Telegram Web
سجينٌ أنت داخل أفكارك التي لا تستطيع الفِرار منها، أفكارٌ تِلو الأُخرى تَحتل ما بك من بهجة، عقلك لا يتوقف عن التفكير في الأشياء ذاتها، أسئلة تدور بِداخلك، تود لو أن تحلق بعيدًا عن كُل تِلك الصراعات التي سلبت الكثير منك، ثم تغمض عيناك، وتأخذ نفسًا عميقًا لتُردد : ليت هُناك وسيلة للهروب من كُل هذا، ليت التفكير الزائد يذهب بعيدًا عن هُنا، ولكنك الآن في الواقع، بِداخل مِنك شجن لا يزول؛ بسبب تفكيرٌ لا ينتهي.

_حنان إبراهيم.
بِداخل مِنا الكثير من البُكاء، ولكننا نرتدي أقنعة مُزيفة؛ من أجل أن يرى الجميع أننا بخير، نبتسم دائمًا خشية أن يكتشف أحدهم ما بِنا من جروحٍ لم تتعافى بعد.

_حنان إبراهيم.
إليك أشكوا كُل حُزنٍ في فؤادي، وكُل كسرٍ أنت بِه أعلم، أبوح لك عما بِداخلي؛ عن جرحٍ طال وقته ولم يلتئم إلا بِقربك.

_حنان إبراهيم.
يومٌ يمُر بعد يوم، ولا شيء يمُر سوى عُمري!
إنها لحقيقةٍ مُؤلمة أن يُفنى عُمرك سُدى، أن تكون من الذين ضل سعيُهم في الحياة الدُنيا وهُم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعا.
أولئك الذين ظلت الدُنيا تُلهيهم بِما فيها، ونسوا أن الآخرة هي دار القرار.

_ حنان إبراهيم.
ولعل كُلٌ مِنا في مكانٍ بعيد؛
ولعلنا نلتقي من بَعد بُعدٍ ونكون معًا؛
يُعانق كِلانا يد الآخر بكُل حُبٍ
ويذهب الشوق للأبد البعيد.

_حنان إبراهيم.
وبعد وقتٍ طويلٍ من الهدوء الخارجي،
ولسببٍ أنت لا تعلمه؛
تبكي بِشدة وكأنك لم تبكي من قبل،
بعد كمية الأسباب المنطقية التي كانت تستدعي أن تُخرج ما بِداخلك من تراكماتٍ وصراعاتٍ لا تنتهي، ولكنك كُنت تتظاهر بالثبات طيلة الوقت، ثُم تلاشى كُل هذا في بضع ثوانٍ فقط، وكأنك لم تعرف كيف تظل ثابثٍ حينما تميل كُل الأشياء من حولك.

_حنان إبراهيم.
ويظل شعور الخوف يتسلل إليك حتى يتمكن منك، خوفٌ من ماضي رحل ولم يتبقى منه سوى أخطاءٍ تعلمت منها الكثير، وحاضرٍ لا يستدعي التفكير وأنت فيه، ومُستقبلٌ علمه بيد الله؛
فلا تُشغل عقلك بِما يقلقه، ولا قلبك بِما يُرهقه.

_حنان إبراهيم.
مرحبًا يا عزيزي.
هَل تعلم ما معنى شعور أن يتمكن منك اليأس والإنطفاء بعد ما كانت روحك مغمورة بالبهجة والسعادة، أن تنام ودموع عيناك على خديك من شِدة الحُزن على أحلامك التي أخذت من عُمرك الكثير ولم تُحققها في النهاية.
إنه لشعورٌ مؤلم للغاية؛ بل أشد صعوبة عِندما تُعاود التفكير فيما مضى، تظل واقفًا في المنتصف، لا تعرف أين تذهب بكُل هذه الكسور التي بِداخلك، أتُكمل المسير، أم تعود للبداية حيث لا شيء.

_حنان إبراهيم.
كُلٌ مِنا أصبحَ مشغولًا بحياته الخاصة، مسؤولياته الكاملة، وواجباته نحو كُل شيء، أصبحت السنوات الماضية ذِكرى جميلة نود العيش فيها مُجددًا، ولكنها الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، مرةٌ تجمعنا، وأُخرى تُفرقنا دون سابق إنذار، وكأنها تُعطينا إشارة تحذير بأن جميع الأشياء مُهددة بالغياب، وأننا في لحظةٍ ما لن نجد أنفسنا في هذا المكان الذي كُنا فيه دومًا.

_حنان إبراهيم.
وحين عَلِمت بالحقيقة كاملة لم أصدر صوتًا، ولم أنطق حرفًا، لم يكُن الألم أشد قسوة هذه المرة، بل ظلت عينايّ تُرقرق بالدموع، وذهبت لرُكنٍ وظللت أبكي حتى انتهيت أنا، وتبقى القليل مني يُصارع وحشة الدُنيا وما فيها.

_حنان إبراهيم.
"عبادة الشعور بالآخرين"

تخيل معي الآن، أن انتقاء كلِماتك الطيبة لها أثرٌ لا يُنسى على قلب صاحبها، وأن شعورك بالآخرين من نهج الأنبياء، وأخلاق النُبلاء، وأن لُطف أفعالك تجعلك إنسانًا راقيًا بأخلاقك، وأن تبرير أخطائك واعتذارك له معنى وقيمة، وأن تفهمك لغيرك والتغاضي عن أخطائِه أدبٌ ووعيٌّ، كُل هذه الأشياء تؤثر عليك، أكثر مما تؤثر عليهم؛ فما تُقدمه لغيرك سيعود لك يومًا ما، إن شعرت أنها أمورٌ عادية تمُر والسلام، فتذكر أنها تُحدد من أنتَ، وأن مراعاة شعور الآخرين عبادة تُقربك إلى الله، فالكلمة الطيبة صدقة، وتبسُّمك في وجه أخيك صدقة، ومن سار بين الناس جابرًا للخواطر نجَّاه الله ولو في جوف المخاطر، واعلم دائمًا أن الله سيسألك عن كُل نفسٍ كسرتها، وكُل عينٍ أبكيتها، وكُل قلبٍ أوجعته، وكُل روحٍ كُنت سببًا في فقدها لأمانها واطمئنانها، وكُل شعورٍ دمرته، وكُل أذى سببته، لا تستهينوا بكُل ما تفعلوه؛ بل حاسبوا أنفسكُم قبل أن تُحاسبوا، وراعوا المشاعر، ولا تؤلموا أحدًا، وقولوا للناس حُسنًا، وكونوا سببًا في محاولة دعم شخصٍ بكُل الطُرق المُمكنة في أن تجعله ينظر لنفسه نظرة رِضا، ولك نظرة امتنان وشُكر، قد تكون أشياء بسيطة وغير مُكلفة، ولكن تأثيرها رائع، فلا تبخل بالجمال؛ فتُصبح خاليًا منه، مُفتقدًا إليه؛ لكي تُعطيه لكُل من يوده.

_حنان إبراهيم.
"على قدر سعيك تُجزى"

لِماذا نؤجل كُل شيء في حياتنا ظنًا مِنا أن تأجيلها سيجعل الأمور أسهل؟
إن التسويف يؤثر بالسلب على حياتنا وإنجازاتنا التي نظن أنها صغيرة للغاية ولا داعي لها، أو الخوف من الفشل هو الذي يجعلك أن تؤخر ما تود أن تفعله، ولكن في الحقيقة إنه سرقة للوقت الثمين الذي يمُر من عُمرك هباءً دون فعل كُل تِلك الأشياء التي تصنعك، فقليلٌ دائمٌ خيرٌ من كثيرٍ مُنقطع، وإدراكًا لكُل لحظة بأن تجعلها أكثر إنتاجية ورضا، ولا تنتظر اللحظة المِثالية للبدء، بل حاول أن تبدأ من اليوم في إنجازاتك التي ستفتخر بِها لاحقًا، وابتعد عن المُقارنة.

ولتعلم أن الله يرى مُحاولاتك وسعيك المُستمر، فعلى قدر سعيك تُجزى، فأنت مسؤولٌ عن السعي فقط، أما النتيجة فهي توفيقٌ من الله، وتذكر دائمًا قول الله تعالى: {وَأَن لَّيْسَ لِلإنسَانِ إِلَّا مَا سَعَيٰ وأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ ثُمَّ يُجزاَهُ الجَزاءَ الأَوْفَى}.

_حنان إبراهيم.
مُنذ وقتٍ طويل وأنا أُحاول أن أكون بخير، ألا أبكي على أشياءٍ كانت تستحق البُكاء، اعترفت لنفسي وقتها أنني الأفضل، وأنني أستحق كُل الأشياء الجميلة التي تُشبهني وتُشبه قلبي الرقيق، تمنيت أن أبقى هُنا لوقتٍ طويل، حيث لا يعرف البُكاء طريقًا لعينيَّ الجميلتين.

ولأن الأشياء الجميلة لا تستمر، ها أنا الآن أبكي بِشدة على أمرٍ تافهٍ عدد كُل المرات التي لم أبكِها، وكأن الحياة لا تُريدني أن أظل كما أنا، طفلٌ قلبه رقيقٌ يود العيش بِسلامٍ وأمان.

_حنان إبراهيم.
لا تبخل بالجمال؛ فتُصبح خاليًا منه، مُفتقدًا إليه؛ لكي تُعطيه لكُل من يوده.
إن اللُغة العربية تُثبت العقل، وتُزيد المُرُوءة، ولها تأثيرٌ كبيرٌ على الخُلق الرفيع.
"العلاقات وُجدت لتكون بِمثابة راحة"

لطالما قرأت كثيرًا عن العلاقات المؤذية في حياتنا، وأثرها السييء على نفوسنا، ولكن المُرعب أن تمُر أنت بِها، فتعرف ما هي؟ وما معناها؟ وكيفية العلاج منها.

إن الأشخاص الذين أحببناهم وأصبحوا لنا كُل شيء، وقدمناهم على أنفسنا، وقدرناهم حُسن التقدير، وكُنا لهُم سندًا وعونًا بعد الله، وعاملناهم بما أحببنا أن يعاملونا بِه، كانوا هُم الأشد أذى وقسوة لنا.

لم نستوعب الحقيقة بعد، فنظل نسأل أنفُسنا: هل الخطأ كان مِنَّا؟ هل أسأنا التصرف؟! وتظل الإجابة كما هي.. لم نفعل شيء سوى كُل الحُب وتمنِّي الخير لهُم، بل وأحسنَّا التصرف أكثر من اللازم.

إن المرحلة الأولى هي الأشد صعوبة، ثم تبدأ تدريجيًّا في التعافي المؤقت، والابتعاد عن كُل شيء، والنظر لجميع الأشخاص أنهم مِثل بعضهم، ويظل الألم ينهشك من الداخل، والتفكير يُدمر ما تبقى منك، وأنت الذي كان الجميع يُقسم بأنه لا يوجد مِثلك، أصبحت أنت السييء في رواية أحدُهم وأنت لا تعلم السبب.

هل كان جزاء عطائي لك من قلبي خذلانه، وتلقِّيه صفعة مؤلمة لن تُرمَّم بمرور الأيام؟ ثم تأتي مرحلة التعافي الحقيقي، فترى أنك لا تستحق أن تمضي قُدمًا وأنت يائسٌ وبائسٌ في نفس الوقت، هل راعوا مشاعرك وهُم يردون لك العطاء المُفرط بالأذى الشديد؟
هل يستحقون دمعةً واحدةً من عينك التي كانوا يسكنوها قبل ما فعلوه بك؟

فلتقف وقفة صادقة مع نفسك وتأخذ نفسًا عميقًا، وتُدرك أنك لست مِثلهم، ولن تُصبح، أنتَ أفضل منهم؛ ولتعلم أن الله يرى حالك، ويعلم ما بك من ألمٍ كان سببه التعلق بالبشر، وحُزنٍ كان سببه العطاء الغير محدود، وتضييع وقتٍ مع أشخاصٍ لا تكفيهم الدُنيا بأجمعها؛ لأنهم ناكري الجميل، وانظر من حولك سترى أن هُناك من يُحبك بصدق، ويتمنى كلمة واحدة منك، ويراك أعظم إنجازاته، وانظر للأمر بشكلٍ أكثر عُمقًا، أنك لولاهم ما كُنت لتعرفهم، وأن الله لا يأتي إلا بالخير، وتذكر دعوتك الدائمة بأن يُبعدك الله عن من لا خير لك فيه، فتبدأ بتغيير فكرتك لاختيار من حولك، وحُب ذاتك بكُل ما فيها، والنجاة بِما تبقى منك، ومحاولة إصلاح ما أفسده الأذى بِداخلك، وتوقفك تمامًا عن متابعة من كانوا هُم السبب فيما أنت فيه، وتُنهي أي مساحاتٍ مُشتركة بينكم، وتبتعد نهائيًا، وتُحقق نجاحك، وتُكوِّن صداقاتٍ جديدة، وتختبر نفسك إن كُنت ما زِلت مُتأثرًا بِهم مِثل قبل أم تعافيت، فلا تستهلك الشعور الصحيح على الأشخاص الخطأ، لم تُخلق العلاقات إلا للراحة والرحمة.

_حنان إبراهيم.
أتمنى ألا أكون ماضٍ في قلب أحد، أن يكون حضوري خفيفٌ غير مؤذٍ، أن أظل كما أنا، بِقلبٍ صافٍ تمامًا لا تملأه الغيوم، وروحٍ خفيفة كخفة الفراشات، تُحلق أينما تُريد، فيبتسم كُل من يراها، أن يتذكرني الجميع بالخير، ويكون اسمي له وقعٌ جميلٌ على كُل من يسمعه بقلبه، أن يشعُر أحدُهم بالأمان وهو جِواري، ويذهب الخوف والقلق للأبد البعيد.

_حنان إبراهيم.
ولأنني حاولت بكُل ما لدي من حُبٍ أن أكون الشخص الأكثر حنانًا مع الجميع مُتناسيًا وجودي تمامًا، ولأن محبتي الدائمة لم تسعهم، حتى أصبح أملهُم هو استغلالي، وأصبحت أنا على رفًّ مملوءٍ بالغُبار، كُلما تذكروه أزالوا ما عليه وأخذوا ما يُريدون وتركوه مِثلما كان، ولأنني أستحق كُل الأشياء الجميلة التي تُشبه قلبي وعينيَّ الجميلتين، لا شيء بعد الأن يستحق مني الكثير غيري أنا، لذا كان يجب أن أُغادر جميع الأشياء التي لا تُشبهني.

_حنان إبراهيم.
"نظم وقتك لتنتظم حياتك"

كثيرٌ مِنا يمُر عُمره هباءً دون فعل الأشياء التي كان يُخطط لها ولم يفعلها، بعدما حاول بكُل جُهدٍ لديه أن يظل مُتمسكًا بِها، وتمُر أيامه وهو يُردد سأفعلها غدًا، ويأتي الغد ويذهب وهو يتمنى فقط ولم يسعَ ليرزقه الله بِما يُريد، فيظل يسأل ذاته ماذا عليَّ أن أفعل لإزالة الفوضى من حياتي؛ لتُساعدني على التفكير بوضوح واتخاذ القرارات بسرعة أكبر، لِكسر هذا الروتين المُتكرر، وليس المُمل مِثلما نتفوه به دائمًا؛ لأنها عافية يتمنها البعض من الناس ونحن لا نُدركها إلا بعد فوات الآوان.

فلنحمد الله دائمًا عليها، ونُحاول أن نُحسن ونُغير من أنفُسنا، ونُضيف أشياءً جديدة تجعل يومنا أكثر إنتاجية، وبعيدًا عن التسويف، لِنجعل لنا عادة دينية جديدة كُل يوم، أو معلومة تُطور مِنا بشكلٍ يجعلنا نسعى في تطويرها دائمًا، بتركيزك على اهتماماتك وما يجب عليك فعله من مهامٍ تُساعدك لإنجاز الكثير في وقتٍ قصير، وتُحفزك لِفعل المزيد؛ فتتبع نظامٍ يُساعدك أكثر في تنظيم وقتك؛ لِتعرف ما تود أن تفعله لتنتظم حياتك أيضًا.

_حنان إبراهيم.
"الدُّعاء يُغير القدر"

وما بين تأخُّر ما تريد، ولذة شعور الإجابة يكمن الدُّعاء بيقين وثقة أن الله قادرٌ على كُل شيء، قادرٌ على أن يُقلب الموازين، ويُسخر الأسباب من أجل دعوةٍ قد نسيتها، لكن الله لم ينسها، رغم انقطاع الأسباب وفقدان الأمل في تحققها يأتي لُطف الله الخفي من حيث لا تدري، فتعلم ما يُخبئه الله للعبد من عوضٍ وجبرٍ لِقلبه، فيستحي من تفكيره المحدود في أشياءٍ بِيد الله، وأنه ما كان عليه إلا أن يسعى، ويتوكل على الله، ويأخذ بالأسباب، ويظل يدعو ويُلِح على الله حتى يغلب دُعائه قدره، فإن لم تكُن دعوته خيرًا له ولم تتحقق فهناك حكمةٌ في الأمر لا يعلمها إلا الله، فهو الذي يُدبر لنا أحسن مما نتمنى، ومنعه هو قمة العطاء، فهنيئًا لِمن كان الدُّعاء سلاحه فظل مُتمسِّكًا بِه وهو مُوقنٌ بأن الله سيصيب سهم دعائه بِما هو خيرٌ له.

_حنان إبراهيم.
2025/01/09 04:41:41
Back to Top
HTML Embed Code: