Telegram Web
الصلاة والسلام 😞 من كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فلا يركب دابة من فيء المسلمين حتى إذا أعجفها ردها فيه ، ومن كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فلا يلبس ثوبا من فيء المسلمين حتى إذا أخلقه رده فيه)رواه أبو داود وفي رواية للبيهقي :(ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيع مغنما حتى يقسم) (رواه أبو داود (2708) والدارمي (2488) وصححه ابن حبان (4850) وحسنه الحافظ في الفتح (6\256) .. إن رزق الإنسان سيأتي له كما يأتي أجله قد قدره الله كماً ونوعاً وزمناً فلماذا يضعف الإنسان ويطلبه بالحرام ولو صبر لجاءه كما أراد الله بما فيه من بركة وخير ومنفعه لكنها حظوظ النفس عندما يضعف المرء في تربيتها وتزكيتها .. روى الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: افتتحنا خيبر ولم نغنم ذهبا ولا فضة إنما غنمنا البقر والإبل والمتاع والحوائط ثم انصرفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وادي القُرى ومعه عبد له يقال له مِدْعَم أهداه له أحد بني الِضباب فبينما هو يحط رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه سهم عائر حتى أصاب ذلك العبد فقال الناس هنيئا له الشهادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل والذي نفسي بيده إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم بشراك أو بشراكين فقال هذا شيء كنت أصبته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم شراك أو شراكان من نار) (رواه البخاري (3993) ومسلم (115) .. لم يشفع له أنه كان يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج معه للجهاد في سبيل الله بل أخُذ بعمله .. والشراك هو الخيط الذي تربط به النعال ، فإذا كان الغال يؤاخذ بشراك النعل الذي لا يساوي شيئا فكيف بما فوقه من المال والمتاع العظيم ؟! فيا ويل من استحلوا الأموال العظيمة بمجرد وصولهم إليها ، وائتمانهم عليها ،ماذا سيحملون يوم القيامة على رقابهم؟ وما جوابهم لربهم حين يسألهم .. أسأل الله تعالى أن يغنينا بحلاله عن حرامه ، وبطاعته عن معصيته ، وبفضله عمن سواه إنه سميع مجيب ،

قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه ..

الخطــــبة الثانــية : -

عبـــاد الله :- عندما نؤدي هذه الواجبات وغيرها ونقوم بها على أكمل وجه نكون قد استجبنا لأمر الله ورسوله وأحيينا بذلك قلوبنا ومجتمعاتنا وأوطاننا قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) (الأنفال/24) .. وإن الخير بعد ذلك سيعم البلاد والعباد والحقوق ستكون مصانة محفوظة ويقوى التآلف والترابط بين أفراد المجتمع .. وتحفظ بسبب ذلك الدماء والأموال والأعراض ويقام الشرع ويحكم الدين وتزدهر الأوطان وتتطور المجتمعات ويأذن الله بنزول رحمته وحلول بركته .

اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم .. وقد أمركم ربكم فقال قولاً كريماً: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56]. اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين: أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين .
١-صدق التوكل وراحة البال!!
٢-الأعراض عن الله!!
٣-لا غالب إلا الله !!
٤-من يشهد لك إذا رحلت !!
٥-اسم الله المنتقم !!
٦-الرجوله اخلاق!!
٧-وعجلت إليك رب لترضى!!
٨-واجبات مضيعه!!
📮 .. إياك أن تهمك نفسك .. !!

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي جعلنا أمة واحدة متراحمة، متعاونة على البر والتقوى، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:
فيا أيها الإخوة المسلمون، أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله تعالى، فهي وصية الله للأولين والآخرين، قال سبحانه:
﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131].

أيها المسلمون، تأملوا في قول الله تعالى:
﴿ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ ﴾ [آل عمران: 154]،
إنها صفة المنافقين الذين انشغلوا بأنفسهم فقط، في وقت احتاجت فيه الأمة إلى تكاتفهم ووقوفهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لكنهم آثروا مصالحهم على مصلحة الدين والأمة.

ألا ترون -عباد الله- أن هذا التحذير القرآني ينبّهنا من مرض خطير يهدد وحدة المسلمين، وهو الانشغال بالنفس وحدها، وإهمال قضايا الأمة؟! المسلم الحق لا يكون همه نفسه فقط، بل يعيش هموم إخوانه، يتألم لآلامهم، ويفرح لفرحهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى” [رواه مسلم].

أيها الأحبة، لقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الاهتمام بأمته ونصرتهم، حتى قال:
“لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ” [رواه البخاري ومسلم].
فالاهتمام بالمسلمين واجب شرعي وإنساني، ومن علامات الإيمان الصادق.

عباد الله،
ما أحوجنا في هذا الزمان، وقد اشتدت محن الأمة، إلى أن نترك الفردية والأنانية، ونتوجه إلى التعاون والتآزر، قال الله تعالى:
﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2]. فالمسلمون بينهم أعظم رابطة وهي رابطة الدين فإنها لا تنفك أبدا { إنما المؤمنون إخوة} ( الحجرات من الآية 10).
إن هذه الرابطة لا يقطعها ما يقطع بقية الروابط فهي مستمرة حتى في يوم القيامة: { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين (67)} (الزخرف)..، ومن حقوق هذه الرابطة الإيمانية أن يهتم المسلم بشأن إخوانه المسلمين وإن اختلفت الأوطان وتعددت اللغات وتباعدت الأجساد، هذا الاهتمام الذي يدفع العبد للعمل من أجلهم ، لنفعهم لنصرتهم ، لنجدتهم ، لرفع الضيم والظلم عنهم.

‎فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى".
ويقول صلى الله عليه وسلم: " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ".

‎وقد كان اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالمسلمين متجليا في كل حياته ، فحين أتاه قوم من مضر عليهم علامات الفقر فهم حفاة الأقدام ممزقوا الثياب ليس لديهم من حطام الدنيا شيء تغير وجهه وحعل يدخل ويخرج مهموما حزينا ثم صعد المنبر فحرض المؤمنين على الصدقة لكفاية هؤلاء الفقراء فقال: " تصدق رجل من درهمه ، من ديناره من صاع بره ، من صاع تمره ، ولو بشق تمرة " فجاء رجل بصرة تعجز عنها يده وتتابع الناس ، عندئذ تهلل وجهه وعاد إليه إشراقه وتبسمه.

‎كما مكث صلى الله عليه وسلم شهرا يدعو للمستضعفين من المسلمين الذين يعانون إيذاء المشركين واضطهادهم ، وكان يقول في دعائه: " اللهم أنج الوليد بن الوليد وعياش بن ربيعة وسلمة بن هشام ، اللهم أنج المستضعفين من المسلمين

‎وعلى نهجه سار أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم فكانوا كالجسد الواحد لا يطمع فيهم عدوهم ولا تغيب أخبار المسلمين عنهم ، حتى إن رجلا كعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو خليفة للمسلمين يقول: والله لو عثرت بغلة بالعراق لخشيت أن يسألني الله عنها: لم لم تسو لها الطريق؟.

قلت قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه.

أما بعد:
فيا أيها المسلمون،
إن المسلم الذي يعيش هموم أمته يتسم بأمرين عظيمين:
1. الإيجابية: فهو يساهم بكل ما يستطيع لنصرة إخوانه، ولو بالكلمة والدعاء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ” [رواه مسلم].
2. التفاؤل والعمل: فالمسلم لا يكتفي بالبكاء على حال الأمة، بل يسعى بما يستطيع في إصلاحها، قال صلى الله عليه وسلم:
“إِذَا قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَغْرِسَهَا، فَلْيَفْعَلْ” [رواه أحمد].
هذا هو المسلم المتفائل، الذي لا يتوقف عن العمل والإصلاح مهما اشتدت المحن

عباد الله،
إن قضايانا الإسلامية كثيرة، من نصرة المسجد الأقصى وأهل غزة وفلسطين والمظلومون في الارض إلى الوقوف مع اللاجئين والمحتاجين، إلى دعم التعليم والدعوة في كل مكان. فكن إيجابيًا واعمل ما تستطيع، ولو بالقليل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ” [رواه البخاري ومسلم].، واستشعر مسؤوليتك وأظهر أهتمامك حسب قدراتك ومهاراتك بمن حولك وبقضايا المسلمين ، هذا صلاح الدين كان اهتمامه بأمر المسلمين عجيبا يدل على إيمانه واستشعاره هذه الرابطة حتى إنه لما عوتب لأنه لا يضحك قال: كيف أضحك والقدس أسير؟.
‎فكان يحمل هم القدس وكونها تحت الاحتلال الصليبي ونتيجة حمله هذا الهم أعد العدة وأخذ بالأسباب حتى كان اليوم الموعود الذي أراد الله أن يكون تطهير بيت المقدس على يديه ..

أيها المسلمون،
لنحيِ في قلوبنا معاني الإخوة الإسلامية، ولنكن عونًا لإخواننا، ولنزرع الأمل والتفاؤل، فإن هذا الدين منصور لا محالة، قال الله تعالى:
﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51].
اللهم اجعلنا من الناصرين لدينك، المعينين لإخواننا، المتحابين فيك.

هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد، كما أمركم ربكم فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ونبيك محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
.
خطبة جمعة:

إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي.. !!

الخطبة الأولى:
الحمد لله المتفرد بوحدانية الألوهية، المتعزز بعظمة الربوبية، القائم على نفوس العالم بآجالها، والعالم بتقلبها وأحوالها، المانّ عليهم بتواتر آلائه، المتفضل عليهم بسوابغنعمائه، الذي أنشأ الخلق حين أراد بلا معين ولا مشير، وخلق البشر كما أراد بلا شبيه ولا نظير، وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر السموات العلا، ومنشىء الأرضين والثرى، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه{لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ} [الأنبياء:23] وأشهد أن محمداً عبده المجتبى ورسوله المرتضى، بعثه بالنور المضيء والأمر المرضي، على حين فترة من الرسل، ودُروس من السبل، فدمغ به الطغيان، وأكمل به الإيمانوأظهره على كل الأديان،وقمع به أهل الأوثان، فصلى الله عليه وسلم ما دار في السماء فلك، وما سبح في الملكوت ملك، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين أما بعـد : -
عبـــــــاد الله : - ورد في السير أنه لما عــاد صلى الله عليه وسلم من الطائف وقد رجم بالحجارة من قبل السفهاء والمجانين وسدت في وجهة طرق البلاغ لدين الله لم يزد على أن قال كلمات يطلب فيها رضا ربه قائلاً (اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربي ، إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ، أو إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك هي أوسع لي . أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل علي غضبك ، أو ينزل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى . ولا حول ولا قوة إلا بك)
فليتك تحلو والحياة مريرة **وليتك ترضى والأنام غضابُ
وليت الذي بيني وبينك عامر ** وبيني وبين العالمين خرابُ
إذا صح منك الود فالكل هين ** وكل الذي فوق التراب ترابُ
تقول عَائِشَةَ رضي الله عنها: ((فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنْ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِك،َ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ)) (مسلم/ 751) .
أيها المؤمنون /عبـــــــاد الله : - من طلب رضا الله كفاه وهداه وكتب له القبول وفتح له القلوب وحببه إلى خلقه وأغدق عليه نعمه وأنزل عليه السكينة وبرد اليقين وقنعه بما آتاه، ذلك أن الغاية من العبادة تقديم محاب الله و طلب رضاه على محاب النفس وهذا والله سلوك الأنبياء وطريق الأولياء وسنة الشهداء وسبيل المؤمنين الأتقياء من أجله سجدت الجباه وبذلت الأموال وأريقت الدماء وسالت الدموع وتقرحت الشفاه ...
إن كثير من الناس اليوم يشقى طوال حياته ويبذل أقصى جهده من أجل أن يرضى عنه فلان أو علان ، بل على مستوى الدول كم حوربت القيم وارتكبت المحرمات وظهر التنكر للدين وأحكام الشرع ارضاءاً للغرب والشرق والتعلق بما عندهم من قوة ومال وسلطان وطلباً لرضاهم فما كان إلا الشقاء والتعاسة والظلم وضيق الحياة وكدر العيش والله عز وجل يقول ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (البقرة:120) إن من يسعى لطلب رضا الناس بسخط الله عليه أن يتذكر دائماً أن من أهانه الله فلا معز له ومن أكرمه فلا مهين له قال تعالى : { وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} (الحج/ 18) ويقول سبحانه وتعالى :‏{وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 62‏]‏ .. وقال صلى الله عليه وسلم (من التمس رضا الله بسخط الناس، رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس)،( رواه ابن حبان في صحيحه. وصححه الألباني في صحيح الجامع /6010).)

إن رضا الله غاية لا تترك ورضا الناس غاية لا تدرك قال الشافعي رضي الله عنه: " رضا الناس غاية لا تدرك فعليك بالأمر الذي يصلحك فالزمه ودع ما سواه فإرضاء الخلق لا مقدور ولا مأمور وإرضاء الخالق مقدور ومأمور " ولذلك مهما عمل الإنسان ليرضي غيره فلن يستطيع يقول الشاعر : ضحكتُ فقالوا ألا تحتشم بكيتُ فقالوا ألا تبتسم .... بسمتُ قالوا يرائي بها عبستُ قالوا أبدا ما كتم صمتُ فقالوا كليل اللسان نطقتُ فقالوا كثير الكلام .... حلمتُ فقالوا صنيع الجبان ولو كان مقتدراً لانتقم فأيقنت أني مهما أردت رضا الناس لابد من أن أُذم.
عبـــــــاد الله : - إن من أعظم الثمرات التي ينالها العبد عندما يعلق آماله بالله ويتوكل عليه ويثق به ويسعى جاهداً لطلب مرضاته أن يحبه ربه بل يحبه أهل أرضه وسمواته ويوضع له القبول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال : إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل، فيقول : إني أبغض فلانا، فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه ، فيبغضه أهل السماء ثم توضع له البغضاء في السماء ) (رواه مسلم/ شرح ابن عثيمين لرياض الصالحين 2/387) إنه مهما وجد العبد من مشقة وعنت وهو يواجه الشهوات والشبهات والملذات ويصبر على مرضاة الله ويسعى لنيل رضاه فإن ذلك علامة على قوة الإيمان وصفاء التوحيد
إلا فلنوطن أنفسنا على طلب رضا الله ولو سخط الناس جميعاً ففي ذلك الفوز والسعادة في الدنيا والآخرة .. اللهم أهدنا بهداك ولا تولنا أحداً سواك قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه .

الخطــــبة الثانــية : - الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد:
عبــــــــاد الله :- لقد رأينا أهل فلسطين وأهل غزة ورأينا ثباتهم وقوة إيمانهم وعظمة صبرهم وبأسهم الشديد على عدوهم رغم التدمير الممنهج وحرب الإبادة التي تشن عليهم رغم فارق الإمكانات في العدد والعتاد ورغم الدعم الغربي المتواصل ورغم الخذلاني العربي والإسلامي، مما يدل على أنهم أصحاب عقيدة وقضية وغاية، شعارهم: اللهم إني نشكو إليك ضعف قوت ، وقلة حيلتنا ، وهواننا على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربنا ، إلى من تكلنا ؟ إلى بعيد يتجهمنا ، أو إلى عدو ملكته أمرنا ؟ إن لم يكن بك غضب علنا فلا نبالي ، غير أن عافيتك هي أوسع لنا . نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل علينا غضبك، أو ينزل بنا سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك)
ونحن نقول: يا أهل غزة و يا أهل القدس، يا أهل فلسطين: إذا تخلى عن نصرتكم القريب والبعيد؛ فإن الله نعم المولى ونعم النصير فالجؤ إليه وتمسكوا به ولوذوا بجانبه وسيجعل لكم فرجا ومخرجا، قال -تبارك وتعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)[الحج: 78]، وقال -عز وجل-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا)[الفرقان: 31].
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا غزى، قال: "اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي، وَأَنْتَ نَصِيرِي وَبِكَ أُقَاتِلُ"(صحيح الترمذي)، وفي رواية: "اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَنَصِيرِي، بِكَ أَحُولُ، وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ"(صحيح أبي داود).
يا أهل غزة: هنيئاً لكم الجهاد في سبيل الله، فالجهادَ من أفضل الأعمال، وهو ذروةُ سنام الاسلام ، لما يترتب عليه من إعلاءِ كلمة الله، ونصرِ دينه، وقمعِ المعتدين الظالمين والمنافقين الذين يصدون الناس عن سبيله، ، ن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المجاهد في سبيل الله - والله أعلم بمن يجاهد في سبيله - كمثل الصائم القائم، وتكفل الله للمجاهد في سبيله إن توفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالماً مع أجر أو غنيمة)) أخرجه مسلم ، أما المتخاذلون والمرجفون والمطبّعون فلا نصيب لهم منها ، بل لهم الخزيُ والذل والعار . قال تعالى " لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60 الاحزاب)

يا أمة الإسلام: إن واجب النصرة لأخوانكم في غزة وفلسطين مسطور في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفي أخلاق المسلمين وفي مواثيق الأمم والدول، ولذلك تحركت المطاهرا في جميع بلدان العالم لما يرون من ظلم واضطهاد وقتل وإبادة لأهل غزة وفلسطين، فأين دوركم أيها المسلمون في هذا الواجب ي الحديث: "ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب نصرته".(صحيح).

فاللهم قلّ الناصر وخان الفاجر واستكبر الكافر وتمادى المنافق، وكفى بك ناصراً وعيناً، فاللهم كن لأهلنا غزة وفلسطين مؤيدا ونصيرا ومعينا وظهيرا، اللهم إنا نبرأ من الحول والقوة، إلا حولك وقوتك؛ فلا تردنا يا ربنا خائبين ولا محرومين من الإجابة؛ فكن بنا حفيا ولدعائنا مجيبا، اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هماً فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلء اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ، اللهم عليك باليهود المعتدين ومن ناصرهم، اللهم لا تحقق لهم غاية ولا ترفع لهم راية واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية .. يا قوي يا عزيز......هـــذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرن أعين لنا في الدنيا والآخرة
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.
ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً .
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون
.
مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا .. !!

الحمدُ لله الذي بنعمته اهتدى المهتدون ، وبعدله ضل الضَّالون . لا يُسألُ عما يفعل وهم يُسألون . أحمدهُ سبحانه على نعمه الغزار ..وأشكره وفضله على من شكر مدرار .. لا فوز إلا في طاعته، ولا عِزَّ إلا في التذلل لعظمته، ولا غنى إلا في الافتقار لرحمته ...

يا ربي حمداً ليس غيرُك يُحمد ** يا من له كل الخلائق تصمدُ
أبواب كلُ الملوكِ قد أوصدت ** ورأيت بابك واسعاً لا يوصدُ

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القهار ..وأشهد أن محمداً
عبده ورسوله النبي المختار المبعوث بالتبشير والإنذار صلى الله عليه وسلم
صلاة تتجدد بركاتها بالعشي والإبكار وعلى آله وأصحابه الأبرار ..أما بعــــد

عبـــــــــــاد الله :- يقول تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ } (الشورى28) يقرأ المسلم هذه الآية فيشاهد في مخيلته حال الناس وجزعهم على أنفسهم وذراريهم وأنعامهم وحرثهم ، وقد جف الضرع وماتت الأرض وسط رمضاء محرقة وقيظ قاتل وجفاف شديد .. وقد رغبوا إلى الله وضجوا بالدعاء حتى تقطعت بهم الآمال ، وأيقنوا بالبوار والهلاك ..وإذا بالغيث يفجؤهم من السماء مدرارا ناشرا آثار رحمة الله في فجاج الأرض وشعابها ؛ لتحيى الأرض والنفوس والأرواح ! بعد يأسها وموتها .. وكم هو جميل أن تختم الآية بإسمي الله (الولي الحميد) فهو سبحانه ولي العباد وحده , الذي تكفل بهم وتولى أمرهم في كل آن .. ولذلك كان وحده المستحق للحمد في كل حال .. والمسلم مهما واجه في هذه الحياة من مصائب وفتن وابتلاءات وكثرت مشاكله وتوالت عليه الهموم والأحزان وتكدر صفو حياته وتطرق اليأس إلى قلبه لابد أن يلجأ إلى الله ويحسن الظن به ويثق بقوته وقدرته ورحمته وحكمته ويعتقد المسلم أن كل شيئ في هذا الكون لا يقع إلا بأمر الله لحكمة هو يعلمها قال تعالى( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)(البقرة:155-157) وهو القادر وحده سبحانه وتعالى على تبديل الظروف وتغيير الأحوال ...
دع المقادير تجري في أعنتها ... ولا تنامن إلا خـــــالي البال
مابين غمضة عين وانتباهتها ... يغير الله من حال إلى حـال

فأحسن ظنك بالله، وعلِّق رجاءك به، وإياك وسوء الظن بالله، فإنه من الموبقات المهلكات، قال تعالى( الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً ) [الفتح:6].. و في الحديث القدسي الذي يرويه البخاري ومسلم. . ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه حين يذكرني ، إن ذكرني في نفسه ، ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ هم خير منهم ، وإن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ،وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) فتأمل ما أرحمه وما أعدله سبحانه .. هذا هود عليه السلام يواجه أعتا جبابرة الأرض الذين وصفهم الله تبارك وتعالى بالقوة ، ويقف في وجههم يقول بثقة المطمئن إلى نصر الله وتوفيقه الذي يحسن الظن بريه ، وأنه لن يخذله مهما كان جبروتهم وطغيانهم : ((قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } (هود55 - 56 )

عبــــاد الله :- إن حسن الظن بالله دفع الفتية أصحاب الكهف الذين خالفوا القريب والبعيد في سبيل مرضاته سبحانه ففارقوا أقرب الناس فرارا إلى الله وطلباً لرضاه وخوفاً على دينهم ، من الشرك والفسوق والعصيان .. واستبدلوا لأجل مرضاته ضيق الكهف بسعة العيش الرغيد ، فما كان إلا أن وسعه الله عليهم بما نشر لهم فيه من رحمته ( فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً } (الكهف16) وتأملوا قوله تعالى (( ينشر لكم ربكم من رحمته )) فيعلم العبد أن رحمة الله واسعة إذ بعضها أو قدر معلوم عند الله منها ؛ يكفي ليجعل ذلك الكهف أو ذلك السجن أو تلكم الزنزانة جنة أو روضة من رياض الجنة .. فلنحسن العمل ولنحسن الظن بالله .. قال بن القيم رحمه الله : " الدرجة الخامسة [ أي من درجات التوكل ] حسن الظـن بالله عز وجل فعلى قدر حسن ظنك بربك ورجائك له يكون توكلك عليه " [ تهذيب مدارج السالكين ص 240 ] ..
وكان عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه يقول ـ: (والذي لا إله غيره ما أُعطي عبد مؤمن شيئاً خير من حسن الظن بالله ـ عز وجل ـ، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله ـ عز وجل ـ الظن إلا أعطاه اللـه ـ عز وجل ـ ظنه؛ ذلك بأن الخير في يده) .. وكان سعيد بن جبير يدعوا ربه فيقول " اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك " .. وانظروا إلى حسن الظن بالله والثقة به والتوكل عليه فقد أمر الله أم موسى عليه السلام أن تلقي ولدها الرضيع وفلذة كبدها إذا خافت عليه من فرعون وجنوده أن يقتلوه في النهر تتلاطمه الأمواج وتعصف به الرياح لا تدري كيف حاله وفي أي أرض يستقر وأي خطر قد يصيبه لكن حسن الظن بالله جعلها تثق به سبحانه وتعالى أي أمرٍ عجيب هذا .. قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص(7)] .. وجرفته المياه والأمواج إلى قصر فرعون وتربى في قصره واتخذوه ولدا وبحثوا له عن مرضعة فعاد إلى أمه قال تعالى : ( فرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) (القصص/ 13 ) قال ابن القيم رحمه الله: \"فإن فعلها هذا هو عين ثقتها بالله -تعالى-، إذ لولا كمال ثقتها بربها لما ألقت بولدها وفلذة كبدها في تيار الماء، تتلاعب به أمواجه، وجريانه إلى حيث ينتهي أو يقف\"[مدارج السالكين(2/142)].

أيها المؤمنون / عبــــاد الله :- ومع حسن الظن بالله وأنه قادر ورحيم وأنه لا يرضى لعباده إلا كل خير وأنه بقوته وقدرته سيدفع عنهم كل شر ومكروه لابد أن نحسن العمل فنحافظ على الفرائض الشريعة كالصلاة وغيرها ونؤدي الحقوق والواجبات ونتحرى في ذلك الإتقان في الأعمال والإخلاص لله فيها قال تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين))[الأنعام: 162-163]. و ويجب علينا كذلك أن نزكي أنفسنا بالأخلاق الفاضلة والسلوك الحسن فنتجنب الخوض في الباطل والفساد في الأرض والظلم بجميع صوره والإعتداء على الأموال والأعراض والحرمات الأمر الذي يؤدي إلى سفك الدماء وإزهاق الأرواح ونشر الفوضى وإشاعة الخوف وإقلاق السكينة العامة وتعطيل مصالح الناس .. وما قيمة أحدنا إذا كان معول هدم في المجتمع ومفتاح للشرور إنه عند ذلك سيخسر الدنيا والآخرة ويسقط من رحمة الله ولن ينفعه بعد ذلك مال ولا جاه ولا منصب ولا أتباع عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ:«إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ» «سنن ابن ماجه» (237)، «السُّنة» لابن أبي عاصم (297) وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (1332 ) .. فكونوا مفاتيح للخير بأعمالكم حتى ينتفع مجتمعكم وأمتكم والناس من حولكم بقيامكم بالإصلاح بين الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر الأمن والآمان والسكينة وإرساء قواعد الحب والتآلف والتراحم فيما بينكم .. كونوا مفاتيح للخير ببذل المعروف وكف الأذى ونشر الخير ... إنه عندما نحسن الظن بالله ونحسن العمل فإن الله سبحانه وتعالى سيجري الأسباب ويقدر الأقدار ليحفظ العبد ويدفع عنه كل بلاء ويبارك في رزقه واهله ومجتمعه .. نسأل الله أن يؤلف بين قلوبنا وأن يهدينا سبيل الرشاد .. قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه .

الخطـبة الثانــية : - الحمدلله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد:

عبـــاد الله :- ومن حسن الظن المأمور به شرعا حسن الظن بإخوانك المسلمين فهو خلق تربى عليه الأولون.. و سار عليه من بعدهم الصالحون.. صلحت نياتهم فصلحت أفعالهم و ظنونهم.. علموا أن الشيطان لا يفتأ يحرش بينهم.. يزعزع أمنهم و استقرارهم.. و يقض مضاجعهم.. فدفعوا وسوسته بقوة إيمانهم بالله.. و حسن إتباعهم لمنهج رسوله صلى الله عليه و سلم.. إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل الصدور غلاًّ ولا حقدًا امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا...".
وعليه فلا يجوز لإنسان أن يسيء الظن بالآخرين لمجرد التهمة أو التحليل لموقف ومهما كان الإختلافات في وجهات النظر ، فإن هذا عين الكذب " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث " [ رواه البخاري ] وقد نهى الرب جلا وعلا عباده المؤمنين من إساءة الظن بإخوانهم فقال " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ " وما ذاك إلا لأن الظن سيئة كبيرة موقعة لكثير من المنكرات العظيمة إذ هو ذريعة للتجسس ، كما أنه دافع إلى الوقوع في الغيبية المحرمة " ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا " .. فلنتعلم جميعاً حسن الظن مع بعضنا البعض وننشر ثقافة الحب والتسامح ولنتخلص من الأنانية والأحقاد ولنتجه جميعاً إلى العمل الصالح الذي ينفع صاحبه ويعود خيره وبره وبركته على المجتمع والأمة .. اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت .. هــذا وقد أمركم ربكم فقال قولاً كريماً( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56]. اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين: أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين .
.
📮 .. خطبة جمعة:

“غزة.. رمز الصمود ونموذج الانتصار”
——————————
الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي وعد عباده بالنصر إن هم صدقوا، وجعل العاقبة للمتقين، فقال تعالى: {وَلَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدۡرٖ وَأَنتُمۡ أَذِلَّةٞۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} [آل عمران: 123]. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، القائل: “ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل به الكفر” [ صححه الالباني ].

أما بعد:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فهي وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: {وَلَقَدۡ وَصَّيۡنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَإِيَّاكُمۡ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ} [النساء: 131].

أيها المسلمون،
حديثنا اليوم عن غزة، تلك الأرض المباركة التي جسّدت الصمود والثبات في وجه أعتى آلة حربية عرفها العالم. إنها غزة التي أصبحت رمزًا للأمة الإسلامية، ومصدر إلهام للشعوب المستضعفة، ونموذجًا للمقاومة التي لا تعرف الاستسلام.

إن غزة، برغم الحصار والدمار، برهنت أن الإيمان بالله، والإعداد المستطاع، والصبر على المحن، عوامل كفيلة بأن تهزم جبروت الظالمين، مصداقًا لقول الله عز وجل: {كَم مِّن فِئَةٖ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةٗ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ} [البقرة: 249].

نعم، لقد عجز العالم عن إغاثة غزة وعن مد يد العون لأهلها، في وقت كان يمارس فيه الاحتلال أبشع أنواع الإبادة على مليوني محاصر.
‏فرض الاحتلال كلمته على العالم بأسره، لكنه لم يستطع أن يهز صمود أهل غزة، ولا أن ينال من عزيمتهم وإرادتهم.
‏جائعون؟ نعم.
‏حفاة، عراة، بلا بيوت، بلا مأوى، بلا موارد، بلا مستقبل؟ ربما.
‏لكنهم يملكون ثروة عظيمة، لو وُزّعت على سكان الأرض جميعاً لكفتهم، إنها ثروة الصبر، والإيمان، والإرادة التي لا تهزم.
‏إنها ثروة الأمل الذي يُشعل النور وسط الظلام.

أيها الإخوة،
لقد حققت غزة في حربها الأخيرة مع الاحتلال إنجازات عظيمة، أبرزها:
1. فرضت شروطها على الاحتلال، رغم تفاوت الإمكانيات العسكرية.
2. حررت الآلاف من الأسرى بالقوة، وكثير منهم عليه سجن مؤبد عشرات المرات وفك الاسير من الأعمال العظيمة في الإسلام مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
“فُكُّوا العَانِيَ، وأَطْعِمُوا الجَائِعَ، وعُودُوا المَرِيضَ” [رواه البخاري، رقم: 3046].
3. ابتلعت غزة ورمالها آلافًا من جنود الاحتلال، وأصابت أكثر من 30 ألفًا، مما شلّ قدرة جيش الاحتلال وأضعف معنوياته، وصدق الله إذ يقول: {قَٰتِلُوهُمۡ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ بِأَيۡدِيكُمۡ وَيُخۡزِهِمۡ وَيَنصُرۡكُمۡ عَلَيۡهِمۡ وَيَشۡفِ صُدُورَ قَوۡمٖ مُّؤۡمِنِينَ} [التوبة: 14].
4. هجّرت أكثر من 150 ألف مستوطن، وأجبرت نصف مليون على مغادرة الكيان، مما أظهر هشاشة جبهته الداخلية.
5. دمرت أكثر من 1500 دبابة وآلية عسكرية، وألحقت خسائر اقتصادية ضخمة بلغت أكثر من 34 مليار دولار، وأغلقت أكثر من 70 ألف شركة واغلقت كثير من الشركات الداعمة للكيان حول العالم بسبب المقاطعة
6. أرغمت غزة الاحتلال على اتفاق شمل إعادة إعمار غزة وتدفق المساعدات بواقع 600 شاحنة يوميًا، وهو اعتراف ضمني بهزيمته أمام صمود الشعب الفلسطيني.
7- أفشلت غزة مشروع تهجير الفلسطينيين إلى سيناء والذي تم إعداده قبل طوفان الأقصى كما افشلت تهجير الفلسطينيين من شمال غزة وأفشلت إخلاء مخيم جباليا من السكان رغم تسوية البيوت والمساكن بالأرض وتدمير كل مرافق الحياة حتى المستشفيات ..
8- كما افشلت غزة خطة الكيان في احتلال محور فلادلفيا ونستاريم والبقاء فيهما للتحكم بمصير اهل غزة وخنقهم اقتصاديا وأمنيا ..

أيها المؤمنون ،
إن هذه الإنجازات وغيرها تؤكد أن النصر الحقيقي لا يُقاس بالحجم المادي للقوة، بل بالإيمان واليقين، كما قال تعالى:
{إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ} [محمد: 7]. قلت قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه ..

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي وعد بالنصر لعباده المؤمنين، وقال في كتابه الكريم:
{وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ} [النور: 55].

أما بعد:
أيها المسلمون،
غزة لم تنتصر فقط في الميدان العسكري، بل أظهرت للعالم أجمع الوجه الحقيقي للاحتلال، وكشفت عن عنصريته وهمجيته. كما أنها فضحت النظام العالمي وجمعيات حقوق الإنسان، وأظهرت تواطؤ المنافقين والمتصهينين.
ومن بين الإنجازات الأخرى التي حققتها غزة:
1. أوقفت قطار التطبيع العربي مع الكيان، وأعادت للقضية الفلسطينية مكانتها في قلوب المسلمين.
2. وحّدت الأمة الإسلامية حول قضيتها المركزية، وأكدت أن فلسطين هي القضية المحورية لكل مسلم.
3. أظهر التنظيم والإدارة المميزة للمقاومة في اثناء الحرب وبعد الهدنة حيث كان العمل المنتظم في كل المجالات وكان الإفراج عن الأسرى يتم ببطاقات رسمية، وسيارات حديثة، وظهر جنود غزة بملابسهم الرسمية الجميلة وانتشارهم السريع في جميع مناطق ومرافق مدينة غزة مما أعطى صورة مشرّفة للمقاومة أمام العالم.
4. زرعت غزة الأمل في الأمة رغم الجراح والقتل والتدمير وأكدت أن الصراع مع الباطل جولة بعد أخرى، وأن العاقبة دائمًا للحق، كما قال تعالى: {إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقٗا} [الإسراء: 81].

أيها المسلمون،
علينا أن ندعم أهل غزة وفلسطين بالدعاء والمال والكلمة الصادقة، فهم يدافعون عن شرف الأمة وكرامتها.
هنيئا ً لمن وقف مع غزة ولو بالكلمة والدعاء والمواقف والدعم فقد شارك في هذا الواجب وهذا الشرف وهذه الصفة الأخلاقية وهي صفة للمؤمنين حرم منها المنافقين ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى” [رواه مسلم، رقم: 2586].

فاللهم انصر أهل غزة وفلسطين، وثبّت أقدامهم، واربط على قلوبهم.
اللهم اجبر كسرهم، وارحم شهداءهم، واشفِ جرحاهم، وفكّ أسراهم.
اللهم عليك بالاحتلال وأعوانه، فإنهم لا يعجزونك.
اللهم اجعل كيدهم في نحورهم، واجعل بأسهم بينهم شديدًا.
اللهم وحّد صفوف المسلمين، واجعلهم كالبنيان المرصوص.
اللهم أعد لهذه الأمة عزها ومجدها يا رب العالمين.

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
.
خطبة جمعة:

سلامة الصدر والنصف من شعبان
——————————
الخطبة الأولى:
إن الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ تعالى وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ونستهديه وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ،: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102] (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1]؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،

أيها المسلمون /عبـاد الله : إنّ سعادةَ القلب، وسرور النفس، وطيبَ العيش وصفاء الحياة، غايةٌ يسعى إليها الناس جميعاً، وهدفٌ ينشده الخلق كافة، وأملٌ يرجو بلوغَه العقلاء عامّة، فتراهم يعملون كلَّ وسيلة، ويتَّخذون كلَّ سبب، ويركبون كلَّ مركب، يبلغون به هذه الغايةَ، ويصلون به إلى هذا المراد. غيرَ أنّ من أنار الله بصيرتَه وألهمه رشده، يعلم أن سلامةَ الصدر مِن الأحقاد، وبراءَته من الضغائن، وصيانته من الشحناء والكراهية، هو من أعظم ما يدرك به المرء حظَّه من السعادة، وينال به نصيبه من النجاح.

بل إن من أعظم صفات أهل الجنة سلامة صدورهم ويا لها من نعمة، قال تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) ]الأعراف:43[، قال ابن عطية: (هذا إخبار من الله عزَّ وجلَّ أنَّه ينقِّي قلوب ساكني الجنَّة من الغلِّ والحقد، وذلك أنَّ صاحب الغلِّ متعذِّب به، ولا عذاب في الجنَّة).

إن سلامة الصدر وخلوُّه من الحقد والحسد من خصال البر التي ينبغي للعبد أن يحرص عليها؛ لما فيها من الفضائل والأجر؛ بل إن هذا دليل على أن صاحب هذا الخلق هو من خير الناس وأفضلهم؛ فعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قيل : يا رسول الله أي الناس أفضل ؟ قال : كل مخموم القلب صدوق اللسان . قالوا : صدوق اللسان نعرفه ، فما مخموم القلب ؟ قال : هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ، ولا غل ، ولا حسد ) ( الترغيب والترهيب للألباني وإسناده صحيح 4/33 )، وقال سفيان بن دينار: قلت لأبي بشر: أخبرني عن أعمال من كان قبلنا، قال: كانوا يعملون يسيراً ويؤجرون كثيراً ... قال: قلت: ولم ذاك؟ قال: لسلامة صدورهم.
ويضرب لنا الصحابي أبو ضمضم رضي الله عنه أروع الأمثلة فكان يقول إذا أصبح : ( اللهم إنه لا مال لي أتصدق به على الناس ، وقد تصدقت عليهم بعرضي ، فمن شتمني أو قذفني فهو في حل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من يستطيع منكم أن يكون كأبي ضمضم ) قال ابن القيم رحمه الله : وفي هذا الجود من سلامة الصدر وراحة القلب والتخلص من معاداة الخلق ما فيه ) [ تهذيب مدارج السالكين/ 407].
ولما دخل أحد الصحابة على أبي دجانة وهو مريض كان وجه يتهلل، فقيل له: مالي أرى وجهك يتهلل؟ فقال:'ما من عمل أوثق عندي من اثنتين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، والأخرى كان قلبي للمسلمين سليماً' .
أماعُلبة فإنه لما دعا النبي إلى النفقة ولم يجد ما ينفقه بكى وقال: “اللهم إنه ليس عندي ما أتصدق به، اللهم إني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها من مال أو جسد أو عرض، ثم أصبح مع الناس. فقال النبي : “أين المتصدق بعرضه البارحة؟” فقام عُلبة رَضي الله عنه، فقال: النبي : “أبشر فوالذي نفسُ محمد بيده لقد كُتبت في الزكاة المتقبلة”.صححه الشيخ الألباني في فقه السيرة(ص: 405).

عبــــاد الله : يكفي شرفاً أن خلق سلامة الصدر يقود صاحبه إلى الجنة وأي غاية أعظم وأشرف من دخول الجنة ؟ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول قال: كنا جلوساً مع الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ..
فطلع رجل من الأنصار فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً فطلع ذلك الرجل فتبعه عبد الله بن عمرو بن العاص يريد أن يعرف ما هي المؤهلات التي بلغت بهذا الرجل الجنة ؟ فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثاً، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت ، فمكث عنده ثلاث ليالٍ فما وجده كثير صلاة ولا صيامٍ ولا قيام ... فسأله عن العمل الذي بلغ به هذه المنازل العالية فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه فقال عبدالله: هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق ) (رواه الإمام أحمد/12286 وسنده صحيح) ...

الله أكبر يا لها من صدور طاهرة صافية نقية ، لا تحمل حقدا ، ولا تعرف حسدا ، ولا تُكن غلا ، تلك القلوب ليس لها جزاءاً إلا الجنة وأعمال أصحابها ترفع إلى السماء ويكتب لها القبول لأنها قلوبٌ خلت من الشحناء والبغضاء التي دمرت حياة المسلمين اليوم وقطعت روابط الود والمحبة والإخاء فيما بينهم ... فكم قضت الأحقاد على علاقات وكم خربت من بيوت وكم تمكنت من صدور فحولتها إلى خصومة مع الآخرين فضيعت لذة الإيمان وأوهنت عرى التقوى، كم من شحناء فاضت بها القلوب شهور وسنوات، بل قد يغادر هذا الإنسان هذه الدنيا وقلبه مليء بالحقد والحسد والبغضاء والشحناء، وعندما تبحث عن أسبابها تجدها أمور تافهة ومواقف عابرة وكلمات فهمت على غير حقيقتها، وقد تكون بسبب متاع زائل.
قال الخليل:
سأُلزمُ نفسي الصَّفحَ عن كلٍّ مذنبٍ ** وإن كثرتْ منه عليَّ الجرائمُ
فما النَّاسُ إلَّا واحدٌ مِن ثلاثةٍ ** شَرِيفٌ ومَشْرُوفٌ ومِثْلي مُقَاوِمُ
فأمَّا الذي فوقي فأعرفُ فضلَه ** وأتبعُ فيه الحقَّ والحقُّ لازمُ
وأمَّا الذي مثلي فإنْ زلَّ أو هفا ** تفضَّلت إنَّ الفضل بالعز حاكمُ
وأمَّا الذي دوني فإن قال صُنتُ عن ** إجابتِه عرضي وإن لام لائمُ
أيها المسلمون: وفي هذا الشهر، شهر شعبان ليلة عظيمة ينظر الحق سبحانه وتعالى إلى عباده فيمُنَّ عليهم بالغفران وتتنزل عليهم الرحمات ، روى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله ليطّلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ) (رواه ابن ماجة وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 1144)
وفي رواية أبي ثعلبة الخشني يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان ليلةُ النصفِ من شعبانَ اطَّلَعَ اللهُ إلى خلْقِه فيغفرُ للمؤمنينَ، ويُملي للكافرينَ ويدعُ أهلَ الحِقْدِ بحقدِهم حتى يدَعوه) (حسنه الألباني).
فالمغفرة والرحمة في هذه الليلة لجميع عباد الله المؤمنين الموحدين إلا لم يحمل صفتين الأولى خطرها عظيم على التوحيد والعقيدة وهي الشرك و الصفة الثانية التي يحرم صاحبها من عفو الله ومغفرته في هذه الليلة فهي المشاحنة والبغضاء والمخاصمة والعداوة بين المسلمين، والتي بسببها لم تفسد حياة الناس فقط، بل فسد دينهم وفسدت أخلاقهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا أدلكم على أفضل من درجة الصلاة و الصيام و الصدقة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة . لا أقول : إنها تحلق الشعر و لكن تحلق الدين ) (صحيح الألباني / غاية المرام / 414).
إن سلامة الصدر ونقاءه، مفتاح المجتمع المتماسك، الذي لا تهزه العواصف، ولا تؤثر فيه الأحداث والفتن والمحن، وبالمقابل يا ترى كيف يكون مجتمع تسوده الدسائس والصراعات والبغضاء والأحقاد والمؤامرات والفتن، وتمتلئ قلوب أفراده غشاً وحسداً وخصومة وفجور وكراهية وأمراضاً؟ أذاك مجتمع أم غابة وحوش وذئاب؟ الله المستعان على مانرى ونسمع ونشاهد في هذا الزمان.

أيها المؤمنون: إن أعظم عبادة في هذه الليلة، بل وفي سائر حياتنا وأيامنا تصفية إيماننا وعقيدتنا من الشرك بكل صوره، فلا يعبد إلا الله ولا يطلب إلا من الله ولا يتوكل إلا على الله، ولا ينفع ولا يضر إلا الله، ولا يستعاذ ولا يستغاث إلا به سبحانه، فلا ينفع ولا يضر بشر ولا حجر ولا قبر ولا شجر ولا إنسان إلا بإذن الله، ولا يحكم إلا شرعه ولا يهتدى إلا بهديه ولا يتبع إلا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فنحرص على سلامة العقيدة وصفاء التوحيد، ولذلك كانت أهم وصية يعقوب عليه السلام لبنيه وهو يودع الدنيا، الدين والتوحيد والعقيدة السليمة كما قال تعالى: ( أمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) ]البقرة:133[.
وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، دعاء نتعاهد به إيماننا وعقيدتنا كل يوم صباحاً ومساءاً، ونستعيذ بالله من الشرك ما علمنا منه وما لم نعلم، فقال: (لَلشِّركُ أخْفى من دَبيبِ النَّملِ ، ألا أدُلُّك على شيءٍ إذا فعلتَه ذهب عنك قليلهُ و كثيرهُ ؟ قل : اللهم إني أعوذُ بك أن أشرِكَ بك و أنا أعلمُ ، و أستغفِرُك لما لا أَعلمُ) (الألباني صحيح الأدب المفرد).
قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا) ]النساء:48[
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

الخطبة الثانية: الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهدٌ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدٌ أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرًا أما بعد:
عباد الله: إن من أعظم الطاعات والقربات في هذه الليلة، أن تسامح وتعفو وتغفر وتتجاوز عن الآخرين، وتنزع الحقد والحسد والعداوة والبغضاء من صدرك على أحد من المسلمين، إن بعض الناس قد جعل قلبه مستودعاً للهموم والأحزان ولأمراض القلب على اختلاف أنواعها، لذا فهو من أشقى الناس عيشاً، وأضيقهم صدراً، وأحزنهم قلباً، قد سُجِن في قفصه الصدري، قلبه أسود!! لا يعرف الصفح ولا العفو ولا كظم الغيظ ولا الرضا بما قسم الله له من رزق.

أيها المؤمنون: يكفي هذه الأمة صراعات وأحقاد وبغضاء على مستوى الأفراد والمجتمعات والدول، أمراض فرقت الصفوف، وأضعفت القوى، ومزقت النسيج الاجتماعي وفرقت القلوب وأذكت الخصومات والحروب، وتوقف بسبب ذلك المد الحضاري لهذه الأمة وضعف الإنتاج الفكري والعلمي والصناعي، وأُستهلكت الأموال وبددت الثروات، فهل من عودة صحيحة، وانطلاقة جديدة، يبدأ كل واحد بنفسه وأهله وجيرانه وأرحامه ثم الناس من حوله، فيكون معول بناء لا معول هدم، طيب النفس ، سليم القلب، حسن الخلق، نافع لمجتمعه وأمته والناس جميعاً من حوله.
ولنكن ممن قال الله فيهم (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ ) (الحشر/10)،
لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ ** ولا ينالُ العلى من طبعهُ الغضبُ
مرض الإمام الشافعي رحمه الله فعاده بعض أصحابه فقال له: (قوى الله ضعفك! فقال الشافعي: (لو قوى ضعفي لقتلني! فقال: (يا إمام والله ما أردت إلا الخير، فقال أعلم أنك لو شتمتني ما أردت إلا الخير)، وآعجباه!! إنها قلوب تسامت عن ذاتها، وتعالت عن الغضب لنفسها أو الحقد على غيرها.
اللهم طهر قلوبنا من كل غل وحقد وحسد وغش، اللهم اجعل قلوبنا تقية نقية، واجعلها سليمة يا رب العالمين، واجعلنا ممن يأتيك يوم القيامة بقلب سليم، واغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا إنك رؤوف رحيم
اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان ، اللهم أنر عباد المؤمنين والمجاهدين في كل مكان وفي غزة وفلسطين بارب العالمين ،، هــذا ، وصلُّوا -رحمكم الله- على خير البرية، وأزكى البشرية فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته المُسبِّحة بقُدسه، وأيَّه بكم أيها المؤمنون، فقال -جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب : 56].
١-اياك أن تهمك نفسك!!
٢-ان لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي!!
٣-من بعد ما قنطوا!!
٤-غزة رمز الصمود ونموذج الانتصار!!
٥-سلامة الصدر والنصف من شعبان !!
2025/02/22 10:49:38
Back to Top
HTML Embed Code: