Telegram Web
ومن جمال القرآن أنه لا يعاتبك حين تأتيه، لا يسألك من أنت، ولا يطلب منك إبراز بطاقة هويتك، ولا يستفسر عن تاريخك في رقة القلب، ولا يشك في نيتك حين تُقبل عليه، راحتاه رقيقتان لا تُخجلان من أتاه مصافحا، صفحاته رقيقة لا تقسو على من أتاه يريد الراحة، لا يريد منك تبرير غيابك ولا يحب أن يسمع منك اعتذارًا، يقول لك أقبِل وارتوِ، ويكفيني أنك عرفتَ كيف يكون الري من بعد الظمأ..
القرآن صديقٌ من مرتبة أرقى، قلبه أبيض من حامليه، وكلامه أرق من المتحدثين به، متى جئتَه وجدته، ومتى تركتَه ناداك، ومتى تجاهلته قال: لا عليك، لك حق العودة، ومتى عدت إليه احتضنَك بالمعنى الذي تحتاج إليه في التو واللحظة؛ إن كنت خائفًا تأمن، وإن كنت مصابًا تلتئم، وإن كنتَ فاقدًا يُغنيك ..
ووالله على ما فيَّ مما يستره الله عليًّ، ما أتيتُ القرآن ذليلًا ذات ليلةٍ إلا أعزني، وما أتيته شاكيًا إلا سمعني، وما أتيتُه فاقدًا القدرة على البوحِ إلا صارحَني بما أخفيتُه في نفسي، وقال: يا ولد، اخلع نعليك إنك بالوادِ المقدس، أقبل ولا تخف.. اقرأ حتى تدفأ، أنا القرآنُ لا القارئ، أنا الرسالة لا حاملها، أنا البريد الأسرعُ إليك من الساعي 💙

#منقول
رمضان لم يكن مجرد محطة !
يرتع منها المؤمن ما فيه صلاح قلبه وروحه ولم شعثه ..
رمضان كان الدرجة الأولى في سلم التغيير، وشهر كامل كفيل بإكتساب عادات عظيمة جدًا لا ينفك عنها المرء مع التفقه بمراد الله جل وعلا منها؛ بأنه هو الفقير المحتاج إليها كحاجته للأنفاسه التي تملأ صدره شهيقًا وزفيرًا .. لتستمر به حياة الأبدان، وتالله لحياة الأبدان لا تساوي شيئًا دون حياة القلب وحاجته الماسة إلى العبادة والمداومة عليها كأشد ما يحتاج إليه لبقائه على جسر الحياة الطيبة وإلا كان في هاوية الخذلان والسقوط المدوي في قعر من نقضت غزلها أنكاثًا من بعد قوة !
وإن مقتضى الحياة الطيبة أن تداوم على الطاعة، وأن تشد وثاقك بها، وأن لا تترك الخيط الرفيع الذي يحول بينك وبين السقوط كالسنن الرواتب والأذكار فهي بمثابة الدرع الذي يحول بينك وبين الغفلة والتفريط ..
فعد فمازال قلبك يحن ويألف فهذه الأيام هي الأشد والأعظم في محك التغيير، وإن للتغيير معترك اسمه المجاهدة، والمجاهدة لا ينال وسامها إلا من له عزم وصدق ، ومن طرق بابها بصدق ولجها ولو كانت قاسية فكان حقيق به أن ينال الهداية، فهل أراد أحدٌ اللهَ ولم يردهُ اللهُ ؟
ومن أراده الله جل وعلا اختاره واصطفاه ووفقه لطريق الكرامة في لزوم الاستقامة ..
ولو كان وحيدًا ولو سلك الناس كلهم طريق الضلالة..
لوجد النور بين عينيه يهديه لمعالم الطريق المستقيم، ويدله قلبه بما أنعم الله عليه من الهداية إلى الثبات عليه،  ومواصلة المسير حتى يلقى الله جل وعلا ولو كان في منتصف الطريق فالمهم هنا أن يموت على هذا الطريق .. فالموت عليه هو الوصول الحقيقي الذي يغفل الكثير منا عنه، ويظن أن الوصول رؤية النتائج والحقيقة أنه الموت وأنت تتشبث به وتعض عليه بالنواجذ ولو كنت وحيدًا غريبًا طريدًا شريدًا فهو الوصول وهو النتيجة وهو العاقبة، والمهم والأهم أن لا تلتف ولا تعد عيناك عنه تريد زينة الحياة الدنيا، ولا تطع من أغفل الله قلبه عن ذكره، ومن اتبع هواه ولم يرد إلا الحياة الدنيا التي لا تساوي جناح البعوضة، فأنت تريد السرمدية الباقية الغالية الحياة الحقيقية وهم يريدون اللذة العاجلة ..
فحري بمن استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير أن يخسر بوصلة الطريق ونوره ووضوح معالمه ليسكن البحر اللجي الذي يتلاطم فيه موجه في ظلمات بعضها فوق بعض لتهوي به في مكان سحيق .. وقد غرق وكانت النجاة أقرب إليه من حبل الوريد لو نادى يا الله والتفت إلى أسباب النجاة وتوكل على الحي الذي لا يموت وكفى بربك هاديا ونصيرا ..
💙
سَلِ الله أنْ يحبَّكَ حبًّا تتجَاوزُ بهِ الحَياةَ حتَّى تنتهِي بكَ وهُو راضٍ عَنك، سَلهُ أنْ يُعظِّمَ الرِّضَا فِي صَدرِك، واليقِينَ فِي قلبكَ، فتغدُو الأمُورُ الشَّديدةُ هيِّنةً عَليكَ 💙

- الرّافعي.
تأمَّلوا قصَّة يوسف وما مرَّ به من بلاءَات ومحن، وقوله تعالى ‏﴿كَذَلِكَ كِدنَا لِيُوسُفَ‏﴾

تأمَّلوا تفاصيل القصَّة وما مرَّ به وما كان منه! كان أكثر ما أمكنه فعله أن ألقى الصُّواع في رحل أخيه، وأن أذَّن المؤذِّن بسرقتهم، وأما ما احتفَّ به اللُّطف وحُسن التَّدبير هو كيدُ الله له، وحسن تدبيره لما يكون، وما كان من يوسف في كلِّ بلاءٍ ومحنة إلَّا أن لجأ إلى الله واعتصم به، لم يجهد في التَّفكير في التَّدبير وكيف يخرج ممَّا هو فيه، إنَّما كان تسليمه ويقينه بالله أكبر من ذلك،

فكان يجري مع قضاء الله حيث جرى به مُطمئنًّا له، فاستحقَّ بذلك قوله تعالى:  ‏﴿كَذَلِكَ كِدنَا لِيُوسُفَ‏﴾ فكان كيد الله له سببًا في رفع درجته وخروجه من كلِّ بلاءٍ ومحنةٍ بما لا يتخيله فصارت المنحة في حقِّه منحة، ولا يقصُّ الله علينا هذه القصص لمجرَّد التَّسلية بل قال جلَّ في علاه في ختام السُّورة ‏﴿لَقَد كَانَ في قَصَصِهِم عِبرَةً لِأُولِي الأَلباب‏﴾

فكان قصُّ القصص لنعتبر بها ونقتفي أثرهم ونهتدي بهديهم، فإذا ما نزل بك البلاء وعصفت بك المحن، فتذكَّر نبي الله يوسف، ولا يجهدك التَّفكير في التَّدبير عن حُسن تقدير العليم الخبير، فإنَّما ذلك له ليس لك! فسلِّم له أمرك مُطمئنًّا مُستيقنًا حسن تدبيره وتقديره سُبحانه
💙
إنّ أصلب الدروع وأقواها درعُ أذكار الصباحِ والمساء.. فكيف للضرر أن يأتيك؟ وكيف للمكروهِ أن يُصيبُك؟ ومن أين يدخل قلبك الخوفُ؟ وأنت قد استعنت باللّٰـه وتوكّلت عليه وفوّضت أمور يومِك كلها له !
إن كنت صادقًا مخلصًا ؛ فحاشاه ألّا يحفظك!

أذكار الصباح يرعاكم الله
وكم لله من لُطف خفي ! 💙
"وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا
افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ
بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ".

قال ابن القيم -رحمه الله- معلقًا على هذا
الحديث الشريف : ".. وأنّ المحبّ لا يزال
يُكثر من النوافل حتى يصير محبوبًا لله.
فإذا صار محبوبًا لله أوجبت محبةُ الله له
محبةً أخرى منه لله، فوق المحبة الأولى،
فشغلت هذه المحبة قلبه عن الفكرة
والاهتمام بغير محبوبه، وملكت عليه
روحه، ولم يبقَ فيه سعة لغير محبوبه
البتّة. فصار ذِكر محبوبِه وحبه ومثله
الأعلىٰ مالكًا لزمام قلبه، مستوليًا علىٰ
روحه، استيلاءَ المحبوب على مُحبِّه
الصادقِ في محبته التي قد اجتمعت
قوىٰ حبه كلّها له".
💙
قِيامُ اللَّيلِ مِنْ أصْدقِ عَلامَات حبِّك لله ، ‏قَالَ الإمَام ابْنُ رَجَب رَحِمَه الله : ومِنْ عَلامَاتِ المُحبّين لله وهُو مِمَّا يحصُل بِه المحَبَّةٌ أيضًا حُبُّ الخَلوة بِمُناجاة الله تَعَالىٰ ، وخُصوصًا فِي ظُلمة اللَّيلِ.

- أضيئوا ليلتِكم بِ قيامُ اللِّيلِ ، قيامُ اللَّيلِ شرفُ المؤمن ، دعواتُ قيامُ اللَّيلِ تُصنع المُعجزات
💙
" وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين "

أعيشُ على هذا الأمل، بأن يأتي هذا اليوم الجليل.. فأكون فيه ممن يستبشرون ويحمدون ربهم بصدقهم وعده..
لستُ أدري.. كيف بشعورهم وهم يدخلون الجنة زُمرا زُمرا.. يُسلّم عليهم أهل السماء.. وقد انتهت الأحزان.. وهدأ روع القلب 💙
فليس ﻟﻠﻘﻠﺐ ﺃﻧﻔﻊ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻠﻄﻒ ﻭﺣﺐ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻟﻬﻢ، ومن ﺣﻤﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻞ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦّ ﺑﻬﻢ، ﺳﻠﻤﺖ ﻧﻴﺘﻪ، ﻭﺍﻧﺸﺮﺡ ﺻﺪﺭﻩ، ﻭﻋﻮﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ، ﻭﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴّﻮﺀ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﺭﻩ. 💙

ابن القيم
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
إذا كان الله معك ، فإنّ معك الفئة التي لا تُغلب 💙
مما يُسكن قلب ابن آدم في دنياه ما قاله الرافعي :

"فَلو خَلُصَ الإنسانُ من وَهمِه لَخلُصَ من هَمّه.."
💙
"وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا"

قيام الليل دأب الصالحين
💙
فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ۚ..

So turn aside from them and say, "Peace."

أن يكون كل حديثك "سلام"..
أن ترتقِ عن خصام الجاهل، أو مجادلة السليط..
خُلُقٌ قرآنيٌ جميل.. اقرأ هذه الآية وأشعر نفسي بخفة الطير ..
فلو كان قولي سلام، وفعلي سلام، فأنّى لقلبي أن يكون له السلام.. 💙
سلامٌ سلامٌ كمسك الختام 💙
فَلَن يَخيبَ لنَا في ربّنا أملُ 💙
١ ذو القعدة .

ستبدأ رحلة الأشهر الحرم..
ثلاثة أشهر متتالية..

[ذو القعدة وذو الحجة ومحرم🌿]

تقرّب إلى الله بكل ما تستطيع من الطاعات، فالأجور تُضاعف في الزمان الفاضل🤍

ولا تنس قوله تعالى:
* ﴿فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ﴾*

أي: فلا تَظلِموا - أيُّها النَّاسُ- أنفُسَكم في هذه الأشهُر الأربعة الحُرُمِ ، بارتكابِ السَّيّئاتِ..

غفر الله لنا ولكم .
💙
ربما لو جلست مجلسًا وسألت من فيه: ما هو تعريف الصحبة الصالحة؟ لربما طافت بك التعريفات في صفات دنيوية، وخصوصًا بعد غلبة المنظور الغربي لمفهوم «تطوير الذات» فصارت تسري في مفاصل هذه الكتب المعايير المادية في النظرة للحياة والنجاح.. لكن متدبر القرآن يجد في سورة الكهف تعريفًا مدهشًا للصحبة الصالحة، يقول الله -تبارك وتعالى- لنبيه: ﴿وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ ﴾..

سألتك بالذي خلقك هل تجد اليوم في خطاباتنا الفكرية والنهضوية من يعرّف الشخصية المتميزة بهذا التعريف؟!

الشيخ إبراهيم السكران
‏أما الوقارُ، ووضعُ الكلامِ في موضعه، والتوسطُ في تدبير المَعيشة، ومُسايَرةُ الناسِ بالمُسالَمة؛ فهذه الأخلاقُ تُسمى الرزانةُ، وهي ضِدُّ السُّخف !

-ابن حزم الأندلسي.
‏"بغضّ النظر عن عددِ الخطوات التي ابتعَدت بها عن الله، يُمكنك أن تعودَ إليه بخبيئةٍ صالحَة." 💙
2024/11/29 03:20:55
Back to Top
HTML Embed Code: