بينا تراني اجوب الأَرض مبتَهِجا
تَلقى فؤادي أَليف الحزن منزعجا
حَتّى كأني أَرى في عيشَتي صحفا
ما بين أَسطرها حرف الشقا اِندرجا
لَكِنَّني بِثَباتي لست أَحسبه
شَيئا فتحسبني جذلان مبتَهِجا
هَذا جناني وَهَذي مُقلتي وَأَنا
منها إِليه أَجر الويل وَالفرجا

-ابو بكر التونسي

هُناك شعوري بالحُزن
ينبعثُ في كلّ الموجودات أمامي،
حيثُ بهجةِ الأطفال، حيثُ كلّ الأيّام الّتي تجيء،
لا أعرفُ الباعثَ وراءه حتّى وإن فكّرت
حتّى إن لمْ أفكّر،
شعورٌ يُمليه عليَّ وهميَ الخفيّ،
في سروري من أيّام عمري، أو في زهدي
الّتي عشتها يتوّلدُ
حزن هائجٌ كشعلة؛
إنّه طويلٌ وله أكمام
يضعني في راحة يده السخيّة.
بفضلك أيّها الواهب لم تحرسني أمّي جيّدًا،
أنا مُتمرّسك الّذي صيّرتني من لعنة،
مَنْ سينكرُ هبتك عليَّ،
أيّهم مِن المحرومين يُشكيك أصلًا؟

‏إن الخوفَ أشدّ مِن العقوبةِ، لأن العقوبة تظلُّ دائماً محدَّدةً مهما كانت خطورتها