبيِّ ﷺ، قالَ:
رَغِمَ أَنفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنفُ،
قيلَ: مَن؟ يا رَسـولَ اللهِ، قالَ: مَن أَدرَكَ
أَبَوَيهِ عِندَ الكِبَرِ -أَحَدَهُما أَو كِلَيهِما-
فَلَم يَدخُلِ الجَنَّةَ.
صحيح مسلم ٢٥٥١
-
البِرُّ بالوالِدَيـنِ بابٌ واسِعٌ للنَّجاةِ منَ
النارِ، والفَوزِ بالجنَّـةِ؛ ولهذا أكَّدَت
تَعاليمُ الإسلامِ البِرَّ بالوالِدَينِ،
مع التَّحذيرِ مِن عُقوقِهما.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبـيُّ ﷺ:
«رَغِمَ أَنفُ»، أي: لُصِقَ أَنفُه بِالرَّغامِ، وهو
التُّرابُ المختلِطُ بِالرَّملِ، والمرادُ به:
الذُّلُّ والخزيُّ، وكرَّرها ثلاثـًا؛ زِيادةً في
التَّنفيرِ والزَّجرِ عمَّا يُذكَرُ بعدَه، فَسُـئِلَ:
مَن هذا يا رسولَ الله؟ فَأجابَ ﷺ:
«مَن أدركَ وَالدِيـه -أحدَهما أو كَليهِما-
عندَ الكِبَرِ، فَلَم يَدخُلِ الجنَّـةَ»؛ وذلكَ
بِسَـببِ عُقوقِهما، فَبِرُّهما عِندَ كِبَرهِما
وضَعفِهما بِالخدمةِ والنَّفقةِ وغيرِ ذلك؛
سَببٌ لِدخولِ الجنَّةِ.
فَمَن قَصَّرَ في ذلك فاتَهُ دُخولُها،
واستَحقَّ سُوءَ العاقبةِ.
وخُصَّ حالـةَ الكِبَرِ بالذِّكرِ مع أنَّ بِرَّ
الوالدَينِ يَنبغي المُحافظةُ عليه في كلِّ
وقتٍ، وفي كُلِّ حالـةٍ؛ لأنَّه أحوجُ
الأوقاتِ إلى حُقوقِهِما؛ لشِدَّةِ احتياجِهما
إلى البِرِّ والخِدمـةِ في تِلكَ الحالةِ.
وقد ورَدَ في القرآنِ بَيانُ وكَيفيَّةُ
التَّعامُلِ مع الوالدينِ؛ فقال اللهُ تعالَى:
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ
أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا
تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ۩ وَاخْفِضْ
لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ
ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيـرًا}
[الإسراء: ٢٣ - ٢٤]
فقد أمَرَ اللهُ تعالَى وأوجَبَ ووصَّى
بعِبادتِه وحدَه، وبالإحسانِ إلى الوالِدَينِ،
فإن عاشَا حتَّى كَبِرَت سِنُّهما وضَعُفَت
قُواهما -أحدُهما أو كِلاهما-؛ فلا يَجوزُ
التَّأفُّفُ وإظهارُ التَّضَجُّرِ منهما، ولا يَجوزُ
انتهارُهما وإغلاظُ القولِ لهما.
بلِ الواجِبُ على الابنِ أن يَقولَ لهما
قَولًا حَسَنًا لَيِّنًا، رَقيقًا جَميلًا يُفرِحُهمـا،
فيه تأدُّبٌ معهما، وتلَطُّفٌ لهما، وعليه أن
يكونَ ذَليلًا مُتواضِعًا لوالِدَيه؛ رَحمةً منه
بهما، فلا يُخالِفَهما فيما يَأمُرانِه به
ويَنهيانِه عنه مِمَّا ليس فيه مَعصيةٌ
للهِ تعالَى، وأن يَدعوَ لهما بالرَّحمةِ؛ جَزاءً
لهما على تَربيتِهما له في صِغَرِه.
سئل أحد الفضلاء: "ما بر الوالديـن؟!
قال: أن تبذل لهما ما ملكت وتطيعهما
في ما أمراك ما لم يكن معصية.
قيل: فما العقوق؟! قال: أن تزجرهما
وتشتمهما. ثم قال: أما علمت أن نظرك
في وجه والديـك عباده؟!
فكيف بالبر بهما؟! "
اللهـم اجعلنـا من الأبناء البررة
ولا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا اللهم إنا
نعوذ بك من العقوق.. اللهـم من كان حيا
من آبائنا وأمهاتنا فمتعه بالصحة
والعافية وزيادة الطاعة وفرج همه
وغمه ومن كان ميتـًا فاغفر له وارحمه
واجعل قبره روضة من رياض الجنة.
-
البِرُّ بالوالِدَيـنِ بابٌ واسِعٌ للنَّجاةِ منَ
النارِ، والفَوزِ بالجنَّـةِ؛ ولهذا أكَّدَت
تَعاليمُ الإسلامِ البِرَّ بالوالِدَينِ،
مع التَّحذيرِ مِن عُقوقِهما.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبـيُّ ﷺ:
«رَغِمَ أَنفُ»، أي: لُصِقَ أَنفُه بِالرَّغامِ، وهو
التُّرابُ المختلِطُ بِالرَّملِ، والمرادُ به:
الذُّلُّ والخزيُّ، وكرَّرها ثلاثـًا؛ زِيادةً في
التَّنفيرِ والزَّجرِ عمَّا يُذكَرُ بعدَه، فَسُـئِلَ:
مَن هذا يا رسولَ الله؟ فَأجابَ ﷺ:
«مَن أدركَ وَالدِيـه -أحدَهما أو كَليهِما-
عندَ الكِبَرِ، فَلَم يَدخُلِ الجنَّـةَ»؛ وذلكَ
بِسَـببِ عُقوقِهما، فَبِرُّهما عِندَ كِبَرهِما
وضَعفِهما بِالخدمةِ والنَّفقةِ وغيرِ ذلك؛
سَببٌ لِدخولِ الجنَّةِ.
فَمَن قَصَّرَ في ذلك فاتَهُ دُخولُها،
واستَحقَّ سُوءَ العاقبةِ.
وخُصَّ حالـةَ الكِبَرِ بالذِّكرِ مع أنَّ بِرَّ
الوالدَينِ يَنبغي المُحافظةُ عليه في كلِّ
وقتٍ، وفي كُلِّ حالـةٍ؛ لأنَّه أحوجُ
الأوقاتِ إلى حُقوقِهِما؛ لشِدَّةِ احتياجِهما
إلى البِرِّ والخِدمـةِ في تِلكَ الحالةِ.
وقد ورَدَ في القرآنِ بَيانُ وكَيفيَّةُ
التَّعامُلِ مع الوالدينِ؛ فقال اللهُ تعالَى:
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ
أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا
تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ۩ وَاخْفِضْ
لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ
ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيـرًا}
[الإسراء: ٢٣ - ٢٤]
فقد أمَرَ اللهُ تعالَى وأوجَبَ ووصَّى
بعِبادتِه وحدَه، وبالإحسانِ إلى الوالِدَينِ،
فإن عاشَا حتَّى كَبِرَت سِنُّهما وضَعُفَت
قُواهما -أحدُهما أو كِلاهما-؛ فلا يَجوزُ
التَّأفُّفُ وإظهارُ التَّضَجُّرِ منهما، ولا يَجوزُ
انتهارُهما وإغلاظُ القولِ لهما.
بلِ الواجِبُ على الابنِ أن يَقولَ لهما
قَولًا حَسَنًا لَيِّنًا، رَقيقًا جَميلًا يُفرِحُهمـا،
فيه تأدُّبٌ معهما، وتلَطُّفٌ لهما، وعليه أن
يكونَ ذَليلًا مُتواضِعًا لوالِدَيه؛ رَحمةً منه
بهما، فلا يُخالِفَهما فيما يَأمُرانِه به
ويَنهيانِه عنه مِمَّا ليس فيه مَعصيةٌ
للهِ تعالَى، وأن يَدعوَ لهما بالرَّحمةِ؛ جَزاءً
لهما على تَربيتِهما له في صِغَرِه.
سئل أحد الفضلاء: "ما بر الوالديـن؟!
قال: أن تبذل لهما ما ملكت وتطيعهما
في ما أمراك ما لم يكن معصية.
قيل: فما العقوق؟! قال: أن تزجرهما
وتشتمهما. ثم قال: أما علمت أن نظرك
في وجه والديـك عباده؟!
فكيف بالبر بهما؟! "
اللهـم اجعلنـا من الأبناء البررة
ولا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا اللهم إنا
نعوذ بك من العقوق.. اللهـم من كان حيا
من آبائنا وأمهاتنا فمتعه بالصحة
والعافية وزيادة الطاعة وفرج همه
وغمه ومن كان ميتـًا فاغفر له وارحمه
واجعل قبره روضة من رياض الجنة.
-
-
' ضَرورة قَضاء الصَّلاة الفائتة
لِمَن تَرَكَها أو نَسيَها '
عن أبي قَتادةَ الأنصاريِّ رضي الله عنه،
قالَ: أنَّ رَسـولَ اللهِ ﷺ، قالَ:
إِنَّهُ لَيسَ في النَّومِ تَفريطٌ، إِنَّما التَّفريطُ
على مَن لَم يُصَلِّ الصَّلاةَ حَتَّى يَجيءَ
وَقتُ الصَّلاةِ الأُخرى، فَمَن فَعَلَ ذَلِكَ
فَليُصَلِّها حينَ يَنتَبِهُ لَها، فَإِذا كانَ الغَدُ
فَليُصَلِّها عِندَ وَقتِها..
صحيح مسلم ٦٨١
' ضَرورة قَضاء الصَّلاة الفائتة
لِمَن تَرَكَها أو نَسيَها '
عن أبي قَتادةَ الأنصاريِّ رضي الله عنه،
قالَ: أنَّ رَسـولَ اللهِ ﷺ، قالَ:
إِنَّهُ لَيسَ في النَّومِ تَفريطٌ، إِنَّما التَّفريطُ
على مَن لَم يُصَلِّ الصَّلاةَ حَتَّى يَجيءَ
وَقتُ الصَّلاةِ الأُخرى، فَمَن فَعَلَ ذَلِكَ
فَليُصَلِّها حينَ يَنتَبِهُ لَها، فَإِذا كانَ الغَدُ
فَليُصَلِّها عِندَ وَقتِها..
صحيح مسلم ٦٨١
-
الصَّلاةُ أعظمُ أركانِ الإسلامِ العَمليَّةِ،
ولها أهمِّيَّتُها الخاصَّةُ في الشَّـرعِ؛ وقد
جعَل اللهُ تعالى لها أوقاتًا معلومةً
تُؤدَّى فيها، ومَن فاتَه الوقتُ فعليه أن
يَقضيَها ولا يَترُكَها.
وفي هذا الحديثِ يَحكي أبو قَتادةَ
الأنصاريُّ رضي الله عنه أنَّ النَّبـيَّ ﷺ
قال: «ليس في النَّومِ تَفريطٌ»
ولا تَقصيرٌ في فوتِ الصَّلاةِ؛ لانعِدامِ
الاختيارِ منَ النَّائـمِ، إنَّما يقَعُ التَّفريطُ
وإثمُه على المُستَيقِظِ الَّذي لم يُصـلِّ
الصَّلاةَ حتَّى يَجِـيءَ وقتُ الصَّلاةِ
الأُخرى، فلم يُصلِّها عامدًا لتَركِها
مُتهاوِنًا، ومُتكاسِلًا.
«فمَن فعَلَ ذلك»، أي: نـامَ عنِ الصَّلاةِ
حتَّى خرَجَ وقتُها «فليُصلِّها حينَ يَنتبِهُ
لها»، أي: بعدَ أن يَستيقظَ، «فإذا كان
الغدُ فليُصلِّها عندَ وقْتِها»، أي:
لا يُؤخِّرُها عن وقتِها المعتـادِ، وليس
المَعنى: أنَّه يَقضي الفائتةَ مرَّتَينِ:
مرَّةً في الحالِ، ومرَّةً في الغدِ.
قال النووي في "شرح مسلم" (٥/١٨٦):
" فيه دليل لما أجمع عليه العلمـاء أن
النائم ليس بمكلف ".
النوم في أصله مباح، لكن إذا كان النائم
يفرّط في صلاتـه ولا يأخذ بأسباب
الاستيقاظ لهـا، فهذا هو التفريط،
وفاعله متوعد بعذاب أليم.
قال النبي ﷺ عن عذاب البرزخ الذي
يقع على بعض مرتكبي الكبائر: "أَتَينا
عَلى رَجُلٍ مُضطَجِعٍ وإِذا آخَرُ قائِـمٌ عَلَيهِ
بِصَخرةٍ وإِذا هوَ يَهوي بِالصَّخرةِ لِرَأْسِهِ
فَيَثلَغُ رَأْسَهُ فَيَتَهَدهَدُ الحَجَرُ ها هُنا
فَيَتبَعُ الحَجَرَ فَيَأْخُذُهُ فَلا يَرجِعُ إِلَيـهِ
حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَما كانَ ثُمَّ يَعودُ عَلَيهِ
فَيَفعَلُ بِهِ مِثلَ ما فَعَلَ المَرَّةَ الأُولَى".
فلما سأل الملكين عن ذلك قالا له:
"إنه الرَّجُلُ يَأْخُذُ القُرآنَ فَيَرفُضُهُ، ويَنامُ
عَن الصَّلاةِ المَكتوبةِ".
[ رواه البخاري ٧٠٧٦ ]
-
الصَّلاةُ أعظمُ أركانِ الإسلامِ العَمليَّةِ،
ولها أهمِّيَّتُها الخاصَّةُ في الشَّـرعِ؛ وقد
جعَل اللهُ تعالى لها أوقاتًا معلومةً
تُؤدَّى فيها، ومَن فاتَه الوقتُ فعليه أن
يَقضيَها ولا يَترُكَها.
وفي هذا الحديثِ يَحكي أبو قَتادةَ
الأنصاريُّ رضي الله عنه أنَّ النَّبـيَّ ﷺ
قال: «ليس في النَّومِ تَفريطٌ»
ولا تَقصيرٌ في فوتِ الصَّلاةِ؛ لانعِدامِ
الاختيارِ منَ النَّائـمِ، إنَّما يقَعُ التَّفريطُ
وإثمُه على المُستَيقِظِ الَّذي لم يُصـلِّ
الصَّلاةَ حتَّى يَجِـيءَ وقتُ الصَّلاةِ
الأُخرى، فلم يُصلِّها عامدًا لتَركِها
مُتهاوِنًا، ومُتكاسِلًا.
«فمَن فعَلَ ذلك»، أي: نـامَ عنِ الصَّلاةِ
حتَّى خرَجَ وقتُها «فليُصلِّها حينَ يَنتبِهُ
لها»، أي: بعدَ أن يَستيقظَ، «فإذا كان
الغدُ فليُصلِّها عندَ وقْتِها»، أي:
لا يُؤخِّرُها عن وقتِها المعتـادِ، وليس
المَعنى: أنَّه يَقضي الفائتةَ مرَّتَينِ:
مرَّةً في الحالِ، ومرَّةً في الغدِ.
قال النووي في "شرح مسلم" (٥/١٨٦):
" فيه دليل لما أجمع عليه العلمـاء أن
النائم ليس بمكلف ".
النوم في أصله مباح، لكن إذا كان النائم
يفرّط في صلاتـه ولا يأخذ بأسباب
الاستيقاظ لهـا، فهذا هو التفريط،
وفاعله متوعد بعذاب أليم.
قال النبي ﷺ عن عذاب البرزخ الذي
يقع على بعض مرتكبي الكبائر: "أَتَينا
عَلى رَجُلٍ مُضطَجِعٍ وإِذا آخَرُ قائِـمٌ عَلَيهِ
بِصَخرةٍ وإِذا هوَ يَهوي بِالصَّخرةِ لِرَأْسِهِ
فَيَثلَغُ رَأْسَهُ فَيَتَهَدهَدُ الحَجَرُ ها هُنا
فَيَتبَعُ الحَجَرَ فَيَأْخُذُهُ فَلا يَرجِعُ إِلَيـهِ
حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَما كانَ ثُمَّ يَعودُ عَلَيهِ
فَيَفعَلُ بِهِ مِثلَ ما فَعَلَ المَرَّةَ الأُولَى".
فلما سأل الملكين عن ذلك قالا له:
"إنه الرَّجُلُ يَأْخُذُ القُرآنَ فَيَرفُضُهُ، ويَنامُ
عَن الصَّلاةِ المَكتوبةِ".
[ رواه البخاري ٧٠٧٦ ]
-
-
▾ هَدي النَّبي ﷺ ▾
في هيئـة الجلوس للأكل
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ، قالَ:
"رَأَيتُ النَّبــيَّ ﷺ مُقعيًا يَأْكُلُ تَمرًا."
صحيح مسلم ٢٠٤٤
▾ هَدي النَّبي ﷺ ▾
في هيئـة الجلوس للأكل
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ، قالَ:
"رَأَيتُ النَّبــيَّ ﷺ مُقعيًا يَأْكُلُ تَمرًا."
صحيح مسلم ٢٠٤٤
-
كان النَّبيُّ ﷺ يَأكُلُ مِن الطَّعامِ ما رَزَقه
اللهُ به، ويَرضى بالقليـلِ، ويَتواضَعُ في
أكلِه وهَيئتِـه، تَضرُّعًا للهِ
ورِضًا بما رَزَقَه بـه.
وفي هذا الحديثِ يَروي أنسُ بنُ مالكٍ
رَضيَ اللهُ عنه أنَّه رأى النَّبِيَّ ﷺ
«مُقعيًا»، مِن الإقعاءِ، وهو جِلسةُ الرَّجلِ
على أطرافِ أليَتَيه، ناصبًا ساقيه، وهي
هَيئـةٌ مُتواضِعةٌ للجلوسِ، وإنَّما أكَلَ
النَّبِيُّ ﷺ كذلك؛ لِئلَّا يَستقِرَّ في الجِلسةِ
فيَأكُلَ أكلًا كثيرًا؛ لأنَّ الغالبَ أنَّ الإنسانَ
إذا كان مُقعيًا لا يكونُ مُطمَئِنًّا في
الجلوسِ، وإذا كان غيرَ مُطمئنٍ فلن
يَأكُلَ كثيرًا.
وقيـل: إنَّما كان يَأكُلُ كذلك؛ لِعَدمِ نَهَمِه،
وقلَّةِ مُبالاتِه بِأكلِه؛ إذ لم تكُن هِمَّتُه فيما
يَجعَلُ في بَطنِـه، وإنَّما كان يَأكُلُ القليلَ
مِنَ الطَّعامِ عندَ الحاجةِ، وعلى جِهةِ
التَّواضعِ.
وعَن عَلي بنِ الأَقمَرِ، سَمِعتُ أَبا جُحَيفةَ،
يَقولُ: قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ:
«لَا آكُلُ مُتكِئًا».صحيح البخاري (٥٣٩٨)
قال ابن القيم رحمه الله:
ويذكر عنه - ﷺ - أنه كان يجلس للأكل
متوركًا على ركبتيه، ويضع بطن قدمه
اليسرى على ظهر اليمنى تواضعًا- ﷺ -
لله عز وجل، وأدبًا بين يديه، قال:
وهذه الهيئة أنفع هيئات الأكل وأفضلها؛
لأن الأعضاء كلها تكون على وضعها
الطبيعي الذي خلقها الله تعالى عليه.
[ زاد المعاد في هدي خير العباد ٢٠٣/٤]
وجملة القول في هيئة الجلوس للأكل:
أنه لا يأكل متكئًا ولا ساقطًا على وجهه،
ولا قائمًا، بل يجلس على ركبتيه
أو على هيئة الإقعاء، أو على قدميه،
أو يرفع الركبة اليمنى، ويجلس على
الركبة اليسرى.
[ لمعات التنقيح في شرح مشكاة
المصابيح ٢٣٠/٧ ]
-
كان النَّبيُّ ﷺ يَأكُلُ مِن الطَّعامِ ما رَزَقه
اللهُ به، ويَرضى بالقليـلِ، ويَتواضَعُ في
أكلِه وهَيئتِـه، تَضرُّعًا للهِ
ورِضًا بما رَزَقَه بـه.
وفي هذا الحديثِ يَروي أنسُ بنُ مالكٍ
رَضيَ اللهُ عنه أنَّه رأى النَّبِيَّ ﷺ
«مُقعيًا»، مِن الإقعاءِ، وهو جِلسةُ الرَّجلِ
على أطرافِ أليَتَيه، ناصبًا ساقيه، وهي
هَيئـةٌ مُتواضِعةٌ للجلوسِ، وإنَّما أكَلَ
النَّبِيُّ ﷺ كذلك؛ لِئلَّا يَستقِرَّ في الجِلسةِ
فيَأكُلَ أكلًا كثيرًا؛ لأنَّ الغالبَ أنَّ الإنسانَ
إذا كان مُقعيًا لا يكونُ مُطمَئِنًّا في
الجلوسِ، وإذا كان غيرَ مُطمئنٍ فلن
يَأكُلَ كثيرًا.
وقيـل: إنَّما كان يَأكُلُ كذلك؛ لِعَدمِ نَهَمِه،
وقلَّةِ مُبالاتِه بِأكلِه؛ إذ لم تكُن هِمَّتُه فيما
يَجعَلُ في بَطنِـه، وإنَّما كان يَأكُلُ القليلَ
مِنَ الطَّعامِ عندَ الحاجةِ، وعلى جِهةِ
التَّواضعِ.
وعَن عَلي بنِ الأَقمَرِ، سَمِعتُ أَبا جُحَيفةَ،
يَقولُ: قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ:
«لَا آكُلُ مُتكِئًا».صحيح البخاري (٥٣٩٨)
قال ابن القيم رحمه الله:
ويذكر عنه - ﷺ - أنه كان يجلس للأكل
متوركًا على ركبتيه، ويضع بطن قدمه
اليسرى على ظهر اليمنى تواضعًا- ﷺ -
لله عز وجل، وأدبًا بين يديه، قال:
وهذه الهيئة أنفع هيئات الأكل وأفضلها؛
لأن الأعضاء كلها تكون على وضعها
الطبيعي الذي خلقها الله تعالى عليه.
[ زاد المعاد في هدي خير العباد ٢٠٣/٤]
وجملة القول في هيئة الجلوس للأكل:
أنه لا يأكل متكئًا ولا ساقطًا على وجهه،
ولا قائمًا، بل يجلس على ركبتيه
أو على هيئة الإقعاء، أو على قدميه،
أو يرفع الركبة اليمنى، ويجلس على
الركبة اليسرى.
[ لمعات التنقيح في شرح مشكاة
المصابيح ٢٣٠/٧ ]
-
-
مما تُستجلَب به البرڪة:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ:
سَمِعتُ رَسولَ اللهِ ﷺ، يَقولُ:
«مَن سَرَّهُ أَن يُبسَـطَ لَهُ في رِزقِهِ،
أَو يُنسَأَ لَهُ في أَثَرِهِ، فَليَصِل رَحِمَهُ».
ــ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ــ
مما تُستجلَب به البرڪة:
عن أَنَسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه، قالَ:
سَمِعتُ رَسولَ اللهِ ﷺ، يَقولُ:
«مَن سَرَّهُ أَن يُبسَـطَ لَهُ في رِزقِهِ،
أَو يُنسَأَ لَهُ في أَثَرِهِ، فَليَصِل رَحِمَهُ».
ــ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ــ