Telegram Web
أحتاج إليك، كمن أضحك معه ملء صوتي، ثم يمنحني فرصة لبكاء شديد يفضح تعبي وخروق قلبي، لمشوار قصير نقضيه معا، دون أن تلحقنا به الأسماء أو الوعود، لمرح حلو تبثه قصيدة نقرأها، لفرح طفيف تتركه حكاية لك أشرعت بها أبواب قلبك لي، أو تأمل طويل للقمر، للحظة أغافلك فيها.. آخذ يدك، أترك فيها حديثا لقلبي، ثم نكمل المسير.. كأن شيئا لم يكن.
هأنا من جديد، وحدي كل ليلة.
1
قلبي مليء بالكلام، لكنني دائما وحدي، ولو جربت الكتابة تمردت، أشعر بالوقت يمضي سريعا دون جدوى، وهذا الخوف كله.. ثقيل علي.
صديقتي.. اعتدنا الحديث عن لون جدران المقهى الذي سنفتتحه، وتصميم الثريات، ونوع الموسيقى وطابع الكتب.. وعن الركن الذي سنخصصه للاستماع إلى أعمالي الصوتية، خشب الطاولات ونسج السجادة وملمس الرخام، فكرنا في أشياء كثيرة، الآن لا نتحدث مطولا، تخرق المدافع هذه التخيلات، وأدس عنها خوفي وتفاصيل أخرى، لا أحب أن تصيب قصصي بعدها عن هذه البلاد بأي كدر، ولا أن تترك في ذهنها الخالي من هذه الأحداث أي خبر سيئ، لرقة في قلبها.. لن تطيق معرفة ما آلت إليه الأمور هنا، لما أبلغ ذروة يأسي أقول لها حدثيني.. تحدثي كأن أمرا لم يتغير، فأجد أنني أشاركها الغضب على تأخر جزء جديد من رواية مفضلة تتابعها وكأنه أبشع أمر ارتكب في العالم منذ بدء الخليقة..
👍2
اللهم اجعل قبري بردا من نهار ونورا من ليل واجعل أنسي فيه مشهد منزلي من الجنة.
أحن إلى حياة تركتها في البيت القديم، لحقيبة ملأى بالكتب والملاحظات، ثياب العمل، لفستان مفضل وآخر مريح، لنظارات الشمس والقراءة، لوسادة ملقاة على الأرض قرب السرير، لسراج المطبخ المظلم منذ وقت طويل، للشجر الذي انقطع عنه الماء، لحبات الحصى التي لم تجرح أقدامنا ونحن حفاة، أو نتعثر بها حين نركض، لشارع البيت الذي عبرناه ونحن نذاكر وعدنا إليه بعد امتحان آخير في الجامعة، لأنس نهاية الأسبوع، ولتوجس الرحيل المباغت، للحظة التي أشرع فيها باب السطح، فيدخل رئتي هواء نقي بارد، للعشاء المتأخر، للقهوة في أي وقت، لليلة ننام فيها دون ترقب.
للغناء في المطبخ، لرائحة حبات البن المبللة حين تلتقي بالمقلاة الساخنة، للعودة من العمل ليلا، والخروج صباحا بعد ساعات قليلة، لصوت التلفاز وهدير التكييف والإقامة في المساجد الكثيرة، أصوات السيارات وضحك الأطفال حين تقطع تسجيلي لقصيدة شعرية، للأخبار المملة، للسفر كنزهة، ولرحلات البحر من أجل غداء سريع وقهوة كثيرة، دون أحمال أو حقائب، دون خوف ثقيل.
للحفلات، أحن للحفلات التي لم أكن أحبها، للغناء يملأ المكان، وللأفراح غير المهددة، للمتعة على مهل.. دون عجلة.
1
لطالما أحببت السحاب، وحلمت بلمسه، ركاما أسود أو ناصع البياض، أحب حالاته كلها.. مرسلا برحمة أو محملا بالعقاب، ما زال جندا لله، جند في صورة بديعة من الخلق، مموّه وبارد.. يحجب الشمس في قوتها، ويطوي السماء باتساعها، وتراه قريبا قريبا وهو في بعده، أشعر به يفضي إلى سراديب الجنة، ولشد ما سحرني صوته، الرعد وهو يسبح بحمد الله، صوت رحمة الله، يلاطف قلبي فينسيه مرارة الأيام.
يضع القلق قلبي على المائدة، متبعا أصول اللباقة، يجعله بالسكين قطعا صغيرة، يطعنه بالشوكة بثبات، ويرفعه على مهل، بعد أن قطع شوطا في وجبة سهلة، أحب أن أخبره أن نصيبه منه قد انتهى، وأنه لن ينال منه بعد.
لقد اخترت أن أطمئن، أجمع أجزاء قلبي، أنادي على كل منها فيأتونني سعيا ولكن معاتبين، كيف أقدمهم كل مرة على موائد الخوف والقلق بسخاء كبير، أطبقت عليهم أبواب صدري، وظفت عليهم الإيمان حارسا.. لعلي أحفظ ما بقي منهم حيا..
أشتاق للحكايا العادية، صباح مزدحم، يوم عمل شاق، محاولة طبخ ناجحة وعشر فاشلات، نزهة ليلية، اختيار موفق لمطعم ما، صعوبات في الدراسة، خلافات في العمل، واجبات مكررة، أيام مملة.. كانت نعما ما أعظمها.
كنا صغارا بهموم صغيرة وأحلام أكبر من كل شيء، الآن قد كبرنا وكبرت همومنا وصارت أحلامنا أصغر من أي شيء.
1😢1
- أحتاج للحديث، نعم.. لكن لا أحد يتسلى بوصف قلق متقد لا يخبو، وخوف مستمر دون انقطاع.
واعني أن أضرب في بحر الصعاب طريقا يبسا..

#عاشوراء
مثلما كانت قطعة من الماضي الجميل هبطت عنوة في هذه الأوقات، فإنها كذلك سابقة لزمانها، وكما تلمع عيناها إثر إنارة الأباجور الأصفر قرب مخدعها ليلا، فإنهما تلمعان أكثر حين أراها، ولو استحالت كونًا آخر لأصبحت ريشة عود أو وتر قانون أو طرف نجم.. أيّ الأشياء رقة وجمالا تكون، وكما تداعب ورق الرسائل فإنها تكتُب بذات اللطف، تبدأ الجواب بحبيبي، وينتهي سريعًا بعد إلي، يمر خفيفا على شوقها فلا يفضحه كله، إلا أنها اعتادت الترف في الحبّ والورد، والكحل الأسود وبعض حمرةٍ خفيفة، بأزياء التسعينيات، ثوبٌ معقود خصره وعقد لؤلؤي يتألق بجيدها وحين تبتسم، وصوت جميل راسٍ، حين يبدأ النشيد أو الكلام.. يلتبس الأمر، وأتساءل، أيّ الكناريّ يغني بهذه العذوبة، وما اللغة التي تصنع حروفها هذا الشدو، ولو احتملت.. أقابلها في ليلة مقمرة عذبة، على طريق رغم إضاءتها تخفي الناس عنّا، فتغنّي لي همسَ الليل بصوت مروّيّ بمحبة، وجهها أصفى من بلور، وحديثها قد نُظِم دررًا يسحرني ألقها، فأحار بأي شيء أقسم حتى يبلغها شغفي وتدري كم ينبض قلبي لوجودها، ثم ينتهي بي الأمر بلثم يديها وعيناها ترقبانني.
كنت أنا خطأ في الوقت الصحيح، وجئتُ صحيحا في الوقت الخطأ.
كان نصف وجهي في فناء البيت وجهي كله، الآن في المنفى.. أنا كلي لا أساوي نصف وجهي.
2025/07/14 21:19:28
Back to Top
HTML Embed Code: