من نُبل الإنسان : أن ما يؤذيه من أقوال أو أفعال يبتعد عن إيذاء الآخرين بها، وأن ما لا يرضى به على نفسه لا يرضى به على غيره ، وأن يضع نفسه دومًا في مكان الآخر ، ويُقَدِّر شعوره ، ويحاول فهم موقفه ، ولا يُفكِّر من منظوره الشخصي فقط ، وهذا وَجهٌ من وجوه الذكاء العاطفي .
سلامٌ على النقيّة قلوبهم ، الكريمة أرواحهم ، الذين يطمئن لهم الفؤاد وكأنهم أوطان آمنة ، الذين تكون معهم كما أنت ، لا يُشكّلونك كما يريدون ، ولا يُقلّبون أفعالك كما يشتهون ، ولا تجد معهم حاجة للتبرير لأنهم يفهمونك ويعرفونك جيدًا ؛ هُم في الحياة عطايا رحمة من رب الرحمة .
من طبائع النفس الأصيلة ؛ أن لا تنسَ فضلاً بُذِلَ إليها يومًا ، وأن تضلّ على قَيْد العرفان مُروءةً ، وأن تحمل الوفاء لمن قَدّم إليها جميلاً أيّاً كان شكله ، لا تتنكّر ، ولا تتقلّب ، ولا تُبدِي وجهًا عبُوسًا لوَجهٍ دائم البشاشة لها ؛ ولا يدرك هذه المعاني إلّا النُبلاء .
يسمو الإنسان بقدر ما يكون مُنشغِلاً بنفسه لا بغيره ، بقدر ما يصبّ جُهده وتركيزه على الارتقاء بذاته ، بقدر ما يكون زاهدًا بالقِيل والقال ، وكثرة السؤال ، وتتبُّع أخبار الآخرين ، بقدر ما يكون لديه عالمه الخاصّ الذي يبنيه ، ويعتني فيه، ويُضِيف إليه كل يوم شيئًا جميلاً .
نفسك هي التي ستبقى معك في كل وقت وكل مكان .. لذلك : نفسك تستحق .. كن لطيفاً مع نفسك ، مهتماً بها.. قدّرها .. طورها .. عدّل أخطاءها بلطف .. حثها على الخير .. سامحها .. وأحببها .. بعمق . ومن أعظم الحب لنفسك أن تسير بها وفق مايرضي ربك سبحانه .
علّمتني الحياة أن الإيمان هو مفتاح الرضا والسلام ، وأن الإنسان مهما حاز وارتقى فإنّهُ بلا إيمان سيبقى ضعيفًا في مواجهة صروف الدهر، وأن الله هو بوّابة الأمان والاطمئنان ، وهو السند حين لا أحد ، وهو طوق النجاة حين تتلاطم أمواج الحياة ، وهو الرفيق الحقّ في رحلة العُمر .
إذا تأملت كيف رعاك ربك من قبل ولادتك ، وبعد خروجك إلى الدنيا ، إلى هذه المرحلة من حياتك .. فستشعر بالاطمئنان بأنه سيكون معك فيما تمر به الآن في حياتك ، يغمرك بواسع لطفه وفضله . اطمئن
تفكيرك في معاناتك يزيد أثرها عليك .. بدلاً من التفكير في معاناتك ، فكّر في ألطاف ربك .. فكر في ملكوت الله وعظمة خلقه . فكر في سعة رحمته( وسعت كل شيء ) فكر في عظيم الأجر الذي يحصل عليه الصابرون الراضون المسَلّمون . فكر في اليسرين وليس في العسر . فكر في حسن الظن بربك .
ما أجمل الإنسان حين يغدو بانِيًا لا هادمًا ، ومشجّعًا لا مثبّطًا ، ومصدرًا للنور لا باعثًا للظلام ، وبابًا للخير لا داعيًا للشرّ ، وبلسمًا شافيًا لا ناكثًا للجراح ، ولسانًا عذبًا لا منطقًا ساخطًا ، ونفسًا يسيرة لا صعبة عسيرة ، وروحًا تبعث الأمان والانشراح والطمأنينة .