Telegram Web
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
الثابتون في عصرهم على طلب العلم قلّة ؛ فكيف والحال في عصرنا؟!
يقول أبو داود رحمه الله: كنت يوماً بباب شعبة رحمه الله، وكان المسجد ملأ، فخرج شعبة فاتكأ علي، وقال: يا سليمان: ترى هؤلاء كلهم يخرجون محدثين؟
قلت: لا.
قال: صدقت، ولا خمسة! يكتب أحدهم في صغره، ثم إذا كبر تركه، أو يشتغل بالفساد.
قال أبو داود: ثم نظرت بعد ذلك، فما خرج منهم خمسة.
وقَالَ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ رَحِمَهُ اللهُ:
كُنَّا نَطْلُبُ الْحَدِيثَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، فَمَا أَنْجَبَ مِنَّا إِلَّا أَرْبَعَةٌ.
وقَالَ الْفِرْيَابِيُّ: قَالَ لِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَوْمًا -وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ- يَا مُحَمَّدُ ! تُرَى هَؤُلَاءِ مَا أَكْثَرَهُمْ، ثُلُثٌ يَمُوتُونَ، وَثُلُثٌ يَتْرُكُونَ هَذَا الَّذِي تَسْمَعُونَهُ، وَمِنَ الثُّلُثِ الْآخَرِ مَا أَقَلَّ مَنْ يَنْجُبُ!
جوازُ قراءةِ القرآنِ للمتكئ والمضطجعِ/
يعتقدُ البعضُ أن قراءةَ القرآنِ مضطجعاً أو متكئاً من عدمِ احترامِ القرآنِ، وتوقيرِ كلامِ اللهِ جَلَّ ثناؤه، وهذا ليسَ كما قِيل، فإن قراءةَ القرآنِ بهذه الكيفياتِ لا إشكالَ فيها ، ولا تُعدُّ تصرفاً سلبياً، بل الأمرُ على الجوازِ دونَ نهي أو كراهية.
ففي قوله جل ثناؤه: { الذينَ يذكرونَ اللهَ قيامًا وقعودًا وعلى جنوبِهم ويتفكرونَ في خلقِ السماواتِ والأرضِ }.
وفِي الحديثِ عن أمِ المؤمنينَ عائشةَ رضي اللهُ عنها، قالتْ: ( كانَ يتكئُ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم في حِجري وأنا حائضٌ، ثم يقرأُ القرآنَ ). [ صحيح البخاري - ٢٩٧ صحيح مسلم - ٣٠١ ].
قالَ الحافظُ ابنُ رجبٍ: ( هذا دلالةٌ على جوازِ قراءةِ القرآنِ متكئًا، ومضطجعًا، وعلى جنبه ). [ فتح الباري - ١/٤٠٥ ].
صديقي الحبيب، المَرِح القريب، ذو جمال خُلُقي قلَّ نظيره، ووفاء وكرم يندر مثيله،
محب للخير، وقلبه كالطير، شاديًا للعلم، متحليًا بالحِلم، اعتنى بالتاريخ، وتحصن بالأدب،
هاجر إلى ليبيا ثم الشّأم فكان للحربِ جذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ، وَعُذَيْقُها المُرَجَّبُ، وبعد مدةٍ رجعَ لغزةَ، ولما كشرتْ هذه المجاعة أنيابَها كانَ للناسِ يدعو الجفلى ولا ينتقرُ، فكان لهم سحابةَ جودٍ وعطاء، وأُصيب فكانَ عليه طابع الشُّهداء، فآن للفارسِ أن يترجل، وللمتعب أن يرتاح، ليذهبَ الظمأ، وتبتل الجوارح..
تأبى الشَّجاعةُ أن تفارقَ أهلها
‏ويأبى الشُّجاعُ أن يموتَ جبانا..
رحمك اللهُ يا أُخيَّ وجمعك مع رفاقنا الذين سبقونا في هذا الطريق.
سلامٌ على روحك في الخالدين..
2025/07/08 00:10:30
Back to Top
HTML Embed Code: