والحقيقة ...
أن اللهَ لن يظلِمك أبدًا، بل سيأتيكَ بالبُشرى في الوقت الذي اختارهُ لك، سيُبهجك وتطيرُ فرحًا في تلك اللحظة التي تجهلُ مدى روعة توقيتها.

والآن ...
أفلا ترضى بتدبير الله لَك؟

صدّقني أنّك إن رضيت بحُكمِ الله؛ فإنَها لن تمضي حياتك حتى تستوفي فيها كلّ شيءٍ يُرضيك من الله

يمضِي عمرك، وأنتَ ترى من تيسّرت لهُ أمورُ دنياه، فيصيبُك اليأسُ من واقعك، ويؤرقكَ الخوف والقلقُ على مستقبلك المجهول!

ثمّ بلطفِ الله ننجو

تجدهُ في شدة الضيق يتركُ نفسهُ لرحمةِ ربه، فينجو بأعجوبة

إذا تمزَّق ثوب صبرك، فَرَقِّعه بحُسن الظَّن بِرَبِّك، فالله لا يُضيِّق إلا ليُوَسِّع

كُنْ على يقينٍ أنَّ الله إذا شاءَ أمرًا كان
ولو رفضته قلوب كُلُّ أهل الأرض
ولو عُدِمت أسبابه
ولو وقف كُلُّ شيءٍ في طريقه
إذا شاء الله أمرًا فلا مردّ له

يَا سَاهِرًا وهُمُومُ اللَّيـلِ تُتْعِبُــهُ
دَعْهَا لِرَبِّكَ وانظُرْ كَيفَ تَنفَرِج

يتأخر الفرح وكأنّهُ ليس من نصيبك ، ثم يبهرك الله بطريقةِ تحقيقة

​{فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً}
أوجس في نفسِه، لم ينطق خوفه، لم يصغه في دُعاء ولم يتضرَّع به فقط أوجسَه؛ فجاء الرد الإلهي: قلنا لا تخف!

تركها إبراهيم عليه السلام وابنها
في وادٍ غير ذي زرع
لا ماء فيه ولا أنيس
كل هذه كانت تفاصيل لا تعنيها
لم تسأل غير سؤال جوهري واحد
" الله أمرك بهذا " ؟!
فلما قال لها : نعم
قالت : إذًا لا يُضَيِّعُنا

فقلي وانت كيف سيضيعك إطمئن

​••
ألم تَعلم أنّ الدُعاء يُصارع الأقدَار؟

"وأنّ ثمة دُعاء مِن قوّتهِ وكَثرة إلحاح صَاحبه، وشدّة تَوسله يَغلب أقدار قَد تَنزلت وشَارفت على الوقُوع!

ثِق أنّ الدُعاء يُعيد تَرتيب المَشهد، فلا تَفتر عَنه! "

‏لا تظن أنّ الدقائق اليسيرة في قيام الليل أمرها هيّن ! فالكثير ممن تغيّرت حياتهم للأفضل و أبصروا نور الفرج .. بسبب ركعات في جوف الليل وأعظم من ذلك حين يصطفيك الله للوقوف بين يديه ويغمرك بالسكينة والطمأنينة طوال يومك ويُحيطك بالنور والحفظ والبركة

لا تحزن فالله يرسل الأمل في أكثر اللحظات يأسا , فإن المطر الكثير لا يأتي إلا من الغيوم الأكثر ظلمة

اطمئن!

‏لعلّ الأمر الذي يرجوه قلبك مقدّر لك ، والأيام القادمة تحمل في طيَّاتها فرحاً كبيراً لقلبك فلا تيأس، ادعُ اللّه واستمر في التّوسُّل إليه واعلم أنّ الله سيجمعك بأمنيتك قريباً إنّ الله على كل شيء قدير

على الأرجح ...
هناك مخرج وهناك أمل!
على الأرجح أن هناك تدابير عظيمة تنتظرك بعد كل هذا التعب

لو طريقك صعب اعرف النهاية حلوة.

تُعجزك الأسباب؟
- اهدأ واطمئن، فاللهُ لا يُعجزهُ شيء.

اللهُ الذي يرعى نملةً في جحرٍ مظلمٍ، فيرزقها ويحميها .. أتظنهُ ينساك؟