فصل النزاع في التغني بالقرآن
قال ابن القيم رحمه الله:
وفصل النزاع أن يقال: التطريب والتغنِّي على وجهين:
أحدهما: ما اقتضته الطبيعة وسمحت به، من غير تكلُّف ولا تمرين وتعليم، بل إذا خُلِّي وطبعَه واسترسلت طبيعته جاءت بذلك التطريب والتلحين، فهذا جائز، وإن أعان طبيعتَه فضلُ تزيين وتحسين كما قال أبو موسى للنبي - صلى الله عليه وسلم -: «لو علمتُ أنَّك تستمع لحبَّرتُه لك تحبيرًا» . والحزين ومن هاجه الطربُ والحبُّ والشوقُ لا يملك من نفسه دفعَ التحزين والتطريب في القراءة، ولكنَّ النفوس تقبله وتستحليه وتستملحه لموافقة الطبع وعدم التكلُّف والتصنُّع فيه، فهو مطبوع لا متطبِّع، وكلِفٌ لا متكلِّف. فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويسمعونه، وهو التغنِّي الممدوح المحمود، وهو الذي يتأثَّر به التالي والسامع. وعلى هذا الوجه تُحمَل أدلَّةُ أرباب هذا القول كلُّها.
الوجه الثاني: ما كان من ذلك صناعةً من الصنائع، ليس في الطبع السماحةُ به، بل لا يحصل إلا بتكلُّف وتصنُّع وتمرُّن، كما يتعلَّم أصوات الغناء بأنواع الألحان البسيطة والمركَّبة على إيقاعات مخصوصة وأوزان مخترعة لا تحصل إلا بالتعلُّم والتكلُّف. فهذه هي التي كرهها السلف وعابوها وذمُّوها، ومنعوا القراءة بها، وأنكروا على من قرأ بها. وأدلَّةُ أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه.
وبهذا التفصيل يزول الاشتباه، ويتبيَّن الصواب من غيره. وكلُّ من له علم بأحوال السلف يعلم قطعًا أنهم برآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلَّفة التي هي على إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى لله من أن يقرؤوا بها أو يسوِّغوها؛ ويعلمُ قطعًا أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب، ويحسِّنون أصواتهم بالقرآن
📚 زاد المعاد (١/١٩٦).
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
قال ابن القيم رحمه الله:
وفصل النزاع أن يقال: التطريب والتغنِّي على وجهين:
أحدهما: ما اقتضته الطبيعة وسمحت به، من غير تكلُّف ولا تمرين وتعليم، بل إذا خُلِّي وطبعَه واسترسلت طبيعته جاءت بذلك التطريب والتلحين، فهذا جائز، وإن أعان طبيعتَه فضلُ تزيين وتحسين كما قال أبو موسى للنبي - صلى الله عليه وسلم -: «لو علمتُ أنَّك تستمع لحبَّرتُه لك تحبيرًا» . والحزين ومن هاجه الطربُ والحبُّ والشوقُ لا يملك من نفسه دفعَ التحزين والتطريب في القراءة، ولكنَّ النفوس تقبله وتستحليه وتستملحه لموافقة الطبع وعدم التكلُّف والتصنُّع فيه، فهو مطبوع لا متطبِّع، وكلِفٌ لا متكلِّف. فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويسمعونه، وهو التغنِّي الممدوح المحمود، وهو الذي يتأثَّر به التالي والسامع. وعلى هذا الوجه تُحمَل أدلَّةُ أرباب هذا القول كلُّها.
الوجه الثاني: ما كان من ذلك صناعةً من الصنائع، ليس في الطبع السماحةُ به، بل لا يحصل إلا بتكلُّف وتصنُّع وتمرُّن، كما يتعلَّم أصوات الغناء بأنواع الألحان البسيطة والمركَّبة على إيقاعات مخصوصة وأوزان مخترعة لا تحصل إلا بالتعلُّم والتكلُّف. فهذه هي التي كرهها السلف وعابوها وذمُّوها، ومنعوا القراءة بها، وأنكروا على من قرأ بها. وأدلَّةُ أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه.
وبهذا التفصيل يزول الاشتباه، ويتبيَّن الصواب من غيره. وكلُّ من له علم بأحوال السلف يعلم قطعًا أنهم برآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلَّفة التي هي على إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى لله من أن يقرؤوا بها أو يسوِّغوها؛ ويعلمُ قطعًا أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب، ويحسِّنون أصواتهم بالقرآن
📚 زاد المعاد (١/١٩٦).
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في اتباع الجنائز
قال ابن القيم رحمه الله:
كان هديه وسيرته - صلى الله عليه وسلم - في الجنائز أكملَ هَدْيٍ مخالفٍ لهَدْي سائر الأمم، مشتملٍ على الإحسان إلى الميِّت ومعاملته بما ينفعه في قبره ويوم معاده، وعلى الإحسان إلى أهله وأقاربه، وعلى إقامة عبودية الحيِّ فيما يعامل به الميِّت
📚 زاد المعاد ١/١٩٩
#الجنازة
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
قال ابن القيم رحمه الله:
كان هديه وسيرته - صلى الله عليه وسلم - في الجنائز أكملَ هَدْيٍ مخالفٍ لهَدْي سائر الأمم، مشتملٍ على الإحسان إلى الميِّت ومعاملته بما ينفعه في قبره ويوم معاده، وعلى الإحسان إلى أهله وأقاربه، وعلى إقامة عبودية الحيِّ فيما يعامل به الميِّت
📚 زاد المعاد ١/١٩٩
#الجنازة
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
قال ابن القيم رحمه الله:
لولا مِحن الدُّنيا ومصائبُها، لأصاب العبدَ مِن أدوَاء الكِبْر والعُجب والفرعنة وقسوة القلب؛ ماهُو سبب هلاكهِ عاجلًا وآجلًا.
📚 زاد المعاد (١٧٩/٤).
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
لولا مِحن الدُّنيا ومصائبُها، لأصاب العبدَ مِن أدوَاء الكِبْر والعُجب والفرعنة وقسوة القلب؛ ماهُو سبب هلاكهِ عاجلًا وآجلًا.
📚 زاد المعاد (١٧٩/٤).
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
قوله تعالى {وأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ عَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيْمَاً} (النساء: 113).
قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله:
عدَّد سُبحانه نعمهُ وفضْلهُ على رسوله صلى الله عليه وسلم، وجعلَ مِنْ أجلِّها: أنْ آتاهُ الكتاب و الحكمةَ وعلَّمه ما لم يكنْ يعلم.
📚مفتاح دار السعادة (1 / 52).
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله:
عدَّد سُبحانه نعمهُ وفضْلهُ على رسوله صلى الله عليه وسلم، وجعلَ مِنْ أجلِّها: أنْ آتاهُ الكتاب و الحكمةَ وعلَّمه ما لم يكنْ يعلم.
📚مفتاح دار السعادة (1 / 52).
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
كيفَ يسْلمُ؟
قال الإمامُ ابنُ القيّم رحمه الله:
كيفَ يَسْلَمُ مَنْ له زوجةٌ لا تَرحمُهُ، وولدٌ لا يَعذرُه، وجارٌ لا يَأمَنُه، وصاحبٌ لا يَنْصحُه، وشريكٌ لا يُنصِفُه، وعَدوٌّ لا يَنامُ عَن مُعاداتِه، ونَفْسٌ أمّارةٌ بالسُّوءِ، ودُنيا مُتَزيّنةٌ، وهَوىً مُرْدٍ، وشَهوةٌ غالبةٌ له، وغَضبٌ قاهِرٌ، وشيطانٌ مُزَيِّنٌ، وضَعفٌ مُسْتَولٍ عليه؟! فإنْ تَولّاهُ اللهُ وجَذَبَهُ إليه؛ انْقَهرتْ له هذه كلُّها، وإنْ تَخلَّى عنه ووكلَهُ إلى نفسِه اجتَمعتْ عليه، فكانَتِ الهَلَكةُ
📚 الفوائد (ص٦٤).
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
قال الإمامُ ابنُ القيّم رحمه الله:
كيفَ يَسْلَمُ مَنْ له زوجةٌ لا تَرحمُهُ، وولدٌ لا يَعذرُه، وجارٌ لا يَأمَنُه، وصاحبٌ لا يَنْصحُه، وشريكٌ لا يُنصِفُه، وعَدوٌّ لا يَنامُ عَن مُعاداتِه، ونَفْسٌ أمّارةٌ بالسُّوءِ، ودُنيا مُتَزيّنةٌ، وهَوىً مُرْدٍ، وشَهوةٌ غالبةٌ له، وغَضبٌ قاهِرٌ، وشيطانٌ مُزَيِّنٌ، وضَعفٌ مُسْتَولٍ عليه؟! فإنْ تَولّاهُ اللهُ وجَذَبَهُ إليه؛ انْقَهرتْ له هذه كلُّها، وإنْ تَخلَّى عنه ووكلَهُ إلى نفسِه اجتَمعتْ عليه، فكانَتِ الهَلَكةُ
📚 الفوائد (ص٦٤).
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
الرّأيُ المُخالِفُ للسُّنّةِ جَهلٌ لا عِلمٌ
قال الإمامُ ابنُ القيّم رحمه الله:
كان السّلفُ يُسَمُّون أهلَ الآراءِ المُخالفةِ للسُّنّةِ وما جاء به الرّسولُ -ﷺ- في مسائل العِلمِ الخَبَرِيَّة، و مسائل الأحكام العمَليّة، يُسمُّونهم أهلَ الشُّبهاتِ والأهواءِ؛ لأنّ الرّأيَ المُخالف للسُّنّةِ جَهلٌ لا عِلمٌ، و هَوًى لا دينٌ، فصاحبُه مِمّن اتَّبعَ هواهُ بغيرِ هُدىً مِنَ الله، واتَّبعَ هَواهُ بغيرِ عِلمٍ، وغايتُه الضَّلالُ في الدُّنيا، والشّقاءُ في الآخرةِ
📚 إغاثة اللهفان (٢/ ٨٦٢).
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
قال الإمامُ ابنُ القيّم رحمه الله:
كان السّلفُ يُسَمُّون أهلَ الآراءِ المُخالفةِ للسُّنّةِ وما جاء به الرّسولُ -ﷺ- في مسائل العِلمِ الخَبَرِيَّة، و مسائل الأحكام العمَليّة، يُسمُّونهم أهلَ الشُّبهاتِ والأهواءِ؛ لأنّ الرّأيَ المُخالف للسُّنّةِ جَهلٌ لا عِلمٌ، و هَوًى لا دينٌ، فصاحبُه مِمّن اتَّبعَ هواهُ بغيرِ هُدىً مِنَ الله، واتَّبعَ هَواهُ بغيرِ عِلمٍ، وغايتُه الضَّلالُ في الدُّنيا، والشّقاءُ في الآخرةِ
📚 إغاثة اللهفان (٢/ ٨٦٢).
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
قال ابن القيم الجوزية رحمه الله موصيا أهل السنة في موقفهم من أهل البدع والانحراف:
فإذا أراد المؤمن الذي قد رزقه الله بصيرةً في دينه، وفقهًا في سنّة رسوله، وفهمًا في كتابه، وأراه ما النّاس فيه من الأهواء والبدع والضّلالات، وتنكُّبهم عن الصِّراط المستقيم الذي كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فإذا أراد أن يسلك هذا الصِّراط :
فليوطِّن نفسَه على قدح الجهّال وأهل البدع فيه، وطعنهم عليه، وإزْرائِهم به، وتنفير النّاس عنه وتحذيرهم منه، كما كان الكفّار يفعلون مع متبوعه وإمامه
فأمّا إن دعاهم إلى ذلك، وقدَحَ فيما هم عليه فهناك تقومُ قيامتُهم، ويبغون له الغوائل، وينصبون له الحبائل، ويَجْلِبون عليه بخيلِ كبيرِهم ورَجِلِه.
فهو غريبٌ في دينه لفسادِ أديانِهم، غريبٌ في تمسُّكه بالسُّنّة لتمسُّكهم بالبدع، غريبٌ في اعتقاده لفساد عقائدهم، غريبٌ في صَلاته لسوء صلاتهم، غريبٌ في طريقه لفساد طُرُقهم، غريبٌ في نِسْبَتِه لمخالفة نِسَبِهِم، غريبٌ في معاشرته لهم، لأنّه يُعاشرهم على ما لا تهوى أنفسُهم.
وبالجملة: فهو غريبٌ في أمور دنياه وآخرته، لا يجد مساعدًا ولا معينًا، فهو عالمٌ بين قوم جهّالٍ، صاحب سنّةٍ بين أهل بدعٍ، داعٍ إلى الله ورسوله بين دعاةٍ إلى الأهواء والبدع، آمرٌ بالمعروف ناهٍ عن المنكر بين قومٍ المعروف لديهم منكرٌ والمنكر معروفٌ»
📚 مدارج السالكين (4/ 76 ط عطاءات العلم)
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
#أهل_البدع
فإذا أراد المؤمن الذي قد رزقه الله بصيرةً في دينه، وفقهًا في سنّة رسوله، وفهمًا في كتابه، وأراه ما النّاس فيه من الأهواء والبدع والضّلالات، وتنكُّبهم عن الصِّراط المستقيم الذي كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فإذا أراد أن يسلك هذا الصِّراط :
فليوطِّن نفسَه على قدح الجهّال وأهل البدع فيه، وطعنهم عليه، وإزْرائِهم به، وتنفير النّاس عنه وتحذيرهم منه، كما كان الكفّار يفعلون مع متبوعه وإمامه
فأمّا إن دعاهم إلى ذلك، وقدَحَ فيما هم عليه فهناك تقومُ قيامتُهم، ويبغون له الغوائل، وينصبون له الحبائل، ويَجْلِبون عليه بخيلِ كبيرِهم ورَجِلِه.
فهو غريبٌ في دينه لفسادِ أديانِهم، غريبٌ في تمسُّكه بالسُّنّة لتمسُّكهم بالبدع، غريبٌ في اعتقاده لفساد عقائدهم، غريبٌ في صَلاته لسوء صلاتهم، غريبٌ في طريقه لفساد طُرُقهم، غريبٌ في نِسْبَتِه لمخالفة نِسَبِهِم، غريبٌ في معاشرته لهم، لأنّه يُعاشرهم على ما لا تهوى أنفسُهم.
وبالجملة: فهو غريبٌ في أمور دنياه وآخرته، لا يجد مساعدًا ولا معينًا، فهو عالمٌ بين قوم جهّالٍ، صاحب سنّةٍ بين أهل بدعٍ، داعٍ إلى الله ورسوله بين دعاةٍ إلى الأهواء والبدع، آمرٌ بالمعروف ناهٍ عن المنكر بين قومٍ المعروف لديهم منكرٌ والمنكر معروفٌ»
📚 مدارج السالكين (4/ 76 ط عطاءات العلم)
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
#أهل_البدع
منزلة الاستقامة
🎙 فضيلة الشيخ أ.د. عبداللّٰه بن عبدالرحيم البخاري حفظه اللّٰه ورعاه
🔗 www.tgoop.com/dr_elbukhary/3474
#الاستقامة
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
#عبدالله_البخاري
🎙 فضيلة الشيخ أ.د. عبداللّٰه بن عبدالرحيم البخاري حفظه اللّٰه ورعاه
🔗 www.tgoop.com/dr_elbukhary/3474
#الاستقامة
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
#عبدالله_البخاري
من ترك لوجه اللهِ أمرًا أو فعله لوجهه= بَذَل اللهُ له أضعاف ما تركه من ذلك الأمر أضعافًا مضاعفة، وجازاه بأضعاف ما فعله لأجله أضعافًا مضاعفة!
قال الإمامُ ابن القيّم رحمه الله:
«وإذا تأمَّلتَ حكمتَه سبحانه فيما ابتلى به عبادَه وصفوته بما ساقهم به إلى أجلِّ الغايات وأكمل النِّهايات التي لم يكونوا يعبُرون إليها إلا على جسرٍ من الابتلاء والامتحان، وكان ذلك الجسرُ لكماله كالجسر الذي لا سبيل إلى عُبورهم إلى الجنة إلا عليه، وكان ذلك الابتلاءُ والامتحانُ عَيْنَ المنح في حقِّهم والكرامة، فصورتُه صورةُ ابتلاءٍ وامتحان، وباطنُه فيه الرحمةُ والنِّعمةُ والمنَّة.
فكم لله من نعمةٍ جسيمةٍ ومنَّةٍ عظيمة تُجنى من قطوف الابتلاء والامتحان!».
ثم قال:
«تأمَّل حال أبينا… إبراهيم ﷺ؛ إمام الحنفاء، وشيخ الأنبياء، وعَمُود العالم، وخليل ربِّ العالمين من بني آدم، وتأمَّل ما آلت إليه محنتُه وصبرُه وبذلُه نفسَه لله.
وتأمَّل كيف آل به بذلُه لله نفسَه ونصرُه دينَه إلى أن اتخذه الله خليلًا لنفسه، وأمر رسوله وخليله محمَّدًا ﷺ أن يتَّبع ملَّته.
وأنبِّهك على خصلةٍ واحدةٍ مما أكرمه الله به في محنته بذبح ولده؛ فإنَّ الله عز وجل جازاه على تسليمه ولدَه لأمر الله بأن بارك في نسله وكثَّره، حتى ملأ السَّهل والجبل؛ فإنَّ الله تعالى لا يتكرَّمُ عليه أحد، وهو أكرمُ الأكرمين، فمن ترك لوجهه أمرًا أو فعله لوجهه بَذَل اللهُ له أضعاف ما تركه من ذلك الأمر أضعافًا مضاعفة، وجازاه بأضعاف ما فعله لأجله أضعافًا مضاعفة.
فلما أُمِرَ إبراهيمُ بذبح ولده فبادر لأمر الله، ووافَق عليه الولدُ أباه، رضًا منهما وتسليمًا، وعَلِم الله منهما الصِّدق والوفاء فَدَاه بذِبْحٍ عظيم وأعطاهما ما أعطاهما من فضله، وكان من بعض عطاياه أن بارك في ذريَّتهما حتى ملؤوا الأرض!
فإنَّ المقصود بالولد إنما هو التناسلُ وتكثيرُ الذُّريَّة، ولهذا قال إبراهيم: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [الصافات: ١٠٠]، وقال: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾ [إبراهيم: ٤٠].
فغايةُ ما كان يَحْذَرُ ويخشى مِنْ ذبح ولده انقطاع نسله، فلمَّا بذل ولده لله وبذل الولدُ نفسَه، ضاعفَ الله النَّسل، وبارك فيه، وكثَّره، حتى ملؤوا الدُّنيا، وجعل النبوَّة والكتابَ في ذريَّته خاصَّة، وأخرج منهم محمَّدًا ﷺ».
📚 مفتاح دار السعادة (٢/٨٤٧).
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
قال الإمامُ ابن القيّم رحمه الله:
«وإذا تأمَّلتَ حكمتَه سبحانه فيما ابتلى به عبادَه وصفوته بما ساقهم به إلى أجلِّ الغايات وأكمل النِّهايات التي لم يكونوا يعبُرون إليها إلا على جسرٍ من الابتلاء والامتحان، وكان ذلك الجسرُ لكماله كالجسر الذي لا سبيل إلى عُبورهم إلى الجنة إلا عليه، وكان ذلك الابتلاءُ والامتحانُ عَيْنَ المنح في حقِّهم والكرامة، فصورتُه صورةُ ابتلاءٍ وامتحان، وباطنُه فيه الرحمةُ والنِّعمةُ والمنَّة.
فكم لله من نعمةٍ جسيمةٍ ومنَّةٍ عظيمة تُجنى من قطوف الابتلاء والامتحان!».
ثم قال:
«تأمَّل حال أبينا… إبراهيم ﷺ؛ إمام الحنفاء، وشيخ الأنبياء، وعَمُود العالم، وخليل ربِّ العالمين من بني آدم، وتأمَّل ما آلت إليه محنتُه وصبرُه وبذلُه نفسَه لله.
وتأمَّل كيف آل به بذلُه لله نفسَه ونصرُه دينَه إلى أن اتخذه الله خليلًا لنفسه، وأمر رسوله وخليله محمَّدًا ﷺ أن يتَّبع ملَّته.
وأنبِّهك على خصلةٍ واحدةٍ مما أكرمه الله به في محنته بذبح ولده؛ فإنَّ الله عز وجل جازاه على تسليمه ولدَه لأمر الله بأن بارك في نسله وكثَّره، حتى ملأ السَّهل والجبل؛ فإنَّ الله تعالى لا يتكرَّمُ عليه أحد، وهو أكرمُ الأكرمين، فمن ترك لوجهه أمرًا أو فعله لوجهه بَذَل اللهُ له أضعاف ما تركه من ذلك الأمر أضعافًا مضاعفة، وجازاه بأضعاف ما فعله لأجله أضعافًا مضاعفة.
فلما أُمِرَ إبراهيمُ بذبح ولده فبادر لأمر الله، ووافَق عليه الولدُ أباه، رضًا منهما وتسليمًا، وعَلِم الله منهما الصِّدق والوفاء فَدَاه بذِبْحٍ عظيم وأعطاهما ما أعطاهما من فضله، وكان من بعض عطاياه أن بارك في ذريَّتهما حتى ملؤوا الأرض!
فإنَّ المقصود بالولد إنما هو التناسلُ وتكثيرُ الذُّريَّة، ولهذا قال إبراهيم: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [الصافات: ١٠٠]، وقال: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾ [إبراهيم: ٤٠].
فغايةُ ما كان يَحْذَرُ ويخشى مِنْ ذبح ولده انقطاع نسله، فلمَّا بذل ولده لله وبذل الولدُ نفسَه، ضاعفَ الله النَّسل، وبارك فيه، وكثَّره، حتى ملؤوا الدُّنيا، وجعل النبوَّة والكتابَ في ذريَّته خاصَّة، وأخرج منهم محمَّدًا ﷺ».
📚 مفتاح دار السعادة (٢/٨٤٧).
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
✅ البِشارةُ بكلِّ خيرٍ لِمَنْ انْقادَ للحَقّ وثَبَتَ عليهِ
قال الإمامُ ابنُ القيّم رحمه الله:
متَى رُزِقَ العَبدُ انْقِيَاداً للحَقِّ وثَباتاً عليه؛ فَلْيُبْشِرْ؛ فقَدْ يُسِّرَ لكُلِّ خيرٍ، وذلك فضْلُ اللهِ يُؤتيهِ مَنْ يَشاءُ
📚 طريق الهجرتين (١/ ٣٤٧).
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
قال الإمامُ ابنُ القيّم رحمه الله:
متَى رُزِقَ العَبدُ انْقِيَاداً للحَقِّ وثَباتاً عليه؛ فَلْيُبْشِرْ؛ فقَدْ يُسِّرَ لكُلِّ خيرٍ، وذلك فضْلُ اللهِ يُؤتيهِ مَنْ يَشاءُ
📚 طريق الهجرتين (١/ ٣٤٧).
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
كلُّ من خانَ اللهَ في أمرٍ من الأمور، فإنَّه يُفسده عليه
قال الإمامُ ابنُ القيّم رحمه اللهُ:
مَن نَصَر هواه فَسَدَ عليه رأيُه وعقلُه؛ لأنَّه قد خانَ اللهَ في عقلِه، فأفسده عليه، وهذا شأنُه سبحانه في كلِّ من خانَه في أمرٍ من الأمور، فإنَّه يُفسده عليه.
قال المعتصمُ يومًا لبعض أصحابِه: يا فلان! إذا نُصر الهوى؛ ذهبَ الرَّأي.
وسمعتُ رجلًا يقولُ لشيخنا: إذا خانَ الرجلُ في نقدِ الدَّراهم؛ سَلبَهُ اللهُ معرفةَ النَّقدِ ــ أو قال: نسيه ــ فقال الشيخ: هكذا من خانَ اللهَ ورسولَه في مسائلِ العلم.
📚 روضة المحبين (ص:٦٤١).
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية
قال الإمامُ ابنُ القيّم رحمه اللهُ:
مَن نَصَر هواه فَسَدَ عليه رأيُه وعقلُه؛ لأنَّه قد خانَ اللهَ في عقلِه، فأفسده عليه، وهذا شأنُه سبحانه في كلِّ من خانَه في أمرٍ من الأمور، فإنَّه يُفسده عليه.
قال المعتصمُ يومًا لبعض أصحابِه: يا فلان! إذا نُصر الهوى؛ ذهبَ الرَّأي.
وسمعتُ رجلًا يقولُ لشيخنا: إذا خانَ الرجلُ في نقدِ الدَّراهم؛ سَلبَهُ اللهُ معرفةَ النَّقدِ ــ أو قال: نسيه ــ فقال الشيخ: هكذا من خانَ اللهَ ورسولَه في مسائلِ العلم.
📚 روضة المحبين (ص:٦٤١).
#ابن_القيم
#ابن_القيم_الجوزية