Telegram Web
العناية الإلهية في الاختيار:
لقد أهتم القرآن الكريم وبيانات أهل البيت عليهم السلام في موضوع اختيار الشريك إهتمام بليغ من خلال بيان معايير الانتقاء، وقد أكدت القصص التاريخية والتجربة في الحياة أهمية هذه المعايير وضوابط، إذا التزم بها الشاب في أثناء عملية اختيار الزوجة فإنه سيعيش حياته بسعادة هذا من جهة، وسينتج أولاداً سالمين وسعداء وفاعلين في المجتمع ويتمتعون بصحة جسمية ونفسية وعقلية ووجدانية من جهة أخرى.
وقد ذكرت روايات أهل البيت عليهم السلام تفاصيل مهمة ودقيقة تحدد بوضوح شخصية الفتاة المؤهلة لئن تكون زوجة جيدة أولاً، وأمّاً ناجحة في الحياة ثانياً في آن واحد، وحذّرت من الفتيات اللائي لم يتمتعن بالمؤهلات التي تضمن حياتهن وتربية أطفالهن في المستقبل، وكذلك وردت بيانات ومعلومات عن الشباب في غاية الأهمية في هذا المجال، إذ تحدد شخصية الفتى الناجح والمؤهل لئن يكون زوجا موفقا في حياته الزوجية أولاً، وأباً قادراً على صياغة شخصيات صالحة ومثمرة له ولأبناء جلته ثانياً في آن واحد.
وسنبحث إن شاء الله تعالى بعض معايير المهمة الواردة عن أهل البيت عليهم السلام بشأن الاختيار بالنسبة للزوج وللزوجة.

تابع👇
🔰أولاً اختيار الزوج:

قد يواجه الشاب تحديات؛ لأنه عليه أن يحدد المواصفات التي يمكن أن تحقق له السعادة التي يبحث عنها، وغالبا ما يبقى متحيرا أمام بعض التساؤلات هل الجمال الظاهري للمرأة يحقق غايته؟ أو مالها أو نسبها؟ أو أخلاقها أو دينها؟
وهذه الصفات متزاحمة في شخصيات الفتيات. فعلى الشاب أن يضحي ببعضها من أجل الحصول على البعض الآخر، ويمكن توضيح ذلك بالآتي:


🔸الظفر بجميع الصفات المحمودة لدى الفتاة.

🔹التضحية بصفة أو أكثر، من أجل الحصول على الأهم، وهنا يأتي مدى وعي الشاب وثقافته، فما يكون ضروريا لبعضهم، نجده غير ضروري للبعض الآخر.

وفي الحقيقة إن هذا التزاحم بين هذه الصفات المتفاوتة يحتاج إلى حسم للموقف، وإصدار قرار صائب من الشاب؛ لأن المرأة التي تتسم بالجمال الباطني من دين وأخلاق والجمال الظاهري وتنتمي إلى عائلة غنية وحسبها شريف، أقل من الكبريت الأحمر في المجتمع فمن المتعسر الحصول على هكذا نموذج إلا مَن وفقه الله سبحانه لذلك.

والشاب يكون في حيرة من أمره وليس بالضرورة أن يكون رأيه صائبا إذا لم يكن خاضعا لأسس ومعايير صحيحة في الاختيار؛ لذلك قد يهدد مستقبله بالخطر من حيث يشعر أو لا يشعر.
🌸معايير الاختيار الزواجي عند أهل البيت عليهم السلام:

🔹النية الصالحة:
تُعد النية روح العمل، ولها تأثير مباشر على حياة الإنسان، فهي تحتاج إلى تدقيق قبل صدور العمل، فالنية الصالحة تجلب الخير، وما قد يواجهه البعض من مشكلات قد يكون راجع إلى عدم الإلتفات إلى صحة النية في أثناء انعقادها، وبالخصوص موضوع الزواج، وخير شاهد على ذلك قول نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:(مَن نكح امرأة حلالا بمال حلال غير أنه أراد بها فخرًا ورياءً وسمعةً لم يزده الله بذلك إلاَّ ذلًا وهوانًا).

ويقول إمامنا الصادق عليه السلام:(من تزوج إمرأة لا يتزوجها إلا لجمالها لم ير فيها ما يحب، ومن تزوجها لمالها لا يتزوجها إلا له وكلَّه الله إليه، فعليكم بذات الدين)، (إذا تزوج الرجل المرأة لمالها أو جمالها لم يرزق ذلك، فإنْ تزوجها لدينها رزقه الله عزَّ وجلَّ مالها وجمالها).
من يتأمل في هذه الروايات المباركة يجد أن نية الفرد لها تأثير مباشر على مصير السعادة الزوجية والعش الزوجي، فالتفكير(النية) الأناني في الزواج والاقتصار على النفع الغريزي أو المادي فقط، من دون الاهتمام بالمنهج الإلهي، لا يؤدي إلى السعادة، بل تجعله في شقاء.
2024/11/29 08:18:50
Back to Top
HTML Embed Code: