Telegram Web
ما أكرم الله لم يُهرق لسائلهِ
ماء المحيا ولكن زاده ماءا

وقالها اللهُ فادعوني أهب لكمُ
فادعوهُ إن له في الخير أسماءا
بأحمد الخير نلتم كلّ مكرمةٍ
‏لولاه ما نلتمُ دنيا ولا دينا

‏يا رب صل على المختار سيّدنا
‏ما قلتُ والناسُ قبلي : ليتهُ فينا
جزى الله عني سالمًا إنّ سالمًا
‏يعين على كسب العلا والمآثرِ

‏هو المرء لم يلؤم أبوهُ ولم يكن
‏لينبتَ إلا في الفروع النواضرِ

‏له راحةٌ لم يعرف المال راحةً
‏بها ولسانٌ لم يقل غير طاهرِ

‏إذا أَمَّهُ المحروبُ قام ولم يصخ
‏إلى كلّ لوّامٍ عن الجود زاجرِ
رضيتُ بالله ربًّا وهو قال لنا
‏فلتنفقوا وثقوا بالخالق الباري

‏فالحمد لله كفّي غير ممسكةٍ
‏عن العطاء وقلبي غير خوّارِ
الآن طابت بك الدنيا فأنت بها
‏يا شام شامتها والشيمةُ الأُنُفُ
ما عاب شعري عامرٌ صادقًا
‏فيه ولكن حسدٌ غَالَهُ

‏حين توخّى نبعتي جاهدًا
‏فلم يحر أن هاج بلْبالَهُ

‏يا عامر السّوءِ أرح مُتْعبًا
‏أولى لهُ عن ذاك أولى لهُ

‏فإنّ شعري في ذرى سامقٍ
‏هيهاتَ أن تبلغ أذيالهُ
آليتُ ألحى غبيًّا
‏وأن أُعظِّمَ أَمْرَهْ

‏وإن عليّ تمادى
‏وأتأق الجهلُ صدرَهْ

‏وكيف يعرفُ قَدري
‏من ليسَ يَعرف قدرَه
ما لكم تقلون الشّريفَ فإنّي
‏لا أراكم تقلون غير الشّريفِ

‏ألعرضٍ لهُ مصونٍ عزيزٍ
‏أم لمالٍ لهُ مُذالٍ ضعيفِ؟

‏فدعوه فليس ذنب عصامٍ
‏أن سفلتم عن المقام المنيفِ

‏وتلقّى من دونكم راية المجْد
‏بكفٍّ عن الدنايا عزوفِ

‏كان يفري صفّ الأشاوس فريًا
‏يوم أنتم حول الظّباء الْهِيفِ

‏وتَهَزّون الْرّدْفَ وهْو مشيحٌ
‏بين هزّ القنا وهزّ السّيوفِ

‏لا تظنّوا لجهلكم بالمعالي
‏أن ضرب الطُّلى كضربِ الدّفوفِ
إن غشاء الوجه الذي يحفظ ماءه من أرق الأشياء تكاد الخدشة من الحاجة أن تذهب بما فيه
سأشكرُ سالمًا ما عشتُ إنّي
‏أرى شُكْرَ الكرامِ أجلّ واجِبْ

‏فتًى أبوابهُ كالمَاءِ هونًا
‏تمر بهنًّ ليس لهنًّ حاجِبْ

‏يُسرُّ بزائريه وكلّ وغدٍ
‏على شجَبٍ من الزوّارِ شاجِبْ
إنّ بَدْرَ بن ربيعهْ
‏أحسنُ الناسِ صنيعهْ

‏لِعداتٍ ما توانى
‏منه تأتينا سريعهْ

‏ليس ينسى حين ينسى
‏صاحبُ النفسِ الوضيعهْ

‏كلّ مجدٍ وفخارٍ
‏حاز والشُّكرَ جميعهْ
وقالوا ما نسيتَ أبا عمادٍ
وقد دثرت معالمه المنيّه

فقلتُ لهُم وفي نفسي عليهم
لما قالوهُ أشياءٌ خفيّهْ :

أجل قد مات صاحبنا ولكن
مودّتهُ على الأيامِ حيّهْ
ولما رأيت القومَ ملأى بطونهم
تكاد لما فيها تخرّ على القَدَمْ

صرفت رجاء النفس عنهم وقلتُ بل
أولئك أولى بالظنونِ وبالتُّهَمْ

إذا طعنت أذقانُ قومٍ نحورَهم
فقد قتلوا عند المروءة والكرَمْ
معاذك الله مالي كلما ذُكرِتْ
‏لي المليحةُ سَلمى بنتُ عمّارِ

‏جعلتُ أسقطُ في لجّ الهوى غرِقًا
‏أو صرتُ منها على شوقٍ من النارِ
لأهْجُوَنّ مرادًا
‏حتّى يقول أبوهُ

‏نعم بُنَيَّ ولكن
‏أجاد لا فُضّ فُوهُ
ألا معينٌ على الحاجاتِ يحملها
منه على كاهلٍ للخيرِ حمّالِ؟
لو أنّ قلبَ سليمى مثل جانبها
‏جادت عليّ بوصلٍ غير مقطوعِ

لكنهُ الصّخرةُ الصماءُ أعرفهُ
‏هيهات لا عطشي يغني ولا جوعي
2025/05/12 05:42:45
Back to Top
HTML Embed Code: