أشكرك يا إلهي | برنار دادييه
"أشكرك يا إلهي
لأنك جعلتني مجموع كل الآلام،
لأنك وضعت على رأسي، العالم.
لدي حُلّة سنتور
وأنا أحمل العالم منذ الصباح الأول.
الأبيض لون المناسبات
الأسود، اللون اليومي
وأنا أحمل العالم منذ الليلة الأولى.
أنا سعيد
بشكل رأسي
المصنوع لحمل العالم،
راضٍ
بشكل أنفي
الذي يستنشق كل رياح العالم،
سعيد
بشكل ساقي
الجاهزتين لتركضا كل مراحل العالم.
أشكرك يا إلهي لأنك خلقتني أسود،
لأنك جعلتني
مجموع كل الآلام.
ستة وثلاثون سيفًا اخترقت قلبي.
ستة وثلاثون موقدًا حرقوا جسدي.
ودمي على كل المحن جعل الثلج أحمر،
ودمي في كل شروق جعل الطبيعة حمراء.
على أي حال
أنا سعيد أن أحمل العالم،
سعيد بذراعيّ القصيرتين
بذراعيّ الطويلتين
من ثخانة شفتي.
أشكرك يا إلهي لأنك خلقتني أسود،
الأبيض لون المناسبات
الأسود اللون اليومي
وأنا أحمل العالم منذ فجر التاريخ.
وضحكي على العالم، ليلًا، يخلق النهار.
أشكرك يا إلهي لأنك خلقتني أسود".
"أشكرك يا إلهي
لأنك جعلتني مجموع كل الآلام،
لأنك وضعت على رأسي، العالم.
لدي حُلّة سنتور
وأنا أحمل العالم منذ الصباح الأول.
الأبيض لون المناسبات
الأسود، اللون اليومي
وأنا أحمل العالم منذ الليلة الأولى.
أنا سعيد
بشكل رأسي
المصنوع لحمل العالم،
راضٍ
بشكل أنفي
الذي يستنشق كل رياح العالم،
سعيد
بشكل ساقي
الجاهزتين لتركضا كل مراحل العالم.
أشكرك يا إلهي لأنك خلقتني أسود،
لأنك جعلتني
مجموع كل الآلام.
ستة وثلاثون سيفًا اخترقت قلبي.
ستة وثلاثون موقدًا حرقوا جسدي.
ودمي على كل المحن جعل الثلج أحمر،
ودمي في كل شروق جعل الطبيعة حمراء.
على أي حال
أنا سعيد أن أحمل العالم،
سعيد بذراعيّ القصيرتين
بذراعيّ الطويلتين
من ثخانة شفتي.
أشكرك يا إلهي لأنك خلقتني أسود،
الأبيض لون المناسبات
الأسود اللون اليومي
وأنا أحمل العالم منذ فجر التاريخ.
وضحكي على العالم، ليلًا، يخلق النهار.
أشكرك يا إلهي لأنك خلقتني أسود".
في عينيك البعيدتين | برنار دادييه
"في عينيك الصافيتين
قرأت أحلام الإنسان
في عينيك الرقيقتين
أتأمّل الطبيعة منشرحة مزهرة
في عينيك الشفافتين
أرى كل العيون
الزرقاء للأنهار
البيضاء للجبال
كل العيون الخضراء للمروج
الحمراء للنيران والنجوم
عيون العوالم الأخرى
كل العيون..
في همساتك
أسمع ثرثرة الماء
سيمفونية ضحكات البشر
كل همسات الكون اليقظ
في دقات يديك الملاكين
أسمع كل التمتمات المتناغمة
كل أغاني الكون
وعندما أمسك يديك
أمسك كل أيادي الفجر الوردية
كل أيادي الآمال البتول
يد القرون المزخرفة ويد الكائنات
في عينيك الصافيتين
أقرأ كل أحلام البشر
والخلود المتشبث برموشك
يعيد لي لحن الكون
في عينيك الزرقاوين، الزرقاوين
يزهر العشق
في عينيك البعيدتين، البعيدتين..
يشرق عشقي
في عينيك القريبتين، القريبتين..
يغنّي قلبي
في عينيك الطفولية
أتأمّل الطبيعة منشرحة مزهرة".
"في عينيك الصافيتين
قرأت أحلام الإنسان
في عينيك الرقيقتين
أتأمّل الطبيعة منشرحة مزهرة
في عينيك الشفافتين
أرى كل العيون
الزرقاء للأنهار
البيضاء للجبال
كل العيون الخضراء للمروج
الحمراء للنيران والنجوم
عيون العوالم الأخرى
كل العيون..
في همساتك
أسمع ثرثرة الماء
سيمفونية ضحكات البشر
كل همسات الكون اليقظ
في دقات يديك الملاكين
أسمع كل التمتمات المتناغمة
كل أغاني الكون
وعندما أمسك يديك
أمسك كل أيادي الفجر الوردية
كل أيادي الآمال البتول
يد القرون المزخرفة ويد الكائنات
في عينيك الصافيتين
أقرأ كل أحلام البشر
والخلود المتشبث برموشك
يعيد لي لحن الكون
في عينيك الزرقاوين، الزرقاوين
يزهر العشق
في عينيك البعيدتين، البعيدتين..
يشرق عشقي
في عينيك القريبتين، القريبتين..
يغنّي قلبي
في عينيك الطفولية
أتأمّل الطبيعة منشرحة مزهرة".
زاوية الجدار | راي آرمانتروت
"مثل طفل
يريد العقل أن يلعب
أن يحلق خارج نفسه كالفراشات
طوال الوقت.
لكن حتى الفراشة
يمكنها أن تنجذب بسعادة
إلى زاوية صغيرة من العالم
لا تتوقف عن الدوران في انطوائها
كما لو أنها تحوم حول خلاص مختبئ.
مثل طفل
العقل يتبع
يقلّد
أولًا وأخيرًا
يحب أن يكون منتميًا إلى نظام
أن يمسك أحد بيده
بينما يخطو نحو زاوية الجدار".
"مثل طفل
يريد العقل أن يلعب
أن يحلق خارج نفسه كالفراشات
طوال الوقت.
لكن حتى الفراشة
يمكنها أن تنجذب بسعادة
إلى زاوية صغيرة من العالم
لا تتوقف عن الدوران في انطوائها
كما لو أنها تحوم حول خلاص مختبئ.
مثل طفل
العقل يتبع
يقلّد
أولًا وأخيرًا
يحب أن يكون منتميًا إلى نظام
أن يمسك أحد بيده
بينما يخطو نحو زاوية الجدار".
مصادفة | ريتا دوف
"عندما ظهرت
بدا الأمر كما لو أن مغناطيسًا ينظف الهواء.
لم أر تلك الابتسامة من قبل
أو شعرك
وهو يطير بلونه الفضي
كتلويحة وداع
بالطبع لم ترني
ناديتك بهدوء
حتي يمكنك أن تختار عدم الإجابة
ثم ناديتك مرة أخرى
حينئذ استدرت نحو الضوء
عيناك
كانتا تبحثان عن اسمك".
"عندما ظهرت
بدا الأمر كما لو أن مغناطيسًا ينظف الهواء.
لم أر تلك الابتسامة من قبل
أو شعرك
وهو يطير بلونه الفضي
كتلويحة وداع
بالطبع لم ترني
ناديتك بهدوء
حتي يمكنك أن تختار عدم الإجابة
ثم ناديتك مرة أخرى
حينئذ استدرت نحو الضوء
عيناك
كانتا تبحثان عن اسمك".
جنازة | جينو لينويبر
"تأكد أنني سأدفن
في يوم مثل هذا اليوم
حين تحتاج الشمس
إلى المزيد من الوقت لكي تشرق
مجهدة غالبًا من الصعود
ولكنها شديدة الحرص على تجفيف
دموع الليل
ويغمرها الحماس
لعناق يوم سعيد
قبلات لامعة
وأوراق شجر ملونة
تهب الريح
وتطير الجنيات
تأكد من أنني سأدفن
في يوم مثل هذا اليوم".
"تأكد أنني سأدفن
في يوم مثل هذا اليوم
حين تحتاج الشمس
إلى المزيد من الوقت لكي تشرق
مجهدة غالبًا من الصعود
ولكنها شديدة الحرص على تجفيف
دموع الليل
ويغمرها الحماس
لعناق يوم سعيد
قبلات لامعة
وأوراق شجر ملونة
تهب الريح
وتطير الجنيات
تأكد من أنني سأدفن
في يوم مثل هذا اليوم".
محبّة مصيرك | جوزيف كامبل
"كان نيتشه هو الذي أدّى المهمة لي. ففي مرحلة معيّنة من حياته أتته الفكرة التي أسماها "محبّة مصيرك". مهما كان مصيرك، ومهما حدث من جحيم، قل: "هذا ما أحتاج إليه". قد يبدو ذلك دمارًا، ولكن أقبل عليه كأنه فرصة، وتحدٍّ. إذا قابلتَ ذلك بمحبة -لا بإحباط- فستجد القوة فيه. وأية كارثة يمكن أن تنجو منها هي تحسين لطبعك، ومنزلتك، وحياتك. وياله من امتياز! فهذا هو الأوان الذي ستكون لعفوية طبيعتك فيه فرصة التدفّق".
"كان نيتشه هو الذي أدّى المهمة لي. ففي مرحلة معيّنة من حياته أتته الفكرة التي أسماها "محبّة مصيرك". مهما كان مصيرك، ومهما حدث من جحيم، قل: "هذا ما أحتاج إليه". قد يبدو ذلك دمارًا، ولكن أقبل عليه كأنه فرصة، وتحدٍّ. إذا قابلتَ ذلك بمحبة -لا بإحباط- فستجد القوة فيه. وأية كارثة يمكن أن تنجو منها هي تحسين لطبعك، ومنزلتك، وحياتك. وياله من امتياز! فهذا هو الأوان الذي ستكون لعفوية طبيعتك فيه فرصة التدفّق".
أزهار الماغنوليا | طوما ڨينو
"عبير قوي وحلو يفوح من أزهار الماغنوليا في النهار، فيما تُحَوِّل الشمس الهواء شيئًا فشيئًا إلى مُرَبَّى. تتمرغ النمال في غباء داخل أكوابها المليئة بكريمة الشَّانْتِيي. لكن، عندما يُرخي الليل سدوله وتحني الأرض رأسها، تلتوي الأزهار في هدوء ثم تعبق بروائح ليمون ومثلجات بالفانيلا. تفقد عَجْرفَتَها التي تشبه عجرفة مستوطن. فتتوارى عن الأنظار وتركض لتختفي عند مقدمة الشعر في قفا الفتيات وهن يخرجن بأقدام مبللة من الحمام الرشاش. عند الظهيرة، تتشدق بالكلام، إلا أنني هذا المساء، اكتشفت الفروق الطفيفة والمغشوشة لشذاها. كدت أقوم من الفراش هذه الليلة لأقطف لك واحدة، ثم قلت في نفسي، إنه حين ستستيقظين من نومك فلن يبقى ثمة سوى جيفة نباتات تحتضر في الهواء الفاتر. فبعض الأزهار لا تكون طيبة الرائحة إلا في الليل، عندما لا يراها أحد".
"عبير قوي وحلو يفوح من أزهار الماغنوليا في النهار، فيما تُحَوِّل الشمس الهواء شيئًا فشيئًا إلى مُرَبَّى. تتمرغ النمال في غباء داخل أكوابها المليئة بكريمة الشَّانْتِيي. لكن، عندما يُرخي الليل سدوله وتحني الأرض رأسها، تلتوي الأزهار في هدوء ثم تعبق بروائح ليمون ومثلجات بالفانيلا. تفقد عَجْرفَتَها التي تشبه عجرفة مستوطن. فتتوارى عن الأنظار وتركض لتختفي عند مقدمة الشعر في قفا الفتيات وهن يخرجن بأقدام مبللة من الحمام الرشاش. عند الظهيرة، تتشدق بالكلام، إلا أنني هذا المساء، اكتشفت الفروق الطفيفة والمغشوشة لشذاها. كدت أقوم من الفراش هذه الليلة لأقطف لك واحدة، ثم قلت في نفسي، إنه حين ستستيقظين من نومك فلن يبقى ثمة سوى جيفة نباتات تحتضر في الهواء الفاتر. فبعض الأزهار لا تكون طيبة الرائحة إلا في الليل، عندما لا يراها أحد".
أنا والشمس | ناظم حكمت
"اليومَ أحَدٌ
ولأولِ مرةٍ يخرجونني اليومَ إلى الشمسِ
توقفتُ مندهشًا وبلا حركةٍ
لأنني لأول مرةٍ في حياتي
أشعر أنّ السماء بعيدةً عنّي هكذا،
وزرقاءَ وواسعةً إلى هذا الحد
جلستُ بإجلالٍ على التراب..
أسندتُ ظهري إلى الحائط
وفي هذه اللحظة تمامًا
لم أعد أبالي بالذَّهابِ إلى البعيد
ولا بالنضال والحرية
أو حتى بزوجتي
فقط
أنا والتراب والشمس..
وأنا سعيد".
"اليومَ أحَدٌ
ولأولِ مرةٍ يخرجونني اليومَ إلى الشمسِ
توقفتُ مندهشًا وبلا حركةٍ
لأنني لأول مرةٍ في حياتي
أشعر أنّ السماء بعيدةً عنّي هكذا،
وزرقاءَ وواسعةً إلى هذا الحد
جلستُ بإجلالٍ على التراب..
أسندتُ ظهري إلى الحائط
وفي هذه اللحظة تمامًا
لم أعد أبالي بالذَّهابِ إلى البعيد
ولا بالنضال والحرية
أو حتى بزوجتي
فقط
أنا والتراب والشمس..
وأنا سعيد".
دائرة الأمان | اليشيا كوك
"لا أخبرك أني ذهبت إلى العمل بالقميص الذي نمت فيه البارحة،
لا أخبرك أني بكيت على الكنبة دون سبب محدد
لا أخبرك أني أعاني من صداع الكحول وسط الأسبوع،
لا أخبرك أني عاجزة عن تذكر آخر مرة هدأ فيها عقلي
لا أحتاج إلى إخبارك بأي من هذا لتشعر أن الإنهاك يتملكني،
لا تحتاج إلى معرفة التفاصيل لتفهم الحكاية بأكملها
لهذا أنت جميل
تقول إنكَ هنا لو أردتُ الكلام
تقول الأفضل أن أنام الليلة لأن الهالات أسفل عينيّ مريعة
تقول يجدر بي أن آكل وأتناول قرص الحديد
لا أجادل
أخبرك بصدق أني أحاول،
تصدقني، وتثق بي؛
هذه هي دائرة الأمان الثمينة التي تبقيني مستمرة
شكرًا لأنك لا تحتاج إلى التفاصيل لتفهم الحكاية".
"لا أخبرك أني ذهبت إلى العمل بالقميص الذي نمت فيه البارحة،
لا أخبرك أني بكيت على الكنبة دون سبب محدد
لا أخبرك أني أعاني من صداع الكحول وسط الأسبوع،
لا أخبرك أني عاجزة عن تذكر آخر مرة هدأ فيها عقلي
لا أحتاج إلى إخبارك بأي من هذا لتشعر أن الإنهاك يتملكني،
لا تحتاج إلى معرفة التفاصيل لتفهم الحكاية بأكملها
لهذا أنت جميل
تقول إنكَ هنا لو أردتُ الكلام
تقول الأفضل أن أنام الليلة لأن الهالات أسفل عينيّ مريعة
تقول يجدر بي أن آكل وأتناول قرص الحديد
لا أجادل
أخبرك بصدق أني أحاول،
تصدقني، وتثق بي؛
هذه هي دائرة الأمان الثمينة التي تبقيني مستمرة
شكرًا لأنك لا تحتاج إلى التفاصيل لتفهم الحكاية".
في حضنك | تشن هسيو- تشن
"فِي حضنِكَ
أَصبحتُ قاربًا
تتخلَّى عنهُ الرِّيحُ والشِّراعُ
ويَرسو فِي مينائِكَ اللَّطيفِ.
فِي حضنِكَ
أَصبحتُ حمامةً بيضاءَ مروَّضةً
تتخلَّى عنِ السَّماءِ كلِّها
ليكونَ جناحايَ لكَ.
فِي حضنِكَ
أَفقدُ اتِّجاهي
وأَعتمدُ علَى شُعلتَيْنِ مِن عينيكَ
لتنقُلَاني فِي اللَّيلِ الَّذي لَا يَنتهي.
فِي حضنِكَ
يتحوَّلُ كلُّ جسَدي إِلى أُذنٍ واحدةٍ
مِن دونِ أَنْ أَسمعَ الوحوشَ الَّتي تدورُ حَولي
لكنْ أَستمعُ إِلى همسِكَ فقطْ.
فِي حضنِكَ
أَتجرَّدُ مِن مسدَّسي ورصاصِي تلقائيَّا.
لديكَ سلاحٌ قويٌّ جدًّا
وأَنا علَى استعدادٍ لتجرحَني.
يَا نيرودايَ،
سأَقضي حَياتي الخاصَّةَ
لأَتبادلَ معكَ احتضانًا فِي الحبِّ الأَبديِّ".
"فِي حضنِكَ
أَصبحتُ قاربًا
تتخلَّى عنهُ الرِّيحُ والشِّراعُ
ويَرسو فِي مينائِكَ اللَّطيفِ.
فِي حضنِكَ
أَصبحتُ حمامةً بيضاءَ مروَّضةً
تتخلَّى عنِ السَّماءِ كلِّها
ليكونَ جناحايَ لكَ.
فِي حضنِكَ
أَفقدُ اتِّجاهي
وأَعتمدُ علَى شُعلتَيْنِ مِن عينيكَ
لتنقُلَاني فِي اللَّيلِ الَّذي لَا يَنتهي.
فِي حضنِكَ
يتحوَّلُ كلُّ جسَدي إِلى أُذنٍ واحدةٍ
مِن دونِ أَنْ أَسمعَ الوحوشَ الَّتي تدورُ حَولي
لكنْ أَستمعُ إِلى همسِكَ فقطْ.
فِي حضنِكَ
أَتجرَّدُ مِن مسدَّسي ورصاصِي تلقائيَّا.
لديكَ سلاحٌ قويٌّ جدًّا
وأَنا علَى استعدادٍ لتجرحَني.
يَا نيرودايَ،
سأَقضي حَياتي الخاصَّةَ
لأَتبادلَ معكَ احتضانًا فِي الحبِّ الأَبديِّ".
كُلّ هذا ليس بمقدورنا نسيانُه | تومّاسو دي ديو
"الرَّأسُ الذي يَظْهرُ الآن في الصُّورةِ هي أنْتِ،
نادِلةٌ في الواحِدِ والعِشْرين، أمامَ طاوِلةِ البار.
عيْنانِ زرْقاوانِ عيْنانِ بيْضاوان. أحدُ الفكَّيْنِ
انْزاحَ عَنْ مَكانِهِ. ولكنْ، لو أنّنا عُدْنا أدْراجَنا
وصَعِدْنا كُلَّ دَرجةٍ، بَعدَ الأتْريوم والشّارعِ.
لو أنّنا مَحونا بابَ البارِ والسَّيّارَةِ ولَحْظتكِ تِلْكَ
وفَجْرِ صَفحَةِ الوَقائِع. ما هي الحَياةُ
وأنْتِ تَبقينَ هكذا، غيْر عادِلةٍ في النَّظراتِ التي أرْسلتِها إليَّ
أنا الغَريبُ بيْن غُرباء آخرين. الأموات همْ من يُعيدُوننا إلى المونولوغ،
إلى الحِكايةِ الحقيقية المُسْتحيلة".
"تَتَألَّقُ المَدينَةُ في اللَّيْل،
في الوَحْشةِ وفي الشّوارِع. الزّوايا الّتي تَجْتازُها
النِّساءُ القَليلاتُ اللاهِثاتُ على الرَّصيف،
كُلُّ شَيءٍ يَبْدو من القَطران
وهذا الزَّمَنُ، لا بَلْسَمَ له ولا مُسْعِف.
طِوالٌ همُ الرِّجال يَنامونَ على العُشْبِ
وحِجارةُ النَّافوراتِ، مُهدَّمةٌ حافّاتُها،
تَمْلَؤها الأعشابُ الحَزازيّة، والأوراق والظِّلالُ
ولكنَّه اللَّيْلُ، والوَحْشةُ والشَّوارِع. لُغةٌ ميْتَةٌ
تُعَشِّشُ في الأشْياء الحيَّةِ وتَتْرُك
صُدوعَكَ مِثْل ميْسَم: اِجْعلْني قادِرًا
على إيلاجِ رأسي بأكْمَلِهِ
على الدّخولِ وأنا أدْفعُ
ضارِبًا كُلْيَتيَّ وفَخِذيَّ وصدْري
بِقَبْضَةِ بَهجَةٍ دُنْيويَّة".
"كُلّ هذا ليْسَ بِمقدُورِنا نِسْيانُه
إذا ما ابْتدأتْ هذهِ المُغامَرة.
الشَّابُّ المُصابُ بمُتلازِمة داون
يُوزِّعُ الصُّحفَ، كلَّ صَباح،
لا يَبيعُها، لا يَشْتريها،
تَحْتَ الظُّلَّة يقفُ، في المَطَر
وفي الشَّمْسِ، يعدُّ الدَّقائِقَ النَّاقِصة
على مَجيءِ الحَافِلة الّتي تَقْذِفكَ في المَدينَة
إلى عَمَلٍ بَعيد. ها قَدْ وَجَد ما يَقومُ به،
عَثَرَ على مَكانِه وعلى ما يُجْهِده،
دُونَ ثَمَنٍ أو مَكْسب. خُذِ الصَّحيفة
التي يُناوِلُكَ إيّاها، وانْظُر إليْه.
هو أيْضاً، بيْنَما يُحرِّكُ عَجَلة هذا العالَمِ،
يَبتَسِمُ
باسْمِ لا أَحَد".
"ربّما عليْكَ أنْ تُغمِضَ عيْنيْكَ
بانْتِظارِ أنْ يهْوي الفأسُ
ويَشُقّ اليَقْظَة جانِبيّاً
كما تَتَفَتَّحُ في آخِرِ الغُصْنِ
أبْهى زهرةٍ في الموْسِم.
ميلانو، المَنازِلُ، الشَّوارِع، المَساء،
دفْقُ النّاس عنْدَ الانْعِطافة إلى حيْثُ الخَطَوات
تَفْقِدُ حَقيقَتَها. ويَمرُّ في ذِهْني ذَلكِ العَربيّ
شابٌّ يقِفُ في بنْطلونِ الجينز الضَّيِّق،
في حِذائه البرّاقِ ذي الحَلقاتِ الذّهبيّة
في شارِعِ فيتْروفيو بانْتِظار
المِنّة منْ أحدِهِم، كَما أفْعلُ أنا
بانْتِظار المِنّة مِنْ حَيوانٍ ما، مِثْلي أنا
يَهْرُسُه السَّغب".
"أطْفِئي الضَّوءَ هيّا، فاللَّيْلُ على كلِّ حالٍ آتٍ،
والجُرْحُ الدَّقيقُ الضّائِعُ بيْنَ السّاعاتِ بيْنَ الوَجناتِ.
فلْتُظهِر الأشْياءُ هَيئتَها المُضبّبةَ بِزهْوٍ،
وهلِ التَّوهّج إلّا هذا. حينما نَغْرَق في الصَّمْت.
حينَما نَكونُ غافِلين، أفْظاظاً أو مُقْفِرين، مِثْل أرْضٍ في الأَرض.
حينما تَكْثُرُ البِركُ في أعْماقِنا، والشُّعَبُ الهوائِيّةُ والتَّقلُّصات.
لا تُجيبينَ، تُديرينَ وَجْهكِ، تضَحكينَ وتَنْهضينَ
تَفْتحينَ فَمكِ، تتحدّثينَ وتَمشينَ، تَمْضينَ حافِيةً
صوْبَ الشُّبّاكِ. لأنَّ الوَجهَ الحقيقيَّ وهْجُ نيرانٍ
يَمْحو كُلَّ الأَضْواءِ الأُخْرى".
"الشَّجرةُ تَكْسُوها العَتَمة. على أنَّهُ المَساء
يُقبِل فتُرْفَعُ الأواني من المَطْبخ.
لقدْ كُنّا حذِرينَ، حاوَلْنا
أنْ نُنْجزَ الأشْياءَ باهْتِمام وحَذَر. وكانَ الصَّباحُ
أوراقاً صفراءَ وسَماءً وخطوات، الماءُ
يتوغَّلُ رويْداً في شُقوق الأرضِ، لا عِمارات
لِتُعكِّر صَفوَنا. الشَّجرةُ تَكْسُوها العَتَمة. ونحْنُ
يُحيطُ بِنا العُشْبُ مِنْ كُلِّ صوْب. البَيْتُ،
الوَجهُ في المِرآةِ، الإشاراتُ والمَساءُ
يَهْمِسُ ويَقولُ: تريَّث.
كانَ بِوسْعِنا أنْ نفعلَ أكثَر مِن ذَلِكَ، كان بِوسْعِنا
ولكِن لا، فنَحنُ جميعاً
مُذْنِبون".
"الرَّأسُ الذي يَظْهرُ الآن في الصُّورةِ هي أنْتِ،
نادِلةٌ في الواحِدِ والعِشْرين، أمامَ طاوِلةِ البار.
عيْنانِ زرْقاوانِ عيْنانِ بيْضاوان. أحدُ الفكَّيْنِ
انْزاحَ عَنْ مَكانِهِ. ولكنْ، لو أنّنا عُدْنا أدْراجَنا
وصَعِدْنا كُلَّ دَرجةٍ، بَعدَ الأتْريوم والشّارعِ.
لو أنّنا مَحونا بابَ البارِ والسَّيّارَةِ ولَحْظتكِ تِلْكَ
وفَجْرِ صَفحَةِ الوَقائِع. ما هي الحَياةُ
وأنْتِ تَبقينَ هكذا، غيْر عادِلةٍ في النَّظراتِ التي أرْسلتِها إليَّ
أنا الغَريبُ بيْن غُرباء آخرين. الأموات همْ من يُعيدُوننا إلى المونولوغ،
إلى الحِكايةِ الحقيقية المُسْتحيلة".
"تَتَألَّقُ المَدينَةُ في اللَّيْل،
في الوَحْشةِ وفي الشّوارِع. الزّوايا الّتي تَجْتازُها
النِّساءُ القَليلاتُ اللاهِثاتُ على الرَّصيف،
كُلُّ شَيءٍ يَبْدو من القَطران
وهذا الزَّمَنُ، لا بَلْسَمَ له ولا مُسْعِف.
طِوالٌ همُ الرِّجال يَنامونَ على العُشْبِ
وحِجارةُ النَّافوراتِ، مُهدَّمةٌ حافّاتُها،
تَمْلَؤها الأعشابُ الحَزازيّة، والأوراق والظِّلالُ
ولكنَّه اللَّيْلُ، والوَحْشةُ والشَّوارِع. لُغةٌ ميْتَةٌ
تُعَشِّشُ في الأشْياء الحيَّةِ وتَتْرُك
صُدوعَكَ مِثْل ميْسَم: اِجْعلْني قادِرًا
على إيلاجِ رأسي بأكْمَلِهِ
على الدّخولِ وأنا أدْفعُ
ضارِبًا كُلْيَتيَّ وفَخِذيَّ وصدْري
بِقَبْضَةِ بَهجَةٍ دُنْيويَّة".
"كُلّ هذا ليْسَ بِمقدُورِنا نِسْيانُه
إذا ما ابْتدأتْ هذهِ المُغامَرة.
الشَّابُّ المُصابُ بمُتلازِمة داون
يُوزِّعُ الصُّحفَ، كلَّ صَباح،
لا يَبيعُها، لا يَشْتريها،
تَحْتَ الظُّلَّة يقفُ، في المَطَر
وفي الشَّمْسِ، يعدُّ الدَّقائِقَ النَّاقِصة
على مَجيءِ الحَافِلة الّتي تَقْذِفكَ في المَدينَة
إلى عَمَلٍ بَعيد. ها قَدْ وَجَد ما يَقومُ به،
عَثَرَ على مَكانِه وعلى ما يُجْهِده،
دُونَ ثَمَنٍ أو مَكْسب. خُذِ الصَّحيفة
التي يُناوِلُكَ إيّاها، وانْظُر إليْه.
هو أيْضاً، بيْنَما يُحرِّكُ عَجَلة هذا العالَمِ،
يَبتَسِمُ
باسْمِ لا أَحَد".
"ربّما عليْكَ أنْ تُغمِضَ عيْنيْكَ
بانْتِظارِ أنْ يهْوي الفأسُ
ويَشُقّ اليَقْظَة جانِبيّاً
كما تَتَفَتَّحُ في آخِرِ الغُصْنِ
أبْهى زهرةٍ في الموْسِم.
ميلانو، المَنازِلُ، الشَّوارِع، المَساء،
دفْقُ النّاس عنْدَ الانْعِطافة إلى حيْثُ الخَطَوات
تَفْقِدُ حَقيقَتَها. ويَمرُّ في ذِهْني ذَلكِ العَربيّ
شابٌّ يقِفُ في بنْطلونِ الجينز الضَّيِّق،
في حِذائه البرّاقِ ذي الحَلقاتِ الذّهبيّة
في شارِعِ فيتْروفيو بانْتِظار
المِنّة منْ أحدِهِم، كَما أفْعلُ أنا
بانْتِظار المِنّة مِنْ حَيوانٍ ما، مِثْلي أنا
يَهْرُسُه السَّغب".
"أطْفِئي الضَّوءَ هيّا، فاللَّيْلُ على كلِّ حالٍ آتٍ،
والجُرْحُ الدَّقيقُ الضّائِعُ بيْنَ السّاعاتِ بيْنَ الوَجناتِ.
فلْتُظهِر الأشْياءُ هَيئتَها المُضبّبةَ بِزهْوٍ،
وهلِ التَّوهّج إلّا هذا. حينما نَغْرَق في الصَّمْت.
حينَما نَكونُ غافِلين، أفْظاظاً أو مُقْفِرين، مِثْل أرْضٍ في الأَرض.
حينما تَكْثُرُ البِركُ في أعْماقِنا، والشُّعَبُ الهوائِيّةُ والتَّقلُّصات.
لا تُجيبينَ، تُديرينَ وَجْهكِ، تضَحكينَ وتَنْهضينَ
تَفْتحينَ فَمكِ، تتحدّثينَ وتَمشينَ، تَمْضينَ حافِيةً
صوْبَ الشُّبّاكِ. لأنَّ الوَجهَ الحقيقيَّ وهْجُ نيرانٍ
يَمْحو كُلَّ الأَضْواءِ الأُخْرى".
"الشَّجرةُ تَكْسُوها العَتَمة. على أنَّهُ المَساء
يُقبِل فتُرْفَعُ الأواني من المَطْبخ.
لقدْ كُنّا حذِرينَ، حاوَلْنا
أنْ نُنْجزَ الأشْياءَ باهْتِمام وحَذَر. وكانَ الصَّباحُ
أوراقاً صفراءَ وسَماءً وخطوات، الماءُ
يتوغَّلُ رويْداً في شُقوق الأرضِ، لا عِمارات
لِتُعكِّر صَفوَنا. الشَّجرةُ تَكْسُوها العَتَمة. ونحْنُ
يُحيطُ بِنا العُشْبُ مِنْ كُلِّ صوْب. البَيْتُ،
الوَجهُ في المِرآةِ، الإشاراتُ والمَساءُ
يَهْمِسُ ويَقولُ: تريَّث.
كانَ بِوسْعِنا أنْ نفعلَ أكثَر مِن ذَلِكَ، كان بِوسْعِنا
ولكِن لا، فنَحنُ جميعاً
مُذْنِبون".
أرخبيل | أكسينيا ميخايلوفا
"متمددان فوق الخزامى
نجرُّ بطرف أعيننا
غطاء سحابة نادرة
في نسيم المساء.
يداكَ تتعلمان
جغرافية جسدي،
يلتقي طرفا لسانينا -
برزخٌ مؤقت
بين جزيرتين وحيدتين
في بحر الخزامى.
أبقارك الزرقاء ترعى أمواج مروجي
تلعق الملح الذي يذوب تحت ذراعي
وحتى تبرد الحمم البركانية
غير المخصبة
في دواخلي
تقول لي:
جزيرتان لا تشكلان أرخبيلًا".
"متمددان فوق الخزامى
نجرُّ بطرف أعيننا
غطاء سحابة نادرة
في نسيم المساء.
يداكَ تتعلمان
جغرافية جسدي،
يلتقي طرفا لسانينا -
برزخٌ مؤقت
بين جزيرتين وحيدتين
في بحر الخزامى.
أبقارك الزرقاء ترعى أمواج مروجي
تلعق الملح الذي يذوب تحت ذراعي
وحتى تبرد الحمم البركانية
غير المخصبة
في دواخلي
تقول لي:
جزيرتان لا تشكلان أرخبيلًا".
نكبر في الليالي الطِّوال | كيران أورورك
"لماذا نقتفي آثارَ قدمٍ
في النسيم بهذه الطريقة،
صدى صوتٍ مُلْتفٍّ بالغبار والهواء؟
الشاطئُ المكسورُ كان لنا وحدنا،
نحنُ الذين اتّكأنا على بعضنا
بينما هَمَسَ الماءُ
وسَقَطَتْ أضواءُ النجوم.
بَصَري المربوطُ بالطائرة الورقية على ظهْرِكِ،
الطويلِ الجميلِ والممتلئِ برذاذ الثلج،
بينما البحارُ تنكسرُ عند قدميَّ،
وأنتِ باستدارتِكِ تَشُدِّينني قُربكِ
عبر الرياح الملتهبة.
بعد أيّامٍ من ذهابِكِ،
تغزو عاصفةٌ هواءَ منتصفِ الليل:
هزّةُ كتفِ الرعدِ على شاطئ البحر،
أحجارُ بَرَدٍ بحْريّةٍ تهزُّ زجاجَ النافذة.
أتوقَّفُ لأكتبَ لكِ ملاحظةً عن ذلك،
فأجدُ طائرًا لا يزال يندفعُ داخل قفصه
يرفرفُ بجناحيه إزاءَ قلبي.
ستكون إمبراطوريةُ الشمسِ
في أمانٍ إلى الأبد
عند هذه الحدود المبنيَّة
من سقفٍ من بلاطٍ أحمرٍ،
وجدرانٍ من زيتون،
هذه الغرفُ التي ربما سنعود إليها أحيانًا
لنكبر أخيرًا
في الليالي الطِّوال".
"لماذا نقتفي آثارَ قدمٍ
في النسيم بهذه الطريقة،
صدى صوتٍ مُلْتفٍّ بالغبار والهواء؟
الشاطئُ المكسورُ كان لنا وحدنا،
نحنُ الذين اتّكأنا على بعضنا
بينما هَمَسَ الماءُ
وسَقَطَتْ أضواءُ النجوم.
بَصَري المربوطُ بالطائرة الورقية على ظهْرِكِ،
الطويلِ الجميلِ والممتلئِ برذاذ الثلج،
بينما البحارُ تنكسرُ عند قدميَّ،
وأنتِ باستدارتِكِ تَشُدِّينني قُربكِ
عبر الرياح الملتهبة.
بعد أيّامٍ من ذهابِكِ،
تغزو عاصفةٌ هواءَ منتصفِ الليل:
هزّةُ كتفِ الرعدِ على شاطئ البحر،
أحجارُ بَرَدٍ بحْريّةٍ تهزُّ زجاجَ النافذة.
أتوقَّفُ لأكتبَ لكِ ملاحظةً عن ذلك،
فأجدُ طائرًا لا يزال يندفعُ داخل قفصه
يرفرفُ بجناحيه إزاءَ قلبي.
ستكون إمبراطوريةُ الشمسِ
في أمانٍ إلى الأبد
عند هذه الحدود المبنيَّة
من سقفٍ من بلاطٍ أحمرٍ،
وجدرانٍ من زيتون،
هذه الغرفُ التي ربما سنعود إليها أحيانًا
لنكبر أخيرًا
في الليالي الطِّوال".
تحت السماوات البعيدة | كيران أورورك
"شمسُ النوم ترتفعُ في رأسِكِ، لونُ حبٍّ برقوقيّ، وملعقة لامعة، بينما القمران اللذان وضعاني قرب الأهلّة بتنهيدةٍ، غرقا.
تلينُ الهمسةُ لتصبح نَفَسًا. في اللوح الزجاجي فوقكِ، أحجبةٌ من خيوطِ العناكبِ تصنعُ نافذةً وسطَ الطنينِ لبندول طائرِ حناءٍ يحوم.
وإن كنتِ ستستيقظين الآن تحت السماواتِ البعيدةِ لهذه الفكرة، فلْتعلمي إذاً أنني صنعتها من أجلكِ، ولتعلمي أنه في أجنحة طائر الحناء البرقوقية الداكنة
كنتُ قد سمعتُ غناءً صيفيًا".
"شمسُ النوم ترتفعُ في رأسِكِ، لونُ حبٍّ برقوقيّ، وملعقة لامعة، بينما القمران اللذان وضعاني قرب الأهلّة بتنهيدةٍ، غرقا.
تلينُ الهمسةُ لتصبح نَفَسًا. في اللوح الزجاجي فوقكِ، أحجبةٌ من خيوطِ العناكبِ تصنعُ نافذةً وسطَ الطنينِ لبندول طائرِ حناءٍ يحوم.
وإن كنتِ ستستيقظين الآن تحت السماواتِ البعيدةِ لهذه الفكرة، فلْتعلمي إذاً أنني صنعتها من أجلكِ، ولتعلمي أنه في أجنحة طائر الحناء البرقوقية الداكنة
كنتُ قد سمعتُ غناءً صيفيًا".
بورتريه سَيِّدَة بورْجْوازيَّة | آلان بوسكيه
"افْتتحَتْ كونْتيسَةٌ، في الأربعين، صالونًا
يَجتَمِعُ فيهِ كُلُّ بورْجْوازِيو بَلْدَتِها.
إنها سَعيدَةٌ وَجَميلَة، تُسَافِرُ أَوَّلَ خَميسٍ
مِنْ كُلِّ شَهْرٍ إِلى باريسَ، مُتَسَكِّعََةً
َمِنْ حانَةٍ لِأُخْرى، تُمارِسُ الدَّعارةَ
مِنْ أجلِ المُتْعَةِ فَقَطْ، تارةً مَعَ لُصوصٍ وتارةً أُخْرى مَعَ سِكِّيرين تُحِبُّ أن يُعَنِّفوها، وبعْدَها يتَبَوَّلون
عَلى نَهْديْها. يَحْدُتُ لها أن تُؤدي ثَمَنَ
المُضاجَعاتِ الأكْثرَ شبَقا، خُصُوصًا
عندما تُؤْتى من الدُّبُر. عِندَ المساء، تمنحُ بِلُطْفٍ
لِزوْجها بعض الهَدايا، قاطِعَ سيگارٍ،
رَبْطةَ عُنُقٍ، دونَما تَأْكيدٍ على رَمْزيتها.
ثم تَشرحُ لأَبْنائِها الفَرْقَ
بَيْن شاي الصِّينِ وَشَايِ سِيلانْ".
"افْتتحَتْ كونْتيسَةٌ، في الأربعين، صالونًا
يَجتَمِعُ فيهِ كُلُّ بورْجْوازِيو بَلْدَتِها.
إنها سَعيدَةٌ وَجَميلَة، تُسَافِرُ أَوَّلَ خَميسٍ
مِنْ كُلِّ شَهْرٍ إِلى باريسَ، مُتَسَكِّعََةً
َمِنْ حانَةٍ لِأُخْرى، تُمارِسُ الدَّعارةَ
مِنْ أجلِ المُتْعَةِ فَقَطْ، تارةً مَعَ لُصوصٍ وتارةً أُخْرى مَعَ سِكِّيرين تُحِبُّ أن يُعَنِّفوها، وبعْدَها يتَبَوَّلون
عَلى نَهْديْها. يَحْدُتُ لها أن تُؤدي ثَمَنَ
المُضاجَعاتِ الأكْثرَ شبَقا، خُصُوصًا
عندما تُؤْتى من الدُّبُر. عِندَ المساء، تمنحُ بِلُطْفٍ
لِزوْجها بعض الهَدايا، قاطِعَ سيگارٍ،
رَبْطةَ عُنُقٍ، دونَما تَأْكيدٍ على رَمْزيتها.
ثم تَشرحُ لأَبْنائِها الفَرْقَ
بَيْن شاي الصِّينِ وَشَايِ سِيلانْ".
عينان صغيرتان | طوما ڨينو
"تشاهد الرسوم المتحركة
بِكِيلوتٍ على الأريكة
مصاريع النوافذ ما زالت مغلقة
مادْلينَتَان بالتوت البري
مرميتان على فخذيها
عيناها صغيرتان
من فرط النوم
تشبهان جوازات السفر
المليئة بعلامات طوابع
بلدان بعيدة".
"تشاهد الرسوم المتحركة
بِكِيلوتٍ على الأريكة
مصاريع النوافذ ما زالت مغلقة
مادْلينَتَان بالتوت البري
مرميتان على فخذيها
عيناها صغيرتان
من فرط النوم
تشبهان جوازات السفر
المليئة بعلامات طوابع
بلدان بعيدة".