إنَّما أعطاكُم اللهُ الدنيا لتطلبوا بها الآخرة، ولم يُعطيكموها لتركنوا إليها
-عثمان بن عفان رضي الله عَنه
-عثمان بن عفان رضي الله عَنه
«وما على أحدكم أنْ يَذكُر اللهَ كُلَّ يومٍ ساعةً، فيَربَحَ يومَه؟».
ثابت البناني
ثابت البناني
إِنِّي بِعَفْوِكَ طَاِمعٌ يَا رَبَّنَا
فَأَجِبْ لِعَبْدِكَ سُؤْلهُ وَرَجَاهُ
فَأَجِبْ لِعَبْدِكَ سُؤْلهُ وَرَجَاهُ
"لبّيكَ والقلبُ السجينُ بأضلُعي
يشتاقُ مكةَ والمآذنَ والحرمْ♥️"
يشتاقُ مكةَ والمآذنَ والحرمْ♥️"
"الحمدُ للهِ كلُّ الحمد يبلُغُه
أشهدْتَنا العيدَ فِي خَيرٍ وفِي نِعَمِ
أشهدْتَنا العيدَ فِي خَيرٍ وفِي نِعَمِ
بالذُلّ قَد وافيتُ بابَكَ عالِمِّاً
أنَّ التَّذَلُّلَ عِندَ بابِكَ يَنفَعُ
أنَّ التَّذَلُّلَ عِندَ بابِكَ يَنفَعُ
أنا لستُ في الحُجّاجِ يا ربّ الورى
لكنّ قلبِي بالمحبّةِ كبّرا
لبّيكَ ما نبَضَ الفؤادُ و ما دعا
داعٍ و ما دمْعٌ بعينٍ قد جرى
لبّيكَ أعلِنُها بكُلٍّ تذَلُّلٍ
لبيكَ ما امتلأتْ بها أمُّ القُرى
لبّيكَ يا ذا الجودِ ما قلبٌ هفَا
للعفوِ منكَ و بالخضوعِ تدثَّرا
لكنّ قلبِي بالمحبّةِ كبّرا
لبّيكَ ما نبَضَ الفؤادُ و ما دعا
داعٍ و ما دمْعٌ بعينٍ قد جرى
لبّيكَ أعلِنُها بكُلٍّ تذَلُّلٍ
لبيكَ ما امتلأتْ بها أمُّ القُرى
لبّيكَ يا ذا الجودِ ما قلبٌ هفَا
للعفوِ منكَ و بالخضوعِ تدثَّرا
"يا أيّها الإنسان ما هذا القَلَقْ
أولَيسَ ربُّكَ قَد تكَفَّل ماخَلَقْ؟
أوَليسَ بعدَ العُسرِ يُسرٌ مثلَما
بَعد اللَّيالي دائمًا يأْتي الفلقْ!"
أولَيسَ ربُّكَ قَد تكَفَّل ماخَلَقْ؟
أوَليسَ بعدَ العُسرِ يُسرٌ مثلَما
بَعد اللَّيالي دائمًا يأْتي الفلقْ!"
مِن عظيم لُطف الله أنّهُ قد يستجيب لدعوتكَ وهي حبيسةُ صدرِك، ورهينةُ خاطرِك، ولم تتفوَّه بها!
كانَ الرسول ﷺ يُصلِّي جهةَ بيتِ المقدس، وكان يتمنّى أن تكونَ قِبلة المُسلمين مكّة، وكان ينظرُ فقط في السّماء جهةَ البيتِ الحرام.
كانَ خاطِرًا؛ فجاءت البُشری:
"قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ "
كانَ الرسول ﷺ يُصلِّي جهةَ بيتِ المقدس، وكان يتمنّى أن تكونَ قِبلة المُسلمين مكّة، وكان ينظرُ فقط في السّماء جهةَ البيتِ الحرام.
كانَ خاطِرًا؛ فجاءت البُشری:
"قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ "
فوِّض أمرك لله وأنت مُطمئن وتوكَّل عليه ومن توكَّل على الله لا يُغلب ومن اعتصم بالله لا يُهزم وتذكَّر! أنَّ عطاء الله لا حدَّ له ولا منتهى.
"اللهــم صـــل علــى ســيدنا محــمــد .. وعلــى آلــه صــلاة يتبعــها روح وريحـــان ويعقبــها مغــفــرة ورضـــوان"
بَابُ المُخْتَارِ مِنْ كتب أَمِير المؤمنين (عليه السلام) ورسائله
الرسالة 45: إلى عثمان بن حنيف الانصاري
[45] ومن كتاب له (عليه السلام)
إلى عثمان بن حنيف الأنصاري، وهو عامله على البصرة، وقد بلغه أنه دعي إلى وليمة قوم من أهلها، فمضى إليهم.
أَمَّا بَعْدُ ، يَابْنَ حُنَيْفٍ ، فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلاً مِنْ فِتْيَةِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ دَعَاكَ إلى مَأْدُبَةٍ([1]) ، فَأَسْرَعْـتَ إِلَيْهَا ، تُسْتَطَـابُ لَكَ([2]) الأَلْـوَانُ ، وَتُنْقَلُ إِلَيْـكَ الجِفَانُ، وَمَا ظَنَنْتُ أَنَّكَ تُجِيبُ إِلى طَعَامِ قَوْمٍ، عَائِلُهُمْ مَجْفُوٌّ، وَغَنِيُّهُمْ مَدْعُوٌّ.
فَانْظُرْ إِلَى مَا تَقْضَمُهُ([3]) مِنْ هذَا الْـمَقْضَمِ([4])، فَمَا اشْتَبَهَ عَلَيْكَ عِلْمُهُ فَالْفِظْهُ([5])، وَمَا أَيْقَنْتَ بِطِيبِ وُجُوهِهِ فَنَلْ مِنْهُ. أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَأمُومٍ إِمَاماً يَقْتَدِي بِهِ، وَيَسْتَضِيءُ بِنُورِ عِلْمِهِ. أَلاَ وَإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ، وَمِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْهِ. أَلَا وَإِنَّكُمْ لاتَقْدِرُونَ عَلَى ذلِكَ، وَلكِنْ أَعِينُوني بِوَرَعٍ وَاجْتِهَادٍ، وَعِفَّةٍ وَسَدَادٍ. فَوَاللهِ مَا كَنَزْتُ مِنْ دُنْيَاكُمْ تِبْراً، وَلا ادَّخَرْتُ مِنْ غَنَائِمِهَا وَفْراً، وَلا أَعْدَدْتُ لِبَالِي ثَوْبِي طِمْراً. [وَلَا حُزْتُ مِنْ أَرْضِهَا شِبْرَاً، وَلَا أَخَذْتُ مِنْهُ أَتَانٍ دَبِرَةٍ، وَلَـهِيَ في عَيْنِي أَوْهَى وَأَهْوَنُ مِنْ عَفْطَةٍ مَقِرةٍ].
بَلَى! كَانَتْ في أَيْدِينَا فَدَكٌ مِنْ كلِّ مَا أَظَلَّتْهُ السَّماءُ، فَشَحَّتْ عَلَيْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ، وَسَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ آخَرِينَ، وَنِعْمَ الْـحَكَمُ اللهُ([6]). وَمَا أَصْنَعُ بِفَدَكَ وَغَيْرِ فَدَكَ، وَالنَّفْسُ مَظَانُّهَا([7]) فِي غَدٍ جَدَثٌ([8])، تَنْقَطِعُ فِي ظُلْمَتِهِ آثَارُهَا، وَتَغِيبُ أَخْبَارُهَا، وَحُفْرَةٌ لَوْ زِيدَ فِي فُسْحَتِهَا، وَأَوْسَعَتْ يَدَا حَافِرِهَا، لَأَضْغَطَهَا الْـحَجَرُ وَالْـمَدَرُ([9])، وَسَدَّ فُرَجَهَا التُّرَابُ الْـمُترَاكِمُ، وَإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا بِالتَّقْوَى لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْـخَوْفِ الأَكْبَرِ، وَتَثْبُتَ عَلَى جَوَانِبِ الْـمَزْلَقِ.
وَلَوْ شِئْتُ لاَهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ إِلَى مُصَفَّى هذَا الْعَسَلِ، وَلُبَابِ هذَا الْقَمْحِ، وَنَسَائِجِ هذَا الْقَزِّ([10])، وَلكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ، وَيَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَـخَيُّرِ الأَطْعِمَةِ، وَلَعَلَّ بِالْـحِجَازِ أَوِ بِالْـيَمَامَةِ مَنْ لاَطَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ، وَلا عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ، أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى وَأَكْبَادٌ حَرَّى([11])، أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ:
وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَبِيتَ بِبِطْنَةٍ
وَحَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى الْقِدِّ
أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ: أَمِيرُالْـمُؤْمِنِينَ، وَلا أُشَارِكُهُمْ فِي مَكَارِهِ الدَّهْرِ، أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَـهُمْ فِي جُشُوبَةِ الْعَيْشِ! فَمَا خُلِقْتُ لِيَشْغَلَنِي أَكْلُ الطَّيِّبَاتِ، كَالْبَهِيمَةِ الْـمَرْبُوطَةِ هَمُّهَا عَلَفُهَا، أَوِ الْـمُرْسَلَةِ شُغْلُهَا تَقَمُّمُهَا([12])، تَكْترِشُ مِنْ أَعْلاَفِهَا، وَتَلْهُو عَمَّا يُرَادُ بِهَا، أَوْ أُتْرَكَ سُدًى، أَوْ أُهْمَلَ عَابِثاً، أَوْ أَجُرَّ حَبْلَ الضَّلاَلَةِ، أَوْ أَعْتَسِفَ([13]) طَرِيقَ الْـمَتَاهَةِ([14])!
وَكَأَنِّي بِقَائِلِكُمْ يَقُولُ: إِذَا كَانَ هذَا قُوتَ ابْنِ أَبِي طَالِب، فَقَدْ قَعَدَ بِهِ الضَّعْفُ عَنْ قِتَالِ الأَقْرَانِ وَمُنَازَلَةِ الشُّجْعَانِ. أَلاَ وَإِنَّ الشَّجَرَةَ الْبَرِّيَّةَ([15]) أَصْلَبُ عُوداً، وَالْرَّوَائِعَ الْـخَضِرَةَ([16]) أَرَقُّ جُلُوداً، وَالنَّابِتَاتِ العِذْيَةَ([17]) أَقْوَى وَقُوداً، وَأَبْطَأُ خُمُوداً، وَأَنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) كَالصِّنْوِ مِنَ الصِّنْوِ([18])، وَالذِّرَاعِ مِنَ الْعَضُدِ. وَاللهِ لَوْ تَظَاهَرَتِ الْعَرَبُ عَلَى قِتَالِي لَمَا وَلَّيْتُ عَنْهَا، وَلَوْ أَمْكَنَتِ الْفُرَصُ مِنْ رِقَابِهَا لَسَارَعْتُ إِلَيْهَا، وَسَأَجْهَدُ فِي أَنْ أُطَهِّرَ الأَرضَ مِنْ هذَا الشَّخْصِ الْـمَعْكُوسِ، وَالجِسْمِ الْـمَرْكُوسِ([19])، حَتَّى تَخْرُجَ الْـمَدَرَةُ([20]) مِنْ بَيْنِ حَبِّ الْـحَصِيدِ([21]).
إِلَيْكِ عَنِّي يَا دُنْيَا، فَحَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ([22])، قَدِ انْسَلَلْتُ مِنْ مَخَالِبِكِ، وَأَفْلَتُّ مِنْ حَبَائِلِكِ، وَاجْتَنَبْتُ الذَّهَابَ فِي مَدَاحِضِكِ([23]).
الرسالة 45: إلى عثمان بن حنيف الانصاري
[45] ومن كتاب له (عليه السلام)
إلى عثمان بن حنيف الأنصاري، وهو عامله على البصرة، وقد بلغه أنه دعي إلى وليمة قوم من أهلها، فمضى إليهم.
أَمَّا بَعْدُ ، يَابْنَ حُنَيْفٍ ، فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلاً مِنْ فِتْيَةِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ دَعَاكَ إلى مَأْدُبَةٍ([1]) ، فَأَسْرَعْـتَ إِلَيْهَا ، تُسْتَطَـابُ لَكَ([2]) الأَلْـوَانُ ، وَتُنْقَلُ إِلَيْـكَ الجِفَانُ، وَمَا ظَنَنْتُ أَنَّكَ تُجِيبُ إِلى طَعَامِ قَوْمٍ، عَائِلُهُمْ مَجْفُوٌّ، وَغَنِيُّهُمْ مَدْعُوٌّ.
فَانْظُرْ إِلَى مَا تَقْضَمُهُ([3]) مِنْ هذَا الْـمَقْضَمِ([4])، فَمَا اشْتَبَهَ عَلَيْكَ عِلْمُهُ فَالْفِظْهُ([5])، وَمَا أَيْقَنْتَ بِطِيبِ وُجُوهِهِ فَنَلْ مِنْهُ. أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَأمُومٍ إِمَاماً يَقْتَدِي بِهِ، وَيَسْتَضِيءُ بِنُورِ عِلْمِهِ. أَلاَ وَإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ، وَمِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْهِ. أَلَا وَإِنَّكُمْ لاتَقْدِرُونَ عَلَى ذلِكَ، وَلكِنْ أَعِينُوني بِوَرَعٍ وَاجْتِهَادٍ، وَعِفَّةٍ وَسَدَادٍ. فَوَاللهِ مَا كَنَزْتُ مِنْ دُنْيَاكُمْ تِبْراً، وَلا ادَّخَرْتُ مِنْ غَنَائِمِهَا وَفْراً، وَلا أَعْدَدْتُ لِبَالِي ثَوْبِي طِمْراً. [وَلَا حُزْتُ مِنْ أَرْضِهَا شِبْرَاً، وَلَا أَخَذْتُ مِنْهُ أَتَانٍ دَبِرَةٍ، وَلَـهِيَ في عَيْنِي أَوْهَى وَأَهْوَنُ مِنْ عَفْطَةٍ مَقِرةٍ].
بَلَى! كَانَتْ في أَيْدِينَا فَدَكٌ مِنْ كلِّ مَا أَظَلَّتْهُ السَّماءُ، فَشَحَّتْ عَلَيْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ، وَسَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ آخَرِينَ، وَنِعْمَ الْـحَكَمُ اللهُ([6]). وَمَا أَصْنَعُ بِفَدَكَ وَغَيْرِ فَدَكَ، وَالنَّفْسُ مَظَانُّهَا([7]) فِي غَدٍ جَدَثٌ([8])، تَنْقَطِعُ فِي ظُلْمَتِهِ آثَارُهَا، وَتَغِيبُ أَخْبَارُهَا، وَحُفْرَةٌ لَوْ زِيدَ فِي فُسْحَتِهَا، وَأَوْسَعَتْ يَدَا حَافِرِهَا، لَأَضْغَطَهَا الْـحَجَرُ وَالْـمَدَرُ([9])، وَسَدَّ فُرَجَهَا التُّرَابُ الْـمُترَاكِمُ، وَإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا بِالتَّقْوَى لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْـخَوْفِ الأَكْبَرِ، وَتَثْبُتَ عَلَى جَوَانِبِ الْـمَزْلَقِ.
وَلَوْ شِئْتُ لاَهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ إِلَى مُصَفَّى هذَا الْعَسَلِ، وَلُبَابِ هذَا الْقَمْحِ، وَنَسَائِجِ هذَا الْقَزِّ([10])، وَلكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ، وَيَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَـخَيُّرِ الأَطْعِمَةِ، وَلَعَلَّ بِالْـحِجَازِ أَوِ بِالْـيَمَامَةِ مَنْ لاَطَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ، وَلا عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ، أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى وَأَكْبَادٌ حَرَّى([11])، أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ:
وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَبِيتَ بِبِطْنَةٍ
وَحَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى الْقِدِّ
أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ: أَمِيرُالْـمُؤْمِنِينَ، وَلا أُشَارِكُهُمْ فِي مَكَارِهِ الدَّهْرِ، أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَـهُمْ فِي جُشُوبَةِ الْعَيْشِ! فَمَا خُلِقْتُ لِيَشْغَلَنِي أَكْلُ الطَّيِّبَاتِ، كَالْبَهِيمَةِ الْـمَرْبُوطَةِ هَمُّهَا عَلَفُهَا، أَوِ الْـمُرْسَلَةِ شُغْلُهَا تَقَمُّمُهَا([12])، تَكْترِشُ مِنْ أَعْلاَفِهَا، وَتَلْهُو عَمَّا يُرَادُ بِهَا، أَوْ أُتْرَكَ سُدًى، أَوْ أُهْمَلَ عَابِثاً، أَوْ أَجُرَّ حَبْلَ الضَّلاَلَةِ، أَوْ أَعْتَسِفَ([13]) طَرِيقَ الْـمَتَاهَةِ([14])!
وَكَأَنِّي بِقَائِلِكُمْ يَقُولُ: إِذَا كَانَ هذَا قُوتَ ابْنِ أَبِي طَالِب، فَقَدْ قَعَدَ بِهِ الضَّعْفُ عَنْ قِتَالِ الأَقْرَانِ وَمُنَازَلَةِ الشُّجْعَانِ. أَلاَ وَإِنَّ الشَّجَرَةَ الْبَرِّيَّةَ([15]) أَصْلَبُ عُوداً، وَالْرَّوَائِعَ الْـخَضِرَةَ([16]) أَرَقُّ جُلُوداً، وَالنَّابِتَاتِ العِذْيَةَ([17]) أَقْوَى وَقُوداً، وَأَبْطَأُ خُمُوداً، وَأَنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) كَالصِّنْوِ مِنَ الصِّنْوِ([18])، وَالذِّرَاعِ مِنَ الْعَضُدِ. وَاللهِ لَوْ تَظَاهَرَتِ الْعَرَبُ عَلَى قِتَالِي لَمَا وَلَّيْتُ عَنْهَا، وَلَوْ أَمْكَنَتِ الْفُرَصُ مِنْ رِقَابِهَا لَسَارَعْتُ إِلَيْهَا، وَسَأَجْهَدُ فِي أَنْ أُطَهِّرَ الأَرضَ مِنْ هذَا الشَّخْصِ الْـمَعْكُوسِ، وَالجِسْمِ الْـمَرْكُوسِ([19])، حَتَّى تَخْرُجَ الْـمَدَرَةُ([20]) مِنْ بَيْنِ حَبِّ الْـحَصِيدِ([21]).
إِلَيْكِ عَنِّي يَا دُنْيَا، فَحَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ([22])، قَدِ انْسَلَلْتُ مِنْ مَخَالِبِكِ، وَأَفْلَتُّ مِنْ حَبَائِلِكِ، وَاجْتَنَبْتُ الذَّهَابَ فِي مَدَاحِضِكِ([23]).
أَيْنَ الْقُرُونُ الَّذِينَ غَرَرْتِهِمْ بِمَدَاعِبِكِ([24])! أَيْنَ الأُمَمُ الَّذِينَ فَتَنْتِهِمْ بِزَخَارِفِكِ! هَاهُمْ رَهَائِنُ الْقُبُورِ، وَمَضَامِينُ اللُّحُودِ. وَاللهِ لَوْ كُنْتِ شَخْصاً مَرْئِيّاً، وَقَالَباً حِسِّيّاً، لأقَمْتُ عَلَيْكِ حُدُودَ اللهِ فِي عِبَادٍ غَرَرْتِهِمْ بِالأَمَانِي، وَأُمَمٍ أَلْقَيْتِهِمْ فِي الْـمَهَاوِي، وَمُلُوكٍ أَسْلَمْتِهِمْ إِلَى التَّلَفِ، وَأَوْرَدْتِهِمْ مَوَارِدَ الْبَلاَءِ، إِذْ لا وِرْدَ وَلا صَدَرَ([25])! هَيْهَاتَ! مَنْ وَطِىءَ دَحْضَكِ([26]) زَلِقَ، وَمَنْ رَكِبَ لُـجَجَكِ غَرِقَ، وَمَنِ ازْوَرَّ([27]) عَنْ حَبَائِلِكِ وُفِّقَ، وَالسَّالِمُ مِنْكِ لاَيُبَالِي إِنْ ضَاقَ بِهِ مُنَاخُهُ([28])، وَالدُّنْيَا عِنْدَهُ كَيَوْمٍ حَانَ انْسِلاَخُهُ([29]).
اعْزُبِي عَنِّي! فَوَاللهِ لا أَذِلُّ لَكِ فَتَسْتَذِلِّينِي، وَلا أَسْلَسُ لَكِ فَتَقُودِينِي. وَايْمُ اللهِ ـ يَمِيناً أسْتَثْنِي فِيهَا بِمَشِيئَةِ اللهِ عَزَّوَجَلّ ـ لَأَرُوضَنَّ نَفْسِي رِيَاضَةً تَهَشُّ([30]) مَعَها إِلَى الْقُرْصِ إِذَا قَدَرَتْ عَلَيْهِ مَطْعُوماً، وَتَقْنَعُ بِالْـمِلْحِ مَأْدُوماً; وَلَأَدَعَنَّ مُقْلَتِي([31]) كَعَيْنِ مَاءٍ، نَضَبَ مَعِينُهَا([32])، مُسْتَفْرِغَةً دُمُوعَهَا.
أَتَمْتَلِىءُ السَّائِمَةُ مِنْ رَعْيِهَا فَتَبْرُكَ! وَتَشْبَعُ الرَّبِيضَةُ([33]) مِنْ عُشْبِهَا فَترْبِضَ([34])! وَيَأْكُلُ عَلِيٌّ مِنْ زَادِهِ فَيَهْجَعَ! قَرَّتْ إِذاً عَيْنُهُ إِذَا اقْتَدَى بَعْدَ السِّنِينَ الْـمُتَطَاوِلَةِ بِالْبَهِيمَةِ الْـهَامِلَةِ، وَالسَّائِمَةِ الْـمَرْعِيَّةِ!
طُوبَى لِنَفْسٍ أَدَّتْ إِلَى رَبِّهَا فَرْضَهَا، وَعَرَكَتْ بِجَنْبِهَا([35]) بُؤْسَهَا، وَهَجَرَتْ فِي اللَّيْلِ غُمْضَهَا([36])، حَتَّى إِذَا غَلَبَ الْكَرَى([37]) عَلَيْهَا افْترَشَتْ أَرْضَهَا، وَتَوَسَّدَتْ كَفَّهَا، فِي مَعْشَرٍ أَسْهَرَ عُيُونَهُمْ خَوْفُ مَعَادِهِمْ، وَتَجَافَتْ عَنْ مَضَاجِعِهِمْ جُنُوبُهُمْ، وَهَمْهَمَتْ بِذِكْرِ رَبِّهِم شِفَاهُهُمْ، وَتَقَشَّعَتْ([38]) بِطُولِ اسْتِغْفَارِهِم ذُنُوبُهُمْ [<أُولئِكَ حِزْبُ الله، أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ>.
فَاتَّقِ اللهَ يَابْنَ حُنَيْفٍ، وَلْتَكْفُفْ أَقْرَاصُكَ، لِيَكُونَ مِنَ النَّارِ خَلَاصُكَ].
اعْزُبِي عَنِّي! فَوَاللهِ لا أَذِلُّ لَكِ فَتَسْتَذِلِّينِي، وَلا أَسْلَسُ لَكِ فَتَقُودِينِي. وَايْمُ اللهِ ـ يَمِيناً أسْتَثْنِي فِيهَا بِمَشِيئَةِ اللهِ عَزَّوَجَلّ ـ لَأَرُوضَنَّ نَفْسِي رِيَاضَةً تَهَشُّ([30]) مَعَها إِلَى الْقُرْصِ إِذَا قَدَرَتْ عَلَيْهِ مَطْعُوماً، وَتَقْنَعُ بِالْـمِلْحِ مَأْدُوماً; وَلَأَدَعَنَّ مُقْلَتِي([31]) كَعَيْنِ مَاءٍ، نَضَبَ مَعِينُهَا([32])، مُسْتَفْرِغَةً دُمُوعَهَا.
أَتَمْتَلِىءُ السَّائِمَةُ مِنْ رَعْيِهَا فَتَبْرُكَ! وَتَشْبَعُ الرَّبِيضَةُ([33]) مِنْ عُشْبِهَا فَترْبِضَ([34])! وَيَأْكُلُ عَلِيٌّ مِنْ زَادِهِ فَيَهْجَعَ! قَرَّتْ إِذاً عَيْنُهُ إِذَا اقْتَدَى بَعْدَ السِّنِينَ الْـمُتَطَاوِلَةِ بِالْبَهِيمَةِ الْـهَامِلَةِ، وَالسَّائِمَةِ الْـمَرْعِيَّةِ!
طُوبَى لِنَفْسٍ أَدَّتْ إِلَى رَبِّهَا فَرْضَهَا، وَعَرَكَتْ بِجَنْبِهَا([35]) بُؤْسَهَا، وَهَجَرَتْ فِي اللَّيْلِ غُمْضَهَا([36])، حَتَّى إِذَا غَلَبَ الْكَرَى([37]) عَلَيْهَا افْترَشَتْ أَرْضَهَا، وَتَوَسَّدَتْ كَفَّهَا، فِي مَعْشَرٍ أَسْهَرَ عُيُونَهُمْ خَوْفُ مَعَادِهِمْ، وَتَجَافَتْ عَنْ مَضَاجِعِهِمْ جُنُوبُهُمْ، وَهَمْهَمَتْ بِذِكْرِ رَبِّهِم شِفَاهُهُمْ، وَتَقَشَّعَتْ([38]) بِطُولِ اسْتِغْفَارِهِم ذُنُوبُهُمْ [<أُولئِكَ حِزْبُ الله، أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ>.
فَاتَّقِ اللهَ يَابْنَ حُنَيْفٍ، وَلْتَكْفُفْ أَقْرَاصُكَ، لِيَكُونَ مِنَ النَّارِ خَلَاصُكَ].
📜 | تلاوة أكثر من رائعة من سورة #المعارج 😍 - بصوت الدَّاعية #أحمد_حمادي 🙊 - شاركوها مع من تحبُّون 😋 - من هنا ⬇️⬇️
🖤 | https://www.tgoop.com/joinchat-AAAAAFUYldGr-kZcOIh9Pw
• لا إلَٰه إلَّا أنت سبحانك إنِّي كنت من الظَّالمين 📜🖤
• || BY : T.me/Barq_List
🖤 | https://www.tgoop.com/joinchat-AAAAAFUYldGr-kZcOIh9Pw
• لا إلَٰه إلَّا أنت سبحانك إنِّي كنت من الظَّالمين 📜🖤
• || BY : T.me/Barq_List