Telegram Web
الكلاب الضارية!


"قال ابن السمعاني: سمعت من أثق به يقول: تكلم [أبو القاسم] الدبوسي مع أبي المعالي الجويني بنيسابور في مسألة، فآذاه أصحابُ أبي المعالي حتى خرجوا إلى المخاشنة، فاحتمل الدبوسي وما قابلهم بشيء، وخرج إلى أصبهان، فاتفق خروج أبي المعالي إليها في أثره في مهمٍّ يرفعه إلى نظام الملك، فجرى بينهما مسألةٌ حضرة الوزير نظام الملك، فظهر كلام الدبوسي عليه، فقال له: أين كلابك الضارية؟"
العلامة ابن مفلح والاستمداد بين المذاهب


نقل المرداوي في "التحبير" كلاما لابن مفلح في "الفروع"، وعلق عليه، وقال في ضمن ذلك:
(ولعله أخذه من كلام النووي في "شرح مسلم"، فإنه كثيرًا يأخذ منه ليُخَرِّجَ أحكامًا)
"لا تنكر بأول خاطرك على ذوي الرسوخ الذين لا يتكلمون إلا عن أصولٍ يرجعون إليها"

ابن أبي زيد القيرواني
هذا رابط جديد لسلسلة لقاءات "الاتصال العلمي" .. وقد رفعتُ هذه الحلقات مع غيرها من اللقاءات والحوارات ضمن قوائم تشغيل في قناتي على اليوتيوب ليكونَ أجمعَ لها ويسهلَ الرجوع إليها

https://youtube.com/playlist?list=PLr8tYTR5hdMOMCSsstinqbWWUCOI-gaZB&si=J0z9rRJGjBN2BpAS
صدق صاحبي وبَرّ

وأقبحُ من المناهبة: المُسالَبة!
بأن يسلبَ بعضُ الحاضرين حقَّ الحديث من الباقين، ويستأثرَ بالكلام دونهم ويأخذَ المجلسَ منهم بسيف الحياء، حتى إذا ما بدرتْ من أحدهم مشاركةٌ وأدها في مهدها وأعاد مياه الحديث إلى مجاريه التي سلبها!

فالمجالسُ يقبح فيها مثل ذلك ما دامت مجالسَ لا مدارس .. والموفّقُ من حفظ لكل مجلسٍ حقّه وأجرى الحديث فيه مع غيره مفيدًا تارةً ومستفيدًا تارات، وقد جعل الله لكل شيءٍ قدرا.
قال البهوتي في كشاف القناع:
(«ويجب العمل به» أي: الشرط «في عدم إيجاره» أي: الوقف «و» في «قدر المدة» فإذا شرط ألا يؤجر أكثر من سنة، لم تجز الزيادة عليها، لكن عند الضرورة يزاد بحسبها، ولم يزل عمل القضاة في عصرنا وقبله عليه، بل نقل عن أبي العباس رحمه الله، وهو داخل في قوله الآتي: والشروط إنما يلزم الوفاء بها إذا لم تفض إلى الإخلال بالمقصود الشرعي. وأفتى به شيخنا المرداوي، ‌ولم ‌نزل ‌نفتي به، إذ هو أولى من بيعه إذا) (١٠: ٤٣).

وقد نقل حكايةَ البهوتي لفتيا شيخه المرداوي: اللبديُّ (ت: ١٣١٩هـ) في حاشيته على الدليل، وعلق محققه الشيخ محمد الأشقر بقوله: (لم يتيسر لنا معرفة المراد به فينظر).

قلتُ: هو محمد بن أحمد المرداوي الشامي، شيخ الحنابلة بمصر، توفي سنة ١٠٢٦هـ، وقد كان عمر البهوتي زمن وفاته ٢٦ سنة، ولم يُذكَر في ترجمته -فيما وقفتُ عليه- مرداويٌّ آخر فيشتبه به، بل أكثرُ أخذِ البهوتي عنه مما يتعين معه أنه المراد، ومن اللطائف أنه شيخٌ للشيخ مرعي الكرمي أيضًا، ومن جلالةِ الشيخ جلالةُ تلاميذه.
انظر: السحب الوابلة (٢: ٨٨٥) (٣: ١١٣١).

وقد نقل كلامَ البهوتي المتقدم: الشيخُ عبد الله بن أحمد بن يحيى المقدسي المتوفى سنة ١٠٩١هـ في شرحه المطبوع لدليل الطالب، وصرَّح باسم شيخ البهوتي بقوله: (وهو العلامة الشيخ محمد، جدُّنا من قِبَل الوالدة) (٢: ٤٥٥).
فيستفاد منه أمران: تعيينُ شيخ البهوتي المذكور هنا، وصلتُه بالمقدسيِّ شارحِ الدليل.
ومن اللطائف هنا أيضًا أن الشيخ مرعيًّا عمُّ والد الشيخ عبد الله المقدسي، كما نصَّ عليه في مواضع من شرحه، حيث إنه حين ينقل عنه من غاية المنتهى يقول: (قال العلَّامةُ ‌عمُّ ‌والدي الشيخُ مرعي في "غاية المنتهى") ونحوه.
فالشيخ مرعيٌّ إذًا: عمُّ والدِه، وتلميذُ جدِّه من جهة أمه.
العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله من حذاق الفقهاء المتأخرين، وقد خصَّه الله بامتيازات عزيزة الوجود في أهل زمانه .. فهو فقيهٌ بالطبع، ومؤلفٌ ذو أسلوب عالٍ، ومعلِّمٌ حاذق، ومتفنِّنٌ مشاركٌ في جمهور علوم الشريعة -وسائلِها وغاياتِها- وهو ممن حباه الله وصلًا بديعًا بين تراث السابقين ونتاج اللاحقين المعاصرين، ومَن طاف ببصره في المحيط الزماني والمكاني الذي عاش فيه الشيخ علم امتيازه بين علماء زمانه

ومؤلفاته رحمه الله بديعةٌ نافعةٌ، فيها نَفَسُ المحقِّق، ويراعةُ الأديب .. وليس رحمه الله من أولئك الذين يجترُّون كتابات من سبق بلا إضافة ولا تحرير، بل هو نسيج وحده، يجمع في وجيز الألفاظ غزيرَ المعاني، وغالب كتاباته لطيفة الحجم، لكنها جليلة المعارف

من تلك الكتب كتابه الفذّ: (إرشاد أولي البصائر والألباب لنيل الفقه بأقرب الطرق وأيسر الأسباب) .. هذا الكتاب من بديع ما كتبه الشيخ، فعلى اتساعِ الفقه وتشعُّبِ مباحثه ومسائله إلا أن الشيخ استطاع تطويقه في كتابه هذا بما وهبه الله من بسطةٍ في العلم وتمكّنٍ من صنعة التأليف، وبحقٍّ قال الشيخ في صدر كتابه: (هذا تأليفٌ بديعُ المنزع، سهل الألفاظ والمعاني، حسن الترتيب، يحتوي على مهمات مسائل الأحكام).

وقد كان الشيخ حفيًّا بكتابه هذا، حتى عدَّه أحسنَ تصنيفٍ وضعه في الفقه، حيث جرت بينه وبين تلميذه الشيخ عبدالله بن عقيل رحمه الله مراسلاتٌ جمعها الشيخ ابن عقيل في كتاب سماه "الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة"، وفيها من الفوائد واللطائف ما يبهج المطالع .. ومنها خبرُ تأليف الشيخ السعدي للإرشاد، حيث قال ضمن رسالة بعثها الشيخ لتلميذه بتاريخ ١٥ شوال ١٣٥٨ هـ:
(في رمضان كتبتُ كتابًا مختصرًا جعلته سؤالًا وجوابًا، حرصت فيه على أن يكون السؤالُ جامعًا، لأجل أن يكون الجوابُ مطابقًا له في تعميمه، وأن يشتمل على تفصيلات ونظائر نافعة، ونبهتُ فيه على أصول الحِكَم الشرعية، وعلى أصول مآخذها، وذلك من أول الفقه إلى آخره، فصار مئة سؤال بأجوبتها، واحتوى على المهم من أحكام الفقه، ويسَّره الله غاية التيسير، فبلغ مئة صحيفة نحو خمسين ورقة بخطِّي، بدفتر قطع النصف .. وصار أحسنَ تصنيف وضعته في هذا الباب، فيه الأحكام والحِكَم، والمسائل مع الدلائل).

ومن مزايا هذا الكتاب إضافةً لما تقدم: تقسيماته الجامعة التي تقرِّب الفقه لطالبه، وعناية الشيخ ببيان مذهب الحنابلة وجعله أصلا في وضعه كتابه هذا مع تذييله كلَّ مسألة بما صحَّ لديه، فيستفيد الطالب من هذا الكتاب تحقيق مذهب الحنابلة، وما ترجَّح للشيخ .. والعلَّامة السعدي من خبراء مذهب الحنابلة، وممن شغل نفسه به تعلمًا وتعليمًا وتصنيفًا.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
"وما غربةُ الأوطان في شُقَّة النَّوى
ولكنّها والله في عدمِ الشَّكْلِ"
فرصة

برنامج تعليمي فقهي
في شرح متن
[دليل الطالب]
في فقه الحنابلة


مع فضيلة الشيخ د/ أحمد بن نجيب السويلم

رقم الفسح [565347]

🗓️ عصر كل سبت
ينطلق السبت ٢٦ جمادى الثاني



🎨المزايا التعليمية:
* متابعة وتذكير
* دروس مسجلة
* تهيئة وتحضير قبل الدرس
* قياس وتقويم بعد الدرس
* اختبارات دورية
* مجالس مدارسة



📬قناة خاصة بالدرس على التلجرام:
https://www.tgoop.com/daleel6

الدرس يتطلب قدرا من الجدية

🟣لطالبات العلم مكان


📍الموقع: شمال الرياض:
جامع حطين
https://maps.app.goo.gl/uoAfuberJoGu1xNHA

🟢
أبو المظفَّر السمعاني:
(الكلام فيما يُكفَّرُ به وما لا يُكفَّرُ به طويلُ الذيل ضيقُ المجال، وقد أكثر العلماءُ الكلامَ في ذلك، وليس هو بأمر هيِّن، لأنَّ تكفيرَ الناس لا يجوز بما يُجازَف فيه.
وأسرعُ الناس إلى تكفير الناس: الخوارجُ، ثم المعتزلة).

قواطع الأدلة (٣: ٢٤٩)
من كمال عقل الباحث أن يعرف للمشكلات الواردة على تقريره قدرَها، وأمَّا ضَعَفة الباحثين فمن شأنهم الاستهانةُ بكل إيرادٍ وإشكالٍ ظانِّين ذلك من قوة تقريرهم، والحالُ أنه أمارةٌ على ضعفهم .. ولذا لم يزل محققو العلماء يقرون بما قد يرد على مقالاتهم من تشكيكٍ، ثم قد يجيبون عنه وقد يسرِّحون النظر فيه إن عضَّلَ بهم الإشكال.

وقد قال العز بن عبد السلام: (الموفَّقُ مَن رأى المشكلَ مشكلًا، والواضحَ واضحًا، ومن تكلَّف خلاف ذلك لم يَخْلُ من جهل أو كذب).
يريد بالجهل: الجهل برتبة المسألة، فمن لا يرى المشكل مشكلا والواضح واضحا كثيرًا ما يكون الذي أوقعه في ذلك جهلُه برُتَبِ المسائل وحقائقِها.
وأما الكذب فمن جهة أن الناظر قد يعرف إشكال المشكل، لكنه يكذب بتكلُّف خلاف الحال والإيهام بوضوح المشكل ونفي إعضاله ظانًّا أن في ذلك صيانةً لمقالته، وهذا وإن أمكن رواجه على من كان مزجى البضاعة في العلم، لكنَّ لأولي التحقيق شأنًا آخر.
السجود لأجل الدعاء

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(لو أراد الدعاءَ فعفَّر وجهه لله بالتراب وسجد له ليدعوَه فيه، فهذا سجودٌ لأجل الدعاء، ولا شيءَ يمنعه)
طَحْنُ الشافعيِّ حفصًا الفرد!

روى اللالكائي (5: 1034) بإسناده إلى حرملة بن يحيى قال:
اجتمع حفصٌ الفرد ومصلانُ -اسم رجل- الإباضي عند الشافعي في دار الجروي -يعني بمصر-، فقالوا في الإيمان، فاحتج مصلان في الزيادة والنقصان، فحَمِيَ الشافعيُّ وتقلَّد المسألةَ على أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، فطحنَ حفصًا الفردَ وقَطَعَه.
"الإنترنت ليس من المفترض به أساسًا أن يحلَّ محلَّ الكتب، إنما هو مكمِّل لها، ومحفِّز لقراءة المزيد منها.
ما يزال الكتاب يشكِّل الأداة المبدئيّة لنقل المعرفة وتأمينها، في حين تمثّل النصوص المدرسيّة الفرصة الأولى التي لا غنى عنها في سبيل تربية الصغار على استعمال الكتاب. فضلاً عن أن الإنترنت يؤمّن ذخرًا هائلًا للمعلومة يصعب أحيانًا انتقاؤُها أيضًا.
هذه هي وظيفة المعلّم، ووظيفة الكتاب المدرسي كذلك، إذ إنّه يقدِّم نموذجًا عمليًّا لانتقاء عمليٍّ من البحر الواسع لكلِّ المعلومات الممكنة.
وينطبق هذا حتى على النصِّ الناقص، وهنا يأتي دور المعلّم بانتقاد نقصانه وإتمامه، من منظور معيار انتقائي مختلف بالضبط.
وإن لم يتعلَّم الصغار هذا، أي أنَّ الثقافة ليست تراكمًا بل تمييزًا، فهذه ليست تربية، إنما فوضى ذهنيَّة"

أمبرتو إيكو
يقول الجويني:
(وكم من كلامٍ بيّن لا يُعتَنَى به، ثم تعثر فيه الأئمة عند مغافصة الأسئلة)

نهاية المطلب (١: ٧١)

المغافصة: المفاجأة أو المغالبة


والمعنى أن الكلام البيّن إذا أغفله الناظر ولم يحقِّقْه ضبطًا وإدراكًا فهو من أسباب عثار نظره حين تعرِض له وتفجؤه مسألة مشكلة في أثناء بحثه، أو حين يغالبها رجاءَ حلها، ولو كان استحضر ذلك المعنى البيّنَ لكان له مخلصٌ من ذلك الإشكال، بل ربما كان سبب إشكالها غياب تلك المقدمات الواضحة البيّنة

وما أكثر ما يرى المرء ذلك في نفسه وغيره، مما يسمعه أو يقرأه، حيث يمكث الزمن الطويل في مسألةٍ عضّلت به، ثم يجد بعد لأْيٍ جوابَها جليًّا بيِّنا في كتبٍ سبق له قراءتها بل ودراستها، غيرَ أنَّ النفسَ إنما تُعنى بالغامض الخفيّ فهي إذا أدركتْه لا تكاد تغفل عنه لا سيما وأنه يكون من مواضع البحث والنقاش، وقلّما ينسى المرء مسألةً ناقشها .. وفي مقابل ذلك تراها تُعرِض عن ضبط الواضح الجليّ ركونًا لوضوحه لكنه سرعان ما يُفِلتُ منها ويَضِلُّ عنها أحوجَ ما تكون إليه
من أدب الكبار


تعقّب علّامةُ الجزيرة حمد الجاسر الشيخَ عبد الله البسام -رحمهما الله- في موضعٍ من كتابه "علماء نجد"، وذلك في تعليقةٍ مطولَّة متصلة بالكلام عن نسب إحدى الأسر وبعض ما ينبغي التنبّه له في شأن الأنساب عمومًا، ثم إنه ختم تعقبَه بما يبينُ عاليَ قدره وشريفَ نفسه وعظيمَ أدبه، وذلك بقوله:
(أقول هذا لا لتعليم الشيخ ابن بسّام شيئًا يجهلُه، بل بتذكيره شيئًا يعلمُه، وهو ممّن قد سَبَرَ أغوار هذه المباحث، وأدرك منها ما لا يُدرِك غيرُه، لطول معاناته).

رحمه الله ورضي عنه


فاستفدْ من هذا أدبَ الشيخ حمد، ومنزلةَ الشيخ ابن بسام في هذا الباب، مع تعاصرهما وكون مجال النقد مما للشيخ حمد فيه يدٌ باسطة، ومعلومٌ ما للمعاصرة من حجاب وما للمنافسة في علمٍ من طلب الغِلاب، ولكن النفوس الكبيرة لا تأبه بشيء من ذلك.
"العيب الوحيد في القراءة أنك تحسّ بضياع الوقت إذا مارستَ صنعةً غيرها!"

د. هاني الصاعدي
2025/07/14 02:00:58
Back to Top
HTML Embed Code: