#مقال 7
ترجمة الشيخ سيدي محمد الهاشمي رضي الله عنه
نقلا عن كتاب حقائق عن التصوف
ولادته :
ولد سماحة الأستاذ المرشد الكبير سيدي محمد بن الهاشمي قدس الله روحه من أبوين صالحين، كلاهما من آل بيت النبوة، يرجع نسبهما إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما، يوم السبت 22 شوال 1298 هـ في مدينة سبدة التابعة لمدينة تلمسان، وهي من أشهر المدن الجزائرية. وكان والده من علمائها وقاضيا فيها، فلما توفي ترك أولادا صغارا، والشيخ أكبرهم سنا.
بقي الشيخ مدة من الزمن ملازما للعلماء، قد انتظم في سلكهم جادا في الازدياد من العلم، ثم هاجر مع شيخه محمد بن يلس إلى بلاد الشام فارا من ظلم الاستعمار الفرنسي، الذي منع الشعب الجزائري من حضور حلقات العلماء وتوجيههم. وكانت هجرتهما في 20 رمضان سنة 1329 هـ عن طريق طنجة ومرسيليا، متوجهين غلى بلاد الشام. فمكثا في دمشق أياما قلائل، وعملت الحكومة التركية على تفريق جميع المغاربة الجزائريين، وكان نصيبه رحمه الله أن ذهب إلى تركيا وأقام في أضنة، وبقي شيخه ابن يلس في دمشق. وعاد بعد سنتين إلى دمشق ، فالتقى بشيخه ابن يلس وصحبه ولازمه.
وفي بلاد الشام تابع أخذ العلم عن اكابر علمائها. ومن اشهرهم المحدث الكبير بدر الدين الحسني، والشيخ امين سويد، والشيخ جعفر الكتاني، والشيخ نجيب كيوان، والشيخ توفيق اليوبي، والشيخ محمود العطار وأخذ عنه علم أصول الفقه، والشيخ محمد بن يوسف المعروف بالكافي وأخذ عنه الفقه المالكي، وقد اجازه أشياخه رحمهم الله بالعلوم العقلية والنقلية.
أما من ناحية التصوف فقد أذن له شيخه محمد بن يلس بالورد العام لما رأى من تفوقه على تلامذته، من حيث العلم والمعرفة والنصح لهم وخدمتهم. ولما قدم المرشد الكبير أحمد بن مصطفى العلوي من الجزائر لأداء فريضة الحج، نزل في دمشق بعد وفاة سيدي محمد بن يلس سنة 1350 هـ ، وأذن له بالورد الخاص (تلقين الاسم الأعظم) والإرشاد العام.
أخلاقه وسيرته :
كان رحمه الله تعالى متخلقا بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، متابعا له في جميع أقواله وأحواله واخلاقه وأفعاله، فقد نال الوراثة الكاملة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكان متواضعا حتى اشتهر بذلك ولم يسبقه احد من رجال عصره في تواضعه.
وكان يعامل كما يحب ان يعاملوه. وكان يحب ان يخدم إخوانه بنفسه، فيأتي الزائر، وياتي التلميذ فيبيت عنده فيقدم له الطعام، ويحمل له الفراش مع ضعف جسمه. وكم جئناه في منتصف الليل، وطرقنا بابه، فيفتح لنا الباب وهو بيثابه التي يقابل بها الناس، كأنه جندي مستعد. فما رأيناه في ثوب نوم أبداً .
وكان حليما لايغضب إلا لله. حدث أن جاءه رجل من دمشق إلى بيته وأخذ يتهجم عليه، ويتهكم به، ويتكلم بكلمات يقشعر لها جلد المسلم، ولكن الشيخ رضي الله عنه لم يزد على قوله له : الله يجزيك الخير ، إنك تبين عيوبنا، وسوف نترك ذلك ونتحلى بالأخلاق الفاضلة. وما ان طال المقام بالرجل إلا وأقبل على الشيخ ، يقبل قدميه ويديه ، ويطلب المعذرة منه.
وكان كريما لايرد سائلا. وكم رأينا أشخاصا يأتون إليه فيعطيهم ويكرمهم، ولاسيما في مواسم الخير؛ حيث يأتي الناس لبيته وترى موائد الطعام يأتيها الناس أفواجا أفواجا يأكلون منها ، ولاتزال ابتسامته في وجهه، وقد بلغ من كرمه انه بنى داره التي في حي المهاجرين بدمشق قسمين: قسم لأهله ، وقسم لمريديه وتلاميذه.
وكان من صفاته رضي الله عنه واسع الصدر وتحمل المشقة والتوجيه، وشدة الصبر مع بشاشة الوجه؛ حتى إني استغربت مرة صبره فقال لي : ياسيدي إن مشربنا هذا جمالي. وكان يأتي إليه الرجل العاصي فلايرى إلا البشاشة من وجهه وسعة الصدر، وكم تاب على يديه عصاة منحرفون ، فانقلبوا بفضل صحبته مؤمنين عارفين بالله تعالى.
حدث أنه كان سائرا في الطريق بعد انتهاء الدرس ، فمر به سكران ؛ فماكان من الشيخ رحمه الله تعالى إلا أن ازال الغبار عن وجهه ، ودعا له ونصحه ، وفي اليوم التالي كان ذلك السكران أول رجل يحضر درس الشيخ ، وتاب بعد ذلك وحسنت توبته.
وكان رحمه الله تعالى يهتم بأحوال المسلمين ويتألم لما يصيبهم، وكان يحضر جمعية العلماء التي قام في الجامع الأموي، يبحث في أمور المسلمين ويحذر من تفرقتهم، وقد طبع رسالة تبين سبب التفرقة وضررها، وفائدة الاجتماع على الله والاعتصام بحبل الله سماها القول الفصل القويم في بيان المراد من وصية الحكيم .
وكان رحمه الله يكره الاستعمار بكل أساليبه، ويبحث في توجيهه عن مدى صلة الحوادث مع الاستعمار وكيفية الخلاص من ذلك. ولما ندبت الحكومة الشعب إلى التدرب على الرماية، ونظمت المقاومة الشعبية، سارع الشيخ لتسجيل اسمه بالمقاومة الشعبية، فكان يتدرب على أنواع الأسلحة مع ضعف جسمه ونحوله وكبر سنه. وبهذا ضرب للشعب المثل الأعلى لقوة الإيمان والعقيدة والجهاد في سبيل الله، وذكرنا بمن قبله من المرشدين الكمل الذين جاهدوا الاستعمار وحاربوه؛ امثال عمر المختار والسنوسي وعبدالقادر الجزائري.
ترجمة الشيخ سيدي محمد الهاشمي رضي الله عنه
نقلا عن كتاب حقائق عن التصوف
ولادته :
ولد سماحة الأستاذ المرشد الكبير سيدي محمد بن الهاشمي قدس الله روحه من أبوين صالحين، كلاهما من آل بيت النبوة، يرجع نسبهما إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما، يوم السبت 22 شوال 1298 هـ في مدينة سبدة التابعة لمدينة تلمسان، وهي من أشهر المدن الجزائرية. وكان والده من علمائها وقاضيا فيها، فلما توفي ترك أولادا صغارا، والشيخ أكبرهم سنا.
بقي الشيخ مدة من الزمن ملازما للعلماء، قد انتظم في سلكهم جادا في الازدياد من العلم، ثم هاجر مع شيخه محمد بن يلس إلى بلاد الشام فارا من ظلم الاستعمار الفرنسي، الذي منع الشعب الجزائري من حضور حلقات العلماء وتوجيههم. وكانت هجرتهما في 20 رمضان سنة 1329 هـ عن طريق طنجة ومرسيليا، متوجهين غلى بلاد الشام. فمكثا في دمشق أياما قلائل، وعملت الحكومة التركية على تفريق جميع المغاربة الجزائريين، وكان نصيبه رحمه الله أن ذهب إلى تركيا وأقام في أضنة، وبقي شيخه ابن يلس في دمشق. وعاد بعد سنتين إلى دمشق ، فالتقى بشيخه ابن يلس وصحبه ولازمه.
وفي بلاد الشام تابع أخذ العلم عن اكابر علمائها. ومن اشهرهم المحدث الكبير بدر الدين الحسني، والشيخ امين سويد، والشيخ جعفر الكتاني، والشيخ نجيب كيوان، والشيخ توفيق اليوبي، والشيخ محمود العطار وأخذ عنه علم أصول الفقه، والشيخ محمد بن يوسف المعروف بالكافي وأخذ عنه الفقه المالكي، وقد اجازه أشياخه رحمهم الله بالعلوم العقلية والنقلية.
أما من ناحية التصوف فقد أذن له شيخه محمد بن يلس بالورد العام لما رأى من تفوقه على تلامذته، من حيث العلم والمعرفة والنصح لهم وخدمتهم. ولما قدم المرشد الكبير أحمد بن مصطفى العلوي من الجزائر لأداء فريضة الحج، نزل في دمشق بعد وفاة سيدي محمد بن يلس سنة 1350 هـ ، وأذن له بالورد الخاص (تلقين الاسم الأعظم) والإرشاد العام.
أخلاقه وسيرته :
كان رحمه الله تعالى متخلقا بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، متابعا له في جميع أقواله وأحواله واخلاقه وأفعاله، فقد نال الوراثة الكاملة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكان متواضعا حتى اشتهر بذلك ولم يسبقه احد من رجال عصره في تواضعه.
وكان يعامل كما يحب ان يعاملوه. وكان يحب ان يخدم إخوانه بنفسه، فيأتي الزائر، وياتي التلميذ فيبيت عنده فيقدم له الطعام، ويحمل له الفراش مع ضعف جسمه. وكم جئناه في منتصف الليل، وطرقنا بابه، فيفتح لنا الباب وهو بيثابه التي يقابل بها الناس، كأنه جندي مستعد. فما رأيناه في ثوب نوم أبداً .
وكان حليما لايغضب إلا لله. حدث أن جاءه رجل من دمشق إلى بيته وأخذ يتهجم عليه، ويتهكم به، ويتكلم بكلمات يقشعر لها جلد المسلم، ولكن الشيخ رضي الله عنه لم يزد على قوله له : الله يجزيك الخير ، إنك تبين عيوبنا، وسوف نترك ذلك ونتحلى بالأخلاق الفاضلة. وما ان طال المقام بالرجل إلا وأقبل على الشيخ ، يقبل قدميه ويديه ، ويطلب المعذرة منه.
وكان كريما لايرد سائلا. وكم رأينا أشخاصا يأتون إليه فيعطيهم ويكرمهم، ولاسيما في مواسم الخير؛ حيث يأتي الناس لبيته وترى موائد الطعام يأتيها الناس أفواجا أفواجا يأكلون منها ، ولاتزال ابتسامته في وجهه، وقد بلغ من كرمه انه بنى داره التي في حي المهاجرين بدمشق قسمين: قسم لأهله ، وقسم لمريديه وتلاميذه.
وكان من صفاته رضي الله عنه واسع الصدر وتحمل المشقة والتوجيه، وشدة الصبر مع بشاشة الوجه؛ حتى إني استغربت مرة صبره فقال لي : ياسيدي إن مشربنا هذا جمالي. وكان يأتي إليه الرجل العاصي فلايرى إلا البشاشة من وجهه وسعة الصدر، وكم تاب على يديه عصاة منحرفون ، فانقلبوا بفضل صحبته مؤمنين عارفين بالله تعالى.
حدث أنه كان سائرا في الطريق بعد انتهاء الدرس ، فمر به سكران ؛ فماكان من الشيخ رحمه الله تعالى إلا أن ازال الغبار عن وجهه ، ودعا له ونصحه ، وفي اليوم التالي كان ذلك السكران أول رجل يحضر درس الشيخ ، وتاب بعد ذلك وحسنت توبته.
وكان رحمه الله تعالى يهتم بأحوال المسلمين ويتألم لما يصيبهم، وكان يحضر جمعية العلماء التي قام في الجامع الأموي، يبحث في أمور المسلمين ويحذر من تفرقتهم، وقد طبع رسالة تبين سبب التفرقة وضررها، وفائدة الاجتماع على الله والاعتصام بحبل الله سماها القول الفصل القويم في بيان المراد من وصية الحكيم .
وكان رحمه الله يكره الاستعمار بكل أساليبه، ويبحث في توجيهه عن مدى صلة الحوادث مع الاستعمار وكيفية الخلاص من ذلك. ولما ندبت الحكومة الشعب إلى التدرب على الرماية، ونظمت المقاومة الشعبية، سارع الشيخ لتسجيل اسمه بالمقاومة الشعبية، فكان يتدرب على أنواع الأسلحة مع ضعف جسمه ونحوله وكبر سنه. وبهذا ضرب للشعب المثل الأعلى لقوة الإيمان والعقيدة والجهاد في سبيل الله، وذكرنا بمن قبله من المرشدين الكمل الذين جاهدوا الاستعمار وحاربوه؛ امثال عمر المختار والسنوسي وعبدالقادر الجزائري.
❤2
وماالمجاهدون الذين قاموا في المغرب، لإخراج الاستعمار وأذنابهم إلا الصوفية.
وكان رحمه الله تعالى حسن السيرة والمعاملة، مما جعل الناس يقبلون عليه ويأخذون عنه التصوف الحقيقي ، حتى قيل "لم يشتهر الهاشمي بعلمه مع كونه عالما، ولم يشتهر بكراماته مع مع ان له كرامات كثيرة، ولكنه اشتهر بأخلاقه، وتواضعه، ومعرفته بالله تعالى".
وكان رحمه الله تعالى إذا حضرت مجلسه، شعرت كأنك في روضة من رياض الجنة؛ لأن مجلسه ليس فيه مايشوبه من المكدرات والمنكرات. فكان رحمه الله تعالى يتحاشى أن يذكر في حضرته رجل من غير المسلمين وينقص. ولايحب ان يذكر في مجلسه الفساق وغيرهم، ويقول عند ذكر الصالحين تتنزل الرحمة.
وبقي رحمه الله دائبا في جهاده مستقيما في توجيهه للمسلمين وإخراجهم مما وقعوا فيه من الضلال والزيغ. فقد كانت حلقاته العلمية متوالية من الصباح حتى المساء؛ ولاسيما علم التوحيد الذي هو من أصول الدين فيبين العقائد الفاسدة والإلحادية، مع بيان عقيدة أهل السنة والجماعة، والرجوع إلى الله تعالى؛ والتعلق به دون سواه.
نشاطه في الدعوة والإرشاد:
كان بيته قبلة للعلماء والمتعلمين والزوار، لايضجر من مقابلتهم، ويقيم -مع ضعف جسمه- حلقات منتظمة دورية للعلم والذكر في المساجد والبيوت، ويطوف في مساجد دمشق يجمع الناس على العلم وذكرالله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم يزل مثابراً على همته ونشاطه ودعوته حتى ايامه الأخيرة.
تتلمذ على يديه نخبة طيبة صالحة من العلماء وطلاب العلم، ومن مختلف طبقات الأمة يهتدون بإرشاداته، ويغترفون من علومه، ويقتبسون من إيمانه ومعارفه الذوقية، ويرجعون إليه في أمورهم.
وقد أذن للمستفيدين منهم بالدعوة والإرشاد، وبذا انتشرت هذه الطاقة الروحية في دمشق وحلب وفي مختلف المدن السورية والبلدان الإسلامية.
مؤلفاته:
مفتاح الجنة شرح عقيدة اهل السنة.
الرسالة الموسومة بعقيدة اهل السنة مع نظمها.
البحث الجامع والبرق اللامع والغيث الهامع فيما يتعلق بالصنعة والصانع.
الرسالة الموسومة بسبيل السعادة في معنى كلمتي الشهادة مع نظمها.
الدرة البهية.
الحل السديد لما استشكله المريد من جواز الأخذ عن مرشدين.
القول الفصل القويم في بيان المراد من وصية الحكيم.
شرح شطرنج العارفين للشيخ محي الدين بن عربي رحمه الله.
الأجوبة العشرة.
شرح نظم عقيدة اهل السنة.
وغير ذلك من الرسائل.
وقد أخذ التصوف عن سيدي الهاشمي رحمه الله تعالى كثير من العلماء وغيرهم لايعلم عددهم غلا الله.
وهكذا قضى الشيخ الهاشمي حياته في جهاد وتعليم، يربي النفوس، ويزكي القلوب الراغبة في التعرف على مولاها، لايعتريه ملل ولاكسل. واستقامته على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً وحالاً، ووصيته في آخر حياته: "عليكم بالكتاب والسنة" تشهد له بكمال وراثته .
وهكذا رحل الشيخ الكبير إلى رضوان الله تعالى وقربه يوم الثلاثاء 12 من رجب 1381 هـ الموافق 19 كانون الأول 1961 م، وصُلي عليه بالجامع الموي، ثم شيعته دمشق تحمله على الأكتف إلى مقبرة الدحداح، حيث ووري مثواه وهو معروف ومُزار. ولئن وارى القبر جسده الطاهر الكريم، فما وارى علمه وفضله ومعارفه وماأسدى للناس من معروف وإحسان، فلمثل هذا فليعمل العاملون. وهذا من بعض سيرته الكريمة، وماقدمناه غيضٌ من فيض ونقطة من بحر، وإلا فسيرة العارفين منطوية في تلامذتهم‘ ومن أين للإنسان ان يحيط بما تكنه صدورهم وأسرارهم؟
وفي مثله قال القائل:
إن تســل أين قبــــور العظما فعلى الأفواه أوفي النفس
وبمثل هذه الشخصيات الحية نقتدي وبمثلهم نتشبه:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشــبه بالكـــرام فلاح
وقد قيل:
موت التقي حياة لاانقطاع لها قد مات قوم وهم في الناس أحياء
وقد أذن لنا رحمه الله تعالى قبل رحيله عن دار الدنيا بالورد العام والخاص والتربية والإرشاد.
سيدي عبدالقادر عيسى رحمه الله
من كتابه حقائق عن التصوف
وكان رحمه الله تعالى حسن السيرة والمعاملة، مما جعل الناس يقبلون عليه ويأخذون عنه التصوف الحقيقي ، حتى قيل "لم يشتهر الهاشمي بعلمه مع كونه عالما، ولم يشتهر بكراماته مع مع ان له كرامات كثيرة، ولكنه اشتهر بأخلاقه، وتواضعه، ومعرفته بالله تعالى".
وكان رحمه الله تعالى إذا حضرت مجلسه، شعرت كأنك في روضة من رياض الجنة؛ لأن مجلسه ليس فيه مايشوبه من المكدرات والمنكرات. فكان رحمه الله تعالى يتحاشى أن يذكر في حضرته رجل من غير المسلمين وينقص. ولايحب ان يذكر في مجلسه الفساق وغيرهم، ويقول عند ذكر الصالحين تتنزل الرحمة.
وبقي رحمه الله دائبا في جهاده مستقيما في توجيهه للمسلمين وإخراجهم مما وقعوا فيه من الضلال والزيغ. فقد كانت حلقاته العلمية متوالية من الصباح حتى المساء؛ ولاسيما علم التوحيد الذي هو من أصول الدين فيبين العقائد الفاسدة والإلحادية، مع بيان عقيدة أهل السنة والجماعة، والرجوع إلى الله تعالى؛ والتعلق به دون سواه.
نشاطه في الدعوة والإرشاد:
كان بيته قبلة للعلماء والمتعلمين والزوار، لايضجر من مقابلتهم، ويقيم -مع ضعف جسمه- حلقات منتظمة دورية للعلم والذكر في المساجد والبيوت، ويطوف في مساجد دمشق يجمع الناس على العلم وذكرالله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم يزل مثابراً على همته ونشاطه ودعوته حتى ايامه الأخيرة.
تتلمذ على يديه نخبة طيبة صالحة من العلماء وطلاب العلم، ومن مختلف طبقات الأمة يهتدون بإرشاداته، ويغترفون من علومه، ويقتبسون من إيمانه ومعارفه الذوقية، ويرجعون إليه في أمورهم.
وقد أذن للمستفيدين منهم بالدعوة والإرشاد، وبذا انتشرت هذه الطاقة الروحية في دمشق وحلب وفي مختلف المدن السورية والبلدان الإسلامية.
مؤلفاته:
مفتاح الجنة شرح عقيدة اهل السنة.
الرسالة الموسومة بعقيدة اهل السنة مع نظمها.
البحث الجامع والبرق اللامع والغيث الهامع فيما يتعلق بالصنعة والصانع.
الرسالة الموسومة بسبيل السعادة في معنى كلمتي الشهادة مع نظمها.
الدرة البهية.
الحل السديد لما استشكله المريد من جواز الأخذ عن مرشدين.
القول الفصل القويم في بيان المراد من وصية الحكيم.
شرح شطرنج العارفين للشيخ محي الدين بن عربي رحمه الله.
الأجوبة العشرة.
شرح نظم عقيدة اهل السنة.
وغير ذلك من الرسائل.
وقد أخذ التصوف عن سيدي الهاشمي رحمه الله تعالى كثير من العلماء وغيرهم لايعلم عددهم غلا الله.
وهكذا قضى الشيخ الهاشمي حياته في جهاد وتعليم، يربي النفوس، ويزكي القلوب الراغبة في التعرف على مولاها، لايعتريه ملل ولاكسل. واستقامته على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً وحالاً، ووصيته في آخر حياته: "عليكم بالكتاب والسنة" تشهد له بكمال وراثته .
وهكذا رحل الشيخ الكبير إلى رضوان الله تعالى وقربه يوم الثلاثاء 12 من رجب 1381 هـ الموافق 19 كانون الأول 1961 م، وصُلي عليه بالجامع الموي، ثم شيعته دمشق تحمله على الأكتف إلى مقبرة الدحداح، حيث ووري مثواه وهو معروف ومُزار. ولئن وارى القبر جسده الطاهر الكريم، فما وارى علمه وفضله ومعارفه وماأسدى للناس من معروف وإحسان، فلمثل هذا فليعمل العاملون. وهذا من بعض سيرته الكريمة، وماقدمناه غيضٌ من فيض ونقطة من بحر، وإلا فسيرة العارفين منطوية في تلامذتهم‘ ومن أين للإنسان ان يحيط بما تكنه صدورهم وأسرارهم؟
وفي مثله قال القائل:
إن تســل أين قبــــور العظما فعلى الأفواه أوفي النفس
وبمثل هذه الشخصيات الحية نقتدي وبمثلهم نتشبه:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشــبه بالكـــرام فلاح
وقد قيل:
موت التقي حياة لاانقطاع لها قد مات قوم وهم في الناس أحياء
وقد أذن لنا رحمه الله تعالى قبل رحيله عن دار الدنيا بالورد العام والخاص والتربية والإرشاد.
سيدي عبدالقادر عيسى رحمه الله
من كتابه حقائق عن التصوف
👍1
#مقال 8
ترجمة العارف بالله الشيخ المربي محمد سعيد البرهاني رحمه الله تعالى
سعيد البرهاني (1311- 1386 هـ، 1892 – 1967 م) عالم فقيه ومرشد صوفي شاذلي. من مؤلفاته: الوصية الموجزة.
نسبه
هو محمد سعيد بن عبد الرحمن بن محمد سعيد بن مصطفى البرهاني، ولد في دمشق في منزل والده بـ (سويقة ساروجة) لأبوين صالحين فقيرين، ونشأ في حجرهما، وورث عنهما الفضائل، وهو من أسرة البرهاني المعروفة في الشام سابقاً ببيت الداغستاني، نسبة إلى داغستان، الولاية الروسية الواقعة في جهة بحر قزوين.
قدم جد الأسرة الأول (علي الداغستاني) إلى دمشق سنة 1150 هـ واستوطنها وأعقب ذرية سميت فيما بعد (بالبرهاني)؛ لأن أحد أفرادها كان قوي الحجة، ذا برهان ساطع فنسبت الأسرة إليه.
كان الشيخ عبد الرحمن البرهاني – والد الشيخ محمد سعيد – من أهل العلم والصلاح، وقد تلقى العلم على أبيه الشيخ محمد سعيد 1302هـ (جد المترجَم) والشيخ سليم العطار 1307هـ والشيخ بكري العطار 1320هـ.
نشأته وتعلمه
نشأ الشيخ في مجتمع إسلامي طاهر، وشب في كنف سلسلة من أكابر علماء دمشق، فنهل من علومهم وأخذ من فقههم وبركتهم ما ترك أثراً كبيراً في سلوكه السوي فيما بعد.
حضر دروس جمال الدين القاسمي، ولازم علماء عصره، فقرأ التوحيد ومصطلح الحديث على الشيخ عبد القادر الإسكندراني وأخذ عن المحدث الشيخ بدر الدين الحسني، كما قرأ الفقه على مفتي الشام الشيخ عطاء الله الكسم، وتلقى علوماً مختلفة على الشيوخ: محمود العطار، وصالح الحمصي، وأبي الخير الميداني، وعن الشيخ الميداني أخذ الطريقة النقشبندية التي عرف بها فيما بعد، وكان شيخها بلا منازع.
أما القرآن الكريم وعلم التجويد فقد قرأ على الشيخ محمد صالح القطب الجامع المقرئ.
وأما علوم اللغة العربية كالنحو والصرف والبلاغة والعروض فقد تلقاها على يد العلامة الجليل الشيخ محمود رشيد العطار.
تعرُّفه على الشيخ محمد الهاشمي التلمساني الجزائري
في عام 1945م تسلم الشيخ محمد سعيد البرهاني الإمامة والخطابة في جامع التوبة في منطقة العقيبة بدمشق بعد وفاة والده وتفرغ للجامع المذكور يوجه الناس ويعلمهم ويخطب فيهم ويؤمهم.
في هذه الفترة تعرف إلى الشيخ محمد الهاشمي التلمساني (1298 – 1381 هـ، 1881 – 1961 م) (شيخ الطريقة الشاذلية) فلازمه ملازمة تامة، وقربه الشيخ منه، فمال إلى التصوف ودخل الخلوة على يديه، وأخذ عنه الورد العام والخاص، وأصبح مرشداً في حياته، وخلفه من بعد وفاته سنة 1381هـ فغدا إماماً مرشداً داعياً إلى الله تعالى وشيخاً للطريقة الشاذلية الدرقاوية.
أخلاقه ومناقبه
كان يتمتع بأخلاق نبوية عالية وافر العقل ثاقب الفهم، بليغ القول فصيح اللسان، حميد الأفعال كثير الحياء، قليل الكلام عذب الحديث، حسن الصورة والمعشر، حلوَ الشمائل حسن الخلقة والخلق، متواضعاً للصغير والكبير، حليماً صادقاً.
كان محباً للفقراء، زاهداً في الدنيا، صابراً محتسباً كريماً، ينفق إنفاق مَن لا يخشى الفقر، لا يفتر لسانه عن الفكر وقلبه عن الذكر.
كان دائم الخدمة لأهله، متفقداً لجيرانه، مواظباً على عمل الخيرات، كقيام الليل وإملاء الدروس، قلَّ أن تجده إلا على طاعة من ذكر وعبادة وطلب علم، وقضاء حوائج الناس وخدمة طلابه ومريديه.
كان لا يردُّ سائلاً، ولا يترك لنفسه شيئاً، بل يسلِّم والده كل ما يحصل عليه.
نشاطه
انتهت خدمة الشيخ من الجيش فالتحق بسلك التعليم المدرسي، فدرس في عددٍ من المدارس بدمشق وغيرها كـ (جيرود – إزرع – سرغايا – الضمير – دوما – جوبر) ثم استقر في دمشق فكان أستاذاً بارعاً، ومعلِّماً فذّاً.
أخرج أجيالاً يُضرب المثل في أخلاقهم وسيرتهم الحسنة فكان له الباع الكبير والفضل الجزيل في سلك التعليم والتوجيه المدرسي الصحيح.
وفي عام 1945م أحيل الشيخ إلى التقاعد فتفرغ للمطالعة والوعظ والإرشاد، فكان مثالاً للموجِّه الرشيد، والداعية المخلص، والمرشد المتفاني في تبليغ الدعوة وتعليمها للناس.
اتخذ الشيخ جامع التوبة في دمشق مقراً رئيسياً لنشاطاته العلمية والدعوية والسلوكية فكان يقيم في المسجد دروساً علمية متعددة، وكان له درسان ثابتان يومياً، أحدهما بعد الفجر والآخر بين العشاءين، يحضرهما طلاب العلم المتخصصون وبعض العامة، ويقرر فيهما مختلف أنواع العلوم وخاصة الفقه الحنفي والتفسير والحديث والتصوف وكان لهما أثر كبير في نشر العلوم وتربية النشء، فكان هذان الدرسان مدرسةً علميةً خرَّجت جيلاً من طلبة العلم الذين كان لهم أثرهم في دمشق. وكان له أيضاً درس عام يوميّ بعد صلاة الظهر في الجامع الأموي.
النشاطات الدعوية
لم يكن الشيخ يقتصر في دروسه على الفقه والحديث فقط، وإنما كان من خلال دروسه يبث روح التربية فيهم، إذ كان يركز في دروسه على توعية الأجيال ولا سيما الشباب، ويحاول أن يزرع في نفوسهم أهمية حمل لواء الدعوة إلى الله سلوكاً وتطبيقاً، حالاً وقالا، مما جعل كثيرا من الشباب يلتفون حوله، ويقبلون على دروسه، مستفيدين من روح الإخلاص التي كانت
ترجمة العارف بالله الشيخ المربي محمد سعيد البرهاني رحمه الله تعالى
سعيد البرهاني (1311- 1386 هـ، 1892 – 1967 م) عالم فقيه ومرشد صوفي شاذلي. من مؤلفاته: الوصية الموجزة.
نسبه
هو محمد سعيد بن عبد الرحمن بن محمد سعيد بن مصطفى البرهاني، ولد في دمشق في منزل والده بـ (سويقة ساروجة) لأبوين صالحين فقيرين، ونشأ في حجرهما، وورث عنهما الفضائل، وهو من أسرة البرهاني المعروفة في الشام سابقاً ببيت الداغستاني، نسبة إلى داغستان، الولاية الروسية الواقعة في جهة بحر قزوين.
قدم جد الأسرة الأول (علي الداغستاني) إلى دمشق سنة 1150 هـ واستوطنها وأعقب ذرية سميت فيما بعد (بالبرهاني)؛ لأن أحد أفرادها كان قوي الحجة، ذا برهان ساطع فنسبت الأسرة إليه.
كان الشيخ عبد الرحمن البرهاني – والد الشيخ محمد سعيد – من أهل العلم والصلاح، وقد تلقى العلم على أبيه الشيخ محمد سعيد 1302هـ (جد المترجَم) والشيخ سليم العطار 1307هـ والشيخ بكري العطار 1320هـ.
نشأته وتعلمه
نشأ الشيخ في مجتمع إسلامي طاهر، وشب في كنف سلسلة من أكابر علماء دمشق، فنهل من علومهم وأخذ من فقههم وبركتهم ما ترك أثراً كبيراً في سلوكه السوي فيما بعد.
حضر دروس جمال الدين القاسمي، ولازم علماء عصره، فقرأ التوحيد ومصطلح الحديث على الشيخ عبد القادر الإسكندراني وأخذ عن المحدث الشيخ بدر الدين الحسني، كما قرأ الفقه على مفتي الشام الشيخ عطاء الله الكسم، وتلقى علوماً مختلفة على الشيوخ: محمود العطار، وصالح الحمصي، وأبي الخير الميداني، وعن الشيخ الميداني أخذ الطريقة النقشبندية التي عرف بها فيما بعد، وكان شيخها بلا منازع.
أما القرآن الكريم وعلم التجويد فقد قرأ على الشيخ محمد صالح القطب الجامع المقرئ.
وأما علوم اللغة العربية كالنحو والصرف والبلاغة والعروض فقد تلقاها على يد العلامة الجليل الشيخ محمود رشيد العطار.
تعرُّفه على الشيخ محمد الهاشمي التلمساني الجزائري
في عام 1945م تسلم الشيخ محمد سعيد البرهاني الإمامة والخطابة في جامع التوبة في منطقة العقيبة بدمشق بعد وفاة والده وتفرغ للجامع المذكور يوجه الناس ويعلمهم ويخطب فيهم ويؤمهم.
في هذه الفترة تعرف إلى الشيخ محمد الهاشمي التلمساني (1298 – 1381 هـ، 1881 – 1961 م) (شيخ الطريقة الشاذلية) فلازمه ملازمة تامة، وقربه الشيخ منه، فمال إلى التصوف ودخل الخلوة على يديه، وأخذ عنه الورد العام والخاص، وأصبح مرشداً في حياته، وخلفه من بعد وفاته سنة 1381هـ فغدا إماماً مرشداً داعياً إلى الله تعالى وشيخاً للطريقة الشاذلية الدرقاوية.
أخلاقه ومناقبه
كان يتمتع بأخلاق نبوية عالية وافر العقل ثاقب الفهم، بليغ القول فصيح اللسان، حميد الأفعال كثير الحياء، قليل الكلام عذب الحديث، حسن الصورة والمعشر، حلوَ الشمائل حسن الخلقة والخلق، متواضعاً للصغير والكبير، حليماً صادقاً.
كان محباً للفقراء، زاهداً في الدنيا، صابراً محتسباً كريماً، ينفق إنفاق مَن لا يخشى الفقر، لا يفتر لسانه عن الفكر وقلبه عن الذكر.
كان دائم الخدمة لأهله، متفقداً لجيرانه، مواظباً على عمل الخيرات، كقيام الليل وإملاء الدروس، قلَّ أن تجده إلا على طاعة من ذكر وعبادة وطلب علم، وقضاء حوائج الناس وخدمة طلابه ومريديه.
كان لا يردُّ سائلاً، ولا يترك لنفسه شيئاً، بل يسلِّم والده كل ما يحصل عليه.
نشاطه
انتهت خدمة الشيخ من الجيش فالتحق بسلك التعليم المدرسي، فدرس في عددٍ من المدارس بدمشق وغيرها كـ (جيرود – إزرع – سرغايا – الضمير – دوما – جوبر) ثم استقر في دمشق فكان أستاذاً بارعاً، ومعلِّماً فذّاً.
أخرج أجيالاً يُضرب المثل في أخلاقهم وسيرتهم الحسنة فكان له الباع الكبير والفضل الجزيل في سلك التعليم والتوجيه المدرسي الصحيح.
وفي عام 1945م أحيل الشيخ إلى التقاعد فتفرغ للمطالعة والوعظ والإرشاد، فكان مثالاً للموجِّه الرشيد، والداعية المخلص، والمرشد المتفاني في تبليغ الدعوة وتعليمها للناس.
اتخذ الشيخ جامع التوبة في دمشق مقراً رئيسياً لنشاطاته العلمية والدعوية والسلوكية فكان يقيم في المسجد دروساً علمية متعددة، وكان له درسان ثابتان يومياً، أحدهما بعد الفجر والآخر بين العشاءين، يحضرهما طلاب العلم المتخصصون وبعض العامة، ويقرر فيهما مختلف أنواع العلوم وخاصة الفقه الحنفي والتفسير والحديث والتصوف وكان لهما أثر كبير في نشر العلوم وتربية النشء، فكان هذان الدرسان مدرسةً علميةً خرَّجت جيلاً من طلبة العلم الذين كان لهم أثرهم في دمشق. وكان له أيضاً درس عام يوميّ بعد صلاة الظهر في الجامع الأموي.
النشاطات الدعوية
لم يكن الشيخ يقتصر في دروسه على الفقه والحديث فقط، وإنما كان من خلال دروسه يبث روح التربية فيهم، إذ كان يركز في دروسه على توعية الأجيال ولا سيما الشباب، ويحاول أن يزرع في نفوسهم أهمية حمل لواء الدعوة إلى الله سلوكاً وتطبيقاً، حالاً وقالا، مما جعل كثيرا من الشباب يلتفون حوله، ويقبلون على دروسه، مستفيدين من روح الإخلاص التي كانت
❤2👍1
الشعار العملي في حياة الشيخ.
نشاطه السلوكي
تأثر الشيخ في حياته السلوكية بشيخيه الجليلين: الشيخ أبي الخير الميداني والشيخ محمد الهاشمي فسلك على يديهما نهج الطريقة الشاذلية حتى أصبح شيخ زمانه فيها بعد رحيل شيخه الهاشمي، وبدأ الشيخ يُعنى بتربية تلامذته وطلابه على هذا المنهج، ويأذن لهم بالوردين العام والخاص ويدخلهم الخلوة، وهي عبارة عن التفرغ للعبادة وقطع العلائق عن الخلائق للاتصال بالخالق سبحانه وتعالى. وكان يقيم حلقات الذكر في جامع التوبة بعد ظهر كل جمعة، وكانت له مجالس ذكر تنتقل في مساجد دمشق ويحضرها العلماء وأولو الفضل من العامة والخاصة، يلقي بعدها دروسه الإرشادية التي تتسم بالصفاء والروح الإيمانية.
وكان يحرص على تأسيس وإقامة مجالس الصلاة على النبي والتي أصبحت فيما بعد عُرفاً عاماً على مستوى سوريا كلها.
مؤلفاته
له تعليقات مطبوعة: على "الهدية العلائية" لعلاء الدين عابدين وعلى "الدرر المباحة في الحظر والإباحة" للنحلاوي.
وفاته
توفي في دمشق يوم الأربعاء 15 شوال 1386 هـ الموافق 25/ 01/ 1967 ودفن في مقبرة الدحداح.
نشاطه السلوكي
تأثر الشيخ في حياته السلوكية بشيخيه الجليلين: الشيخ أبي الخير الميداني والشيخ محمد الهاشمي فسلك على يديهما نهج الطريقة الشاذلية حتى أصبح شيخ زمانه فيها بعد رحيل شيخه الهاشمي، وبدأ الشيخ يُعنى بتربية تلامذته وطلابه على هذا المنهج، ويأذن لهم بالوردين العام والخاص ويدخلهم الخلوة، وهي عبارة عن التفرغ للعبادة وقطع العلائق عن الخلائق للاتصال بالخالق سبحانه وتعالى. وكان يقيم حلقات الذكر في جامع التوبة بعد ظهر كل جمعة، وكانت له مجالس ذكر تنتقل في مساجد دمشق ويحضرها العلماء وأولو الفضل من العامة والخاصة، يلقي بعدها دروسه الإرشادية التي تتسم بالصفاء والروح الإيمانية.
وكان يحرص على تأسيس وإقامة مجالس الصلاة على النبي والتي أصبحت فيما بعد عُرفاً عاماً على مستوى سوريا كلها.
مؤلفاته
له تعليقات مطبوعة: على "الهدية العلائية" لعلاء الدين عابدين وعلى "الدرر المباحة في الحظر والإباحة" للنحلاوي.
وفاته
توفي في دمشق يوم الأربعاء 15 شوال 1386 هـ الموافق 25/ 01/ 1967 ودفن في مقبرة الدحداح.
قال شيخنا محمد صالح الحموي رحمه الله تعالى :
" لا وحشة في القبر أتعلم لماذا؟ لقوله تعالى: ﴿ وَهُوَ مَعَكُم أَينَ ما كُنتُم ﴾ [الحديد: ٤] كيف تسوحش وهو معك.. حبيبي معي وأنا أدور عليه؟! حبيبي معي أنا أستوحش كيف؟! ".
في مثل هذا اليوم توفي رحمه الله تعالى صباح يوم الأربعاء الواقع في /٢٤/جمادى الآخر/١٤٣٠هـ/ الموافق لـ/١٧/حزيران٦ / ٢٠٠٩م/
" لا وحشة في القبر أتعلم لماذا؟ لقوله تعالى: ﴿ وَهُوَ مَعَكُم أَينَ ما كُنتُم ﴾ [الحديد: ٤] كيف تسوحش وهو معك.. حبيبي معي وأنا أدور عليه؟! حبيبي معي أنا أستوحش كيف؟! ".
في مثل هذا اليوم توفي رحمه الله تعالى صباح يوم الأربعاء الواقع في /٢٤/جمادى الآخر/١٤٣٠هـ/ الموافق لـ/١٧/حزيران٦ / ٢٠٠٩م/
❤9👍1
https://youtu.be/p9Q5hSwRM6Q
من نفحات الحج وعرفة مقطع نادر من درس لسيدنا الشيخ محمد صالح الحموي رحمه الله تعالى في مكة المكرمة
من نفحات الحج وعرفة مقطع نادر من درس لسيدنا الشيخ محمد صالح الحموي رحمه الله تعالى في مكة المكرمة
YouTube
من نفحات الحج وعرفة مقطع نادر من درس لسيدنا الشيخ محمد صالح الحموي رحمه الله تعالى في مكة المكرمة
❤2👍1
https://youtu.be/_bmkwYmdWMg
الكذب وخطره مقطع نادر من درس سيدنا الشيخ محمد صالح الحموي رحمه الله تعالى
الكذب وخطره مقطع نادر من درس سيدنا الشيخ محمد صالح الحموي رحمه الله تعالى
YouTube
الكذب وخطره مقطع نادر من درس سيدنا الشيخ محمد صالح الحموي رحمه الله تعالى
#بقية_السلف_الصالح
سيدي العارف بالله الشيخ محمد صالح الحموي رحمه الله ورضي عنه
سيدي العارف بالله الشيخ مصطفى تركماني رحمه الله ورضي عنه
سيدي العارف بالله الشيخ نذير قشلان رحمه الله ورضي عنه
في حفل زفاف فضيلة الشيخ د باسل الزعبي حفظه الله تعالى..
اللهم أدم أنظارهم علينا ولا تقطعنا عنهم بقواطع الذنوب والآثام.
سيدي العارف بالله الشيخ محمد صالح الحموي رحمه الله ورضي عنه
سيدي العارف بالله الشيخ مصطفى تركماني رحمه الله ورضي عنه
سيدي العارف بالله الشيخ نذير قشلان رحمه الله ورضي عنه
في حفل زفاف فضيلة الشيخ د باسل الزعبي حفظه الله تعالى..
اللهم أدم أنظارهم علينا ولا تقطعنا عنهم بقواطع الذنوب والآثام.
❤9
قال شيخنا المربي محمد صالح الحموي رحمه الله تعالى :
" ياولدي في مزدلفة القلوب مؤتلفة.. وفي منى نلنا المنى.. وفي عرفة فاز من عرفه.. من حج ولم يرفث أو يفسق عاد كيوم ولدته أمه ياولدي "
الصورة في مكة المكرمة عام الأربعاء, ١٥ ذوالحجة, ١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢م ٢٧ شباط
في الصورة على يمين الشيخ رحمه الله تعالى ولده فضيلة الشيخ الحافظ أحمد الحموي وخلفه فضيلة الشيخ محمد اللحام حفظهم الله تعالى..
" ياولدي في مزدلفة القلوب مؤتلفة.. وفي منى نلنا المنى.. وفي عرفة فاز من عرفه.. من حج ولم يرفث أو يفسق عاد كيوم ولدته أمه ياولدي "
الصورة في مكة المكرمة عام الأربعاء, ١٥ ذوالحجة, ١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢م ٢٧ شباط
في الصورة على يمين الشيخ رحمه الله تعالى ولده فضيلة الشيخ الحافظ أحمد الحموي وخلفه فضيلة الشيخ محمد اللحام حفظهم الله تعالى..
❤6👍1
https://youtu.be/cNJzXElGRyQ
من نور المعرفة الإلهية مقطع من درس نادر لكتاب حالة أهل الحقيقة مع الله تعالى للإمام العارف بالله تعالى سيدنا أحمد الرفاعي الكبير قدس سره
من نور المعرفة الإلهية مقطع من درس نادر لكتاب حالة أهل الحقيقة مع الله تعالى للإمام العارف بالله تعالى سيدنا أحمد الرفاعي الكبير قدس سره
YouTube
من نور المعرفة المربي الشيخ محمد صالح الحموي رحمه الله تعالى
من نور المعرفة الإلهية مقطع من درس نادر لكتاب حالة أهل الحقيقة مع الله تعالى للإمام العارف بالله تعالى سيدنا أحمد الرفاعي الكبير قدس سره
Forwarded from كُنَّاشُ الفوائد محمد صالح المرابع (محمد صالح المرابع)
يستحب التوسعة على الأهل يوم عاشوراء نقل ذلك عن المذاهب الأربعة
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ)) أخرجه ابن أبي الدنيا في النفقة على العيال، والطبراني في المعجم الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان.
وقد قال ابن عابدين الحنفي في حاشيته "رد المحتار على الدر المختار" (2/ 418): [(قَوْلُهُ: وَحَدِيثُ التَّوْسِعَةِ إلَخْ) وَهُوَ «مِنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ السَّنَةَ كُلَّهَا» قَالَ جَابِرٌ: جَرَّبْته أَرْبَعِينَ عَامًا فَلَمْ يَتَخَلَّفْ].
وقال الحطاب المالكي في "مواهب الجليل في شرح مختصر خليل" (2/ 405): [َيَنْبَغِي أَنْ يُوَسِّعَ عَلَى الْأَهْلِ فِيهِمَا –أي ليلة عاشوراء ويومها-، وَقَالَ الشَّيْخُ زَرُّوقٌ فِي شَرْحِ الْقُرْطُبِيَّةِ: فَيُوَسِّعُ يَوْمَهُ وَلَيْلَتَهُ مِنْ غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مُرَاءاةٍ وَلَا مُمَارَاةٍ، وَقَدْ جَرَّبَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ فَصَحَّ].
وقال الشيخ عبد الحميد الشرواني الشافعي في "حاشيته على تحفة المحتاج" (3/ 455): [(قَوْلُهُ وَهُوَ عَاشِرُ الْمُحَرَّمِ) وَيُسَنُّ التَّوْسِعَةُ عَلَى الْعِيَالِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ لِيُوَسِّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ السَّنَةَ كُلَّهَا كَمَا فِي الْحَدِيثِ الْحَسَنِ، وَقَدْ ذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ رُوَاةِ الْحَدِيثِ أَنَّهُ جَرَّبَهُ فَوَجَدَهُ كَذَلِكَ، ... عِبَارَةُ الْمَنَاوِيِّ فِي شَرْحِ الشَّمَائِلِ: وَوَرَدَ "مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ السَّنَةَ كُلَّهَا"، وَطُرُقُهُ وَإِنْ كَانَتْ كُلُّهَا ضَعِيفَةً؛ لَكِنْ اكْتَسَبَتْ قُوَّةً بِضَمِّ بَعْضِهَا لِبَعْضٍ، بَلْ صَحَّحَ بَعْضَهَا الزَّيْنُ الْعِرَاقِيُّ كَابْنِ نَاصِرِ الدِّينِ، وَخُطِّئَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي جَزْمِهِ بِوَضْعِهِ].
وقال الشيخ منصور العجيلي الأزهري الشافعي، المعروف بالجمل في "حاشيته على شرح المنهج" (2/ 347): [وَيُسْتَحَبُّ فِيهِ التَّوْسِعَةُ عَلَى الْعِيَالِ وَالْأَقَارِبِ، وَالتَّصَدُّقُ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ شَيْئًا فَلْيُوَسِّعْ خُلُقَهُ وَيَكُفَّ عَنْ ظُلْمِهِ].
وقال البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع عن متن الإقناع" (2/ 339): [وَيَنْبَغِي فِيهِ التَّوَسُّعَةُ عَلَى الْعِيَالِ، سَأَلَ ابْنُ مَنْصُورٍ أَحْمَدَ عَنْهُ فَقَالَ: نَعَمْ رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، وَكَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ أَنَّهُ بَلَغَهُ: "مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ" قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَدْ جَرَّبْنَاهُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً أَوْ سِتِّينَ فَمَا رَأَيْنَا إلَّا خَيْرًا].
والله تعالى أعلم ..
👍2