Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
- Telegram Web
Telegram Web
﴿وَلَقَدۡ كُنتُمۡ تَمَنَّوۡنَ ٱلۡمَوۡتَ مِن قَبۡلِ أَن تَلۡقَوۡهُ فَقَدۡ رَأَیۡتُمُوهُ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ﴾ [آل عمران ١٤٣]

قال أبو جعفر: وإنما قيل:"ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه"، لأن قومًا من أصحاب رسول الله ﷺ ممن لم يشهد بدرًا، كانوا يتمنون قبل أحد يومًا مثل يوم بدر، فيُبْلُوا الله من أنفسهم خيرًا، وينالوا من الأجر مثل ما نال أهل بدر. فلما كان يوم أحد فرّ بعضهم، وصبرَ بعضهم حتى أوفَى بما كان عاهد الله قبل ذلك، فعاتب الله من فرّ منهم فقال:"ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه"، الآية، وأثنى على الصابرين منهم والموفين بعهدهم.
—————————

يُخيفني هذا العتاب..!
فكم من ثَغْر نتمنى الوقوف عليه، والمجاهدة فيه، ونُطالع الواقفين عليه بعين الغِبطة ولسان حالنا يقول: لو كُنّا معكم..! ولكنا نخشى أن تَخذُلنا أنفُسنا إذا لقيناه..!

ولكنا مع ذلك نرجو من الله الفلاح، ونرجو منه العون، ونرجو من الثبات، وإلا فلو وكِلنا إلا أنفسنا فلن نجد إلا الخزي والخسارة..!

والإنسان يؤمّل ويرجو السبق والفوز، والله كريم، وعطاؤه واسع، وفضله كبير..
غزة جرحها كبير..!
ربنا أفرغ عليهم صبرًا،
وثبت أقدامهم،
وانصرهم على القوم الكافرين..
﴿فَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخۡلِفَ وَعۡدِهِۦ رُسُلَهُۥۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِیزࣱ ذُو ٱنتِقَامࣲ﴾ [إبراهيم ٤٧]

آمنّا بالله،
وبأنه عزيز ذو انتقام،
وبأنه عزيز حكيم،
وبأن وعده الحق،
وأنه ناصر أولياءه، وإن عظم البلاء واشتد وطال، ولكن وعده آت آت وإن استبطأناه..
قلوب العباد بين يديه؛
يُمد عبيده وأوليائه بقوته،
وينزل عليهم السكينة والأَمنة في وسط الخوف،
ويجبر قلوب كسيرهم،
ويثبتهم ويصبرهم في وسط الزلازل والفتن ..

هذا إيماننا ويقيننا بالله،
ولولا هذه المعاني لتصدعت قلوبنا،
ولأذاب الهمّ أفئدتنا..
﴿وَلَاۤ أَخَافُ مَا تُشۡرِكُونَ بِهِۦۤ إِلَّاۤ أَن یَشَاۤءَ رَبِّی شَیۡـࣰٔاۚ وَسِعَ رَبِّی كُلَّ شَیۡءٍ عِلۡمًاۚ﴾ [الأنعام ٨٠]

وجعل الزمخشري ومتابعوه الاستثناء متصلا أي لا أخاف ما تشركون به أبدا، إلا وقت مشيئة ربي شيئا أخافه من شركائكم، أي بأن يسلط ربي بعضها علي فذلك من قدرة ربي بواسطتها لا من قدرتها علي.

وجملة ﴿وسع ربي كل شيء علما﴾ استئناف بياني لأنه قد يختلج في نفوسهم: كيف يشاء ربك شيئا تخافه وأنت تزعم أنك قائم بمرضاته ومؤيد لدينه فما هذا إلا شك في أمرك..

فلذلك فصلت، أي إنما لم آمن إرادة الله بي ضرا وإن كنت عبده وناصر دينه لأنه أعلم بحكمة إلحاق الضر أو النفع بمن يشاء من عباده. وهذا مقام أدب مع الله تعالى ﴿فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون﴾ [الأعراف: ٩٩].

- الطاهر بن عاشور

#محكمات
#إيمان
#يقين
#غزة
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
والله لولا محكمات كتاب الله التي يُفزع إليها في أوقات الابتلاء والشدة لكاد الحُزن والأسى يُهلك الإنسان ويمزقه..!

فلولا إيماننا ويقيننا بأن الله حكيم؛ يقدّر كل شيءٍ بحكمة ولحكمة، لما وجد الصبر والرضى إلى قلوبنا سبيلًا..!

ولولا إيماننا ويقيننا بأن الله عليم؛ يعلم ما بين أيدينا وما خلفنا، لهلكنا من شدة الخوف والأسى..!

ولولا إيماننا بأن الله عدل لا يُظلم عنده أحد، لما سكنت نفوسنا ولا هدأت ولا استكانت ولا اطمأنت..!

فوالله إن هذه المُحكمات هي المفزَعُ الآمن الذي تأوي إليه نفوسنا حين تتخطفنا رياح الأقدار والابتلاءات المؤلمة..!

آمنّا بالله، وبحكمته وعزته وعلمه وعدله ورحمته، وبأسمائه وصفاته كلّها،

ورضينا به ربًا رؤوفًا كريمًا برًا رحيمًا حكيمًا عليمًا،

رضينا به وبأقداره، ونسبحه ونقدسه وننزهه سبحانه من خواطر السوء التي تتسرب إلينا في لحظات ضعفنا..

نسبحه ونحمده، سبحانه وبحمده لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبر.

ونستغفره ونتوب إليه، ونرجو عفوه ورضاه..
الله مُطلع على قلوبنا،
يرى ما يخطه الحُزن والألم فيها،
يرى ذلك ولا يُضيعه سبحانه وبحمده،
يرى ذلك ويعلمه، ويثيب الصابر ويأجره،
يراه ويربينا ويهدينا به إليه،
يرى تألمنا، ويرحم في ذلك ضعفنا،
ويتجاوز عنّا برحمته وفضله،
ويخلف الصابر والراضي بخير الخُلف والثواب والأجر حتى ليتمنى أن لو طال ابتلاءه قليلاً لعظم ما وجد من العوض والأجر..
ربنا سبحانه وبحمده هو الملك المتصرف في ملكه بمشيئته وإرادته،

ولا شيء يحصل في ملكوته إلا إذا شاء وأراد،

وهو مع ذلك الملك الوحيد المحمود في كل ما يُقدِّر ويفعل مهما بدا تقديره مؤلمًا أو صعبًا،

فكل ما يقع في ملكوته دائر بين الفضل والعدل ولا يخرج عنهما أبدًا،

وما من قَدَر تراه في نفسك أو في غيرك إلا وهو فضل أو عدل، فكيف بعد ذلك لا يُحمد سبحانه وبحمده..!

ولكنه ضعف الإنسان وجهله وقلة صبره..
﴿لَّا یَضِلُّ رَبِّی وَلَا یَنسَى﴾ [طه ٥٢]

يقول: لا يخطئ ربي في تدبيره وأفعاله، فإن كان عذّب تلك القرون في عاجل، وعجل هلاكها، فالصواب ما فعل،

وإن كان أخر عقابها إلى القيامة، فالحقّ ما فعل، هو أعلم بما يفعل، لا يخطئ ربي ﴿ولا يَنْسَى﴾ فيترك فعل ما فعْله حكمة وصواب.

الطبري
﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِیࣰّا﴾ [مريم ٦٤]

لا والله ما نسي ضعفك،
ولا والله ما نسي ألمَك،
ولا نسي جِهادك،
ولا نسي بكاءك،
ولا نسي أنين قلبك،
ولا نسي تعبك،
ولا نسي نَصَبَك،
ولا نسي مُحاولاتك،
ولا نسي عثراتك وقوماتك في الطريق،
ولا نسي شكواكَ،
ولا نسي دعواكَ،
ولا نسيك ربك ولا ودّعكَ ولا قلاك،

ولكنه الشيطان؛ يريد أن يحزُن الذين ءامنوا فيستغل طول البلاء، وشدّة الألم، وضعف القوة ليبثُ وساوسه وظنونه، فلا تسمع له..!
خير القرون؛ ما أطيبها من سلسلة لا أملُّ من تكرارها..

هذه السلسلة لم تأخذ حقها من الاعتناء والتعريف، وهي والله سلسلة غنية بالفوائد والدروس الإيمانية والعبر، وهي منهلٌ للخير والحكمة والقدوات الصالحة، وفيها النموذج الأكمل الذي يسعى الإنسان المسلم لأن يكونه، وهي مدرسة تربوية إيمانية تزكوية مليئة بالعلم والعمل، ذاخرة بالمعاني العالية، تملأ الروح بمعاني العزة والاستعلاء الإيماني، وتُجدد العزم، وتستنهض الهمم..

فلا خاب من اعتنى بها، ولا ندم من شاهدها، وغنم وفاز والله من تابعها طالبًا من الله الهُدى..
فرق كبير بين أن تكون مسلمًا بالاسم العام وبين أن تعيش حقائق الإيمان بصميم قلبك، وتكابد هذه المعاني في العبودية، والاستقامة، والتوبة، والإنابة، وتجديد الإيمان، وتجديد التوبة، والبذل في سبيل الله، وإيثار محابّ الله على محابّ النفس، وتجاهد في سبيل الله، وتنصر دين الله سبحانه وتعالى، فهذه من أعظم ثمراتها وبركاتها؛ أن الله يثبت بها الإنسان عند الأزمات التي لا يصمد فيها إلا من عنده حقيقة الإيمان، أما من لم يتماس مع معاني الإيمان العميقة فتراه إذا جاءت الفتنة يموج مع الأمواج..

ثمرات | خير القرون 04
﴿رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِكُمۡۖ﴾ [الإسراء ٥٤]
﴿رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا فِی نُفُوسِكُمۡۚ إِن تَكُونُوا۟ صَـٰلِحِینَ فَإِنَّهُۥ كَانَ لِلۡأَوَّ ٰ⁠بِینَ غَفُورࣰا﴾ [الإسراء ٢٥]
صلى الله على النبي المصطفى الكريم الخصال، الرحيم الطبع، اللين الرفيق، الذي نصب نفسه للناس؛ يُطبب هذا، ويمسح دَمْع هذا، ويضمّ ذاك، ويأخذ حقّ الضعيف، ويُعلِّم الجاهل، ويزور المريض، ويكفي المُحتاج، ويسمع شكوى المحزون، ويسعى في حاجة الملهوف،..الخ حتى أُثقل وضعف جسده فصلّى في آخر أيامه جالسًاﷺ بعدما حَطَمَه الناس..

فصلى الله عليه وجزاه عنا خير ما جزى نبيًا عن أمته؛ كم تعِبَ لراحتنا، وكم نصب لأجلنا..!

————————————

قال النووي: حطم فلانا أهله؛ إذا كبر فيهم، كأنه لما حمله من أمورهم وأثقالهم والاعتناء بمصالحهم صيروه شيخا محطوما، والحطم: الشيء اليابس.
ورضي الله عن خديجة وأرضاها إذ كانت للنبيﷺ سَكَنًا وملجأً آمنًا يؤوي إليه ويتخفف من صخب الحياة وأثقالها وضجيجها، حتى كسا حُزُنه على فراقها العام الذي رحلت فيه فسُمّي عام الحزن، وبقي النبيﷺ يرتاع إذا سمع صوتًا يُذكره بها ويهتز ويضطرب لعظم مكانتها في نفسه..
——————————————-

"اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ، فَارْتَاعَ لِذَلِكَ" [البخاري]

قال النووي: ‌‏أي: هش لمجيئها، وسر بها؛ لتذكره بها خديجة وأيامها..

وقال ابن حجر: وفي الحديث أن من أحب شيئا أحب محبوباته وما يشبهه وما يتعلق به.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
ولم يكن لهم مستمسكٌ إلا اليقين فقط..!

خير القرون | 06
يا جماعة ألقوا أسماعكم لهذه السلسلة #خير_القرون وشاهدوها بقلوبكم فإن فيها خيرًا عظيمًا والله..

ويا مُصلحي سوريا اشهدوها، وقفوا معها، واستفيدوا منها، وطبقوا مضامينها؛ فإن فيها منهجًا مبينًا، وعلمًا غزيرًا، وعملاً كثيرًا، ونماذج يُقتدى بها لمن هداه الله ووفقه
2025/01/02 22:13:35
Back to Top
HTML Embed Code: