Telegram Web
«إذا تعذرت رؤية الصالحين ومصاحبتهم؛ فلا شيء أنفع للنفس من سماع أحوالهم، ومطالعة أخبارهم، وما كانوا عليه من الجد في العبادة».

الإمام الغزالي -رضي الله عنه-
Forwarded from نسيم الرياض
حفظكم الله تعالى وبارك فيكم..
ونرجو من الجميعِ عدمَ اقتطاعِ شيءٍ منَ الدروسِ والأسئلةِ والأجوبة وغيرِها ونشرِهِ، وقد سبقَ التنبيهُ لهذا، ولكنَّه يتكرَّر.. ومنِ اقتطعَ شيئاً وقامَ بنشرِهِ، فنرجو منه أن يحذفَه.
والدروسُ موجودة، والذي يريدُ أن يسمعَ يسمع..
وهذا الاقتطاعُ قد يكون مُخِلًّا في بعض الأحيان، حيث لا يُفهَمُ المقصودُ إلا بذكرِهِ مُتَّصلاً، ولذا فإنَّنا نكرِّرُ الرجاءَ بعدمِ الاقتطاعِ والنشر، وحذفِ كلِّ ما حصلَ من ذلك.
تذكير
في هذه الأيام المباركة يقام مجلس ذكر وعلم في الزاوية الشريفة
يومياً بعد صلاة العصر إلى يوم عرفة
وذلك في الساعة الخامسة (5:00) تقريباً.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
وتقول أبيات القصيدة المضمخة بشذى العشق وعنبر المحبة وعطر الهوى ونور المعارف:
أيا صاح هذا الركب قد سار مسرعا
ونحن قعود ما الذي أنت صانع
أترضى بأن تبقى المخلف بعدهم
صريع الأماني والغرام منازع
وهذا لسان الكون ينطق جهرة
بأن جميع الكائنات قواطع
وأن لا يرى السبيل سوى امرئ
رمى بالسوء لم تختدعه المطامع
ومن أبصر الأشياء والحق قبلها
فغيب مصنوعا بمن هو صانع
بواده أنوار لمن كان ذاهبا
وتحقيق أسرار لمن هو راجع
فقم وانظر الأكوان والنور عمها
ففجر التداني نحوك اليوم طالع
وكن عبده والق القياد لحكمه
وإياك تدبيرا فما هو نافع
أتُحْكِم تدبيرا وغيرُك حاكمٌ
أأنت لأحكام الإله تنازع؟!
فمحو إرادة وكل مشيئة
هو الغرض الأقصى فهل أنت سامع
كذلك سار الأولون فأدركوا
على إثرهم فليسر من هو تابع
على نفسه فليبك من كان طالبا
وما لمعت ممن يحب لوامع
على نفسه فليبك من كان باكيا
أيذهب وقت وهو باللهو ضائع


هي كلمات في المحبة، وفي حض الناس عليها، وهي تعبر عن تجربة روحية عظيمة للسكندري، الذي تخلص من الشواغل الحسية، وهذب روحه، واختار الزهد وطريق الأنوار والحقيقة والتي هي في جوهرها الإيمان بالله تعالى.
0108_1
<unknown>
يا أجمل الأنبياء
انتقل إلى رحمة الله تعالى أخونا عبدالله بن سيدي الشيخ عبدالرزاق العلي رحمه الله تعالى
رحل إلى الله ورحمته الشيخ الجليل سيدي محمد نديم الشهابي الذي أفنى عمره في خدمة دين الله، بصحبة المربي الكبير سيدي الشيخ عبد القادر عيسى، ومن بعده بصحبة العارف بالله سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي، ومن ثم بصحبة فضيلة الشيخ سيدي محمد عبد الله رجو، رضي الله عنهم جميعاً ونفعنا بهم.
نعزي شيخنا وأهله وذويه وأحبابه ومحبيه ونعزي الأمة الإسلامية جمعاء، ونسأل الله أن يجبر مصابنا بسد هذه الثلمة.
ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ العَلِيِّ العَظيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل
Forwarded from نسيم الرياض
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله الذي يحيي ويميت وهو الحيُّ الذي لا يموت، والحمد لله الذي حفظ هذا الدِّينَ على تعاقُب الأيام والسنين، بما وفَّق إليه أئمةَ العلمِ العاملين.. وأفضلُ الصلاةِ وأكملُ التسليمِ على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى ورثةِ إمامِ الأنبياءِ والمرسلين، العلماءِ الربَّانيِّين، أئمةِ العلمِ مناراتِ الهدى إلى يوم الدين. أما بعد:
فقد جاء في الصحيحين عن سيدِنا رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّه قال: (إِنَّ اللهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا).
وثبَتَ عن سيِّدنا عبد اللهِ بنِ عبَّاسٍ رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} قال: موتُ علمائِها وفقهائِها.
هذا وقد ورد أنه إذا مات العالم ثُلِمَ في الإسلام ثُلْمَةٌ؛ كما ورد عن التابعيِّ الجليلِ الحسنِ البصريِّ رحمه الله تعالى: (موتُ العالمِ ثُلْمَةٌ في الإسلامِ لا يَسُدُّها شيءٌ ما اختلفَ الليلُ والنهار).
ونحن إذْ نستقبل بالرِّضا والتسليم نبأَ وفاةِ العالمِ الربَّانيِّ الجليل، سيدي وأستاذي فضيلة الشيخ محمَّد نديم الشهابي رحمه الله تعالى، والذي تلقَّيتُ عنه العلومَ الشرعيةَ في مدرسة العادليَّة، تحت عنايةِ ورعاية وإشرافِ المرشدِ الكبير مربِّي العارفين ودليلِ السالكين بحالِه وقالِه سيدي فضيلةِ الشيخ عبد القادر عيسى رضي الله تعالى عنه ونفعنا به وبسائر العلماءِ العاملينَ وعبادِ الله الصالحين.
وكان أستاذُنا (فضيلة الشيخ محمد نديم رحمه الله تعالى) حينذاك مديراً لهذه المدرسة، مدرسةِ الإحسان في جامع العادليَّة، وكنا نرى فيه العالمَ العاملَ المربِّي، الحازمَ الشفوقَ، المَهيبَ المتواضعَ، يخدمُ ضيوفَه في داره بنفسِه، ويُحضِّرُ لهم أحذيتهم إذا انصرفوا ولو كانوا من طلابه.
واسعُ الثقافة يُخاطبُ ضيوفَهُ وطلابَهُ كُلًّا باختصاصه، ويَنفذُ من خلال ذلك إلى المنهج المطلوب منهجِ السيرِ والسلوكِ إلى ملك الملوك.
ومن لطائف تربيته للطلاب أنَّه كان يصلي صلاة الضحى في فرص الاستراحة بين الدروس، ففي كلِّ فرصة يصلي أربعَ ركعات، ويصلِّيها في المسجد المخصَّصِ لصلاة الأساتذة والطلاب.. ثم ينصرفُ إلى الإدارة ويجلس مع أساتذة المدرسة في غرفة الإدارة، وكان كُلُّ الأساتذة يفعلون ذلك، من دون أن يُلزِموا الطلاب؛ فكان جُلُّ الطلاب ـ إن لم يكن كلُّهم ـ يتوجَّهونَ إلى المسجد في كلِّ فرصة، ليصلُّوا صلاة الضحى.
وكان رحمه الله تعالى حريصاً على متابعة السُّنن النبويَّة في العبادات والعادات.. مجلسُهُ أبعدُ ما يكون عن الغيبة والنميمة، يكرهُ القيلَ والقال.. إذا تكلَّم أحدٌ في مجلسه وذكرَ أحداً من الخَلقِ بما لا يليقُ، قال له: يا سيد! ذِكْرُ الخلقِ داءٌ، وذِكْرُ الخالقِ دَواءٌ.
قرأنا عليه بعد الانتهاء من مرحلة المدرسةِ الشرعية جُملةً من الكتب الإسلامية، ككتابِ (التسهيل لعلوم التنزيل للإمام ابن جُزَي رحمه الله تعالى)، وكتابِ (بهجةِ النفوس وتحلِّيها بمعرفة ما لها وما عليها... شرح مختصر صحيح الإمام البخاري، للإمام ابن أبي جمرة رحمهما الله تعالى)، وكتابِ (شرح جوهرة التوحيد للإمام الصاوي رحمه الله تعالى)، وكتابِ (تيسير البلاغة للشيخ أحمد القلاش رحمه الله تعالى) وغيرِها.
وكان رحمه الله تعالى مدقِّقاً في تقرير المسائل، يسمعُ أثناء الدرس من الجميع، يَقبل الملاحظةَ من أيِّ واحد، وإذا أعجبته كان يصرِّحُ في أكثر الأحيان ويقول: (أفرحْتَني)، وإذا كانت الملاحظةُ غيرَ مقبولة يُقابلها بابتسامةٍ جميلةٍ، ثم يتابع الدرس.
وعندما شرَّفني اللهُ تعالى بزيارة شيخنا العارفِ بالله سيدي الشيخ عبد القادر عيسى في عمَّان في عام 1409هـ ـ 1989م، وأخبرتُه بهذه الدروس، قال لي: بلِّغْ سلامي على الشيخ نديم وقل له يحافظ على هذه الدروس، فلمَّا بلَّغته رحمه الله تعالى دمعتْ عيناهُ ثم قال: كرِّرْ عليَّ ما قال شيخُنا، فكرَّرتُ، فدمعَتْ عيناه، ثم قال: من فضلك كرِّرْ عليَّ ما قال شيخنا، وعيناهُ تفيضانِ بالدمع، ويضعُ كلتا يديه فوقَ عمامته قائلاً: على الرأس والعين..
وفي إحدى زياراته لشيخنا العارفِ بالله سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي رضي الله عنهما، وفي أثناء المجلس قال له شيخُنا رضي الله عنه: يا شيخ نديم ما هو أفضل حالٍ تحبُّ أن تلقى الله عليه؟ قال: يا سيدي أحبُّ أن ألقى الله وأنا حاضر مع الله.. فقال له: إذاً عليك أن تكون حاضراً مع الله تعالى على الدوام، تلقاهُ إن شاء الله وأنت حاضرٌ معه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}..
من سيدنا الشيخ محمد عبدالله رجو حفظه الله تعالى وبارك في عمره وصحته
العز بن عبدالسلام رحمه الله تعالى
2024/10/05 20:39:17
Back to Top
HTML Embed Code: