لم تعد
الأنهار التي مضت نحو البحر
الجنود الذين ذهبو إلى الحرب
والأصدقاء الذين قصدوا بلاد الغربة.
-عباس كيارستمي
-ترجمة محمد الأمين الكرخي
.
الأنهار التي مضت نحو البحر
الجنود الذين ذهبو إلى الحرب
والأصدقاء الذين قصدوا بلاد الغربة.
-عباس كيارستمي
-ترجمة محمد الأمين الكرخي
.
النهر
ونحن أيضاً - عرفته بنفسي -
نسف حبوب العدس في الليالي المقمرة
منتظرين أن تشق الشمس شارعاً
في قلوبنا الطرية
ونحن أيضاً - عرضت عليه صورة لغجرية
وجهها زلزال -
نحب الجسد التفاحي
والنار الزرقاء
والأسرة الصاحية
وفي الصباح ننحدر نحو الجدول
لنفسل أصابعنا من الدبق
وقلوبنا من المسرات
ونحن أيضاً
- أردت أن أجدد كآبتي أمامه -
نبكي على نوافذ تعاستنا
منتظرين أن يأتي نهر الحرية
لنشرب منه إلى الأبد.
-رياض الصالح الحسين
.
ونحن أيضاً - عرفته بنفسي -
نسف حبوب العدس في الليالي المقمرة
منتظرين أن تشق الشمس شارعاً
في قلوبنا الطرية
ونحن أيضاً - عرضت عليه صورة لغجرية
وجهها زلزال -
نحب الجسد التفاحي
والنار الزرقاء
والأسرة الصاحية
وفي الصباح ننحدر نحو الجدول
لنفسل أصابعنا من الدبق
وقلوبنا من المسرات
ونحن أيضاً
- أردت أن أجدد كآبتي أمامه -
نبكي على نوافذ تعاستنا
منتظرين أن يأتي نهر الحرية
لنشرب منه إلى الأبد.
-رياض الصالح الحسين
.
القصيدة
آتيا، كالعادة، بعد فوات الأوان
أحاول أن أتذكر بالكاد ما سمعته،
النور يتحاشي عيني.
كم مرة سمعت الأقفال ثقفل
والقبرة تأخذ المفاتيح
لتعلقها في السماء.
-و. س. ميروين
-ترجمة سركون بولص
.
آتيا، كالعادة، بعد فوات الأوان
أحاول أن أتذكر بالكاد ما سمعته،
النور يتحاشي عيني.
كم مرة سمعت الأقفال ثقفل
والقبرة تأخذ المفاتيح
لتعلقها في السماء.
-و. س. ميروين
-ترجمة سركون بولص
.
النشوء
كانت جدتي مجنونة
وبينما كان جنونها ينضج نحو الموت
أبقاها عمي البخيل في غرفة المستودع
مغطاة بالقش.
جفت جدتي، وانفجرت
وطارت بذراتها من خلال النافذة.
جاءت الشمس، والأمطار،
ونمت إحدى النبتات الصغيرة وأصبحت شجرة
أنجبتني شهواتها.
هل يمكنني ألا أكتب القصائد
عن قردة بأسنان ذهبية؟
-ك. ستشدانندن
-كيف انتحر مايكوفسكي
-ترجمة شهاب غانم
.
كانت جدتي مجنونة
وبينما كان جنونها ينضج نحو الموت
أبقاها عمي البخيل في غرفة المستودع
مغطاة بالقش.
جفت جدتي، وانفجرت
وطارت بذراتها من خلال النافذة.
جاءت الشمس، والأمطار،
ونمت إحدى النبتات الصغيرة وأصبحت شجرة
أنجبتني شهواتها.
هل يمكنني ألا أكتب القصائد
عن قردة بأسنان ذهبية؟
-ك. ستشدانندن
-كيف انتحر مايكوفسكي
-ترجمة شهاب غانم
.
سقراط والسيبياديس
«سقراط القديس، لم لا تكف أبدا عن التطلع
إلى هذا الفتى؟ أو لست عارفاً بأمور أعظم؟
لماذا تُحدق فيه بمحبة،
كأنك تنظر إلى الآلهة؟»
من يتأمل الحقائق الأعمق يعشق تجليات الحياة في أوج
عنفوانها، ومن يرى من العالم شيئا،
يتفهم تطلعات
الشباب السامية. وفي النهاية،
غالباً ما تنحني الحكمة إجلالاً للجمال.
-فريدريش هلدرلين
-ترجمة حسن حلمي
.
«سقراط القديس، لم لا تكف أبدا عن التطلع
إلى هذا الفتى؟ أو لست عارفاً بأمور أعظم؟
لماذا تُحدق فيه بمحبة،
كأنك تنظر إلى الآلهة؟»
من يتأمل الحقائق الأعمق يعشق تجليات الحياة في أوج
عنفوانها، ومن يرى من العالم شيئا،
يتفهم تطلعات
الشباب السامية. وفي النهاية،
غالباً ما تنحني الحكمة إجلالاً للجمال.
-فريدريش هلدرلين
-ترجمة حسن حلمي
.
ما لا يغفر
سيغفر لك الرب إن أنت نسيت أصدقاءك،
أو استهزأت بالفنّان، أو أولت الفكر
الأعمق فجاء تأويلك تافهاً مبتذلاً.
لكن، أبداً، لا تقلق راحة العشاق، أبداً.
-فريدريش هلدرلين
-ترجمة حسن حلمي
.
سيغفر لك الرب إن أنت نسيت أصدقاءك،
أو استهزأت بالفنّان، أو أولت الفكر
الأعمق فجاء تأويلك تافهاً مبتذلاً.
لكن، أبداً، لا تقلق راحة العشاق، أبداً.
-فريدريش هلدرلين
-ترجمة حسن حلمي
.
يخرج الأطفال.
الثعلب ينظر من خلف الستارة،
الصباح -يقول الثعلب-
على وشك الإنقضاء.
والأطفال في الشارع يلعبون.
كنا نحلم -تقول المرأة-
بالحياة،
لكن الأطفال في الشارع يلهثون
دون إكتراث لغابات الشبابيك.
أطفال،
يركضون وسط زحام الأبنية.
للشبابيك والشرفات
دلالة شعرية، لا تفقهها الستائر.
-مصطفى قرنفل
.
الثعلب ينظر من خلف الستارة،
الصباح -يقول الثعلب-
على وشك الإنقضاء.
والأطفال في الشارع يلعبون.
كنا نحلم -تقول المرأة-
بالحياة،
لكن الأطفال في الشارع يلهثون
دون إكتراث لغابات الشبابيك.
أطفال،
يركضون وسط زحام الأبنية.
للشبابيك والشرفات
دلالة شعرية، لا تفقهها الستائر.
-مصطفى قرنفل
.
لا أزور أمي
لا أزور أمي كثيراً
فبيتها في آخر الدنيا
وبارد جداً
لا أزور أمي
حتى في صيف بغداد
آخر مرة زرتها
لم تقل الكثير
وكان الضمتُ حجراً
مازال يثقل كاهلي
حتى جاراتها كن صامتات
يرمقنني بعيون مغمضة
دمدمت الريح شيئاً
لم أفهمه
ثم مد حارس المقبرة يده
وقال :
«الله يرحمها»
-سنان أنطوان
-ليل واحد في كل المدن
.
لا أزور أمي كثيراً
فبيتها في آخر الدنيا
وبارد جداً
لا أزور أمي
حتى في صيف بغداد
آخر مرة زرتها
لم تقل الكثير
وكان الضمتُ حجراً
مازال يثقل كاهلي
حتى جاراتها كن صامتات
يرمقنني بعيون مغمضة
دمدمت الريح شيئاً
لم أفهمه
ثم مد حارس المقبرة يده
وقال :
«الله يرحمها»
-سنان أنطوان
-ليل واحد في كل المدن
.
يختَبئُ خَلفَ فَمِهِ المُغلَقْ.
فُرصَةٌ لبِناء عالمٍ بَديلٍ بالكلِماتْ.
يَتوارىٰ خَلفَ الصَفَحاتِ خَوفًا،
مِن المُجاهَرةْ،
خَوفًا،
مِن النَظرِ لعيونِ المارَّة المُحدقينْ
بِصُورَةٍ مُباشِرةْ.
بيدَ أَنَّ بِناءَ التَيهِ فوقَ النَفسِ
(النَفسُ الذابِلةْ)
هو كلُّ ما يقومُ بِصُنعِهْ...
-مصطفى قرنفل
.
فُرصَةٌ لبِناء عالمٍ بَديلٍ بالكلِماتْ.
يَتوارىٰ خَلفَ الصَفَحاتِ خَوفًا،
مِن المُجاهَرةْ،
خَوفًا،
مِن النَظرِ لعيونِ المارَّة المُحدقينْ
بِصُورَةٍ مُباشِرةْ.
بيدَ أَنَّ بِناءَ التَيهِ فوقَ النَفسِ
(النَفسُ الذابِلةْ)
هو كلُّ ما يقومُ بِصُنعِهْ...
-مصطفى قرنفل
.
أنا لا أفعل شيئًا، هذا مُتَّفَقٌ عليه. لكنّي أنظر إلى الساعات تعبر - وهذا أفضل من أن أسعى إلى تأثيثها.
-إميل سيوران
-مثالب الولادة
-ترجمة آدم فتحي
.
-إميل سيوران
-مثالب الولادة
-ترجمة آدم فتحي
.
في مياهِ الصيفِ الخضراءِ
أكثرُ وحدةً مِنْ وريقةِ شجرةٍ
محمّلةٌ بمسرّاتي المهجورةِ
في مياهِ الصيفِ الخضراءِ
أبحرُ ببطءٍ
إلى أرضِ الموتِ
إلى برِّ الأحزانِ الخريفيّةِ
في ظلٍّ أطلقتُ نفسي
في ظلِّ العشقِ الهزيلِ
في ظلِّ السعادةِ الفارّةِ
في الظلالِ الزائلاتِ
في الليلِ حينَ يدورُ نسيمٌ تائهٌ
في سماءِ الشوقِ القصيرِ
في الليلِ حينَ يبحثُ عنْ قمرٍ مُدمّى
في أفرعِ العروقِ الزرقاءِ
في الليلِ..
حينَ وحدتي
ما بينَ رعشاتِ أرواحِنا الوحيدةِ
تفورُ بنبضِنا
شعورُ الكونِ..
شعورُ الكونِ المريضِ
في نهايةِ الوادي هناكَ سرٌّ
حفروا هذهِ الجملةَ فوقَ قممِ الجبالِ العاليةِ
هؤلاءِ الذين في سقوطِهِمْ
في ليلةٍ بصمتِ ما بينَ الجبالِ.. حفروها بأمل مرٍّ
في قلقِ الأيادي المليئةِ.. هدوءُ الأيادي ليسَ فارغاً
انطفاءُ الخرائبِ جميلٌ
هذهِ تقولُها امرأةٌ فوقَ مياهِ الصيفِ الخضراءِ
كأنَّها كانتْ تعيشُ في الخرابِ
نحنُ نلوّثُ بعضَنا بالأنفاسِ
نلوّثُ نقاءَ السعادةِ
نحنُ نخشى صوتَ الرياحِ
نخشى دخولَ ظلالِ الشكِّ
في بساتينِ القُبَلِ.. نخسرُ الألوانَ
نحنُ في كلِّ محافلِ الأضواءِ في القصورِ
نخشى صوتَ النغماتِ
أنتَ الآنَ هُنا
منبسطٌ كعطرِ الأكاسيا
في أزقّةِ الصباحِ
في صدري ثقلٌ
ما بينَ يديَّ..
دفءٌ واقعٌ على جدائلي ثملٌ
أنتَ الآنَ هُنا..
شيءٌ واسعٌ.. مظلمٌ.. وغزيرٌ
شيءٌ مشوّشٌ كصوتٍ بعيدٍ
يمدّدُ ذاتَهُ فوقَ عينيَّ
ربَّما يصطادُني مِنَ الينابيعِ
ربَّما يقطفُني مِنَ الغصونِ
ربَّما يغلقُني - مثلَ بابٍ- على اللحظاتِ القادمةِ
ربَّما..
لمْ أرَ بعدُ
نحنُ نبتْنا فوقَ أراضٍ قاحلةٍ
نحنُ نهطلُ فوقَ أراضٍ قاحلةٍ
رأيْنا العدمَ في الطرقِ
فوقَ حصانِنا المجنّحِ الأصفرِ
كالملوكِ مشينا في الطريقِ
يا للحسرةِ.. نحنُ سعداءُ منطفِئونَ
سعداءُ لأنَّنا نحبُّ
تعساءُ لأنَّ الحبَّ لعنةٌ!.
-فروغ فرخزاد
-ترجمة: مريم العطار
.
أكثرُ وحدةً مِنْ وريقةِ شجرةٍ
محمّلةٌ بمسرّاتي المهجورةِ
في مياهِ الصيفِ الخضراءِ
أبحرُ ببطءٍ
إلى أرضِ الموتِ
إلى برِّ الأحزانِ الخريفيّةِ
في ظلٍّ أطلقتُ نفسي
في ظلِّ العشقِ الهزيلِ
في ظلِّ السعادةِ الفارّةِ
في الظلالِ الزائلاتِ
في الليلِ حينَ يدورُ نسيمٌ تائهٌ
في سماءِ الشوقِ القصيرِ
في الليلِ حينَ يبحثُ عنْ قمرٍ مُدمّى
في أفرعِ العروقِ الزرقاءِ
في الليلِ..
حينَ وحدتي
ما بينَ رعشاتِ أرواحِنا الوحيدةِ
تفورُ بنبضِنا
شعورُ الكونِ..
شعورُ الكونِ المريضِ
في نهايةِ الوادي هناكَ سرٌّ
حفروا هذهِ الجملةَ فوقَ قممِ الجبالِ العاليةِ
هؤلاءِ الذين في سقوطِهِمْ
في ليلةٍ بصمتِ ما بينَ الجبالِ.. حفروها بأمل مرٍّ
في قلقِ الأيادي المليئةِ.. هدوءُ الأيادي ليسَ فارغاً
انطفاءُ الخرائبِ جميلٌ
هذهِ تقولُها امرأةٌ فوقَ مياهِ الصيفِ الخضراءِ
كأنَّها كانتْ تعيشُ في الخرابِ
نحنُ نلوّثُ بعضَنا بالأنفاسِ
نلوّثُ نقاءَ السعادةِ
نحنُ نخشى صوتَ الرياحِ
نخشى دخولَ ظلالِ الشكِّ
في بساتينِ القُبَلِ.. نخسرُ الألوانَ
نحنُ في كلِّ محافلِ الأضواءِ في القصورِ
نخشى صوتَ النغماتِ
أنتَ الآنَ هُنا
منبسطٌ كعطرِ الأكاسيا
في أزقّةِ الصباحِ
في صدري ثقلٌ
ما بينَ يديَّ..
دفءٌ واقعٌ على جدائلي ثملٌ
أنتَ الآنَ هُنا..
شيءٌ واسعٌ.. مظلمٌ.. وغزيرٌ
شيءٌ مشوّشٌ كصوتٍ بعيدٍ
يمدّدُ ذاتَهُ فوقَ عينيَّ
ربَّما يصطادُني مِنَ الينابيعِ
ربَّما يقطفُني مِنَ الغصونِ
ربَّما يغلقُني - مثلَ بابٍ- على اللحظاتِ القادمةِ
ربَّما..
لمْ أرَ بعدُ
نحنُ نبتْنا فوقَ أراضٍ قاحلةٍ
نحنُ نهطلُ فوقَ أراضٍ قاحلةٍ
رأيْنا العدمَ في الطرقِ
فوقَ حصانِنا المجنّحِ الأصفرِ
كالملوكِ مشينا في الطريقِ
يا للحسرةِ.. نحنُ سعداءُ منطفِئونَ
سعداءُ لأنَّنا نحبُّ
تعساءُ لأنَّ الحبَّ لعنةٌ!.
-فروغ فرخزاد
-ترجمة: مريم العطار
.
رأس
لم أكن شجرة
أو خروفاً
لكنهم تمتموا شيئاً ما
ثم قطعوا رأسي
بسكين عمياء
فتدحرج بعيداً
رأس
ورأيتني راكعاً هناك
ويداي خلف ظهري
سكتت نافورة الدم بعد ثوان
ابتعدوا
دون أن ينظروا وراءهم
بعد ساعات جاءت الكلاب الجائعة
تشمشم
فقلتُ لها : خذي حصتك
ولا تبق شيئاً من جسدي
لكني توسلت إليها
أن يظل رأسي
هنا
في قعر القصيدة
-سنان أنطوان
-ليل واحد في كل المدن
.
لم أكن شجرة
أو خروفاً
لكنهم تمتموا شيئاً ما
ثم قطعوا رأسي
بسكين عمياء
فتدحرج بعيداً
رأس
ورأيتني راكعاً هناك
ويداي خلف ظهري
سكتت نافورة الدم بعد ثوان
ابتعدوا
دون أن ينظروا وراءهم
بعد ساعات جاءت الكلاب الجائعة
تشمشم
فقلتُ لها : خذي حصتك
ولا تبق شيئاً من جسدي
لكني توسلت إليها
أن يظل رأسي
هنا
في قعر القصيدة
-سنان أنطوان
-ليل واحد في كل المدن
.