This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
نصائح لمن يشوه الدعوة السلفية
:من هم الإخوان المسلمون ؟
قال الشيخ العلامة المحدث أحمد بن يحيى النجمي رحمـهُ اللهُ تعالـى
جماعة الإخوان المفلسين
هم أتباع المبتدع الضال حسن البنّا ومنهجهم عليه ملاحظات أهمها مايلي
❶ التهاون في توحيد العبادة ؛ الذي هو أهم شيء في الإسلام ، ولا يصح إسلام عبد إلا به
❷ سكوتهم وإقرارهم للناس على الشرك الأكبر ؛ من الدعاء لغير الله ، والتطوف بالقبور ، والنذر لأصحابها ، والذبح على أسمائهم ، وما إلى ذلك
❸ أن هذا المنهج مؤسسه صوفي ؛ له علاقة في الصوفية ؛ حيث أخذ البيعة من عبدالوهاب الحصافي على طريقته الحصافية الشاذلية
❹ وجود البدع عندهم ، وتعبدهم بها بل إن مؤسس المنهج ؛ يقرر بأن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر مجالس ذكرهم ويغفر لهم ماقد مضى من ذنوبهم ؛ في قوله
صلى الإله على النور الذي ظهرا
للعالمين ففاق الشمس والقمرا
هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا
وسامح الكل فيما قد مضى وجرا
❺ دعوتهم إلى الخلافة ، وهذا بدعة ، فإن الرسل وأتباعهم ماكلفوا ؛ إلا بالدعوة إلى التوحيد ؛ قال تعالـى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) [النحل : 36]
➏ عدم الولاء والبراء عندهم أو ضعفه ، ويتبين ذلك ؛ من دعوتهم للتقريب بين السُنّة والشيعة وقول المؤسس ؛ "نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فِيهِ" انتهى
➐ كراهتهم لأهل التوحيد ، وأصحاب الطريقة السلفيّة ، وبغضهم لهم ، ويتبين ذلك من كلامهم في الدولة السعودية ؛ التي قامت على التوحيد ، وتدرس التوحيد في مدارسها ، ومعاهدها ، وجامعاتها ، ومن قتلهم لجميل الرحمن الأفغاني ؛ لكونه يدعوا إلى التوحيد ، والذي عنده مدارس يدرس فيها التوحيد
❽ تتبعهم عثرات الولاة ، والتنقيب عن مثالبهم ؛ سواء كانت صدقاً ؛ أو كذباً ، ونشرها في الشباب الناشئ ليبغضوهم عندهم ، وليملؤا قلوبهم حقداً عليهم
❾ الحزبية الممقوتة ؛ التي ينتمون إليها ، فيوالون من أجل هذا الحزب ، ويعادون من أجله
❿ أخذ البيعة على العمل للمنهج الإخواني بالشروط العشرة التي ذكرها المؤسس ، وهناك ملاحظات أخرى يمكن أن نأخذها فيما بعد
المصدر: هذه الفتوى من كتاب الفتاوى الجليَّة عن أسئلة المناهج
خمسون ملاحظة على جماعة الإخوان تُبيّن فساد منهجهم للشيخ المحدث أحمد بن يحيى النجمي
1 ـ تساهلهم في التوحيد
2 ـ ضعف الولاء والبراء
3 ـ وقوعهم في البدع
4 ـ بدعة التحزب
5 ـ الكلام في الولاة
6 ـ السرية التي يقوم عليها منهج الإخوان
7ـ تعصبهم لقادة الإخوان
8 ـ تعصبهم لكتب الإخوان
9 ـ تعصبهم لمحاضرات الإخوان
10 ـ التعاون فيما بين الإخوانيين لصالح منهج الإخوان
11ـ التحذير الشديد من منتقصي الإخوان
12ـ التحذير من الكتب التي تحذر من جماعة الإخوان
13 ـ تساهلهم في طلب العلم
14 ـ توزيعهم للأشرطة الممنوعة
15 ـ تجويزهم للإمارة في الحضر
16 ـ توزيعهم للكتب التي فيها ضلالة
17ـ تسترهم بمنهج التقية والحلف كذبا
18ـ تهديد من ترك منهجهم إلى المنهج السلفي
19ـ جعل بعضهم لبعض مراتب وهمية
20 ـ تبنيهم لمنهج وجوب الموازنة في الرد
21 ـ تنظيمهم للمظاهرات والمسيرات
22ـ تربية الشباب على الانقلابات
23 ـ الدعوة إلى الخلافة
24 ـ مصاحبتهم للمردان
25 ـ احتواؤهم للمسؤلين وكثرة مجالستهم
26 ـ سما ع الأناشيد المبتدعة
27 ـ جواز التمثيل
28 ـ الإكثار من الطلعات الليلية في الأماكن البعيدة
29 ـ دفع مال معين على كل فرد من جماعة الإخوان لصالح الجماعة
30 ـ حرصهم على تجميع الشباب تحت قاعدتهم الباطلة
31 ـ اعتقادهم أن جماعتهم أفضل الجماعات على الساحة
32 ـ ادعاؤهم أن مجرد الاختلاف بين السلفيين والإخوان إنما هو مجرد اختلاف تنوع
33 ـ زعمهم أن الدعوة لا تنجح إلا بالانضمام إلى جماعتهم
34 ـ الاشتغال بقراءة المجلات والجرائد
35 ـ تدبير الاغتيالات
36 ـ حرصهم على استقطاب الشباب دون صغار السن
37 ـ استغلال بعض الأنشطة الرسمية لصالح الجماعة
38 ـ تلميع قياداتهم والغلو في مدحهم
39 ـ تعاطفهم مع الأحزاب الضالة
40 ـ حرصهم على المصالح القيادية لخدمة الجماعة
41 ـ التدرج بالشباب لإدخالهم في سلك التنظيم الإخواني
42 ـ البيعة على المنهج الإخواني
43 ـ عداؤهم للموحدين السلفيين
44 ـ اهتمامهم بالفضائل على حساب العقائد
45 ـ استغلال مواسم الحج والعمرة لغسل أدمغة الشباب بالفكر
الإخواني
46 ـ إكثارهم من الرحلات الترفيهية لجذب الشباب
47 ـ حرصهم على الأذكياء دون غيرهم
48 ـ إيجابهم لمقاطعة منتجات الكفار
49 ـ أخذهم للفتاوى التي توافق هواهم
50 ـ تساهلهم الشديد في قضية التصوير
مستفاد من رسالة اخينا الشيخ عبدالله النجمي حفظه الله
جمع الشتات فيما كتب عن الإخوان بتقديم شيخنا العلامة أحمد بن يحي النجمي رحمه الله تعالى
قال الشيخ العلامة المحدث أحمد بن يحيى النجمي رحمـهُ اللهُ تعالـى
جماعة الإخوان المفلسين
هم أتباع المبتدع الضال حسن البنّا ومنهجهم عليه ملاحظات أهمها مايلي
❶ التهاون في توحيد العبادة ؛ الذي هو أهم شيء في الإسلام ، ولا يصح إسلام عبد إلا به
❷ سكوتهم وإقرارهم للناس على الشرك الأكبر ؛ من الدعاء لغير الله ، والتطوف بالقبور ، والنذر لأصحابها ، والذبح على أسمائهم ، وما إلى ذلك
❸ أن هذا المنهج مؤسسه صوفي ؛ له علاقة في الصوفية ؛ حيث أخذ البيعة من عبدالوهاب الحصافي على طريقته الحصافية الشاذلية
❹ وجود البدع عندهم ، وتعبدهم بها بل إن مؤسس المنهج ؛ يقرر بأن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر مجالس ذكرهم ويغفر لهم ماقد مضى من ذنوبهم ؛ في قوله
صلى الإله على النور الذي ظهرا
للعالمين ففاق الشمس والقمرا
هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا
وسامح الكل فيما قد مضى وجرا
❺ دعوتهم إلى الخلافة ، وهذا بدعة ، فإن الرسل وأتباعهم ماكلفوا ؛ إلا بالدعوة إلى التوحيد ؛ قال تعالـى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) [النحل : 36]
➏ عدم الولاء والبراء عندهم أو ضعفه ، ويتبين ذلك ؛ من دعوتهم للتقريب بين السُنّة والشيعة وقول المؤسس ؛ "نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فِيهِ" انتهى
➐ كراهتهم لأهل التوحيد ، وأصحاب الطريقة السلفيّة ، وبغضهم لهم ، ويتبين ذلك من كلامهم في الدولة السعودية ؛ التي قامت على التوحيد ، وتدرس التوحيد في مدارسها ، ومعاهدها ، وجامعاتها ، ومن قتلهم لجميل الرحمن الأفغاني ؛ لكونه يدعوا إلى التوحيد ، والذي عنده مدارس يدرس فيها التوحيد
❽ تتبعهم عثرات الولاة ، والتنقيب عن مثالبهم ؛ سواء كانت صدقاً ؛ أو كذباً ، ونشرها في الشباب الناشئ ليبغضوهم عندهم ، وليملؤا قلوبهم حقداً عليهم
❾ الحزبية الممقوتة ؛ التي ينتمون إليها ، فيوالون من أجل هذا الحزب ، ويعادون من أجله
❿ أخذ البيعة على العمل للمنهج الإخواني بالشروط العشرة التي ذكرها المؤسس ، وهناك ملاحظات أخرى يمكن أن نأخذها فيما بعد
المصدر: هذه الفتوى من كتاب الفتاوى الجليَّة عن أسئلة المناهج
خمسون ملاحظة على جماعة الإخوان تُبيّن فساد منهجهم للشيخ المحدث أحمد بن يحيى النجمي
1 ـ تساهلهم في التوحيد
2 ـ ضعف الولاء والبراء
3 ـ وقوعهم في البدع
4 ـ بدعة التحزب
5 ـ الكلام في الولاة
6 ـ السرية التي يقوم عليها منهج الإخوان
7ـ تعصبهم لقادة الإخوان
8 ـ تعصبهم لكتب الإخوان
9 ـ تعصبهم لمحاضرات الإخوان
10 ـ التعاون فيما بين الإخوانيين لصالح منهج الإخوان
11ـ التحذير الشديد من منتقصي الإخوان
12ـ التحذير من الكتب التي تحذر من جماعة الإخوان
13 ـ تساهلهم في طلب العلم
14 ـ توزيعهم للأشرطة الممنوعة
15 ـ تجويزهم للإمارة في الحضر
16 ـ توزيعهم للكتب التي فيها ضلالة
17ـ تسترهم بمنهج التقية والحلف كذبا
18ـ تهديد من ترك منهجهم إلى المنهج السلفي
19ـ جعل بعضهم لبعض مراتب وهمية
20 ـ تبنيهم لمنهج وجوب الموازنة في الرد
21 ـ تنظيمهم للمظاهرات والمسيرات
22ـ تربية الشباب على الانقلابات
23 ـ الدعوة إلى الخلافة
24 ـ مصاحبتهم للمردان
25 ـ احتواؤهم للمسؤلين وكثرة مجالستهم
26 ـ سما ع الأناشيد المبتدعة
27 ـ جواز التمثيل
28 ـ الإكثار من الطلعات الليلية في الأماكن البعيدة
29 ـ دفع مال معين على كل فرد من جماعة الإخوان لصالح الجماعة
30 ـ حرصهم على تجميع الشباب تحت قاعدتهم الباطلة
31 ـ اعتقادهم أن جماعتهم أفضل الجماعات على الساحة
32 ـ ادعاؤهم أن مجرد الاختلاف بين السلفيين والإخوان إنما هو مجرد اختلاف تنوع
33 ـ زعمهم أن الدعوة لا تنجح إلا بالانضمام إلى جماعتهم
34 ـ الاشتغال بقراءة المجلات والجرائد
35 ـ تدبير الاغتيالات
36 ـ حرصهم على استقطاب الشباب دون صغار السن
37 ـ استغلال بعض الأنشطة الرسمية لصالح الجماعة
38 ـ تلميع قياداتهم والغلو في مدحهم
39 ـ تعاطفهم مع الأحزاب الضالة
40 ـ حرصهم على المصالح القيادية لخدمة الجماعة
41 ـ التدرج بالشباب لإدخالهم في سلك التنظيم الإخواني
42 ـ البيعة على المنهج الإخواني
43 ـ عداؤهم للموحدين السلفيين
44 ـ اهتمامهم بالفضائل على حساب العقائد
45 ـ استغلال مواسم الحج والعمرة لغسل أدمغة الشباب بالفكر
الإخواني
46 ـ إكثارهم من الرحلات الترفيهية لجذب الشباب
47 ـ حرصهم على الأذكياء دون غيرهم
48 ـ إيجابهم لمقاطعة منتجات الكفار
49 ـ أخذهم للفتاوى التي توافق هواهم
50 ـ تساهلهم الشديد في قضية التصوير
مستفاد من رسالة اخينا الشيخ عبدالله النجمي حفظه الله
جمع الشتات فيما كتب عن الإخوان بتقديم شيخنا العلامة أحمد بن يحي النجمي رحمه الله تعالى
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from 🛡حصّن أبناءك🛡 من 💣فكر الخوارج🗡 (#صدقة_جارية | #خواطر_سلفي)
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يريدون منا أن نتوحد مع من يقول:
إن عرش الله نعل في قدم الحسين؟!
إن عرش الله نعل في قدم الحسين؟!
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from محبي الشيخ عايد بن خليف السند الشمري
خطبة جمعة بعنوان:
#عاشوراء بين أهل الإسلام والرافضة
للشيخ الناقد السلفي:
عايد بن خليف الشمري حفظه الله تعالى
https://www.tgoop.com/aayidshemari/1157
#عاشوراء بين أهل الإسلام والرافضة
للشيخ الناقد السلفي:
عايد بن خليف الشمري حفظه الله تعالى
https://www.tgoop.com/aayidshemari/1157
Telegram
محبي الشيخ عايد بن خليف السند الشمري
خطبة الجمعة بعنوان عاشوراء بين أهل الإسلام والرافضة الشيخ عايد الشمري حفظه الله.mp3
Forwarded from محبي الشيخ عايد بن خليف السند الشمري
#عاشوراء
قال ابن عباس رضي الله عنهما:
(ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ؛يَومَ عَاشُورَاءَ،وهذا الشَّهْرَ.يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ).
فضل صيام يوم عاشوراء:
قال النبي ﷺ(يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ)
https://twitter.com/ayedalsnd/status/1684389446521606146?t=0LcmKDCI3Ob2qb8aZ_3waw&s=19
قال ابن عباس رضي الله عنهما:
(ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ؛يَومَ عَاشُورَاءَ،وهذا الشَّهْرَ.يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ).
فضل صيام يوم عاشوراء:
قال النبي ﷺ(يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ)
https://twitter.com/ayedalsnd/status/1684389446521606146?t=0LcmKDCI3Ob2qb8aZ_3waw&s=19
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
«والذين نقلوا مصرع الحسين زادوا أشياء من الكذب، كما زادوا في قتل عثمان، وكما زادوا فيما يراد تعظيمه من الحوادث، وكما زادوا في المغازي والفتوحات وغير ذلك. والمصنفون في أخبار قتل الحسين منهم من هو من أهل العلم، كالبغوي وابن أبي الدنيا وغيرهما، ومع ذلك فيما يروونه آثار منقطعة وأمور باطلة. وأما ما يرويه المصنفون في المصرع بلا إسناد، فالكذب فيه كثير. والذي ثبت في الصحيح أن الحسين لما قتل حمل رأسه إلى قدام عبيد الله بن زياد، وأنه نكت بالقضيب على ثناياه، وكان بالمجلس أنس بن مالك رضي الله عنه وأبو برزة الأسلمي رضي الله عنه. ففي صحيح البخاري عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين فجعل في طست فجعل ينكت، وقال في حسنه شيئا، فقال أنس: كان أشبههم برسول الله ﷺ وكان مخضوبا بالوسمة. وفيه أيضا عن ابن أبي نعم، قال: سمعت ابن عمر، وسأله رجل عن المحرم يقتل الذباب، فقال: يا أهل العراق تسألوني عن قتل الذباب، وقد قتلتم ابن بنت رسول الله ﷺ. وقال النبي ﷺ: "هما ريحانتاي من الدنيا". وقد روي بإسناد مجهول أن هذا كان قدام يزيد، وأن الرأس حمل إليه، وأنه هو الذي نكت على ثناياه. وهذا مع أنه لم يثبت ففي الحديث ما يدل على أنه كذب، فإن الذين حضروا نكته بالقضيب من الصحابة لم يكونوا بالشام وإنما كانوا بالعراق؛ والذي نقله غير واحد أن يزيد لم يأمر بقتل الحسين، ولا كان له غرض في ذلك، بل كان يختار أن يكرمه ويعظمه، كما أمره بذلك معاوية رضي الله عنه ولكن كان يختار أن يمتنع من الولاية والخروج عليه، فلما قدم الحسين وعلم أن أهل العراق يخذلونه ويسلمونه، طلب أن يرجع إلى يزيد، أو يرجع إلى وطنه، أو يذهب إلى الثغر، فمنعوه من ذلك حتى يستأسر، فقاتلوه حتى قتل مظلوما شهيدا رضي الله عنه وأن خبر قتله لما بلغ يزيد وأهله ساءهم ذلك، وبكوا على قتله. وقال يزيد: لعن الله ابن مرجانة يعني عبيد الله بن زياد أما والله لو كان بينه وبين الحسين رحم لما قتله. وقال: قد كنت أرضى من طاعة أهل العراق بدون قتل الحسين. وأنه جهز أهله بأحسن الجهاز وأرسلهم إلى المدينة، لكنه مع ذلك ما انتصر للحسين، ولا أمر بقتل قاتله، ولا أخذ بثأره. وأما ما ذكره من سبي نسائه والذراري، والدوران بهم في البلاد، وحملهم على الجمال بغير أقتاب، فهذا كذب وباطل ما سبى المسلمون ولله الحمد هاشمية قط، ولا استحلت أمة محمد ﷺ سبي بني هاشم قط، ولكن أهل الهوى والجهل يكذبون كثيرا. كما تقول طائفة منهم: إن الحجاج قتل الأشراف، يعنون بني هاشم، وبعض الوعاظ وقع بينه وبين بعض من كانوا يدعون أنهم علويون، ونسبهم مطعون فيه، فقال على منبره: إن الحجاج قتل الأشراف كلهم، فلم يبق لنسائهم رجل، فمكنوا منهن رجالا، فهؤلاء من أولاد أولئك. وهذا كله كذب؛ فإن الحجاج لم يقتل من بني هاشم أحدا قط، مع كثرة قتله لغيرهم؛ فإن عبد الملك أرسل إليه يقول له: إياك وبني هاشم أن تتعرض لهم، فقد رأيت بني حرب لما تعرضوا للحسين أصابهم ما أصابهم. أو كما قال. ولكن قتل الحجاج كثيرا من أشراف العرب، أي سادات العرب. ولما سمع الجاهل أنه قتل الأشراف وفي لغته أن الأشراف هم الهاشميون أو بعض الهاشميين، ففي بعض البلاد أن الأشراف عندهم ولد العباس، وفي بعضها الأشراف عندهم ولد علي. ولفظ الأشراف لا يتعلق به حكم شرعي، وإنما الحكم يتعلق ببني هاشم، كتحريم الصدقة، وأنهم آل محمد ﷺ وغير ذلك، والحجاج كان قد تزوج ببنت عبد الله بن جعفر، فلم يرض بذلك بنو أمية حتى نزعوها منه، لأنهم معظمون لبني هاشم. وفي الجملة فما يعرف في الإسلام أن المسلمين سبوا امرأة يعرفون أنها هاشمية، ولا سبي عيال الحسين، بل لما دخلوا إلى بيت يزيد قامت النياحة في بيته، وأكرمهم وخيرهم بين المقام عنده والذهاب إلى المدينة، فاختاروا الرجوع إلى المدينة، ولا طيف برأس الحسين. وهذه الحوادث فيها من الأكاذيب ما ليس هذا موضع بسطه. وأما ما ذكره من الأحداث والعقوبات الحاصلة بقتل الحسين؛ فلا ريب أن قتل الحسين من أعظم الذنوب، وأن فاعل ذلك والراضي به والمعين عليه مستحق لعقاب الله الذي يستحقه أمثاله، لكن قتله ليس بأعظم من قتل من هو أفضل منه من النبيين، والسابقين الأولين، ومن قتل في حرب مسيلمة، وكشهداء أحد، والذين قتلوا ببئر معونة، وكقتل عثمان، وقتل علي، لا سيما والذين قتلوا أباه عليا كانوا يعتقدونه كافرا مرتدا، وأن قتله من أعظم القربات، بخلاف الذين قتلوا الحسين؛ فإنهم لم يكونوا يعتقدون كفره، وكان كثير منهم أو أكثرهم يكرهون قتله، ويرونه ذنبا عظيما، لكن قتلوه لغرضهم، كما يقتل الناس بعضهم بعضا على الملك. وبهذا وغيره يتبين أن كثيرا مما روي في ذلك كذب، مثل كون السماء أمطرت دما، فإن هذا ما وقع قط في قتل أحد، ومثل كون الحمرة ظهرت في السماء يوم قتل الحسين ولم تظهر قبل ذلك؛ فإن هذا من الترهات، فما زالت هذه الحمرة تظهر ولها سبب طبيعي من جهة الشمس، فهي بمنزلة الشفق.
«والذين نقلوا مصرع الحسين زادوا أشياء من الكذب، كما زادوا في قتل عثمان، وكما زادوا فيما يراد تعظيمه من الحوادث، وكما زادوا في المغازي والفتوحات وغير ذلك. والمصنفون في أخبار قتل الحسين منهم من هو من أهل العلم، كالبغوي وابن أبي الدنيا وغيرهما، ومع ذلك فيما يروونه آثار منقطعة وأمور باطلة. وأما ما يرويه المصنفون في المصرع بلا إسناد، فالكذب فيه كثير. والذي ثبت في الصحيح أن الحسين لما قتل حمل رأسه إلى قدام عبيد الله بن زياد، وأنه نكت بالقضيب على ثناياه، وكان بالمجلس أنس بن مالك رضي الله عنه وأبو برزة الأسلمي رضي الله عنه. ففي صحيح البخاري عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين فجعل في طست فجعل ينكت، وقال في حسنه شيئا، فقال أنس: كان أشبههم برسول الله ﷺ وكان مخضوبا بالوسمة. وفيه أيضا عن ابن أبي نعم، قال: سمعت ابن عمر، وسأله رجل عن المحرم يقتل الذباب، فقال: يا أهل العراق تسألوني عن قتل الذباب، وقد قتلتم ابن بنت رسول الله ﷺ. وقال النبي ﷺ: "هما ريحانتاي من الدنيا". وقد روي بإسناد مجهول أن هذا كان قدام يزيد، وأن الرأس حمل إليه، وأنه هو الذي نكت على ثناياه. وهذا مع أنه لم يثبت ففي الحديث ما يدل على أنه كذب، فإن الذين حضروا نكته بالقضيب من الصحابة لم يكونوا بالشام وإنما كانوا بالعراق؛ والذي نقله غير واحد أن يزيد لم يأمر بقتل الحسين، ولا كان له غرض في ذلك، بل كان يختار أن يكرمه ويعظمه، كما أمره بذلك معاوية رضي الله عنه ولكن كان يختار أن يمتنع من الولاية والخروج عليه، فلما قدم الحسين وعلم أن أهل العراق يخذلونه ويسلمونه، طلب أن يرجع إلى يزيد، أو يرجع إلى وطنه، أو يذهب إلى الثغر، فمنعوه من ذلك حتى يستأسر، فقاتلوه حتى قتل مظلوما شهيدا رضي الله عنه وأن خبر قتله لما بلغ يزيد وأهله ساءهم ذلك، وبكوا على قتله. وقال يزيد: لعن الله ابن مرجانة يعني عبيد الله بن زياد أما والله لو كان بينه وبين الحسين رحم لما قتله. وقال: قد كنت أرضى من طاعة أهل العراق بدون قتل الحسين. وأنه جهز أهله بأحسن الجهاز وأرسلهم إلى المدينة، لكنه مع ذلك ما انتصر للحسين، ولا أمر بقتل قاتله، ولا أخذ بثأره. وأما ما ذكره من سبي نسائه والذراري، والدوران بهم في البلاد، وحملهم على الجمال بغير أقتاب، فهذا كذب وباطل ما سبى المسلمون ولله الحمد هاشمية قط، ولا استحلت أمة محمد ﷺ سبي بني هاشم قط، ولكن أهل الهوى والجهل يكذبون كثيرا. كما تقول طائفة منهم: إن الحجاج قتل الأشراف، يعنون بني هاشم، وبعض الوعاظ وقع بينه وبين بعض من كانوا يدعون أنهم علويون، ونسبهم مطعون فيه، فقال على منبره: إن الحجاج قتل الأشراف كلهم، فلم يبق لنسائهم رجل، فمكنوا منهن رجالا، فهؤلاء من أولاد أولئك. وهذا كله كذب؛ فإن الحجاج لم يقتل من بني هاشم أحدا قط، مع كثرة قتله لغيرهم؛ فإن عبد الملك أرسل إليه يقول له: إياك وبني هاشم أن تتعرض لهم، فقد رأيت بني حرب لما تعرضوا للحسين أصابهم ما أصابهم. أو كما قال. ولكن قتل الحجاج كثيرا من أشراف العرب، أي سادات العرب. ولما سمع الجاهل أنه قتل الأشراف وفي لغته أن الأشراف هم الهاشميون أو بعض الهاشميين، ففي بعض البلاد أن الأشراف عندهم ولد العباس، وفي بعضها الأشراف عندهم ولد علي. ولفظ الأشراف لا يتعلق به حكم شرعي، وإنما الحكم يتعلق ببني هاشم، كتحريم الصدقة، وأنهم آل محمد ﷺ وغير ذلك، والحجاج كان قد تزوج ببنت عبد الله بن جعفر، فلم يرض بذلك بنو أمية حتى نزعوها منه، لأنهم معظمون لبني هاشم. وفي الجملة فما يعرف في الإسلام أن المسلمين سبوا امرأة يعرفون أنها هاشمية، ولا سبي عيال الحسين، بل لما دخلوا إلى بيت يزيد قامت النياحة في بيته، وأكرمهم وخيرهم بين المقام عنده والذهاب إلى المدينة، فاختاروا الرجوع إلى المدينة، ولا طيف برأس الحسين. وهذه الحوادث فيها من الأكاذيب ما ليس هذا موضع بسطه. وأما ما ذكره من الأحداث والعقوبات الحاصلة بقتل الحسين؛ فلا ريب أن قتل الحسين من أعظم الذنوب، وأن فاعل ذلك والراضي به والمعين عليه مستحق لعقاب الله الذي يستحقه أمثاله، لكن قتله ليس بأعظم من قتل من هو أفضل منه من النبيين، والسابقين الأولين، ومن قتل في حرب مسيلمة، وكشهداء أحد، والذين قتلوا ببئر معونة، وكقتل عثمان، وقتل علي، لا سيما والذين قتلوا أباه عليا كانوا يعتقدونه كافرا مرتدا، وأن قتله من أعظم القربات، بخلاف الذين قتلوا الحسين؛ فإنهم لم يكونوا يعتقدون كفره، وكان كثير منهم أو أكثرهم يكرهون قتله، ويرونه ذنبا عظيما، لكن قتلوه لغرضهم، كما يقتل الناس بعضهم بعضا على الملك. وبهذا وغيره يتبين أن كثيرا مما روي في ذلك كذب، مثل كون السماء أمطرت دما، فإن هذا ما وقع قط في قتل أحد، ومثل كون الحمرة ظهرت في السماء يوم قتل الحسين ولم تظهر قبل ذلك؛ فإن هذا من الترهات، فما زالت هذه الحمرة تظهر ولها سبب طبيعي من جهة الشمس، فهي بمنزلة الشفق.
وكذلك قول القائل: (إنه ما رفع حجر في الدنيا إلا وجد تحته دم عبيط) هو أيضا كذب بين. وأما قول الزهري: (ما بقي أحد من قتلة الحسين إلا عوقب في الدنيا) فهذا ممكن، وأسرع الذنوب عقوبة البغي، والبغي على الحسين من أعظم البغي».
منهاج السنة النبوية: (٥٥٦/٤)
ساهموا في النشر فالدال على الخير كفاعله
https://whatsapp.com/channel/0029Vb17wEfA89MasQguUc24
منهاج السنة النبوية: (٥٥٦/٤)
ساهموا في النشر فالدال على الخير كفاعله
https://whatsapp.com/channel/0029Vb17wEfA89MasQguUc24
الامتنان تِرياق القلوب
كتبه: الشيخ محمد عثمان العنجري
الجمعة ٩ محرم ١٤٤٧هـ
الموافق ٤/ ٧/ ٢٠٢٥م
قال النبي ﷺ:
«ارْضَ بما قسم اللهُ لكَ تَكُن من أَغْنَى الناسِ».
فالسعادة لا تحتاج إلى أرقام ولا شهرة، بل إلى قلبٍ مطمئن، يحمل في طيّاته غِنى النفس؛ ذلك الغِنى الذي يجعل الإنسان هادئًا في زحمة الدنيا، ساكنًا وإن تغيّرت الأحوال، ممتلئًا بالرضا، لا تهزّه الظروف ولا تُزعزعه المقارنات.
فالامتنان الحقيقي يربّي فيك معنى أن النعمة فضل لا استحقاق، والامتنان يعلّمك أن الخير ليس فيما زاد، بل فيما كفاك، والامتنان يفتح لك باب الحمد المنغرس في القلب، ويغذّي فيك صفاء النية، وحب الخير والنِّعم في يد غيرك.
قال تعالى:
﴿أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ؟ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾.
فكما اختلفنا نحن البشر في الأشكال والطباع والأعراق، اختلفنا كذلك في الحظوظ والمواهب والأقدار، وكل ذلك بحكمةٍ بالغة لن تخطئ.
وقد صحّ عن التابعي قتادة بن دعامة -رحمه الله- في تفسير هذه الآية أنه قال:
”قال الله تبارك وتعالى: ﴿أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ؟ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾؛ فتلقاه ضعيف الحيلة عَيَّ اللسان، وهو مبسوط له في الرزق، وتلقاه شديد الحيلة سليط اللسان، وهو مقتور عليه. قال الله جلّ ثناؤه: ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا...﴾، كما قسم بينهم صورهم وأخلاقهم“.
ثم قال:
”﴿لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا﴾؛ أي: جعل الله بعضهم سببًا لبعض في المعاش، يخدم هذا هذا، ويعود ذاك على صاحبه بما عنده من فضل“.
تأمل كيف يُعيدنا هذا التفسير والبيان إلى لُبّ الامتنان: أن تدرك أن كل تفاوتٍ هو لحكمة، وكل أمرٍ هو جزء من نظامٍ قدريٍّ متكامل لا خلل فيه، مما قدّره الله تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾، وقال تعالى: ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾، وقال تعالى: ﴿وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرًا مَقْدُورًا﴾.
لكن قد يكون المرء كثير التعبّد كثيرَ التلاوة واسع الاطلاع في العلم، ومع ذلك لا يطمئن قلبه؛ لأن نفسه لم تُسقَ بروح الامتنان لما قدّره الله له. فهو يطيل النظر في تفاوت الأقدار بينه وبين غيره، ويغفل عما أنعم الله به عليه من فضلٍ، فتتسلل الغيرة بهدوء إلى قلبه، وتذبل السكينة في روحه؛ لأن عينه أُشغلت بالمقارنة، لا بالحمد والامتنان.
ولذلك جاء في الحديث الصحيح:
”يا رسول الله، إن فلانة يُذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تُؤذي جيرانها بلسانها؟ قال: «هي في النار»“.
فكأنّ عبادتها لم تُزكها ولم تطفئ نار السخط في صدرها، فذهبت -عدلًا من الله تعالى- إلى النار.
قال ابن تيمية:
”الحاسد يكره أولًا فضل الله على ذلك الغير، ثم ينتقل إلى بُغضه؛ فإن بغض اللازم يقتضي بغض الملزوم“.
بمعنى: أنه يغضب من وجود النعمة، ثم يغضب ممن أُعطيَت له. فالحسد عنده اختناقٌ داخلي، ينشأ من اعتراضٍ خفيّ، ثم يتحوّل إلى رفضٍ لكل تفضيل أو تمايز.
ولهذا كان الامتنان هو الترياق؛ لأنه يعلّمك أن تنظر إلى ما عندك بعين الرضا، لا إلى ما عند غيرك بعين المقارنة.
فمن وُفّق إلى الامتنان، وجد راحة البال، وهدوء النفس الطبيعي. ومن عرف فضل الله عليه، لم تضطرب روحه، وإن تغيّرت الظروف وتحوّلت المواقف.
كتبه: الشيخ محمد عثمان العنجري
الجمعة ٩ محرم ١٤٤٧هـ
الموافق ٤/ ٧/ ٢٠٢٥م
https://x.com/annahjradio/status/1941511382567964997?s=46&t=LOqbVjXljsD_-WTNcFg7PQ
كتبه: الشيخ محمد عثمان العنجري
الجمعة ٩ محرم ١٤٤٧هـ
الموافق ٤/ ٧/ ٢٠٢٥م
قال النبي ﷺ:
«ارْضَ بما قسم اللهُ لكَ تَكُن من أَغْنَى الناسِ».
فالسعادة لا تحتاج إلى أرقام ولا شهرة، بل إلى قلبٍ مطمئن، يحمل في طيّاته غِنى النفس؛ ذلك الغِنى الذي يجعل الإنسان هادئًا في زحمة الدنيا، ساكنًا وإن تغيّرت الأحوال، ممتلئًا بالرضا، لا تهزّه الظروف ولا تُزعزعه المقارنات.
فالامتنان الحقيقي يربّي فيك معنى أن النعمة فضل لا استحقاق، والامتنان يعلّمك أن الخير ليس فيما زاد، بل فيما كفاك، والامتنان يفتح لك باب الحمد المنغرس في القلب، ويغذّي فيك صفاء النية، وحب الخير والنِّعم في يد غيرك.
قال تعالى:
﴿أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ؟ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾.
فكما اختلفنا نحن البشر في الأشكال والطباع والأعراق، اختلفنا كذلك في الحظوظ والمواهب والأقدار، وكل ذلك بحكمةٍ بالغة لن تخطئ.
وقد صحّ عن التابعي قتادة بن دعامة -رحمه الله- في تفسير هذه الآية أنه قال:
”قال الله تبارك وتعالى: ﴿أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ؟ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾؛ فتلقاه ضعيف الحيلة عَيَّ اللسان، وهو مبسوط له في الرزق، وتلقاه شديد الحيلة سليط اللسان، وهو مقتور عليه. قال الله جلّ ثناؤه: ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا...﴾، كما قسم بينهم صورهم وأخلاقهم“.
ثم قال:
”﴿لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا﴾؛ أي: جعل الله بعضهم سببًا لبعض في المعاش، يخدم هذا هذا، ويعود ذاك على صاحبه بما عنده من فضل“.
تأمل كيف يُعيدنا هذا التفسير والبيان إلى لُبّ الامتنان: أن تدرك أن كل تفاوتٍ هو لحكمة، وكل أمرٍ هو جزء من نظامٍ قدريٍّ متكامل لا خلل فيه، مما قدّره الله تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾، وقال تعالى: ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾، وقال تعالى: ﴿وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرًا مَقْدُورًا﴾.
لكن قد يكون المرء كثير التعبّد كثيرَ التلاوة واسع الاطلاع في العلم، ومع ذلك لا يطمئن قلبه؛ لأن نفسه لم تُسقَ بروح الامتنان لما قدّره الله له. فهو يطيل النظر في تفاوت الأقدار بينه وبين غيره، ويغفل عما أنعم الله به عليه من فضلٍ، فتتسلل الغيرة بهدوء إلى قلبه، وتذبل السكينة في روحه؛ لأن عينه أُشغلت بالمقارنة، لا بالحمد والامتنان.
ولذلك جاء في الحديث الصحيح:
”يا رسول الله، إن فلانة يُذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تُؤذي جيرانها بلسانها؟ قال: «هي في النار»“.
فكأنّ عبادتها لم تُزكها ولم تطفئ نار السخط في صدرها، فذهبت -عدلًا من الله تعالى- إلى النار.
قال ابن تيمية:
”الحاسد يكره أولًا فضل الله على ذلك الغير، ثم ينتقل إلى بُغضه؛ فإن بغض اللازم يقتضي بغض الملزوم“.
بمعنى: أنه يغضب من وجود النعمة، ثم يغضب ممن أُعطيَت له. فالحسد عنده اختناقٌ داخلي، ينشأ من اعتراضٍ خفيّ، ثم يتحوّل إلى رفضٍ لكل تفضيل أو تمايز.
ولهذا كان الامتنان هو الترياق؛ لأنه يعلّمك أن تنظر إلى ما عندك بعين الرضا، لا إلى ما عند غيرك بعين المقارنة.
فمن وُفّق إلى الامتنان، وجد راحة البال، وهدوء النفس الطبيعي. ومن عرف فضل الله عليه، لم تضطرب روحه، وإن تغيّرت الظروف وتحوّلت المواقف.
كتبه: الشيخ محمد عثمان العنجري
الجمعة ٩ محرم ١٤٤٧هـ
الموافق ٤/ ٧/ ٢٠٢٥م
https://x.com/annahjradio/status/1941511382567964997?s=46&t=LOqbVjXljsD_-WTNcFg7PQ