tgoop.com/maherallosh/1647
Last Update:
#السلطة_والتسلط
▫️ تعد السلطة السياسية من أهم عوامل تأمين المجتمع، وتوفير مادة الإصلاح وحسم مادة الفساد، وربما تكون رأس أدوات التغيير إذا كانت رأس أدوات الطغيان.. والسعي إليها ينبغي أن يكون بهذا الغرض، لا أن تكون السلطة بنفسها غاية، فالغايات عادة في موضع النهايات.. وإذا صارت السلطة كذلك كانت نهاية أمر الطالب لها عندها، فيعكف عليها ويطوف حولها، غافلا عن الغاية الكبرى في إعمار الأرض وهداية الإنسان.. وإن أكثر ما يفسد الغايات الكبرى أن تزاحمها الغايات الصغرى ــ وهي وسائل ومقدمات لها ــ، فتأخذ مكانها مع مرور الوقت، يرفع من مكانتها التركيز عليها، والبذل المستمر في طريقها، والانشغال الدائم في تحصيلها.. ولقد تأملت أكثر ما يجعله الناس غاية ــ وهو ليس كذلك ــ، فوجدت انتهاء أمرهم بالوصول إليه، حيث تتضخم الغايات الصغرى على حساب الغايات الكبرى فتحل محلها.. والمقصود.. أن من كانت السلطة غايته انتهى أمره في الوصول إليها، ثم تزول الغاية الكبرى من الطريق، وتتحول السلطة إلى سلاح بيد المتسلط، ثم تنتقل إلى نوع من القهر والاستبداد تحت شعار الدفاع عن الفكرة.. كما حصل في الصين وروسيا وإيران، حيث قامت السلطة بتدمير الإنسان تحت شعارات الاشتراكية والشيوعية والإسلام..
▫️ إن أهمية السلطة الراشدة تظهر في إرشاد الشارد من الخلق، وتوفير البيئة المنبتة للحق.. والقهر أو الزجر فيها ضرورة تقدر بقدرها، لا أصل ثابت يبتدأ به ويتكأ عليه؛ لذلك جاءت الشريعة بكافة أسباب الخير ابتداء، ثم جاءت بأنواع ومراتب من العقاب لمن شرد عن الطريق مع قيام أسباب الاستقامة عليه، وكأن العقاب جاء لأنه عاند البيئة التي تنبت الخير، لا لأنه التوى وانحرف عن الطريق، فـ "الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن".. وهذا من أحسن الكلام، يروى بإسناد جيد عن عثمان رضي الله عنه.. ولو تركت سياسة الدنيا لأخلاق الناس لتعطلت الحياة، لما اشتملت عليه الدنيا من الخير والشر، فكان لا بد من معنى إضافي يساند الأخيار ويعاند الأشرار، فيكون ظل الله في الأرض.. وفيه حديث صالح الفكرة لا يصح.. وهذا المعنى عظيم في إتمام الوجود، وصيانة حياة الإنسان من العبث.. خاصة في هذا العصر الذي انتكست فيه الفطرة، أو نُكِّست بفعل فاعل، حيث تمت إعادة تصنيع الإنسان، وتم تسليعه ونشره على الأرصفة والطرقات، في أكبر عملية تشويه تعرضت لها الفطرة على مر التاريخ.. ووصلت كمية الشذوذ والانحراف المؤيد من تحالف السلطة والمال والإعلام إلى حد غير مسبوق من الطغيان..
الفكرة بشكل مركز جدا..
(1) لا يمكن تجاهل أهمية السلطة في تأمين المجتمع..
(2) كما لا ينبغي توسيع دور السلطة في بناء الإنسان..
(3) الأصل الفصل بين السلطة السياسية والاجتماعية..
(4) نشاط إحداهما يتناسب عكسا مع نشاط الأخرى..
✦•┈┈┈┈••┈┈┈┈•✦
https://www.tgoop.com/maherallosh
BY قناة ماهر علوش
Share with your friend now:
tgoop.com/maherallosh/1647