Telegram Web
أكبر خطأ هو أن تعود لتشاهد نفس الفلم وتنتظر نهاية مختلفة !

• البير كامو
وكفى.
‏” العالم لا يراك إلا في مشهدك الأخير، كواليسك لا تشفع لك أبدًا مهما فعلت "
من أهم الطرق لتحقيق السلام النفسي هو أن تحيط نفسك بحدود ومساحات واضحة لا تقبل التهاون؛ حدود تتناسب مع شخصيتك ومعتقداتك، ولا تكون قابلة للتفاوض أو التلاعب.. لا تسمح لنفسك بالانصهار في أمور لا تشبهك مهما كانت الجدية، ولا تتيح لأحد أن يتجاوز هذه الحدود أو تتنازل عنها بغية إرضاء أي شخص؛ أن تكسب نفسك هو أهم بكثير من أن تكون محط إعجاب الجميع.
🌗
"لا تَدع جهلِ الناس بك يغلُب علمك بنفسك."

- سيدنا علي بن أبي طالب.
نظرة الناس ليك مش مرايتك، دي انعكاس لنفسهم لتربيتهم، لمخاوفهم، لتجاربهم، ولزاوية رؤيتهم للحياة.. كل واحد شايفك بعينيه، بعالمه الخاص، مش بحقيقتك.

فهل منطقي إنك ترضي كل الناس دي؟!
لو حاولت، هتضيع نفسك، وهتبقى نسخة مشوشة من كل حد فيهم، بلا هوية، وبلا سعادة.

الحل بسيط كن أنت؛ متأذيش حد، وخليك محترم لنفسك وللإنسانية.. اللي شبهك هيقرب، واللي مختلف تجمعك بيه الإنسانية والسلام، وده وحده كفاية.
ابني الغالي؛

لا تفرض رأيك، فالإقناع يبدأ بالاحترام لا بالإلحاح.
لو لسه بتشوف حياة غيرك وتنبهر بيها، فده معناه إنك واقف على السطح، مش قادر تغوص في عمق الحقيقة.. الحياة مش زي ما بتبان، كل نعمة قدامها ثمن، وكل فرحة وراها تجربة محدش يعرفها غير اللي عاشها؛ ميزان ربنا أدق بكتير من عينك، لأنه بيتعامل مع الروح، مش بس مع الظاهر..


الفهم الحقيقي هو إنك تدرك إن كل واحد عايش القصة اللي مكتوبة له، بقوانين هو مش دايمًا فاهمها، لكن محسوبة بعدل مطلق.. المقارنة مش بس ظلم ليك، لكنها كمان عجز عن إدراك الحكمة اللي في حياتك؛ النضج هو إنك تتصالح مع وجودك، تشوف النعمة حتى في الابتلاء، وتعيش بإيمان إن اللي معاك هو اللي معمول لمقامك؛ الحياة أعقد من الظاهر، وأبسط من الحسد، كلها في النهاية تدبير رحيم.
‏”وقد يأتي أحدهم خفيفاً يطفو بجانبك في كل هذا الغرق، كجذع شجرة يصلح للنجاة .”
لا شيء يؤلم الروح أكثر من أن تبقى عالقًا في الماضي، غير مدرك لمدى خطورته على حياتي.. كم كان يؤذي روحي، وكم عانيت في محاولة تخطيه؛ وها أنا يا رفيقي أسألك هل تظن أنني قادر على التجاوز الكامل؟

الماضي لم يكن يومًا إلا سجنًا يعيدني إلى نفس الجرح مرارًا، وكأنه يختبر صبري وقوتي في كل لحظة.. لكنني أدرك الآن أن التحرر منه ليس رفاهية، بل ضرورة لا مفر منها.. كيف يمكننا أن نبني مستقبلًا إن كانت خطواتنا مقيدة بقيود الأمس؟

يا رفيقي، قد لا أقدر على محوه من ذاكرتي، لكنني أتعلم الآن كيف أعيش معه دون أن أسمح له بابتلاعي؛ فالماضي جزء من الحكاية، لكنه ليس الحكاية كلها.. الشفاء الحقيقي يبدأ عندما نقرر أن نعطي الحاضر فرصة، أن نغرس أقدامنا فيه بثبات، وأن نؤمن بأن ما مضى لن يعود، لكنه لن يسلبنا ما هو قادم.
نفسي أتعلم أعدي عن التفاصيل الصغيرة اللي مش مستاهلة، زي كلمة اتقالت في لحظة عصبية، أو نبرة صوت اختلفت، أو نظرة حسيتها غلط؛ الحاجات دي بتفضل في دماغي وتسرق مني راحتي.. يمكن لو فكرت أقل وحللت أقل، حاجات كتير هتعدي من غير ما تسيب أثر؛ زي ما سمعت قبل كده: "نص الحزن اللي بنعيشه سببه التحليل الزايد." يمكن الحل بسيط.. تجاهل وأكمل.
في بودكاست مع الدكتور ذاكر نايك مدير اللقاء بيسأله عن طفولته وإزاي أهله علموه الإسلام...

فكان رده إنه مبيحبش فكرة الاجبار نهائي ولا إنه يجبر على فعل شيء وبالتالي هما لم يجبروه على فعل أي عبادة، وبيقول مفتكرش في مرة انهم أجبروني على الصلاة أو على صيام رمضان..

فالمذيع قاله أومال اتعلمت الدين ازاي؟
قاله انهم كانوا بيطبقوا الإسلام في كل حاجة وإنه كان بيشوفهم بيعملوا كل العبادات والتعاملات فبقى زيهم!

زي بالظبط الجملة التربوية الشهيرة "أطفالنا يفعلون ما نفعل ولا يفعلون ما نقول"

أعتقد إن أبوه أو أمه مكانوش يعرفوا إنه ابنهم هيبقى الدكتور "ذاكر نايك"، ولا إن كل واحد ربنا جعل ابنهم سبب في هدايته هيكون في ميزان حسناتهم

مكانوش يعرفوا إن أسلوب حياتهم هيبقى دعوة في ذاته لأولادهم، ولأن يهدي الله بك رجلا واحدًا خيرٌ لك من حُمر النعم، فما بالك أن يهدي الله بك أولادك!
فآه التربية ذاتية، ولا يصلح للتربية من لم يُربي نفسه أولًا

«أتُريدُ طفلَكَ صالحًا فحواهُ!
وترومُ تبصرهُ كما تهواهُ
أقم الشريعة فيكَ أنتَ وكُن لها
فالطِّفلُ ينشأُ مِثلَما أبواهُ»
العلاقات اللي كان المفروض ننسحب منها من بدايتها ورغم شعورنا بعدم الارتياح كملنا.. النهاردة بقت أكبر ذكرياتنا المؤذية المُخزية،
القرارات اللي متجرأناش إننا ناخدها في وقتها.. اتحولت لبوابة ندم مبتتقفلش..

الكلام اللي كان المفروض نقوله ولسبب ما سكتنا.. بيكرر نفسه في دماغنا ألف مرة،

التمادي في الكتمان وتجاهل إشارات الحياة من أسوأ الطرق اللي ممكن إنسان يمشيها.. بس الأسوأ منه إننا بعد ما نخرج منه نختار نرجع نمشيه تاني وكأن الدرس مكانش كفاية!
اهلا يا عزيزي..
أنت عشت مع نفسك سنين، طول حياتك!، وحسيت بكل معاناة وكل فخر وكل إنجاز، عارف أنت مريت بأيه، وأنت الوحيد اللي عارف الحاجات اللي أنت خسرتها عشان تكون الشخص اللي أنت عليه دلوقتي
فـتخيل بقا إنك فى الآخر تخلي شخص تاني مشافش اللي أنت شوفته يحكم عليك ويقيم تصرفاتك وكمان يحسسك بالدونية! ... مُستحيل طبعًا!
إبني الغالي ؛

زد خصوصيتك، وكثّر من حدودك، وقلّل عشمك، وعزّز عتابك، وحدّد دوائرك؛ تعش مرتاحًا.
أعترف أنني من أولئك الذين يحملون أثقالًا لا تُرى، أثقال الشعور الزائد والتفكير الذي ينسج أسئلة لا إجابات لها.. أعيش في دائرة مغلقة من التوقعات التي تُبنى في خيالي، حيث الكلمات لا تثير دهشتي إلا إذا جاءت كما توقعتها، وحيث التصرفات لا تمس روحي إلا إذا لامست تلك المساحات الخفية التي صنعتها داخلي؛ أنا من أولئك الذين يرون التكرار كصدى فارغ، يهربون من الوجوه المتشابهة كمن يهرب من مرآة لا تعكس شيئًا سوى الملل.. حياتي بحث دائم عن معنى يتجاوز المألوف، عن لحظة تنقذني من الاعتياد وتمنحني شعورًا يشبه الاكتشاف الأول.
إبني العزيز ؛

أنت افعل كل ما تستطيع، وسيقوم الله بكل ما لا تستطيع.
صباح الخير.!
2025/02/02 05:30:50
Back to Top
HTML Embed Code: