Forwarded from قناة يوسف بن عمر
مسرد تعريفات ابن السبكي.pdf
480 KB
ما زلتُ أحمَدُ للمتكلِّمين كتابتَهم في أصول الفقه، كأبي بكر الباقلاني وأبي المعالي الجويني وأبي حامد الغزالي، فقد أثروا العلم بحدة أنظارهم ودقيق مباحثهم.
وكم كنتُ أرجو أن يسلموا من البدع ومن حشو الفضول، لكن قضى الله بخلاف ذلك.
لكن الحقَّ أنَّهم مهَّدوا المباحث وذلَّلوها ورتَّبوا العلوم وحقَّقوها.
فإن كانوا أورثوا العلم ما يجافيه من جانب؛ فقد ذلَّلوه من جوانب، حتى غدا رِدْءًا للشريعة، ومعيارا للنظر، فشكر الله لهم صنيعهم، وغفر لهم زلاتهم.
وقد غدا علم الأصول بعدهم مكتملًا من الجهة الصناعية، وما فيه من زلل وخلل؛ فيُعلَم وينبَّه عليه، وهو يسير بالنسبة إلى جمهور العلم، وتبقى المباحث المضافة صيقلًا للأنظار، ومِحَكًّا للأفهام، وأحرى أن تثقّف قناة طالب الشريعة، وتمدَّه بالقدر الكافي من علوم المعقول المسدَّد في غالبه، من غير مفاتحة كتب الكلام التي يغلب فيها الزلل والخلل، فالمتكلِّمون من الأصوليِّين نقلوا من الكلام إلى الأصول أصفى ما فيه -على شَيْنٍ فيه- وهو الأسلوب النظري الصناعي بما فيه من سبر وتقسيم وتحليل وترتيب وتحديد وجدل وتدقيق، وتركوا زيف الكلام في علم الكلام، سوى داخلةٍ قليلة من رديء الكلام اختلطت بالأصول، وهي مسائلُ قليلةُ العَدد، ضعيفة المَدد، لم تكدّر صفاءَ علم الأصول، ولم تشِنْ جوهرَه المصقول.
#أصول_الفقه
#مآخذ_الأصول
وكم كنتُ أرجو أن يسلموا من البدع ومن حشو الفضول، لكن قضى الله بخلاف ذلك.
لكن الحقَّ أنَّهم مهَّدوا المباحث وذلَّلوها ورتَّبوا العلوم وحقَّقوها.
فإن كانوا أورثوا العلم ما يجافيه من جانب؛ فقد ذلَّلوه من جوانب، حتى غدا رِدْءًا للشريعة، ومعيارا للنظر، فشكر الله لهم صنيعهم، وغفر لهم زلاتهم.
وقد غدا علم الأصول بعدهم مكتملًا من الجهة الصناعية، وما فيه من زلل وخلل؛ فيُعلَم وينبَّه عليه، وهو يسير بالنسبة إلى جمهور العلم، وتبقى المباحث المضافة صيقلًا للأنظار، ومِحَكًّا للأفهام، وأحرى أن تثقّف قناة طالب الشريعة، وتمدَّه بالقدر الكافي من علوم المعقول المسدَّد في غالبه، من غير مفاتحة كتب الكلام التي يغلب فيها الزلل والخلل، فالمتكلِّمون من الأصوليِّين نقلوا من الكلام إلى الأصول أصفى ما فيه -على شَيْنٍ فيه- وهو الأسلوب النظري الصناعي بما فيه من سبر وتقسيم وتحليل وترتيب وتحديد وجدل وتدقيق، وتركوا زيف الكلام في علم الكلام، سوى داخلةٍ قليلة من رديء الكلام اختلطت بالأصول، وهي مسائلُ قليلةُ العَدد، ضعيفة المَدد، لم تكدّر صفاءَ علم الأصول، ولم تشِنْ جوهرَه المصقول.
#أصول_الفقه
#مآخذ_الأصول
Forwarded from تيسير الذِكْر
https://www.tgoop.com/Tayseer_Thikr
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
من لذائذ التدبُّر لهذين الإمامين الفذَّين، لو صحبتهما أو واحدًا منهما في شهرك هذا؛ كان لك نصيبٌ غير منقوص إن شاء الله من عبادة التدبُّر القرآنيّ في شهر القرآن..
Forwarded from قناة •| أحمد السويلم |•
🤲🏻
اللهم ارزقنا الصدق في الإقبال عليك، والرغبة فيما لديك، ووفقنا لاغتنام شهر رمضان، أيامه ولياليه وساعاته ولحظاته، واحفظ أسماعنا وأبصارنا وجوارحنا عن الحرام، وموارد الآثام، وأصلح لنا القلوب، واغفر لنا الذنوب، واستر لنا العيوب، وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين .
🤲🏻
اللهم ارزقنا الصدق في الإقبال عليك، والرغبة فيما لديك، ووفقنا لاغتنام شهر رمضان، أيامه ولياليه وساعاته ولحظاته، واحفظ أسماعنا وأبصارنا وجوارحنا عن الحرام، وموارد الآثام، وأصلح لنا القلوب، واغفر لنا الذنوب، واستر لنا العيوب، وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين .
🤲🏻
تيسير اللطيف المنان، السعدي(1).pdf
27.7 MB
(تيسير اللطيف المنّان: في خلاصة تفسير القرآن) للعلامة السعدي (ت ١٣٧٦) رحمه الله.
..
هذا الكتاب من أبدع ما يُقرأ في هذا الشهر، وإنك لواجدٌ فيه خلاصات تفسيرية ونكتًا تدبُّريَّة عزيزة .. وهو مرتّب على الموضوعات لا على المواضع؛ وقد حوى أقطاب المعاني القرآنية الثلاثة:
١- العقائد والأخلاق.
٢- والأحكام والشرائع.
٣- والقصص والأمثال.
فأتى فيها بما يعجب ويروق لفظا ومعنى ، في سهولة لفظ ، وتحرير عبارة، وسلامة من التطويل، وغزارة فوائد، ودقة استنباطات.
لو جعلتَه أنيسَك وجليسَك في هذا الشهر وأنت تتلو مثاني القرآن؛ وَسِعَك ختْمُه آخر الشهر إذا قرأتَ كل يوم (١٠) صفحات فقط بإذن الله تعالى.
..
هذا الكتاب من أبدع ما يُقرأ في هذا الشهر، وإنك لواجدٌ فيه خلاصات تفسيرية ونكتًا تدبُّريَّة عزيزة .. وهو مرتّب على الموضوعات لا على المواضع؛ وقد حوى أقطاب المعاني القرآنية الثلاثة:
١- العقائد والأخلاق.
٢- والأحكام والشرائع.
٣- والقصص والأمثال.
فأتى فيها بما يعجب ويروق لفظا ومعنى ، في سهولة لفظ ، وتحرير عبارة، وسلامة من التطويل، وغزارة فوائد، ودقة استنباطات.
لو جعلتَه أنيسَك وجليسَك في هذا الشهر وأنت تتلو مثاني القرآن؛ وَسِعَك ختْمُه آخر الشهر إذا قرأتَ كل يوم (١٠) صفحات فقط بإذن الله تعالى.
مبارك عليكم الشهر أيها الكرام النبلاء!
متَّعنا الله وإياكم بكتابه الكريم في شهره العظيم، وجعله ربيعَ قلوبنا ونورَ صدورنا وجلاءَ أحزاننا وذهابَ همومنا🌹
متَّعنا الله وإياكم بكتابه الكريم في شهره العظيم، وجعله ربيعَ قلوبنا ونورَ صدورنا وجلاءَ أحزاننا وذهابَ همومنا
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
من #مآخذ_الأصول في أحاديث الصيام
هل يقع أجر التَّفطير بمطلق الإطعام أو بالإطعام مع الإشباع؟
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا". أخرجه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
للعلماء هنا مسلكان:
- من نظر إلى ظاهر اللفظ، وهو إطلاق التفطير، قال بأنّ التفطير يقع بأيّ شيء يدفعه إلى الصائم من طعام أو شراب ولو قلّ.
- ومن نظر إلى المعنى، قال بأن اللفظ وإن كان مطلقا في التفطير، إلا أنّه محمول على التفطير مع الإشباع؛ لأن مقصود الإطعام في الشريعة هو تحصيل الكفاية وسدّ الحاجة، كالإطعام في الكفارات ونحوها. وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية.
فالأولون أبقوا المُطلَق على إطلاقه.
والآخرون قيَّدوه بالنّظر إلى المَقصد.
قال ابن مفلح الحنبليّ بعد إيراده الحديث:
(وظاهر كلامهم: أي شيء كان، كما هو ظاهر الخبر.
وكذا رواه ابن خزيمة من حديث سلمان الفارسي وذكر فيه ثوابا عظيما إن أشبعه.
وقال شيخنا: مراده بتفطيره أن يشبعه)
الفروع (٥/ ٣٧)
قلت:
حديث سلمان الفارسي المشار إليه:
"من فطّر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء". قالوا: ليس كلنا نجد ما يُفطِّر الصّائم، فقال: "يعطي الله هذا الثواب من فطَّر صائمًا على تمرة، أو شَربة ماء، أو مَذْقة لبن...ومن أشبع فيه صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة"
وفيه دلالةٌ على ترجيح المسلك الأول؛ فقد فرّق بين مطلق التفطير، والتفطير مع الإشباع، وجعل لكل واحد ثوابا.
والحديث أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (١٨٨٧)، وفيه علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.
#مآخذ_الأصول
#أصول_الفقه
هل يقع أجر التَّفطير بمطلق الإطعام أو بالإطعام مع الإشباع؟
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا". أخرجه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
للعلماء هنا مسلكان:
- من نظر إلى ظاهر اللفظ، وهو إطلاق التفطير، قال بأنّ التفطير يقع بأيّ شيء يدفعه إلى الصائم من طعام أو شراب ولو قلّ.
- ومن نظر إلى المعنى، قال بأن اللفظ وإن كان مطلقا في التفطير، إلا أنّه محمول على التفطير مع الإشباع؛ لأن مقصود الإطعام في الشريعة هو تحصيل الكفاية وسدّ الحاجة، كالإطعام في الكفارات ونحوها. وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية.
فالأولون أبقوا المُطلَق على إطلاقه.
والآخرون قيَّدوه بالنّظر إلى المَقصد.
قال ابن مفلح الحنبليّ بعد إيراده الحديث:
(وظاهر كلامهم: أي شيء كان، كما هو ظاهر الخبر.
وكذا رواه ابن خزيمة من حديث سلمان الفارسي وذكر فيه ثوابا عظيما إن أشبعه.
وقال شيخنا: مراده بتفطيره أن يشبعه)
الفروع (٥/ ٣٧)
قلت:
حديث سلمان الفارسي المشار إليه:
"من فطّر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء". قالوا: ليس كلنا نجد ما يُفطِّر الصّائم، فقال: "يعطي الله هذا الثواب من فطَّر صائمًا على تمرة، أو شَربة ماء، أو مَذْقة لبن...ومن أشبع فيه صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة"
وفيه دلالةٌ على ترجيح المسلك الأول؛ فقد فرّق بين مطلق التفطير، والتفطير مع الإشباع، وجعل لكل واحد ثوابا.
والحديث أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (١٨٨٧)، وفيه علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.
#مآخذ_الأصول
#أصول_الفقه
Forwarded from قناة مشاري بن سعد الشثري
تكثر الوصايا في مطلع شهر رمضان بقراءة كتبٍ تعين المسلم على فقه ما يقرؤه من كتاب ربه، وهي وصايا -إذا صدرتْ من أهلها- نافعةٌ مباركة
لكن المهم ألا يشتت المرء نفسه بين تلك الوصايا، بل يقتصر منها على كتابٍ يكون هو صاحبه في هذا الشهر، ولا مانع من أن يطالع القارئ ما يوصى به من كتبٍ يومين أو ثلاثة ليجرب مدى انتفاعه بها، لكن لا يزد على ذلك، فمن المهم أن يحزم قراره سريعًا لئلا يمضي الشهر دون أن ينال حظا وافرا من العلم بسبب تشتته.
ولا تقع أسيرًا لوهم الأفضلية، فما من كتابٍ إلا وثمة ما هو أفضل منه .. والقراءة المنتظمة في كتاب مفضول خيرٌ من القراءة المشعّثة بين كتب فاضلة.
لكن المهم ألا يشتت المرء نفسه بين تلك الوصايا، بل يقتصر منها على كتابٍ يكون هو صاحبه في هذا الشهر، ولا مانع من أن يطالع القارئ ما يوصى به من كتبٍ يومين أو ثلاثة ليجرب مدى انتفاعه بها، لكن لا يزد على ذلك، فمن المهم أن يحزم قراره سريعًا لئلا يمضي الشهر دون أن ينال حظا وافرا من العلم بسبب تشتته.
ولا تقع أسيرًا لوهم الأفضلية، فما من كتابٍ إلا وثمة ما هو أفضل منه .. والقراءة المنتظمة في كتاب مفضول خيرٌ من القراءة المشعّثة بين كتب فاضلة.
قناة | مِهاد الأُصُول
تكثر الوصايا في مطلع شهر رمضان بقراءة كتبٍ تعين المسلم على فقه ما يقرؤه من كتاب ربه، وهي وصايا -إذا صدرتْ من أهلها- نافعةٌ مباركة لكن المهم ألا يشتت المرء نفسه بين تلك الوصايا، بل يقتصر منها على كتابٍ يكون هو صاحبه في هذا الشهر، ولا مانع من أن يطالع القارئ…
هذا من أحقّ ما يقال هنا؛ فليُحذر من التشتُّت والتنقُّل، (فإنَّ المنبتَّ لا أرضا قطع، ولا ظهرًا أبقى).
فإن كان الحال ما ذكر؛ فهذا جواب كنت كتبته من رأس القلم فيه كلام يصلح لهذا المقام وغيره في علاج التردد.
وما يتصل بالمقام هنا: السبب الثالث والرابع.
فإن كان الحال ما ذكر؛ فهذا جواب كنت كتبته من رأس القلم فيه كلام يصلح لهذا المقام وغيره في علاج التردد.
وما يتصل بالمقام هنا: السبب الثالث والرابع.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مدارات التدبُّر
لمّا كان "العلمُ كلُّه تحت تدبُّر القرآن" وكان السّالك في هذا الشهر حريصًا على أن يذوق من التدبُّر ولو غَمضًا، وكان ربّما يتأثّم-ولا إثم- من أن يسرُد القرآن تلاوةً مجرَّدةً؛ يتحرك لسانُه بمثانيه، من غير أن تناجي قلبَه معانيه، وكان يظنُّ أيضا أنّ التدبُّر أمرٌ عزيز المنال، بديع المثال، لا يلين له إلا بعد مطاولة؛ كان من المهمِّ له أن يَعرف أن التدبُّر المنشودَ ليس من لازمه: تدبُّر كلِّ لفظة حتى لا يغادر من القرآن حرفا، وأيُّ الناس يبلغ هذا المبلغ؟!
بل للتدبُّر موارد ومشارب، ومنازل ومناهل، ومعارج ومدارج، لا تنحصر في طريق واحدة، ولا تقف على رُسومٍ مخصوصة، غير رسم العلم وصدق القصد..
ولهذا لاح لي أن أنظِم ها هنا بين يدي السالك مداراتٍ للتدبُّر، يمكنه أن يوفّر نفسه على واحد منها؛ يعتصم به، ويجعل همه مقصورا عليه، دائرا حوله:
١- مدار الأسماء الحسنى؛
فيتدبَّرُ مواقعَها وعلائقها بالآي والسُّور التي وردت بها، وتناسُب المعنى وتلاؤم السّياق، وازدواج الأسماء ومشاكلة كل اسم لنظيره وقرينه.
٢- مدارُ القصص والأخبار؛
فيتدبَّرُ ما أريد بها من عبرة، وما سيقت له من هداية، وما طوي فيها من شخوص وأحداث، وما رمزت له من إشارات وكنايات، وما أوقعته في حال المصطفى ﷺ من عظات.
٣- مدار الأقسام القرآنيَّة؛
فيتدبَّرُ ما توشّحت به السُّور من الأيمان الموثّقة، والمعاني التي أقسم عليها، والألفاظ التي أقسم بها، والمناسبة بين القسم وجوابه.
٤- مدار الأمثال القرآنيّة؛
فيتدبَّر هذه الأقيسة العقلية، وما تضمنته من متين الحجج على الحق المبين، فينظر المشبّه، والمشبّه به، ووجه الشبه، والغرض من التشبيه.
٥- مدار النظائر القرآنية؛
فيتدبَّر ما يرد في القرآن من الألفاظ المشتركة التي تقع على معاني متفقة أو مختلفة، فينظر مثلا في لفظ (الإيمان) على مدار القرآن، وينظر في استعماله هل اطّرد على معنى واحد أم تفاوت زيادة أو نقصا؟ وإن تفاوت فما وجوه تصرفه؟
وهكذا دواليك..
٦- مدار الخطاب الإيمانيّ؛
فيتدبَّر كلَّ خطاب قرآنيٍّ صُدّر بنداء المؤمنين: {يا أيها الذين آمنوا)؛ فيرى ما فيه من العلم والعمل؛ فيتأسى به عملا، ويتخلَّق به حالا.
٧- مدار الحمد والثناء؛
بأنْ يتدبَّر ما يرد في مثاني القرآن من صفات يثني الله تعالى على أهلها بها، ويحمدهم عليها، فتكون منه على تشوُّف وتيقُّظ، وتحضر في نفسه محبة ما يحبه الله تعالى، والعزم على التلبُّس بمحابّه، والاشتمال على محامده.
٨- مدار التنزيه والتطهير؛
بأن يتدبَّر ما يرد في مثاني القرآن من أسبابٍ طهارة النفوس ، وصلاح القلوب، فيعزم على غسل قلبه من الأوضار، وتطهير نفسه من الأقذار..
٩- مدار الحكم والمقاصد؛
فيتدبَّر ما يرد في القرآن من ألفاظ التعليل، وأساليبه وطرائقه، ويستبصر ما وراءها من حكمة الربّ ورحمته في باب الخلق والأمر، فيرى كمالا مطلقا، وإحسانا مطبقا.
١٠- مدار السورة الواحدة أو المعنى الواحد؛
وها هنا:
١- يحطُّ ركابه بسورة واحدة من سور القرآن؛ فيتدبَّرها كلًّا وجزءًا، مطلعا ومقطعا، لفظا ومعنى ومقصدا، من فاتحتها إلى خاتمتها، فيجعلها حظَّه من ختمته كلها، فيطوف بسائر مناحيها، ويتأمل في عامة مقاصدها ومعانيها.
٢- أو يوكّل نظره بمعنى قرآنيٍّ واحد، يتتبعه ببصره وهو يقرأ القرآن، ويكون قد عيّنه من قبل أن يقرأ، يريد أن يستجلي حقيقته من القرآن كفاحا.
فيقول مثلا: أريد التعرف على حقيقة (الرزق) أو (الهداية) أو (الكرامة) أو (السعادة) في القرآن؛ فيقرأ كل كلمة من القرآن وهو متحفزٌ لالتقاط أطراف المعنى من كل آية؛ لعله يجد هنا شذرة، وهناك شذرة، فتجتمع له (شذور المعنى) في آخر ختمته، ويحيط بغاية المرام من طلبته!
فهذه عشرةُ مداراتٍ من مدارات التدبُّر.. وليس يحصرها حاصر..
فهنيئا لمن دخل إلى القرآن من أي باب، وسلك إليه كل طريق، ودار عليه؛ علما وعملا وقصدا وحالا؛ فلنعم المدار هو!
اللهمَّ اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا.
لمّا كان "العلمُ كلُّه تحت تدبُّر القرآن" وكان السّالك في هذا الشهر حريصًا على أن يذوق من التدبُّر ولو غَمضًا، وكان ربّما يتأثّم-ولا إثم- من أن يسرُد القرآن تلاوةً مجرَّدةً؛ يتحرك لسانُه بمثانيه، من غير أن تناجي قلبَه معانيه، وكان يظنُّ أيضا أنّ التدبُّر أمرٌ عزيز المنال، بديع المثال، لا يلين له إلا بعد مطاولة؛ كان من المهمِّ له أن يَعرف أن التدبُّر المنشودَ ليس من لازمه: تدبُّر كلِّ لفظة حتى لا يغادر من القرآن حرفا، وأيُّ الناس يبلغ هذا المبلغ؟!
بل للتدبُّر موارد ومشارب، ومنازل ومناهل، ومعارج ومدارج، لا تنحصر في طريق واحدة، ولا تقف على رُسومٍ مخصوصة، غير رسم العلم وصدق القصد..
ولهذا لاح لي أن أنظِم ها هنا بين يدي السالك مداراتٍ للتدبُّر، يمكنه أن يوفّر نفسه على واحد منها؛ يعتصم به، ويجعل همه مقصورا عليه، دائرا حوله:
١- مدار الأسماء الحسنى؛
فيتدبَّرُ مواقعَها وعلائقها بالآي والسُّور التي وردت بها، وتناسُب المعنى وتلاؤم السّياق، وازدواج الأسماء ومشاكلة كل اسم لنظيره وقرينه.
٢- مدارُ القصص والأخبار؛
فيتدبَّرُ ما أريد بها من عبرة، وما سيقت له من هداية، وما طوي فيها من شخوص وأحداث، وما رمزت له من إشارات وكنايات، وما أوقعته في حال المصطفى ﷺ من عظات.
٣- مدار الأقسام القرآنيَّة؛
فيتدبَّرُ ما توشّحت به السُّور من الأيمان الموثّقة، والمعاني التي أقسم عليها، والألفاظ التي أقسم بها، والمناسبة بين القسم وجوابه.
٤- مدار الأمثال القرآنيّة؛
فيتدبَّر هذه الأقيسة العقلية، وما تضمنته من متين الحجج على الحق المبين، فينظر المشبّه، والمشبّه به، ووجه الشبه، والغرض من التشبيه.
٥- مدار النظائر القرآنية؛
فيتدبَّر ما يرد في القرآن من الألفاظ المشتركة التي تقع على معاني متفقة أو مختلفة، فينظر مثلا في لفظ (الإيمان) على مدار القرآن، وينظر في استعماله هل اطّرد على معنى واحد أم تفاوت زيادة أو نقصا؟ وإن تفاوت فما وجوه تصرفه؟
وهكذا دواليك..
٦- مدار الخطاب الإيمانيّ؛
فيتدبَّر كلَّ خطاب قرآنيٍّ صُدّر بنداء المؤمنين: {يا أيها الذين آمنوا)؛ فيرى ما فيه من العلم والعمل؛ فيتأسى به عملا، ويتخلَّق به حالا.
٧- مدار الحمد والثناء؛
بأنْ يتدبَّر ما يرد في مثاني القرآن من صفات يثني الله تعالى على أهلها بها، ويحمدهم عليها، فتكون منه على تشوُّف وتيقُّظ، وتحضر في نفسه محبة ما يحبه الله تعالى، والعزم على التلبُّس بمحابّه، والاشتمال على محامده.
٨- مدار التنزيه والتطهير؛
بأن يتدبَّر ما يرد في مثاني القرآن من أسبابٍ طهارة النفوس ، وصلاح القلوب، فيعزم على غسل قلبه من الأوضار، وتطهير نفسه من الأقذار..
٩- مدار الحكم والمقاصد؛
فيتدبَّر ما يرد في القرآن من ألفاظ التعليل، وأساليبه وطرائقه، ويستبصر ما وراءها من حكمة الربّ ورحمته في باب الخلق والأمر، فيرى كمالا مطلقا، وإحسانا مطبقا.
١٠- مدار السورة الواحدة أو المعنى الواحد؛
وها هنا:
١- يحطُّ ركابه بسورة واحدة من سور القرآن؛ فيتدبَّرها كلًّا وجزءًا، مطلعا ومقطعا، لفظا ومعنى ومقصدا، من فاتحتها إلى خاتمتها، فيجعلها حظَّه من ختمته كلها، فيطوف بسائر مناحيها، ويتأمل في عامة مقاصدها ومعانيها.
٢- أو يوكّل نظره بمعنى قرآنيٍّ واحد، يتتبعه ببصره وهو يقرأ القرآن، ويكون قد عيّنه من قبل أن يقرأ، يريد أن يستجلي حقيقته من القرآن كفاحا.
فيقول مثلا: أريد التعرف على حقيقة (الرزق) أو (الهداية) أو (الكرامة) أو (السعادة) في القرآن؛ فيقرأ كل كلمة من القرآن وهو متحفزٌ لالتقاط أطراف المعنى من كل آية؛ لعله يجد هنا شذرة، وهناك شذرة، فتجتمع له (شذور المعنى) في آخر ختمته، ويحيط بغاية المرام من طلبته!
فهذه عشرةُ مداراتٍ من مدارات التدبُّر.. وليس يحصرها حاصر..
فهنيئا لمن دخل إلى القرآن من أي باب، وسلك إليه كل طريق، ودار عليه؛ علما وعملا وقصدا وحالا؛ فلنعم المدار هو!
اللهمَّ اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا.
Forwarded from جمعية ومضة للتعليم والتدريب
جمعية ومضة للتعليم والتدريب
القرآن مداد البيان - جمعية ومضة للتعليم والتدريب
العقلُ وعاءٌ، واللسانُ مِغرفتُه. والعقل مَلِكٌ مُدبِّرٌ، واللسانُ رسولُه وتَرجمانُه. فما حُشِيَ العقلُ بشيءٍ إلا وفَلَتاتُ اللسانِ تُظهِرُه، ولا قَصَد مَقصدًا إلا وتَصاريفُ الكلامِ تُبيِّنُه.…