Telegram Web
‏يا أيها الغُصنُ الضَّعيفُ البَالِي
إنَّ السِّقايةَ فِيك شِبهُ سُدى

النَّاس تسْقِي غُصنَها بتعَالي
فَيصيرُ مُخضرًّا عليهِ نَدى

أَسقِيكَ يا مغرور عشرَ ليالِي
فَتزيد عصيانًا بدون مدى
لو أنَّ بيعكَ مُمكنًا بالمالِ
لعرضت بيعك للعدو فدا
‏سَيُعيدهُ مُتحجِّجاً إهمالي
سيقول هذا الغصن بيع ردا
مَا الغُصنُ إلا قَلبي المغتالِ
بين السنين الحائرات غدا
لمْ يُرضهِ لِينٌ وطيبُ خِصالي
كلا وبِالنبض الجَريحِ شَدا
تهَدمتْ كُل أعمَدةِ ثباتي، وأنهَمَر كُل مافي أدمعي.
فؤادي بأفعى البعدِ ما زالَ يُلْسَعُ
وروحي بجمرِ الشوقِ والحزنِ تُلْذَعُ.
لأرضِ الطَّفِّ هاجتْ صبابتي
وقرَّ بها وجدي فما هوَ مُودَعُ.
كأنِّيَ منْ قلبِ العليلةِ فاطمٍ
شرارةُ شوْقٍ للجبالِ تُصدِّعُ
أبوها مضى عنها فباتتْ بوحشةٍ
وليس لها رُكْنٌ وخِلٌّ ومَفْزَعُ
أيا طفلةَ المظلومِ نوحي فإنَّهُ
عفيرٌ ، سليبٌ، بالسيوفِ مبضَّعُ
ولا ترتجي عطفاً بأضلاعِ صَدْرِهِ
فذا صَدْرُهُ بالصافناتِ موزَّعُ
أيا طفلةَ العطشانِ صُبِّي مدامعاً
لأرْويْ بها قلباً قضَى ليسَ يُنْقَعُ
وإنْ تسألي عن زينبٍ إنَّ زينباً
ستُسبى إلى الشاماتِ بالرمحِ تُقرَعُ
كما نظرتْ جسمَ الحبيبِ موذَّراً
ففي قلبها طودُ الأسى يتجمَّعُ
إنني أختنق بِبُطئ منذُ أول ليلة
وكأنه سينقطع حبلُ وريدي في ليلة العاشر.
بِدِماهُ قدْ فَدَى الإسلامَ "مُسْلِمْ"
حينَ لَمْ ينْهضْ لِنصرِ الحقِّ مُسْلِمْ
فعَليْهِ صَلِّ يَا دَمْعي وسلِّمْ
وَأَقِمْ مأتَمَ حُزْنٍ وبُكاءِ
حَدِّثي طَوْعةُ عنْ طُولِ قِيامِهْ
بعْدمَا أمْسى غريباً في ظلامِهْ
فأتاهُ المُرتضَى حالَ منامِهْ
قائلاً : "مُسْلِمُ عجِّلْ لِلِقائي"
2025/07/12 14:52:39
Back to Top
HTML Embed Code: