Telegram Web
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
‏غمامةٌ عابرة!

هذه الثلاثون يومًا التي توشك أن تظلَّنا سريعة التقضي كأنها ومضة برق أو غمامة صيف، حتى لقد وصفها الله تعالى في كتابه تقليلًا بأنها (أيام معدودات)، ومعدودات أي قليلة في غاية السهولة، وعلى قلَّتها وسرعة عبورها هي فرصتنا السانحة للتحرر من أغلال الجسد، وللتحليق مجددًا بأجنحة الروح، ولتخليق عوالم جديدة من السعادة، فلا تجعل شيئًا يحول بينك وبين تأمين حياة روحية باذخة في هذه الأيام القريبة ..

‏ومهما كان تخصصك وقناعاتك وأفكارك ودرجة استقامتك السَّالِفَة لا تدعْ شيئًا يحول بينك وبين الفوز في مضمار رمضان، ولا تذر أحدًا يسرِق منك بهاء الخلوة بين سواري المسجد، أو يختلس منك لذة المناجاة لرب الأرض والسماوات، ومتعة التأمل في آيات الله الشرعية والكونية، وبهجة موالاة الختمات، وسائر صنوف الطاعات المندرجة في عمومِ قوله تعالى: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون).

‏ولا يَفُتَّ في عضدك أن ترى بعضهم سادرًا في غفلته، فالناس تتفاوت أعمالهم بحسب يقينهم وإيمانهم بالدار الآخرة كما قال تعالى: (إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زيَّنَّا لهم أعمالهم فهم يعمهون)، فاليقين بالآخرة هو الذي يجلِّي الرؤية ويهذِّب النفس ويضبط معيار الأعمال، وفي المقابل فإن الانصراف عن تذكر الدار الآخرة يعصب على العينين حجابًا كثيفًا من العمى والعَمَهِ والحيرة والغفلة عن مواسم الطاعة.

‏ومن أعظم القربات في هذا الشهر الكريم ملازمة الدعاء والإلحاح به على الله، فإنه باب العطاء وأساس التوفيق وجِماع الخير كما يقول التابعي الجليل مطرِّف بن عبدالله: (تذكَّرتُ ما جماع الخير؟ فإذا الخير كثيرٌ: الصِّيام والصّلاة، وإذا هو في يد الله تعالى. وإذا أنت لا تَقدِر على ما في يد الله إلّا أن تسألَه فيُعطِيك، فإذا جماعُ الخير الدُّعاء)، وهذا الأثر أورده الإمام أحمد بسنده إلى مطرف في كتاب الزهد.

‏ ومن محاسن الشريعة أن الإنسان يثاب على مجرّد العزيمة الصادقة على العمل الصالح، فالعاقل يعزم على فعل الخيرات، لأن الإنسان يثاب على نية مجرَّدة من العمل، ولا يثاب على عملٍ مجرَّدٍ من النية، ومن نوى خيرًا وعجز عنه أو عن بعضه نالَ أجرَ من عمِله كاملا.

‏ومن محاسن ديننا أن العبادة بفضل الله مفهومٌ شامل أعلاه قول: لا إله الا الله. وأدناه: إماطة الأذى عن الطريق، وفيه عبادات متعدية كالإحسان إلى الناس وتلمس حاجاتهم، وعبادات قاصرة كالذكر وتلاوة القرآن والاعتكاف، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان وهذا من العبادات المتعدية، وبالمقابل كان يعتكف في هذا الشهر ويخلو بربه وهذه الخلوة من العبادات القاصرة.

‏وكثير من الناس يفضل العبادات المتعدية مطلقًا على العبادات اللازمة، ولا شك أن هذا قصور في النظر يجعل البناء الإيماني مهَلهَلا، ولذلك يقول ابن تيمية: (النفع المتعدي ليس أفضل مطلقًا؛ بل ينبغي للإنسان أن يكون له ساعات يُناجي فيها ربه، ويخلو فيها بنفسه ويحاسبها، ويكون فعله ذلك أفضل من اجتماعه بالناس ونفعهم، ولهذا كان خلوة الإنسان في الليل بربه أفضل من اجتماعه بالناس)، فأوصيك أن تجعل لنفسك حظًّا في هذا الشهر من عبادات الخلوة والتأمل والتلاوة والذكر والمناجاة ..

‏ولا شك أن العبادات اللازمة إذا أعطيت حقَّها فإنها تثمر في نفس صاحبِها مروجًا وأنهارًا، وتعين على العبادات المتعدية، فقد جاء في الحديث الصحيح (أن رسول الله صلى الله عله وسلم أجودَ الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخيرِ من الريح المرسلة). علَّق الحافظ ابن حجر تعليقًا في تفسير هذا الجود النبوي المتضاعف في شهرِ رمضان من جَرَّاء مدارسة القرآن، وأشارَ إشارة معبِّرة عن الخيط الناظم بين اللازم والمتعدي، فقال رحمه الله: (فيهِ أن مدارسة القرآن تجدد له العهد بمزيد غنى النفس، والغنى سبب الجود..).

‏وأوصيك أخيرًا ألا تجهد نفسك فتنقطع في أوائل الأيام، ولكن كنْ صارمًا في وضع برنامجك المناسب، وإني بعد طول تأمل رأيت أكثر الناس اغتباطًا بمواسم العبادة وظفرًا بجوائزها من جمعوا بين أمور ثلاثة: الاستعانة بالله أولا، وكان لهم خطط صارمة مرسومة ثانيًا، وحاولوا أن يجمعوا بين الأعمال البدنية والأعمال القلبية ثالثًا، فهذه الثلاثة هي أركان السعادة والاستمرار والتوفيق، وأكثر الانقطاع إنما يأتي بسبب التقصير في جانب من هذه الجوانب..

‏فخذها وصايا عابرة من مقصر، كان الله معك وبلَّغك أسمى آمالك وغاية امانيك

مقتبس
7
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
1
"في قوله تعالى ﴿وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ..﴾ لم يقل سبحانه: إني مجيب، أو فإني أُجيب دعوة الداعي لكوني قريب، وإنما قال: ﴿فَإِنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ﴾ فإذا سألك عبادي عني في توجههم ودعائهم وسؤالهم، ونحو ذلك، فالعبد لا شك أنه يغتبط بقُرب ربه -تبارك وتعالى- منه أعظم من غِبطته بإجابة دعائه، فحينما يُقال لك: أيهما أعظم في نظرك أن يكون الله قريب منك، أو تُستجاب لك هذه الدعوة والمسألة؟ لا شك أن قُرب الله -تبارك وتعالى- من العبد أشرف وأعظم، وما حال عبد ربه قريب منه؟! وكيف تكون ألطافه به وحفظه ورعايته وكلاءته، وما إلى ذلك، فما أرحمه من ربّ! وما أعظمه وأكرمه"🌧️❤️‍🩹!
9
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
رمضان وابتهج الفؤاد مهللا🌙
وتراقصت فرحاً به دمعاتي

يا مرحباً ملء اشتياق نفوسنا
أهلا وسهلاً موكب الرحمات🌸

يا كل من أحببت ألف تحية
مني تعطرها لكم دعواتي🍃

بقدوم شهر بالفضائل عامر
شهر التقى والعفو والبركاتِ💫

الله يغمر بالرضا أرواحكم💘
ويعيذها من شدة اللفحات كل عام وانتم الى الله اقرب💚🌨آل أريج الخير
8
شهرٌ مُبــارك🩷🌙

«كان النبي ﷺ يبشّر أصحابه بقدوم رمضان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي ﷺ يبشر أصحابه يقول: "قد جاءكم شهر رمضان، شهرٌ مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتَح أبواب الجنان، وتغلَق فيه أبواب الجحيم، وتغلُّ فيه الشياطين، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم"..

قال بعض العلماء: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضًا بشهر رمضان»..

[لطائف المعارف، ابن رجب (279)]
11
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
" ١ رمضان

" ما أشدّ ابتهاج النّفس عند رؤيةِ هذا التأريخ، فهو الزّمان الذي تهدأ فيه الروح بعد اضطراب، وتستبرِدُ وتستروِح بعد احتراق.

كنتُ أتحدث مع أحدهم قبل أيام عن الاستعداد لرمضان، فقال لي: "أنا أحتاج هذا الشهر نفسيًا."

فتذكرتُ قوله صلى الله عليه وسلم في شأن الصلوات الخمس: "تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الفجر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الظهر غسلتها …" ورمضان إلى رمضان كفّارةٌ لما بينهما كما أنّ الصلاة إلى الصلاة كفارةٌ لما بينهما.

إنّ ذلك التعليق لم يكن مجرّد تعبيرٍ عابر عن احتياجٍ عادي، فأن نستشعر بحقّ أن نفوسنا الضعيفة التي تُستلَب منّا باستمرار على مدارِ السنة، وتجرفها أوديةُ الدّنيا وكثرةُ الخلطة والفضول والذنوب ، هي أحوج ما تكون إلى استعادةٍ جادّة و استزادةٍ من حرثِ الآخرة واعترافٍ فصيحٍ بالفقر، وتلك أولى لبِنات بناء النّفس على مراد الله تعالى ومن أصدق أماراتِ الاستثمارِ في النيّة.


بارك الله لكم في هذا الشهر وجعل لكم فيه زكاءً وصفاءً، ودعاءً مستجابا 🤍


مقتبس
8
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
••
•| فكرة الملاذ القرآني |•


🌙 أيّامٌ قلائلُ تفصلُنا عن شهرِ رمضانَ المبارك، والأنفاسُ تتوثّبُ لاستقباله، وفي العادةِ تمتلئُ هواتفُنا بمقاطعَ تُذكِّرُنا بأهميةِ القرآنِ والتدبُّر وآليّاته، وسرديّاتٍ هنا وهناك، غير أنّا اليومَ نعبرُ إلى الخطوةِ التالية: المُعَايَشَةُ القُرْآنِيَّةُ، حيث تتحوَّلُ علاقتُنا بالقرآنِ من مجرَّدِ استماعٍ وتلاوةٍ إلى مرافقةٍ يوميَّةٍ تُؤرِّخُ بها رمضاناتِك القادمةِ بالسورِ القرآنيَّةِ، فتظلُّ معانيها تتجدَّدُ معكَ عامًا بعد عام.

💡 الفكرةُ ببساطة:

أن تختارَ سورةً واحدةً تعيشُ معها شهرَ رمضانَ بكامله، لا تُفارقُها إلا وقد ارتويتَ من معانيها، وتذوَّقتَ مقاصدَها، وعملتَ بمضامينِها، وتحقَّقتَ بأوصافِها، وفهمتَ مرادَها، تكونُ هذه السورةُ لك ملاذًا ومُستراحًا روحيًّا.

معيارُ الاختيار:

ليس هناك معيارٌ علميٌّ صارم، بل هو حَدْسٌ روحيٌّ خالص. سورةٌ حين تقرؤها تجدُ بين آياتِها ظِلًّا وارفًا، وتحت كنفِها موطنَ أمانٍ لروحِك المُغْتَربة، وكأنَّ بين مطلعِها وختامِها حياةً أُخرى لك، كلٌّ منَّا له في القرآنِ مَلاذٌ خاصٌّ.

📝 خطواتُ المُعَايَشَةِ القُرْآنِيَّةِ:

1️⃣ تحديدُ السورة التي ستُلازمُها في رمضان، ويُفضَّلُ أن لا تتجاوزَ جُزءًا واحدًا، فالمقصدُ التوغُّلُ في معانيها لا كثرةُ صفحاتها.
2️⃣ الإكثارُ من سماعِ آياتِها عشراتِ المرّات، حتّى تُصبحَ ألفاظُها مألوفةً لقلبِك، ومعانيها حاضرةً في وجدانِك.
3️⃣ إنشاءُ ملفٍّ خاصٍّ بالسورةِ تجمعُ فيه كلَّ ما يَرِدُ عنها من فوائدَ وتأمُّلاتٍ.
4️⃣ مطالعةُ التفسير، والحرصُ على النظرِ في أقوالِ العلماءِ والمفسِّرين عن آياتِها.
5️⃣ جمعُ كلِّ ما يُكتَبُ عنها من تدبُّراتٍ، وملخَّصاتٍ، وأفكارٍ موضوعيَّةٍ.
6️⃣ الاستماعُ إلى الدروسِ والمجالسِ التفسيريَّة التي تناولت هذه السورة.
7️⃣ كتابةُ مدوَّنةٍ خاصَّةٍ بكَ لهذه السورة، تُعيدُ فيها صياغةَ الأفكار بأسلوبِك، وتقيِّدُ خواطرَك وتأمُّلاتِك الشخصيَّةَ عنها.
8️⃣ نَشْرُ تلك المعاني في محيطِك الواقعيِّ والافتراضيّ، فمِنْ أعظمِ ما يُثبِّتُ العلمَ نشرُه ومُدارستُه.

✉️ ومن باب التآزرِ والتعاضدِ على الخير:
ما السورةُ التي ستسكنُ إليها، وتعيشُ معها في رمضانَ هذا العام ١٤٤٦هـ؟
••
9
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
••
حين يتأمل المرء خطاب الوحي، يدرك أن القرآن جاء لتقرير الحقائق الكبرى التي يُبنى عليها مصير الإنسان، لا ليتكلف البحث في الغوامض واللطائف الخفية، فالهداية ليست في التنقيب عن الإشارات المستكنة، بل في الامتثال للبينات الظاهرة التي خاطب الله بها عباده، لذلك، لم ينزل القرآن ليكون تمرينًا ذهنيًا للنخبة، بل نورًا للناس كافة، يهديهم إلى الحق المبين.

ولذا، كان الأنبياء يواجهون أقوامهم باليقينيات الكبرى: التوحيد، البعث، الحساب، إذ بها يثبت القلب، وعليها يقوم الدين. فالتدبر الصادق هو ما يعيد القلب إلى مركز الثقل، حيث الإيمان والعبودية والمعاد، فالمقصد إقامة الحق، لا التلهي بلطائف المعاني.
••


مقتبس
9
-

٢ | رمضان🌙

" من عرف كرم ربه -سبحانه وبحمده- وسعة جوده وبره، وذاق حلاوة الضراعة إليه؛ لم يفتر عن الإلحاح في مسألته، ولم يشبع قلبه من مناجاته، إذ علم أن خزائنه لاتنفد.
‏فما هي إلا لحظات الصبر واليقين، حتى يرى بركات الإجابة تتنزل عليه، وتقرّ بها عينه؛ إذ وعده الحق، وهو أكرم من أوفى"🪴
7
‏«احتسَاب الأجر .. يُخفِّف التَّعب»😭
8
فتأمل معنى الصيام من حيث نظرت إليه: هو عتق النفس الإنسانية من كل رق، من رق الحياة ومطالبها، ومن رق الأبدان وحاجاتها في مآكلها ومشاربها، من رق النفس وشهواتها، ومن رق العقول ونوازعها، ومن رق المخاوف حاضرها وغائبها؛ حتى تشعر بالحرية الخالصة، حرية الوجود وحرية الإرادة ، وحرية العمل، فتحرير النفس المسلمة هو غاية الصيام الذي كتب عليها فرضاً.

- محمود شاكر.
9
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🌿..

" الربُّ سبحانه؛ لا يمنعُ عبدَه المؤمنَ شيئًا من الدُّنيا إلا ويُؤتيهِ أفضلَ منه وأنفعَ له، وليس ذلك لغير المؤمن، فإنَّه سبحانه يمنعُهُ الحظَّ الأدنى الخسيسَ ولا يَرضى لهُ به؛ ليُعطِيَهُ الحظَّ الأعلى النفيسَ ".


الفوائد لابن القيم
12
2025/07/13 02:19:40
Back to Top
HTML Embed Code: