Telegram Web
🍀 *علِّمني حديثًا (137)*

 💡 قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْه وَآله وسَلَّم: 

*«إنَّ هَذَا العِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَاخُذُونَ دِينَكُمْ».*


💡 #علمني_حديثا
📒 #تيسير_المطالب
✍🏻 #المعلومات_الزيدية 📚
🚨 *الشبهات الإمـامية والرد عليها*
          
       ❋━━❁ ( 080 )❁━━❋ 
 
📑  *سابعا : الإمامة (العترة وأحوالهم):*


                      • ✎ ✍🏻  ✐ •


🔹 *10- علمُ الجَفر ، وذكر شيءٍ من الأخبار عن سادات العترَة وغيرهم من بني هاشم من علم الجفر والأحداث المستقبلية .*

📂 مبحث منتزع من رسالة (طبيعَةُ عُلومِ العترَة والدّعوةِ بالإمامَة والجَفْرِ قِراءةٌ تأصيليّة)

🔰 * مبحث مهمٌّ جدّاً في (تفاصيلِه) لطلبَة العلم في باب الإمامَة بعُموم ، والنظريّة الزيديّة على وجه الخصوص .

🔸 وقَد تكلّمنا عن الأعلميّة وأهميّة الدّعوة وأنواع العُلوم ، وأنّ الأعلميّة بذاتها بدون الدّعوة ليسَت بموجبَةٍ للإمامَةِ ، فمن المهمّ أن نتكلّم عن دَعوى أنّ علم الجَفر يُوجبُ الإمامَة بالتفصيلِ الذي سيقفُ عليه القارئ ،
🍄 نعم!
🔸 وفي هذا المبحَث أيضاً نُشيرُ إلى ضرورَة التّفريق بين علم الجَفر وبينَ علم الغَيب ، أو العلم الذي مصدرُه الوحي الإلهيّ ، وبينَ العلم الذي هُو مُستمّدٌ من مَخلوقٌ مُخبِرٍ لَنا ،
💧 فعلمُ الجفر ذلك الإعلامُ بالأحداث المستقبليّة إنّما جاء عن طريقِ رسول الله صلواتُ الله عليه وعلى آله ، وإنّما أهل الجَهل أو الغفلة أو الخُرافَة أو العِنَاد هُم من يظنّون أنّ ذلك العلم عن أمير المُؤمنين (ع) ، أو أهل البَيت (ع) ، أو حتّى غيرهم ، بأنّه عِلمُ غَيبٍ مِن جنسِ الأوّل الذي طريقُه الله تعالى بلا واسطَة نبيّ ،
📒 وكذلك قال الكَلبيّ عندمَا أخبرَ أمير المُؤمنين (ع) ببعض تلك الإخبارات :
((فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ لَقَدْ أُعْطِيتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عِلْمَ الْغَيْبِ)) ،
فأجابَ أميرُ المُؤمنين (ع) ضاحكاً :
((يَا أَخَا كَلْبٍ لَيْسَ هُوَ بِعِلْمِ غَيْبٍ وَ إِنَّمَا هُوَ تَعَلُّمٌ مِنْ ذِي عِلْمٍ)) ، يعني رسول الله صلواتُ الله عليه وعلى آله كما ستقفُ عن أمير المؤمنين (ع) ،
🌱 ثمّ هُو (ع) يُخبرُ ما هُو علمُ الغَيب ، فيقول بعد ذلك مباشرةً :
((وَ إِنَّمَا عِلْمُ الْغَيْبِ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ مَا عَدَّدَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِهِ :《 إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ》 الْآيَةَ فَيَعْلَمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مَا فِي الْأَرْحَامِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَ قَبِيحٍ أَوْ جَمِيلٍ وَ سَخِيٍّ أَوْ بَخِيلٍ وَ شَقِيٍّ أَوْ سَعِيدٍ وَ مَنْ يَكُونُ فِي النَّارِ حَطَباً أَوْ فِي الْجِنَانِ لِلنَّبِيِّينَ مُرَافِقاً فَهَذَا عِلْمُ الْغَيْبِ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ)) ،

🔸 ثمّ يبيّنُ (ع) أنّ عِلمَه ليسَ مِن جِنس عِلم الغَيب وإنّما هُو علِمٌ منقولٌ إليه ، فيقول : ((وَ مَا سِوَى ذَلِكَ فَعِلْمٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ نَبِيَّهُ (صلى الله عليه وآله) فَعَلَّمَنِيهِ وَ دَعَا لِي بِأَنْ يَعِيَهُ صَدْرِي وَ تَضْطَمَّ عَلَيْهِ جَوَانِحِي)) [نهج البلاغة] ،

🔹 فأصبحَ الفرقُ بيّناً لا يجوزُ مَعه أن يُقال أنّ أهل البيت (ع) يعَلمونَ ما في صدُور النّاس ، ومَا في أخبيتهِم وبُيوتهم وما يدّخرون فذلك مِن الغلوّ وممّا لا دليل عَليه ،
▪️ وإنّما علمُ الجَفر من قبيل مَا بيّنه أمير المُؤمنين (ع) ، قال :
((وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْ ءٍ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ السَّاعَةِ وَ لَا عَنْ فِئَةٍ تَهْدِي مِائَةً وَ تُضِلُّ مِائَةً إِلَّا أَنْبَأْتُكُمْ بِنَاعِقِهَا وَ قَائِدِهَا وَ سَائِقِهَا وَ مُنَاخِ رِكَابِهَا وَ مَحَطِّ رِحَالِهَا وَ مَنْ يُقْتَلُ مِنْ أَهْلِهَا قَتْلًا وَ مَنْ يَمُوتُ مِنْهُمْ مَوْتاً)) ،

📍 فليسَ من الجَفرِ غير ذلك ، وهُو الذي يجوزُ أن يُسرّ فيه رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله إلى أمير المؤمنين (ع) ما لا يُسرّ إلى غيرِه لأنّ ذلك من أفضَال العُلوم الذي لا يختل تكليفُ العباد بجهلِه وليسَ هُو من الرّسالة المحمديّة الواجبِ إبلاغُها لعُموم الأمّة ،
🔻 لأنّ البعض يجعلُ من علمِ الجَفر علمُ الحَلال والحَرام وذلك لا يجوزُ أن يخصّ به رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله أمير المؤمنين (ع) دوناً عن بقيّة الأمّة ،
🔺 ولكن يبقَى الكلامُ بحاجَةٍ إلى تدقيقٍ وتحقيقٍ أكثَر عن أصل إطلاق لفظَة (الجَفر) ، وهل يجوز تعدّد إطلاقِها على أكثر من معنىً ووجه ،
🌀 لأنّ كلامَنا السّابق مبنيّ على معنىً واحِد وهُو أنّ الجَفر موضوعٌ للملاحِم والأحداث المُستقبليّة كما وقفتَ من كلام أمير المُؤمنين (ع) القَريب عن الأحداث والفتن ،
-1-
-2-
📒 ويقولُ الإمام مجدالدّين المؤيّدي (ع) في تعريف علم الجَفر :
((عِلمٌ أوحَاه اللّه تعالى إلى رسوله صلى اللّه عليه وآله وسلم بما يَكون مِن المُغيّبات كما قال تعالى: { ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ} ، وقَد اختصّ بِه أمير المُؤمنين عَلي بن أبي طالب رضوان اللّه عليه، كما اختصّ حُذيفَة بن اليمان رضي اللّه عنه بِعلمِ المُنافِقِين كمَا هُوَ مَعلوم)) ،
📒 ثمّ قالَ (ع) :
((ولمّا كَان يَحتاجُ إلى قوّةِ مَلكَةٍ لِفَهم مَعانِيه ، وكَانَت تِلك المَلَكة لِبعض الأفرَاد قِيل: اختصّ بِه. كما يقال في سَائر العلوم، اختصّ فُلان بعلمِ النّحو مَثلا ، أو عِلم الفقه ، أو نحوه ، مما يكونُ لَه فِيه مَلكَة زَائدةٌ وهِي عِبارة مُتداوَلة بَين أهل العلم وغَيرهم)) ،
📒 ثمّ يقولُ (ع) :
((وأمّا لماذا سُمّي بذلك؟ فِلأنّه كُتِب في جِلدِ جَفْرٍ)) [مجمع الفوائد] ،
📝 قلتُ : أي في جِلدِ شَاةٍ ويُقال ثورٍ ، وهذا هُو المعنى المتوجّه من عُموم استعمال الناس وإطلاقهم من علم الجَفر ، أعني أنّه ذلك العلم المختصّ بالإخبارات المُستقبليّة بالفتن والمَلاحم .
🍄 نعم!
▪️ وهذه الجُملة من تعريف علم الجَفر وأنّه مختصّ بالأحداث المستقبليّة أجمعَ عليها الزيدية والإماميّة ،
🔻ويبقَى ما تحكيه الإماميّة :
من أنّ الجفَر هُو جفرٌ (وهذا هذا الذي نقصدُه هُنا الذي فيه الأحداث المستقبليّة) ، وجفرٌ أبيضُ ، وَجَفرٌ أحمَر ، ومُصحَف فاطمَة ، والجامعَة ،
📍 فهذه الأربعَةُ الأخيرَة كلّها لم تثبت من طريق أئمّة العترَة (ع) ،
📍 والرّواية فيها من طريق الإماميّة ضعيفةٌ جدّاً لا تُثمرُ علماً ،
🔴 فيبقَى مُناقشَة هل ذلك العلمُ قد اختصّ به أئمّة الإماميّة دونَ غيرهم من سَادات بني الحسن والحُسين ، بل وبعض بني هَاشم ؟!.

📖 هذا سنُناقشُه قريباً ، والمَفروغُ منه في القاعدَة أنّ التفاضل في العلم بالجَفر من سادات العترَة لا تَثبُتُ مَعهُ وبه الإمامَة تماماً كما تكلّمنا في المبحث الخامس القَريب عن الأعلميّة فتلك العُلوم من أفضَال العُلوم ، صحيحٌ أنّ بدءَ ذَلك من حيازَة أمير المُؤمنين (ع) لها دوناً عن غيره من الصّحابَة أنّ ذلك يكونُ من خصائصِه على أهل دهرِه بانَ عنهُم بذلك وهو مِن مَناقبِه، إلاّ أنّ دليلَ إمَامته هُو النصّ الشرعيّ ، وإلاّ فحذيفة بن اليمَان قد حازَ ما لم يحزهُ غيره عدا أمير المُؤمنين (ع) من العلم بالمُنافقين ومع ذلك فإنّه (أي حذيفَة) لا يستحقّ بذلك إمامةً دينيّة أو وصايةً إلهيّة أو وراثةً إلهيّة خاصّة به بلا دليلٍ شرعيّ يوجبُ له الإمامَة ، ففرّق بينَ ذلك ،
🍄 نعم!
📍ثمّ هُو بعد أمير المؤمنين (ع) يكون كسائر العُلوم المكشوفَة لمن وقفَ عليها وعرفَ وَجهها ، وذلك أنّه يجوزُ أن يخصّ الشرّع أمير المؤمنين (ع) باختصاصاتٍ هي أكثر ممّا يخصّ بها الإمامين الحسن والحسين صلوات الله عليهما ، أوذريتهما .

💠 *أولاً : ماهيّة وتأريخيّة عِلم الجَفر عند أئمّة العترَة (ع) :*

🔸 نشيرُ أولاً إلى أنّ هذا العلم ثابتٌ عن أئمّة العترَة (ع) ، والذي ظهَر لي من تأريخيّة هذا العلم بتتبّع دقيق ،
أنّ أمير المُؤمنين (ع) كانَ يختصرُ ما يتعلّمُه من رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله فيخطّه ويكتُبه في جِلد جَفْر ، وفي أكثر من صحيفَةٍ من جلد الجَفر على تعدّد مواضِع الفتن ، فقطعةٌ أو صحيفةٌ دولة بني أميّة ، وقطعةٌ أو صحيفةٌ دولَة بني العبّاس ، وهكذا أو قريبٌ منه ،
📍 ثمّ ذلك العِلمُ ليسَ سرّاً خطيراً في ذاتِه لا يُذاعُ كما يتصوّر أو يُصوِّرُ البَعض لذلك هُو (ع) كان يقول للنّاس اسألوني أُخْبِرْكُم ، قال (ع) : ((فَاسْأَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْ ءٍ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ السَّاعَةِ وَ لَا عَنْ فِئَةٍ تَهْدِي مِائَةً وَ تُضِلُّ مِائَةً إِلَّا أَنْبَأْتُكُمْ ..إلخ)) [نهج البلاغَة] ،
🔹 ومِنَ هُنا تناقَل الرّاوة عن أمير المُؤمنين (ع) الأخبار المستقبليّة لمّا سمعوها منه (ع) ،
📍 وإنّما الخُطورَة في إذاعتِه أنّ ذلك قد يفتّ في عضد المُؤمنين ويمنعُهم عن العمَل ، أو تستغلّه سُلطات الدّول استغلالاً سيّئاً ،
📍 أو أنّ إذاعَة ذلك العلم يكونُ سبباً في هلاكِ صاحبِه من الدّول القائمة خَصوصاً ، كماستقفُ بعد قليل ،
💧 فأمّا أن يُصَوَّرَ كما تُصوّره الإماميّة من أنّه عِلمٌ خُصّ به الأئمّة الوارثون واستحقّوا به الإمامَة وأنّه لا ينظُر فيه إلاّ الأوصياء والأئمّة دوناً عَن غيرِهم ⬅️ فذلك يتبَعُ غلّوهم في باب الإمامَة وصفاتِ الأئمّة بعُموم فضلاً عن أنّ ذلك ضعيفٌ من طريقهِم لا يُعتمَد عليه ،
🍄 نعم!
🔸 ثمّ بعدَ استشهادِ أمير المُؤمنين (ع) كانَت قِطعُ أو صحُفُ الجَفرِ ميراثٌ لأبنائِه من بعدِه (ع).
-2-
-3-
🔰 *ابن الحنفيّة محمّد بن علي بن أبي طالب رضوان الله عَليه يمتلكُ صحيفةً من ميراثِه في الجَفر :*

📒 النصّ الأوّل :
يقول ابن أبي الحَديد المُعتزلي ، وما بينَ المَعقوفَتين [ ] فزيادةٌ منّا للبَيان :
((سألت النقيب أبَا جَعفر يحيى بن محمّد [بن محمّد] بن أبى زيد [الحسَني العلويّ نقيبُ البصرَة] رحمه الله تعالى، فَقُلت لَه : مِنْ أي طَريقٍ عَرفَ بَنو أميّة أنّ الأمرَ سَينتقِلُ عَنهُم، وأنّه سَيلِيه بَنو هَاشِم [أي بنو العبّاس] ، وَأوّل مَن يَلي مِنهُم يَكون اسمُه عبدالله؟!. وَلم مَنعُوهُم [أي بنو أميّة منعُوا بني العبّاس] عَن مُناكَحة بني الحَارث بن كعب لِعلمِهم أنّ أوّل مَن يَلي الأمر مِن بني هَاشِم تَكون أمّه حَارثيّة؟!. وَبِأي طَريقٍ عَرف بَنو هَاشم أنّ الأمر سَيصير إليهم، وَيملِكُه عَبيدُ أولادِهِم، حَتّى عَرَفُوا صَاحِبَ الأمر بِعينِه [ أي الخليفَة منهُم أو مهديّ آخر الزّمان] ، كما قَد جَاء في الخَبر!.
فَقَالَ [أبو جَعفر النّقيب الحسنيّ] :
أصْلُ هَذا كُلّه محمّد ابن الحنفيّة، ثمّ ابنه عَبد الله المكنى أبَا هَاشِم.
قُلت لَه: أفكان محمّد ابن الحنفية مَخصوصاً مِن أميرِ المُؤمِنين عَليه السلام بِعلمٍ يَستأثِر بِه عَلى أخوَيه حَسن وحُسين عَليهما السلام؟!.
قَال: لا، ولكنّهما كَتما وَأذَاع.
ثمّ قَال: قَد صَحَّت الرِّوايَة عِندَنا عَن أسلافِنا وَعَن غَيرهِم مِن أربَاب الحَديث، أنّ عَلياً عَليه السلام لما قُبض أتَى محمّدٌ ابنُه أخوَيه حَسناً وَحُسينا عَليهما السلام، فقال لهما: أَعطِيَاني مِيراثي مِن أبي .
فقالا له: قَد عَلِمتَ أنّ أبَاك لم يترك صَفرَاء ولا بَيضَاء.
فَقال: قَد عَلمتُ ذَلك، وليس مِيراث المال أطلُب، إنّما أطلُبُ مِيرَاث العِلم.
قَال أبو جعفر [النّقيب الحسني] رحمه الله تعالى:
فَروى أبَان بن عثمان عمّن يَروي له ذلك، عَن جَعفَر بن محمّد عليه السلام، قَال: فَدفعا إليه صَحيفَةً، لَو أطْلَعَاه عَلى أكثرَ مِنها لهلَكَ [أي قُتِلَ مِنْ بَني أميّة ] ، فِيها ذِكرُ دَولَة بَني العَبّاس.
قَال أبو جعفَر [النقيب الحسني]:
وقَد رَوَى أبو الحسَن علي بن محمّد النّوفَلي، قَال: حَدّثني عِيسى ابن علي بن عَبدالله بن العبّاس، قَال: لما أرَدنا الهربَ مِن مَروان بن محمّد [الأموي] ، لما قَبض عَلى إبراهيم الإمام [العباسيّ] جَعلنَا نُسخَة الصَّحيفة التي دَفعَها أبو هَاشم ابن محمّد ابن الحنفية إلى محمّد بن علي ابن عَبد الله بن العبّاس، وهي التي كَان آبَاؤنا [أي بنو العبّاس] يُسمّونَها صَحيفَة الدّولَة ، في صُندوقٍ مِن نُحاس صَغير، ثمّ دَفنّاه تحتَ زَيتوناتٍ بالشّرَاة لم يَكُن بالشّراة مِنَ الزّيتون غَيرهن، فَلما أفضَى السّلطان إلينَا، وَمَلكنَا الأمر، أرسَلنا إلى ذلك الموضع فَبُحِث وَحُفِر، فَلم يُوجَد فِيه شَيءٌ ، فَأمَرْنا بِحفر جَريب من الأرض في ذلك الموضع، حتى بَلغ الحفرُ المَاء وَلم نَجِد شَيئاً.

قَال أبو جَعفر [النّقيب الحسنيّ]:
وَقد كَان محمّد ابن الحنفية صَرّح بالأمر لِعَبد الله بن العبّاس وَعَرّفَه تَفصيلَه، وَلم يكن أمير المؤمنين عليه السلام قد فَصّلَ لِعَبد الله بن العباس الأمر، وإنّما أخبرَه به مُجمَلاً، كَقوله في هذا الخبر: ((خُذ إليكَ أبَا الأملاك)) [أي عندما وُلِدَ لعبدالله بن العبّاس ولدهُ عَليّ بن عبدالله بن العباس ] ، وَنحو ذلك مما كَان يَعرض له به ، ولكن الذي كَشف القِناع، وأبرزَ المستور عَليه هو محمّد ابن الحنفية.
وكذلك أيضاً مَا وَصَل إلى بني أميّة مِن عِلم هَذَا الأمر، فَإنّه وَصَل مِن جهة محمد ابن الحنفية، وأطلعهم عَلى السِّر الذي عَلِمَه، ولكن لم يَكشفْ لَهم كَشْفَهُ لِبني العَبّاس، فَإنّ كَشفَه الأمرَ لبني العَبّاس كَان أكمَل)) [شرح نهج البلاغة]
🍄 نعم!
ولنَا مع هذا النّقل عن النّقيب أبي جَعفر محمّد بن أبي زيدٍ الحَسني عدّة قراءات مهمّة .

*القراءَة الأولَى :*
أنّ كتاب الجَفر صُحفٌ مُتعدّدة (قطعٌ مُتعدّدة) من جُلود الجَفر ، وأنّ كلّ قطعَة تتناوَلُ موضوعَ حَوادِثَ مُعيّنة ، كتلكَ الصّحيفَة التي تتكلّم عن دولَة بني العبّاس وكانت نصيبَ محمّد ابن الحنفيّة رضي الله عنه وهذا من قولِ النّقيب :
((فدفعَا إليه صَحيفَةً، لَو أطْلَعَاه عَلى أكثرَ مِنها لهلَكَ [أي قُتِلَ مِنْ بَني أميّة ] ، فِيها ذِكرُ دَولَة بَني العَبّاس .

-3-
-4-
*القراءة الثانية :*
أنّ الإمامَين الحسن والحُسين (ع) كانا يعلمَان طبيعَة أخيهِما فأعطيَاه ما يخصّ غير دولة بني أميّة وتعاقُبهم وكذا أحداث آل الزّبير حيث كانَ ذلك الوقت هُو بداية حُكم بني أميّة ، وإلاّ لتعرّض للهلكَة والقَتل منهُم على تسلّطهم وطُغيانهِم ، أو أنّ ذلكَ وهُو مُعاصِرهُ من أحدَاثٍ كَان سيجعلُه يُساهِمُ في صناعَة الأحدَاث في زمانِه بما يجعلُ بني أميّة وآل الزّبير يُهلكوَنه ويقتلونَه ، وفي زمَن ابن الحنفيّة كانَ ابن الزبيرّ وتمكّنه من مكّة ، وخُروج المُختار بن أبي عُبيد الثقفي وأخبارُه مشهورَة فهذا قولُ النّقيبُ الحسني : ((لَو أطْلَعَاه عَلى أكثرَ مِنها لهلَكَ)) ، وذلك أنّني وقفتُ على قولِ باحثٍ إماميّ أنّ سبب هلاك ابن الحنفيّة هُو أنّه لن يستوعبَ ذلك العلم وإنّما يستوعبُه فقطُ الأئمّة المَعصُومُون أئمّة الإماميّة ، وهذا في بُطلانه وفاسدِه تابعٌ لغلوّهم وَقولِهم في الإمامَة بعُموم ، وإلاّ فلا فرقَ بينَ اطّلاعٍ على قليلٍ أو كثيرٍ من تلك الأخبار المستقبليّة والأحدَاث في علم الجَفر ، فمَا سَبقَ أولى وأقربُ للواقِع .

*القراءة الثّالثة :*
أنّ فيه ردّ على ما ترويه الإماميّة من أنّ علمَ الجَفر قد اختصّ به أئمّتهم وأنّه لا يطّلع عليه غيرُهم فهذه صحيفَةٌ منه سّلمها الإمامان الحسن والحسين (ع) لأخيهما ابن الحنفيّة رضوان الله عليه وليسَ هُو بنبيّ ولا بوصيّ نبيّ ، وذلك برواية الإمام جَعفر بن محمّد الصّادق (ع) .

*القراءة الرّابعة :*
أنّ فيه ردّ على تدّعيه الإماميّة من انحصَار الإخبار بالأحداث المستقبليّة على أئمّتهم فهذا ابن الحنفيّة يُخبرُ من كتابِ أمير المُؤمنين (ع) الجَفر بالأحداث المستقبليّة في آخر دولة بني أميّة وبداية دولة بني العبّاس ، وذلك مرويٌّ عن ابن الحنفيّة في الإخبار في كُتب الإماميّة .

*القراءة الخامسَة :*
إبراهيمُ الإمامُ المقصودُ في النّص هُو أخٌ لأبي العبّاس السفّاح ولأبي جعفر المنصور العباسيّ ، فهُو إبراهيم بن محمّد بن عَلي (أبي الأملاك) بن عبدالله بن العبّاس بن عبدالمطلّب ، وقد سجَنه الخليفة الأمويّ مروان بن محمّد المعروف بـ (مروان الحمار) ، حتى توفي في حبسه سنة (131هـ) ، نعم! فمن ذلك الوقت كما في الرّاوية فإنّ صحيفَة الجفر التي مَعهم قد فُقِدَت أو قد أخذهَا بعضهُم سرّاً حتّى بعد فترةً أخرجَهَا لهم ، وهذا سيكونُ واضحاً مِنْ تَلجلُج حال أبي جَعفر المنصور مع سادات العترَة من بني الحسن والحُسين في أمرهِم واتّفاقهم على الإمام النّفس الزكيّة محمّد بن عبدالله (ع) كما تصفُ الرّوايات فإنّه في مواضِعَ روائيّة تكون بيعته وكلامُه خالصاً في البيعَة للإمام النّفس الزكيّة (ع) ، وتارةً في رواياتٍ أخرَى يكونُ مُتلجلجاً مُتردّداً حائراً وكأنّ أخبار تلك الصّحيفَة لم تصلُه تامّة كما وصلَت أخاه إبراهيم الإمام، أو أنّ في نفسه شكّ منها ، حتّى تعاضدَت في نفسه أخبار مُلكه وبني العبّاس من الإمام الصّادق جَعفر بن محمّد (ع) ، وهذا كلّه فيُراعي فيه الباحثُ والمهتمّ أنّ انتقال تلك الأخبار في ذلك الزّمان كانت خفيةً وليسَ الكلّ ينطقُها بُعداً عن أنظار الأمويّة ، نعم! والإماميّة يُصوّرون أو يتصوّرون أنّ مصدر المعلومة الأوّل في مُلك بني العبّاس في ذلك الزّمان هُو الإمام الصّادق (ع) فإنّ إبراهيم الإمام كان يُدبّر الأمرُ بناءً على ما بلغَه من أبي هاشم عبدالله بن محمّد ابن الحنفيّة مُسبقاً معَ أبي مسلم الخُراساني فلمّا كان سجنُ وموتُ إبراهيم الإمام عهدَ بالأمر لأخيه أبي العبّاس السفّاح ،
نعم!
إلاّ أنّ أبا جعفر المنصور العباسيّ ولشهوة المُلك وإقبال الشّيعة على سَادات بني الحسن والحُسين (ع) فإنّه كان يتوجّسُ من كلّ طارئٍ أنّه سيُبيدُ دولَته فلذلك هُو أوغَل في دماء بني الحسن والحُسين قتلاً وتشريداً وتطريداً ، والله المُستعان ، وسادات بني الحسن والحُسين فإنّهم كانوا يُؤمنون أنّ تكليفَهم هُو العَمل بالشّرع لا يَلتفتونَ إلى الأخبار فيهم وفي مصارعهِم ، فإنّ الله يُؤاخذهُم على عدم العمَل ولا يُؤاخذهُم على الشّهادَة في سَبيلِه ، ولو أورادَ منهم جلّ شأنه عدم الخُروج والأمر بالمَعروف والنّهي عن المُنكر لأنزلَ ذلك صريحاً في القرآن ، وبدون ذلك فإنّ خطاب الشّرع يعمّهم وواجب الاصطفاء والتفضيل يفرضُ عليهم القيام بشأن الأمّة أكثر من غيرهِم ، وفي خُروج الإمام الحُسين السّبط (ع) أكبر بُرهان ، ومعه وما قبلَه جوابٌ لمن قد يقول فلماذا يخرجُ الأئمّة النفس الزكيّة والنّفس الرضيّة والحسين الفخي وهُم يعلمون ذلك ، وأيضاً يتأمّل عن علّة إرسال الله تعالى الرّسل لمن لا يُؤمنون ، ولمن يَقتلون الأنبياء ، وعن النصّ على أمير المُؤمنين (ع) مع علمه جلّ شأنه بتقدّم غيره عليه فإنّ في ذلك توجيهاتٌ لا تغيبُ عن المهتمّين والطّالبين .

-4-
-5-
📒 *النصّ الثّاني :*
وهُو في موضوع تلك الصّحيفَة مع ابن الحنفيّة ، فقد جاء في جوابِ الإمامِ نجم آل الرّسول القاسم بن إبراهيم الرّسي (ع) ، (169-246هـ) ما نصّه :
((قَد أخبر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بما يَكون في أمّته مِن بَعدِه في كِتاب الجَفر، مِن الملوكِ إلى نُزول عيسى بن مريم صلى الله عليه، وَبما يكون في أمّته مِن الاختِلاف، ووصفَ [أي القاسم] كِتَاب الجَفر، وَذكرَ أنّه تَقطَّع وذَهَب [أي ضاعَ وهو يتكلّم عن صحيفَة ابن الحنفيّة ] وَقد كَان صَار إلى أبي هَاشِم عَبد الله بن محمّد ابن الحنيفة، وَنُسخته عند آل محمد يتوارثونه)) [مجموع كُتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم] .

🍄 نعم! وهُنا عدّة قراءات ، نقفُ معها .

❇️ *القراءة الأولَى :*
الظّاهرُ من كلام الإمام نجم آل الرّسول القاسم بن إبراهيم الرّسي (ع) ، وهُو الإمام القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طَالب (ع) ، أنّ أصلَ كتاب الجَفر (أي كلّه) كانَ مع ابن الحنفيّة محمّد بن علي بن أبي طَالب (ع) وهذا (الأصلُ) قد يكون جعله الإمام الحُسين السّبط (ع) إليه لمكَانَته وليحفَظه خصوصاً وهُو (ع) مُتجّه إلى الكوفَة لمُلاقَاة يزيد بن مُعاوية ، ثمّ صارَ ذلك الأصلُ إلى أبي هاشم عبدالله بن محمّد ابن الحنفيّة ، ثمّ تقطّع ذلك الكِتاب إلى قِطعٍ حتّى ذهب ، وذلك أنّه يجوزُ أن يكون الكتاب يتكوّن من عدّة صُحفٍ مِنَ الجَفر ، فيكون تقطّعها هُو أخذُ النّاس (ولعلّهم بنو العبّاس) أو أبناء ابن الحنفيّة وأحفادُه ، أوأبناء الإمامين الحسن والحسين وأحفادُهم ، حتّى لم يبقَ ذلك الكتاب مجموعاً ، حتّى ذهبَ ذلك الكتاب بحيث لا يُعلَم له طريقٌ مع عامِل إخفاء مَن يتملّكه، أو يتملّك صُحُفاً منه .

❇️ *القراءة الثانية :*
أنّ الإمام الحسَن (ع) يكون قد انتسخَ من ذلك الكتابِ نُسخةً ، وكذا الإمام الحُسين (ع) قد انتسخَ من ذلك الكتاب نُسخةً ، فقط أصلُ الكِتاب الذي هُو بخط أمير المُؤمنين (ع) هُو الذي كانَ الإمام الحُسين (ع) يريدُ أن يحفظَهُ عند أخيه ابن الحنفيّة ،
وهذا إنّما هُو استقراءٌ من النصّ ،
ويجتمعُ هذا مع ما ذكرهُ ابن أبي الحديد عن النّقيب الحسني أن يكون ابن الحنفيّة قد أخذَ نسخةً من خطّ أمير المُؤمنين ميراثَه كقطعةٍ أو صحيفةٍ هي صحيفة دولة بني العبّاس لا أنّه أخذَ أصل خطّ أمير المُؤمنين (ع) وقد رضيَ بذلك حفظاً لمكانَة أخويه ولمّا كان المضمون من العلم عندَه ، واحتمالٌ آخَر غير هذا ،
نعم!
فكانَ لدى الإمام الحسن بن علي (ع) نسخةٌ من كتاب الجفر ، وكذا الإمام الحُسين (ع) معه نسخةٌ ، وكذلك كان مع أخيهم العبّاس بن علي بن أبي طَالب رضوان الله عليه نسخةٌ من الجفر (كما سيأتي) ،
وكذا لا يمتنع أن يكونَ ذلك مع أخيهم عُمر بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ، ثمّ كان أهل البيت من سادات بني الحسن والحسين يتوارثون تلك النسخَة (ولذلك سمّاها الإمام القاسم نُسخَةً ، نُسخةٌ مِن كِتَاب) ، فكانت في أيدي أهل البيت مع بني الحسن والحُسين عن آبائهم ، وكانت في يد بني علي مع أبناء العبّاس وقد تكون أيضاً مع أبناء عُمر الأطرف ابن عَلي (فقط لا نقل بين يديّ يخصّهم) ،
-5-
-6-
نعم!
وبغضّ النّظر عن تماميّة تلك النّسخ أو نقصانها في أيدي الأبناء لأنّه يجوزُ أن يكون كلّ ابن قد أخذَ بقطعةٍ أو صحيفةٍ من صُحف الجفر التي بمجموعها تكونُ كتاباً (كتاب الجفر) ، إلاّ أنّه يظَهر أنّ الإمام البَاقر محمد بن علي (ع) ، أو هو الإمام السجّاد علي بن الحسين ، خصوصاً مع جاء من الأخبار بإجماع الشيعة في فضيلة الإمام الباقر (ع) على لسان رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله أنّه يبقرُ العِلم بقراً ولتوجّهه وأبيه إلى ميدان العلم قد جمعوا تلك النّسخة تامّةً أو شبه تامّة فلذلك نجدُ الإمام يحيى بن زيد (ع) عندمَا قال : ((كُلّنا له علم غير أنّهم يعلمون كلّ ما نعلَم ، ولا نعلَم كلّ ما يعلمُون)) إنّما يتوجّه إلى هذا المقام من الجفر خصوصاً وأنّ سياق كلامه معَ متوكّل بن هارون هُو في الإخبارات المستقبليّة ، والكلام يخصّ الإمامين الباقر والصّادق صلوات الله عليهما فلا يطّرد ، فأثبتَ الإمام يحيى بن زيد (ع) أنّ لهم علمٌ (أي بذلك الجفر) إلاّ أنّ لأجل ذلك التفرّق في القِطَع والصّحف لم يكُن مَعهم علمُهم كعلم عمّه الباقر وابن عمّه الصّادق فإنّهما كانَا أكثَر تتبّعاً لكتاب الجفر وجمع ما تباعد منه فلذلك كانوا يعلمون كلّ ما يعلَم أصحاب الصّحف المتفرّقة ، ولكنّ أصحاب الصّحف المتفرّقة لا يعلمونَ ما غابَ عنهم من النّسخ والصّحف التي جمَعها الإمامان زين العابدين أو الباقر صلوات الله عليهما ، وهذا كما ترَى من أفضال العُلوم ، وليسَ هُو مما لأجله تثبتُ الإمامَة ، وهُو بعيدٌ عن ذلك التّهويل الإماميّ ونظرتهم في التّقديس التي تقودها النّصوص ووجود تابوت موسَى وكُتب الأنبياء السّابقين وما إلى ذلك من الغلوّ وعلوم الغيب التي يعلمها الإمام مَتى شَاء والله المُستعان، وفي الحالة الطبيعية البعيدة عن هذا الغلوّ فإن بيوت الُعلماء من آل محمّد مفتوحة لإخوتهم وبني عُمومتهم بل لعُموم الأمّة يتعلّمون منهم معالم دينهِم ، فالتفافُ سادات بني الحسن والحُسين حول باقر علوم الأنبياء هو اللائق بهم وهم الأولى به ، وليس ذلك يعود إلاّ أنّ قول بني الحسن والحسين واحدٌ في اعتقادِهم بمعزلٍ عن ذلك الذي تحكيه وتُفرّقُ مَعه الإماميّة بين الأئمّة من بني الحسن والحسين في مشاربهِم واعتقاداتهم فليس قول الإمام الباقر هو الإمامة النصيّة أو الوصَايا ،
نعم! فالمنقبة تلك عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله في الإمام محمد بن علي وبقره للعلم هي منقبةٌ لإمامٍ من أئمّة العلوم الزيدية وذلك تحتجّ به الزيدية على علماء الأمّة ، إلى جانب عُلوم سادات بني الحسن والحُسين كالإمام زيد بن علي (ع) أعلم أهل زمانه بعد أخيه (بل قد شهدَ له أخوه الباقر بالتقدّم عليهِم في العلم) وبشهادَة ابن أخيه الصّادق كما مرّ معك في المبحث الخامس ، فليست الأعلميّة مختصّة ببطنٍ دون بطنٍ ، أو بآحادٍ دون آحاد ، فيتنبّه لذلك النّاظر ، نعم! ولسنا نمنع أن يكون كتاب الجفر نُسختُه تامّة مع أحد من العترَة غير الإمام الباقر (ع) لأنّ كلام الإمام يحيى بن زيد (ع) هُو عن نفسِه ومن انطبقَ عليه حالُه من الذريّة ، هذا وكلامُه (ع) قد يُقال أنّه يُراد به مُطلق العلم الجفرُ والحلال والحرام وهذا قد أتينا عليه بالبيان في المبحث الخامس فيُراجعه المهتمّ ،
نعم!
وأختمُ هذه القراءة بأنّ آل محمّد عند الإمام القاسم بن إبراهيم (ع) هُم سادات بني الحسن والحُسين (ع) ، لا أنّهم التسعة من ولد الحُسين كما تقول الإماميّة ، فعلى هذا يتوجّه كلامه (ع) عندما قال أنّ آل محمّد يتوارثونه ، فإنّ للإمامية في هذه الجزئيّات تشغيبٌ ، فإن قيل فأينَ هُو الجفر اليوم من ذلك التوارث؟!. قلنا : لا يلزمُ أن يكون ذلك مطّرداً في التوارث فالإمام يتكلّم عن حدّ علمه ، يتوارثونه حتى زمانِه الذي هُو شاهدٌ عليه ، والزيدية تروي أنّ نسخته كانت مع الإمام الهادي إلى الحقّ يحيى بن الحُسين (ع) .

❇️ *القراءة الثالثّة :*
هي في موضوعُ كتاب الجَفر من كلام الإمام القاسم بن إبراهيم (ع) ، وهو قوله أنّه إخبار نبويّ :
((بما يَكون في أمّته مِن بَعدِه في كِتاب الجَفر، مِن الملوكِ إلى نُزول عيسى بن مريم صلى الله عليه، وَبما يكون في أمّته مِن الاختِلاف.
-6-
-7-
🔰 *قمَرُ بن هَاشم العباس بن علي بن أبي طالب رضوان الله عَليه يمتلكُ صحيفةً من ميراثِه في الجَفر:*

📒 *النصّ الأوّل :*
يقول علي بن محمّد بن عُبيدالله بن عَبدالله بن عُبيدالله بن الحسن بن عُبيدالله بن العبّاس بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم ، وهُو وأبوهُ من أصحاب الإمام الهادي إلى الحقّ يحيى بن الحُسين (ع) في كتابه (سيرة الإمام الهادي إلى الحق) :

قال أبو جعفر محمّد بن سليمان [ الفقيه المحدّث الكوفي ، صاحب الإمام الهادي إلى الحقّ] : فحدّثني محمد بن عُبيدالله [ والدُ علي بن محمّد السّابق الذّكر ، ورفيقُ طريقِ الإمام الهادي إلى الحقّ من المدينَة إلى اليمَن] ، قال :

((وجدتُ في كُتب جدّي عُبيدالله بن العباس بن علي بن أبي طالب رحمة الله عليه ، إن القائم من ولَد الحسَن إذا خرجَ وبدأ بالمسير في نَجدٍ [الأرض المرتفعة] ، فيمرّ ببطنٍ من بني عقيل يُقال لهم بنو معاوية بن حرب ، فيسير إلى اليمن فيسوقُ يمنُها إلى تهامتها إلى مكّة كسوق الرّاعي غنمَه إلى مرعاها يَقْدُمُه بين يديه رجلٌ من ولد العبّاس بن علي عليه السّلام)) [سيرة الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين:30] .

📖 *النصّ الأوّل :*
قال علي بن محمّد بن عُبيدالله بن عَبدالله بن عُبيدالله بن الحسن بن عُبيدالله بن العبّاس بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم ، في كتابه (سيرة الإمام الهادي إلى الحقّ) ، وما بين المعقوفتين [ ] فمنّا للتوضيح :
((سألتُ أبي محمد بن عُبيدالله بعد وصولي إليه إليه باليمَن كيف كان خروج الهادي إلى الحقّ ؟!. وكيف كان خروجكم ؟!. وما لقيتم في سفركم ؟!. فقال : يا بُنيّ خرجنا من عندكم من المدينَة لهلال ذي ذالحجّة ، فلمّا سرنا إلى الفُرْع [ مقرّ إقامة بني الرّسي بالمدينة] يَوماً وكِسْر يَوم ، فلمّا وصلنا لقينا الهادي إلى الحقّ ومعه أبوه الحُسين بن القاسم ، وعمّها محمّد والحسن أبناء القاسم ، وعبدالله بن الحسين أخوه عليه السّلام ، وجماعَة فتيانهم فسلّموا علينا وتحدّثوا معنا ساعَة ، ثمّ انصرفُوا إلى منازلهم وصرنَا إلى منزلِنا ، ثمّ عادَ إلينا عند حضور العَتمَة وكنّا في مَسجد قُدّام المنزل الذي كنا فيه ، فلمّا حضرَت صلاة العَتَمة قُمنَا إلى الصّلاة فقال الهادي إلى الحقّ لعمّه محمّد بن القَاسم تقدّم يا عمّ صلِّ بَنا . فقالَ : سبحان الله يا بُنيّ لا يجوزُ أن أتقدّمَ عليك . فقال الهادي إلى الحقّ : قد جعلتُ الأمر إليكَ فتقدّم فصلّ بنا ، فتقدّمَ محمّد بن القاسم صلى الله عليه فصلّى بنا العَتمَة ، فلمّا فرغ من صلاتِه وسلّم التفتَ إلى الهادي إلى الحق ، فقال له : يا ابن أخي استغفِر لي فإنّي قد تقدّمتُ عليكَ ، وصلّيتُ بك ، وكُنتَ أحقّ بالتقدّم منّي ، فقال له الهادي إلى الحق : غفرَ الله لك يا عمّ . فلمّا سمعتُ يا بُنيّ كلام محمّد بن القاسم للهادي إلى الحقّ ازددتُ رغبةً فيه ومحبّةً له ، فأقمنَا ثلاثة أيّام ، ثمّ أتى عبدالله بن الحسين [أخو الهادي] فتحدّث عندنا مَليّاً ، ثمّ قال : لا أرَى إلاّ أنّ الهادي إلى الحقّ قد أضربَ عن الخُروج وعزمَ على صرفِ هؤلاء الذين جاؤوه من اليمَن [وذلك أنّ وفداً من كبار قبائل اليَمن أتوا يطلبونه الخُروج إليهم ليقيم فيهم الكتاب والسنّة والعَدل] ، فغمّنا ما سمعناه منه غمّاً شديداً وأتعبنَا ذلك للذي كنّا قد أملنا في نُفوسنا ورجونَا من قيامنا ومعونتنا لإمامنا وإظهارنا لدين ربّنا وسنّة نبيّنا ، ثمّ انصرفَ عنّا عبدالله بن الحسين إلى منزله ، وقام كلّ رجل منّا إلى موضعه مُتأسّفاً حزيناً مغموماً مهموماً على انقطاع رجائِه وكسوفِ أملِه ، فلم نزَل على ذلك حتّى كانَ انتصاف النّهار من ذلك اليَوم ، ثمّ إذا بغُلامٍ للهادي إلى الحقّ يُقال له سُليم قد أقبلَ إلينَا فقَال : باسم الله قوموا فارحلوا وشدّوا على دوابّكم . قال : فقُمنا مسرورين جَذلين فرحين ، فقلُنا له : ما القصّة يا سُليم؟!. فقال : قد عزمَ مولاي على الخُروج إلى اليمَن ، فشددنا على دوابّنا ، وما نصدّق أنّه خارجٌ معنَا . قال : فلمّا أكملنَا ما نحتاجُ إليه ، إذا بالهادي قد برزَ إلينا ومشائخُه وأخوه وبنو عمّه مُحدّقين به فلقيناهم وسلّمنا عليهم أجمَعين ، وساروا معنا مُشيّعين لنا ساعَة ، ثمّ أمر الهادي إلى الحق مشائخه بالانصراف والوداع له ، فودّعوه فسمعتُ عند وداعهِم محمّد بن القاسم رضي الله عنه وهو يقول : (يا أبا الحُسين ، لوحمَلتني رُكبتَاي لجاهدتُ معك يا بُنيّ ، أشركنَا الله في كلّ ما أنتَ فيه ، وفي كلّ مشهدٍ تشهدُه ، وفي كلّ موقفٍ تقفه) ، فازددتُ لذلك فرحاً وسروراً وودّعناهُم وعادوا راجعِين واستقمنَا في سيرِنا وكانت عدّتنا يسيرَة لم يكُن مع الهادي إلى الحقّ غير ابنه محمّد بن يحيى ، يوسف بن محمد الحسني ، ومحمّد بن عبيدالله من ولد العبّاس بن علي [أي يقصدُ نفسه] ، ويحيى بن الحسين من ولد عُمر بن علي ، وإدريس بن أحمد من ولد جعفر بن أبي طَالب ، وعشرةٌ من خدمه ، فسرنَا حتّى وصلنَأ إلى قريةٍ يُقال له
-7-
-8-
السّوارقيّة وكنّا عازمين على أن نأخُذ طريقاً يُخرجُنا على تربة وبيشَة ، فعسرَت علينا الطّريق التي أملنا ، ورجعنا على أعقابنَا فبينما نحنُ نسيرُ إذ مررنَا ببطنٍ من العرب ، فنزلَ عليهم الهادي إلى الحق عليه السلام ونزلنا معه ، فسألتُ بعض القوم عن نسبهِم؟!. فقال لي : إنّا بطنُ من قيس يُقال لهم بنو معاوية بن حرب ، فذكرتُ عند ذلك حديث جدّي عبيدالله بن العبّاس في صاحب اليمَن ، وعلمتُ أنّه صاحبُ الأمر [أي المقصودُ في الخبر] وحمدتُ الله تعالى الذي بلّغنا رؤيته والقيام معه ، ثمّ إنّ الهادي إلى الحقّ (ع) كلّمَ القومَ الذي نزلَ عندَهم وذكّرَهم بأيّام الله ،وأعلَمَهُم بقيامِه بطاعَة الله وسألَهم النّصرة له والقيام معه ، فخرجَ نفرٌ من بني مُعاوية بن حرب وسارَ حتّى كان في بعض الطّريق ، ثمّ إني سألتُه عمّا كان من عزمِه على المقام والتخلّف عن الخروج إلى اليمَن ؟!. فقَال : كُنت قد انثنيتُ عن الخُروج إلى اليمَن وعزمتُ على أن أصرفَ رُسُل أهل اليمن للذي كان بدا لي من شِرّة أهل اليمَن ، وقلّة رغبتهم في الحقّ ، فكنتُ عازماً على التخلّف حتّى إذا كانَ قَبل خُروجي بليلةٍ رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم في المَنام وهو يقول لي : ((يا يحيَى مالَك متثاقلاً عن الخُروج ، انهَض فمُرْهُم فليُنقّوا ما على الأرضِ من هذه الأوسَاخ)) ، فعلمتُ أنّه صلى الله عليه وآله وسلم لم يُرد بذلك غير المَعاصي التي على الأرض من العِباد ، فَضَمِنتُ له النّهوضُ ، فَنَهضْتُ)) [ سيرة الإمام الهادي إلى الحق:38] .

🍄 نعم!
ولنَا مع هذين النّقلين عن محمّد بن عبيدالله العباسي العلوي رحمه الله ، عدّة قراءات مهمّة .

✳️ *القراءة الأولَى :*
أنّ هذين النّقلين صحيحَين بل غايَة الصحّة:
📍 فالأوّل: عن الثّقة العالِم علي بن محمّد بن عُبيدالله العباسيّ العَلوي ، عن الثّقة الحافظ الفقيه محمّد بن سُليمان الكُوفي ، عن الثّقة الشّهيد محمّد بن عُبيد الله العبّاسي .
📍 والثّاني : عن الثّقة العالم علي بن محمّد بن عُبيدالله العبّاسي العلويّ ، عن أبيه الثقّة الشّهيد محمد بن عُبيدالله العبّاسي العلويّ ، وكلاهُما في موضوعٍ واحدٍ فيما نحنُ بصدده من كِتاب عُبيدالله بن العبّاس بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم ، وكلاهُما في كتاب علي بن محمّد بن عُبيدالله خاصّته (سيرة الإمام الهادي إلى الحقّ).

✳️ *القراءة الثّانية :*
أنّ الظّاهر من كتاب أبي محمّد الأمير عُبيدالله بن العبّاس بن عليبن أبي طالب (ع) أنّه قد ورثَه عن أبيه قمر بني هاشم العبّاس بن علي بن أبي طَالب (ع) ، فتكون صحيفَتُه مِيراثُه قد وصلَه كما وصلَ أخاه محمّد بن علي بن أبي طالب ، خصوصاً وأنّ موضوعنَا هذا منها هُو في الإخبار بالأحداث المستقبليّة وتلك مادّة كتاب الجفر .

✳️ *القراءة الثّالثة :*
أنّ في ذلك ردّ على مَن جعل كتاب الجفر من اختصاصٍ بطنٍ أو آحادٍ مخصوصين محدودين من بني الحُسين وأنّه لا ينظرُه إلاّ نبيّ أو وصيّ وذلك من قول الإماميّة .

✳️ *القراءة الرّابعة :*
أنذ دعَوة الإمام الهادي (ع) قد بلغَت تهامَة ومكّة وخُطِبَ لهُ (ع) فيها كما هُ, معلومٌ من سيرتِه (ع) ، وأشرافُ الحجاز من ذريّة الإمام الرّضا عبدالله بن موسى الجون ومن أمراء مكّة على نصرتِه (ع) ، وأشراف مكّة على مذهب الزيدية ذلك معلومٌ تأريخياً ، وكذلك كانَت الدّعوة التي أسّسها الإمام الهادي إلى الحقّ (ع) في اليمن تنتشرُ على يد الأئمّة بعدَه في اليمَن فذلك يدلّ أنّه مصداق الخَبر إلى جانب ما ذكرَه محمد بن عُبيدالله العباسي من النّزول على بني مُعاوية في طريقِهم .

💠 *ثانياً : ذكرُ شيءٍ من الأخبار عن سادات العترَة وغيرهم من بني هاشم من علم الجفر والأحداث المستقبلية:*

نعم! ولعلّني آتي أيضاً بشيءٍ من الإخبارات ممّا وقعَ تحت يدي على عُجالَة ليستبين للناظر والباحث أنّ دعوى اختصاص أئمّة الإماميّة بتلك الإخبارات هي محضُ دعوى لا تصحّ ، فمن ذلك (وأشيرُ إلى أنّني سأذكُرُ الإخبارات أيضاً عن أئمّة الإماميّة هُنا في سياق ذكرِ سلفِ الزيديّة من أئمّة العترَة لأنّهم للزيدية سلفٌ وهُم أولى بهم عند التّحقيق :

🏝 *ما أثرَ عن أمير المُؤمنين علي بن أبي طَالب (ع) ، (ت40هـ):*

* الإخبَارُ عن كيفيّة مقتلِهِ (ع) وأنّه يُضرب رأسُه فتُخضَُ لحيتُه: قال ابن أبي الحَديد المُعتزليّ :
((واعلَم أنّه عَليه السلام قَد أقسمَ في هذا الفصل بالله الذي نَفسُه بِيدِه، أنّهم لا يَسألُونه عَن أمر يحدُث بَينهم وبين القيامة إلا أخبرَهم به، وأنّه مَا صَحّ مِن طَائفة مِنَ النّاس يهتدي بها مَائة وتضلّ بها مَائة، إلاّ وَهو مُخبرٌ لهم – إن سألوه – بِرعُاتِها، وَقائدها وسائقِها وَمَواضع نزول رِكَابها وخُيولها، ومن يُقتل منها قتلا، ومَن يَموت منها مَوتا، وهَذه الدّعوى ليست مِنه عَليه السّلام ادّعاء الربوبية، ولا ادّعاء النبوة، ولكنّه كَان يقول: إنّ رَسُول الله صلى الله عليه وآله أخبرَه بذلك، ولقد امتحَنّا
-8-
-9-
إخبَارَه فَوجدناه مُوافقاً، فَاستدلَلنا بذلك على صِدقِ الدّعوى المذكُورَة، كإخبارِه عَن الضّربة التي يُضرَبُ بها في رَأسِه فَتُخضِّبُ لحيتَه .

*وقالَ ابن أبي الحَديد : ((وإخبَارِه عَن قَتل الحُسين ابنه عَليهما السلام، ومَا قَالَه في كَربَلاء حَيث مَرّ بِهَا)) .

*وقالَ ابن أبي الحَديد : ((وإخبَارِه بِمُلك مُعاوية الأمر مِن بَعدِه)).

*وقالَ ابن أبي الحَديد : ((وإخبَارِه عَن الحجّاج ، وعَن يُوسف بن عُمر)).

*وقالَ ابن أبي الحَديد : ((وما أخبرَ به مِن أمرِ الخَوارِج بالنّهرَوان)).

*وقالَ ابن أبي الحَديد : ((ومَا قَدّمه إلى أصحَابه مِن إخبَاره بِقَتل مَن يُقتل مِنهُم، وَصَلب مَن يُصلَب)).

*وقالَ ابن أبي الحَديد : ((وإخبَارِه بِقِتَالِ النّاكِثين وَالقَاسِطِين والمَارِقِين)).

*وقالَ ابن أبي الحَديد : وإخبَارِه بِعدّة الجَيش الوَارِد إليه مِنَ الكُوفَة لمّا شَخصَ عَليه السلام إلى البَصرة لحَرب أهلِها)).

*وقالَ ابن أبي الحَديد : ((وإخبارِه عَن عَبدالله بن الزّبير، وَقوله فِيه: ((خبٌّ ضبٌّ، يَروم أمراً ولا يُدركُه، يَنصب حبَالة الدّين لاصطِياد الدّنيا، وَهُو بَعدُ مَصلوبُ قُرَيش)).

*وقالَ ابن أبي الحَديد : ((وَكإخبَارِه عَن هَلاك البَصرَة، بالغرَق وَهَلاكها تَارةً أخرى بالزّنج، وهُو الذي صَحّفَه قَومٌ فَقالوا: بالرّيح)).

*وقالَ ابن أبي الحَديد : ((وكَإخبَارِه عَن ظُهورِ الرّايَات السّودِ مِن خُراسان، وتَنصيصه على قَومٍ مِن أهلِها يُعرفون ببني رُزيق، بتقديم المهملة، وَهُم آل مُصعب الذين مِنهم طَاهر بن الحسين وَولده ، وإسحَاق بن إبراهيم، وَكَانوا هُم وَسَلَفُهم دَعاة الدّولَة العباسيّة)) .

*وقالَ ابن أبي الحَديد : ((وَكإخبَارِه عَن الأئمّة الذين ظَهَروا مِن وَلَده بِطَبرستَان، كالنّاصِر والدّاعي وَغيرهِما، في قَوله عليه السلام: ((وإنّ لآل محمّد بالطّالقَان لَكنزاً سُيظهِرُه الله إذا شَاءَ ، دَعُاؤه حَقّ يَقومُ بإذن الله فَيدعُو إلى دِين الله)) .

📝 *تعليق :*
وأيضاً أوّل من دعا من أئمّة العترة في الطّالقان في بداية القرن الثالث الهجريّ الإمام الطّالقَاني محمّد بن القاسم بن علي بن عُمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طَالب (ع) ، ودعوتهُ هي قبل الأئمّة الدّاعي الكبير وأخيه محمد والنّاصر للحق والدّاعي الصّغير الحسن بن القاسم عليهم جميعاً السّلام ، ولعمري أنّ هذه الإخبارات مّما ينيرُ للباحث بصيرَته ليعرفَ الدّعوة الزيديّة وصدق رايتها ، والإمام الطّالقاني (ع) ممّن اشتهر عنه القول بالعدل والتوحيد وكذا سلفُه وسائر الأئمّة الأعلام من أهل البيت (ع) على تلك الدّعوة ، وانظُر ما يأتي من ثناء أمير المُؤمنين على أئمّة الزيدية ودُعائه على قاتليهم وانظُر ما هُو موقفُ الإماميّة من أولئك الأعلام فهُو الذّم والتضليل ووصفهِم بالحسَد ، والله المُستعان .

*وقالَ ابن أبي الحَديد : ((وكَإخبَارِه عَن مَقتَل النّفسِ الزكيّة بالمدينة، وقَوله: ((إنّه يُقتَلُ عِند أحجَار الزّيت)) ، وَكقوله عَن أخِيه إبرَاهيم المقتول بِبَاب حمزة [خمرَة ، أي باخمرَا] : ((يُقتَل بَعد أن يَظهَر، وَيُقهَرُ بَعد أن يَقهَر)) ، وَقَوله فِيه أيضا: ((يَأتِيه سَهمٌ غَرب ، يَكون فِيه مَنيّته فَيَا بُؤساً للرّامِي! شُلّت يَدُه، وَوهن عَضده)).

📝 *تعليق :*
فإن كانَ هَؤلاء ظلمةٌ وحاسدون كما تصفُهم الرّوايات والكُتب الرجاليّة الإماميّة فكيفَ يكون ذلك الثّناء من تلك الصّفات ، فالمذمومٌ نفسٌ خبيثةٌ ، والظّالم اباغي الحاسدُ المُنكرُ لإمامِه المنصوصِ لا يُقال معه بؤساً لراميه وشُلّتُ يده ، فتأمّل ذلك موّفقاً ، وقد أفردنا في مبحث (الرّافضة) مباحث ونقولات كثيرة ومستفيضَة في ذمّ الإمامية لسادات بني الحسن والحُسين (ع) هؤلاء .

وقالَ ابن أبي الحَديد : ((وكإخبَارِه عَن قَتلى وج [فخ] ، وَقولِه فِيهم: ((هُم خَير أهل الأرضِ)).

📝 *تعليق :*
وهؤلاء الذين هُم خير أهل الأرض أصحاب (فَخ) وعلى رأسهِم إمامهُم وقائدهُم الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طَالب (ع) ، تجدهُ في كتاب ثقة الإمامية الكُليني الكافي مذموماً يبغي على إمام زمانه المنصوص عليه المَعصوم الكاظم (ع) ويطلبُ منه أن يُبايعه بالإمامَة والكاظم يُهدّده بأن لا يجعلهُ يخرجُ منه من الكَلام كما خرجَ من الإمام الصّادق (ع) مع النّفس الزكيّة ، وهذا لعَمرِي منهجٌ لا يرضاهُ أمير المؤمنين (ع) من قول الإماميّة ، ولا يرضَاه الإمام موسى الكاظم (ع) نفسه من الإماميّة .

*وقالَ ابن أبي الحَديد : ((وَذُو البَدَاء إسمَاعيل بن جعفَر بن محمّد عليهما السلام، وَهُو المسجّى بالرّدَاء، لأنّ أبَاه أبَا عَبدالله جَعفراً سَجّاه برِدِائه لمّا مَات، وأدخلَ إليه وُجُوه الشّيعَة يُشاهِدُونَه، لِيعلَمُوا مَوتَه، وَتزول عَنهم الشّبهَة في أمرِه)) .
-9-
-10-
📝 *تَعليق :*
وهذا ليسَ وجهُ إشادةٍ من أمير المُؤمنين (ع) بقضيّة البَداء أو تأصيل ما تذهبُ إليه الإماميّة أو غيرِهم ، لأنّ الإمامَ أمير المُؤمنين (ع) كان يتكلّم عن الفِتن والاختلاف وأصول الإضلال كما يتكلّم عن أصول الهدايَة ، فقال (ع) : ((وَ لَا عَنْ فِئَةٍ تَهْدِي مِائَةً وَ تُضِلُّ مِائَةً إِلَّا أَنْبَأْتُكُمْ بِنَاعِقِهَا وَ قَائِدِهَا)) ، فهُو (ع) ذكرَ حادثَة البَداء كمادّة اختلافٍ وادّعاء لا أنّ ذلك في سياق الإشادَة أو التّصحيح أو الثّناء وقارن ذلك بما يذكُره من حالِ أصحاب فخٍّ ، والطّالقَان ، والنّفس الزكيّة وأخيه فإنّما الإشادَة في قولِه ذاك ، نعم! وفعلاً قد حصلَت فتنَةٌ بموت إسماعيل رضي الله عنه وقالَت فيه بعض الشّيعة باطلاً بالبدَاء ، وكذا بالمهدويّة ، ولذلك استبقَ الإمام الصّادق (ع) برفع أسبابِ ذلك عن الشّيعَة بكشفِه (ع) قبل دفنِه ، ومع ذلك قالوا بالبدَاء والصّادق (ع) بريءٌ من ذلك ، فهذا الذّكرُ ذكرُ موطنِ فتنةٍ وضلالةٍ فيتأمّله النّاظر ، ومع هذا جوابٌ دقيقٌ للباحثين عن خلفيّة رفع الإمام الصّادق (ع) الغطاء عن نعش ابنه إسماعيل ، لأنّ البعض قد يُذهبُه الاستقراء أنّ ذلك بناءً على خلفيّة الوصايا والنّصوص ، وإنّما الاستقراء الصّحيح هُو لما جاء من الإخبار أنّ فتنةً ستحصُل بموتِ إسماعيل (ع) فاستبق الإمام الصّادق (ع) بما علمِهُ من الجَفر إلى رفع تلك الفتنة بتأكيد موتِ ابنه إسماعيل (ع) .

*وقالَ ابن أبي الحَديد : (( وَكَإخبَارِه عَن المملكة العَلويّة بالغَرب، وَتصريحه بذكر كتامَة، وَهُم الذين نَصروا أبَا عَبد الله الدّاعي المُعلّم. وَكقوله وَهُو يُشير إلى أبي عَبد الله المهدي: وَهُو أوّلهم ثمّ يَظهر صَاحِب القَيروان الغَضّ البَضّ، ذُو النّسب المحض، المنتجَبُ مِن سُلالَة ذي البَدَاء، المسجّى بالرّدَاء، وكان عُبيدالله المهدي أبيضَ مُترفاً مُشربّاً بِحُمرة، رَخص البَدن، تار الأطرَاف)).

📝 *تعليق :*
وهذا إخبارٌ عامّ لا يصحبُه ثناءٌ ، وهو كالإخبار بالدولة الأمويّة أوالعباسيّة ، وأبو عبدالله المعلّم فهو الدّاعي للدولة الفاطميّة في بلاد كتامة أولاً والله أعلم ، وغاية ما فيه إثباتُ صحّة نسبِ الفاطميين إلى إسماعيل بن جَعفر (ع) ، والمُنتجبُ هُو ذُو الحسَب آباءً من سُلالةِ إسماعيل بن جَعفر ، ولو كانَ الأصلُ إشادةً بالدّين لا إبرازُ الوصف فقط ، فإنّ النص سيكون ظاهرُه في إثبات البدَاء (وذلك بعيدٌ فقط نقول ذلك جَدَلاً) وعُبيدالله المَهدي يُنكر البَداء في إسماعيل ويقول أنّه وصيّ الإمام الصّادق (ع) ، وقريباً وأيضاً في هذا النصّ أنت تقفُ على عكسِ ذلك من التّعريض بمَن يقولُ بوصيّته ، وكيفَ فعل الإمام الصّادق (ع) بالرّداء يرفعه ليرفع قولَ من قال بإمَامَتِه ومهدويته ، فليسَ الأمرُ إشادًة بالدّين ، بل إبرازٌ للوصف من حال المُختلفِين، وهذا النصّ إن صحّ فإثباتُ نسبٍ من أمير المؤمنين (ع) بل وبتأكيدٍ ، والله يحبّ الإنصاف ، أيضاً فإنّ اعتقاد خير أهل الأرض أهل فخّ ، وكذا الإمامين النفس الزكيّة والنفس الرضيّة أخيه إبراهيم وغيرهم من سادات العترة على إنكار تلك الوصايا جُملةً وتفصيلاً ، فتأمّل أنّه لن يكونَ محلّ ثنَاءٍ من أنكرَ الوصايا عماد الدّين ، فذلك الإثبات من مُفردَات البَداء أو قوله (المُنتجب) فهي لا تُفيد إشادةً في الدّين ، بل إبرازٌ لوصفٍ بلحاظٍ آخَر وهو النّسب وقيام الدّولة كدولَة .

*وقالَ ابن أبي الحَديد : ((وكإخبَارِه عَن بني بُويه وَقوله فيهم: ((وَيخرج مِن دَيلمان بنو الصيّاد)) ، إشارَة إليهم. وكانَ أبوهم صياد السّمك يصيد منه بيدِه مَا يتقوّت هُو وَعِياله بثمنه، فأخرَج الله تعالى مِن وَلده لصُلبه مُلوكا ثلاثة، ونشرَ ذُريّتهم حتى ضُربت الأمثال بمُلكِهم. وكقوله عليه السلام فيهم: ((ثمّ يَستشري أمرُهم حتّى يَملكوا الزّوراء، وَيخلعُوا الخُلفَاء)) . فقال له قَائل: فكم مُدّتهم يا أمير المؤمنين؟ فقال: ((مَائة أو تَزيد قَليلاً)). وَكقوله فِيهم: و ((الُمترف ابن الأجذَم، يَقتُله ابن عَمّه عَلى دجلة)) ، وَهُو إشارَة إلى عزّ الدّولة بختَيار بن مُعز الدّولة أبي الحسين، وَكان مُعز الدولة أقطَع اليَد، قُطعت يَده للنّكُوص في الحرب، وَكَان ابنه عز الدّولة بختيَار مُترفاً ، صَاحب لهو وشرب، وَقتله عَضد الدّولة فناخسرو، ابن عمّه بقَصر الجصّ عَلى دجلة في الحرب، وَسلبَه مُلكَه، فأمّا خَلعهم للخُلفاء فإن معزّ الدّولة خَلع المُستكفي، ورَتّب عِوضه المُطيع، وبهَاء الدولة أبَا نصر بن عضد الدولة خَلع الطّائع ورَتّب عِوَضه القَادر، وكانت مُدة مُلكهم كما أخبرَ به عَليه السلام)).
-10-
-11-
وقالَ ابن أبي الحَديد : ((وَكَإخباره عَليه السلام لعَبدالله بن العباس رحمه الله تعالى عن انتقال الأمر إلى أولادِه، فإنّ عَلي بن عبدالله لمّا وُلِد، أخرَجه أبوه عبد الله إلى علي عَليه السلام، فأخَذَه وتفَل في فِيه ، حَنّكه بِتمرةٍ قَد لاكها، ودفَعه إليه، وقَال: خُذ إليك أبَا الأملاك، هَكذا الرّوايَة الصّحيحة، وهِي التي ذَكرَها أبو العباس المبرد في “الكِتاب الكَامِل”، وَليست الرواية التي يذكُر فِيها العَدد بِصحِيحة وَلا مَنقولَة مِن كِتاب مُعتمَد عَليه. وكَم لَه مِن الأخبَار عن الغيوب الجاريَة هذا المجرى، مما لو أردنَا استقصَاءه لكسرنا [لكرّسنا] لَه كَراريس كَثيرة، وَكُتب السير تشتمل عليها مَشروحة)).

📝 *تعليق :*
قال الإمام المُوفّق بالله الجُرجاني ، أنّ أمير المُؤمنين (ع) : ((افتقدَ ابن عبّاس في وَقت صَلاة الظّهر، فَقال لأصحَابِه: مَا لابن عبّاس لم يحضُر؟!. فَقالوا: وُلِد لَه مَولودُ ، فلمّا صلّى قَال: امضوا بنا إليه فأتاه فهنّأه فقال: شَكرتَ الوَاهِب، وَبُورِكَ لَك في المَوهوب، ورُزِقتَ بِرّه ، وبَلغ أشدّه ، مَا سَمّيتَه؟ فقال: أوَيجوز لي أن أسمِّيه حَتى تُسَمِّيه، فَأُخرِجَ إليه فأخذه فَحنّكَه ودَعَا لَه ، ثم ردّه إليه فَقال: خُذ إليكَ أبَا الأملاك قَد سَمّيتُه عَليّاً، وكَنّيتُه أبَا الحسَن، وكانَ مُفلقاً بَليغاً ذا سُؤدد وشَرف)) [الاعتبار وسلوة العارفين] ، وكذا قال أبو العبّاس المبرد في كتابه (لكامل) ، قال : ((يُروى عن علي بن أبي طالب رحمةُ الله عليه أنه افتقد عبد الله بن العباس رحمه الله في وقت صلاة الظهر ، فقال لأصحَابه: مَا بَال أبي العبّاس لم يحضر? .. الرّواية)) [الكامل في اللغة والأدب:2/161] ، وذكر هذه الرّواية ابن عبدربّه الأندلسيّ في [العقيد الفريد:5/360] ، وذكرها المقدسي في كتابه [البدء والتاريخ:6/56] ، وغيرهم .

📚 وفي الإخبَار عن الإمام زيد بن علي (ع) ومقتلِه ، يروي الإمام النّاصر للحق الأطروش بإسناده ، عن حبّة بن جوين العُرني قَال: ((كُنّا مَع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنا والأصبَغ بن نباتَة في الكُناسَة في مَوضع الخرازين والمسجد والحناطين، وهِي يَومئذ صحراء ـ يُريد المسجد الأعظم ـ فما زَال يَلتفت إلى ذلك المَوضع وَيبكِي بُكَاءً شَديداً ويقول: بِأبي بِأبي. فقال لَه الأصبغ: لقَد بَكيتَ فَالتَفَتَّ حتّى بَكت قُلوبنا وأعيننا. فَالتَفَتّ فَلم أرَ أحَدَاً، فَقال: حَدّثني خليلي رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عَن جِبريل عَليه السلام عَن اللّه عزّ وجل أنّه يُولَد لي مَولودٌ مَا وُلِد أبوَاه بَعد، يَلقى اللّه عَزّ وَجلّ غَاضِبَاً لله عزّ وجل رَاضياً عَنه عَلى الحقّ حَقّاً حَقّاً عَلى دِين جِبريل ومِيكائيل ومحمّد عليهم السلام، وإنّه يُمثّل بِه في هَذا المَوضع مَثل، مَا مُثّل بأحَدٍ قَبلَه ولا يُمثّل بأحَدٍ بَعدَه ، صَلوات اللّه على رُوحِه وعَلى الأروَاح التي تَتوفّى مَعَه)) [المحيط بالإمامة]

📝 * تعليق :*
وأيضاً روى الإمامّ النّاطق بالحقّ يحيى بن الحسين الهَاروني الحسنيّ (ع) ، بإسنادِه ، عَنْ أبي عُمَرَ زَاذَانِ ، عَنْ عَلِيِّ بن أبي طَالِبٍ عليه السلام، قَالَ: ((الشَّهِيدُ مِنْ ذُرِّيَتِي وَالقَائِمُ بِالْحَقِّ مِنْ وَلَدِي الْمَصْلُوبُ بِكُنَاسَةِ كُوفَانَ إمَامُ الْمُجَاهِدِينَ، وَقَائِدُ الغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ يُنَادُونَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ)) [تيسير المطالب في أمالي أبي طَالب]، وروى الإمام المُرشد بالله يحيى بن الحسين الشّجري (ع) ، بإسناده ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَمَا عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- بَيْنَ أَصْحَابِهِ إِذْ بَكَى بُكَاءً شَدِيْداً حَتَّى لَثِقَتْ لِحْيَتُه، فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: يَا أَبَتِ، مَالَكَ تَبْكِي؟ قَالَ: يَا بُنِيَّ، لأُمُوْرٍ خُفِيَتْ عَلَيْكَ، أَنْبَأَنِي بِهَا رَسُوْلُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ: وَمَا أَنْبَأَكَ بِهِ رَسُوْلُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: يَا بُنَيَّ، لَوْلاَ أَنَّكَ سَأَلْتَنِي مَا أَخْبَرْتُكَ لِئَلاَّ تَحْزَنَ وَيَطُوْلَ هَمُّكَ، أَنْبَأَنِي رَسُوْلُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ حَدِيْثاً طَوِيْلاً، قَالَ فِيْهِ: ((يَا عَلِيُّ كَيْفَ أَنْتَ إِذَا وَلِيَهَا الأَحْوَلُ الذَّمِيْمُ الْكَافِرُ اللَّئِيْمُ فَيَخْرُجُ عَلَيْهِ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ مِنْ طُوْلِهَا وَالْعَرْضِ))، قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ مَنْ هُوَ؟
-11-
-12-
قَالَ: ((يَا عَلِيُّ رَجُلٌ أَيَّدَهُ اللَّهُ بِالإِيْمَانِ وَأَلْبَسَهُ قَمِيْصَ الْبِرِّ وَالإِحْسَانِ، فَيَخْرُجُ فِيْ عُصَابَةٍ يَدْعُوْنَ إِلَى الرَّحْمَنِ، منْ أَعْوَانُهُ خَيْرُ أَعْوَانٍ، فَيَقْتُلُهُ الأَحْوَلُ ذُو الشَّنَآنِ، ثُمَّ يَصْلُبُهُ عَلَى جِذْعِ رُمَّانٍ، ثُمَّ يُحْرِقُهُ بِالنِّيْرَانِ، ثُمَّ يَضْرِبُهُ بِالعِسْبَانِ حَتَّى يَكُوْنَ رَمَاداً كَرَمَادِ النِّيْرَانِ، ثُمَّ تَصِيْرُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رُوْحُهُ وَأَرْوَاحُ شِيْعَتِهِ إِلَى الْجِنَانِ)) ، [الأمالي الاثنينية] ، وأيضاً روى الإمام المرشد بالله (ع) ، بإسناده ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((خَيْرُ الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ الْمَقْتُوْلُ فِيْ اللَّهِ، الْمَصْلُوْبُ فِيْ أُمَّتِي، الْمَظْلُوْمُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، سَمِّيُّ هَذَا))، ثُمَّ ضَمَّ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ((يَا زَيْدُ لَقَدْ زَادَكَ اسْمُكَ عِنْدِي حُبًّا فَأَنْتَ سَمِيُّ الْحَبِيْبِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي)) [الأمالي الاثنينية] ، ويَروي (ع) أيضاً بإسناده ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((يُقْتَلُ مِنْ وَلَدِي رَجُلٌ يُدْعَى زَيْداً بِمَوْضِعٍ يُعْرَفُ بِالْكُنَاسَةِ، يَدْعُو إِلَى الْحَقِّ، يَتْبَعُهُ عَلَيْهِ كُلُّ مُؤْمِنٍ)) [الأمالي الاثنينية] ، وأخبارٌ كثيرةٌ عن أير المُؤمنين (ع) في هذا المعنى تركناها اختصاراً .

*وفي الإخبَار عن الإمَام علي بن موسَى الرّضا (ع) ، قال الأمير الحُسين بن بدرالدّين (ع) : ((وَعن عَلي عليه السلام: ((سُتلقَى بِضعَةٌ مِنّي بخُراسَان، لا يَزورُها مُؤمنٌ إلا أوجبَ الله لَه الجنّة ، وَحُرِّم جَسَده على النّار)) [ينابيع النصحية:375].

📝تعليق :
وقال الأمير الحُسين بن بدرالدّين (ع) ، وعَنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((ستثقتلُ بضعة منّي بخراسان، مَا زارها مَكروبٌ إلاّ نَفّسَ الله كُربَته، ولا مُذنب إلاّ غَفر الله ذنبَه)) ، قال: أخرجه الحَاكِم [أي الجشمي])) [ ينابيع النصيحة:375] .

*وفي الإخبار عن الإمام الهادي إلى الحقّ يحيى بن الحسين (ع) ، روى علي بن محمد بن عبيدالله العلي العباسي ، عن أمير المؤمنين (ع) أنّه قال : ((يا أيّها النّاس سلونُي قبل أن تفقدوني ، يا أيّها النّاس إنّا أعلم النّاس صغاراً وأعلمهم كباراً ، يا أيّها النّاس إنّ الله تبارك وتعالى بنا فتحَ وبنا ختَم ، أيّها النّاس إنّها ما تمرّ فتنةٌ إلاّ وأنا أعرفُ سائقها وناعقها ، ثمّ ذكرَ فتنةً بين الثمانين والمائتين ، فيخرجُ رجلٌ من عترتي اسمه اسمُ نبيّ ، يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً يميز بين الحقّ والباطل ويؤلّف الله قلوب المُؤمنين على يديه كما يتألّف قرع الخريف ، انتظروهُ في الأربع والثمانين ومائتين في أوّل سنةٍ واردةٍ وأخرى صَادِرَة)) [سيرة الإمام الهادي إلى الحق:31] .
-12-
-13-
*في الإخبار عن قيام الإمام النّاصر للحقّ الحسن بن علي الأطروش (ع) ، قال في المصابيح : ((وهو الذي رُوِي فيه عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته أنه قال: ((يخرجُ مِن نَحو الديلم من جبال طبرستان فَتى صَبيحُ الوجه اسمُه اسم فَرخ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأكبر)) ، يعني الحسَن بن عَلي عليه السلام)) [المصابيح في السيرة] .

🏝 *ما أثرَ عن الإمام الحُسين بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت61هـ):*

في الإخبَار عن الإمام زيد بن عَلي (ع) ، روى الإمام أبو طَالب يحيى بن الحسين الهاروني ، بإسناده ، عَنْ أبي حَفْصٍ الْمَكِّي، قَالَ: ((لَمَّا رَحَلَ الْحُسَيْنُ بن عَلِيّ عليه السلام مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الكُوفَةِ سِرْتُ مَعَهُ فَنَزَلَ مَاءً مِنْ مِيَاهِ بَنِي سَلِيمٍ فَأَمَرَ غُلامَهُ فَاشْتَرَى شَاةً فَذَبَحَهَا فَجَاءَ صَاحِبُهَا، فَلَمَّا رَأَى هَيْئَةَ الْحُسَيْنِ عليه السلام وَأَصْحَابَهُ رَفَعَ صَوْتَهُ فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ وَبِكَ يَا ابْنَ رَسُولِ الله هَذَا اشْتَرَى شَاتِي وَذَبَحَهَا وَلَمْ يَدْفَعْ إِلَيَّ الثَّمَنَ، فَغَضِبَ الْحُسَيْنُ عليه السلام غَضَباً شَدِيداً وَدَعَا غُلامَهُ فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فقَالَ: قَدْ وَاللهِ يَا ابْنَ رَسُولِ الله أَعْطَيْتُهُ ثَمَنَهَا وَهَذِهِ البَيِّنَةُ، فَسَأَلَهُمُ الْحُسَيْنُ عليه السلام فَشَهِدُوا أَنَّهُ قَدْ أَعْطَاهُ ثَمَنَهَا وَقَالَتْ البَيِّنَةُ أَوْ قَالَ بَعْضُهُمْ: يَا ابْنَ رَسُولِ الله رَأَى هَيْئَتَكَ فَصَاحَ إلَيْكَ تُعَوِّضَهُ فَأَمَرَ لَهُ الْحُسَيْنُ بِمَعْرُوفٍ فَقَالَ عَلِيُّ بن الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ): مَا اسْمُكَ يَا أَعْرَابِي؟ فَقَالَ: زَيْدٌ، فَقَالَ: مَا فِي الْمَدِينَةِ أَكْذَبُ مِنْ رَجُلٍ اسْمُهُ زَيْدٌ، وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ يُسَمَّى زَيْداً يَبِيعَ الخُمُرَ، قَالَ: فَضَحِكَ الْحُسَيْنُ عليه السلام حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَالَ: مَهْلاً يَا بُنَي لاَ تُعَيِّرُهُ بِاسْمِهِ فَإنَّ أبي عليه السلام حَدَّثَنِي أَنَّهُ سَيَكُونُ مِنَّا رَجُلٌ اسْمُهُ زَيْدٌ يَخْرُجُ فَيُقْتَلُ، فَلا يَبْقَى فِي السَّمَاءِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ إِلاَّ تَلَقَّى رُوحَهُ يَرْفَعُهُ أَهْلُ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ فَقَدْ بَلَغَتْ، يُبْعَثُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ يَتَخَلَّلُونَ رِقَابَ النَّاسِ يُقَالَ: هَؤُلاءِ خَلَفُ الْخَلَفِ، وَدُعَاةُ الْحَقِّ)) [تيسير المطالب في أمالي أبي طالب]

🏝 *ما أثرَ عن ابن الحنفيّة محمد بن علي بن أبي طالب (ع):*

*في الإخبار عن مقتل الإمام زيد بن علي (ع) ، روى الإمام النّاصر للحق الأطروش الحسن بن عَلي (ع) ، بإسناده ، عَن عَوف بن عبدالله، قال: ((كُنت مَع محمّد ابن الحنفية في فِناء دَاره فمرّ زَيد بن الحسَن [بن علي بن أبي طالب]، قَالَ: فَرفعَ [أي ابن الحنفيّة] النّظر فِيه وَصَوَّبَه، ثمّ قَال: ((لَيُقتلَنّ مِن وَلَد الحسين رَجُلٌ يُقال لَه زَيدٌ، وَلَيُصلَبَنّ بِالعِرَاق مَنْ نَظرض إلى عَورَته فَلم يَنصُره، كَبّه اللّه عزّ وَجلّ عَلى وَجهه في النّار)) [المحيط بالإمامة] .

📝 *تعليق :*
وروى الإمام الهادي إلى الحقّ يحيى بن الحُسين (ع) ، قال : ((عن محمد بن الحنفية، أنّه قَال: ((سَيُصلب منّا رَجُل يُقال له زيد في هذا الموضع – يعني مَوضعاً بالكوفة يقال له الكناس -، لم يَسبقه الأولّون ولا الآخرون فضلاً)) [مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق] ،
نعم! وقد مرّ معك ما نقلُه ابن أبي الحديث عن ابن الحنفيّة في الإخبار بالدولة العباسيّة .

🏝 *ما أثرَ عن الإمام الباقر محمّد بن علي بن الحُسين بن علي بن أبي طَالب (ع) ،(ت114هـ):*

*في الإخبار بمقتَل الإمام المحض عَبدالله بن الحسن بن الحسن بن عَلي بن أبي طَالب (ع) ، قال الإمام نجم آل الرّسول القاسم بن إبراهيم الرّسي (ع) ،وهُو يَعدّ أهل الفضل من آل محمّد: ((وَعبدالله بن الحسن بن الحسن، الذي رَوت الأمّةُ فِيه مَارَوت، وَقَال الباقرمحمّد بن علي بن الحسين : ((يَكونُ هَذا خَيرُ أهلِ زَمَانه، يَقتُلُه شَرّ أهلِ زَمَانه، لِقَاتِلِه مِثلُ ثُلثِ عَذاب أهل النّار، وَيَموتُ قَاتِلُه قَبلَ دُخول الحرَم)) ، فلما قَامَ أبو جَعفَر [أي العباسيّ] ، قَال عَبد الصّمد بن عَلي [بن عبدالله بن العباس] : سَمعتُم مَا رَوى ابن أخي، والله ما لَه قَاتِلٌ غَيرُه)) [مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي] .

📝 *تعليق :*
وهذا أيضاً من عبدالصّمد بن علي بن عَبدالله بن العبّاس بن عبدالمطّلب (104-185هـ) ، من الإخبارات المُستقبليّة الذي عرفُوها عن أهلهِم أنّ ذلك القاتِل الذي هُو شرّ أهل زمانِه هُو أبو جَعفرٍ المنصور العباسيّ ، فالإمام الباقرُ (ع) أخبَر بخيرِ أهل الأرض عبدالله بن الحسَن ، وعبدالصّمد أخبر بمَن يكون شرّ أهل الأرض .
-13-
-14-
*في الإخبَار بقيام الإمام محمد بن إبراهيم طباطبا في الكوُفَة ، روى أبو الفرج الأصفهاني، بإسناده ، عَن جَابر الجُعفي، عَن أبي جعفر محمد بن علي (ع) ، قال: ((يخطُب عَلى أعوادِكُم يَا أهل الكُوفة سَنة تسع وتسعين ومَائة في جمادي الأولى رَجلٌ مِنّا أهل البيت، يُباهِي الله به الملائكَة)) [مقاتل الطالبيين] .

📝 *تعليق :*
وهذا هُو أخُ الإمام نجم آل الرّسول القاسم بن إبراهيم (ع) وأحَدُ دُعاتِه ، سلفُ الزيديّة ، فانُظر كيف يُباهي الله به الملائكَة ، وهُو فغيرُ مرضيّ الطّريقة كسلفِه عند الإماميّة .

🏝 *ما أثرَ عن الإمام يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت125هـ):*

*في الإخبار بقيامِ الإمامين محمد النفس الزكيّة وأخيه إبراهيم النّفس الرضيّة بعدَه ، فقد جاء في سنَد الصحيفة السجاديّة ، لمّا أعطَى الإمام يحيى بن زيد (ع) الصحيفَة لمتوكل بن هارون قال لَه الإمام يحيى بن زيد (ع) : ((فَإذَا قَضَى اللّهُ مِنْ أَمْرِي وَأَمْرِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ مَا هُوَ قَاض فَهِيَ أَمَانَةٌ لِي عِنْدَكَ حَتَّى تُوصِلَها إلَى ابْنَيْ عَمِّي مُحَمَّد وَإبْرَاهِيمَ ابْنَيْ عَبْدِاللّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيّ عليهما السلام فَإنَّهُمَا الْقَائِمَانِ فِي هَذَا الامْرِ بَعْدِيَ)) [مقدّمة الصحيفة السجاديّة].

🏝 *ما أثرَ عن الإمام المحض عبدالله بن الحسَن بن الحسَن بن علي بن أبي طَالب (ع) ، (ت145هـ):*

*في الإخبَار عن أرض فخّ ووقعَة أهل البيت (ع) ، روى أبو الفرج الأصفهَاني ، بإسناده ، عن مُوسى بن عبدالله بن الحسن، قال: ((حَجَجتُ مَع أبي فَلمّا انتهَينا إلى فَخّ ، أناخَ محمّد بن عبدالله بَعيرَه ، فَقال لي أبي: قُل لَه يُثير بَعيرَه. فَقلتُ لَهُ ، فَأثارَه. ثمّ قُلت لأبي: يا أبة ِلم كَرِهتَ لَه هَذا؟!. قَال: إنّه يُقتَل في هَذا الموضع رَجُلٌ مِن أهل بيتي يَتعَاوى عَليه الحاجّ ، فَنفست أن يَكُونَ هُو)) [مقاتل الطالبيين].

📝 *تعليق :*
وقد مرّ معكَ قولُ الإمام أمير المُؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في أصحاب فخّ ، وأيضاً سيأتي معك عن الإمام الصّادق جَعفر بن محمد (ع) ، ويروي أبو الفرج الأصفهاني ، بإسناده ، عن أبي جعفر محمّد بن علي، قال: ((مَرّ النبيّ صلّى الله عليه وآله بِفَخ فَنزل فَصلى رَكعة، فَلما صلّى الثّانية بَكَى وَهُو في الصلاة، فلما رأى الناس النبي صلى الله عليه وآله يَبكي بَكَوا، فلمّا انصرفَ قال: مَا يُبكِيكُم؟ قالوا: لمّا رَأيناك تبكي بَكينَا يَارَسُول الله قَال: ((نزلَ عَليّ جِبريل لمّا صَليتُ الرّكعة الأولى فقال: يامحمّد إنّ رَجُلاً مِن وَلدك يُقتَلُ في هذا المكان، وَأجر الشّهيد مَعه أجر شَهيدَين)) [مقاتل الطالبيين] ، ورواهُ الإمامُ أبو العبّاس الحسني (ع) بطريقٍ آخر في المصابيح ، ورواه الحافظُ علي بن الحسين الزّيدي ، بإسناده ، عن الإمام زيد بن علي (ع) عن رسول الله صلوات الله عليه وعل آله في المحيط بالإمامة .

*في الإخبار بمقتل رياح بن عثمان كما تذبح الشّاة في دار مروان ، روى أبو الفرج الأصفهاني ، بإسناده ، حدثني الزبير بن المنذر مولى عبدالرحمن بن العوام قال: ((كَان لِرياح بن عثمان صَاحبٌ يُقال لَه أبو البَختري ، فَحدّثني أنّ رِياحاً لما دَخلها أميراً قَال: يا أبَا البختري هَذه دار مروان ، أمَا والله إنّها لمحلال مظعان ، ثمّ قال لي: يا أبَا البختري خُذ بيدي حتى نَدخل على هَذا الشيخ ، فَأقبَل مُتّكئاً عَليّ حَتى وَقف على عبدالله بن الحسن ، فقال: أيّها الشّيخ إنّ أمير المؤمنين وَالله ما استعمَلَني لِرحم قَرابة ، ولا لِيَدٍ سَبقت منّي إليه ، والله لا تَتلعّب بي كما تَلعّبتَ بزياد وابن القَسري والله لأزُهِقَنّ نَفسَك أو لتَأتيني بابنيك محمّد وإبراهيم. قال: فرفعَ إليه رَأسَه وقال: نعم أما والله إنّك لأُزيرق قَيس المذبُوح فيها كمَا تُذبَح الشّاة. قَال: فَانصرَفَ والله رِياح آخِذاً بِيدي أجدُ بَرد يَدِه ، وإنّ رِجلَيه ليخطّان مما كَلّمَه. قال: قُلت: إنّ هَذا والله مَا اطّلع عَلى عِلم الغَيب. قال: إيها وَيلك والله مَا قَال إلاّ مَا سَمِع.قَال: فَذُبِحَ والله كما تُذبَح الشّاة)) [مقاتل الطالبيين..

📝 *ما أثرَ عن الإمام العابد علي بن الحسَن بن الحسَن بن الحسَن بن علي بن أبي طَالب (ع) ، (ت145هـ):*

*في الإخبار عن مقتل النّفس الزكيّة عند أحجار الزّيت ، روى أبو الفَرج الأصفهاني ، بإسنادٍ صحيحٍ قال: حَدّثني أحمَد بن سَعيد [هوُ الحافظ ابن عقدة الثّقة ] ، قال: حدّثنا يحيى بن الحسَن [ العقيقي النّسابَة شيخُ العترَة وكفَى] ، قَال: حَدّثنا أحمد بن عبدالله بن مُوسى [بن عبدالله المحض ، العالِم الفاضل شيخُ العترَة وكفَى] قَال: حدثني أبي [ الإمام الزّاهدُ شيخ العترَة وكفَى] :
-14-
-15-
((أنّ جماعَةً مِن عُلماء أهل المدينة أتوا عَلي بن الحسَن [بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، والدُ صاحب فخّ] فَذكَروا لَه هَذا الأمر. فقالَ: محمّدُ بن عَبدالله أولى بِهَذا مِنّي فَذكر حَديثا طويلا قال [أي الإمام عبدالله بن موسَى الجون] : ثمّ أوقَفَني [أي علي بن الحسَن] عَلى أحجَار الزّيت فقَال: هَاهُنا تُقتَل النّفس الزكيّة. قَال [عبدالله بن موسى] : فَرأيناه [أي محمد بن عبدالله بن الحسن] في ذلك الموضع الذي أشارَ إليه مَقتولاً رضوان الله عَليه وسلامه)) [مقاتل الطالبيين] .

📝 *تعليق :*
قال الإمام الهادي إلى الحقّ يحيى بن الحُسين (ع) وهُو يتكلّم عن الإمام النّفس الزكيّة محمّد بن عبدالله بن الحسن (ع) : ((الذي جَاء فيه الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، أنّه خَرجَ ذَات يَوم إلى باب المدينة، فوقف في مَوضع ومعه جماعة من أصحابه، فقال لهم: ((ألا إنّه سَيُقتَل في هَذا الموضع رَجلُ مِن وَلدي، اسمُه كاسمي، واسم أبيه كاسم أبي، يَسيلُ دَمه مِن هَاهنا إلى أحجار الزيت، وَهُو النفسُّ الزكيّة، عَلى قَاتله ثُلثُ عَذاب أهل النّار)) [مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحقّ].

🏝 *ما أثرَ عن الإمام النّفس الزكيّة محمد بن عبدالله بن الحسَن بن الحسَن بن علي بن أبي طَالب (ع) ، (ت145هـ):*

*الإخبار عن علامَة مقتلِه وأنّ سحابةً تمرّ فإذا مطرت كان مقتلُه ، وموضع دفنه (ع) ، روى أبو الفرج الأصفهاني ، بإسناده ، حدثنا إسحاق ابن يحيى ، عن محمّد بن إبراهيم بن عبدالله بن الحسن قال:
((لمّا كَان اليَوم الذي قُتل فيه محمّد رحمه الله قال لأختِه: إنّي في هَذَا اليَوم عَلى قِتال القَوم ، فَإن زَالت الشّمس وَأمطَرَت السّماء فَإنّي أقتُل وَإن زَالت الشّمس ولم تُمطِر السّماء، وَهبّت الرّيح فَإنّي أظفر بالقَوم ، فَإذا زَالَت الشّمس فَاسجُرِي التّنانير وَهيئي هَذه الكُتب فَإنّ زَالَت الشّمس وَمَطرت السّماء فَاطرحي هذه الكُتب في التّنانير ، فَإن قَدرتم عَلى بَدني ولم تَقدروا على رأسي فأتوا به ظلّة بني نَبيه على مقدار أربعة أذرع أو خمسة فاحفروا لي حُفرة وادفنُوني فيها فَلما مَطرت السّماء فعلوا مَا أمرهم به وقالوا: إنّه عَلامة قتل النّفس الزكية أن يسيل الدّم حتى يدخل بيت عَاتِكة. قال: وأُخِذَ جَسَده فَحفَروا له حفيرة، فَوقعوا على صخرة فَأدخلوا الحبال فَأخرجُوهَا فَإذا فيها مَكتوبٌ: هَذا قبر الحسَن بن علي بن أبي طالب. فقالَت زَينب: رحم الله أخي كَان أعلم حيث أوصَى أن يُدفن في هَذا الموضِع)) [ مقاتل الطالبيين].

📝 *تعليق :*

وروى ذلك الطّبري ، بإسناده ، قَالَ: حدثني أبي عن الأسلمي- يعني عبد الله بْن عامر- قَالَ: قَالَ لي محمّد ونَحن نُقاتل مَعه عيسى: ((تغشانَا سَحابَة، فَإن أمطَرَتنا ظَفرنا، وإن تجاوَزتنَا إليهم فَانظر إلى دَمِي عَلى أحجَار الزّيت، قَال: فَو الله مَا لبثنا أن أطلّتنا سَحابَة فَأحالَت حتّى قُلتُ: تَفعل، ثمّ جاوزتنا فأصَابت عيسى وأصحَابه، فما كَان إلاّ كلا وَلا، حتّى رَأيته قَتيلاً بَين أحجَارِ الزّيت)) [تاريخ الطبري].

🏝 *ما أثرَ عن الإمام الصّادق جعفر بن محمّد بن علي بن الحُسين بن علي بن أبي طَالب (ع) ، (ت148هـ):*

*في الإخبَار عن أرض فخّ ووقعَة أهل البيت (ع) ، روَى أبو الفَرج الأصفهاني ، بإسنادِه ، حدثنا النضر بن قرواش قال:
((أكريتُ جَعفر بن محمد مِن المدينة إلى مكّة، فَلما ارتحلنا مِن بَطن مر، قَال لي: يا نَضر إذَا انتَهيتَ إلى فَخّ فَأعلِمني، قُلتُ: أوَلَستَ تَعرِفُه؟ قَال: بلى ! ولكن أخشَى أن تَغلِبَني عَيني. فلما انتهَينَا إلى فخّ دَنوت مِن المَحمَل، فَإذا هُو نَائمٌ فَتنحنحتُ فَلم يَنتبه، فَحَرّكتُ المَحمَل فَجلس، فَقلتُ: فَقد بلَغتَ، فقَال. حُلّ مَحمَلي ، فَحللته، ثمّ قال: صِل القطار، فَوصلته ثمّ تَنحيّت به عن الجادة، فَأنخت بعيره فقَال: ناولني الأدَواة والرّكوة، فَتوضأوصلى ثمّ رَكب فَقلت له: جُعلت فِداك، رَأيتك قَد صَنعتَ شَيئاً أفَهُو من مَناسِك الحجّ؟!. قَال: لا، ولكن يُقتَل هَاهُنا رَجلٌ مِن أهل بَيتي في عِصابة تَسبِقُ أرواحُهم أجسَادَهم إلى الجنّة)) [مقاتل الطالبيين] ، ورواهُ الإمامُ أبو العبّاس الحسني (ع) بطريقٍ آخر في المصابيح .

*في الإخبار يقيام الإمام محمد بن إبراهيم طباطبا (ع) ، روى الحافظ محمد بن منصور المُرادي بإسناده ، عن جَعفَر قَال: ((يَقومُ عَلى أعواد الكُوفَة في سنة تسع وتسعين ومائة في عشر من جمادى رَجُلٌ منَّا أهل البيت، يُباهي الله به الملائكة)) [أمالي الإمام أحمد بن عيسى بن زيد].

-15-
-16-
🏝 *ما أثرَ عن عُبيدالله بن العبّاس بن علي بن أبي طَالب :*

*في الإخبار بأمرِ صاحب اليمَن الإمام الهادي إلى الحقّ (ع) ، قالَ العالم الشّهيد محمد بن عُبيدالله بن عَبدالله بن عُبيدالله بن الحسن بن عُبيدالله بن العبّاس بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم : ((وجدتُ في كُتب جدّي عُبيدالله بن العباس بن علي بن أبي طالب رحمة الله عليه ، إن القائم من ولَد الحسَن إذا خرجَ وبدأ بالمسير في نَجدٍ [الأرض المرتفعة] ، فيمرّ ببطنٍ من بني عقيل يُقال لهم بنو معاوية بن حرب ، فيسير إلى اليمن فيسوقُ يمنُها إلى تهامتها إلى مكّة كسوق الرّاعي غنمَه إلى مرعاها يَقْدُمُه بين يديه رجلٌ من ولد العبّاس بن علي عليه السّلام)) [سيرة الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين:30] ،
وقال محمد بن عبيدالله العباسي العلوي أيضاً وهو يُفصّل خروجَهم مع الإمام الهادي إلى الحقّ يحيى بن الحسين (ع) إلى اليمَن : ((ورجعنا على أعقابنَا فبينما نحنُ نسيرُ إذ مررنَا ببطنٍ من العرب ، فنزلَ عليهم الهادي إلى الحق عليه السّلام ونزلنا معه ، فسألتُ بعض القوم عن نسبهِم؟!. فقال لي : إنّا بطنُ من قيس يُقال لهم بنو معاوية بن حرب ، فذكرتُ عند ذلك حديث جدّي عبيدالله بن العبّاس في صاحب اليمَن ، وعلمتُ أنّه صاحبُ الأمر [أي المقصودُ في الخبر] وحمدتُ الله تعالى الذي بلّغنا رؤيته والقيام معه)) ، وقد مرّ معك ذلك قريباً بأطوَل من هذا فيُراجعه المهتم ، وانظر ما يأتي في صاحب اليمَن من إخبار الإمام القاسم بن إبراهيم الرّسي (ع) .

🏝 *ما أثرَ عن الإمام صاحب الدّيلم يحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع):*

*الإخبَار بأنّ لأهل البيت (ع) رايَةٌ بالدّيلم ، واتّفاق العترَة أنّ تلك الرّاية هي راية الإمام النّاصر للحقّ الحسن بن علي الأطروش (ع) ، روى أبو الفرج الأصفهاني ، بإسنادِه ، حدّثني محمد بن إسحَاق البغوي، قال: حدثني أبي، قَال: ((كُنّا مَع يحيى بن عبدالله بن الحسن فسأله رَجلٌ كَان معنا كَيفَ تخيّرتَ الدّخول إلى الدّيلم مِن بَين النّواحِي؟!. قال: ((إنّ للدّيلَم مَعنَا خَرجَة ، فَطمعتُ أن تكونَ مَعِي)) [مقاتل الطالبيين] .

*إخبارُه بأنّ لأهل البيت (ع) رايةٌ في المَغرب ، قال أحمد بن سهل الرذازي في كتابه : ((فوجّه[أي الإمام يحيى بن عبدالله] إلى العِراق ثلاثة، وإلى أهل المغرب ثَلاثة، وَمَعهم أخوه إدريس، وقال له: ((يَا أخِي إنّ لنَا رَاية في المَغرب، تُقبل في آخر الزمان فَيُظهِرُ الله الحق على يَدي أهلها، فعَسى أن تكونَ أنتَ أو رَجل مِن وَلدك)) [أخبار فخ ويحيى بن عبدالله].

🏝 *ما أثرَ عن الإمام الرّضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت203هـ):*

*في الإخبار بمقتلِه بالسّم وأنّه يُدفن بأرض غُربة ، قال الأمير الحسين بن بدرالدّين (ع): وعن الرّضا علي بن موسى عليه السّلام أنه قال : ((ألا وإنّي مقتولٌ بالسّم ظلماً ، ومدفونٌ في موضعِ غُربةٍ ، مَن شدّ رَحلَه إلى زيارتي استُجيب دُعاؤه ، وغُفر ذنبه)) [ينابيع النّصيحة:375].

🏝 *ما أثرَ عن الإمام نجم آل الرّسول الرّسي القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت246هـ):*

*في الإخبار أنّ حفيدَه الإمام الهادي إلى الحقّ هُو صاحب اليَمن ، قال الإمام النّاطق بالحقّ يحيى بن الحُسين الهاروني (ع) ، وتلقّته العترَة بالقَبول ، في معرض الكلام عن سيرة الإمام الهادي إلى الحقّ يحيى بن الحسين بن القاسم الرّسي ، قال : ((وُلِدَ [أي الإمام الهادي إلى الحقّ] بالمدينة سنة خمس وأربعين ومائتين ، وكَان بَين مَولده وبَين مَوت جدّه القاسم عليه السلام سنة واحدة، وحُمِل حِين وُلِد إليه، فَوضعَه في حِجرِه المُبارك، وعَوَّذه وبَرَّك عَليه ودعا له، ثمّ قَال لابنه [أي الحسين الحافظ] : بِمَ سَمّيتَه؟!. قَال: يَحيى. وقد كَان للحُسين أخٌ لأبيه وأمّه يُسمّى: يحيى، تُوفّي قبلَ ذلك، فبكَى القَاسِم عَليه السلام حِين ذَكرَه، وَقَال: ((هُو وَاللّه يحيى صَاحِبُ اليَمَن)) . وإنّما قَال ذلك لأخبَارٍ رُويت بذكرِه وَظُهورِه باليَمَن)) [الإفادة في أخبار الأئمّة السّادة].

-16-
-17-
📝 *تعليق :*
وتلقّت العترة بالقبول ما رواه الأمير الحُسين بن بدرالدّين ، عن النّبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه أشار بيده إلى اليمن وقال: ((سَيخرُج مِن وَلدِي في هَذه الجهَة رَجلٌ اسمُه يحيى الهادِي، يُحييِ الله بِه الدّين)) [ينابيع النصيحة] ، وقد مرّ معكَ قريباً ما نقله محمّد بن عُبيدالله العباسيّ العلوي من كتاب جدّه عُبيدالله بن العبّاس بن علي بن أبي طالب في أمرِ الإمام الهادي إلى الحقّ (ع) صاحبِ اليمَن ، ونعَم وفي الإمام القاسم بن إبراهيم يقول الأئمّة من آل الرّسول أنّه (أي القاسم) المقصود بقول رسول صلوات الله عليه وعلى آله : ((يا فاطمَة منكِ هاديهَا ومهديّها ، ومُستَرَق الرباعيتين لو كان بعدي نبيٌّ لكان نبيّاً)) ، قال الأمير الحسين بن بدرالدّين (ع) رواهُ لي مَن أثقٌ به بإسناده [ينابيع النصيحة:376] .
🍄 نعم!
وبهذه النّقولات في هذا المبحث السّادس أكتفي ، وإلاّ فإنّ إخبارات مُستقبليّة قد جاءت عن الإمام الهادي إلى الحقّ معَ أهل نجرَان ، وكذا عن أئمّة أعلامٍ في اليمَن ،
🍄 نعم!
ثمّ إن كان المبحثُ رِجَالياً والنظر في الصحّة والضّعف ، فيلزمُ الإماميّ أن يعودَ وينظُرَ إلى رواياتِه في أخبار الجفر فلا يكادُ يصحّ له خبرٌ هذا لمَن أرادَ طريقَة الإنصاف، وإلاّ فإنّ الزيدية لا تجَعلُ من هذه الأخبَار كلّها بذاتها مُستنداً في إثبات أصول الدّين ، وإنّما طُرق إثبات الأصول القطعيّات من حُجج العقول والنّقول ، وإن كانَت هذه قرائنُ مُفيدَة تهمّ الباحث وتُرشدُه من جهات عدّة .

اللهم صل وسلم على محمد وعلى آل محمد ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📮 https://www.tgoop.com/malomatzadeh/33212
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#الكاظم_الزيدي #الرد_على_الاثنا_عشرية
#المعلومات_الزيدية

وقتًا طيبًا وقراءة نافعة أرجوها لكمツ

╮ ا ⁍  *المعلومات الزيدية*  ⁌ ا ╭

📲  تيليقرام  www.tgoop.com/malomatzadeh

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*لا تجعل هذا الخير يقف عندك ... فضلاً شاركه مع الآخرين ツ🌱*
🔴قائمة دعم قنوات أنصار الله  على تلقرام 🔴

لاضافة قناتك بالقائمة   @Ghazy2000
-—--
•03k┊ لطف القحوم 🥀
•02k┊ حالات واتس 🎬
•01k┊ زوامل يمانية🇾🇪
•01k┊ محمد القحوم📀 -—--
•01k┊ 🌹¦آلّثَـْـْْـْقـِِـِـآفٌُـِـِِ
-—--
•01k┊ هاشُميَآتٌ حٍوثيَآآتٌ✌🏼
•01k┊ أحمد الديلمي
•01k┊ شعراء اليمن📝
•01k┊ فضائح 😎الملوك
•02k┊ افلام يمنيه هادفه
-—--
•05k┊ المعلومات الزيدية 📚

-—--
🔻لاضافة قناتك قناتك للقائمة ارسل
رابط القناه الى المعرف ┊ @Ghazy2000
2024/09/27 00:27:39
Back to Top
HTML Embed Code: