تكثر الوصايا في مطلع شهر رمضان بقراءة كتبٍ تعين المسلم على فقه ما يقرؤه من كتاب ربه، وهي وصايا -إذا صدرتْ من أهلها- نافعةٌ مباركة
لكن المهم ألا يشتت المرء نفسه بين تلك الوصايا، بل يقتصر منها على كتابٍ يكون هو صاحبه في هذا الشهر، ولا مانع من أن يطالع القارئ ما يوصى به من كتبٍ يومين أو ثلاثة ليجرب مدى انتفاعه بها، لكن لا يزد على ذلك، فمن المهم أن يحزم قراره سريعًا لئلا يمضي الشهر دون أن ينال حظا وافرا من العلم بسبب تشتته.
ولا تقع أسيرًا لوهم الأفضلية، فما من كتابٍ إلا وثمة ما هو أفضل منه .. والقراءة المنتظمة في كتاب مفضول خيرٌ من القراءة المشعّثة بين كتب فاضلة.
لكن المهم ألا يشتت المرء نفسه بين تلك الوصايا، بل يقتصر منها على كتابٍ يكون هو صاحبه في هذا الشهر، ولا مانع من أن يطالع القارئ ما يوصى به من كتبٍ يومين أو ثلاثة ليجرب مدى انتفاعه بها، لكن لا يزد على ذلك، فمن المهم أن يحزم قراره سريعًا لئلا يمضي الشهر دون أن ينال حظا وافرا من العلم بسبب تشتته.
ولا تقع أسيرًا لوهم الأفضلية، فما من كتابٍ إلا وثمة ما هو أفضل منه .. والقراءة المنتظمة في كتاب مفضول خيرٌ من القراءة المشعّثة بين كتب فاضلة.
رمضان معيار التوفيق والخذلان
يُؤمَر المؤمن بالإمساك عن شهواته نهارَه كلَّه صيانةً للقلب من أي شيء يزاحمه، حتى يخلُص لله ويعمُرَ بذكرِه وتأمُّلِ كلامه.
ويجتمع المؤمنون كلَّ ليلة قيامًا لله تعالى، يرجون رحمته ويخافون عذابه، يستمعون آياتٍ لو أُنزلت على الجبال لخشعت وتصدّعت من خشية الله تعالى.
وتُحبس أنفاس الشياطين، وتضيَّقُ مجاريهم من ابن آدم، وتكبَّل أياديهم عن الإضلال، ليكمُل تحلِّي المؤمنين بطاعاتهم، ويُخلَّى بينهم وبين خالقهم.
ويترقَّب المؤمن ليلة القدر، ليختصر فيها الأزمنة، ويحوز بالعبادة في ليلتها أجورَ عبادةِ ألف شهر، بل هي {خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.
وتُضاعفُ الأجور مما يحفز على كثير من القربات، فليس سقف المضاعفة متوقفًا عند سبعمئة ضعف، بل أمرُ الصوم أعظم من ذلك، والله وحده مَن يعلم أيَّ مدى يبلغه ثواب الصائم، فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به».
قال ابن رجب: (الأعمال كلها تُضاعَف بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف، إلا الصيام، فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد، بل يضاعفه الله عز وجل أضعافًا كثيرة بغير حصرِ عدد).
كل ذلك الإمداد الإلهي ابتلاءٌ من الله لعباده، والابتلاء يكون بالخير كما يكون بالشر، ليمتحن صدقَ تألُّههم، فأسبابُ الخير قائمة، ولا يمكن -والحالة تلك- أن يتخلَّف عن ركب الصالحين إلا من عُدِمَ التوفيق وتلفَّع بمروط الخذلان!
تأمَّل معي هذا الحديث: جاء في الأدب المفرد من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رقى المنبر فقال: «آمين، آمين، آمين». قيل له: يا رسول الله، ما كنت تصنع هذا؟ فكان مما قال: «قال لي جبريل: رَغِم أنفُ عبدٍ دخل عليه رمضان لم يُغفر له. فقلت: آمين».
وكل ما تقدم قبضةٌ من أثر هذا الحديث، فأنت ترى كيف أن أمين السماء جبريل عليه السلام دعا على مَن أدرك رمضان ولم يغفر له لعلمه بعظيم تفضُّل الله على عباده في هذا الشهر، وقد أمَّن أمين الأرض نبينا صلى الله عليه وسلم على دعائه، فنِعمَ الداعي والمؤمِّن!
وقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه»، وقال: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه»، وقال: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه».
فهذه موجبات المغفرة قد دنت لكل من أراد اللهَ والدارَ الآخرة، فلا غرو أنْ رَغِم أنفُ من أدرك رمضان ولم يُغفر له.
رمضان إذًا معيار التوفيق والخذلان
به يُعلم من وفقه الله لطاعته فأقبل عليه بقلبه وقالبه.
وبه يتبيَّن من وَكَله الله إلى نفسه فلم تُجْدِ فيه طلائع التوفيق ولم تشمله سحائب المغفرة بغيثها الهامع، فرغِمَ -بدعاء الأمينَين- أنفُه ولم يُغفَر ذنبُه، وإذا كان هذا حاله في رمضان فما الظنّ بحاله في غيره.
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}.
يُؤمَر المؤمن بالإمساك عن شهواته نهارَه كلَّه صيانةً للقلب من أي شيء يزاحمه، حتى يخلُص لله ويعمُرَ بذكرِه وتأمُّلِ كلامه.
ويجتمع المؤمنون كلَّ ليلة قيامًا لله تعالى، يرجون رحمته ويخافون عذابه، يستمعون آياتٍ لو أُنزلت على الجبال لخشعت وتصدّعت من خشية الله تعالى.
وتُحبس أنفاس الشياطين، وتضيَّقُ مجاريهم من ابن آدم، وتكبَّل أياديهم عن الإضلال، ليكمُل تحلِّي المؤمنين بطاعاتهم، ويُخلَّى بينهم وبين خالقهم.
ويترقَّب المؤمن ليلة القدر، ليختصر فيها الأزمنة، ويحوز بالعبادة في ليلتها أجورَ عبادةِ ألف شهر، بل هي {خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.
وتُضاعفُ الأجور مما يحفز على كثير من القربات، فليس سقف المضاعفة متوقفًا عند سبعمئة ضعف، بل أمرُ الصوم أعظم من ذلك، والله وحده مَن يعلم أيَّ مدى يبلغه ثواب الصائم، فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به».
قال ابن رجب: (الأعمال كلها تُضاعَف بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف، إلا الصيام، فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد، بل يضاعفه الله عز وجل أضعافًا كثيرة بغير حصرِ عدد).
كل ذلك الإمداد الإلهي ابتلاءٌ من الله لعباده، والابتلاء يكون بالخير كما يكون بالشر، ليمتحن صدقَ تألُّههم، فأسبابُ الخير قائمة، ولا يمكن -والحالة تلك- أن يتخلَّف عن ركب الصالحين إلا من عُدِمَ التوفيق وتلفَّع بمروط الخذلان!
تأمَّل معي هذا الحديث: جاء في الأدب المفرد من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رقى المنبر فقال: «آمين، آمين، آمين». قيل له: يا رسول الله، ما كنت تصنع هذا؟ فكان مما قال: «قال لي جبريل: رَغِم أنفُ عبدٍ دخل عليه رمضان لم يُغفر له. فقلت: آمين».
وكل ما تقدم قبضةٌ من أثر هذا الحديث، فأنت ترى كيف أن أمين السماء جبريل عليه السلام دعا على مَن أدرك رمضان ولم يغفر له لعلمه بعظيم تفضُّل الله على عباده في هذا الشهر، وقد أمَّن أمين الأرض نبينا صلى الله عليه وسلم على دعائه، فنِعمَ الداعي والمؤمِّن!
وقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه»، وقال: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه»، وقال: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه».
فهذه موجبات المغفرة قد دنت لكل من أراد اللهَ والدارَ الآخرة، فلا غرو أنْ رَغِم أنفُ من أدرك رمضان ولم يُغفر له.
رمضان إذًا معيار التوفيق والخذلان
به يُعلم من وفقه الله لطاعته فأقبل عليه بقلبه وقالبه.
وبه يتبيَّن من وَكَله الله إلى نفسه فلم تُجْدِ فيه طلائع التوفيق ولم تشمله سحائب المغفرة بغيثها الهامع، فرغِمَ -بدعاء الأمينَين- أنفُه ولم يُغفَر ذنبُه، وإذا كان هذا حاله في رمضان فما الظنّ بحاله في غيره.
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}.
قرّر العلّامة الموزِعي اليمني (٨٢٥هـ) في مقدمة كتابه الجليل "تيسير البيان لأحكام القرآن" وجوبَ العلم بلغة العرب ليُعلَمَ بها خطابُ الله تعالى وبيانُ رسوله عليه الصلاة والسلام، وذكر أن أهل العلم قد قسموا اللغة إلى أربعة أقسام، فأوردها وبيّن ما يحتاجه الفقيه من كلٍّ منها.
- فذكر أولًا علمَ الغريب، ثم علمَ النحو، وبيّن بإيجازٍ ما يحتاجه أهل النظر والفتيا منهما.
- ثم ذكر علم المعاني والبيان (=البلاغة) وقال:
(وهذا لا يحتاج إليه أهلُ النظر والفتيا، وإنما يحتاج إليه الذي يطلبُ الكشفَ عن وجه إعجاز القرآن، وضرورةُ الأدباء والشعراء إليه شديدة، بل هو عُدّتهم العتيدة).
وهذا تقريرٌ لافت محتاجٌ لفحصٍ وتأمّل.
- ثم ذكر القسم الرابع بقوله:
(والقسم الرابع، وإليه ضرورةُ أهل النظر والفتيا والمفسرين وسائر العلماء، وهو: معرفة رُسُومِ العرب في خطابها، وسننِها في كلامها، واتساعِ معانيها، وأسرارِ مبانيها، ودقيقٍ إشارتها، ولطيف عبارتِها).
وعدّ طائفةً من تلك الرسوم والسنن يبين بها مرادَه من هذا القسم، وذكر بعض كلام الشافعي في ذلك، ثم قال:
(وهذا هو الذي اعتمده أهلُ النظر والفتيا في استنباط الأحكام ومعرفة الحلال والحرام، فسمّوه: أصولَ اللغة.
وأولُ من أبرز ذلك وأظهره الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه، لا منازعةَ في ذلك ولا مريةَ، ولأجل معرفته بلسان العرب واتساع معانيها صار إمامًا للأئمة الهادين والعلماء المجتهدين رضي الله تعالى عنهم أجمعين).
وهذا القسم لم يضع له الموزعي قيدًا كما قيّد ما قبله، وهو -كما ذكر- من ضرورات نظر الفقهاء .. وهذا القسم ليس مما ينضبط بعلمٍ ولا هو مجموعٌ بين دفّتي كتاب، بل لا يتهيأ للناظر حتى يكون واسع النظر في كلام العرب، وكم من طالبِ علمٍ تراه مبخوسَ الحظ من اللغة مجتزئًا من بعض علومها بالفتات ظانًّا غناءَه عنها، وأما هذا القسم فهو معرضٌ عنه صفحًا لمّا لم يره منتظمًا في نثر ولا محويًّا في نظم .. ولو أجال نظره في تفاسير آيات الأحكام، وشروح السنة، وتفحّص ما يورده الفقهاء من وجوه دلالات النصوص في مطوّلات كتبهم الفقهيّة والخلافيّة = لأيقن أن العلمَ بهذا القسم والاتساعَ منه حتمٌ لا مناص منه، وأنّ العلماء يتفاضلون في فقه النصوص بقدر حيازته.
وقد تكفّل علم أصول الفقه بضبط القول في مادةٍ واسعةٍ من هذا القسم، وبقيتْ أخرى استبدّت بها كتب اللغة، فاحرص على استيفاء ما أمكنك من ذلك واستعن بالله ولا تعجز، وقد قال الشافعي:
(لا يعلم من إيضاح جُمِل علم الكتاب أحدٌ جهل سعةَ لسان العرب، وكثرةَ وجوهه، وجماعَ معانيه وتفرُّقَها).
واستحضِر أن الشافعي قال ذلك في رسالته التي قصد بتصنيفها فقهاءَ الشريعة ومجتهدي الملّة، فهو إنما يتغيّا بتثبيتِ ذلك تثبيتَ أحدِ أهمّ أركان الاجتهاد الفقهي، فلا يقع في وهمك أن العلمَ باللغة قاصرٌ على ما اعتاد الطلبة طلبَه وتعلمَه من نحوٍ وصرفٍ وغيرها، بل من وراء ذلك فقه رسوم العرب في خطابها وسنن كلامها ووجوه معانيها.
- فذكر أولًا علمَ الغريب، ثم علمَ النحو، وبيّن بإيجازٍ ما يحتاجه أهل النظر والفتيا منهما.
- ثم ذكر علم المعاني والبيان (=البلاغة) وقال:
(وهذا لا يحتاج إليه أهلُ النظر والفتيا، وإنما يحتاج إليه الذي يطلبُ الكشفَ عن وجه إعجاز القرآن، وضرورةُ الأدباء والشعراء إليه شديدة، بل هو عُدّتهم العتيدة).
وهذا تقريرٌ لافت محتاجٌ لفحصٍ وتأمّل.
- ثم ذكر القسم الرابع بقوله:
(والقسم الرابع، وإليه ضرورةُ أهل النظر والفتيا والمفسرين وسائر العلماء، وهو: معرفة رُسُومِ العرب في خطابها، وسننِها في كلامها، واتساعِ معانيها، وأسرارِ مبانيها، ودقيقٍ إشارتها، ولطيف عبارتِها).
وعدّ طائفةً من تلك الرسوم والسنن يبين بها مرادَه من هذا القسم، وذكر بعض كلام الشافعي في ذلك، ثم قال:
(وهذا هو الذي اعتمده أهلُ النظر والفتيا في استنباط الأحكام ومعرفة الحلال والحرام، فسمّوه: أصولَ اللغة.
وأولُ من أبرز ذلك وأظهره الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه، لا منازعةَ في ذلك ولا مريةَ، ولأجل معرفته بلسان العرب واتساع معانيها صار إمامًا للأئمة الهادين والعلماء المجتهدين رضي الله تعالى عنهم أجمعين).
وهذا القسم لم يضع له الموزعي قيدًا كما قيّد ما قبله، وهو -كما ذكر- من ضرورات نظر الفقهاء .. وهذا القسم ليس مما ينضبط بعلمٍ ولا هو مجموعٌ بين دفّتي كتاب، بل لا يتهيأ للناظر حتى يكون واسع النظر في كلام العرب، وكم من طالبِ علمٍ تراه مبخوسَ الحظ من اللغة مجتزئًا من بعض علومها بالفتات ظانًّا غناءَه عنها، وأما هذا القسم فهو معرضٌ عنه صفحًا لمّا لم يره منتظمًا في نثر ولا محويًّا في نظم .. ولو أجال نظره في تفاسير آيات الأحكام، وشروح السنة، وتفحّص ما يورده الفقهاء من وجوه دلالات النصوص في مطوّلات كتبهم الفقهيّة والخلافيّة = لأيقن أن العلمَ بهذا القسم والاتساعَ منه حتمٌ لا مناص منه، وأنّ العلماء يتفاضلون في فقه النصوص بقدر حيازته.
وقد تكفّل علم أصول الفقه بضبط القول في مادةٍ واسعةٍ من هذا القسم، وبقيتْ أخرى استبدّت بها كتب اللغة، فاحرص على استيفاء ما أمكنك من ذلك واستعن بالله ولا تعجز، وقد قال الشافعي:
(لا يعلم من إيضاح جُمِل علم الكتاب أحدٌ جهل سعةَ لسان العرب، وكثرةَ وجوهه، وجماعَ معانيه وتفرُّقَها).
واستحضِر أن الشافعي قال ذلك في رسالته التي قصد بتصنيفها فقهاءَ الشريعة ومجتهدي الملّة، فهو إنما يتغيّا بتثبيتِ ذلك تثبيتَ أحدِ أهمّ أركان الاجتهاد الفقهي، فلا يقع في وهمك أن العلمَ باللغة قاصرٌ على ما اعتاد الطلبة طلبَه وتعلمَه من نحوٍ وصرفٍ وغيرها، بل من وراء ذلك فقه رسوم العرب في خطابها وسنن كلامها ووجوه معانيها.
قناة مشاري بن سعد الشثري
قرّر العلّامة الموزِعي اليمني (٨٢٥هـ) في مقدمة كتابه الجليل "تيسير البيان لأحكام القرآن" وجوبَ العلم بلغة العرب ليُعلَمَ بها خطابُ الله تعالى وبيانُ رسوله عليه الصلاة والسلام، وذكر أن أهل العلم قد قسموا اللغة إلى أربعة أقسام، فأوردها وبيّن ما يحتاجه الفقيه…
كتب لي الشيخ د. عبدالرحمن قائد:
(هناك كتاب جليل في هذا لم يأخذ حقه، وهو "الأساليب العربية الواردة في القرآن الكريم وأثرها في التفسير من خلال تفسير الطبري" لفواز الشاووش، جمع فيه أكثر من ستين أسلوبا ودرسها، وهي أشهر الأساليب العربية وأهمها، وأصل الكتاب رسالة من الجامعة الإسلامية حصلت على جائزة أفضل رسالة في العام من جمعية تبيان، وطبعها مركز تفسير سنة 1436)
(هناك كتاب جليل في هذا لم يأخذ حقه، وهو "الأساليب العربية الواردة في القرآن الكريم وأثرها في التفسير من خلال تفسير الطبري" لفواز الشاووش، جمع فيه أكثر من ستين أسلوبا ودرسها، وهي أشهر الأساليب العربية وأهمها، وأصل الكتاب رسالة من الجامعة الإسلامية حصلت على جائزة أفضل رسالة في العام من جمعية تبيان، وطبعها مركز تفسير سنة 1436)
من جوامع الأدعية والاستعاذات النبوية، مع بيان معانيها
من كتاب (فقه الأدعية والأذكار) للشيخ عبدالرزاق البدر
👇🏻
من كتاب (فقه الأدعية والأذكار) للشيخ عبدالرزاق البدر
👇🏻
https://youtube.com/playlist?list=PLwWrtiKXuV_qL6DWjUViFjEHCJQBe5fC_&si=XvzXnZlNrOohlV3h
هذه سلسلةٌ في تفسير سورة القصص
للشيخ أ.د. مساعد الطيار حفظه الله وأمتع به
تقع في خمسة دروس (مجموعها ٥ ساعات تقريبًا)
عرض فيها الشيخ سلمه الله قصةَ موسى عليه الصلاة والسلام عرضًا نافعًا ماتعًا جامعًا بين التحريرات التفسيرية واللطائف التدبّرية، وحلّاها بتنبيهاتٍ وإشاراتٍ منهجية على ما هي عادته رضي الله عنه في مصنفاته ومحاضراته.
وقد أحببتُ أن أشارك إخواني فوائدَها ببعثها بين أيديهم، ليغتنموا سماعها في هذا الشهر المبارك، فيستفيدوا ما يتصل بقصة موسى عليه الصلاة والسلام في سورة القصص خاصةً، وما يتعلق بجملةٍ من قضايا المنهج في التفسير عامّة
هذه سلسلةٌ في تفسير سورة القصص
للشيخ أ.د. مساعد الطيار حفظه الله وأمتع به
تقع في خمسة دروس (مجموعها ٥ ساعات تقريبًا)
عرض فيها الشيخ سلمه الله قصةَ موسى عليه الصلاة والسلام عرضًا نافعًا ماتعًا جامعًا بين التحريرات التفسيرية واللطائف التدبّرية، وحلّاها بتنبيهاتٍ وإشاراتٍ منهجية على ما هي عادته رضي الله عنه في مصنفاته ومحاضراته.
وقد أحببتُ أن أشارك إخواني فوائدَها ببعثها بين أيديهم، ليغتنموا سماعها في هذا الشهر المبارك، فيستفيدوا ما يتصل بقصة موسى عليه الصلاة والسلام في سورة القصص خاصةً، وما يتعلق بجملةٍ من قضايا المنهج في التفسير عامّة
رحم الله العالمَ الجليل، والمجاهدَ الذائدَ عن حمى دين الله تعالى وشرعه وسنة نبيه ﷺ: أبا إسحاق الحويني (١٣٧٥-١٤٤٦هـ)، ورضي عنه وتقبّله وأخلف على أمة الإسلام خيرًا
لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى
﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾
قال ابن عباس رضي الله عنه في قول الله تعالى: ﴿ننقُصُها منْ أطرافها﴾: مَوْتُ علمائِها وفقهائِها، وذهابُ خيارِ أهلِها.
لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى
﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾
قال ابن عباس رضي الله عنه في قول الله تعالى: ﴿ننقُصُها منْ أطرافها﴾: مَوْتُ علمائِها وفقهائِها، وذهابُ خيارِ أهلِها.
قال ابن غازي في "فهرسته" عن الفقيه أبي عبدالله القوري (٨٧٢هـ):
(لازمتُ مجلسَه في "المدونة" أعوامًا، وكان ينقل عليها كلامَ المتقدمين والمتأخّرين من الفقهاء والموثقين، ويطرّز ذلك بحكاياتهم وذكر موالدهم ووفياتهم، والتنقير عن أنبائهم وضبط أسمائهم، ويُشبِع الكلامَ في الأحاديث التي ينزعون بها في انتصارهم لآرائهم، فكان مجلسُه نزهةً للسامعين، تبارك الله أحسن الخالقين!).
اللهمّ مجلسًا كمجلس القوري!
(لازمتُ مجلسَه في "المدونة" أعوامًا، وكان ينقل عليها كلامَ المتقدمين والمتأخّرين من الفقهاء والموثقين، ويطرّز ذلك بحكاياتهم وذكر موالدهم ووفياتهم، والتنقير عن أنبائهم وضبط أسمائهم، ويُشبِع الكلامَ في الأحاديث التي ينزعون بها في انتصارهم لآرائهم، فكان مجلسُه نزهةً للسامعين، تبارك الله أحسن الخالقين!).
اللهمّ مجلسًا كمجلس القوري!
"أوقاتُ أهلِ الحق أشرفُ من أن تُقطَع بباطل المتباطل"
جمال الدين القاسمي
جمال الدين القاسمي
