مدخل_نظري_إلى_علم_الاجتماع_أناسي.pdf
1.7 MB
مدخل مميز في الاختصار والخلاصة لعلم الاجتماع يصلح للابتداء به في هذا المجال
وكل الشكر لمركز أناسي على هذا الجهد
وكل الشكر لمركز أناسي على هذا الجهد
الحضارة المصطفاة
من الضروري توسيع فهم الاصطفاء الذي جعله الله لهذه الأمة، فاكتمال الدين في شرعة الإسلام، واختيار خير الأنبياء وخير الكتب، وجعل هذه الأمة خير الأمم؛ كل ذلك يجعل ما اتصل بها وتبعها مصطفى ومختاراً، ولذلك يهيئ الله أسباب الأصطفاء أقداراً يحكيها التاريخ، ومن ذلك الحضارة الإسلامية وما سبقها من إرهاصات تدل على قابليتها لأن تكون الحضارة الأعظم على امتداد الوجود البشري، كونها تجسيداً لكمالات الرسالة السماوية الخاتمة وحامليها.
فالإسلام يرى أن الميراث الديني لبلاد ما بين النهرين -السابق للبعثة النبوية بستة آلاف عام- يعود إليه، لأن حضارة ما بين النهرين كانت من إنتاج العرب الذين هاجروا من شبه الجزيرة واستقروا فيها، ومع تدفق هجراتهم ازدادت مظاهر حضارتهم قوة، متجلية في اللغة والديانة والحضارة السامية، من خلال نتاج كان المحرك فيه عرب شبه الجزيرة، تكويناً وممارسة وهدفاً، فقد غدا هذا التراث إلى جانب الإصلاح التوحيدي، تراث جميع العرب في كلا المنطقتين؛ شبه الجزيرة ومنطقة الهلال الخصيب.
وتحت تأثير من مهاجري الصحراء، نجد ذهن إنسان ما بين النهرين يرتفع إلى مفهوم توحيد الألوهية، وإلى نظرة موحدة تجاه الجنس البشري، فقد احتفظت الديانة في تلك البقعة على الدوام -مع تلبس مظاهر الشرك- بكون الله هو العلة الحقيقية والغاية في كل شيء، وبكون النشاط البشري -من ثقافي أو اجتماعي أو اقتصادي- دينياً صميماً، كما أن الدولة والقانون والحرب والسلام أسمى التعابير ذات العلاقة الدينية.
ورغم أنه توحيد غائم ومشوب بالشرك، أو ربط كائنات أخرى مع الخالق الصمد، إلا أن الشرك في بلاد ما بين النهرين يتضاءل مغزاه بفضل تفرد الخالق القابض على مقاليد القدر.
ومن خلال الصلة الوثيقة ما بين الأطراف الداخلية للهلال الخصيب والصحراء العربية، بقي لديهم نقاء الفكر الصحراوي الأصيل، واستقر منه صوت من داخل جزيرة العرب أبقى على رؤية إبراهيم العموري عن طريق ابنه إسماعيل، من أور في بلاد ما بين النهرين، وكان نواة الرؤية التوحيدية والأخلاقية العالمية نحو البشرية، التي بقيت تنتظر قدوم الأنبياء ليدعو لها من جديد.
كما اتفق الباحثون على أن حضارة بلاد ما بين النهرين كانت حضارة معطاءة، فقد قدمت للعالم لغتها الأكدية وخطها المسماري، ومعها الأدب والتراث التاريخي والقانون والدين.
وفي الأدب السامي تظهر خصيصة مهمة هي نبرته الأخلاقية، فهو يرمي دائماً إلى استخلاص مغزى أخلاقي، وإلى هداية متلقيه إلى الفضيلة، فالجمالي والأخلاقي عند السامي توءمان لا ينفصلان.
وكان لهويتها وحضارتها قدرة على استيعاب الآخرين، وهي المستقاة من المهاجرين ولغتهم الأكدية كوسيلة أساسية.
ولأن قاطن الصحراء لا يستطيع الانسجام مع الوجود السياسي والاجتماعي الضيق لدولة المدينة الصغيرة، المنكفئة في إقليميتها، فقد قدم لرؤية أشد اتساعاً منها، تقوم على رابطة شاملة [أممية] لتحقيق الخير، وبناء الثقافة والحضارة.
قناة مدارك
https://www.tgoop.com/madarek31
من الضروري توسيع فهم الاصطفاء الذي جعله الله لهذه الأمة، فاكتمال الدين في شرعة الإسلام، واختيار خير الأنبياء وخير الكتب، وجعل هذه الأمة خير الأمم؛ كل ذلك يجعل ما اتصل بها وتبعها مصطفى ومختاراً، ولذلك يهيئ الله أسباب الأصطفاء أقداراً يحكيها التاريخ، ومن ذلك الحضارة الإسلامية وما سبقها من إرهاصات تدل على قابليتها لأن تكون الحضارة الأعظم على امتداد الوجود البشري، كونها تجسيداً لكمالات الرسالة السماوية الخاتمة وحامليها.
فالإسلام يرى أن الميراث الديني لبلاد ما بين النهرين -السابق للبعثة النبوية بستة آلاف عام- يعود إليه، لأن حضارة ما بين النهرين كانت من إنتاج العرب الذين هاجروا من شبه الجزيرة واستقروا فيها، ومع تدفق هجراتهم ازدادت مظاهر حضارتهم قوة، متجلية في اللغة والديانة والحضارة السامية، من خلال نتاج كان المحرك فيه عرب شبه الجزيرة، تكويناً وممارسة وهدفاً، فقد غدا هذا التراث إلى جانب الإصلاح التوحيدي، تراث جميع العرب في كلا المنطقتين؛ شبه الجزيرة ومنطقة الهلال الخصيب.
وتحت تأثير من مهاجري الصحراء، نجد ذهن إنسان ما بين النهرين يرتفع إلى مفهوم توحيد الألوهية، وإلى نظرة موحدة تجاه الجنس البشري، فقد احتفظت الديانة في تلك البقعة على الدوام -مع تلبس مظاهر الشرك- بكون الله هو العلة الحقيقية والغاية في كل شيء، وبكون النشاط البشري -من ثقافي أو اجتماعي أو اقتصادي- دينياً صميماً، كما أن الدولة والقانون والحرب والسلام أسمى التعابير ذات العلاقة الدينية.
ورغم أنه توحيد غائم ومشوب بالشرك، أو ربط كائنات أخرى مع الخالق الصمد، إلا أن الشرك في بلاد ما بين النهرين يتضاءل مغزاه بفضل تفرد الخالق القابض على مقاليد القدر.
ومن خلال الصلة الوثيقة ما بين الأطراف الداخلية للهلال الخصيب والصحراء العربية، بقي لديهم نقاء الفكر الصحراوي الأصيل، واستقر منه صوت من داخل جزيرة العرب أبقى على رؤية إبراهيم العموري عن طريق ابنه إسماعيل، من أور في بلاد ما بين النهرين، وكان نواة الرؤية التوحيدية والأخلاقية العالمية نحو البشرية، التي بقيت تنتظر قدوم الأنبياء ليدعو لها من جديد.
كما اتفق الباحثون على أن حضارة بلاد ما بين النهرين كانت حضارة معطاءة، فقد قدمت للعالم لغتها الأكدية وخطها المسماري، ومعها الأدب والتراث التاريخي والقانون والدين.
وفي الأدب السامي تظهر خصيصة مهمة هي نبرته الأخلاقية، فهو يرمي دائماً إلى استخلاص مغزى أخلاقي، وإلى هداية متلقيه إلى الفضيلة، فالجمالي والأخلاقي عند السامي توءمان لا ينفصلان.
وكان لهويتها وحضارتها قدرة على استيعاب الآخرين، وهي المستقاة من المهاجرين ولغتهم الأكدية كوسيلة أساسية.
ولأن قاطن الصحراء لا يستطيع الانسجام مع الوجود السياسي والاجتماعي الضيق لدولة المدينة الصغيرة، المنكفئة في إقليميتها، فقد قدم لرؤية أشد اتساعاً منها، تقوم على رابطة شاملة [أممية] لتحقيق الخير، وبناء الثقافة والحضارة.
قناة مدارك
https://www.tgoop.com/madarek31
Telegram
قناة مدارك
#الوعي #الاجتماعي
❤1
عرضت هذه السيرة الروائية الملهمة بالكثير من الدروس والمعاني على مساحة #فطور_السبت
فأحببت أن تتعرفوا عليها.
فأحببت أن تتعرفوا عليها.
❤2
قناة مدارك
مدخل_نظري_إلى_علم_الاجتماع_أناسي.pdf
ملخص لكتاب من أهم كتب علم الاجتماع
تصور كتاب من ٨.٤ صفحة تجد خلاصته وزبدته في ٧٦ صفحة !!
ثم إذا قرئ مع المدخل النظري الذي أعده مركز أناسي سابقاً تمت الفائدة لغير المتخصصين في هذا المجال.
الشكر الجزيل لمركز أناسي ودراية للعلوم الإنسانية الذين دأبوا على تلخيص الكتاب فصلاً فصلاً لمدة متطاولة.
https://www.tgoop.com/Deerayah/665
تصور كتاب من ٨.٤ صفحة تجد خلاصته وزبدته في ٧٦ صفحة !!
ثم إذا قرئ مع المدخل النظري الذي أعده مركز أناسي سابقاً تمت الفائدة لغير المتخصصين في هذا المجال.
الشكر الجزيل لمركز أناسي ودراية للعلوم الإنسانية الذين دأبوا على تلخيص الكتاب فصلاً فصلاً لمدة متطاولة.
https://www.tgoop.com/Deerayah/665
Telegram
دراية للعلوم الإنسانية
تلخيص كتاب علم الاجتماع لـ أنتوني غدنز
إعداد
مركز أناسي للعلوم الإنسانية
إعداد
مركز أناسي للعلوم الإنسانية
👍8
رمضان يعيد صياغة حياتنا
مع عودة هذا الشهر العظيم كل عام، لا بد لنا أن نستوضح أثره في الوعي والسلوك الاجتماعي العام، مقابل ما فهمناه جلياً من أثره على المستوى الوجداني الفردي.
فقد جعل الله فيه كل سنة من التحولات الكونية، والاحتفالات الروحية ما لم يجعله في أي شهر آخر، من تفتيح أبواب الجنان، وغلق أبواب النيران، وتصفيد الشياطين، ونداء الملائكة في السماء كل يوم، وعلامات ليلة القدر..، ومن ثمّ جعله الله مَعْلمة تعبدية من أكبر معالم الإسلام.
ونلتمس حكمة تشريعه التي فيها تغيير وجه الحياة؛ فيما قرره علماء حكمة التشريع كشاه ولي الله الدهلوي وغيره؛ أن من ضروريات الدين أن هناك أوقاتاً يحدث فيها شيء من انتشار الروحانية في الأرض، وسريان قوة مثالية فيها، وأنه ليست في الأرض ملة إلا وهي تعلم أن هذه الأوقات أقرب شيء من قبول الطاعات، كما أن سياسة الأمة لا تتم إلا بأن يؤمر بتعهد النفس بعد كل برهة من الزمان.
إذن هذا الشهر بما فيه من اجتماع أمهات العبادات ما لم تجتمع في غيره كما أشار أئمة الإسلام، من صلوات وقيام وتدبر للقران، هو دورة روحية كبرى تغذي النفس وتزكيها، وتزودها بما يحتاجه المؤمن في سيره إلى الله السنة كلها: "..ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن..".
وهذا شأن رمضان في حياة المسلمين على مدى القرون، غير أن دوره في إعادة التنظيم الشامل لحياة المسلمين في هذا العصر تتجاوز كل العصور السابقة، نظراً للتغير الجذري وبعيد المدى الذي طال عالمنا، نحو لادينية وعلمنة التصورات والسلوك في الوعي الجمعي والفردي، والميل نحو فراغ الروح وفقدان المعنى في عموم الواقع المعاش.
فنظام الحياة الحديث بطبيعته يعيد تشكيل أنماط حياة الإنسان، وصياغة نظام قيمه الخاصة والعامة، فحين يولد ويموت في هذا النظام يبدو مسكوناً في أعماقه بأخلاق تعظيم الربح، وتحسين النجاعة أكثر من أي شيء آخر.
فمن خلال عالم الوسائل والأدوات، وقدرتها الفائقة على توجيه الأفكار ومسالك الحياة، بطريقة تلتهم كل مساحات الوعي الإنساني؛ نجد الإنسان في عالمه الحديث متنكب بطبيعة حياته عن كل ما هو مقدس ومتعال، ومنغمس حتى النخاع في عالمه الدنيوي المحايث، وربما يصبح لا يرى في الوعود الغيبية سوى شاغل له عن شروط النجاح في هذا العالم.
فدهرنة (دنيوية) البنى الاجتماعية والاقتصادية جعلت واقع الإنسان بالغ العلمنة ولا مكان فيه للأديان والمعاني الكبرى، فالأزمنة الحديثة تعمل على تغييب الدين بشكل منهجي في مختلف مناحي المجتمع ومؤسساته الحيوية، أي تغييب ما تبقى من ظل الإله من هذا العالم.
تجاه هذا التحول الكوني في نظام حياة الإنسان، الذي لا يكاد ينجو منه أحد، يأتي هذا الشهر بأنموذج نظام اجتماعي/ثقافي مغاير، يصلح لأن يكون أيقونة تدفع بتنظيم الحياة في دورة كل عام.
فمن خلال الكثافة والتكامل الذي تصنعه العبادات اليومية خلال الشهر، فإنها تدفع بمستويات مختلفة من التأثير، تطال كيان الإنسان من أعمق إدراكاته وتصوراته إلى وجدانه وسلوكه، ويتعدى ذلك إلى نظام الحياة الإنسانية في بعديها الثقافي والاجتماعي.
يعمل هذا التغيير على شكل دورة زمنية مكثفة، تهدف للصقل والتعويد الذي يطبع السلوك ويصبح حالة مستمرة، فالإنسان إذا أراد أن يحصل خلقاً من الأخلاق، وتنصبغ به نفسه، ويحيط بها من جميع جوانبها، فحيلة ذلك أن يؤاخذ نفسه بما يناسب ذلك الخلق من فعل وهيئات، ويعمد إلى تمرين النفس تمرين الدابة الصعبة، لتحصل الألفة بالمداومة، ويسهل بسببها العمل.
فالصلاة رباط متين بين الإنسان وخالقه، وترويض للنفس على الطاعة، وللقلب على الخشوع، كما أنها سلوك يومي يدمج حياة الإنسان بالروحانية، حيث تعمل فترات الصلاة الموزعة على الليل والنهار بنظام يكسر حلم النسيان، الذي يعيشه الإنسان بانغماسه في الدنيا لاهياً عن الله، لكن الصلاة تقطع ذلك، وتنتشل الإنسان للحظات من تيار الأفكار ومدخلات الحواس التي تصنع عالمنا ليقف في حضرة الرب.
والصيام بما فيه من حرمان تعبدي يحرر الذات من عادة الترف والتنعم، والتدريب على قيادة النفس وضبطها، والانطلاق من غلق منافذ الحس الجسماني إلى فتح مسالك الروح، فهو طريق لكبح الانفعالات الحيوانية التي تؤججها الحياة المعاصرة، فالإنسان لا يدرك طبيعته الأسمى إلا بالزهد في ميوله الحيوانية، وإخماد حواسه عن دنس الشهوات التي تثلمها، إنه رحيل من مواطن الطين إلى منازل اليقين، وله درجة تسمو به بين الطاعات، في كونه يضيف نطاقاً جديداً للتقوى بالاستغناء عما هو في العادة من مقومات الحياة، والكف عن بعض الحلال والمباح، فإذا كانت الطاعات الأخرى تورث أوائل درجات التقوى، بالاعتدال والاستقامة، فإن الصيام يورث نهاية درجاتها، بالزهد والورع.
وأما الزكاة والصدقة فهما ضريبة مقدسة، يتنازل بها المسلم طوعاً ومحبة لإخوانه الفقراء.
مع عودة هذا الشهر العظيم كل عام، لا بد لنا أن نستوضح أثره في الوعي والسلوك الاجتماعي العام، مقابل ما فهمناه جلياً من أثره على المستوى الوجداني الفردي.
فقد جعل الله فيه كل سنة من التحولات الكونية، والاحتفالات الروحية ما لم يجعله في أي شهر آخر، من تفتيح أبواب الجنان، وغلق أبواب النيران، وتصفيد الشياطين، ونداء الملائكة في السماء كل يوم، وعلامات ليلة القدر..، ومن ثمّ جعله الله مَعْلمة تعبدية من أكبر معالم الإسلام.
ونلتمس حكمة تشريعه التي فيها تغيير وجه الحياة؛ فيما قرره علماء حكمة التشريع كشاه ولي الله الدهلوي وغيره؛ أن من ضروريات الدين أن هناك أوقاتاً يحدث فيها شيء من انتشار الروحانية في الأرض، وسريان قوة مثالية فيها، وأنه ليست في الأرض ملة إلا وهي تعلم أن هذه الأوقات أقرب شيء من قبول الطاعات، كما أن سياسة الأمة لا تتم إلا بأن يؤمر بتعهد النفس بعد كل برهة من الزمان.
إذن هذا الشهر بما فيه من اجتماع أمهات العبادات ما لم تجتمع في غيره كما أشار أئمة الإسلام، من صلوات وقيام وتدبر للقران، هو دورة روحية كبرى تغذي النفس وتزكيها، وتزودها بما يحتاجه المؤمن في سيره إلى الله السنة كلها: "..ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن..".
وهذا شأن رمضان في حياة المسلمين على مدى القرون، غير أن دوره في إعادة التنظيم الشامل لحياة المسلمين في هذا العصر تتجاوز كل العصور السابقة، نظراً للتغير الجذري وبعيد المدى الذي طال عالمنا، نحو لادينية وعلمنة التصورات والسلوك في الوعي الجمعي والفردي، والميل نحو فراغ الروح وفقدان المعنى في عموم الواقع المعاش.
فنظام الحياة الحديث بطبيعته يعيد تشكيل أنماط حياة الإنسان، وصياغة نظام قيمه الخاصة والعامة، فحين يولد ويموت في هذا النظام يبدو مسكوناً في أعماقه بأخلاق تعظيم الربح، وتحسين النجاعة أكثر من أي شيء آخر.
فمن خلال عالم الوسائل والأدوات، وقدرتها الفائقة على توجيه الأفكار ومسالك الحياة، بطريقة تلتهم كل مساحات الوعي الإنساني؛ نجد الإنسان في عالمه الحديث متنكب بطبيعة حياته عن كل ما هو مقدس ومتعال، ومنغمس حتى النخاع في عالمه الدنيوي المحايث، وربما يصبح لا يرى في الوعود الغيبية سوى شاغل له عن شروط النجاح في هذا العالم.
فدهرنة (دنيوية) البنى الاجتماعية والاقتصادية جعلت واقع الإنسان بالغ العلمنة ولا مكان فيه للأديان والمعاني الكبرى، فالأزمنة الحديثة تعمل على تغييب الدين بشكل منهجي في مختلف مناحي المجتمع ومؤسساته الحيوية، أي تغييب ما تبقى من ظل الإله من هذا العالم.
تجاه هذا التحول الكوني في نظام حياة الإنسان، الذي لا يكاد ينجو منه أحد، يأتي هذا الشهر بأنموذج نظام اجتماعي/ثقافي مغاير، يصلح لأن يكون أيقونة تدفع بتنظيم الحياة في دورة كل عام.
فمن خلال الكثافة والتكامل الذي تصنعه العبادات اليومية خلال الشهر، فإنها تدفع بمستويات مختلفة من التأثير، تطال كيان الإنسان من أعمق إدراكاته وتصوراته إلى وجدانه وسلوكه، ويتعدى ذلك إلى نظام الحياة الإنسانية في بعديها الثقافي والاجتماعي.
يعمل هذا التغيير على شكل دورة زمنية مكثفة، تهدف للصقل والتعويد الذي يطبع السلوك ويصبح حالة مستمرة، فالإنسان إذا أراد أن يحصل خلقاً من الأخلاق، وتنصبغ به نفسه، ويحيط بها من جميع جوانبها، فحيلة ذلك أن يؤاخذ نفسه بما يناسب ذلك الخلق من فعل وهيئات، ويعمد إلى تمرين النفس تمرين الدابة الصعبة، لتحصل الألفة بالمداومة، ويسهل بسببها العمل.
فالصلاة رباط متين بين الإنسان وخالقه، وترويض للنفس على الطاعة، وللقلب على الخشوع، كما أنها سلوك يومي يدمج حياة الإنسان بالروحانية، حيث تعمل فترات الصلاة الموزعة على الليل والنهار بنظام يكسر حلم النسيان، الذي يعيشه الإنسان بانغماسه في الدنيا لاهياً عن الله، لكن الصلاة تقطع ذلك، وتنتشل الإنسان للحظات من تيار الأفكار ومدخلات الحواس التي تصنع عالمنا ليقف في حضرة الرب.
والصيام بما فيه من حرمان تعبدي يحرر الذات من عادة الترف والتنعم، والتدريب على قيادة النفس وضبطها، والانطلاق من غلق منافذ الحس الجسماني إلى فتح مسالك الروح، فهو طريق لكبح الانفعالات الحيوانية التي تؤججها الحياة المعاصرة، فالإنسان لا يدرك طبيعته الأسمى إلا بالزهد في ميوله الحيوانية، وإخماد حواسه عن دنس الشهوات التي تثلمها، إنه رحيل من مواطن الطين إلى منازل اليقين، وله درجة تسمو به بين الطاعات، في كونه يضيف نطاقاً جديداً للتقوى بالاستغناء عما هو في العادة من مقومات الحياة، والكف عن بعض الحلال والمباح، فإذا كانت الطاعات الأخرى تورث أوائل درجات التقوى، بالاعتدال والاستقامة، فإن الصيام يورث نهاية درجاتها، بالزهد والورع.
وأما الزكاة والصدقة فهما ضريبة مقدسة، يتنازل بها المسلم طوعاً ومحبة لإخوانه الفقراء.
Telegram
قناة مدارك
#الوعي #الاجتماعي
👍2❤1
ثم تأتي التلاوة المستمرة للقران، حيث نوّه الله بهذه الصلة الوثيقة بين رمضان والقران، وجعله أولى وأخص مناقبه ومزاياه: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القران.."، فيعظم أثره بما يحوي من محددات الأخلاق والشرائع التي تتعلق بكل تفاصيل حياة الإنسان، وكذلك ربطه بعالم الآخرة الذي يتعلق بمصيره في الحياة الأخرى، عدا تفسيره الحاسم للحياة الإنسانية ومغزاها وغايتها النهائية، فبه تعرف الأمة معنى وجودها، وحقيقة مصيرها، وطبيعة وظيفتها، فلا تضل طريقها إلى سعادتها.
والأهم في خطابه؛ هو مركزية الحديث عن "المعاد"، لتظهر الأهمية العظيمة للإيمان بالعالم الآخر، ليس فقط من أجل ما بعد الموت بل أيضاً من أجل حياته في هذه الدنيا، فهو يلوح في صورة حقيقة حيّة وملموسة وأساسية في حياة المسلمين الأتقياء.
وكل العبادات الرمضانية تدفع النفس لاستشعار ما بعد الحياة، والخوف من الآخرة، والنظر للأمور بمنظار أخروي، والتفكير في الآخرة بأهمية تعلو على متع الدنيا، وأن الحياة هي مضمار للتعبير بالأعمال عن طاعة الله، وأن غاية إصلاح الذات هو التحرر من الارتباط الفاسد بالدنيا.
إنها تشكل في الجملة تعاليم وممارسات تبني اتساق حياة الإنسان في الدنيا وسعادته في الآخرة، بحيث تصنع طريقة حياة تضفي عبقاً دينياً على الحياة اليومية، وتمكن المسلم من الاندماج في مركز روحي.
وحينما يصحّ أثرها، فإنها تمثل المقطع الزمني المصغّر، الذي يعبر فيه إسلام الفرد عن الحياة وفق إرادة الله، فهو الحياة نفسها وكلها وليس جزءاً منها، فأعمال التعبد هذه تتميز بالكلية وحسن الاستيعاب، فتحيط بكل حياة الإنسان حتى لا يخرج شيء عنها، يشمل ذلك أفكار الإنسان وأعماله، ليتجلى فيه مجتمع الهداية بالإيمان الذي يعيش به عقله وقلبه.
قناة مدارك
https://www.tgoop.com/madarek31
والأهم في خطابه؛ هو مركزية الحديث عن "المعاد"، لتظهر الأهمية العظيمة للإيمان بالعالم الآخر، ليس فقط من أجل ما بعد الموت بل أيضاً من أجل حياته في هذه الدنيا، فهو يلوح في صورة حقيقة حيّة وملموسة وأساسية في حياة المسلمين الأتقياء.
وكل العبادات الرمضانية تدفع النفس لاستشعار ما بعد الحياة، والخوف من الآخرة، والنظر للأمور بمنظار أخروي، والتفكير في الآخرة بأهمية تعلو على متع الدنيا، وأن الحياة هي مضمار للتعبير بالأعمال عن طاعة الله، وأن غاية إصلاح الذات هو التحرر من الارتباط الفاسد بالدنيا.
إنها تشكل في الجملة تعاليم وممارسات تبني اتساق حياة الإنسان في الدنيا وسعادته في الآخرة، بحيث تصنع طريقة حياة تضفي عبقاً دينياً على الحياة اليومية، وتمكن المسلم من الاندماج في مركز روحي.
وحينما يصحّ أثرها، فإنها تمثل المقطع الزمني المصغّر، الذي يعبر فيه إسلام الفرد عن الحياة وفق إرادة الله، فهو الحياة نفسها وكلها وليس جزءاً منها، فأعمال التعبد هذه تتميز بالكلية وحسن الاستيعاب، فتحيط بكل حياة الإنسان حتى لا يخرج شيء عنها، يشمل ذلك أفكار الإنسان وأعماله، ليتجلى فيه مجتمع الهداية بالإيمان الذي يعيش به عقله وقلبه.
قناة مدارك
https://www.tgoop.com/madarek31
Telegram
قناة مدارك
#الوعي #الاجتماعي
👍2❤1
السنن وهي تثبت قلوب المؤمنين 1️⃣
حينما يتأمل من يقرأ القران، يلاحظ احتشاد الآيات التي تورد السنن الإلهية في سياق أحوال الابتلاء، وفي أعقاب معتركات الصراع مع أهل الباطل، أياً كانت النتائج والمآلات، ولا شك أن السر في ذلك هو أن النفوس أحوج ما تكون للتثبيت آنذاك، فهي مواطن تطيش فيها الموازين وتستزل النفوس، وربما يبلغ البلاء حداً يجعل الحليم حيران، وهنا فالتأمل في آيات السنن أعظم مثبت للإيمان، والإيمان أبلغ عزاء وسلوى وتسكين للقلوب.
نجد أن من آيات السنن ما يهيء النفوس لاستقبال البلاء، ومعرفة حتميته على المؤمنين، ومن ثمّ حكمه وعواقبه، فهي توطن في النفس حالة راسخة من الصبر قبل حلول البلايا، فحينما يقرأ المسلم قوله تعالى: ﴿ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم﴾ يدرك بعمق ذلك التأكيد الإلهي بِمخالِطته المؤمنين بِالأوامِرِ الشَّدِيدَةِ عَلى النُّفُوسِ والنَّواهِي الكَرِيهَةِ إلَيْها والمَصائِبِ، خَلْطَةً مُمِيلَةً مُحِيلَةً -كما قال البقاعي- حتى يستخرج بِالِابْتِلاءِ مِن سَرائِرِهم ما كَوَّنّهُ فِيهم وجبلهم عليهِ مِمّا لا يعلمونه حَقَّ عِلْمِهِ.
كما أن السنن تُجلّي أحوال الالتباس التي لا يعرف المؤمنون أنها موجودة: "مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ"، فيدركون أن الحقائق لا تنكشف إلا بشدائد الامتحانات، من التكاليف الشاقة، والأحوال الشديدة، التي لا يصبر عليها إلا المخلص من العباد.
فالشدائد تمييزية؛ ترفع ضعيف العزيمة إلى مرتبة قويها، وتزيل الإلتباس بأن تعرف جماعة المسلمين وزن قوتها الحقيقية -كما قال محمد رشيد رضا- فبانكشاف حال المنافقين لها تعرف أنهم عليها لا لها، وكذلك الضعفاء، كما أنها تكشف للأفراد حجب الغرور بأنفسهم، فإن المؤمن -وإن كان من أهل الإيمان- قد يغتر بنفسه ويخفى عليه حالها، فلا يدرك ما فيها من ضعف الاعتقاد والأخلاق حتى يبتلى.
كما تتكرر آيات "أم حسبتم" وما جرى في معناها، لتصحح الأوهام الطبعية التي لا تكشفها وتجليها إلا الابتلاءات، فحين يغفل أكثر المسلمين عن تصور المفاهيم القرانية في أذهانهم فإنهم يغفلون عن تحققها في الواقع، حتى تأتي أحوال الابتلاء فتكشف غشاوة أبصارهم، "أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوٓا۟ أَن يَقُولُوٓا۟ ءَامَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ"، فهذه الآية إيناس من الله للمستضعفين، فأعلمهم أن تلك سيرته في عباده: يسلط الكفار على المؤمنين ليمحصهم بذلك، ويظهر الصادق في إيمانه من الكاذب.
وتوضح آية أخرى المدى الذي تتكشف فيه الغمة: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا۟ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْا۟ مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُوا۟ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ ۗ أَلَآ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ" [البقرة:٢١٤]
فيُعْلِمهم الله سبحانه وتعالى إنه يفرج عن أنبيائه ومن معهم بعد انقطاع أسبابهم ممن سواه؛ ليمتحن قلوبهم للتقوى؛ فتتقدس سرائرهم من الركون لشيء من الخلق، وتتعلق ضمائرهم بالله تعالى وحده.
وتبين آيات أخر الاستحقاق والأهلية التي يريد الله من عباده الوصول لها، لانكشاف البلاء وحصول التمكين: ﴿أَم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمّا يَعلَمِ اللَّهُ الَّذينَ جاهَدوا مِنكُم وَيَعلَمَ الصّابِرينَ﴾، وذلك بأن يزول عنهم حسبان أهل الغرور بتحقق أهلية دخول الجنة، ولم تتمكن صفتي الجهاد والصبر تمام التمكن، ولما تتحقق إلى الآن من مجموعهم أو أكثرهم بحيث تُعدّ من شأن الأمة؛ كما بيّن محمد رشيد رضا رحمه الله.
كما أن البلاء يمتد وتشتد وطأته ليعرف المؤمنون المقاصد العالية للتكاليف، التي تتعدى محدودية منظورهم، وتتحقق فيهم: ﴿أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون﴾
فالمراد الرباني أعظَمُ من مجرد مصابرة الأعداء، إلى ما هو أجلّ، وهو أن يتميَّزَ الصَّادِقونَ، الذين لا يتحَيَّزونَ إلَّا لِدينِ الله، من الكاذبينَ الذين يزعُمونَ الإيمانَ، وهم يتَّخِذونَ الولائِجَ والأولياءَ مِن دونِ الله ورَسولِه والمُؤمِنينَ، فيبذلون كل ما يبذلون انقيادًا لأمرِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، وِلِحُكمِه وتكليفِه؛ لِيخلُص منهم طلَبِ رِضوانِ الله.
قناة مدارك
https://www.tgoop.com/madarek31
حينما يتأمل من يقرأ القران، يلاحظ احتشاد الآيات التي تورد السنن الإلهية في سياق أحوال الابتلاء، وفي أعقاب معتركات الصراع مع أهل الباطل، أياً كانت النتائج والمآلات، ولا شك أن السر في ذلك هو أن النفوس أحوج ما تكون للتثبيت آنذاك، فهي مواطن تطيش فيها الموازين وتستزل النفوس، وربما يبلغ البلاء حداً يجعل الحليم حيران، وهنا فالتأمل في آيات السنن أعظم مثبت للإيمان، والإيمان أبلغ عزاء وسلوى وتسكين للقلوب.
نجد أن من آيات السنن ما يهيء النفوس لاستقبال البلاء، ومعرفة حتميته على المؤمنين، ومن ثمّ حكمه وعواقبه، فهي توطن في النفس حالة راسخة من الصبر قبل حلول البلايا، فحينما يقرأ المسلم قوله تعالى: ﴿ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم﴾ يدرك بعمق ذلك التأكيد الإلهي بِمخالِطته المؤمنين بِالأوامِرِ الشَّدِيدَةِ عَلى النُّفُوسِ والنَّواهِي الكَرِيهَةِ إلَيْها والمَصائِبِ، خَلْطَةً مُمِيلَةً مُحِيلَةً -كما قال البقاعي- حتى يستخرج بِالِابْتِلاءِ مِن سَرائِرِهم ما كَوَّنّهُ فِيهم وجبلهم عليهِ مِمّا لا يعلمونه حَقَّ عِلْمِهِ.
كما أن السنن تُجلّي أحوال الالتباس التي لا يعرف المؤمنون أنها موجودة: "مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ"، فيدركون أن الحقائق لا تنكشف إلا بشدائد الامتحانات، من التكاليف الشاقة، والأحوال الشديدة، التي لا يصبر عليها إلا المخلص من العباد.
فالشدائد تمييزية؛ ترفع ضعيف العزيمة إلى مرتبة قويها، وتزيل الإلتباس بأن تعرف جماعة المسلمين وزن قوتها الحقيقية -كما قال محمد رشيد رضا- فبانكشاف حال المنافقين لها تعرف أنهم عليها لا لها، وكذلك الضعفاء، كما أنها تكشف للأفراد حجب الغرور بأنفسهم، فإن المؤمن -وإن كان من أهل الإيمان- قد يغتر بنفسه ويخفى عليه حالها، فلا يدرك ما فيها من ضعف الاعتقاد والأخلاق حتى يبتلى.
كما تتكرر آيات "أم حسبتم" وما جرى في معناها، لتصحح الأوهام الطبعية التي لا تكشفها وتجليها إلا الابتلاءات، فحين يغفل أكثر المسلمين عن تصور المفاهيم القرانية في أذهانهم فإنهم يغفلون عن تحققها في الواقع، حتى تأتي أحوال الابتلاء فتكشف غشاوة أبصارهم، "أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوٓا۟ أَن يَقُولُوٓا۟ ءَامَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ"، فهذه الآية إيناس من الله للمستضعفين، فأعلمهم أن تلك سيرته في عباده: يسلط الكفار على المؤمنين ليمحصهم بذلك، ويظهر الصادق في إيمانه من الكاذب.
وتوضح آية أخرى المدى الذي تتكشف فيه الغمة: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا۟ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْا۟ مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُوا۟ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ ۗ أَلَآ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ" [البقرة:٢١٤]
فيُعْلِمهم الله سبحانه وتعالى إنه يفرج عن أنبيائه ومن معهم بعد انقطاع أسبابهم ممن سواه؛ ليمتحن قلوبهم للتقوى؛ فتتقدس سرائرهم من الركون لشيء من الخلق، وتتعلق ضمائرهم بالله تعالى وحده.
وتبين آيات أخر الاستحقاق والأهلية التي يريد الله من عباده الوصول لها، لانكشاف البلاء وحصول التمكين: ﴿أَم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمّا يَعلَمِ اللَّهُ الَّذينَ جاهَدوا مِنكُم وَيَعلَمَ الصّابِرينَ﴾، وذلك بأن يزول عنهم حسبان أهل الغرور بتحقق أهلية دخول الجنة، ولم تتمكن صفتي الجهاد والصبر تمام التمكن، ولما تتحقق إلى الآن من مجموعهم أو أكثرهم بحيث تُعدّ من شأن الأمة؛ كما بيّن محمد رشيد رضا رحمه الله.
كما أن البلاء يمتد وتشتد وطأته ليعرف المؤمنون المقاصد العالية للتكاليف، التي تتعدى محدودية منظورهم، وتتحقق فيهم: ﴿أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون﴾
فالمراد الرباني أعظَمُ من مجرد مصابرة الأعداء، إلى ما هو أجلّ، وهو أن يتميَّزَ الصَّادِقونَ، الذين لا يتحَيَّزونَ إلَّا لِدينِ الله، من الكاذبينَ الذين يزعُمونَ الإيمانَ، وهم يتَّخِذونَ الولائِجَ والأولياءَ مِن دونِ الله ورَسولِه والمُؤمِنينَ، فيبذلون كل ما يبذلون انقيادًا لأمرِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، وِلِحُكمِه وتكليفِه؛ لِيخلُص منهم طلَبِ رِضوانِ الله.
قناة مدارك
https://www.tgoop.com/madarek31
Telegram
قناة مدارك
#الوعي #الاجتماعي
Forwarded from مكتبة الغريب الشاملــة📚✏️
#وصــــلنــــــا_حــــــــــديثآ📚
🟩 برق خُلب
دراسة لظاهرة الشهرة والمشاهير في بعديها
الاجتماعي والثقافي
🔶 فؤاد بن سعد العمري
#والكميــــــــــات_محــــــــــدودة
🟩 برق خُلب
دراسة لظاهرة الشهرة والمشاهير في بعديها
الاجتماعي والثقافي
🔶 فؤاد بن سعد العمري
#والكميــــــــــات_محــــــــــدودة
👍4❤2
تغريدات لخص بها مركز باحثات ببراعة لقائي معهم عن:
التحولات في ظل الحداثة الفائقة:
🌎 استعمار عالم الحياة:
لم يعُد الإنسان يبني ذاته على القيم العليا والروحانية، بل باتت السوق العالمية والاقتصاد
هي التي تُسيّر القيم، وتوجّه السلوك.
❣️ ثقافة “حب الذات”:
أصبحت النمط السائد في توجيه السلوك، ولم
يعُد النظام السلطوي، أو الأبوي هو المرجعية، بل غدت الذات هي المقياس والمعيار في
رسم الاتجاهات، والسلوكيات. 🧭
في ظل الحداثة المفرطة:
بات الإنسان يكتفي بفهم وجوده من خلال واقع حياته اليومية، ولا يهتم إلا بنجاحاته الخاصة 🏆، مما يولِّد شعورًا بالاستغناء عن
الله، ويُغيِّب معنى التوكّل والعون الإلهي ✨.
فالمحرّك الأوّل لديه أصبح المثير والاستجابة، لا المعنى والغيب، وهذه الممارسة تسوقه نحو العَلمَنَة تدريجيًا. 🌍🔻
⚠️ الحداثة المفرطة:
تحوّلت إلى مرحلة انحدار أخلاقي، حيث يطغى السعي وراء الرغبات النفسية والجسدية
بلا ضوابط 🚫.
وإذا استمر هذا الجموح دون حدود، تفككت القيم، وتلاشت الأهداف السويّة، وغاب الرضا.💔🔻
🌪 من مآلات الإنسان
في عصر الحداثة المفرطة:
أن يُجرَّد من جوهره، وتُمنح الطبيعة مركزية مطلقة، فيغدو خادمًا لها، مستسلِمًا لمكوّنات
حياته لا سيّدًا عليها. 🌿
🔥 في زمن #الحداثة الفائقة:
استُبدل الأملُ الذي يهب الإنسان الطمأنينة 🌿، بالتوقّع الذي يستنزف طاقته ويستدرجه نحو الاحتراق النفسي، 💭⚡
🪞 من مبادئ الثقافة المفرطة:
“اعبد جسدك، فأنت هو!”
تحوّل الجسد إلى أيقونة اجتماعية يُراهن عليها لتحسين صورة “الذات” في مرآة
الآخرين. 💡
📉 من آثار الحداثة المفرطة:
تراجع #القراءة_الواعية والتأمّل العميق، أمام طوفان المحتوى اللحظي، والسريع 🌀📱
ما أحدث خللاً في الذائقة. والمعرفة.
بقية التغريدات:
https://x.com/bahethat/status/1927371906144931953?s=46&t=YqibExETbEv9-64PwvVioA
التحولات في ظل الحداثة الفائقة:
🌎 استعمار عالم الحياة:
لم يعُد الإنسان يبني ذاته على القيم العليا والروحانية، بل باتت السوق العالمية والاقتصاد
هي التي تُسيّر القيم، وتوجّه السلوك.
❣️ ثقافة “حب الذات”:
أصبحت النمط السائد في توجيه السلوك، ولم
يعُد النظام السلطوي، أو الأبوي هو المرجعية، بل غدت الذات هي المقياس والمعيار في
رسم الاتجاهات، والسلوكيات. 🧭
في ظل الحداثة المفرطة:
بات الإنسان يكتفي بفهم وجوده من خلال واقع حياته اليومية، ولا يهتم إلا بنجاحاته الخاصة 🏆، مما يولِّد شعورًا بالاستغناء عن
الله، ويُغيِّب معنى التوكّل والعون الإلهي ✨.
فالمحرّك الأوّل لديه أصبح المثير والاستجابة، لا المعنى والغيب، وهذه الممارسة تسوقه نحو العَلمَنَة تدريجيًا. 🌍🔻
⚠️ الحداثة المفرطة:
تحوّلت إلى مرحلة انحدار أخلاقي، حيث يطغى السعي وراء الرغبات النفسية والجسدية
بلا ضوابط 🚫.
وإذا استمر هذا الجموح دون حدود، تفككت القيم، وتلاشت الأهداف السويّة، وغاب الرضا.💔🔻
🌪 من مآلات الإنسان
في عصر الحداثة المفرطة:
أن يُجرَّد من جوهره، وتُمنح الطبيعة مركزية مطلقة، فيغدو خادمًا لها، مستسلِمًا لمكوّنات
حياته لا سيّدًا عليها. 🌿
🔥 في زمن #الحداثة الفائقة:
استُبدل الأملُ الذي يهب الإنسان الطمأنينة 🌿، بالتوقّع الذي يستنزف طاقته ويستدرجه نحو الاحتراق النفسي، 💭⚡
🪞 من مبادئ الثقافة المفرطة:
“اعبد جسدك، فأنت هو!”
تحوّل الجسد إلى أيقونة اجتماعية يُراهن عليها لتحسين صورة “الذات” في مرآة
الآخرين. 💡
📉 من آثار الحداثة المفرطة:
تراجع #القراءة_الواعية والتأمّل العميق، أمام طوفان المحتوى اللحظي، والسريع 🌀📱
ما أحدث خللاً في الذائقة. والمعرفة.
بقية التغريدات:
https://x.com/bahethat/status/1927371906144931953?s=46&t=YqibExETbEv9-64PwvVioA
السنن وهي تجبر قلوب المنكسرين 2️⃣
آيات السنن الإلهية وهي تحضر بكثافة في سياق المواجهة بين أهل الحق والباطل، تمثل جبراً لقلوب المعذبين من أولياء الله، المستضعفين في سبيله، الذين أصابتهم اللأواء لأنهم يقولون ربنا الله، فتواسيهم السنن الربانية، وتضمد جراحاتهم بكشف المخبوء من حكمة الله العلي القدير من هذا الابتلاء، وما يدخره الله لهم من العوض الكريم.
- ففي قوله تعالى: ﴿ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين﴾ نهْيٌ عن الوهن والحزن المتعلق بكسبهم، وأن عليهم معالجة ما تجده نفوسهم بالعمل ولو بالمجاهدة والتكلف والتناسي، خلاف ما تستجيب له النفوس من أثر الوهن والحزن، وإخراجها من نفق الإحباط، فهم الأعلون حالاً ومآلاً، بما تبشر به الآية لمستقبلهم، شريطة ألا تشوب إيمانهم شائبة، فصحة الإيمان توجب قوة القلب، والثقة بالله تعالى، وقلة المبالاة بأعدائه.
-وفي غمرة تميز قلوبهم من الغيظ ممن قهروهم، فإن آيات السنن تعلم عباده أن المقاليد بيده، وتدبير أمور العباد عليه، خاضع لحكمته، وأن ولاية الله للعبد لا تمنع حصول الأذى له: ﴿ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون﴾، فيتعلمون إظهارَ عجْز العبوديَّة، وألَّا يخوضون في أسرار الله تعالى في مُلْكه ومَلكُوته؛ وأن اختيار الله غالب على اختيار العباد، وأن العبد -وإن ارتفعت درجته وعلا قدره- قد يختار شيئاً وتكون المصلحة والخيرة في غيره.
-كما تعلمنا السنن أن من رحمة الله بعباده المؤمنين، أن قيَّض لهم من الأسباب ما تكرهه النفوس، لينيلهم ما يحبون من المنازل العالية والنعيم المقيم: ﴿إِن يَمسَسكُم قَرحٌ فَقَد مَسَّ القَومَ قَرحٌ مِثلُهُ وَتِلكَ الأَيّامُ نُداوِلُها بَينَ النّاسِ وَلِيَعلَمَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا وَيَتَّخِذَ مِنكُم شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظّالِمينَ﴾.
-ومهما بلغ وجع المصيبة فإن السنن تربي النفوس المكلومة على البحث عن السبب أولاً فيما كسبت أيديهم، لتحذر منها مستبقلاً، ولإصلاح مكامن الخلل والهوى في النفوس: ﴿أَوَلَمّا أَصابَتكُم مُصيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيها قُلتُم أَنّى هذا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾، ولأن الله {على كل شيء قدير } فإياكم وسوء الظن بالله، فإنه قادر على نصركم، ولكن له أتم الحكمة في ابتلائكم ومصيبتكم. {ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض}.
-وتواسي السنن أولياء الله، حينما يخبرهم الله بعلمه واطلاعه على تفاصيل آلامهم: ﴿ذَلِكَ بِأنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَطَئونَ مَوطِئًا يَغِيظُ ٱلْكُفَّارَ وَلَا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍ نِيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أجَرَ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾، فلما ذكر اللّٰه أجر المحسنين، بدأ بمعاناتهم وآلامهم، بظمئهم بتعبهم بجوعهم، قبل إنجازاتهم وبلوغ غاياتهم، ففي الطريق إلى اللّٰه لا يشترط الإنجاز ولا الوصول، ولا يضيع التعب بالانقطاع، كل خطوة محسوبة، مهما كانت النتائج، وأيًا آلت النهايات.
-وأعظم العزاء والمواساة في ثواب الله، الذي يذكرهم به دائماً في سياق آيات السنن، فإنَّ الله تعالى لَمَّا أتمَّ الثناءَ على فِعل الرِّبِّيِّين من الجَلَد والصبر، وعدمِ الوهنِ والاستكانةِ للعدوِّ، ذكَر ما سبَّبه لهم ذلك من الجَزاء في الدُّنيا والآخِرة: ﴿فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة﴾: فخص ثواب الآخرة بالحسن تنبيهاً على عظمته وفضله ومزيته، وأنه كله في غاية الحسن، ولم يصف ثواب الدنيا بذلك لقلتها وامتزاجها بالمضار، وكونها منقطعة زائلة.
ويعظّم الله وصف ثوابه بنسبته إليه: ﴿فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب﴾، فهذا الثواب ﴿ثوابا من عند الله﴾: أي ثواب مقرون بالتعظيم والإجلال، من النوع العالي الكريم، الذي عند الله لا يقدر عليه غيره، ثم ثنى بقوله: ﴿ والله عنده حسن الثواب﴾: فهو ثواب من عنده مختص به، بحيث لا يقدر عليه غيره، وفيه تأكيد لشرف ذلك الثواب، فإنه لا يفنى ولا يتكدر، وهو كثير على عمل قليل مقدر، وهو -مع كل ما بذلوا في سبيل الله- هو بمحض الفضل الإلهي، ويقع بإرادته واختياره تعالى.
وفي الآية أن لكل واحد من الأعمال الخمسة الشريفة المذكورة، وهي: الهجرة، والإخراج من الديار، والإيذاء، والقتال، والقتل، تأثيراً في حصول الأجر المترتب عليها، من جهة تحقق وقوعه، ومن جهة درجة الثواب وعظمته.
اللهم أنج المستضعفين في سبيلك، وتولّ أمرهم.
قناة مدارك
https://www.tgoop.com/madarek31
آيات السنن الإلهية وهي تحضر بكثافة في سياق المواجهة بين أهل الحق والباطل، تمثل جبراً لقلوب المعذبين من أولياء الله، المستضعفين في سبيله، الذين أصابتهم اللأواء لأنهم يقولون ربنا الله، فتواسيهم السنن الربانية، وتضمد جراحاتهم بكشف المخبوء من حكمة الله العلي القدير من هذا الابتلاء، وما يدخره الله لهم من العوض الكريم.
- ففي قوله تعالى: ﴿ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين﴾ نهْيٌ عن الوهن والحزن المتعلق بكسبهم، وأن عليهم معالجة ما تجده نفوسهم بالعمل ولو بالمجاهدة والتكلف والتناسي، خلاف ما تستجيب له النفوس من أثر الوهن والحزن، وإخراجها من نفق الإحباط، فهم الأعلون حالاً ومآلاً، بما تبشر به الآية لمستقبلهم، شريطة ألا تشوب إيمانهم شائبة، فصحة الإيمان توجب قوة القلب، والثقة بالله تعالى، وقلة المبالاة بأعدائه.
-وفي غمرة تميز قلوبهم من الغيظ ممن قهروهم، فإن آيات السنن تعلم عباده أن المقاليد بيده، وتدبير أمور العباد عليه، خاضع لحكمته، وأن ولاية الله للعبد لا تمنع حصول الأذى له: ﴿ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون﴾، فيتعلمون إظهارَ عجْز العبوديَّة، وألَّا يخوضون في أسرار الله تعالى في مُلْكه ومَلكُوته؛ وأن اختيار الله غالب على اختيار العباد، وأن العبد -وإن ارتفعت درجته وعلا قدره- قد يختار شيئاً وتكون المصلحة والخيرة في غيره.
-كما تعلمنا السنن أن من رحمة الله بعباده المؤمنين، أن قيَّض لهم من الأسباب ما تكرهه النفوس، لينيلهم ما يحبون من المنازل العالية والنعيم المقيم: ﴿إِن يَمسَسكُم قَرحٌ فَقَد مَسَّ القَومَ قَرحٌ مِثلُهُ وَتِلكَ الأَيّامُ نُداوِلُها بَينَ النّاسِ وَلِيَعلَمَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا وَيَتَّخِذَ مِنكُم شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظّالِمينَ﴾.
-ومهما بلغ وجع المصيبة فإن السنن تربي النفوس المكلومة على البحث عن السبب أولاً فيما كسبت أيديهم، لتحذر منها مستبقلاً، ولإصلاح مكامن الخلل والهوى في النفوس: ﴿أَوَلَمّا أَصابَتكُم مُصيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيها قُلتُم أَنّى هذا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾، ولأن الله {على كل شيء قدير } فإياكم وسوء الظن بالله، فإنه قادر على نصركم، ولكن له أتم الحكمة في ابتلائكم ومصيبتكم. {ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض}.
-وتواسي السنن أولياء الله، حينما يخبرهم الله بعلمه واطلاعه على تفاصيل آلامهم: ﴿ذَلِكَ بِأنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَطَئونَ مَوطِئًا يَغِيظُ ٱلْكُفَّارَ وَلَا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍ نِيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أجَرَ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾، فلما ذكر اللّٰه أجر المحسنين، بدأ بمعاناتهم وآلامهم، بظمئهم بتعبهم بجوعهم، قبل إنجازاتهم وبلوغ غاياتهم، ففي الطريق إلى اللّٰه لا يشترط الإنجاز ولا الوصول، ولا يضيع التعب بالانقطاع، كل خطوة محسوبة، مهما كانت النتائج، وأيًا آلت النهايات.
-وأعظم العزاء والمواساة في ثواب الله، الذي يذكرهم به دائماً في سياق آيات السنن، فإنَّ الله تعالى لَمَّا أتمَّ الثناءَ على فِعل الرِّبِّيِّين من الجَلَد والصبر، وعدمِ الوهنِ والاستكانةِ للعدوِّ، ذكَر ما سبَّبه لهم ذلك من الجَزاء في الدُّنيا والآخِرة: ﴿فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة﴾: فخص ثواب الآخرة بالحسن تنبيهاً على عظمته وفضله ومزيته، وأنه كله في غاية الحسن، ولم يصف ثواب الدنيا بذلك لقلتها وامتزاجها بالمضار، وكونها منقطعة زائلة.
ويعظّم الله وصف ثوابه بنسبته إليه: ﴿فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب﴾، فهذا الثواب ﴿ثوابا من عند الله﴾: أي ثواب مقرون بالتعظيم والإجلال، من النوع العالي الكريم، الذي عند الله لا يقدر عليه غيره، ثم ثنى بقوله: ﴿ والله عنده حسن الثواب﴾: فهو ثواب من عنده مختص به، بحيث لا يقدر عليه غيره، وفيه تأكيد لشرف ذلك الثواب، فإنه لا يفنى ولا يتكدر، وهو كثير على عمل قليل مقدر، وهو -مع كل ما بذلوا في سبيل الله- هو بمحض الفضل الإلهي، ويقع بإرادته واختياره تعالى.
وفي الآية أن لكل واحد من الأعمال الخمسة الشريفة المذكورة، وهي: الهجرة، والإخراج من الديار، والإيذاء، والقتال، والقتل، تأثيراً في حصول الأجر المترتب عليها، من جهة تحقق وقوعه، ومن جهة درجة الثواب وعظمته.
اللهم أنج المستضعفين في سبيلك، وتولّ أمرهم.
قناة مدارك
https://www.tgoop.com/madarek31
Telegram
قناة مدارك
#الوعي #الاجتماعي
❤1
الحمد لله على كل شيء
وعلى توفيقه وتيسيره
لإنشاء مدونتي الشخصية التي جمعت فيها ما تفرق ما كتاباتي السابقة والبقية تضاف تباعاً
والشكر من خالص القلب لمن أعان وساهم في إنشائها ونشرها.
تسعدني متابعتكم
ولا أستغني عن توجيهكم ونصحكم:
https://gohodhod.com/@amrey13966035
وعلى توفيقه وتيسيره
لإنشاء مدونتي الشخصية التي جمعت فيها ما تفرق ما كتاباتي السابقة والبقية تضاف تباعاً
والشكر من خالص القلب لمن أعان وساهم في إنشائها ونشرها.
تسعدني متابعتكم
ولا أستغني عن توجيهكم ونصحكم:
https://gohodhod.com/@amrey13966035
Gohodhod
نشرة فؤاد العمري البريدية | هدهد
مدونة جعلتها مصبّاً لأوشال أفكاري وقراءاتي المنتظمة في شؤون الاجتماع والثقافة وما يتصل بها
❤10
السلام عليكم ورحمة الله
بإذن الله سأعيد نشر المقالات السابقة لم يعد ممكناً ظهورها، وذلك ليستفيد منها من سأل عنها سابقاً ولم يجدها.
ثم أنزل المقالات الجديدة أولاً باول:
بإذن الله سأعيد نشر المقالات السابقة لم يعد ممكناً ظهورها، وذلك ليستفيد منها من سأل عنها سابقاً ولم يجدها.
ثم أنزل المقالات الجديدة أولاً باول:
❤1
إدراك
تدفع الإباحية للقفز على النظام القديم القائم على القانون والمحظور، وإلغاء النظام الإكراهي القائم على الرقابة والكبت؛ في سبيل مشاهدة كل شيء وفعل كل شيء. إن الذي أدى إلى الإباحية هو ثقافة "كل شيء مسموح به" والرغبة في الذهاب أبعد في كل مرة، والبحث عن تدابير…
Gohodhod
الصناعة الثقافية - نشرة فؤاد العمري البريدية | هدهد
نتحدث هنا عن الثقافة ونعني بها الطرق التي
يجعل الناس من خلالها حياتهم ذات معنى عن طريق التواصل بينهم ، فهي كل الممارسات
المعاشة...
يجعل الناس من خلالها حياتهم ذات معنى عن طريق التواصل بينهم ، فهي كل الممارسات
المعاشة...
قناة مدارك
وأخيراً 😍😍 إليكم التلخيص الكامل لكتاب "حياة تالفة" لتود سلون💡 وهو من أهم ما يستحق التلخيص والقراءة فهو أبلغ من شرح أثر "الحداثة" على حياتنا المعاصرة في مظاهرها اليومية، وامتداد الأثر لأعماق النفس البشرية https://www.edrakmu.com/post/%D8%AA%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%B5…
Gohodhod
ملخص لكتاب: حياة تالفة - نشرة فؤاد العمري البريدية | هدهد
أزمة النفس الحديثة
إدراك
حينما تذبل الثقافة العليا تضعف فاعلية الثقافة العامة في تجديد ذاتها وتمدين مجتمعها، ومن ثم: تفقد الجاذبية الحضارية على المستوى الخارجي. تعويم الثقافة 💡 أ. فؤاد العمري 📝 https://edrakmu.com/article-inside/63a06795e552cc23b5ff806a
Gohodhod
تعويم الثقافة - نشرة فؤاد العمري البريدية | هدهد
شهدت الدراسات الاجتماعية مؤخراً اهتماماً
شديداً بقضايا الثقافة والتحول الثقافي، مع الانتقال الحاصل في النظرية الاجتماعية
من تحليل البناء الاجتماعي إلى دراسة التصورات والتمثيلات...
شديداً بقضايا الثقافة والتحول الثقافي، مع الانتقال الحاصل في النظرية الاجتماعية
من تحليل البناء الاجتماعي إلى دراسة التصورات والتمثيلات...
❤1
https://gohodhod.com/@amrey13966035/issues/12791
مقالي الجديد
الذي نزل حديثاً على المدونة (النشرة)
ويعالج الأحداث القائمة بنظرة قرانية سننية
والمقصد أن أستحث التفكير للنظر وفق هذه البصيرة
مقالي الجديد
الذي نزل حديثاً على المدونة (النشرة)
ويعالج الأحداث القائمة بنظرة قرانية سننية
والمقصد أن أستحث التفكير للنظر وفق هذه البصيرة
Gohodhod
مشارف التمكين من
الخبر والقصة التاريخية إذا وردت في القران فهي سنة إلهية، وقانوناً تاريخياً يصبح منوالاً يهدي الأمة كلما تشابهت الظروف، وما ذاك إلا لتكوين نظرة...
❤2👍1