Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
6177 - Telegram Web
Telegram Web
"أسلمت لرب العالمين."
ثم نمضي ومعنا اسم تشرفنا رفقته
إبراهيم.
فيا رفيقي في تلك الرحلة مع أبينا إبراهيم
يا أيها المارُّ في الحياة باحثًا عن أثر لا يضيع…
سل نفسك:
- هل يشبه قلبك قلب إبراهيم؟
- هل ترى في استقامتك امتدادًا لخُطاه؟
- وهل لك من "لسان صدقٍ" تُحِب أن يبقى، ويكون امتدادًا لك؟
سل نفسك ثم أكمل سيرك مستحضرا سمته وخلقه وماضيا على خطاه.
ثم ردد مع القرآن بقلبك قبل لسانك
"سلامٌ على إبراهيم"
سلام على من دعا دون أن يشرط عاجل إجابة..
سلام على من ناظر وحاجج دون أن يربط ذلك باستجابة
وسلام على من ترك وضحى وبَذلِكَ دون أن يسأل لماذا أنا فقد كان يعرف لمن تلك الـ"أنا" ..
سلامٌ عليك يا إبراهيم
وسلام على همّك الذي وسع أمة قبل أن تُولد
سلامٌ على دعائك الذي لامس وجداننا قبل أن نكون
وسلامٌ على قلبك...
القلب السليم
وسلامٌ على من امتلك مثل هذا القلب وسار على خطى إمامه بصدق في زحام الزيف
بدعوةٍ خالصة لا تريد سوى وجه الله
بسجدةٍ خفية يضرع فيها: "يا رب، اجعلني من أهل هذا الطريق."
طريق إبراهيم..

خاتمة سلسلة #أبيكم_إبراهيم
#الذي_وفَّى
6👍3
ملخص معاني سورة البينة
#ورد_القرآن_اليومي
3
بعد قليل إن شاء الله البث القرآني الأسبوعي ضمن سلسلة التفسير والتدبر وموعدنا اليوم بإذن الله مع المجلس السادس عسر من مجالس تدبر سورة آل عمران
5
ملخص معاني سورة الزلزلة
#ورد_القرآن_اليومي
3
كالعادة بين زحام الأيام وتراكم انشغالات الحياة الدنيا تأتينا نفحاتٌ سماوية، كنسيمٍ عليلٍ في يومٍ قائظ..
كفرصةٍ ذهبية في سوقٍ كاسدة..
كـ"أوكازيون" سنوي لا يُصدق، ليست سلعته ملابس أو مفروشات ولكن غفران ومحو ذنوي بأيسر الأثمان!
غداً، بإذن الله، يوم عاشوراء.
يومٌ له في ذاكرة التاريخ جلالٌ ومهابة..
يومٌ نجّى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده.
لكنه أيضاً، برحمة الله التي وسعت كل شيء، يومٌ للمغفرة..
يومٌ للتطهير، يومٌ لتلك الصفقة العجيبة التي لا يقدر عليها إلا أكرم الأكرمين: صيامُ بضع سويعاتٍ مقابل تكفير سيئات سنةٍ بأكملها!

توقف معي للحظة، يا صديقا عبر الأثير وتأمل هذه المعادلة الربانية المدهشة.
ما الذي فعله الصائم ليستحق كل هذا الفضل؟
هل بذل مجهوداً خارقاً للعادة؟
هل خاض معركةً ضارية؟
هل ضحى بنفسه أو بماله؟
الأمر هنا أيسر..
فقط صيامُ يومٍ واحد!
بضع ساعاتٍ من الإمساك عن الطعام والشراب والشهوة، ثم... تُغفر ذنوب عام!

إن مجرد محاولة تذكر كل الهفوات والزلات والتقصيرات التي اقترفناها في عامٍ كامل هو أمرٌ مُرهق، بل قد يكون مستحيلاً!
كم من نظرةٍ طائشة، وكلمةٍ جارحة، وغفلةٍ في صلاة، وتقصيرٍ في حق قريب، وغيبةٍ تسللت على اللسان!
ذنوبٌ قد نكون نسيناها، لكنها لم تُنس
هي مُسجلةٌ ومُحصاة.
ثم يأتي هذا اليوم المبارك، ليُقدم لك "محواً" لهذه "الملفات" المؤرقة، ببساطة...
أن تنوي وتصوم!
أعرف، أعرف... قد يأتيك ذلك الصوت "الفقهي" المُدقق ليقول: "لكن هذا لا يشمل الكبائر، فالكبائر تحتاج إلى توبةٍ منفصلة بشروطها!".
حسناً يا سيدي، لا بأس، دعنا نمررها صغائر فقط وإن كان الأمر واسع.
لكن هل أصلا صغائرنا قليلة؟
هل هي هينة؟
ألم يقل الأولون إنما توقد النيران من مستصغر الشرر، وإن السيل العارم ليس إلا اجتماع النقط الصغيرة؟
هذه "الصغائر" التي نستهين بها، حين تتراكم، قد تُصبح جبلاً يحجب عنا نور الله.
فإذا جاء يومٌ يمحو هذا الجبل كله، أليست هذه نعمةً تستحق الاحتفاء والشكر؟

ثم، دعني أهمس لك بسؤالٍ يحمل رجاءً:
وما الذي يمنع أن يغفر الله الكبائر أيضاً ببركة هذا اليوم وفضل هذا الصوم؟
أنحجّر واسع رحمته؟
أذلك على الله بعزيز؟
ألم يغفر الله لبغيٍّ لمجرد أنها سقت كلباً بصدق رحمةٍ في قلبها؟

إن فضل الله أوسع من تصوراتنا، وكرمه لا تحده قيودنا المنطقية.
إن الحياة، مليئةٌ بالمُلهيات، مكتظةٌ بدواعي الغفلة والنسيان. والله، بعلمه بحالنا وضعفنا، يريد لنا أن نتذكر، أن نؤوب، أن نتوب.
"وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ..." (النساء: 27). "...يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ..." (إبراهيم: 10). "وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ..." (يونس: 25).
الآيات واضحةٌ كالشمس
دعوةٌ مفتوحة، ومراد إلهي في مغفرتنا ونجاتنا وفوزنا.

لهذا، جعل الله لنا هذه المحطات، هذه "النفحات" الموسمية.
محطات "غسيلٍ وتطهير" للروح و "إعادة شحنٍ" لرصيد الإيمان، و"صيانةٍ دورية" للقلب الذي قد يُصيبه الصدأ من رطوبة الدنيا.
وفي كل محطةٍ من هذه، يقترب العبد أكثر، وتعلو درجته، ويثقل ميزانه.
مجرد استشعار هذا المعنى كفيلٌ بأن يملأ القلب حماساً ورغبةً في هذه التجارة التي لا تبور، تجارةٌ مع ربٍّ كريم يمنحك أعلى الأرباح على أيسر الأعمال.

وليس عاشوراء هو المثال الوحيد. تأمل معي في هذا الكرم الرباني المتدفق: عرفة يُكفر عامين، والصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان...
وكم من ذكرٍ بسيط وعملٍ يسير يُكفّر أعتى الذنوب!

أليس كل ذلك مما يملأ القلب فرحاً بالله، ورجاءً فيما عنده، وطمعاً في واسع فضله؟
"قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ" (يونس: 58).

فيا عزيزي، أليس هذا دافعاً كافياً لأن تحتسب، كما فعل أسوتك وحبيبك صلى الله عليه وسلم، صيام الغد مغفرةً لذنوب عامٍ مضى؟
انوِ الصيام، حتى لو لم تكن قد استطعت صيام التاسع، فيشرع لك أن تُفرد عاشوراء بالصوم.
وإن زدتَ معه الحادي عشر، فقد استحسن بعض أهل العلم ذلك.
انوِ الصيام، وذكّر أهلك ومن تُحب، واجعلها فرصةً لتجديد العهد مع الله.
ولا تنسنا بدعوةٍ صالحة عند فطرك
تقبل الله منا ومنكم، وغفر لنا ولكم، وجعلنا من الفائزين بهذه التجارة الرابحة.
16👍2
ملخص معاني سورة العاديات
#ورد_القرآن_اليومي
في مثل هذا اليوم قبل عدة آلاف من الأعوام وعلى شاطئ بحر القصب المسمى حاليا بخليج السويس؛ كانت الأحداث الحاسمة

من بعيد بدت العاصفة الرملية ،
أصوات تتعالى تدريجيا مع اقتراب الغبار الثائر،
صليل معادن و دبيب مدوٍ يتصاعد ، يبدو أنه وقع سنابك خيل يختلط بصهيلها الذى يتضح رويدا رويدا،
يبدو أنه ما كانوا يفرون منه .
ليست عاصفة رملية إذا إنما هى سحابة تراب أثارته سنابك خيل الطاغية .
تردد الخبر بين الجمع الواقف على مشارف بحر هائج ترتطم أمواجه بأقدامهم ثم تعود آفلة إلى منبعها لتتلوها أمواج أخر،
توجهت أنظار الجمع القلق إلى الجيش الجرار الذى يقترب بخطى حثيثة،
يبدو أنه لا فائدة ،
سرى ذلك الشعور فى قلوب قوم ما انفكوا عن الإرجاف لأعوام و قد أفسدت فطرتهم عقود من الظلم و الاستعباد جعلت شعار لومهم لمنقذهم و قائدهم : " أوذينا من قبل أن تأتينا و من بعد ما جئتنا " ،
لم يتغيروا على ما يبدو،
اليأس نفسه و الخوف الذى طالما صاحبهم يظهر الآن من أعين تدور فى محاجرها كالذى يغشى عليه من الموت ،
إنا لمدركون ..
كلمتان احتوتا على عديد من المؤكدات اللفظية نطق بها بــ.نـو اsرائــ.يــ.ل بأصوات رعديدة تقطر بالفزع و تنضح بفقدان الأمل ،
و كأنهم نسوا كل ما مر بهم ،
وكأن كل الآيات التى رأوا فيها تجليات قدرة ربهم يجريها على يدى قائدهم قد تم محوها من أذهانهم ،
يا لضعف ذاكرتكم !
أنسيتم العصا المتحولة و اليد البيضاء من غير سوء آية أخرى ،
أغفلتم عن الجراد و القمل و الضفادع و الدم التى ابتلى بها عدوكم و مذلكم و قومه بينما نجاكم الله منها؟
ويحكم ، أين عقولكم ؟!
إنه نبيكم و منقذكم الذى ما كذبكم يوما ،
أولم يعدكم أن يهلك ربكم عدوكم و يستخلفكم فى الأرض من بعدهم فينظر كيف تعملون ،
فمالكم كيف تحكمون ؟!
ثم كانت الصفعة ؛
صفعة يقين على قلب كل مرجف واهن أكد بيأس أنهم مدركون ،
صفعة بكلمة من ثلاثة أحرف بددت غيابات الإرجاف البادى من صياحهم ،
كلا ....
قالها الكليم وضيئة تتلألأ بأنوار العقيدة ،
كلا ...
قالها حاسمة قاطعة لا شك فيها ،
و كيف لا يفعل و هو من ارتقى على درجات الثقة درجة تلو أخرى ،
كيف لا يفعل و قد تعلم الدرس مرة بعد مرة ،
تعلم أنه لا يخاف لدى الله المرسلون ،
تعلم ألا يخاف و هو الأعلى بإيمانه ،
تعلم أنه بآيات ربه و من اتبعه الغالبون ،
و تذكر الوعد الربانى ؛
الوعد الذى كلمه به ربه منذ أعوام مخاطبا إياه و أخاه :
لا تخافا إننى معكما أسمع و أرى ،
هذا الوعد الذى وجد قلبا خصيبا لتنمو فيه جذور الثقة المطلقة فى مآل الأمر و تنبت منها شجرة طيبة من يقين راسخ أصلها ثابت و وفرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها .
و كان من أُكُلِها أن قال بعد حرفه الحاسم :
" إن معى ربى " ،
إنه يدرك معنى المعية ؛ معية الملك الحق ،
فكيف يخاف أو يشك ؟!
إن معه ربه يسمع و يرى ،
لا شك إذاً أنه سيهدى ،
لذا قالها بحزم نافذ : " سيهدين " ،
لكن كيف ؟!
لا توجد أسباب ؛
من أمامهم بحر لجى ثائر لا يأمن أصحاب السفن على أنفسهم فيه ، فما بالك بقوم قد أجهدهم طول المسير فى صحراء مصر الشرقية وقد جفت حلوقهم و جلودهم تحت حر شمسها ، و لا مركب لهم إلا أقدام قد كلت من عناء الرحلة ،
و من خلفهم طاغوت و جيش هادر لا هم لهم و لا غاية إلا إفناءهم ،
من أين أتيت بهذا اليقين يا موسى ؟!
دلنا إذا على المفر وخبرنا بربك عن طريق النجاة .


و من أدراكم أنه يعرف بعد ؟!

إنه يصدق ربه ، و هذا قد يسبق علمه بالتفاصيل لكنه يوقن أنه سيعلم فى الوقت المناسب ،
و هاقد علم ،
قد جاء الوحى ،
وصل روح القدس القوى الأمين ،
ها هى العصا ترتفع من جديد لا لتتحول هذه المرة إنما لتحوِّل ؛
لتحول مغرقا عميقا ، إلى ملاذ آمن ، و سبحان من جعل المغرق ملاذا ، و الملاذ مغرقا !
نعم ؛
لقد كان الملاذ يوما مغرقا لولد نوح عليه السلام ، فلم ينجه جبل آوى إليه و لم يعصمه ارتفاعه من أمر الله ،
و ها هو المغرق يتحول إلى الملاذ الوحيد الذى سيأوى إليه موسى و قومه ،
مشهد مهيب لم تر الدنيا مثله ؛
جبلان عظيمان من الماء كأنهما شلالان يهدران عن اليمين و الشمال و بينهما أودية ضيقة يختلط طين أرضها بشعب مرجانية حادة يجاهد القوم فى تفاديها و المرور من خلالها ،
يا له من مشهد و يا لها من آية !
لقد انشق البحر فكان كل فرق كالطود العظيم ،
مر بــ.نـو اsرائــ.يــ.ل يسارعون الخطي ، و لو نظر أحدهم إلى جبل الماء بجواره لربما أفزعه ظل قرش يتجول ، أو سرب مخلوقات بحرية يسبح بحثا عن رزقه ، و لا تفصل بينهم و بينه إلا أمتار.
لكن الله أراد لهم أن يمروا ،
و أن يأمنوا و ينجوا .
5👍1👏1
على الجهة المقابلة كان المشهد مختلفا
قبل قليل من الأحداث السابقة وعلى بعد مئات الأمتار منها كان ركب الطاغية و جيش مدعي الألوهية والجبروت
مائة ألف فارس على مائة ألف جواد بخلاف العبيد والخدم ،
ركب فرعون...

ابتسامة عريضة كانت تعلو شفتيه الغليظتين و قد بدا له مبتغاه من بين سحائب الغبار التى تثيرها سنابك خيله و رجله ،
ها هو الجمع يظهر من بعيد على ضفاف بحر بلاده ،
ليس لهم من ملجأ منى الآن ؛
هكذا قال لنفسه ،
الآن حان وقت الخلاص من أولئك المتمردين الذين يشككون فى ربوبيته ، و يزعزعون ركائز أسطورته ،
آن الأوان ليكونوا عبرة لمن يأتى خلفهم و تسول له نفسه أن يحذو حذوهم ،
ازدادت ابتسامته اتساعا و هذه الأفكار تتردد فى ذهنه متذكرا أحداث الساعات و الأيام السابقة ،
نشوة رهيبة تملأ صدره العريض حين استرجع قدرته على تشويه موسى و من معه ببعض كلمات استخف بها قومه فأطاعوه ،
إن هؤلاء لشرذمة قليلون ،
هكذا حقرهم و سفه من شأنهم أمام قومه ،
ثم جاء وقت التحريض ،
إنه حريص أن يبدو فى مظهر المشاور الذى لا يأخذ قرارا بمفرده ،
تنهد و كادت تفلت منه ضحكة ساخرة حين تذكر كيف حرك قومه كقطيع من الماشية بقوله ؛
و إنهم لنا لغائظون ،
و إنا لجميع حاذرون ،
لقد تحدث بلسانهم و سيطر على أفكارهم و ما أراهم إلا ما رأى ،
يا ليتها حتى كانت خطبة عصماء طويلة ،
إنها بضع كلمات خدع بها شعبا من المستخفين استحقوا أن يكونوا بذلك من الفاسقين ،
و ها هو قد دنا من بغيته و اقتفى أثر عدوه و اقتربت المواجهة التى اشتاق إليها منذ أعوام أذله فيها موسى مرة تلو أخرى..

نعم أذله !

حتى ولو لم يعترف بذلك أمام أحد ، لكنه كان يوقن بذلك فى قرارة نفسه،
لقد هزمه فى كل تحدٍ ،
علا عليه فى كل مفاصلة ،
و هل ينسى يوم الزينة حين ألقى سحرته ساجدين و آمنوا برب موسى و هارون ،
يا له من يوم محرج و وصمة عار فى تاريخه ،
صحيح أنه أطاح بأولئك السحرة المتمردين المتآمرين ونكل بهم على رؤوس الأشهاد ومزق سيرهم قبل أن يمزق أبدانهم = إلا أن المرارة لم تفارق حلقه قط !

مرارة الهزيمة و فزع المشهد حين رأى عصا موسى تلقف أفاعى أتباعه ،
و المرارة الأكبر حين اضطر أن يبعث لموسى يرجوه أن يدعو ربه ليكشف الرجز و المجاعة و الآفات التى حلت بقومه ،
اختفت الابتسامة و تلاشت النشوي ، حين بلغت الذكريات هذا المبلغ ،
لقد اجترأ موسى على تحديه فى كل موضع ، و قلَّب عليه أقرب الناس إليه ، حتى وصل الأمر إلي امرأته التى آمنت بموسى ، وإلي صاحبه و قريبه الرجل المؤمن الذى وقف هو الآخر يتحداه على الملأ ،
لكن لا بأس ،
ها قد حانت لحظة الانتقام ،
سيذكر التاريخ طويلا هذا اليوم و سيجعل عاشوراء عيدا يحتفل به المصريون و يتذكرون كيف نكل إلاههم وربهم الأعلى بهؤلاء المتمردين الذين يبدون قليلى الحيلة من بعيد،
لكن .. ما هذا ؛
ما هذا الذى يحدث للبحر ؛
ما هذا الصوت الهادر الذى يصم الآذان ؟!
تسمر الجيش فى مكانه ، و جفلت الخيل ، و كادت أن تسقط براكبيها لهول المشهد ،
إنه الموج يتعالي ،
ما يحدث وتراه العين شيء مستحيل ؛
لقد صار الموج يصافح السحاب و كأنه طود شاهق !
هلموا أيها الرعاع ،
تحركوا،
أدركوهم ،
لا يمكن أن يفلتوا هذه المرة ،
أسرعوا فلقد كادوا يغيبون عن البصر و تطويهم ظلال جبلى الماء ،
هيا اقتحموا ، ما لكم تترددون ؟
إن كان موسى قد عبر فما يمنعنا من العبور خلفه ؟!
إنها مجرد ظاهرة طبيعية لعلنا فقط لم نسمع بها من قبل ،
هيا أيها الجبناء ،
ها أنا أتقدمكم و لا يرهبنى هدير الماء و لا ظلال الحيتان ،
تقدم الجند على مضض حين رأوا قائدهم الأحمق يقتحم تلك المخاضة المرعبة ،
تقدموا يهمهمون باعتراض مكتوم ، لم تمكنهم نفوسهم المستخفة الفاسقة من البوح به ، رغم أنهم يشعرون بقدر الحماقة التى هم مقبلون عليها ،
إنهم يعلمون جيدا أن هذه معجزة جديدة من معجزات موسى فكيف يأمنون ألا تسلط عليهم ؟
يا لكبر قائدنا و غروره !
هلموا أيها الجبناء ،
رددت جبال الموج صيحة قائدهم يستحث خطاهم للحاق به فى قعر البحر المشقوق ،
بدأ القلق يخبو شيئا فشيئا و قد صاروا فى منتصف المسافة تقريبا ، و ظهرت أ ضواء الضفة الأخرى على مرمى البصر ،
ها قد اقتربنا و يبدو أنه قد صدق قائدنا ،
أسرعوا الخطي فهاهو موسى و قومه يظهرون على الضفة الأخرى و قد عبروا بسلام ،
وفرعون يحث الخطي و يكاد يطير بفرسه ،
5
هل هو قلق ؟
هل هو خائف أن نكون وحدنا بين جبلى الماء ؟
أين ثقته التى كانت تقطر من حروفه منذ قليل حين حمسنا للدخول ؟!
فجأة : التأم البحر، انطبق ،
هكذا وبدون مقدمات ،
عاد البحر لسابق عهده و ارتطم جبلا الماء !
غاب الجند فى الأعماق و كتمت الأمواج صرخاتهم فلا تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا

" فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون"

صوت مكتوم منفرد هو المسموع الآن ؛
صوت يغرغر مختنقا بعبرات تختلط ملوحتها بملح البحر و طميه الذى يدسه جبريل فى فمه الفرعونى المنعم ،
" آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ "

يا لها من عبارة طويلة بالنسبة لهذا الموقف العصيب ،
كل تلك الحروف و الكلمات و ليس فيها الكلمة الأعظم ،
ليس فيها اسم الله !

ألهذه الدرجة ثقل لسانك الأثيم عن النطق باسم الله ؟!
تدعى الإيمان الآن ؟
" آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ"

و ليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن .
ازداد الاختناق و توالت السكرات و الحسرات و الندم على ما فات ،
لكن هيهات هيهات ،
لقد هلك ،
و مات ،
مات أفجر طاغية عرفته البشرية ،
مات من قال أنا ربكم الأعلى و ما علمت لكم من إله غيرى ،
مات الذى قال أليس لى ملك مصر و هذه الأنهار تجرى من تحتى،
ها هى تجرى من فوقه البحار و لات حين مناص ،

ها هو يغيب رويدا رويدا تحت الأمواج

و لكن كلا

لابد أن يكون آية

لابد أن يعرف الخلق أنه قد هلك لا يقولن أحدهم: إله علا فى سماء ،
لابد أن يروه و الطين فى فمه و الرعب على قسماته ،
" فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ"

اليوم

يوم عاشوراء

الذى ظننت يا فرعون أنه سيكون يومك وعيدك الذى سيتحاكى فيه الناس عن بطولاتك و أمجادك ،
لقد ظل يوما مشهودا ،
يوما من أيام الله الذى جحدته و استكبرت على عباده ،
يوما أظهر الله فيه عبده عليك ، و تركك آية لمن خلفك ،
و صدق الموقن الكليم فى حرفه الواثق ؛
كلا ،
إن معى ربى سيهدين ،
فها هو قد هداه و نصره ،
لم تزل الرحلة طويلة ، ولم يزل الطريق شاقا ، و الله ينظر كيف يعملون ،

لكنه سيبقى اليوم المشهود ،

يوم ظهر الحق و زهق الباطل ، إن الباطل كان زهوقا ،

" إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ" .

-------------
من كتابي #العودة_إلى_الروح
9
بعد صلاة العصر إن شاء الله بث استثنائي على غير موعدنا المعتاد بمناسبة هذا اليوم العظيم الذي نحن فيه
يوم #عاشوراء
نتحدث فيه عن هذا اليوم وقيمته وفوائد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك اليوم بإذن الله
https://www.facebook.com/share/p/16kmrLB5jG/
4
الحلقة الصوتية 👆
يوم من أيام الله

#عاشوراء .. 1447

رابط الحلقة على اليوتيوب 👇
https://youtu.be/Ybu5rlHdW0o?si=GCkK7rxhEcvlla-X
5
2025/07/12 18:56:12
Back to Top
HTML Embed Code: