Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
- Telegram Web
Telegram Web
تعرف على عظمة خالقك...

إن ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺮّﻑ ﺍﻟﺄﻣﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺳﺮﺍﺟًﺎ ﻭﻫّﺎﺟًﺎ ﻭﺧﺎﺩﻣﺔً ﻟﺄﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺄﺭﺽ.

ﻭﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﺄﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﻣﻬﺪًﺍ ﻟﻠﺄﺣﻴﺎﺀ ﻭﻣﻨـﺰﻟًﺎ، ﻭﻣﺘﺠﺮًﺍ ﻟﻬﺎ. ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻃﺒﺎﺧﺔ ﻭﺻﺪﻳﻘﺔ ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ،

ﻭﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﻣﺼﻔﺎﺓ ﻟﻠﻬﻮﺍﺀ ﻭﻣﺮﺿﻌﺔ ﻟﻠﺄﺣﻴﺎﺀ، ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻣﺨﺎﺯﻥ ﻭﻣﺴﺘﻮﺩﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻣﺮﻭّﺣًﺎ ﻟﻠﺄﻧﻔﺲ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺱ،

ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﺒﻌﺜًﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻭﻛﺎﻟﺄﻡ ﺍﻟﺮَﺅﻭﻡ ﻟﻠﺄﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺠﺪﺩ. ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺈﻟﻬﻴﺔ ﺗﺒﻴﻦ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺈﻟﻬﻴﺔ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺗﺎﻡ.

المكتوبات - 289
مرض الوسوسة...

﴿ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠّٰﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ٭ ﻭﻗﻞ ﺭﺏِّ ﺍﻋﻮﺫُ ﺑﻚَ ﻣﻦ ﻫَﻤَﺰﺍﺕ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ٭ ﻭﺍَﻋﻮﺫُ ﺑﻚَ ﺭﺏِّ ﺍَﻥ ﻳَﺤـﻀُﺮﻭﻥ﴾

(ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ:٧٩-٨٩)

ﺃﻳُّﻬﺎ ﺍﻟﺄﺥ ﺍﻟﻤﺒﺘﻠﻰ ﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﻮﺳﻮﺳﺔ! ﻟﻴﺖ ﺷﻌﺮﻱ ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﻤﺎﺫﺍ ﺗﺸﺒﻪ ﻭﺳﻮﺳﺘُﻚ؟. ﺇﻧﻬﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻤﺼﻴﺒﺔ؛ ﺗﺒﺪﺃ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺛﻢ ﺗﻜﺒﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻚ ﺑﻬﺎ.

ﻭﺑﻘﺪﺭ ﺇﻫﻤﺎﻟﻚ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺗﺰﻭﻝ ﻭﺗﻔﻨﻰ، ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻈُﻢ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﻈﻤﺘَﻬﺎ ﻭﺗﺼﻐُﺮ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﺼﻐﺮﺗَﻬﺎ. ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺧﻔﺖَ ﻣﻨﻬﺎ ﺩﺍﺳﺘﻚ ﻭﺩﻭّﺧﺘﻚ ﺑﺎﻟﻌﻠﻞ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗَﺨَﻒْ ﻫﺎﻧَﺖْ ﻭﺧَﻨَﺴﺖْ ﻭﺗﻮﺍﺭﺕ.

ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﺣﻘﻴﻘﺘَﻬﺎ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺕ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺖَ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻭﺳَﺒَﺮﺕَ ﻏﻮﺭﻫﺎ ﺗﻠﺎﺷﺖ ﻭﺍﺿﻤﺤﻠﺖ. ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﺄﻣﺮ ﻫﻜﺬﺍ ﻓﺴﺄﺷﺮﺡ ﻟﻚ ﺧﻤﺴﺔ ﻭﺟﻮﻩ، ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻫﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪُﺙ ﻛﺜﻴﺮﺍ.

ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻴﺎﻧُﻬﺎ -ﺑﻌﻮﻥ ﺍﻟﻠّٰﻪ- ﺷﻔﺎﺀً ﻟﺼﺪﻭﺭﻧﺎ ﻧﺤﻦ ﻛﻠﻨﺎ. ﺫﻟﻚ ﻟﺄﻥّ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻣﺠﻠﺒﺔ ﻟﻠﻮﺳﺎﻭﺱ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢُ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻴﻀﻪ ﺩﺍﻓﻊ ﻟﺸﺮﻫﺎ. ﻓﻠﻮ ﺟﻬﻠﺘَﻬﺎ ﺃﻗﺒﻠﺖ ﻭﺩﻧﺖْ ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﻭﻟّﺖ ﻭﺃﺩﺑﺮﺕ.

الكلمات - 304
رسائل النور
لبديع الزمان سعيد النورسي
ﺇﻥ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﺈﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﺒﻴﻪ ﺑﻤﺎﻛﻨﺔ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺄﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻭﺍﻟﺂﻟﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﻧﻄﻔﺔ،

ﻭﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻀﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ، ﻭﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﻭﺍﻟﺄﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺑﺬﺭﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ..

ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺈﻳﺠﺎﺩ ﻟﺎ ﺭﻳﺐ ﺃﻧﻪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻬﺪ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻗﺎﻃﻌﺔ ﻭﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﻠﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻟﺼﺎﻧﻌﻬﺎ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ.

ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺈﺭﺍﺩﺓ ﻳﺨﺼّﺺ ﻛﻞَّ ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻲﺀ، ﻭﻳﻌﻄﻲ ﺷﻜﻠًﺎ ﺧﺎﺻًﺎ ﻟﻜﻞ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﻟﻜﻞ ﻋﻀﻮ ﻭﻟﻜﻞ ﻗﺴﻢ ﻣﻨﻪ ﻓﻴُﻠﺒﺴﻪ ﻭﺿﻌًﺎ ﻣﻌﻴﻨًﺎ.

المكتوبات - 301
تعرف إلى الله من خلال العلوم :

ﺟﺎﺀَﻧﻲ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﻃﻠﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻓﻲ "ﻗﺴﻄﻤﻮﻧﻲ" ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ:

"ﻋﺮّﻓﻨﺎ ﺑﺨﺎﻟﻘﻨﺎ، ﻓﺈﻥّ ﻣُﺪﺭّﺳﻴﻨﺎ ﻟﺎ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺍﻟﻠّٰﻪ ﻟﻨﺎ!".

*ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﻢ: "ﺇﻥ ﻛﻞ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺮﺃﻭﻧﻬﺎ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻠّٰﻪ ﺩﻭﻣﺎ، ﻭﻳﻌﺮّﻑ ﺑﺎﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻠﻐﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ. ﻓﺎﺻﻐﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﻦ".*

ﻭﻣﺜﻠﺎ: ﻟﻮ ﺃﻥ ﺟﻴﺸﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻳﻀﻢ ﺗﺤﺖ ﻟﻮﺍﺋﻪ ﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔَ ﺃﻟﻒِ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺍﻟﺄﻣﻢ، ﻟﻜﻞ ﺟﻨﺲ ﻃﻌﺎﻣُﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺂﺧﺮ، ﻭﻣﺎ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺳﻠﺎﺡ ﻳُﻐﺎﻳﺮ ﺳﻠﺎﺡَ ﺍﻟﺂﺧﺮ،

ﻭﻣﺎ ﻳﺮﺗﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﻣﻠﺎﺑﺲَ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺃﻟﺒﺴﺔ ﺍﻟﺂﺧﺮ، ﻭﻧﻤﻂُ ﺗﺪﺭﻳﺒﺎﺗﻪ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺗﻪ ﻳُﺒﺎﻳﻦ ﺍﻟﺂﺧﺮ، ﻭﻣﺪﺓُ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﻓﺘﺮﺓُ ﺭُﺧَﺼِﻪِ ﻫﻲ ﻏﻴﺮُ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﻟﻠﺂﺧﺮ.. ﻓﻘﺎﺋﺪُ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻭّﺩﻫﻢ ﻭﺣﺪﻩ ﺑﺎﻟﺄﺭﺯﺍﻕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺍﻟﺄﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺔ، ﻭﺍﻟﺄﻟﺒﺴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻐﺎﻳﺮﺓ، ﺩﻭﻥ ﻧﺴﻴﺎﻥ ﺃﻱٍّ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻟﺎ ﺇﻟﺘﺒﺎﺱ ﻭﻟﺎ ﺣﻴﺮﺓ،

ﻟﻬﻮ ﻗﺎﺋﺪ ﺫﻭ ﺧﻮﺍﺭﻕ ﺑﻠﺎ ﺭﻳﺐ؛ ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥَّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﻳُﺮﻳﻨﺎ ﺑﺪﺍﻫﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺨﺎﺭﻕ، ﺑﻞ ﻳﺤﺒّﺒﻪ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺑﻜﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻭﺇﻋﺠﺎﺏ؛ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻌﺴﻜﺮُ ﺍﻟﺄﺭﺽ؛ ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﺭﺑﻴﻊ ﻳﺠﻨّﺪ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﺟﻴﺸﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻴﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻣﻜﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﻨﺒـﺎﺗﺎﺕ ﻭﺃﻣﻢ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ،

ﻭﻳﻤﻨﺢ ﻟﻜﻞ ﻧﻮﻉ ﺃﻟﺒﺴﺘﻪ ﻭﺃﺭﺯﺍﻗﻪ ﻭﺃﺳﻠﺤﺘﻪ ﻭﺗﺪﺭﻳﺒﻪ ﻭﺭُﺧَﺼﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻪ، ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﻗﺎﺋﺪ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﺍﺣﺪٍ ﺃﺣﺪٍ ﺟﻞّ ﻭﻋﻠﺎ، ﺑﻠﺎ ﻧﺴﻴﺎﻥ ﻟﺄﺣﺪ ﻭﻟﺎ ﺍﺧﺘﻠﺎﻁ ﻭﻟﺎ ﺗﺤﻴّﺮ ﻭﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺎﻧﺘﻈﺎﻡ..

ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺸﺎﺳﻊ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻟﻠﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺄﺭﺽ ﻳُﺮﻱ -ﻟﺄﻭﻟﻲ ﺍﻟﺄﻟﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺒﺼﺎﺋﺮ- ﺣﺎﻛﻢَ ﺍﻟﺄﺭﺽ ﺣﺴﺐ "ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ" ﻭﺭﺑَّﻬﺎ ﻭﻣﺪﺑﺮَﻫﺎ، ﻭﻗﺎﺋﺪَﻫﺎ ﺍﻟﺄﻗﺪﺱ ﺍﻟﺄﺟﻞّ، ﻭﻳﻌﺮّﻓﻪ ﻟﻬﻢ، ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻛﻤﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﻤﻬﻴﺐ، ﻭﻣﺪﻯ ﻋﻈﻤﺘﻪ، ﻗﻴﺎﺳﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ، ﺑﻞ ﻳﺤﺒﺐ ﻣﻠﻴﻜَﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ﻭﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ.

الشعاعات - 244
ﺇﻥ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺄﻏﺼﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻭﺣﻤﻠَﻬﺎ ﻟﻠﺄﺛﻤﺎﺭ، ﻭﺗﺸﻌّﺐَ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﺍﻟﺼﻤﺎﺀ، ﻭﺧﺰﻧَﻬﺎ ﻟﻠﻐﺬﺍﺀ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ.. ﻭﻛﺬﺍ ﺗﺤﻤّﻞ ﺍﻟﺄﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﺷﺪﺓَ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ
ﻭﻟﻔﺤﺎﺗﻬﺎ، ﻭﺑﻘﺎﺀﻫﺎ ﻃﺮﻳﺔ ﻧﺪﻳّﺔ.. ﻛﻞُّ ﺫﻟﻚ ﻭﻏﻴﺮُﻩ ﺻﻔﻌﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻮﺍﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﻴﻦ ﻋَﺒَﺪﺓ ﺍﻟﺄﺳﺒﺎﺏ، ﻭﺻﺮﺧﺔ ﻣﺪﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ، ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ: "ﺇﻥ ﻣﺎ ﺗﺘﺒﺎﻫَﻮﻥ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺻﻠﺎﺑﺔ ﻭﺣﺮﺍﺭﺓ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﺎ ﺗﻌﻤﻠﺎﻥ ﺑﻨﻔﺴﻬﻤﺎ، ﺑﻞ ﺗﺆﺩﻳﺎﻥ ﻭﻇﺎﺋﻔَﻬﻤﺎ ﺑﺄﻣﺮِ ﺁﻣﺮٍ ﻭﺍﺣﺪٍ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺠﻌﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻋﺼﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺗﺸـﻖ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﻭﺗﻤﺘﺜﻞ ﺃﻣﺮ ﴿ﻓَﻘُﻠﻨﺎ ﺍﺿـﺮﺏ ﺑﻌﺼﺎﻙ ﺍﻟﺤَﺠَﺮ﴾ (ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٠٦) ﻭﻳﺠﻌﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺄﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻄﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺪﻳﺔ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺃﻋﻀﺎﺀُ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﺎﻡ ﺗﻘﺮﺃ ﺗﺠﺎﻩ ﻟﻔﺤﺔِ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ: ﴿ﻳﺎ ﻧﺎﺭُ ﻛﻮﻧﻲ ﺑﺮﺩًﺍ ﻭﺳﻠﺎﻣًﺎ﴾ (ﺍﻟﺄﻧﺒﻴﺎﺀ: ٩٦)".

ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻌﻨًﻰ "ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠّٰﻪ" ﻭﻳﺠﻠﺐ ﻧِﻌَﻢ ﺍﻟﻠّٰﻪ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻠّٰﻪ ﻭﻳﻘﺪّﻣﻬﺎ ﺇﻟﻴﻨﺎ، ﻓﻌﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻳﻀﺎ "ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠّٰﻪ" ﻭﻧﻌﻄﻲ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻠّٰﻪ ﻭﻧﺄﺧﺬ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻠّٰﻪ. ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻧﺮﺩّ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻐﺎﻓﻠﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﻄﻮﺍ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻠّٰﻪ.

الكلمات - 7

الماديون الذين يؤمنون بالمادة فقط اي ما تراه اعينهم و يلمسون بايديهم و يكفرون بأمر الغيب...

بما تحداهم الكاتب في هذا المقطع؟
بما يجازى المظلومين عند المصيبة الجماعية؟

ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﺗﺼﻴﺐ ﻛﻠّﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻈـﻠﻮﻣﻴﻦ ﻣﻌﺎ، ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺈﻟﻬﻴﺔ، ﻓﻤﺎ ﻧﺼﻴﺐ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﻠّٰﻪ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ؟.

ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ: ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺠﻠﻴﺎ ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻟﺒﻠﺎﺀ، ﻟﺄﻥّ ﺃﻣﻮﺍﻝَ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺄﺑﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﺳﺘُﺨﻠَﺪ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺂﺧﺮﺓ، ﻭﺗُﺪّﺧﺮ ﺻﺪﻗﺔً ﻟﻬﻢ،

ﺃﻣﺎ ﺣﻴﺎﺗُﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﻓﺘﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﺗﻜﺴﺐ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ؛ ﺃﻱ ﺇﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺒﻠﺎﺀ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺄﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺄﺑﺮﻳﺎﺀ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺇﻟﻬﻴﺔ ﺿِﻤﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺃﻟﻴﻢ ﻣﺆﻗﺖ،

ﺣﻴﺚ ﺗﻤﻨﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﻤﺸﻘﺔ ﻭﻋﺬﺍﺏ ﻣﺆﻗﺘﻴﻦ، ﻭﻗﻠﻴﻠﻴﻦ ﻧﺴﺒﻴﺎ، ﻏﻨﻴﻤﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻭﻋﻈﻴﻤﺔ.


الكلمات - 195
*﴿ اِنَّ الصَّلٰوةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِن۪ينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾*

قال لي أحدهم يوما وهو كبير سنا وجسما ورتبة: « إنّ أداء الصلاة حسن وجميل، ولكن تكرارها كل يوم، وفي خمسة أوقات كثير جدّا فكثرتها هذه تجعلها مملّة!‥ »

وبعد مرور فترة طويلة على هذا القول، أصغيت إلى نفسي فإذا هي أيضا تردد الكلام نفسه!! فتأملت فيها مليّا، وإذا بها قد أخذت – بطريق الكسل – الدرسَ نفسَه من الشيطان، فعلمتُ عندئذ أنّ ذلك الرجل كأنه قد نطقَ بتلك الكلمات بلسان جميع النفوس الأمارة بالسوء، أو أُنطق هكذا. فقلت ما دامت نفسي التي بين جنبيّ أمَّارة بالسوء فلابد أن أبدأ بها أولا لأنّ مَن عجز عن إصلاح نفسه فهو عن غيرها أعجزُ، فخاطبتها:

يا نفسي!‥ اسمعيها مني « خمس تنبيهات » مقابل ما تفوهتِ به وأنتِ منغمسة في الجهل المركب سادرة في نوم الغفلة على فراش الكسل.

*التنبيه الأول*
يا نفسي الشقية! هل إنّ عمركِ أبديّ؟ وهل عندك عهد قطعي بالبقاء إلى السنة المقبلة بل إلى الغد؟ فالذي جعلكِ تملّين وتسأمين من تكرار الصلاة هو توهمكِ الأبدية والخلود، فتظهرين الدلال وكأنك بترفك مخلّدة في هذه الدنيا. فإن كنت تفهمين أنّ عمركِ قصير، وأنّه يمضي هباء دون فائدة، فلا ريب أنّ صرف جزء من أربعةٍ وعشرين منه في أداء خدمة جميلة ووظيفة مريحة لطيفة، وهي رحمة لك ووسيلة لحياة سعيدة خالدة، لا يكون مدعاة إلى الملل والسأم، بل وسيلة مثيرة لشوق خالص ولذوقٍ رائع رفيع.

*التنبيه الثاني*
يا نفسي الشرهة! إنكِ يوميًّا تأكلين الخبز، وتشربين الماء، وتتنفسين الهواء، أمَا يورث هذا التكرار مللا وضجرا؟ كلّا دون شك! لأنّ تكرارَ الحاجة لا يجلب الملل بل يجدّد اللذة. لهذا فالصلاة التي تجلب الغذاء لقلبي، وماء الحياة لروحي، ونسيم الهواء لِلّطيفة الربانية الكامنة في جسمي، لابد أنّها لا تجعلك تملّين ولا تسأمين أبدا.

نعم، إنّ القلب المتعرض لأحزان وآلام لا حدّ لها، المفتونَ بآمال ولذائذ لا نهاية لها، لا يمكنه أن يكسب قوةً ولا غذاء إلّا بطرق باب الرحيم الكريم، القادر على كل شيء بكل تضرع وتوسل.

وإنّ الروح المتعلقة بأغلب الموجودات الآتية والراحلة سريعا في هذه الدنيا الفانية، لا تشرب ماء الحياة إلّا بالتوجه بالصلاة إلى ينبوع رحمة المعبود الباقي والمحبوب السرمدي.

وإن السر الإنساني الشاعر الرقيق اللطيف، وهو اللطيفة الربانية النورانية، والمخلوق للخلود، والمشتاق له فطرةً والمرآة العاكسة لتجليات الذات الجليلة، لابد أنّه محتاج أشدَّ الحاجة إلى التنفس، في زحمةِ وقساوة وضغوط هذه الأحوال الدنيوية الساحقة الخانقة العابرة المظلمة، وليس له ذلك إلّا بالاستنشاق من نافذة الصلاة.

كليات رسائل النور
الكلمات ٢٩٨
المقتضى الأول هذه المصنوعات إنما تخلق وتوجد بالصفات المطلقة لحاكم حكيم كبير كامل، وبأسمائه المطلقة وبعلمه غير المحدود وبقدرته غير المتناهية. يشهد على هذا ما هو ماثل أمامنا من الأفعال الحكيمة

والتصاريف البصيرة للأمور الجارية في هذا الكون.

نعم، يفهم ويُعلم قطعا بحدس قطعي من هذه الآثار بل يُشاهد: أن ذلك الصانع له حاكمية وآمرية بدرجة الربوبية العامة، وله كبرياء وعظمة بدرجة الجبروتية المطلقة، وله كمال واستغناء عن غيره بدرجة الألوهية المطلقة

وله فعالية وسلطنة لا تتناهى ولا يحدها حد ولا يقيدها قيد.

فالحاكمية والكبرياء والكمال والاستغناء عن الغير والإطلاق والإحاطة وعدم التناهي وعدم الحد، كلها تستلزم الوحدانية وتضاد الشرك.

فشهادة الحاكمية والأمرية على التوحيد والوحدانية قد أثبتت في مواضع كثيرة من رسائل النور، نورد زبدة خلاصتها على النحو الآتي:

إن شأن الحاكمية ومقتضاها الاستقلال والانفراد ورد مداخلة الآخرين، حتى إن الإنسان المحتاج فطرة إلى معاونة الآخرين لعجزه، يرد مداخلة غيره في شؤونه بظل من تلك الحاكمية حفاظا على استقلاله؛ لذا فلا يوجد

سلطانان في بلد، ولا واليان في ولاية، ولا

#22

مديران في ناحية، بل ولا مختاران في قرية. وإذا ما وجد سلطانان في بلد فالأمور تضطرب ويختل النظام ويحدث الهرج والمرج.

فلئن كان ظل حاكمية في الإنسان العاجز المحتاج إلى المعاونة يرد مداخلة الآخرين ويرفض اشتراكهم رفضا باتا إلى هذه الدرجة، فلا تقبل قطعا حاكمية في ربوبية مطلقة للقدير المطلق المنزه عن العجز مداخلة سواها واشتراكه بل تردّه ردا قويا، وتطرد من ديوانها من يتوهم الشرك ويعتقد

به طردا عنيفا.

ومن هذه الحقيقة ينبثق الزجر العنيف الذي يزجر القرآن الكريم به المشركين ويردهم.

أما شهادة الكبرياء والعظمة والجلال على الوحدانية، فهي الأخرى قد بينت براهينها الساطعة في رسائل النور. لذا يشار إلى فحواها في اختصار

شدید.
مثال: كما أن عظمة نور الشمس، وكبرياء ضيائها لا تدعان حاجةً إلى أنوار ضعيفة أخرى بقربها وبلا حائل، ولا تمنح لها تأثيرا يذكر؛ كذلك عظمة القدرة الإلهية وكبرياؤها لا تدعان حاجة إلى أية قدرة أخرى وإلى أية قوة أخرى، ولا تفوضان إليهما أي إيجاد كان ولا أي تأثير حقيقي كان، ولاسيما في ذوي الحياة والشعور من المخلوقات التي تتمركز فيها جميع المقاصد الربانية في الكون وتدور عليها. فلا يمكن أن تدع تلك العظمة والكبرياء شيئا منها إلى الأغيار قطعا. وكذا الأحوال والثمرات والنتائج التي هي في جزئيات ذوي الحياة والتي تتظاهر فيها غايات خلق الإنسان وغايات إيجاد النعم التي لا تعد ولا تحصى، فلا يمكن إحالتها إلى يد الأغيار قطعا.

فمثلا: الامتنان الحقيقي والرضى الحقيقي الذي ينبعث من كائن حي نتيجة شفاء جزئي من مرض، أو رزق جزئي أتاه أو اهتداء إلى الله، لا يمكن أن يتوجه إلا إليه تعالى. فتقديم الحمد والثناء إلى غيره تعالى يمس عظمة الربوبية وكبرياء الألوهية ويتجاوز على عزة المعبودية المطلقة والجلال.

أما إشارة الكمال إلى سر الوحدانية فهي الأخرى قد وضحت في رسائل النور ببراهينها الساطعة.

#23

وخلاصة مختصرة لفحواها هي أن خلق السماوات والأرض يقتضي بالبداهة قدرة مطلقة في منتهى الكمال، بل إن الأجهزة العجيبة لكل كائن حي تقتضي كذلك قدرة في كمال مطلق والكمال الذي هو في القدرة المطلقة المنزهة عن العجز والمبرأة عن القيد يستلزم الوحدانية بلا شك. إذ بخلافه يعتري كماله النقص وإطلاقه القيد، ويعني إنهاء لا تناهيه، وإسقاط أقوى قدرة إلى أضعف عجز، ويستلزم إنهاء قدرة لا تتناهى وفي لا تناهيه بشيء متناه. وهذا محال في محال بخمسة وجوه.

أما شهادة الإطلاق والإحاطة وعدم التناهي على الوحدانية فهي الأخرى قد ذكرت مفصلا في رسائل "سراج النور" ومضمونها المختصر هو: أن كل فعل من الأفعال الجارية في الكون بانتشار أثره في جميع النواحي انتشارا مستوليا يبين أنه محيط وطليق ولا حدود له ولا قيد يقيده. وأن الشرك والاشتراك يجعل تلك الإحاطة تحت الانحصار وذلك الإطلاق تحت القيد وتلك اللا محدودية تحت الحد، فيفسد حقيقة الإطلاق وماهية الإحاطة... فلابد أن الشرك محال في تلك الأفعال التي هي مطلقة ومحيطة بكل شيء، ولا وجود له حتما.

نعم، إن ماهية الإطلاق ضد الشرك، لأن معنى الإطلاق حتى لو كان في شيء متناه ومادي ومحدود، فإنه ينتشر انتشار استيلاء واستقلال إلى جميع الأطراف كالهواء والضياء والنور والحرارة بل حتى الماء، إذا ما نال أي من هذه الأشياء صفة الإطلاق فإنه ينتشر إلى جميع الأطراف والجهات.

فما دامت جهة الإطلاق حتى لو كانت في الشيء الجزئي تجعل الأشياء المادية والمحدودة مستولية على هذه الصورة، فلابد أن الإطلاق الحقيقي الكلي يمنح الصفات اللانهائية والمنزهة عن المادة والتي لا تحدها حدود والمبرأة عن القصور، يمنحها استيلاء وإحاطةً كاملة إلى حد لا يمكن أن تقبل الشرك والاشتراك بأية جهة كانت ولا يمكن أن يكون لهما احتمال

قطعا.
حاصل الكلام: إن حاكمية ألوف الأفعال العمومية الجارية في الكون ومئات الأسماء الإلهية المشهودة تجلياتها وكبرياؤها وكمالها وإحاطتها وإطلاقها ولا تناهيها، كل منها برهان قوي للوحدانية والتوحيد.

#24 فمثلا: كما أن قوة خارقة لدى شروعها بفعالية ما، تستولي على الجهات كلها، وتشتت القوى الأخرى. كذلك كل فعل من أفعال الربوبية وكل تجل من تجليات الأسماء الإلهية، تظهر قوتها الخارقة جدًا في آثارها بحيث لو لم تكن حكمة عامة وعدالة مطلقة ولم توقفها عن حدها لكان كل من تلك القوى يستولي على الموجودات قاطبة. فالقوة التي تخلق شجرة الحور في الأرض عموما وتدبر أمورها، لا تدع قطعا هذه القوة الكلية أفرادا جزئية

الأشجار الجوز والتفاح والمشمش المنتشرة بين أشجار الحور والملاصقة لها، إلى قوى أخرى غيرها. ولا يمكن إلا وتستولي عليها أيضا وتضمها بين

تدبيرها للأمور.

نعم، إن مثل هذه القوة والقدرة المصرفة للأمور تستشعر في كل نوع من المخلوقات، بل في كل فرد من الأفراد، وتشاهد أنها تتمكن من أن تستولي على الكائنات كلها وعلى الأشياء كلها، وتهيمن على الموجودات قاطبة.

فلاشك أن قوة كهذه لا تقبل الاشتراك قطعا ولا تسمح بالشرك في أية جهة

كانت.

وكذا إن أكثر ما يوليه صاحب شجرة مثمرة من اهتمام وأكثر ما يظهره من علاقة بها هو ثمراتها المتدلية في نهايات أغصانها، ونواها الغائرة في قلب تلك الثمرات بل هي قلوبها بالذات. ولا شك أنه لا يخل بمالكيته عبثا - إن
كان راشدا بتمليك تلك الثمرات المتدلية من الأغصان إلى الآخرين تمليكا

دائميا. كذلك الأمر في الشجرة المسماة بالكون، التي تمثل العناصر أغصانها، وما في نهايات تلك العناصر من نباتات وحيوانات تمثل أزهارها وأوراقها، وما في قمم تلك الأغصان وفي ذروة تلك الأوراق والأزاهير من ثمرات تمثل الإنسان. فإن أجل نتائج سعي تلك الثمرات البديعة ونتيجة خلقته هي العبودية لله وتقديم الشكر والحمد له وحده، ولاسيما ما ينطلق من النوى الجامعة لتلك الثمرات، تلك هي قلوب البشر وقواهم الحافظة المسماة بظهر القلب.. (11) لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يدعها سبحانه لاغتصاب الأغيار فيهون من شأن عظمة ربوبيته وعزتها مخلا به معبوديته تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

#25

وكذا، لما كانت مقاصد الربوبية قد تمركزت في الجزئيات التي هي في منتهى دائرة الممكنات والكثرة، بل تمركزت حتى في جزئيات أحوال تلك الجزئيات، وفي جزئيات أطوارها التي تمتد إلى المعبودية وتتوجه إلى المعبود سبحانه.. ولما كان جميع أنواع الامتنان والحمد والثناء وجميع أضراب الشكران والعبادات ناشئة من تلك الجزئيات، فلا شك أنه سبحانه لا يسلمها إلى الأغيار، فلا يفسد حكمته الجليلة بهذا التسليم، ولا يسقط ألوهيته المهيبة بهذا الإفساد لأن أهم المقاصد الربانية في خلق الموجودات هو تعريف وتحبيب نفسه سبحانه إلى ذوي الشعور، ودفعهم إلى تقديم حمدهم

وشكرهم وثنائهم له وحده. ولأجل هذا السر الدقيق فإن الأفعال والآلاء الجزئية منها والكلية المتمركزة في منتهى دائرة الكثرة، كالرزق والشفاء ولاسيما الاهتداء والإيمان

وأمثالها من الأفعال والآلاء التي تنتج الشكر وتبعث على العبادة والحمد والمحبة والعبودية والثناء؛ إنما هي إحسان مباشر لرب العالمين وإنعام مباشر لسلطان الموجودات وأثر مباشر لهدايته وفعله ومن أجل إراءة ذلك يسند القرآن الكريم مكررا الرزق والهداية والشفاء إلى الواجب الوجود، ويبين أن إحسان كل منها إنما هو خاص به وحده و منحصر به وحده، وفي الوقت نفسه

يرد ردا قويا تدخل الأغيار في تلك الأفعال الجليلة. (1) كقوله تعالى: (ان

الله هو الرزاق ذو القوة المتين) (الذاريات: ٨٥) (المؤلف).)

نعم، إن نعمة الإيمان التي تكسب دار سعادة أبدية لا تكون إلا نعمة من خلق تلك الدار ومن جعل الإيمان مفتاحا لها، وهو الله ذو الجلال والإكرام وليس غيره إطلاقا؛ إذ لا يمكن أن يكون غيره تعالى منعم مثل هذه النعمة العظمى فيسد أعظم نافذة مطلة على المعبودية ويُغصب أجل وسيلة إليها. حاصل الكلام: إن أدق الأحوال الجزئية والثمرات التي هي في أقصى نهايات شجرة الخلق تشهد وتشير إلى التوحيد والوحدانية بجهتين

أولاها: لأن مقاصد الربوبية في الكون تتجمع في الأحوال الجزئية، وغاياتها تتمركز فيها، وتجليات أكثر الأسماء الحسنى وظهورها وتعيناتها تجتمع فيها، ونتائج خلق الموجودات وفوائدها تبرز فيها؛ لذا فإن كلا منها تقول انطلاقا من نقطة التمركز والتجمع هذه: أنا ملك من خلق الكون بأسره،

أنا فعله وأثره.

#26

أما الجهة الثانية فإن قلب تلك الثمرة الجزئية وذهن الإنسان المسمى حسب الحديث الشريف بظهر القلب، فهرس مختصر لأكثر الأنواع، ونموذج مصغر لخريطتها، وبذرة معنوية لشجرة الكون، ومرآة رقيقة لأكثر الأسماء الإلهية. فانتشار تلك القلوب والأذهان وأمثالها التي هي على نمط واحد
انتشارا مستوليا ومهيمنا على وجه الكائنات كلها، يرنو بلا شك إلى من بيده مقاليد السماوات والأرض، فيقول كل منها : أنا أثره وحده، أنا إتقانه وحده.

زبدة الكلام مثلما تتوجه الثمرة إلى مالك شجرتها من حيث كونها مفيدة

وترنو إلى جميع أجهزة تلك الشجرة وأغصانها وماهيتها من حيث نواها. وتنظر إلى جميع ثمار تلك الشجرة من حيث سكتها المضروبة على وجهها والموجودة في مثيلاتها فتقول جميعا: نحن على نمط واحد، صدرنا من يد واحدة، ونحن ملك لمالك واحد، فالذي خلق واحدة منا هو خالق جميعنا بلا

شك".

كذلك الأمر في الكائن الحي الذي هو في نهايات دائرة الكثرة، ولاسيما الإنسان، وبخاصة من حيث العلامات الفارقة الموجودة على وجهه، ومن حيث ما في قلبه من فهرس، ومن حيث ما في ماهيته من نتائج، تتوجه كلها إلى الذي يمسك السماوات والأرض بربوبيته الجليلة وتشهد على وحدانيته

جل وعلا.
ﺇﺧﻮﺗﻲ ﺍﻟﺄﻋﺰﺍﺀ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﻴﻦ!

ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺎﺟﻤﻬﺎ ﺭﺳﺎﺋﻞُ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺗَﺼﻔﻌُﻬﺎ ﺻﻔﻌﺎﺕٍ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺴﻢُ ﺍﻟﻀﺎﺭُّ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ، ﻟﺎ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔُ ﺑﺈﻃﻠﺎﻗﻬﺎ، ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻗﺴﻢَ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳَﺨﺪُﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓَ ﺍﻟﺎﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺄﺧﻠﺎﻕَ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻟﺎﺕِ ﺍﻟﺈﻧﺴﺎﻧﻴﺔ،

ﻭﺍﻟﺎﺯﺩﻫﺎﺭَ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲَّ ﻣﺘﺼﺎﻟﺢٌ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﺧﺎﺩﻡٌ ﻟﺤﻜﻤﺔِ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﺎ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻌﻬﺎ، ﻭﺭﺳﺎﺋﻞُ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻟﺎ ﺗﺘﻌﺮَّﺽ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺑﺸﻲﺀ.

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺂﺧَﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺳﻴﻠﺔً ﻟﻠﺘﺮﺩﻱ ﻓﻲ ﻣَﻬﺎﻭﻱ ﺍﻟﻀﻠﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺈﻟﺤﺎﺩ، ﻭﺍﻟﺴﻘﻮﻁِ ﻓﻲ ﺃﻭﺣﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﻬﺔٍ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﻮﺭِﺙ ﺍﻟﻤﺮﺀَ ﺍﻟﻀﻠﺎﻟﺔَ ﻭﺍﻟﻐﻔﻠﺔَ ﺑﺎﻟﻠﻬﻮ ﻭﺍﻟﻤﺠﻮﻥ ﻭﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ،

ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺨﻮﺍﺭﻗﻪ ﺍﻟﺸﺒﻴﻬﺔِ ﺑﺎﻟﺴﺤﺮ ﻣﺘﻌﺎﺭِﺿًﺎ ﻣﻊ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻤﻌﺠِﺰﺓ، ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺑﻤُﻌﻈَﻢ ﺃﺟﺰﺍﺋﻬﺎ ﺗﺘﻌﺮَّﺽ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ، ﻓﺘﺘﺼﺪَّﻯ ﻟﻪ ﺑﻤَﻮﺍﺯﻳﻨﻬﺎ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻭﻣُﻮﺍﺯﻧﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺮﺻﻴﻨﺔ،

ﻭﺗَﺼﻔﻌُﻪ ﺑﺒﺮﺍﻫﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﻣﻐﺔ، ﻭﺗُﺒﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺄﻭﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢِ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊِ ﻓﻠﺎ ﺗَﻤَﺴُّﻪ ﺑﺸﻲﺀ؛ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳَﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺸﺘﻐﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺩﻭﻥ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽٍ ﻭﻟﺎ ﺗﺮﺩُّﺩ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻬﻢ.

رسائل النور
إن ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ ﺑﺎﻟﻜﻮﻥ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮُ ﺃﻏﺼﺎﻧَﻬﺎ، ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺎﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﻧﺒﺎﺗﺎﺕ ﻭﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺗﻤﺜﻞ ﺃﺯﻫﺎﺭﻫﺎ ﻭﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ، ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻤﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺄﻏﺼﺎﻥ ﻭﻓﻲ ﺫﺭﻭﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺄﻭﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﺄﺯﺍﻫﻴﺮ ﻣﻦ ﺛﻤﺮﺍﺕ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﺈﻧﺴﺎﻥَ.

ﻓﺈﻥّ ﺃﺟﻞَّ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻌﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺪﻳﻌﺔ ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﺧﻠﻘﺘﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔُ ﻟﻠّٰﻪ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻭﻟﺎﺳﻴﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻯ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺜﻤﺮﺍﺕ، ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻗﻮﺍﻫﻢ ﺍﻟﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ ﺑﻈﻬﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ..

ﻟﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺄﺣﻮﺍﻝ ﺃﻥ ﻳَﺪَﻋﻬﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﺎﻏﺘﺼﺎﺏ ﺍﻟﺄﻏﻴﺎﺭ ﻓﻴﻬﻮّﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﻋﻈﻤﺔ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ﻭﻋﺰﺗﻬﺎ ﻣﺨﻠﺎ ﺑﻪ ﻣﻌﺒﻮﺩﻳﺘﻪ. ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠّٰﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻮﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ.

الشعاعات - 24
رسائل النور
لبديع الزمان سعيد النورسي
إن[[ "ﺻﻨﻊَ ﻛﻞِّ ﺷﻲﺀٍ ﻣﻦ ﺷﻲﺀٍ ﻭﺍﺣﺪ"]]

ﺃﻱ ﺻﻨﻊَ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﻭﺃﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺧﻠﻖَ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺇﺑﺪﺍﻉَ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺄﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻡ ﺑﺴﻴﻂ.

ﻭﻛﺬﺍ [["ﺻُﻨﻊ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ" ]]

ﻛﺒﻨﺎﺀ ﻟﺤﻢ ﻣﻌﻴﻦ ﻭﺟﻠﺪ ﺑﺴﻴﻂ ﻟﺬﻱ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﻣﻄﻌﻮﻣﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺄﺟﻨﺎﺱ.. ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺂﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﺬﺍﺕ ﺍﻟﺄﺣﺪﻳﺔ ﺍﻟﺼﻤﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺨﺘﻢ ﺍﻟﻤﺨﺼﻮﺹ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺄﺯﻟﻲ ﺍﻟﺄﺑﺪﻱ ﻭﻃﻐﺮﺍﺅﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﻠﻴﺪﻫﺎ ﺃﺑﺪﺍ.

الكلمات - 37
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْاِنْسَ اِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ ( الذاريات:56 )

يُفهم من أسرار هذه الآية الجليلة: أن حكمة مجيء الإنسان إلى هذه الدنيا والغايةَ منه، هي معرفةُ خالق الكون سبحانه، والإيمانُ به، والقيامُ بعبادته. كما أن وظيفة فطرته، وفريضة ذمَّته، هي معرفةُ اللّٰه، والإيمانُ به، والتصديق بوجوده وبوحدانيته إذعانا ويقينا.

الشعاعات - 129
ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻡ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔٌ ﺇﻟﻰ ﺣﺪّ ﺑﻌﻴﺪ، ﻭﺗﺆﺩﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ﻣﺎ ﻟﺎ ﻳﻘﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺄﻫﻤﻴﺔ ﻋﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻟﻮﻇﺎﺋﻔﻬﺎ، ﻭﻛﺬﺍ ﻛﻞ ﻛﺮﻳّﺔ ﺣﻤﺮﺍﺀ ﻭﺑﻴﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻡ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻮﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺑﺸﻌﻮﺭ ﺗﺎﻡ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺇﻋﺎﺷﺘﻪ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺻﻴﺎﻧﺘﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺴﺒﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﺃﻋﻈﻢَ ﻣﺄﻣﻮﺭﻱ ﺗﻮﺯﻳﻊِ ﺍﻟﺄﺭﺯﺍﻕ ﻭﺃﺧﻠﺺَ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ.

الشعاعات - 31
2024/11/05 05:27:44
Back to Top
HTML Embed Code: