Telegram Web
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ما ذنب طفلتي الصغيرة شام أن تنزح ثمان مرات وتذوق طعم القهر وهي لم تتجاوز العامين بعد !!
‏حسبنا الله ونعم الوكيل
وحدك يا الله كنت ترى الوجع في قلب يعقوب حين قال: "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله"
اللهم إن شيئاً في القلب كهذا الآن على غزة وأهلها !!
فبرحمتك قل لفرحة يعقوب بيوسف أن تمر على غزة وأهلها، فأنت وحدك الذي تعلم ما في قلوبنا، فاجبرنا جبراً يتعجب منه أهل السماء والأرض !!
لن نستعطف أحد، ولن نستجدي أحد، ولن نطلب العون من أحد سوى الواحد الأحد !!
رأيت طفلي الصغير عمر يقتطع من رغيفه بعض الخبز ويخبئه في جيبه، فسألته لماذا تخبئه، فقال لي أنثره على الأرض لتأكل منه العصافير الجائعة !!
‏اللهم بما في قلوب أطفال غزة من رحمة، ارحم ضعفنا، وآمن خوفنا، وأطفئ حربنا !!
والله إنا لنرضى بالدعاء لمن لا يملك غيره، بل نفرح به، فلا تخذلونا ولا تنسونا !!
يا من شق البحر لموسى حتى خرج، أخرج غزة من شدة الضيق إلى واحة الفرج !!
اللهم بشر أهل غزة بفرج قريب يُثلج الصدور، ويفرح القُلوب، اللهم عاجلاً غير آجل يارب العالمين !!
اللهم إنا نستودعك أيام غزة القادمة، اللهم اجعل فيها بشرى انطفاء الحرب !!
لا نريد من المسلمين أن يوقفوا حياتهم من أجلنا، ولكن ما نريده منهم أن يتأدبوا في حضرة البلاء إذا هم خذلونا، ويخفضوا صوت ضجيج الترف على مواقع التواصل، وصور التفاخر بالطعام والشراب، وإخوانهم بجانبهم يُسحقون، فإن ذلك يكسر قلوبهم، ويشعرهم بالخيبة المريرة، وأنهم ليسوا على بال أحد !!
وقد كان الصحابة يكرهون أن يسألوا الله العافية بحضرة المبتلى !!
رغم أن القلب يفيض بالألم في غزة، إلا أن هناك زاوية فيه تبكي على السودان وتدعو لأهلها، ليست والله مثالية زائفة ولا كلام مصطنع، ولكنها الحقيقة، فجراحنا الكثيرة لا تنسينا جراح إخواننا، فمثل المؤمنين في تراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى !!
اللهم لا تأتي وقفة عرفة إلا وقد أوقفت حرب غزة، ولا يأتي العيد إلا وغزة في عيد !!
اللهم اقلب موازين الكون لأجل غزة !!
القصف في كل مكان لا يتوقف، اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا، واجعل هذه الليلة برداً وسلاماً على غزة وأهلها !!
بالأمس احترقت خيام النازحين بفعل القصف الشديد، والآن تحترق بفعل الحر الشديد، والناس في كرب عظيم، وبلاء كبير لا يعلم به سوى الله !!
‏فاللهم كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم، اجعل هذا الحر الشديد برداً وسلاماً على أهل الخيام في غزة !!
كم هو مؤلم أن تعتاد المشهد وكأنه روتين، ويتلاشى ضميرك بلا رحمة ولا دين !!
ليلة ساخنة جداً على رفح، لا تنسوا أهلها من دعائكم !!
كانت شامتي الجميلة تبكي بلا توقف في الخيمة من شدة الحر، فأشفقت عليها، وقررت أن أخرجها من هذا الفرن وأصنع لها سعادة يومها، فأخذتها إلى شاطئ البحر، فردت الروح إليها، وأزهرت من بعد ذبول، وعادت إليها ضحكتها، وكأنها خرجت من الظلمات إلى النور ، وحق لها ذلك، فما تحمله أطفال غزة من هم وغم، وخوف وجوع، تعجز عن حمله الجبال !!
اللهم إنا نستودعك أطفال غزة، فالطف بهم وارحمهم، وأوقف هذه الحرب لأجلهم فلا طاقة لهم بها !!
‏اللهم جبراً لخواطر أناس عزيزة كُسرت وخُذلت في غزة، اللهم لا يأتي يوم عرفة إلا وقد جبرتهم جبراً يليق بجلالك !!
المجاعة تضرب شمال غزة من جديد، لكن هذه المرة بدون ترند ولا ضجة إعلامية !!
‏كانت عندنا في غزة عادة قديمة، أن يكون طعام يوم الجمعة طعاماً دسماً تتزين فيه موائد الناس بما لذ وطاب من اللحوم، وأصناف الطعام والشراب !!
‏كنا نذهب إلى صلاة الجمعة مصطحبين أطفالنا بكامل زينتهم، وكأننا ذاهبون إلى صلاة العيد، ثم نعود من الصلاة مسرعين من أجل المكافاة التي ننتظرها على مدار الأسبوع، فنجد سفرة الطعام الجميلة بانتظارنا، فنأكل ونشبع ونحمد الله !!
‏أما اليوم فلم تعد هناك مساجد، ولم تعد هناك صلاة جمعة، ولم تعد هناك منازل، ولم تعد هناك سفرة طعام، لا في يوم الجمعة ولا في غيره، وصار طعامنا طيلة أيام الأسبوع متشابهاً، كسرة من الخبز وبعض المعلبات الرديئة، يأكلها الناس إذا وجدوها مضطرين ليسدوا جوعة أطفالهم !!
‏نسأل الله أن يرزقنا الجنة لقاء صبرنا هذا، حتى إذا أكلنا من طعامها، وشربنا من شرابها، واستمتعنا بظلالها، تذكرنا هذه الأيام الثقيلة، وتذكرنا خوفنا وجوعنا، فضحكنا وحمدنا الله وقلنا، "الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور، الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب"
2024/09/11 16:33:37
Back to Top
HTML Embed Code: