لا يأتونَ بِمثله
هنيئاً لمن تفيّأ ظلال تلك الآية، وهنيئاً لِمن يلهج بهذا الدعاء الذي علّمه ربُّنا لعباده.
مِن أمتع ما أنت مهتدٍ إليه في معنى الآية الكريمة آية سورة الأحقاف، اللهم ارزقنا العمل بتِلك المعاني.
لا يأتونَ بِمثله
هنيئاً لمن تفيّأ ظلال تلك الآية، وهنيئاً لِمن يلهج بهذا الدعاء الذي علّمه ربُّنا لعباده.
ومَعْنى [قالَ رَبِّ أوْزِعْنِي]
أنَّهُ دَعا رَبَّهُ بِذَلِكَ، ومَعْناهُ: أنَّهُ مَأْمُورٌ بِالدُّعاءِ إلَيْهِما بِأنَّهُ لا يَشْغَلُهُ الدُّعاءُ لِنَفْسِهِ عَنِ الدُّعاءِ لَهُما وبِأنَّهُ يُحْسِنُ إلَيْهِما بِظَهْرِ الغَيْبِ مِنهُما حِينَ مُناجاتِهِ رَبَّهُ..
وحاصِلُ المَعْنى: أنَّ اللَّهَ أمَرَ بِالإحْسانِ إلى الوالِدَيْنِ في المُشاهَدَةِ والغَيْبَةِ وبِجَمِيعِ وسائِلِ الإحْسانِ الَّذِي غايَتُهُ حُصُولُ النَّفْعِ لَهُما، وهو مَعْنى قَوْلِهِ - تَعالى - ﴿وقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: ٢٤] وأنَّ اللَّهَ لَمّا أمَرَ بِالدُّعاءِ لِلْأبَوَيْنِ وعَدَ بِإجابَتِهِ عَلى لِسانِ رَسُولِهِ ﷺ لِقَوْلِهِ: «إذا ماتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلّا مِن ثَلاثٍ: صَدَقَةٌ جارِيَةٌ، وعِلْمٌ بَثَّهُ في صُدُورِ الرِّجالِ، ووَلَدٌ صالِحٌ يَدْعُو لَهُ بِخَيْرٍ» .
وما شُكْرُ الوَلَدِ رَبَّهُ عَلى النِّعْمَةِ الَّتِي أنْعَمَها اللَّهُ عَلى والِدَيْهِ إلّا مِن بابِ نِيابَتِهِ عَنْهُما في هَذا الشُّكْرِ، وهو مِن جُمْلَةِ العَمَلِ الَّذِي يُؤَدِّيهِ الوَلَدُ عَنْ والِدَيْهِ.
"التحرير والتنوير"
أنَّهُ دَعا رَبَّهُ بِذَلِكَ، ومَعْناهُ: أنَّهُ مَأْمُورٌ بِالدُّعاءِ إلَيْهِما بِأنَّهُ لا يَشْغَلُهُ الدُّعاءُ لِنَفْسِهِ عَنِ الدُّعاءِ لَهُما وبِأنَّهُ يُحْسِنُ إلَيْهِما بِظَهْرِ الغَيْبِ مِنهُما حِينَ مُناجاتِهِ رَبَّهُ..
وحاصِلُ المَعْنى: أنَّ اللَّهَ أمَرَ بِالإحْسانِ إلى الوالِدَيْنِ في المُشاهَدَةِ والغَيْبَةِ وبِجَمِيعِ وسائِلِ الإحْسانِ الَّذِي غايَتُهُ حُصُولُ النَّفْعِ لَهُما، وهو مَعْنى قَوْلِهِ - تَعالى - ﴿وقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: ٢٤] وأنَّ اللَّهَ لَمّا أمَرَ بِالدُّعاءِ لِلْأبَوَيْنِ وعَدَ بِإجابَتِهِ عَلى لِسانِ رَسُولِهِ ﷺ لِقَوْلِهِ: «إذا ماتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلّا مِن ثَلاثٍ: صَدَقَةٌ جارِيَةٌ، وعِلْمٌ بَثَّهُ في صُدُورِ الرِّجالِ، ووَلَدٌ صالِحٌ يَدْعُو لَهُ بِخَيْرٍ» .
وما شُكْرُ الوَلَدِ رَبَّهُ عَلى النِّعْمَةِ الَّتِي أنْعَمَها اللَّهُ عَلى والِدَيْهِ إلّا مِن بابِ نِيابَتِهِ عَنْهُما في هَذا الشُّكْرِ، وهو مِن جُمْلَةِ العَمَلِ الَّذِي يُؤَدِّيهِ الوَلَدُ عَنْ والِدَيْهِ.
"التحرير والتنوير"
لا يأتونَ بِمثله
هنيئاً لمن تفيّأ ظلال تلك الآية، وهنيئاً لِمن يلهج بهذا الدعاء الذي علّمه ربُّنا لعباده.
وما ذُكِرَ مِنَ الدُّعاءِ لِذُرِّيَّتِهِ بِقَوْلِهِ ﴿وأصْلِحْ لِي في ذُرِّيَّتِي﴾ اسْتِطْرادٌ في أثْناءِ الوِصايَةِ بِالدُّعاءِ لِلْوالِدَيْنِ بِأنْ لا يَغْفُلَ الإنْسانُ عَنِ التَّفَكُّرِ في مُسْتَقْبَلِهِ بِأنْ يَصْرِفَ عِنايَتَهُ إلى ذُرِّيَّتِهِ كَما صَرَفَها إلى أبَوَيْهِ لِيَكُونَ لَهُ مِن إحْسانِ ذُرِّيَّتِهِ إلَيْهِ مِثْلُ ما كانَ مِنهُ لِأبَوَيْهِ، وإصْلاحُ الذُّرِّيَّةِ يَشْمَلُ إلْهامَهُمُ الدُّعاءَ إلى الوالِدِ.
ابن عاشور
ابن عاشور
لا يُضاهي كلامَ الله كلامٌ في إحياء مشاعر الحنين إلى السماء في القلب، ولعل هذا مما قاد الشيخ دراز -برد الله مضجعه- لكلمته الباقية: «حتى إنه لو وُجِد ملقًى في صحراء لأيقنَ الناظرُ فيه أن ليس مِن هذه الأرض مَنبعه ومَنبته؛ وإنما كان مِن أُفُقِ السماء مَطلعه ومَهبطه»
فكما أن مطلعه ومهبطه من أفق السماء، فكذلك لن يهدي إلا إلى السماء، مُخلِّصًا قارئه من نزعة الخلود إلى الأرض.
فكما أن مطلعه ومهبطه من أفق السماء، فكذلك لن يهدي إلا إلى السماء، مُخلِّصًا قارئه من نزعة الخلود إلى الأرض.
لا يأتونَ بِمثله
هنيئاً لمن تفيّأ ظلال تلك الآية، وهنيئاً لِمن يلهج بهذا الدعاء الذي علّمه ربُّنا لعباده.
[وأن أعملَ صالحاً ترضاهُ]
انظر كيف دعا العبد الصالح بأن يرزقه الله العملَ الصالحَ #المرضيّ عنده سبحانه وتعالى.
قال [ترضاهُ] إذ ليس كل عملٍ صالحٍ يرضاه الله سبحانه، إذ قد يكون العملُ صالحاً لكن يشوبه رياء، وتُفقد فيه النية فيكون لغير الله .. فقيّد دعاءه بأن يكون العمل الصالح مما يرضاه الله تعالى.. وإذا كان العمل الصالح يرضاه الله فلا جرمَ أن يكون مُتقبَّلاً.
#من_أفياء_الآية
انظر كيف دعا العبد الصالح بأن يرزقه الله العملَ الصالحَ #المرضيّ عنده سبحانه وتعالى.
قال [ترضاهُ] إذ ليس كل عملٍ صالحٍ يرضاه الله سبحانه، إذ قد يكون العملُ صالحاً لكن يشوبه رياء، وتُفقد فيه النية فيكون لغير الله .. فقيّد دعاءه بأن يكون العمل الصالح مما يرضاه الله تعالى.. وإذا كان العمل الصالح يرضاه الله فلا جرمَ أن يكون مُتقبَّلاً.
#من_أفياء_الآية
لا يأتونَ بِمثله
هنيئاً لمن تفيّأ ظلال تلك الآية، وهنيئاً لِمن يلهج بهذا الدعاء الذي علّمه ربُّنا لعباده.
[... ربِّ أَوۡزِعۡنِیۤ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِیۤ أَنۡعَمۡتَ عَلَیَّ وَعَلَىٰ وَ ٰلِدَیَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَـٰلِحࣰا تَرۡضَىٰهُ وَأَصۡلِحۡ لِی فِی ذُرِّیَّتِیۤۖ إِنِّی تُبۡتُ إِلَیۡكَ وَإِنِّی مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ]
ولا جَرمَ أن هذا الدعاء بحذافيره مُجَابٌ مُتقبَّلٌ، لأن الله هو الذي تولَّىٰ تلقينَ هذا الدعاء وتعليمَه لعباده، إذ لم يذكره الله تعالى على لسان أحد من أنبيائه أو الصالحين من أوليائه، بل كان ابتداؤه منه سبحانه نعمةً لكل قارئٍ كتابَهُ أن يصادف هذا الدعاء الذي حوىٰ مجامع الخير.
فما أغفلَنا عن أدعية القرآن! وإذا علمت هذا فينبغي أن يكون هذا الدعاء منكَ محلّ اهتمام وتعظيم وإجلال.
وطوبى لمن لزِم دعاءً علَّمه ربُّنا عبادَه، وهنيئا لمن اهتدى بأدعية كتاب الله عند قراءة آياته، واستحضر هذا المقام العليّ في دعائه، وحريٌّ بمن لزم هذا الدعاء أن يكون لدعائه شأنٌ آخر.
ولا جَرمَ أن هذا الدعاء بحذافيره مُجَابٌ مُتقبَّلٌ، لأن الله هو الذي تولَّىٰ تلقينَ هذا الدعاء وتعليمَه لعباده، إذ لم يذكره الله تعالى على لسان أحد من أنبيائه أو الصالحين من أوليائه، بل كان ابتداؤه منه سبحانه نعمةً لكل قارئٍ كتابَهُ أن يصادف هذا الدعاء الذي حوىٰ مجامع الخير.
فما أغفلَنا عن أدعية القرآن! وإذا علمت هذا فينبغي أن يكون هذا الدعاء منكَ محلّ اهتمام وتعظيم وإجلال.
وطوبى لمن لزِم دعاءً علَّمه ربُّنا عبادَه، وهنيئا لمن اهتدى بأدعية كتاب الله عند قراءة آياته، واستحضر هذا المقام العليّ في دعائه، وحريٌّ بمن لزم هذا الدعاء أن يكون لدعائه شأنٌ آخر.
Forwarded from لا يأتونَ بِمثله
من مفاتيح التأثر بالقرآن= الذِّلَّة لهذا الكتاب المجيد.
Forwarded from لا يأتونَ بِمثله
Listen to ما تيسر من سورة يونس برواية حفص -أحمد وحيد- .mp3 by Ahmed Waheed on #SoundCloud
https://on.soundcloud.com/nNQAn
https://on.soundcloud.com/nNQAn
SoundCloud
ما تيسر من سورة يونس برواية حفص -أحمد وحيد- .mp3
Forwarded from لا يأتونَ بِمثله
[وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ <سَاعَةً مِنْ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ> قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ]
هذه السنين الطويلة تصبح يوما ما،، مجرد لحظات تعارف ليس أكثر!!
يا لتفاهة الحياة وسرعة زوالها!
هذه السنين الطويلة تصبح يوما ما،، مجرد لحظات تعارف ليس أكثر!!
يا لتفاهة الحياة وسرعة زوالها!
كل يوم يتأكد لي أن أوضح الآيات في القران الكريم لا تمنحنا أسرارها إلا بالنظر في علم التفسير، ومهما بلغ الإنسان من ذكاء وفهم، تظل حاجته إلى هذا العلم فوق كل احتياج.
استفتحت يومي هذا بمطالعة تفسير سورة الروم من "التفسير البسيط" للواحدي رحمه الله، وبلغت إلى قوله تعالى : ﴿أَوَلَمۡ یَسِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَیَنظُرُوا۟ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُوۤا۟ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةࣰ وَأَثَارُوا۟ ٱلۡأَرۡضَ وَعَمَرُوهَاۤ أَكۡثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاۤءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَیِّنَـٰتِۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیَظۡلِمَهُمۡ وَلَـٰكِن كَانُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ یَظۡلِمُونَ﴾
وتأملت ما ذكره في تفسير عبارة من أوضح الواضحات في القران الكريم اعني قوله تعالى (فما كان الله ليظلمهم) فرأيته يقول:
قال صاحب النظم: يأتي [الظلم] في الكلام لثلاثة معانٍ:
أحدها: وضع الشيء في غير موضعه، كقوله: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ وذلك أنه وضع الربوبية غير موضعها.
والثاني: المنع والحبس، كقوله: ﴿وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا﴾
والثالث: أخذ الشيء قبل وقت أخذه، ومنه (الظليم) وهو : اللبن يُشرب قبل أن يُدْرِك وَيروب.
والمعاني الثلاثة محتملة في هذه الآية؛ فيكون معنى قوله: ﴿فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ﴾
١- بوضع عذابهم في غير موضعه
٢- بأخذهم قبل وقته
٣- وبحبس شيء من أرزاقهم
﴿وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ .. انتهى باختصار
فانظر إلى عبارة تتكرر علينا في القران عشرات المرات ، وكيف تضمنت ثلاثة معان، بعضها على الأقل لم يخطر لنا على بال!!
فأين هذا ممن يقول : التدبر يغني عن التعلم !!
والله يهدي ويجزي.
د أسامة المراكبي
استفتحت يومي هذا بمطالعة تفسير سورة الروم من "التفسير البسيط" للواحدي رحمه الله، وبلغت إلى قوله تعالى : ﴿أَوَلَمۡ یَسِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَیَنظُرُوا۟ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُوۤا۟ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةࣰ وَأَثَارُوا۟ ٱلۡأَرۡضَ وَعَمَرُوهَاۤ أَكۡثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاۤءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَیِّنَـٰتِۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیَظۡلِمَهُمۡ وَلَـٰكِن كَانُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ یَظۡلِمُونَ﴾
وتأملت ما ذكره في تفسير عبارة من أوضح الواضحات في القران الكريم اعني قوله تعالى (فما كان الله ليظلمهم) فرأيته يقول:
قال صاحب النظم: يأتي [الظلم] في الكلام لثلاثة معانٍ:
أحدها: وضع الشيء في غير موضعه، كقوله: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ وذلك أنه وضع الربوبية غير موضعها.
والثاني: المنع والحبس، كقوله: ﴿وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا﴾
والثالث: أخذ الشيء قبل وقت أخذه، ومنه (الظليم) وهو : اللبن يُشرب قبل أن يُدْرِك وَيروب.
والمعاني الثلاثة محتملة في هذه الآية؛ فيكون معنى قوله: ﴿فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ﴾
١- بوضع عذابهم في غير موضعه
٢- بأخذهم قبل وقته
٣- وبحبس شيء من أرزاقهم
﴿وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ .. انتهى باختصار
فانظر إلى عبارة تتكرر علينا في القران عشرات المرات ، وكيف تضمنت ثلاثة معان، بعضها على الأقل لم يخطر لنا على بال!!
فأين هذا ممن يقول : التدبر يغني عن التعلم !!
والله يهدي ويجزي.
د أسامة المراكبي
Forwarded from لا يأتونَ بِمثله
أشتهي أن تعم ثقافة حفظ سُوَرِ المُفصَّل بين الناس؛ وذلك من سورة الحجرات أو ق إلى الناس، وكان السلف يتواصون بها؛ فهي وفيرةُ العظات، كثيرة الآيات، غزيرة المعاني، حتى كان بعض مشايخي يسميها مناجم القرآن.
محمد بن محمد الأسطل
محمد بن محمد الأسطل
Forwarded from محمد مصطفى عبد المجيد
طوبى لمن فقه مراد الله منه، فجعله نُصبَ عينيه في طلبه للعلم، وحضوره لمجالسه، واختياره لبرامجه، وشرائه لكتبه، فقدّم مراضيَ الله على هوى نفسه؛ فإن لأهواء النفوس نصيبًا خفيًّا في العلم وطلبه.
فإن وجد طالبُ العلم في نفسه غفلةً عن هذا القصد، أو جهلًا بسبيل الوصول إليه من خلال العلم؛ فليقف مع نفسه وقفة عاجلة، وليراجع سيرَه من فورِه، ولا يغتر بما يراه مِن حوله.
وقفة صادقة في سيره يفوز بها بخيري الدنيا والآخرة!
#طلب_علم
فإن وجد طالبُ العلم في نفسه غفلةً عن هذا القصد، أو جهلًا بسبيل الوصول إليه من خلال العلم؛ فليقف مع نفسه وقفة عاجلة، وليراجع سيرَه من فورِه، ولا يغتر بما يراه مِن حوله.
وقفة صادقة في سيره يفوز بها بخيري الدنيا والآخرة!
#طلب_علم
بسم الله،،
ترقبّوا مقالاً قصيراً حول مسألة في أصول التفسير، إدراكها وفهمُها يرفع الغبار ويزيل اللبس عن فهم كثير من آيات الكتاب المجيد.
يارب وفّقنا وعلِّمنا وسدّدنا.
ترقبّوا مقالاً قصيراً حول مسألة في أصول التفسير، إدراكها وفهمُها يرفع الغبار ويزيل اللبس عن فهم كثير من آيات الكتاب المجيد.
يارب وفّقنا وعلِّمنا وسدّدنا.
📑 مقالٌ في الإشارة إلى مسألة [عودُ الضمير على غير مذكور]
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
🖊️ فهذه إشارة وتوضيح لمسألة مُدرَجة ضمن علم أصول التفسير، مُستمدّة من لغة العرب منزعاً ومورداً، ألا وهي - عودُ الضمير على غير مذكور- ، وبإدراك تلك المسألة يُدفع الإشكال، ويُزال اللبس الذي قد يقع في فهم الآية سياقاً ومعنى، ومِن هنا دار في البال بيانُ تلك المسألة على وجه الإيجاز مشفوعة بأمثلة تُجلّيها.
🖊️اعلم أن كتابَ الله تعالى نزل خطابه على معهود كلام الأُمّيين، وإذ قد يقع الالتباس في فهم مراد المتكلم بالقرآنِ -سبحانه- فإزالتُه كثيراً ما تكون بالإياب إلى معهود العرب في طريقة كلامهم، فثَمَّ ينكشفُ الغطاء.
وبيانُ هاته المسألة [عودُ الضمير على غير مذكور] أن الكلامَ يُذكَر وقد يتعاقبه ضمائر، وتنقسم هذه الضمائر المُتعاقبة من حيثُ مرجعها إلى قسمين:
1️⃣ تارة تعود على شيء مذكور قبلها، وهنا لا إشكال حيث عاد الضميرُ على مطابقه ومتعلِّقه، نحو قوله تعالىٰ [ونادىٰ نوحٌ ابنهُ] أي ابنه هو.
2️⃣ وتارة تعود على شيء غير مذكور، وهنا قد يقع الإشكال في ربط الكلام ومعرفة متعلقة، إذ قد يقع الإيهام بسبب أن الضمير قد ذُكِر ومتعلقه العائد إليه غير مذكور، فإذا جُهِلَ سياقُ الكلام ومعناه= وقع اللبس والخلط في تعيين مرجع الضمير.
والقسم الثاني هو مَحلُّ مقالِنا، ومَقامُ بياننا.
📝ولمّا كان الضمير لا بد له من مَرجعٍ يعود إليه، فالعربُ قد تُرجعه - أعني الضمير- إلى شيء غير مذكور تستغني بذلك عن ذكره اتكاءً على حُسن فهم السامع، ومنه قول قائلهم:-
لعمـرُك ما يُغني الثــراءُ عن الفتـــى
إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدرُ
فضمير التاء المتصل في كلمة [حشرجت] عادَ على شيء غير مذكور وهو [الروح] وتقديره :-
لعمـرُك ما يُغني الثــراءُ عن الفتـــى
إذا حشرجت -روحهُ- يوماً وضاق بها الصدرُ
والمعنى: أن القائل يُقسم نافياً ومقرّراً وواعظاً أن المال والغنى والثراء لا يُغني عن صاحبه شيئا حالَ خروج روحه منه وتضايق صدره منها وهو يعاين سكرات الموت يفارق الحياة.
📝 فتَلخّصَ وتبيّن أن الأصل في مرجع الضمير أن يكون مذكوراً، وقد يجيءُ على غير أصله فلا يُذكر، لكنّ البليغَ إذا لم يذْكره أبانَ في تراكيب كلامه ما يدلُّ على مرجعه.
📝 والقرآنُ الذي بلغ في البلاغة شأوها، وملَكَ في الفصاحةِ ناصيتَها لا يُرجع ضميراً على غير مذكورٍ إلا ويَبعثُ في سياق جُمَلهِ ما يُرشد إليه، ويأتي بالقرائن ما يدلُّ عليه، ويجيءُ في ثنايا كلامه ما يبيّنه، ويكشفُ اللثامَ عنه ويُوضّحه.
🖊️ وأنت إذا تصفّحت الأمثلةَ التي جاءت في القرآن تبيّن لك مطابقة ما قلناه.
📝 واعلم أن المفسرين أحياناً يختلفون في تعيين مرجع الضمير، فتتعدد الاحتمالات، إما لوجود صريح مذكور يُلحقون الضمير به، أو لمطابقة الوصف المذكور لموصوفاتٍ عديدة، أو مشابهة حالٍ بحالٍ أو غير ذلك، وإذ يحصل هذا فاستعمالُ القواعد الأصولية والترجيحية تُطبّق على المثال آنئذٍ، فإما أن ترجح مرجعاً دون آخر، أو تجمع بين أكثر من مرجع لوجود تلازمٍ بينهما، أو تضعّف مرجعاً لوجود مُعارضٍ يعارضهُ، -وبحسب استقرائي ويحتاج إلى إعادة نظر- أن الأمثلةَ التي يختلف فيها المفسرون في تعيين مرجع الضمير قليلةٌ نادرة، وعامّة الأمثلةِ التي أتت في القرآن فالمفسرون يتفقون فيها على تعيين مرجع الضمير.
📔 وإليكَ بيانُ بعض الأمثلة:-
1️⃣ قوله تعالى في سورة القدر [إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ]
فالضميرُ المتصل في كلمة -أَنزَلْنَاهُ- عاد على القرآن ولم يُسبق له ذكر، ومما يدلُّ على أنه القرآن= سياقُ الكلام وقرائنه وما جاء في مطلع سورة الدخان [حمۤ وَٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُبِینِ إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ فِی لَیۡلَةࣲ مُّبَـٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِینَ فِیهَا یُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِیمٍ أَمۡرࣰا مِّنۡ عِندِنَاۤۚ..]
2️⃣ قوله تعالى في سورة الواقعة [فَلَوۡلَاۤ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ وَأَنتُمۡ حِینَىِٕذࣲ تَنظُرُونَ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَیۡهِ مِنكُمۡ وَلَـٰكِن لَّا تُبۡصِرُونَ فَلَوۡلَاۤ إِن كُنتُمۡ غَیۡرَ مَدِینِینَ تَرۡجِعُونَهَاۤ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ]
الضمير في [بَلَغَتِ] و [تَرۡجِعُونَهَاۤ] عاد على غير مذكور وهو: الروح، فالمعنى: فلولا إذا بلغتِ الروح الحلقوم - تَرجِعُونَها- أي ترجعون الروح إلى الجسد.
3️⃣ ونظيرها في المعنى ما جاء في سورة القيامة [كَلَّاۤ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِیَ] أي كلا إذا بلغتِ الروحُ عظام الصدر.
4️⃣ قوله تعالى عن فرعون وقومه [ وَأُتۡبِعُوا۟ فِی هَـٰذِهِۦ لَعۡنَةࣰ وَیَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۚ..] أي في هذه الدنيا.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
🖊️ فهذه إشارة وتوضيح لمسألة مُدرَجة ضمن علم أصول التفسير، مُستمدّة من لغة العرب منزعاً ومورداً، ألا وهي - عودُ الضمير على غير مذكور- ، وبإدراك تلك المسألة يُدفع الإشكال، ويُزال اللبس الذي قد يقع في فهم الآية سياقاً ومعنى، ومِن هنا دار في البال بيانُ تلك المسألة على وجه الإيجاز مشفوعة بأمثلة تُجلّيها.
🖊️اعلم أن كتابَ الله تعالى نزل خطابه على معهود كلام الأُمّيين، وإذ قد يقع الالتباس في فهم مراد المتكلم بالقرآنِ -سبحانه- فإزالتُه كثيراً ما تكون بالإياب إلى معهود العرب في طريقة كلامهم، فثَمَّ ينكشفُ الغطاء.
وبيانُ هاته المسألة [عودُ الضمير على غير مذكور] أن الكلامَ يُذكَر وقد يتعاقبه ضمائر، وتنقسم هذه الضمائر المُتعاقبة من حيثُ مرجعها إلى قسمين:
1️⃣ تارة تعود على شيء مذكور قبلها، وهنا لا إشكال حيث عاد الضميرُ على مطابقه ومتعلِّقه، نحو قوله تعالىٰ [ونادىٰ نوحٌ ابنهُ] أي ابنه هو.
2️⃣ وتارة تعود على شيء غير مذكور، وهنا قد يقع الإشكال في ربط الكلام ومعرفة متعلقة، إذ قد يقع الإيهام بسبب أن الضمير قد ذُكِر ومتعلقه العائد إليه غير مذكور، فإذا جُهِلَ سياقُ الكلام ومعناه= وقع اللبس والخلط في تعيين مرجع الضمير.
والقسم الثاني هو مَحلُّ مقالِنا، ومَقامُ بياننا.
📝ولمّا كان الضمير لا بد له من مَرجعٍ يعود إليه، فالعربُ قد تُرجعه - أعني الضمير- إلى شيء غير مذكور تستغني بذلك عن ذكره اتكاءً على حُسن فهم السامع، ومنه قول قائلهم:-
لعمـرُك ما يُغني الثــراءُ عن الفتـــى
إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدرُ
فضمير التاء المتصل في كلمة [حشرجت] عادَ على شيء غير مذكور وهو [الروح] وتقديره :-
لعمـرُك ما يُغني الثــراءُ عن الفتـــى
إذا حشرجت -روحهُ- يوماً وضاق بها الصدرُ
والمعنى: أن القائل يُقسم نافياً ومقرّراً وواعظاً أن المال والغنى والثراء لا يُغني عن صاحبه شيئا حالَ خروج روحه منه وتضايق صدره منها وهو يعاين سكرات الموت يفارق الحياة.
📝 فتَلخّصَ وتبيّن أن الأصل في مرجع الضمير أن يكون مذكوراً، وقد يجيءُ على غير أصله فلا يُذكر، لكنّ البليغَ إذا لم يذْكره أبانَ في تراكيب كلامه ما يدلُّ على مرجعه.
📝 والقرآنُ الذي بلغ في البلاغة شأوها، وملَكَ في الفصاحةِ ناصيتَها لا يُرجع ضميراً على غير مذكورٍ إلا ويَبعثُ في سياق جُمَلهِ ما يُرشد إليه، ويأتي بالقرائن ما يدلُّ عليه، ويجيءُ في ثنايا كلامه ما يبيّنه، ويكشفُ اللثامَ عنه ويُوضّحه.
🖊️ وأنت إذا تصفّحت الأمثلةَ التي جاءت في القرآن تبيّن لك مطابقة ما قلناه.
📝 واعلم أن المفسرين أحياناً يختلفون في تعيين مرجع الضمير، فتتعدد الاحتمالات، إما لوجود صريح مذكور يُلحقون الضمير به، أو لمطابقة الوصف المذكور لموصوفاتٍ عديدة، أو مشابهة حالٍ بحالٍ أو غير ذلك، وإذ يحصل هذا فاستعمالُ القواعد الأصولية والترجيحية تُطبّق على المثال آنئذٍ، فإما أن ترجح مرجعاً دون آخر، أو تجمع بين أكثر من مرجع لوجود تلازمٍ بينهما، أو تضعّف مرجعاً لوجود مُعارضٍ يعارضهُ، -وبحسب استقرائي ويحتاج إلى إعادة نظر- أن الأمثلةَ التي يختلف فيها المفسرون في تعيين مرجع الضمير قليلةٌ نادرة، وعامّة الأمثلةِ التي أتت في القرآن فالمفسرون يتفقون فيها على تعيين مرجع الضمير.
📔 وإليكَ بيانُ بعض الأمثلة:-
1️⃣ قوله تعالى في سورة القدر [إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ]
فالضميرُ المتصل في كلمة -أَنزَلْنَاهُ- عاد على القرآن ولم يُسبق له ذكر، ومما يدلُّ على أنه القرآن= سياقُ الكلام وقرائنه وما جاء في مطلع سورة الدخان [حمۤ وَٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُبِینِ إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ فِی لَیۡلَةࣲ مُّبَـٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِینَ فِیهَا یُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِیمٍ أَمۡرࣰا مِّنۡ عِندِنَاۤۚ..]
2️⃣ قوله تعالى في سورة الواقعة [فَلَوۡلَاۤ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ وَأَنتُمۡ حِینَىِٕذࣲ تَنظُرُونَ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَیۡهِ مِنكُمۡ وَلَـٰكِن لَّا تُبۡصِرُونَ فَلَوۡلَاۤ إِن كُنتُمۡ غَیۡرَ مَدِینِینَ تَرۡجِعُونَهَاۤ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ]
الضمير في [بَلَغَتِ] و [تَرۡجِعُونَهَاۤ] عاد على غير مذكور وهو: الروح، فالمعنى: فلولا إذا بلغتِ الروح الحلقوم - تَرجِعُونَها- أي ترجعون الروح إلى الجسد.
3️⃣ ونظيرها في المعنى ما جاء في سورة القيامة [كَلَّاۤ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِیَ] أي كلا إذا بلغتِ الروحُ عظام الصدر.
4️⃣ قوله تعالى عن فرعون وقومه [ وَأُتۡبِعُوا۟ فِی هَـٰذِهِۦ لَعۡنَةࣰ وَیَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۚ..] أي في هذه الدنيا.
5️⃣ قوله تعالى عن قيل سليمان -عليه السلام- [فقَالَ إِنِّیۤ أَحۡبَبۡتُ حُبَّ ٱلۡخَیۡرِ عَن ذِكۡرِ رَبِّی حَتَّىٰ تَوَارَتۡ بِٱلۡحِجَابِ] أي حتى توارات الشمس، فضمير التاء المتصل في [تَوَارَتۡ] عاد على الشمس، والمعنى إجمالاً فقال سليمان: إني آثرت حب المال - ومنه هذه الخيل - على ذكر ربي حتى غابت الشمس وتأخرتُ عن صلاة العصر.
6️⃣ قوله تعالى في سورة العاديات [فَأَثَرۡنَ بِهِۦ نَقۡعࣰا فَوَسَطۡنَ بِهِۦ جَمۡعًا]
فالضمير المتعاقب في [بِهِ] إما يعود على الصباح [فالمُغيراتِ صُبحاً] فيكون قد عاد على صريح مذكور، وإما يعود على المكان -ولم يجئ- له ذكر فيكون قد عاد على غير مذكور، وفي ثنايا الكلام ما يدل عليه لأن إثارة التراب وتوسط جموع الأعداء لا بد لها من مكان، فالسياق والفعل يدلان عليه، وهذا من من المواضع التي يختلف فيها المفسرون.
7️⃣ ونظيره مما يختلف فيه المفسرون قوله تعالى في سورة الروم: [ وَلَىِٕنۡ أَرۡسَلۡنَا رِیحࣰا فَرَأَوۡهُ مُصۡفَرࣰّا لَّظَلُّوا۟ مِنۢ بَعۡدِهِۦ یَكۡفُرُونَ]
الضمير في -فَرَأَوۡهُ- قيل: يعود على الريح، فيكون قد عاد على صريح مذكور.
وقيل يعود على الزرع، فرأوا الزرع مصفراً من أثر هذه الجائحه، فيكون قد عاد على غير مذكور.
ويُحتمل الجوّ، أي: فرأوا الجوّ مصفرّاً، واصفراره من أثر الرياح، والعلم عند الله تعالى.
8️⃣ قوله تعالى [كُلُّ مَنۡ عَلَیۡهَا فَانࣲ]
أي على الأرض، ولم يُسبق لها ذكر، فعاد الضمير على غير مذكور، وهو مثال في غاية الظهور.
9️⃣ وقوله تعالى [وَلَوۡ یُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلۡمِهِم مَّا تَرَكَ -عَلَیۡهَا- مِن دَاۤبَّةࣲ وَلَـٰكِن یُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمࣰّىۖ فَإِذَا جَاۤءَ أَجَلُهُمۡ لَا یَسۡتَـٔۡخِرُونَ سَاعَةࣰ وَلَا یَسۡتَقۡدِمُونَ]
ما تركَ عليها أي على الأرض، وهو نظير ما ذُكِر قبله.
🔟 قوله تعالى في ذكر نعيم أهل الجنّة [ وَفَـٰكِهَةࣲ كَثِیرَةࣲ لَّا مَقۡطُوعَةࣲ وَلَا مَمۡنُوعَةࣲ وَفُرُشࣲ مَّرۡفُوعَةٍ إِنَّاۤ أَنشَأۡنَـٰهُنَّ إِنشَاۤءࣰ فَجَعَلۡنَـٰهُنَّ أَبۡكَارًا عُرُبًا أَتۡرَابࣰا لِّأَصۡحَـٰبِ ٱلۡیَمِینِ]
فالضمير في -إِنَّاۤ أَنشَأۡنَـٰهُنَّ إِنشَاۤءࣰ- ابتدأ وعادَ على غير مذكور على القول بأن معنى الفرش في قوله [وَفُرُشࣲ مَّرۡفُوعَةٍ] المراد بها الحشايا المفروشة للجلوس والنوم، فمن قائلٍ من أهل التفسير أن الضمير في [أَنشَأۡنَـٰهُنَّ] يعود على الحور العين، ومِن قائلٍ أن الضمير يعود على نساء الدنيا المؤمنات، ومِن جامعٍ بين القولين يقول: إن الإنشاء عمَّهُنَّ كُلُهُنَّ، فالحور أُنشئنَ ابتداء من غير ولادة، والمؤمناتُ أُنشئنَ خلقاً حسناً بإعادتهنَّ بعد الشمَط والكِبر أبكاراً صغاراً.
📕 تلك عشرةُ كاملة، والأمثلة في كتاب الله لهذه المسألة كثيرة غير محصورة، وهذه المسألة ونظائرها مما يكثرُ دورانها في القرآن ينبغي أن تكون محلّ بحثٍ وتأليفٍ واهتمام، إذ الاستفادة منها كبيرة أثراً وتأثيرا، أثراً من جهة البحث فيها أنها ترفع الغبارَ عن الآيات من إشكالاتٍ تعتريها، وتأثيراً من جهة أن هذه المسائل سهلةُ الفهم، قريبةُ المأخذ من غير تعقيد، تنفعُ عموم القارئين لكتاب الله -تعالى-، هذا، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
🖊️ أحمد وحيد
٣٠ رجب ١٤٤٦ هـ
6️⃣ قوله تعالى في سورة العاديات [فَأَثَرۡنَ بِهِۦ نَقۡعࣰا فَوَسَطۡنَ بِهِۦ جَمۡعًا]
فالضمير المتعاقب في [بِهِ] إما يعود على الصباح [فالمُغيراتِ صُبحاً] فيكون قد عاد على صريح مذكور، وإما يعود على المكان -ولم يجئ- له ذكر فيكون قد عاد على غير مذكور، وفي ثنايا الكلام ما يدل عليه لأن إثارة التراب وتوسط جموع الأعداء لا بد لها من مكان، فالسياق والفعل يدلان عليه، وهذا من من المواضع التي يختلف فيها المفسرون.
7️⃣ ونظيره مما يختلف فيه المفسرون قوله تعالى في سورة الروم: [ وَلَىِٕنۡ أَرۡسَلۡنَا رِیحࣰا فَرَأَوۡهُ مُصۡفَرࣰّا لَّظَلُّوا۟ مِنۢ بَعۡدِهِۦ یَكۡفُرُونَ]
الضمير في -فَرَأَوۡهُ- قيل: يعود على الريح، فيكون قد عاد على صريح مذكور.
وقيل يعود على الزرع، فرأوا الزرع مصفراً من أثر هذه الجائحه، فيكون قد عاد على غير مذكور.
ويُحتمل الجوّ، أي: فرأوا الجوّ مصفرّاً، واصفراره من أثر الرياح، والعلم عند الله تعالى.
8️⃣ قوله تعالى [كُلُّ مَنۡ عَلَیۡهَا فَانࣲ]
أي على الأرض، ولم يُسبق لها ذكر، فعاد الضمير على غير مذكور، وهو مثال في غاية الظهور.
9️⃣ وقوله تعالى [وَلَوۡ یُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلۡمِهِم مَّا تَرَكَ -عَلَیۡهَا- مِن دَاۤبَّةࣲ وَلَـٰكِن یُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمࣰّىۖ فَإِذَا جَاۤءَ أَجَلُهُمۡ لَا یَسۡتَـٔۡخِرُونَ سَاعَةࣰ وَلَا یَسۡتَقۡدِمُونَ]
ما تركَ عليها أي على الأرض، وهو نظير ما ذُكِر قبله.
🔟 قوله تعالى في ذكر نعيم أهل الجنّة [ وَفَـٰكِهَةࣲ كَثِیرَةࣲ لَّا مَقۡطُوعَةࣲ وَلَا مَمۡنُوعَةࣲ وَفُرُشࣲ مَّرۡفُوعَةٍ إِنَّاۤ أَنشَأۡنَـٰهُنَّ إِنشَاۤءࣰ فَجَعَلۡنَـٰهُنَّ أَبۡكَارًا عُرُبًا أَتۡرَابࣰا لِّأَصۡحَـٰبِ ٱلۡیَمِینِ]
فالضمير في -إِنَّاۤ أَنشَأۡنَـٰهُنَّ إِنشَاۤءࣰ- ابتدأ وعادَ على غير مذكور على القول بأن معنى الفرش في قوله [وَفُرُشࣲ مَّرۡفُوعَةٍ] المراد بها الحشايا المفروشة للجلوس والنوم، فمن قائلٍ من أهل التفسير أن الضمير في [أَنشَأۡنَـٰهُنَّ] يعود على الحور العين، ومِن قائلٍ أن الضمير يعود على نساء الدنيا المؤمنات، ومِن جامعٍ بين القولين يقول: إن الإنشاء عمَّهُنَّ كُلُهُنَّ، فالحور أُنشئنَ ابتداء من غير ولادة، والمؤمناتُ أُنشئنَ خلقاً حسناً بإعادتهنَّ بعد الشمَط والكِبر أبكاراً صغاراً.
📕 تلك عشرةُ كاملة، والأمثلة في كتاب الله لهذه المسألة كثيرة غير محصورة، وهذه المسألة ونظائرها مما يكثرُ دورانها في القرآن ينبغي أن تكون محلّ بحثٍ وتأليفٍ واهتمام، إذ الاستفادة منها كبيرة أثراً وتأثيرا، أثراً من جهة البحث فيها أنها ترفع الغبارَ عن الآيات من إشكالاتٍ تعتريها، وتأثيراً من جهة أن هذه المسائل سهلةُ الفهم، قريبةُ المأخذ من غير تعقيد، تنفعُ عموم القارئين لكتاب الله -تعالى-، هذا، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
🖊️ أحمد وحيد
٣٠ رجب ١٤٤٦ هـ
الهدى بيِّن والضلال بيِّن، ويلتبس الهدى على من لم يرد الله به هدًى، وسبل الضلال تُزَيَّن لمن طبع الله على بصره وقلبه..
بين سُبل الصلاح والإصلاح وبين التدليس والتلبيس بَونٌ واسع، وشقٌّ فسيح لو مرّ به الأعمى لعلمه وأبصرَه!
ولكنه صنع والله وإرادته.. والإنسان لا يبصر بعينه بل بعين الله وهديه، ويضل من نفسه ومن سخط الله عليه.
﴿من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون﴾
يا رب اهدنا واهدِ بنا،
واجعلنا يا رب سببًا لمن اهتدى.
بين سُبل الصلاح والإصلاح وبين التدليس والتلبيس بَونٌ واسع، وشقٌّ فسيح لو مرّ به الأعمى لعلمه وأبصرَه!
ولكنه صنع والله وإرادته.. والإنسان لا يبصر بعينه بل بعين الله وهديه، ويضل من نفسه ومن سخط الله عليه.
﴿من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون﴾
يا رب اهدنا واهدِ بنا،
واجعلنا يا رب سببًا لمن اهتدى.
Forwarded from لا يأتونَ بِمثله
ونحن في "شعبان" أقولها لك، لن تهنأ بعيش ، أو تسعد بحياة ، حتى تتصالح يا أخي مع "الكتاب العزيز" ، وإليك السبيل :
١-أن تتصالح مع تلاوة الكتاب في صباحك ومساءك وحلك وترحالك.
٢-أن تتصالح مع معاني الكتاب ، فلا يليق أبدا أن تتلو شيئا دون أن تفهمه فعليك بقراءة التفسير أو سماعه.
٣-أن تتصالح مع العمل بالكتاب ، وأن تغيث به من حولك بنشر نوره وتبليغ آياته ورسالاته لجموع الحيارى والتائهين هنا وهناك، عساك تنال شرف الإغاثة القرءانية.
#كتبتُ_يوماً
١-أن تتصالح مع تلاوة الكتاب في صباحك ومساءك وحلك وترحالك.
٢-أن تتصالح مع معاني الكتاب ، فلا يليق أبدا أن تتلو شيئا دون أن تفهمه فعليك بقراءة التفسير أو سماعه.
٣-أن تتصالح مع العمل بالكتاب ، وأن تغيث به من حولك بنشر نوره وتبليغ آياته ورسالاته لجموع الحيارى والتائهين هنا وهناك، عساك تنال شرف الإغاثة القرءانية.
#كتبتُ_يوماً
من أجلِّ المعاني المتفق عليها، أن صاحب القرآن يشعر ببركةٍ وفرحٍ خاص حين قراءته لورده إلى أن ينتهي منه، وهذا الحال في الدنيا شبيهٌ بحال القارئ للقرآن في الدار الآخرة حين يُقال له اقرأ وارتق.
وهذا الفرح الخاص يزداد لصاحب القرآن ساعة بعد ساعة ويوماً إثر يوم، يزداد وهو يراجع، وهو كذلك في بحر الحسنات منه يغرف، ومن هداياته وأنباءه يهتدي فيُبصِر، ونعيم الإقبال على القرآن يُقَدم له، وتلك والله رحمات وبركات وأفراح لا يُخطئها صاحب القرآن.
وهذا الفرح الخاص يزداد لصاحب القرآن ساعة بعد ساعة ويوماً إثر يوم، يزداد وهو يراجع، وهو كذلك في بحر الحسنات منه يغرف، ومن هداياته وأنباءه يهتدي فيُبصِر، ونعيم الإقبال على القرآن يُقَدم له، وتلك والله رحمات وبركات وأفراح لا يُخطئها صاحب القرآن.
لا يأتونَ بِمثله
_مقالٌ_في_الإشارة _إلى_مسألة_عودُ_الضمير_على_غير_مذكور.pdf
جزى الله خيراً من نسَّقه.