وكلما كان الفعل أنفع للعبد وأحب إلى الله تعالى كان اعتراض الشيطان له أكثر.
- | إغاثة اللهفان، ابن القيم |
- | إغاثة اللهفان، ابن القيم |
لطائف أسرار التوبة.pdf
3.7 MB
«اعلم أن صاحب البصيرة إذا صدرت منه الخطيئة فله نظرٌ إلى خمسة أمور..».
🔖 فصل نفيس، استخرجته من [ مدارج السالكين، جـ (١) ]
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
﴿اعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنّا لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكم تَعْقِلُونَ﴾
🌟 افتتاح الكلام بـ ”اعلموا“ ونحوه يُؤذن بأنَّ ما سيلقى جديرٌ بتوجُّه الذهن بشراشره إليه، كما تقدم عند قوله تعالى: ﴿واعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما في أنْفُسِكم فاحْذَرُوهُ﴾، وقوله: ﴿واعْلَمُوا أنَّما غَنِمْتُمْ مِن شَيْءٍ فَأنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ﴾.
⬅️ وهو هنا يُشير إلى أنَّ الكلام الذي بعده مغزى عظيمٌ غير ظاهر، وذلك أنه أريد به تمثيل حال احتياج القلوب المؤمنة إلى ذكر الله بحال الأرض الميِّتة في الحاجة إلى المطر، وحال الذِّكر في تزكية النُّفوس واستنارتها بحال الغيث في إحياء الأرض الجدبة، ودل على ذلك قوله بعده: ﴿قَدْ بَيَّنّا لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكم تَعْقِلُونَ﴾، وإلّا فإنَّ إحياء الله الأرض بعد موتها بما يُصيبها من المطر لا خفاء فيها، فلا يقتضي أن يفتتح الإخبار عنه بمثل ”اعلموا“ إلّا لأنَّ فيه دلالة غير مألوفة وهي دلالة التمثيل، ونظيره قول النبي ﷺ لأبي مسعود البدري وقد رآه لطم وجه عبد له: «اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود أنَّ الله أقدر عليك منك على هذا».
🟥 والمقصود:
الإرشاد إلى وسيلة الإنابة إلى الله والحثِّ على تعهد النفس بالموعظة، والتذكير بالإقبال على القرآن وتدبُّره وكلام الرسول ﷺ وتعليمه، وأنَّ في اللجأ إلى كتاب الله وسنة رسوله ﷺ نجاةً وفي المفزع إليهما عصمةً، وقد قال النبي ﷺ: «تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي».
- | تفسير ابن عاشور، (باختصار) |
الإرشاد إلى وسيلة الإنابة إلى الله والحثِّ على تعهد النفس بالموعظة، والتذكير بالإقبال على القرآن وتدبُّره وكلام الرسول ﷺ وتعليمه، وأنَّ في اللجأ إلى كتاب الله وسنة رسوله ﷺ نجاةً وفي المفزع إليهما عصمةً، وقد قال النبي ﷺ: «تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي».
- | تفسير ابن عاشور، (باختصار) |
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from سُمُـوق
موعدنا الأحد مع اللقاء الثاني من برنامج:
"تأهُّب الصادقة؛ إحياءً لقلب المسلمة قبل رمضان"
📌 يبث اللقاء في قناة تلجرام سُمُوق
"تأهُّب الصادقة؛ إحياءً لقلب المسلمة قبل رمضان"
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
لصديقات المسير وصاحبات الهمة العليّة؛ رتوة يشرف بكِ🌷
عملاً بوصيّة الله سبحانه وتعالى لأمهات المؤمنين ولنا بعدهنّ: ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ﴾ نمضي بالسعي لإحياء بيوتنا ومجتمعاتنا بالذكر والعلم والنور؛ فنرقى لمنازلهنَّ ورضوان الله عليهنَّ، ومن اقتفى سهل عليه الطريق وبلغ المنزل.
أطمع بمشاركتكنَّ بهذا المنفذ، فبكنّ تعظم الأمنية ويأنس الطريق🩷
📎 للتسجيل
https://forms.gle/H56EPxExKu9sMEtK8
عملاً بوصيّة الله سبحانه وتعالى لأمهات المؤمنين ولنا بعدهنّ: ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ﴾ نمضي بالسعي لإحياء بيوتنا ومجتمعاتنا بالذكر والعلم والنور؛ فنرقى لمنازلهنَّ ورضوان الله عليهنَّ، ومن اقتفى سهل عليه الطريق وبلغ المنزل.
أطمع بمشاركتكنَّ بهذا المنفذ، فبكنّ تعظم الأمنية ويأنس الطريق
https://forms.gle/H56EPxExKu9sMEtK8
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from قناة | فُـرات السُّلمي
أعظم دافع يحث المسلمة للبذل في طريق العلم والصبر على تحصيله هو تصورها الواضح عن معنى وجودها وغاية حركتها، وتستمد المسلمة هذه الحقيقة من مشكاة الوحي؛ فإن وعيت بأن مدار وجودها بتمثلها وتحقيقها للعبودية كان طلبُها للعلم أشد رغبة ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾.
ثم تستقرّ هذه الحقيقة الإيمانية فترسخ فيها ثابتةً كالجبال الراسيات إن هيَ نمّتها من خلال التدبر في كلام الله تعالى؛ فمثلاً إذا أشبعت قلبها بنماذج مشرقة من كتاب الله من نساء عرفن الله فحصل لهن ذكرًا ومقامًا خاصًا عند خالقهن لأزعجتها نفسها ونفرت من أن تكون لصيقة الأرض فحرّكتها لمقامات إيمانية سامقة وقوّتها لتحصيل كل فضيلة، وطلب العلم من أعظم الوسائل التي تنال بها أزكى الفضائل، وأول العلم كتاب الله وتدبّره.
ثم تستقرّ هذه الحقيقة الإيمانية فترسخ فيها ثابتةً كالجبال الراسيات إن هيَ نمّتها من خلال التدبر في كلام الله تعالى؛ فمثلاً إذا أشبعت قلبها بنماذج مشرقة من كتاب الله من نساء عرفن الله فحصل لهن ذكرًا ومقامًا خاصًا عند خالقهن لأزعجتها نفسها ونفرت من أن تكون لصيقة الأرض فحرّكتها لمقامات إيمانية سامقة وقوّتها لتحصيل كل فضيلة، وطلب العلم من أعظم الوسائل التي تنال بها أزكى الفضائل، وأول العلم كتاب الله وتدبّره.
من سمات المؤمن الشريفة، والتي قد تكون علامة على حرصه في تزكية نفسه:
أن يكون مأمون الجانب، أيّ يشعر من يجالسه بالأمن معه على نفسه، وهذا الأمن ليس المقصود منه كف الجوارح عن الأذى؛ بل الأمن الشريف الذي يعطيه المؤمن لجالسه هو في حبس نزعات نفسه عن المسلمين، عن تلك الشرور الساكنة في كل نفس، ولكن اللئيم يبديها بكلماته، وهمساته، وسلوكياته، والكريم يخفيها ولا يزال يهذبها؛ فهذا الأمن الذي يعطيه المؤمن لإخوانه المسلمين فيه دلالة واضحة على أنه يقود نفسه إلى طريق التزكية، إذ أول طريق إصلاح النفس هو في رصد الشرور ثم الكف عن الاستجابة معها، ويقابل هذا: الغفلة عن دوافع حركة النفس والمسارعة في الاستجابة لهذه النزعات المرضية، فيشرع لنفسه أبواب الأذى للمسلمين، وكم في هذه الغفلة من أذى وألم لقلوب المسلمين، وجفاء وفراق!
وهذه الاستجابة مع نزعات النفس تتوشح ألف لباس طاهر، فالنفس غرارة! والصادق من صدق مع نفسه.. ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾
لذلك؛ التعامل مع الناس يكشف النفس جيدًا، فالراغب في تزكية نفسه والطامع بمعالجة أمراض قلبه يجعل من هذا الميدان مضمارًا صحيًّا أولاً لتزكية نفسه، ويكون يقظًا حيًّا في رصد مشاعره وسلوكياته ثانيًا، ويكون النظر متجه إلى النفس وخالقها، لا للناس، فقد تكون المراقبة وخيمة إذا انعكست بوصلتها، ويمكن ضبطها بالاستغاثة الشديدة بالله تعالى بأن يهب للعبد بصيرة وهداية، وأن يكون نصب عينيه هدف: "تعبيد النفس لخالقها"؛ فهذا الهمّ إن سكن عند العبد سيذهل عن الخلق ويرعى نفسه!
أن يكون مأمون الجانب، أيّ يشعر من يجالسه بالأمن معه على نفسه، وهذا الأمن ليس المقصود منه كف الجوارح عن الأذى؛ بل الأمن الشريف الذي يعطيه المؤمن لجالسه هو في حبس نزعات نفسه عن المسلمين، عن تلك الشرور الساكنة في كل نفس، ولكن اللئيم يبديها بكلماته، وهمساته، وسلوكياته، والكريم يخفيها ولا يزال يهذبها؛ فهذا الأمن الذي يعطيه المؤمن لإخوانه المسلمين فيه دلالة واضحة على أنه يقود نفسه إلى طريق التزكية، إذ أول طريق إصلاح النفس هو في رصد الشرور ثم الكف عن الاستجابة معها، ويقابل هذا: الغفلة عن دوافع حركة النفس والمسارعة في الاستجابة لهذه النزعات المرضية، فيشرع لنفسه أبواب الأذى للمسلمين، وكم في هذه الغفلة من أذى وألم لقلوب المسلمين، وجفاء وفراق!
وهذه الاستجابة مع نزعات النفس تتوشح ألف لباس طاهر، فالنفس غرارة! والصادق من صدق مع نفسه.. ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾
لذلك؛ التعامل مع الناس يكشف النفس جيدًا، فالراغب في تزكية نفسه والطامع بمعالجة أمراض قلبه يجعل من هذا الميدان مضمارًا صحيًّا أولاً لتزكية نفسه، ويكون يقظًا حيًّا في رصد مشاعره وسلوكياته ثانيًا، ويكون النظر متجه إلى النفس وخالقها، لا للناس، فقد تكون المراقبة وخيمة إذا انعكست بوصلتها، ويمكن ضبطها بالاستغاثة الشديدة بالله تعالى بأن يهب للعبد بصيرة وهداية، وأن يكون نصب عينيه هدف: "تعبيد النفس لخالقها"؛ فهذا الهمّ إن سكن عند العبد سيذهل عن الخلق ويرعى نفسه!
قناة | فُـرات السُّلمي
من سمات المؤمن الشريفة، والتي قد تكون علامة على حرصه في تزكية نفسه: أن يكون مأمون الجانب، أيّ يشعر من يجالسه بالأمن معه على نفسه، وهذا الأمن ليس المقصود منه كف الجوارح عن الأذى؛ بل الأمن الشريف الذي يعطيه المؤمن لجالسه هو في حبس نزعات نفسه عن المسلمين، عن…
من أشد المواطن التي تكشف حقيقة الرضا وصدق التمثّل بـ "رضيت بالله ربًّا.." هو سلامة الصدر تجاه ما يجد العبد من نعم لدى الخلق ليست في يده، أن يرضى بالله قاسمًا ومدبّرًا ووكيلاً.
وإن أمراضُ القلوب شتّى لا سيما ما كان منها في جانب الاحتكاك بالخلق والنظر لما في أيديهم، واللبيب هو من جعل من التعامل مع الناس ميدانًا لتزكية نفسه؛ فالاحتكاك بالبشر من طبيعته أن تظهر فيه مزايا الخلق، فقد يلحظ العبد تحرك نفسه لأشياء هي في يد غيره، ويحس بوثبة نفسه الحارة لأشياء يملكها إنسان آخر، قد يحزن في مواطن ويفرح في أخرى، ويشعر بحرمانه وضعفه وتقصيره، وقد يكون جزءًا من هذه المشاعر طبيعيًا في النفس -ما لم يكن لها أثرًا ظاهرًا- والمؤمن يدفعها بالتعوذ من الشيطان؛ ولكن الغفلة الكلية عن رصد هذه المشاعر ودوافعها قد تتبعها غفلة تهلك بالعبد وتحجب عنه منارات سيره إلى خالقه؛ فهذه الحجب إن تكالبت في النفس تصير إلى أمراض قلبية دفينة، وتتمادى في بث أمراضها من بغض وتشفي وحسد على من حولها من المسلمين، ومن مصائب هذه الأمراض أن صاحبها لا يشعر بنفسه عندما يتسلط بها على غيره!
لذلك؛ مضمار مراقبة النفس مع الناس لا غنى عنه لمن رام إصلاح نفسه، فالنفس إن لم يرصد العبد تحركاتها وسكاناتها ستشكل له حجبًا عن طريق التزكية؛ فأول الطريق رصد هذه المشاعر وفهم دوافعها وأسبابها وعدم الاستجابة معها، ثم الوقفة الصادقة مع الخالق عز وجل لمعالجة الداء، والانطراح عند عتبة العبودية، مسلمًا نفسه لخالقها، شاكيًا نفسه التي بين جنبيه لمالكها.
وإن أمراضُ القلوب شتّى لا سيما ما كان منها في جانب الاحتكاك بالخلق والنظر لما في أيديهم، واللبيب هو من جعل من التعامل مع الناس ميدانًا لتزكية نفسه؛ فالاحتكاك بالبشر من طبيعته أن تظهر فيه مزايا الخلق، فقد يلحظ العبد تحرك نفسه لأشياء هي في يد غيره، ويحس بوثبة نفسه الحارة لأشياء يملكها إنسان آخر، قد يحزن في مواطن ويفرح في أخرى، ويشعر بحرمانه وضعفه وتقصيره، وقد يكون جزءًا من هذه المشاعر طبيعيًا في النفس -ما لم يكن لها أثرًا ظاهرًا- والمؤمن يدفعها بالتعوذ من الشيطان؛ ولكن الغفلة الكلية عن رصد هذه المشاعر ودوافعها قد تتبعها غفلة تهلك بالعبد وتحجب عنه منارات سيره إلى خالقه؛ فهذه الحجب إن تكالبت في النفس تصير إلى أمراض قلبية دفينة، وتتمادى في بث أمراضها من بغض وتشفي وحسد على من حولها من المسلمين، ومن مصائب هذه الأمراض أن صاحبها لا يشعر بنفسه عندما يتسلط بها على غيره!
لذلك؛ مضمار مراقبة النفس مع الناس لا غنى عنه لمن رام إصلاح نفسه، فالنفس إن لم يرصد العبد تحركاتها وسكاناتها ستشكل له حجبًا عن طريق التزكية؛ فأول الطريق رصد هذه المشاعر وفهم دوافعها وأسبابها وعدم الاستجابة معها، ثم الوقفة الصادقة مع الخالق عز وجل لمعالجة الداء، والانطراح عند عتبة العبودية، مسلمًا نفسه لخالقها، شاكيًا نفسه التي بين جنبيه لمالكها.
«من ترك الاختيار والتدبير في رجاء زيادة أو خوف نقصان أو طلب صحة أو فرار من سقم، وعلم أنَّ الله على كل شيء قدير، وأنه المتفرد بالاختيار والتدبير، وأنَّ تدبيره لعبده خيرٌ من تدبير العبد لنفسه وأنه أعلم بمصلحته من العبد، وأقدر على جلبها وتحصيلها منه، وأنصح للعبد منه لنفسه، وأرحم به منه بنفسه، وأبرُّ به منه بنفسه، وعلم مع ذلك أنه لا يستطيع أن يتقدم بين يدي تدبيره خطوة واحدة ولا يتأخَّر عن تدبيره له خطوةً واحدةً، فلا متقدم له بين يدي قضائه وقدره ولا متأخر؛ فألقى نفسه بين يديه، وسلَّم الأمر كلَّه إليه، وانطرح بين يديه انطراح عبدٍ مملوك ضعيف بين يدي ملك عزيز قاهر له التصرف في عبده بكل ما يشاء، وليس للعبد التصرفُ فيه بوجه من الوجوه؛ فاستراح حينئذٍ من الهموم والغموم والأنكاد والحسرات، وحملَ كلَّه وحوائجه ومصالحه من لا يبالي بحملها ولا تُثقله ولا يكترثُ بها، فتولَّاها دونه، وأراه لطفه وبِرَّه ورحمته وإحسانه فيها، من غير تعب من العبد ولا نَصبٍ ولا اهتمام منه؛ لأنَّه قد صرف اهتمامه كله إليه، وجعله وحده همه، فصرف عنه اهتمامه بحوائجه ومصالح دنياه، وفرَّغ قلبه منها؛ فما أطيبَ عيشه! وما أنعمَ قلبه وأعظمَ سروره وفرحه!
وإن أبي إلا تدبيره لنفسه، واختياره لها، واهتمامه بحظِّه دون حقِّ ربه؛ خلَّاه وما اختاره وولاَّه ما تولى فحضره الهمُّ والغمُّ والحزن والنكد والخوف والتعب وكسفُ البال وسوء الحال، فلا قلب يصفو، ولا عملَ يزكو، ولا أملَ يحصل، ولا راحة يفوزُ بها، ولا لذة يتهنَّأُ بها، بل قد حِيل بينه وبين مسرِّته وفرحه وقرَّة عينه؛ فهو يكدحُ في الدنيا كَدحَ الوحش، ولا يظفر منها بأمل، ولا يتزوَّدُ منها لمعادٍ.
والله سبحانه قد أمر العبد بأمر، وضَمِنَ له ضمانًا؛ فإن قام بأمره بالنُّصح والصدق والإخلاص والاجتهاد؛ قام الله سبحانه له بما ضمنه له من الرزق والكفاية والنصر وقضاء الحوائج، فإنه سبحانه ضَمِنَ الرزق لمن عبده، والنصر لمن توكل عليه واستنصر به، والكفاية لمن كان هو همَّه ومراده، والمغفرة لمن استغفره، وقضاء الحوائج لمن صدقه في طلبها ووثِق به وقوي رجاؤه وطمعه في فضله وجوده؛ فالفطِنُ الكيِّس إنما يهتمُّ بأمره وإقامته وتوفيقه لا بضمانه، فإنه الوفيُّ الصادقُ، ومن أوفى بعهده من الله؟!
فمن علامات السعادة صرفُ اهتمامه إلى أمر الله دون ضمانه، ومن علامات الحرمان فراغُ قلبه من الاهتمام بأمره وحبه وخشيته والاهتمام بضمانه.والله المستعان»
- | ابن القيم، الفوائد |
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
مبارك عليكم بلوغ شهر رمضان 🌙
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
من رحمة الله سبحانه بالعبد أن جعل له شعائر ومواسم هي كالغمامة للقلب؛ يفيء إليها بعد طول المسير وعناء الطريق، محمّلةً بغيثٍ نديّ من سماوات الكتاب الكريم، تروي قلوبًا ظمأى وأرواحًا عطشى، بيّنةً للغافل ورقيًا للآمن لمدارج الملكوت.
بسم الله المبتدأ، وهو الغاية💛
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
من رحمة الله سبحانه بالعبد أن جعل له شعائر ومواسم هي كالغمامة للقلب؛ يفيء إليها بعد طول المسير وعناء الطريق، محمّلةً بغيثٍ نديّ من سماوات الكتاب الكريم، تروي قلوبًا ظمأى وأرواحًا عطشى، بيّنةً للغافل ورقيًا للآمن لمدارج الملكوت.
بسم الله المبتدأ، وهو الغاية
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from قناة | مِهاد الأُصُول (زياد خياط)
من لذائذ التدبُّر لهذين الإمامين الفذَّين، لو صحبتهما أو واحدًا منهما في شهرك هذا؛ كان لك نصيبٌ غير منقوص إن شاء الله من عبادة التدبُّر القرآنيّ في شهر القرآن..
﴿قَالُوا۟ سُبۡحَـٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَاۤ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡحَكِیمُ﴾
⬅️ قال الحَرالِّيُّ:
رَدًّا لِبدءِ الأمرِ لِمن لَهُ البَدءُ، ولذلِكَ ورَدَ في أثارَةٍ من عِلمٍ: من لَم يَختِم عِلمهُ بِالجَهلِ لَم يَعلَم، وذلِكَ الجهلُ هو البَراءَةُ من العِلمِ إلّا ما عَلِمَ اللَّهُ.
﴿ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡحَكِیمُ﴾
◀️ قالَ الحَرالِّيُّ:
تَوكِيدٌ وتَخلِيصٌ وإخلاصٌ لِلعِلمِ والحِكمةِ لِلَّهِ وحدَهُ، وذلِكَ من أرفَعِ الإسلامِ، لأنَّهُ إسلامُ القُلُوبِ ما حَلّاها الحَقُّ سُبحانهُ بهِ! فَإنَّ العِلمَ والحِكمَةَ نُورُ القُلُوبِ الَّذِي تَحْيا بِهِ كَما أنَّ الماءَ رِزْقُ الأبدانِ الَّذي تَحيا بِهِ؛ والحِكمَةُ جَعلُ تَسبِيبٍ بَينَ أمرَينِ يَبدُو بينهُما تَقاضٍ من السّابِقِ واستِنادٌ من اللّاحِقِ.
رَدًّا لِبدءِ الأمرِ لِمن لَهُ البَدءُ، ولذلِكَ ورَدَ في أثارَةٍ من عِلمٍ: من لَم يَختِم عِلمهُ بِالجَهلِ لَم يَعلَم، وذلِكَ الجهلُ هو البَراءَةُ من العِلمِ إلّا ما عَلِمَ اللَّهُ.
﴿ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡحَكِیمُ﴾
تَوكِيدٌ وتَخلِيصٌ وإخلاصٌ لِلعِلمِ والحِكمةِ لِلَّهِ وحدَهُ، وذلِكَ من أرفَعِ الإسلامِ، لأنَّهُ إسلامُ القُلُوبِ ما حَلّاها الحَقُّ سُبحانهُ بهِ! فَإنَّ العِلمَ والحِكمَةَ نُورُ القُلُوبِ الَّذِي تَحْيا بِهِ كَما أنَّ الماءَ رِزْقُ الأبدانِ الَّذي تَحيا بِهِ؛ والحِكمَةُ جَعلُ تَسبِيبٍ بَينَ أمرَينِ يَبدُو بينهُما تَقاضٍ من السّابِقِ واستِنادٌ من اللّاحِقِ.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
﴿مَّثَلُ ٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰلَهُمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِی كُلِّ سُنۢبُلَةࣲ مِّا۟ئَةُ حَبَّةࣲۗ وَٱللَّهُ یُضَـٰعِفُ لِمَن یَشَاۤءُۚ وَٱللَّهُ وَ ٰسِعٌ عَلِیمٌ﴾
⬅️ قال ابن القيم:
ختم الآية باسمين من أسمائه الحسنى مطابقين لسياقها، وهما الواسع والعليم، فلا يستبعد العبد هذه المضاعفة ولا يضيق عنها عطنه؛ فإن المضاعف سبحانه واسع العطاء واسع الغنى واسع الفضل، ومع ذلك فلا يظن أن سعة عطائه تقتضى حصولها لكل منفق؛ فإنه عليم بمن تصلح له هذه المضاعفة وهو أهل لها، ومن لا يستحقها ولا هو أهل لها، فإن كرمه سبحانه وفضله تعالى لا يناقض حكمته، بل يضع فضله مواضعه لسعته ورحمته، ويمنعه من ليس من أهل بحكمته وعلمه.
ختم الآية باسمين من أسمائه الحسنى مطابقين لسياقها، وهما الواسع والعليم، فلا يستبعد العبد هذه المضاعفة ولا يضيق عنها عطنه؛ فإن المضاعف سبحانه واسع العطاء واسع الغنى واسع الفضل، ومع ذلك فلا يظن أن سعة عطائه تقتضى حصولها لكل منفق؛ فإنه عليم بمن تصلح له هذه المضاعفة وهو أهل لها، ومن لا يستحقها ولا هو أهل لها، فإن كرمه سبحانه وفضله تعالى لا يناقض حكمته، بل يضع فضله مواضعه لسعته ورحمته، ويمنعه من ليس من أهل بحكمته وعلمه.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from شيماء هشام سعد
من تمام نعمة الله على المرأة أن يُوفّقها لعبادته بأصغر ما تأتي من الأعمال وأحقرها في نظر الناس، فتصيرُ حركتها في بيتها بحسن نيتِها أجرًا ومثوبة، وتبتغي الحسنات في طبخ الطبخة لأهلها وتمهيد فراشهم ومجلسهم وغسل ثيابهم.
ومن أجمل ذكاء المرأة ألا تبطل هذا كله أو تُنقص منه بمنةٍ تمنُّها أو ضيق خُلُقٍ أثناء الشغل، وما إمساكها نفسها عن المنة والضيق إلا لأنها تعلم أنها مُتعبَّدةٌ بإصلاح شأن أهلها كتعبُّدها بالصيام والصلاة والقرآن والذكر.
أفلحتْ من كانت حركتها في بيتها عبادة، وأفلحت من وُفقت لاستغلال أوقات شغل البيت في ذكرٍ أو سماع درس، هذا الدين ليست الطاعة فيه حصرًا على المتفرّغ، بل قال من فهموا عن الله: «عاداتُ أهل اليقظة عبادات»، فما أثقل الميزان بشغل البيت إذا صلحت النية.
ومن أجمل ذكاء المرأة ألا تبطل هذا كله أو تُنقص منه بمنةٍ تمنُّها أو ضيق خُلُقٍ أثناء الشغل، وما إمساكها نفسها عن المنة والضيق إلا لأنها تعلم أنها مُتعبَّدةٌ بإصلاح شأن أهلها كتعبُّدها بالصيام والصلاة والقرآن والذكر.
أفلحتْ من كانت حركتها في بيتها عبادة، وأفلحت من وُفقت لاستغلال أوقات شغل البيت في ذكرٍ أو سماع درس، هذا الدين ليست الطاعة فيه حصرًا على المتفرّغ، بل قال من فهموا عن الله: «عاداتُ أهل اليقظة عبادات»، فما أثقل الميزان بشغل البيت إذا صلحت النية.
إطـلالة على الآخرة
يشوّق قلب المؤمن على اغتنام هذا الشهر الفضيل غايات كثيرة عظيمة، وأحسب أن من أعمقها وأوثقها هو بتكثيف حضور الآخرة؛ فأجعل من هذا الشهر إطلالـة واسعة على آخرتك، أيام وليال مركزة كثيفة الأثر تُعمر فيها لدار خلودك.
يشوّق قلب المؤمن على اغتنام هذا الشهر الفضيل غايات كثيرة عظيمة، وأحسب أن من أعمقها وأوثقها هو بتكثيف حضور الآخرة؛ فأجعل من هذا الشهر إطلالـة واسعة على آخرتك، أيام وليال مركزة كثيفة الأثر تُعمر فيها لدار خلودك.
أهلا يا كرام.. أخبرني البعض بأنه قد وصلت له رسائل من بوت فرات، ويبدو أنها وصلت لكل من تواصل مع البوت سابقا
ما أعرف السبب، لكن يبدو أنها إعلانات بايخة من تيليجرام.
ما أعرف السبب، لكن يبدو أنها إعلانات بايخة من تيليجرام.
Forwarded from نور
قال ﷺ: «من يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة..»
هذه حالة لمُعسر يعول أسرة وعليه إيقاف خدمات، وهو بحاجة لقضاء المبلغ عنه، جودوا والله بكم أجود يا كرام!
ولعلّ هذه الصدقة تَعدِلُ عملَ عامِكُم كُلّه، لعل ميزانكم يوم القيامة لا يثقل إلا بصدقة يتقبلها منكم ربكم قبولًا حسنًا.
المبلغ : 6224 ريال
رقم الفاتورة : 24156250378
طريقة السداد :
1- المدفوعات
2- التسديد لمرة واحدة
3- الخدمات الحكومية
4- التنفيذ القضائي
-تقبل 50 ريال فأكثر.
هذه حالة لمُعسر يعول أسرة وعليه إيقاف خدمات، وهو بحاجة لقضاء المبلغ عنه، جودوا والله بكم أجود يا كرام!
ولعلّ هذه الصدقة تَعدِلُ عملَ عامِكُم كُلّه، لعل ميزانكم يوم القيامة لا يثقل إلا بصدقة يتقبلها منكم ربكم قبولًا حسنًا.
المبلغ : 6224 ريال
رقم الفاتورة : 24156250378
طريقة السداد :
1- المدفوعات
2- التسديد لمرة واحدة
3- الخدمات الحكومية
4- التنفيذ القضائي
-تقبل 50 ريال فأكثر.