Telegram Web
تمت رحلة الداء والدواء ضمن مشروع قراءة تُراث الإمام ابن القيم -رحمه الله-...

من شارك في الرحلة ؟ كيف كانت ؟ حفزوا إخوانكم للانضمام في الكتب القادمة إن شاء الله:

@Naf3tawasolBot
-🌸💭

إن النفوس التي رُبّيت على معالي الأمور لا تأنف من وعورة الطريق، ولا تهاب ضيق المسالك، فإن في قلبها نارًا لا تخبو، وشوقًا لا يُروى إلا بالوصول.

وإن من أكبر المزالق التي يقع فيها طالب العلم أن يقيس نفسه بعجز الأمس، أو يُحمّل قلبه همّ النهاية وهو لم يخطّ بعد أول السطر!

يا هذا، إن عِظم الطريق لا يُلغي جمال البداية، وإن بطء السير خير من ركونٍ مميت!

قل لي: أليس من الحيف أن تهب وقتك لتفاهات المعاصرين، ثم تضيق بك صفحات كتاب ؟ أليس من الخسران أن تحفظ أسماء أهل السخافات وتراهاتهم، ثم تنسى أو تجهل أسماء أهل العلم والنور ؟

ثم أيّ همّة هذه التي تستزلها الصعوبات ؟ وأي عزيمة تلك التي تذبل إن تعثرت ؟

يا صاحِ، والله إن القلب ليزكو بصفحةٍ واحدة، ويشفى من علل السأم إذا صدقت النية، واستُمد التوفيق من رب البرية.

فلا تقل سأبدأ غدًا، ولا تنتظر صديقًا يُشاركك، أو معجزة تنتشلك... فإن أعظم الأعمال تلك التي تبدأ من خلجات النفس الصادقة، لا من ضجيج الحماسة العابرة.

فاصدق في عزمك، وتوكّل على ربك، وقل: "اللهم أعني"، تقدّم ولو حبْوًا...فإن الله لا يخذل عبدًا أراد وجهه.
-📖🌱

يا من تكسلُ عن السير، وتؤثرُ الراحة على المجاهدة، أما ترى إخوانك قد سبقوك؟! أما تسمع خُطى المجتهدين تتسارع، وهم يتقلبون بين صفحات العلم كما تتقلب الأرواح بين مواطن النور؟!

أما يوقظك أنهم يسهرون حين تنام، ويجتهدون حين تلهو، ويكدّون حين ترتاح؟! ليسوا بأفضل منك خلقًا، ولا أوسع منك عقلًا، لكنهم عرفوا لذة الطلب، فهان عليهم التعب.

فيا من خذلته همته، لا تظنّ أن الزمن ينتظرك، ولا أن الطرق تُمهّد لمن جلس، فإن العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك، ولا يفتح لك بابه إن وقفت تتفرج من بعيد.

عتبي عليك أنك قادر، وتعلم أنك قادر، لكنك تؤثر الدعة، وتسوّف، وتعِد، ثم لا تفي !

ومن طاب له التأخير اليوم، وجد نفسه في ذيل الركب غدًا.

قم يا صاح، فقد سبقك من هو أقل منك حيلة، لكنه صدق الله في الطلب، وما خاب من طرق بابه صادقًا.

وإن فاتك السبق، فلا يفوتك اللحاق، وإن لم تبلغ ذروة القمة، فلا ترضَ بأسفل السفح!
-💭🖇️

ليس من الإحسان في طريق العلم أن يُستدرَك المتأخر ثم يُنسى، ولا أن يُجمَع ما فات جمعَ الملهوف ثم يُرمى؛ فإن البناء الذي يُشَيَّد في أيام العاصفة -وإن بدا متماسكًا للعين- فقد يكون في أساسه خُدُوش لا تُرى، وشقوق لا يُعلَن عنها إلا حين تهزه عواصف الواقع.

فليس لطالب العلم أن يفرح بمجرد الاستدراك وإن لجأ إليه إذا ضاق به الوقت، وتراكمت عليه الدروس، واضطرّ إلى سرعة اللحاق بركب زملائه، ولا أن يزهو بمجرد إتمام المقرر وسدّ الخلل وملأ الفراغات؛ لأن العلم الحق ليس كمًّا يُجمَع، بل نورٌ يستقر في القلب، ويُثمر فهمًا ورسوخًا وبصيرة.

الاستدراك قد يُجمّل الظاهر، لكنه لا يُغني عن العودة المتأنية بعد موسم الشدّة والركض.

لا بدّ من جلسات مراجعة هادئة، تُعيد فيها ترتيب الأوراق، مراجعة الفهوم، تقويم المفاهيم، وتثبيت ما قد يكون عرضة للنسيان.

إن العلم لا يُؤخذ على عجل، ولا يُرتجَل ارتجالاً، بل يُرتشف رشفةً رشفة، ويُقلب كما يُقلّب الزرّاع الأرض، يُنقّى من الشوائب، ويُسقى بالهمة، ويُصقَل بالمراجعة، ويُربّى على التدرج.

ومن ظن أن استدراكه لما فات يغنيه عن العودة والمذاكرة، فهو كمن سدّ شقوق الجدار بورق، فارتاح لمظهره، وتركه للزمن حتى يتسلل إليه المطر فيسقطه مركومًا.

فإن كنت قد جمعت ما فاتك فاحمد الله، لكن إيّاك أن تظن أنك بذلك بلغت!

فإنما جمعت اللبنات، وعليك الآن أن تُحكِم رصفها، وتُثبّت قواعدها، وتعود لتتفقد مواضع الوهن، فإن البناء الذي لا يُراجع ينهار، وإن بدا صامدًا في البدء.

والعلم لا يُؤتي ثماره إلا لمن صبر عليه، وتأنّى في فهمه، وراجعه مرة بعد مرة، ومن تهاون في ذلك عاد استدراكه وبالًا عليه، وسرعان ما تتبخّر مكتسباته في أول ريح من النسيان.
-📖🌵

أيُّها الغافل عن مجدٍ تحت قدميه،
أيُّها الراضي بالقاع وأنت ابنُ السماء...

أما في قلبك جذوة توقٍ تشتعل؟
أما في صدرك همّة تأبى أن تُدفن تحت رماد الكسل؟

إنك خير من يعلم أن طلب العلم لا يليق به التواني، ولا يحتمله التسويف؛ لأنه طريق الأنبياء، وميدان الأخيار، فإن كنت تبغيه حقًا، فشدّ المئزر واركض فإن القوم قد سبقوا وإنك بهم لقادر على اللحاق إن لم تنسحب !

تعلّم، وإن بان الحرف شاقًّا...
اكتب، وإن ارتجفَ القلم في يدك...
اجتهد، وإن خارت همّتك...

إن العلم لا يُعطى مُدبِرًا، ولا يُنال مُتثاقلًا، هو جوهرةٌ لا تُهدى، ومغنمٌ لا يُعطى إلا لمن تجشّم وصبر...

في ميدانُ السبق، وسُلَّمُ الرقي...المجد لا يُورَّث، بل يُنتَزَع !
-🎀

من ذا الذي غرّه ظِلّ رفيق أو حُسنُ صحبة، فظنّ أن العزائم تُساق كما تُساق القطعان، لا تقوم إلا إذا قام معها غيرها، ولا تنهض إلا على أكتاف التشجيع والتذكير والرقابة؟

ويحك! من أقنعك أن الهمم تُستعار، أو أن الإرادة تُستدان؟ أما علمت أن الذي لا يقوم إلا بمن يَجرّه، سيقعد متى تعثّر صاحبه؟ أما رأيت أن الذي لا يتحمّس إلا إن سمع التكبير من فم غيره، سيخفت صداه إذا خبا صوت القائد؟!

الاعتماد على غيرك لتحفز نفسك خطأ فادح، بل هو من أبجديات التواكل والضعف، لا من خصال العزم والمضاء.

العمل الذي لا ينبض من داخلك لا حياة فيه؛ والمشروع الذي لا تراه في منامك وتتشوّق له في يقظتك لن يُكتب له تمام.

إن الذي ينتظر من يُذكّره، ويُشجّعه، ويصحبه، ويُقيم له البرامج واللقاءات، هو كمن لا يُحسن أن يسير خطوة إلا بإمساك يد غيره… فكيف يبلغ المدى؟

أنا لا أُهوّن من أثر الصحبة، ولا أُقلّل من بركة التعاون، لكنّي أقول لك صادقًا: من يجعل الحافز خارج قلبه فقد جعل مِقود أمره في يد غيره، ومن فعل أنى له أن يكون قائد حياته ؟

وقد يُسرق الحافز، ويغيب الصاحب، وتفتر الرفقة، ويبقى حينها السائر في التيه، متحسرًا على نَفسٍ لم يتعوّد أن تساق من داخلها!

يا صاح، أوقد نار همتك بنفسك، انهض على ساق العزم دون عكّازٍ خارجي، وتعلم أن تقول لنفسك:
“إن لم تنهضي الآن، فمن ينهض بك؟”
“وإن لم تَشتعلي، فمن يُوقدك؟”
“وإن لم تكتفِ بنفسك، فبمن تَكتفين؟”

نعم، قد تُرهق، قد تتعب، قد تتمنّى لو أن أحدهم يمدّ لك يدًا… ولكن لا تربط سَيرك بهم، ولا تجعل قيامك مرهونًا بهم… فهذه حياتك، وهذه صحيفتك، ولن يُحاسَب أحد عن عجزك يوم تقف وحدك.

امضِ وحدك إن لم تجد من يُرافقك، وكن للناس نورًا لا ظلًا، ودافعًا لا مدفوعًا…
فأعظم النماء ما بدأ من باطن النفس، لا من تصفيق الجماهير.

فهلّا بدأت من الآن؟
-🌱⭐️

من ظنّ أن الزرع يثمر دون حرث وسقيا، فقد خادع نفسه، ومن قطع الطرق ذاتها ثم تمنى مآلات مختلفة، فهو كالذي ينفخ في رماد يرجو منه نارًا.

ما من نتيجة إلا وهي ثمرة لسبب، وما من حالٍ إلا وهو ابن لفعلٍ، فلا تتغير الحياة بالتذمر، ولا يزول الضعف بالتحسر، ولا يُجبر وهن بالندم، والسبيل الذي ضيّعك بالأمس لن يهديك اليوم إلى وجهة أخرى.

النتائج التي لا ترضيك، لن تتبدل ما دمت متمسكًا بأسبابها؛ فمن شاء التغيير، فليُبدل عاداته قبل أن يطلب من الله تبديل حاله، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

الشكوى وحدها لا تصنع طريقًا، والدعاء لا يُثمر من غير بذل.

فمن يشتكي فتور الإيمان ثم يُهمل الصلاة، قد جنى على نفسه، ومن يندب ضياع الوقت وهو غارق في التسويف، فلن يجني إلا الحسرة، ومن ينتظر إنجازًا دون تخطيط أو جهد فحاله كمن ينتظر الحصاد في أرضٍ لم يحرثها قط.

العزم الصادق أن تبدأ، والمسؤولية الحقيقية أن تعترف: هذه الأفعال لا تليق بمن يريد التقدم.

والتغيير لا يحتاج صرخة، بل خطوة... خطوة واحدة صادقة يتبعها الاستمرار.

وإن عثرت، فعد.
وإن نسيت، فتذكّر.
وإن ضعفت، فاستند إلى يقينك لا إلى هوى النفس.
-☁️🍂

كم جاء الثواب يسعى إليك فوقف بالباب فردّه بوابُ: "سوف" و"لعل" و"عسى" !

كيف الفلاح بين إيمان ناقص، وأمل زائد، ومرض لا طبيب له ولا عائد، وهوى مستيقظ، وعقل راقد، ساهيًا في غمرته،عمِهًا في سكرته، سابحًا في لجة جهله، مستوحشًا من ربه مستأنسًا بخلقه، ذِكر الناس فاكهته وقوته، وذكر الله حبسه وموته، لله منه جزء يسير من ظاهره وقلبه ويقينه لغيره ؟!

الفوائد | ابن القيم | ص٧٤.
-📝🖇️

في البدايات قد يبدو الطريق موحشًا فيرى طالب العلم نفسه يسير في دربٍ لا انبساط فيه ولا نسيم، وكما يزهر الربيع بعد انقضاء الشتاء القارس؛ فإن ثمار التعلم تظهر بعد طول عناء.

أدركتُ شخصيًا أنَّ حلاوة العلم لا تُحتسى من أول شربة؛ فأجد دروسَهُ أحيانًا كقطعةٍ يابسةٍ من غصن زيتونٍ تؤكل بلا ملح ولا زيت، ولكنْ مع كلِّ إحياءٍ للهمّة واستنهاضٍ للعزيمة، يتكوَّنُ من تلك القطعة قُبلةُ سحرٍ عذبة، حتى يكاد القلب يتراقص فرحًا حينما يُطلُّ على بحار الحكمة بعد طول أنين.

وقد علِمتُ أنَّ أقدامًا كثيرة توقَّفت عن السعي لصعوبة الطريق؛ ظنَّ أصحابها أنَّ كلَّ نكهة في الحياة تُنال في لحظةٍ واحدة.

ولكنَّ طالبَ العلم المجاهد لا يركن إلى التمني الفارغ، بل يُثابرُ في دربه ويعلم أن شقوةَ البدايات مفتاحٌ لأبوابِ الغنى في النهاية، فإذا ثبت القلب على الإرادة، وجد راحةً تنمو في صحراء الطريق؛ تنضحُ أوراقها عشقًا بأقوال الصالحين وسير الأبرار وورد الآيات.

وإنَّما نعبرُ من خشونة البداية إلى لذة العلم بتكرار السعي وبالجدِّ والمصابرة، وبقلبٍ عامرٍ بالذكر والدعاء: «رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا»؛ فهذا الدعاء نور يفيض على من يحمله، يشقُّ ظلمات العقل فتوحًا على محاور الحكمة، فيصفو باطن النفس ويعانق الحواس.

وإنَّ تربيةَ القلب بالمجاهدة أشهى من عسلِ الدنيا الزائف؛ فبذلُ النفس في دروب الحقّ يُثمر وجدانًا وأنسًا متينًا، فإذا ما انشغلت خواطرُ القلب بجلال الحكمة، يغدو مدادُ الفقه كنورٍ يأسر الضمائر، فتجلو المعرفة به أسقام الجهل، ويستيقظ السرُّ في خلوة العبد.

أختم هذه الرسالة بأصدق نصيحةٍ: لا تهزمنك قساوة الطُّلُوع، فإنَّ ثمر الجهد لا يُحصَلُ عليه في الحينِ، بل يحلُّ بعد السهرات الطوال.

اصبر إذن دهرًا تفضي به إلى شرفِ العلم وتعدُّ ثماره، وتذكَّر أنّ الأذى في منازل البداية بابٌ لا يُغلقُ إلا بالرضا بعده.

والله العَزيز الحكيم وَعَدَ المخلصين في سعيهم بأن يجعل لهم في الليلِ نورًا، وفي القلب بريقًا؛ فَلا تَدَعِ العزم يغادرُك حين تضيقُ بك السبل، بل دع العزمَ يصل إلى رأس النخلة رغم قسوة الفصول، حتى تحوَّل تلك النخلةُ مُزهرةً بعودها، وتصنع ثمارًا صلاحًا للناس.

كن موقنًا بأنّ كلَّ خطوةٍ في هذه الدروب العسيرة تصقلُ فيك معدنًا مُبينًا وتعززُ ثمنكَ عند الله؛ فتجارتك معه سبحانه والسلعة غالية والوعد حق، وكل قرض حسن يرده لك أضعافًا.

نمضي صابرين نجني لذة العلم من بذور المثابرة، ونعلم أنّ النعيم الحقيقي لا يُنال بعجلة، بل يُوهَبُ للصابرين والجادين بإذن الله.

وإنَّ صدقَ المسعى يشدُّنا إلى سويداءِ النُّفوس؛ فنتعاهدها بالإصلاح والتزكية، إذ أن الالتزام المخلص منارةُ الوجدان، والسيرُ على طريق العلم لأجل وجه الله يُنير لنا الصدورَ والعقول، ولن نرضى إلا بالنور التام الكامل.
-☁️🌙

الساهر في طلب العلم، وإن أجهده الليل وأضناه السُهد، فإنما يقتبس نورًا لا يخبو، ويغترف من معينٍ لا ينضب.

كل صفحة تقرؤها في سكون الليل ستشهد لك يوم القيامة، وكل جهد تبذله في ظلمة السَحر سيورثك نورًا في القلب ورفعةً عند الله.

فاصبر على السهر؛ فإن وراءه لذة لا يُدركها إلا من ذاق، ومنفعة لا يبلغها إلا من جاهد.

يُضيءُ ليلَ المجدِ مَن سَهِرَ الدُّجى
فلا يُرى التاجُ على رأسِ الوَكَس
-☁️🌿

ما طابت لحظةٌ لطلب العلم كأول النهار؛ حيث الذهن صافٍ لم تُكدّره أصواتُ الناس، والروح هادئة لم تزدحم فيها الهموم، والعزيمة في أوجها كفرسٍ جامحة على أطراف الغدير.

ساعات الصباح الأولىٰ هي رأس المال، وزبدة اليوم، وعصارة القوة، من قدّم فيها غيرَ العلم أضاع أثمن ما لديه، ومن جعلها له حاز البركة في عقله وفهمه وعمره.

طلب العلم لا يُترك لبقايا اليوم، ولا يُؤجّل إلى حين ترتخي العزائم وتخفت النفوس، إنما يُوضع في أول الجدول لا في هامشه، وتُجعل له الصفوة من الوقت لا فتاته.

رأيتُ من جرّب هذا فغنم، ومن فرّط فيه فندم؛
وإنك لتقرأ في ساعة الصباح ما لا تقرأه في ثلاثٍ بعدها، وتفهم في نصفها ما تعجز عن إدراكه لاحقًا ولو قرأت أضعافه.

من علِم أنّ بركة العلم تُمنح في أول اليوم، لم يرضَ أن يهدرها في تصفّح أو تشتت أو كسل.

فخذ بقلبك نحو تلك الساعات، واجعل عهداً بينك وبين نفسك أن تكون لبناءك العلمي.

وتذكّر دائمًا: من لم يجعل لطلب العلم صدرَ يومه، فلن يجد له صدرًا في مستقبله.
"وإنَّكَ تنتهي لمنـــاكَ دومًا
إذا القُـرآن تعطيه البداية..

تمسَّك صالحًــا بكتاب ربي
فقول الله أولى بالعنايــــة"
2025/05/21 19:41:14
Back to Top
HTML Embed Code: