من علامات التمذهب غير الرشيد التحسس من نشر كلمات الأعلام في تقرير معاني الاتِّباع وهوس التعقب والاستدراك والتوجيه لها.

من علامات التمذهب غير الرشيد أن يكرر المتمذهب أن التمذهب لا يضاد فقه الدليل- وهذا حق - ثم إما لا تجد عنده كبير عناية بالدليل أو تجد بحثه للأدلة ظاهر السطحية وإن توهم العمق بكثرة توليد الاحتمالات التي لا يعجز عن توليدها أي أحد له نوع صلة بعلوم الآلة والتفقه الحقيقي في الأدلة عن هذا النهج في توليد مطلق الاحتمالات اللفظية بمعزل.

عجيبٌ من دعاة اللامذهبية: أنهم جاوزوا المدى؛ فكان الحقُّ عليهم أن ينكروا التعصُّب للمذاهب والتنكُّر للدليل، الذي يقع من بعض المنتسبين إلى المذاهب قلُّوا أم كثُروا، ثم يكفُّوا ويُقصِروا، ولكنهم جاوزوا ذلك إلى ما يشبه الخروج على أصول المذاهب كلِّها، وافتراع طريقة محدثة في النَّظر والاستدلال، تهدِم الأصول المُمهَّدة، ولا تبني عليها، وتجافي الطرائق المعبَّدة، ولا تسير عليها!

وعلى هذا السَّبيل: كان أئمَّة الدَّعوة النَّجديَّة، خلافًا لما يظنُّه كثير من النَّاس من أنَّهم كانوا نابذين للمذاهب، ناكبين عن جادَّة التَّمذهب.
وانظره هنا بشواهده:
https://youtu.be/kZaVFWeSGs0?si=UiG3O3uWP1XPej20