Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
- Telegram Web
Telegram Web
مخطوطة تمثل بيعة الغدير و يعود تاريخها إلى عام 440هـ من كتاب (الاثار الباقية عن القرون الخالية) للفيلسوف أبو الريحان البيروني ، و تتواجد حالياً في متحف اللوڤر في فرنسا.
) في يوم الغدير كاملة مكتوبة
خطبة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلام في غدير خم لتنصيب علي عليه السلام خليفة من بعده.
"الحَمدُ لِلَّهِ‏ الَّذِي‏ عَلَا فِي‏ تَوَحُّدِهِ‏ ودَنَا فِي تَفَرُّدِهِ، وجَلَّ فِي سُلطَانِهِ وعَظُمَ فِي أَركَانِهِ، وأَحاطَ بِكُلِّ شَي‏ءٍ عِلماً وهُو فِي مَكَانِهِ، وقَهَرَ جَمِيعَ الخَلقِ بِقُدرَتِهِ وبُرهَانِهِ، مَجِيداً لَم يَزَل مَحمُوداً لَا يَزَالُ، بَارِئَ المَسمُوكَاتِ‏ ودَاحِيَ المَدحُوَّاتِ، وجَبَّارَ الأَرَضِينَ والسَّمَاوَاتِ، قُدُّوسٌ سُبُّوحٌ رَبُّ المَلَائِكَةِ والرُّوحِ، مُتَفَضِّلٌ عَلَى جَمِيعِ مَن بَرَأَهُ، مُتَطَوِّلٌ عَلَى جَمِيعِ مَن أَنشَأَهُ، يَلحَظُ كُلَّ عَينٍ والعُيُونُ لَا تَرَاهُ، كَرِيمٌ حَلِيمٌ ذُو أَنَاةٍ، قَد وَسِعَ كُلَّ شَي‏ءٍ رَحمَتُهُ، ومَنَّ عَلَيهِم بِنِعمَتِهِ لَا يُعَجِّلُ بِانتِقَامِهِ ولَا يُبَادِرُ إِلَيهِم بِمَا استَحَقُّوا مِن عَذَابِهِ، قَد فَهِمَ السَّرَائِرَ وعَلِمَ الضَّمَائِرَ، ولَم تَخفَ عَلَيهِ المَكنُونَاتُ ولَا اشتَبَهَت عَلَيهِ الخَفِيَّاتُ، لَهُ الإِحَاطَةُ بِكُلِّ شَي‏ءٍ والغَلَبَةُ عَلَى كُلِّ شَي‏ءٍ، والقُوَّةُ فِي كُلِّ شَي‏ءٍ والقُدرَةُ عَلَى كُلِّ شَي‏ءٍ، ولَيسَ مِثلَهُ شَي‏ءٌ وهُو مُنشِئُ الشَّي‏ءِ حِينَ لَا شَي‏ءَ، دَائِمٌ قَائِمٌ‏ بِالقِسطِ لا إِلهَ إِلَّا هُو العَزِيزُ الحَكِيمُ‏، جَلَّ عَن أَن تُدرِكَهُ‏ الأَبصارُ وهُو يُدرِكُ الأَبصارَ وهُو اللَّطِيفُ الخَبِيرُ، لَا يَلحَقُ أَحَدٌ وَصفَهُ مِن مُعَايَنَةٍ، ولَا يَجِدُ أَحَدٌ كَيفَ هُومِن سِرٍّ وعَلَانِيَةٍ إِلَّا بِمَا دَلَّ عَزَّ وجَلَّ عَلَى نَفسِهِ، وأَشهَدُ أَنَّهُ اللَّهُ الَّذِي مَلَأَ الدَّهرَ قُدسُهُ، والَّذِي يُغَشِّي الأَبَدَ نُورُهُ والَّذِي يُنفِذُ أَمرَهُ بِلَا مُشَاوَرَةِ مُشِيرٍ، ولَا مَعَهُ شَرِيكٌ فِي تَقدِيرٍ ولَا تَفَاوُتٌ فِي تَدبِيرٍ، صَوَّرَ مَا أَبدَعَ عَلَى غَيرِ مِثَالٍ، وخَلَقَ مَا خَلَقَ بِلَا مَعُونَةٍ مِن أَحَدٍ ولَا تَكَلُّفٍ ولَا احتِيَالٍ، أَنشَأَهَا فَكَانَت وبَرَأَهَا فَبَانَت، فَ هُو اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ، المُتقِنُ الصَّنعَةِ، الحَسَنُ الصَّنِيعَةِ، العَدلُ الَّذِي لَا يَجُورُ والأَكرَمُ الَّذِي تَرجِعُ إِلَيهِ الأُمُورُ، وأَشهَدُ أَنَّهُ الَّذِي تَوَاضَعَ كُلُّ شَي‏ءٍ لِقُدرَتِهِ، وخَضَعَ كُلُّ شَي‏ءٍ لِهَيبَتِهِ، مَلِكُ الأَملَاكِ، ومُفلِكُ الأَفلَاكِ، ومُسَخِّرُ الشَّمسِ والقَمَرِ، كُلٌّ يَجرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُكَوِّرُ اللَّيلَ عَلَى النَّهارِ ويُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيلِ‏ يَطلُبُهُ حَثِيثاً، قَاصِمُ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، ومُهلِكُ كُلِّ شَيطَانٍ مَرِيدٍ، لَم يَكُن مَعَهُ ضِدٌّ ولَا نِدٌّ، أَحَدٌ صَمَدٌ لَم يَلِد ولَم يُولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، إِلَهٌ وَاحِدٌ ورَبٌّ مَاجِدٌ، يَشَاءُ فَيُمضِي ويُرِيدُ فَيَقضِي، ويَعلَمُ فَيُحصِي ويُمِيتُ ويُحيِي، ويُفقِرُ ويُغنِي ويُضحِكُ ويُبكِي ويَمنَعُ ويُعطِي‏، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ بِيَدِهِ الخَيرُ وهُو عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ قَدِيرٌ،﴿يُولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيلِ...﴾ 4 لَا إِلَهَ إِلَّا هُو العَزِيزُ الغَفَّارُ، مُجِيبُ الدُّعَاءِ ومُجزِلُ العَطَاءِ مُحصِي الأَنفَاسِ ورَبُّ الجِنَّةِ والنَّاسِ، لَا يُشكِلُ عَلَيهِ شَي‏ءٌ ولَا يُضجِرُهُ صُرَاخُ المُستَصرِخِينَ ولَا يُبرِمُهُ إِلحَاحُ المُلِحِّينَ، العَاصِمُ لِلصَّالِحِينَ والمُوَفِّقُ لِلمُفلِحِينَ ومَولَى العَالَمِينَ، الَّذِي استَحَقَّ مِن كُلِّ مَن خَلَقَ أَن يَشكُرَهُ ويَحمَدَهُ، أَحمَدُهُ عَلَى السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ والشِدَّةِ والرَّخَاءِ، وأُومِنُ بِهِ وبِمَلَائِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ، أَسمَعُ أَمرَهُ وأُطِيعُ وأُبَادِرُ إِلَى كُلِّ مَا يَرضَاهُ، وأَستَسلِمُ لِقَضَائِهِ رَغبَةً فِي طَاعَتِهِ وخَوفاً مِن عُقُوبَتِهِ لِأَنَّهُ اللَّهُ الَّذِي لَا يُؤمَنُ مَكرُهُ ولَا يُخَافُ‏ جَورُهُ، وأُقِرُّ لَهُ عَلَى نَفسِي بِالعُبُودِيَّةِ وأَشهَدُ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وأُؤَدِّي مَا أَوحَى إِلَيَّ حَذَراً مِن أَن لَا أَفعَلَ فَتَحُلَّ بِي مِنهُ قَارِعَةٌ لَا يَدفَعُهَا عَنِّي أَحَدٌ وإِن عَظُمَت حِيلَتُهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لِأَنَّهُ قَد أَعلَمَنِي أَنِّي إِن لَم أُبَلِّغ مَا أَنزَلَ إِلَيَّ فَمَا بَلَّغتُ رِسَالَتَهُ، وقَد ضَمِنَ لِي تَبَارَكَ وتَعَالَى العِصمَةَ وهُو اللَّهُ الكَافِي الكَرِيمُ فَأَوحَى إِلَيَ‏ بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ:
﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغ مَا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ...﴾ 3 فِي عَلِيٍّ يَعنِي فِي الخِلَافَةِ لِعَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام،‏ ﴿... وَإِن لَم تَفعَل فَمَا بَلَّغتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النَّاسِ...﴾ 3.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: مَا قَصَّرتُ فِي تَبلِيغِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيَّ وأَنَا مُبَيِّنٌ لَكُم سَبَبَ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ إِنَّ جَبرَئِيلَ عليه السلام هَبَطَ إِلَيَّ مِرَاراً ثَلَاثاً يَأمُرُنِي عَنِ السَّلَامِ رَبِّي وهُو السَّلَامُ أَن أَقُومَ فِي هَذَا المَشهَدِ فَأُعلِمَ كُلَّ أَبيَضَ وأَسوَدَ أَنَّ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام أَخِي ووَصِيِّي وخَلِيفَتِي، والإِمَامُ مِن بَعدِي الَّذِي مَحَلُّهُ مِنِّي مَحَلُّ هَارُونَ مِن مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعدِي وهُو وَلِيُّكُم مِن بَعدِ اللَّهِ ورَسُولِهِ، وقَد أَنزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى عَلَيَّ بِذَلِكَ آيَةً مِن كِتَابِهِ ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ﴾ 5 وعَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام أَقَامَ الصَّلَاةَ وآتَى الزَّكَاةَ وهُو رَاكِعٌ يُرِيدُ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ فِي كُلِّ حَالٍ، وسَأَلتُ جَبرَئِيلَ أَن يَستَعفِيَ لِي عَن تَبلِيغِ ذَلِكَ إِلَيكُم أَيُّهَا النَّاسُ لِعِلمِي بِقِلَّةِ المُتَّقِينَ وكَثرَةِ المُنَافِقِينَ وإِدغَالِ‏ الآثِمِينَ وخَتلِ‏ المُستَهزِءِينَ بِالإِسلَامِ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ بِأَنَّهُم‏ يَقُولُونَ بِأَلسِنَتِهِم ما لَيسَ فِي قُلُوبِهِم‏ ويَحسَبُونَهُ‏ هَيِّناً وهُو عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ‏، وكَثرَةِ أَذَاهُم لِي فِي غَيرِ مَرَّةٍ حَتَّى سَمَّونِي أُذُناً وزَعَمُوا أَنِّي كَذَلِكَ لِكَثرَةِ مُلَازَمَتِهِ إِيَّايَ وإِقبَالِي عَلَيهِ، حَتَّى أَنزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ فِي ذَلِكَ قُرآناً ﴿وَمِنهُمُ الَّذِينَ يُؤذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوأُذُنٌ قُل...﴾ 6 ــ أُذُنُ‏ عَلَى الَّذِينَ يَزعُمُونَ أَنَّهُ أُذُنٌ ــ ﴿... أُذُنُ خَيرٍ لَكُم يُؤمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤمِنُ لِلمُؤمِنِينَ...﴾ 6 ولَو شِئتُ أَن أُسَمِّيَ بِأَسمَائِهِم لَسَمَّيتُ، وأَن أُومِيَ إِلَيهِم بِأَعيَانِهِم لَأَومَأتُ وأَن أَدُلَّ عَلَيهِم لَدَلَلتُ ولَكِنِّي واللَّهِ فِي أُمُورِهِم قَد تَكَرَّمتُ وكُلَّ ذَلِكَ لَا يَرضَى اللَّهُ مِنِّي إِلَّا أَن أُبَلِّغَ مَا أَنزَلَ إِلَيَّ.

ــ ثُمَّ تَلَا صلى الله عليه وآله ــ ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغ مَا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ...﴾ 3 فِي عَلِيٍ ﴿... وَإِن لَم تَفعَل فَمَا بَلَّغتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النَّاسِ...﴾ 3‏.

فَاعلَمُوا مَعَاشِرَ النَّاسِ أَنَّ اللَّهَ قَد نَصَبَهُ لَكُم وَلِيّاً وإِمَاماً مُفتَرَضاً طَاعَتُهُ عَلَى المُهَاجِرِينَ والأَنصَارِ وعَلَى التَّابِعِينَ لَهُم بِإِحسَانٍ، وعَلَى البَادِي والحَاضِرِ وعَلَى الأَعجَمِيِّ والعَرَبِيِّ والحُرِّ والمَملُوكِ والصَّغِيرِ والكَبِيرِ وعَلَى الأَبيَضِ والأَسوَدِ وعَلَى كُلِّ مُوَحِّدٍ مَاضٍ حُكمُهُ جَائِزٍ قَولُهُ نَافِذٍ أَمرُهُ، مَلعُونٌ مَن خَالَفَهُ مَرحُومٌ مَن تَبِعَهُ مُؤمِنٌ مَن صَدَّقَهُ، فَقَد غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ولِمَن سَمِعَ مِنهُ وأَطَاعَ لَهُ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّهُ آخِرُ مَقَامٍ أَقُومُهُ فِي هَذَا المَشهَدِ فَاسمَعُوا وأَطِيعُوا وانقَادُوا لِأَمرِ رَبِّكُم فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ هُو مَولَاكُم وإِلَهُكُم ثُمَّ مِن دُونِهِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وآله وَلِيُّكُمُ القَائِمُ المُخَاطِبُ لَكُم، ثُمَّ مِن بَعدِي عَلِيٌّ وَلِيُّكُم وإِمَامُكُم بِأَمرِ رَبِّكُم ثُمَّ الإِمَامَةُ فِي ذُرِّيَّتِي مِن وُلدِهِ إِلَى يَومِ تَلقَونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ، لَا حَلَالَ إِلَّا مَا أَحَلَّهُ اللَّهُ ولَا حَرَامَ إِلَّا مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ، عَرَّفَنِي الحَلَالَ والحَرَامَ وأَنَا أَفضَيتُ لِمَا عَلَّمَنِي رَبِّي مِن كِتَابِهِ وحَلَالِهِ وحَرَامِهِ إِلَيهِ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: مَا مِن عِلمٍ إِلَّا وقَد أَحصَاهُ اللَّهُ فِيَّ، وكُلُّ عِلمٍ عَلِمتُ فَقَد أَحصَيتُهُ فِي إِمَامِ المُتَّقِينَ، ومَا مِن عِلمٍ إِلَّا عَلَّمتُهُ عَلِيّاً وهُو الإِمَامُ المُبِينُ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ: لَا تَضِلُّوا عَنهُ ولَا تَنفِرُوا مِنهُ ولَا تَستَكبِرُوا [ولَا تَستَنكِفُوا] مِن وَلَايَتِهِ فَهُو الَّذِي‏ يَهدِي إِلَى الحَقِ‏ ويَعمَلُ بِهِ ويُزهِقُ البَاطِلَ ويَنهَى عَنهُ ولَا تَأخُذُهُ فِي اللَّهِ لَومَةُ لَائِمٍ، ثُمَّ إِنَّهُ أَوَّلُ مَن آمَنَ بِاللَّهِ ورَسُولِهِ وهُو الَّذِي فَدَى رَسُولَهُ بِنَفسِهِ وهُو الَّذِي كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ولَا أَحَدَ يَعبُدُ اللَّهَ مَعَ رَسُولِهِ مِنَ الرِّجَالِ غَيرُهُ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: فَضِّلُوهُ فَقَد فَضَّلَهُ اللَّهُ واقبَلُوهُ فَقَد نَصَبَهُ اللَّهُ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّهُ إِمَامٌ مِنَ اللَّهِ ولَن يَتُوبَ اللَّهُ عَلَى أَحَدٍ أَنكَرَ وَلَايَتَهُ ولَن يَغفِرَ اللَّهُ لَهُ حَتماً، عَلَى اللَّهِ أَن يَفعَلَ ذَلِكَ بِمَن خَالَفَ أَمرَهُ فِيهِ وأَن يُعَذِّبَهُ عَذَاباً شَدِيداً نُكراً أَبَدَ الآبَادِ ودَهرَ الدُّهُورِ، فَاحذَرُوا أَن تُخَالِفُوهُ فَتَصلَوا نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ والحِجارَةُ أُعِدَّت لِلكافِرِينَ‏.

أَيُّهَا النَّاسُ: بِي واللَّهِ بُشِّرَ الأَوَّلُونَ مِنَ النَّبِيِّينَ والمُرسَلِينَ، وأَنَا خَاتَمُ الأَنبِيَاءِ والمُرسَلِينَ والحُجَّةُ عَلَى جَمِيعِ المَخلُوقِينَ مِن أَهلِ السَّمَاوَاتِ والأَرَضِينَ، فَمَن شَكَّ فِي ذَلِكَ فَهُو كَافِرٌ كُفرَ [الجَاهِلِيَّةِ] الأُولَى، ومَن شَكَّ فِي شَي‏ءٍ مِن قَولِي هَذَا فَقَد شَكَّ فِي الكُلِّ مِنهُ، والشَّاكُّ فِي ذَلِكَ فَلَهُ النَّارُ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: حَبَانِي اللَّهُ بِهَذِهِ الفَضِيلَةِ مَنّاً مِنهُ عَلَيَّ وإِحسَاناً مِنهُ إِلَيَّ، ولا إِلهَ إِلَّا هُولَهُ الحَمدُ مِنِّي أَبَدَ الآبِدِينَ ودَهرَ الدَّاهِرِينَ عَلَى كُلِّ حَالٍ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: فَضِّلُوا عَلِيّاً فَإِنَّهُ أَفضَلُ النَّاسِ بَعدِي مِن ذَكَرٍ وأُنثَى، بِنَا أَنزَلَ اللَّهُ الرِّزقَ وبَقِيَ الخَلقُ، مَلعُونٌ مَلعُونٌ مَغضُوبٌ مَغضُوبٌ مَن رَدَّ عَلَيَّ قَولِي هَذَا ولَم يُوَافِقهُ، أَلَا إِنَّ جَبرَئِيلَ خَبَّرَنِي عَنِ اللَّهِ تَعَالَى بِذَلِكَ ويَقُولُ مَن عَادَى عَلِيّاً ولَم يَتَوَلَّهُ فَعَلَيهِ لَعنَتِي وغَضَبِي، فَ لتَنظُر نَفسٌ ما قَدَّمَت لِغَدٍ واتَّقُوا اللَّهَ‏ أَن تُخَالِفُوهُ‏ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعدَ ثُبُوتِها إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعمَلُونَ‏.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّهُ جَنبُ اللَّهِ الَّذِي ذَكَرَ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ تَعَالَى: ﴿أَن تَقُولَ نَفسٌ يَا حَسرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ...﴾ 7.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: تَدَبَّرُوا القُرآنَ وافهَمُوا آيَاتِهِ وانظُرُوا إِلَى مُحكَمَاتِهِ ولَا تَتَّبِعُوا مُتَشَابِهَهُ فَواللَّهِ لَن يُبَيِّنَ لَكُم زَوَاجِرَهُ ولَا يُوَضِّحُ لَكُم تَفسِيرَهُ إِلَّا الَّذِي أَنَا آخِذٌ بِيَدِهِ ومُصعِدُهُ إِلَيَّ وشَائِلٌ بِعَضُدِهِ، ومُعلِمُكُم أَنَّ مَن كُنتُ مَولَاهُ فَهَذَا عَلِيٌّ مَولَاهُ وهُو عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام أَخِي ووَصِيِّي ومُوَالاتُهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ أَنزَلَهَا عَلَيَّ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّ عَلِيّاً والطَّيِّبِينَ مِن وُلدِي هُمُ الثَّقَلُ الأَصغَرُ والقُرآنُ الثَّقَلُ الأَكبَرُ، فَكُلُّ وَاحِدٍ مُنبِئٌ عَن صَاحِبِهِ ومُوَافِقٌ لَهُ لَن يَفتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوضَ، هُم أُمَنَاءُ اللَّهِ فِي خَلقِهِ وحُكَمَاؤُهُ فِي أَرضِهِ أَلَا وقَد أَدَّيتُ أَلَا وقَد بَلَّغتُ، أَلَا وقَد أَسمَعتُ، أَلَا وقَد أَوضَحتُ، أَلَا وإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ قَالَ وأَنَا قُلتُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ، أَلَا إِنَّهُ لَيسَ‏ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ غَيرَ أَخِي هَذَا، ولَا تَحِلُّ إِمرَةُ المُؤمِنِينَ بَعدِي لِأَحَدٍ غَيرِهِ ".

ــ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى عَضُدِهِ فَرَفَعَهُ وكَانَ مُنذُ أَوَّلِ مَا صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله شَالَ عَلِيّاً حَتَّى صَارَت رِجلُهُ مَعَ رُكبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله ثُمَّ قَالَ ــ:

مَعَاشِرَ النَّاسِ: هَذَا عَلِيٌّ أَخِي ووَصِيِّي ووَاعِي عِلمِي وخَلِيفَتِي عَلَى أُمَّتِي وعَلَى تَفسِيرِ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ والدَّاعِي إِلَيهِ والعَامِلُ بِمَا يَرضَاهُ والمُحَارِبُ لِأَعدَائِهِ والمُوَالِي عَلَى طَاعَتِهِ والنَّاهِي عَن مَعصِيَتِهِ، خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ وأَمِيرُ المُؤمِنِينَ والإِمَامُ الهَادِي وقَاتِلُ النَّاكِثِينَ والقَاسِطِينَ والمَارِقِينَ، بِأَمرِ اللَّهِ أَقُولُ وما يُبَدَّلُ القَولُ لَدَيَ‏ بِأَمرِ رَبِّي.

أَقُولُ اللَّهُمَّ وَالِ مَن وَالاهُ وعَادِ مَن عَادَاهُ والعَن مَن أَنكَرَهُ واغضَب عَلَى مَن جَحَدَ حَقَّهُ.
اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنزَلتَ عَلَيَّ أَنَّ الإِمَامَةَ بَعدِي لِعَلِيٍّ وَلِيِّكَ عِندَ تِبيَانِي ذَلِكَ ونَصبِي إِيَّاهُ بِمَا أَكمَلتَ لِعِبَادِكَ مِن دِينِهِم وأَتمَمتَ عَلَيهِم بِنِعمَتِكَ ورَضِيتَ لَهُمُ الإِسلَامَ دِيناً فَقُلتَ ﴿وَمَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلَامِ دِينًا فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَهُو فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ﴾ 8‏.

اللَّهُمَّ إِنِّي أُشهِدُكَ وكَفَى بِكَ شَهِيداً، أَنِّي قَد بَلَّغتُ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّمَا أَكمَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ دِينَكُم بِإِمَامَتِهِ فَمَن لَم يَأتَمَّ بِهِ وبِمَن يَقُومُ مَقَامَهُ مِن وُلدِي مِن صُلبِهِ إِلَى يَومِ القِيَامَةِ والعَرضِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ فَ ﴿... أُولَٰئِكَ حَبِطَت أَعمَالُهُم وَفِي النَّارِ هُم خَالِدُونَ﴾ 9 لا يُخَفَّفُ عَنهُمُ العَذابُ ولا هُم يُنظَرُونَ‏.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: هَذَا عَلِيٌّ أَنصَرُكُم لِي وأَحَقُّكُم بِي وأَقرَبُكُم إِلَيَّ وأَعَزُّكُم عَلَيَّ واللَّهُ عَزَّ وجَلَّ وإنِّا عَنهُ رَاضِيَانِ، ومَا نَزَلَت آيَةُ رِضًى إِلَّا فِيهِ، ومَا خَاطَبَ اللَّهُ‏ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَّا بَدَأَ بِهِ، ولَا نَزَلَت آيَةُ مَدحٍ فِي القُرآنِ إِلَّا فِيهِ، ولَا شَهِدَ بِالجَنَّةِ فِي‏ هَل أَتى‏ عَلَى الإِنسانِ‏ إِلَّا لَهُ ولَا أَنزَلَهَا فِي سِوَاهُ ولَا مَدَحَ بِهَا غَيرَهُ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: هُو نَاصِرُ دِينِ اللَّهِ والمُجَادِلُ عَن رَسُولِ اللَّهِ، وهُو التَّقِيُّ النَّقِيُّ الهَادِي المَهدِيُّ، نَبِيُّكُم خَيرُ نَبِيٍّ ووَصِيُّكُم خَيرُ وَصِيٍّ وبَنُوهُ خَيرُ الأَوصِيَاءِ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: ذُرِّيَّةُ كُلِّ نَبِيٍّ مِن صُلبِهِ وذُرِّيَّتِي مِن صُلبِ عَلِيٍّ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّ إِبلِيسَ أَخرَجَ آدَمَ مِنَ الجَنَّةِ بِالحَسَدِ فَلَا تَحسُدُوهُ فَتَحبَطَ أَعمَالُكُم وتَزِلَّ أَقدَامُكُم فَإِنَّ آدَمَ أُهبِطَ إِلَى الأَرضِ لِخَطِيئَةٍ وَاحِدَةٍ وهُو صَفوَةُ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ، وكَيفَ بِكُم وأَنتُم أَنتُم ومِنكُم أَعدَاءُ اللَّهِ، إِنَّهُ لَا يُبغِضُ عَلِيّاً إِلَّا شَقِيٌّ، ولَا يَتَوَالَى عَلِيّاً إِلَّا تَقِيٌّ، ولَا يُؤمِنُ بِهِ إِلَّا مُؤمِنٌ مُخلِصٌ، وفِي عَلِيٍّ واللَّهِ نَزَلَت سُورَةُ والعَصرِ ﴿بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَٰنِ الرَّحِيمِ وَالعَصرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسرٍ﴾ 10 ــ إِلَى آخِرِهَا ــ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: قَدِ استَشهَدتُ اللَّهَ وبَلَّغتُكُم رِسَالَتِي‏ وما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا البَلاغُ المُبِينُ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: ﴿... اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُسلِمُونَ﴾ 11‌‏.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: آمِنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ والنُّورِ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ‏ مِن قَبلِ أَن نَطمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى‏ أَدبارِها.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: النُّورُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ فِيَّ مَسلُوكٌ، ثُمَّ فِي عَلِيٍّ، ثُمَّ فِي النَّسلِ مِنهُ إِلَى القَائِمِ المَهدِيِّ الَّذِي يَأخُذُ بِحَقِ‏ اللَّهِ وبِكُلِّ حَقٍّ هُولَنَا لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ قَد جَعَلَنَا حُجَّةً عَلَى المُقَصِّرِينَ والمُعَانِدِينَ والمُخَالِفِينَ والخَائِنِينَ والآثِمِينَ والظَّالِمِينَ مِن جَمِيعِ العَالَمِينَ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: أُنذِرُكُم أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ قَد خَلَت مِن قَبلِيَ الرُّسُلُ أَ فَإِن مِتُّ أَو قُتِلتُ‏ انقَلَبتُم عَلى‏ أَعقابِكُم ومَن يَنقَلِب عَلى‏ عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيئاً وسَيَجزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ‏، أَلَا وإِنَّ عَلِيّاً هُو المَوصُوفُ بِالصَّبرِ والشُّكرِ ثُمَّ مِن بَعدِهِ وُلدِي مِن صُلبِهِ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: لَا تَمُنُّوا عَلَى اللَّهِ إِسلَامَكُم فَيَسخَطَ عَلَيكُم ويُصِيبَكُم‏ بِعَذابٍ مِن عِندِهِ‏ إِنَّهُ لَبِالمِرصَادِ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّهُ سَيَكُونُ مِن بَعدِي أَئِمَّةٌ يَدعُونَ إِلَى النَّارِ ويَومَ القِيامَةِ لا يُنصَرُونَ‏.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّ اللَّهَ وأَنَا بَرِيئَانِ مِنهُم.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّهُم وأَنصَارُهُم وأَتبَاعُهُم وأَشيَاعُهُم‏ فِي الدَّركِ الأَسفَلِ مِنَ النَّارِ ولَبِئسَ‏ مَثوَى المُتَكَبِّرِينَ‏، أَلَا إِنَّهُم أَصحَابُ الصَّحِيفَةِ فَليَنظُر أَحَدُكُم فِي صَحِيفَتِهِ.

ــ قَالَ فَذَهَبَ عَلَى النَّاسِ إِلَّا شِرذِمَةً مِنهُم أَمرُ الصَّحِيفَةِ ــ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنِّي أَدَعُهَا إِمَامَةً ووِرَاثَةً فِي عَقِبِي إِلَى يَومِ القِيَامَةِ وقَد بَلَّغتُ مَا أُمِرتُ بِتَبلِيغِهِ حُجَّةً عَلَى كُلِّ حَاضِرٍ وغَائِبٍ وعَلَى كُلِّ أَحَدٍ مِمَّن شَهِدَ أَو لَم يَشهَد وُلِدَ أَو لَم يُولَد فَليُبَلِّغِ الحَاضِرُ الغَائِبَ والوَالِدُ الوَلَدَ إِلَى يَومِ القِيَامَةِ، وسَيَجعَلُونَهَا مُلكاً واغتِصَاباً أَلَا لَعَنَ اللَّهُ الغَاصِبِينَ والمُغتَصِبِينَ، وعِندَهَا سَنَفرُغُ لَكُم أَيُّهَ الثَّقَلانِ‏ فَ ﴿يُرسَلُ عَلَيكُمَا شُوَاظٌ مِن نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ﴾ 12.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ لَم يَكُن يَذَرُكُم‏ عَلى‏ ما أَنتُم عَلَيهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وما كانَ اللَّهُ لِيُطلِعَكُم عَلَى الغَيبِ‏.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّهُ مَا مِن قَريَةٍ إِلَّا واللَّهُ مُهلِكُهَا بِتَكذِيبِهَا وكَذَلِكَ يُهلِكُ القُرَى‏ وهِيَ ظالِمَةٌ كَمَا ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى وهَذَا عَلِيٌّ إِمَامُكُم ووَلِيُّكُم وهُو مَوَاعِيدُ اللَّهِ واللَّهُ يُصَدِّقُ مَا وَعَدَهُ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: قَد ضَلَّ قَبلَكُم‏ أَكثَرُ الأَوَّلِينَ‏ واللَّهُ لَقَد أَهلَكَ الأَوَّلِينَ وهُو مُهلِكُ الآخِرِينَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏: ﴿أَلَم نُهلِكِ الأَوَّلِينَ * ثُمَّ نُتبِعُهُمُ الآخِرِينَ * كَذَٰلِكَ نَفعَلُ بِالمُجرِمِينَ * وَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذِّبِينَ﴾ 13.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّ اللَّهَ قَد أَمَرَنِي ونَهَانِي وقَد أَمَرتُ عَلِيّاً ونَهَيتُهُ فَعَلِمَ الأَمرَ والنَّهيَ مِن رَبِّهِ عَزَّ وجَلَّ فَاسمَعُوا لِأَمرِهِ تَسلَمُوا وأَطِيعُوا تَهتَدُوا وانتَهُوا لِنَهيِهِ تَرشُدُوا وصَيِّرُوا إِلَى مُرَادِهِ ولَا تَتَفَرَّقُ بِكُمُ السُّبُلُ عَن سَبِيلِهِ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: أَنَا صِرَاطُ اللَّهِ المُستَقِيمُ الَّذِي أَمَرَكُم بِاتِّبَاعِهِ ثُمَّ عَلِيٌّ مِن بَعدِي ثُمَّ وُلدِي مِن صُلبِهِ أَئِمَّةٌ يَهدُونَ إِلَى الحَقِ‏ وبِهِ يَعدِلُونَ‏.

ــ ثُمَّ قَرَأَ ــ ﴿بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَٰنِ الرَّحِيمِ * الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ * الرَّحمَٰنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَومِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعبُدُ وَإِيَّاكَ نَستَعِينُ * اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِم وَلَا الضَّالِّينَ﴾ 14.

وقَالَ فِيَّ نَزَلَت وفِيهِم نَزَلَت ولَهُم عَمَّت وإِيَّاهُم خُصَّت، أُولَئِكَ أَولِيَاءُ اللَّهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم ولا هُم يَحزَنُونَ‏، أَلَا إِنَ‏ حِزبَ اللَّهِ هُمُ الغالِبُونَ‏، أَلَا إِنَّ أَعدَاءَ عَلِيٍّ هُم أَهلُ الشِّقَاقِ والنِّفَاقِ والحَادُّونَ وهُمُ العَادُّونَ وإِخوَانُ الشَّيَاطِينِ الَّذِينَ‏ يُوحِي بَعضُهُم إِلى‏ بَعضٍ زُخرُفَ القَولِ غُرُوراً، أَلَا إِنَّ أَولِيَاءَهُمُ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ عَزَّ وجَلَّ: ﴿لَا تَجِدُ قَومًا يُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَن حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانُوا آبَاءَهُم أَو أَبنَاءَهُم أَو إِخوَانَهُم أَو عَشِيرَتَهُم أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِنهُ وَيُدخِلُهُم جَنَّاتٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم وَرَضُوا عَنهُ أُولَٰئِكَ حِزبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزبَ اللَّهِ هُمُ المُفلِحُونَ﴾ 15 .

أَلَا إِنَّ أَولِيَاءَهُمُ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ فَقَالَ: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَم يَلبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الأَمنُ وَهُم مُهتَدُونَ﴾ 16.

أَلَا إِنَّ أَولِيَاءَهُمُ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ فَقَالَ: الَّذِينَ يَدخُلُونَ الجَنَّةَ آمِنِينَ تَتَلَقَّاهُمُ المَلَائِكَةُ بِالتَّسلِيمِ أَن‏ طِبتُم فَادخُلُوها خالِدِينَ‏.

أَلَا إِنَّ أَولِيَاءَهُمُ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ- يَدخُلُونَ الجَنَّةَ... بِغَيرِ حِسابٍ‏.

أَلَا إِنَّ أَعدَاءَهُم يَصلَونَ سَعِيراً.

أَلَا إِنَّ أَعدَاءَهُمُ الَّذِينَ يَسمَعُونَ لِجَهَنَّمَ‏ شَهِيقاً وهِيَ تَفُورُ ولَهَا زَفِيرٌ.

أَلَا إِنَّ أَعدَاءَهُمُ الَّذِينَ قَالَ فِيهِم- كُلَّما دَخَلَت أُمَّةٌ لَعَنَت أُختَها.

أَلَا إِنَّ أَعدَاءَهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ- ﴿... كُلَّمَا أُلقِيَ فِيهَا فَوجٌ سَأَلَهُم خَزَنَتُهَا أَلَم يَأتِكُم نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَىٰ قَد جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبنَا وَقُلنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيءٍ إِن أَنتُم إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ﴾ 17.

أَلَا إِنَّ أَولِيَاءَهُمُ‏ الَّذِينَ يَخشَونَ رَبَّهُم بِالغَيبِ لَهُم مَغفِرَةٌ وأَجرٌ كَبِيرٌ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ: شَتَّانَ مَا بَينَ السَّعِيرِ والجَنَّةِ عَدُوُّنَا مَن ذَمَّهُ اللَّهُ ولَعَنَهُ ووَلِيُّنَا مَن مَدَحَهُ اللَّهُ وأَحَبَّهُ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: أَلَا وإِنِّي‏ مُنذِرٌ وعَلِيٌ‏ هادٍ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنِّي نَبِيٌّ وعَلِيٌّ وَصِيِّي أَلَا إِنَّ خَاتَمَ الأَئِمَّةِ مِنَّا القَائِمُ المَهدِيُّ أَلَا إِنَّهُ الظَّاهِرُ عَلَى الدِّينِ.

أَلَا إِنَّهُ المُنتَقِمُ مِنَ الظَّالِمِينَ، أَلَا إِنَّهُ فَاتِحُ الحُصُونِ وهَادِمُهَا، أَلَا إِنَّهُ قَاتِلُ كُلِّ قَبِيلَةٍ مِن أَهلِ الشِّركِ، أَلَا إِنَّهُ مُدرِكٌ بِكُلِّ ثَارٍ لِأَولِيَاءِ اللَّهِ، أَلَا إِنَّهُ النَّاصِرُ لِدِينِ اللَّهِ، أَلَا إِنَّهُ الغَرَّافُ فِي بَحرٍ عَمِيقٍ، أَلَا إِنَّهُ يَسِمُ‏ كُلَّ ذِي فَضلٍ بِفَضلِهِ وكُلَّ ذِي جَهلٍ بِجَهلِهِ، أَلَا إِنَّهُ خِيَرَةُ اللَّهِ ومُختَارُهُ، أَلَا إِنَّهُ وَارِثُ كُلِّ عِلمٍ والمُحِيطُ بِهِ، أَلَا إِنَّهُ المُخبِرُ عَن رَبِّهِ عَزَّ وجَلَّ والمُنَبِّهُ بِأَمرِ إِيمَانِهِ، أَلَا إِنَّهُ الرَّشِيدُ السَّدِيدُ، أَلَا إِنَّهُ المُفَوَّضُ إِلَيهِ، أَلَا إِنَّهُ قَد بُشِّرَ بِهِ مَن سَلَفَ بَينَ يَدَيهِ.

أَلَا إِنَّهُ البَاقِي حُجَّةً ولَا حُجَّةَ بَعدَهُ ولَا حَقَّ إِلَّا مَعَهُ ولَا نُورَ إِلَّا عِندَهُ.

أَلَا إِنَّهُ لَا غَالِبَ لَهُ ولَا مَنصُورَ عَلَيهِ.

أَلَا وإِنَّهُ وَلِيُّ اللَّهِ فِي أَرضِهِ وحَكَمُهُ فِي خَلقِهِ وأَمِينُهُ فِي سِرِّهِ وعَلَانِيَتِهِ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: قَد بَيَّنتُ لَكُم وأَفهَمتُكُم وهَذَا عَلِيٌّ يُفهِمُكُم بَعدِي، أَلَا وإِنِّي عِندَ انقِضَاءِ خُطبَتِي أَدعُوكُم إِلَى مُصَافَقَتِي عَلَى بَيعَتِهِ والإِقرَارِ بِهِ ثُمَّ مُصَافَقَتِهِ بَعدِي.

أَلَا وإِنِّي قَد بَايَعتُ اللَّهَ وعَلِيٌّ قَد بَايَعَنِي وأَنَا آخِذُكُم بِالبَيعَةِ لَهُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ: ﴿... فَمَن نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفسِهِ...﴾ 18.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّ الحَجَّ والصَّفا والمَروَةَ والعُمرَةَ مِن شَعائِرِ اللَّهِ- فَمَن حَجَّ البَيتَ أَوِ اعتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِما.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: حُجُّوا البَيتَ فَمَا وَرَدَهُ أَهلُ بَيتٍ إِلَّا استَغنَوا ولَا تَخَلَّفُوا عَنهُ إِلَّا افتَقَرُوا.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: مَا وَقَفَ بِالمَوقِفِ مُؤمِنٌ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا سَلَفَ مِن ذَنبِهِ إِلَى وَقتِهِ ذَلِكَ فَإِذَا انقَضَت حَجَّتُهُ استُؤنِفَ عَمَلُهُ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: الحُجَّاجُ مُعَاوِنُونَ ونَفَقَاتُهُم مُخَلَّفَةٌ واللَّهُ‏ لا يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: حُجُّوا البَيتَ بِكَمَالِ الدِّينِ والتَّفَقُّهِ ولَا تَنصَرِفُوا عَنِ المَشَاهِدِ إِلَّا بِتَوبَةٍ وإِقلَاعٍ‏.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: أَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ كَمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ لَئِن طَالَ عَلَيكُمُ الأَمَدُ فَقَصَرتُم أَو نَسِيتُم فَعَلِيٌّ وَلِيُّكُم ومُبَيِّنٌ لَكُمُ الَّذِي نَصَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ بَعدِي ومَن خَلَّفَهُ اللَّهُ مِنِّي ومِنهُ يُخبِرُكُم بِمَا تَسأَلُونَ عَنهُ ويُبَيِّنُ لَكُم مَا لَا تَعلَمُونَ.

أَلَا إِنَّ الحَلَالَ والحَرَامَ أَكثَرُ مِن أَن أُحصِيَهُمَا وأُعَرِّفَهُمَا فَآمُرَ بِالحَلَالِ وأَنهَى عَنِ الحَرَامِ فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ، فَأُمِرتُ أَن آخُذَ البَيعَةَ مِنكُم والصَّفقَةَ لَكُم بِقَبُولِ مَا جِئتُ بِهِ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ فِي عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ والأَئِمَّةِ مِن بَعدِهِ الَّذِينَ هُم مِنِّي ومِنهُ أَئِمَّةٌ قَائِمَةٌ مِنهُمُ المَهدِيُّ إِلَى يَومِ القِيَامَةِ الَّذِي يَقضِي بِالحَقِّ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: وكُلُّ حَلَالٍ دَلَلتُكُم عَلَيهِ أَو حَرَامٍ نَهَيتُكُم عَنهُ فَإِنِّي لَم أَرجِع عَن ذَلِكَ ولَم أُبَدِّل أَلَا فَاذكُرُوا ذَلِكَ واحفَظُوهُ وتَوَاصَوا بِهِ ولَا تُبَدِّلُوهُ ولَا تُغَيِّرُوهُ.

أَلَا وإِنِّي أُجَدِّدُ القَولَ، أَلَا فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ* وأمُرُوا بِالمَعرُوفِ وانهَوا عَنِ المُنكَرِ، أَلَا وإِنَّ رَأسَ الأَمرِ بِالمَعرُوفِ والنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ أَن تَنتَهُوا إِلَى قَولِي وتُبَلِّغُوهُ مَن لَم يَحضُر وتَأمُرُوهُ بِقَبُولِهِ وتَنهَوهُ عَن مُخَالَفَتِهِ فَإِنَّهُ أَمرٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ ومِنِّي ولَا أَمرٌ بِمَعرُوفٍ ولَا نَهيٌ عَن مُنكَرٍ إِلَّا مَعَ إِمَامٍ مَعصُومٍ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: القُرآنُ يُعَرِّفُكُم أَنَّ الأَئِمَّةَ مِن بَعدِهِ وُلدُهُ وعَرَّفتُكُم أَنَّهُ مِنِّي وأَنَا مِنهُ حَيثُ يَقُولُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ- وجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ وقُلتُ لَن تَضِلُّوا مَا إِن تَمَسَّكتُم بِهِمَا.
مَعَاشِرَ النَّاسِ: التَّقوَى التَّقوَى احذَرُوا السَّاعَةَ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَ‏ إِنَّ زَلزَلَةَ السَّاعَةِ شَي‏ءٌ عَظِيمٌ‏ اذكُرُوا المَمَاتَ والحِسَابَ والمَوَازِينَ والمُحَاسَبَةَ بَينَ يَدَي رَبِّ العَالَمِينَ والثَّوَابَ والعِقَابَ فَ مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ أُثِيبُ عَلَيهَا ومَن جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَيسَ لَهُ فِي الجِنَانِ نَصِيبٌ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّكُم أَكثَرُ مِن أَن تُصَافِقُونِي بِكَفٍّ وَاحِدَةٍ وقَد أَمَرَنِيَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ أَن آخُذَ مِن أَلسِنَتِكُمُ الإِقرَارَ بِمَا عَقَدتُ لِعَلِيٍّ مِن إِمرَةِ المُؤمِنِينَ ومَن جَاءَ بَعدَهُ مِنَ الأَئِمَّةِ مِنِّي ومِنهُ عَلَى مَا أَعلَمتُكُم أَنَّ ذُرِّيَّتِي مِن صُلبِهِ فَقُولُوا بِأَجمَعِكُم إِنَّا سَامِعُونَ مُطِيعُونَ رَاضُونَ مُنقَادُونَ لِمَا بَلَّغتَ عَن رَبِّنَا ورَبِّكَ فِي أَمرِ عَلِيٍّ وأَمرِ وُلدِهِ مِن صُلبِهِ مِنَ الأَئِمَّةِ نُبَايِعُكَ عَلَى ذَلِكَ بِقُلُوبِنَا وأَنفُسِنَا وأَلسِنَتِنَا وأَيدِينَا عَلَى ذَلِكَ نَحيَا ونَمُوتُ ونُبعَثُ ولَا نُغَيِّرُ ولَا نُبَدِّلُ ولَا نَشُكُّ ولَا نَرتَابُ ولَا نَرجِعُ عَن عَهدٍ ولَا نَنقُضُ المِيثَاقَ نُطِيعُ اللَّهَ ونُطِيعُكَ وعَلِيّاً أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ووُلدَهُ الأَئِمَّةَ الَّذِينَ ذَكَرتَهُم مِن ذُرِّيَّتِكَ مِن صُلبِهِ بَعدَ الحَسَنِ والحُسَينِ اللَّذَينِ قَد عَرَّفتُكُم مَكَانَهُمَا مِنِّي ومَحَلَّهُمَا عِندِي ومَنزِلَتَهُمَا مِن رَبِّي عَزَّ وجَلَّ فَقَد أَدَّيتُ ذَلِكَ إِلَيكُم وإِنَّهُمَا سَيِّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنَّةِ وإِنَّهُمَا الإِمَامَانِ بَعدَ أَبِيهِمَا عَلِيٍّ وأَنَا أَبُوهُمَا قَبلَهُ، وقُولُوا أَطَعنَا اللَّهَ بِذَلِكَ وإِيَّاكَ وعَلِيّاً والحَسَنَ والحُسَينَ والأَئِمَّةَ الَّذِينَ ذَكَرتَ عَهداً ومِيثَاقاً مَأخُوذاً لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ مِن قُلُوبِنَا وأَنفُسِنَا وأَلسِنَتِنَا ومُصَافَقَةِ أَيدِينَا مَن أَدرَكَهُمَا بِيَدِهِ وأَقَرَّ بِهِمَا بِلِسَانِهِ‏ ولَا نَبغِي بِذَلِكَ بَدَلًا ولَا نَرَى مِن أَنفُسِنَا عَنهُ حِوَلًا أَبَداً أَشهَدنَا اللَّهَ‏ وكَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً وأَنتَ عَلَينَا بِهِ شَهِيدٌ وكُلُّ مَن أَطَاعَ مِمَّن ظَهَرَ واستَتَرَ ومَلَائِكَةُ اللَّهِ وجُنُودُهُ وعَبِيدُهُ واللَّهُ أَكبَرُ مِن كُلِّ شَهِيدٍ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: مَا تَقُولُونَ فَإِنَّ اللَّهَ يَعلَمُ كُلَّ صَوتٍ وخَافِيَةَ كُلِّ نَفسٍ فَمَنِ اهتَدَى فَلِنَفسِهِ ومَن ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيها ومَن بَايَعَ فَإِنَّمَا يُبَايِعُ‏ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوقَ أَيدِيهِم‏.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: فَاتَّقُوا اللَّهَ وبَايِعُوا عَلِيّاً أَمِيرَ المُؤمِنِينَ والحَسَنَ والحُسَينَ والأَئِمَّةَ كَلِمَةً طَيِّبَةً بَاقِيَةً يُهلِكُ اللَّهُ مَن غَدَرَ ويَرحَمُ اللَّهُ مَن وَفَى و﴿... فَمَن نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفسِهِ...﴾ 18.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: قُولُوا الَّذِي قُلتُ لَكُم وسَلِّمُوا عَلَى عَلِيٍّ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ وقُولُوا- ﴿... سَمِعنَا وَأَطَعنَا غُفرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيكَ المَصِيرُ﴾ 19 وقُولُوا ﴿... الحَمدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهتَدِيَ لَولَا أَن هَدَانَا اللَّهُ...﴾ 20.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّ فَضَائِلَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام عِندَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ وقَد أَنزَلَهَا فِي القُرآنِ أَكثَرَ مِن أَن أُحصِيَهَا فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ فَمَن أَنبَأَكُم بِهَا وعَرَّفَهَا فَصَدِّقُوهُ.

مَعَاشِرَ النَّاسِ‏: مَن يُطِعِ اللَّهَ ورَسُولَهُ‏ وعَلِيّاً والأَئِمَّةَ الَّذِينَ ذَكَرتُهُم‏ فَقَد فازَ فَوزاً عَظِيماً.

مَعَاشِرَ النَّاسِ‏: السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ‏ إِلَى مُبَايَعَتِهِ ومُوَالاتِهِ والتَّسلِيمِ عَلَيهِ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ‏ أُولئِكَ هُمُ الفائِزُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ‏.

مَعَاشِرَ النَّاسِ: قُولُوا مَا يَرضَى اللَّهُ بِهِ عَنكُم مِنَ القَولِ فَ ﴿... إِن تَكفُرُوا أَنتُم وَمَن فِي الأَرضِ جَمِيعًا...﴾ 21... فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيئاً اللَّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنِينَ واغضَب عَلَى الكَافِرِينَ‏ والحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ".
فَنَادَاهُ القَومُ سَمِعنَا وأَطَعنَا عَلَى أَمرِ اللَّهِ وأَمرِ رَسُولِهِ بِقُلُوبِنَا وأَلسِنَتِنَا وأَيدِينَا وتَدَاكُّوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وعَلَى عَلِيٍّ عليه السلام فَصَافَقُوا بِأَيدِيهِم فَكَانَ أَوَّلُ مَن صَافَقَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله الأَوَّلُ والثَّانِي والثَّالِثُ والرَّابِعُ والخَامِسُ وبَاقِي المُهَاجِرِينَ والأَنصَارِ وبَاقِي النَّاسِ عَلَى طَبَقَاتِهِم وقَدرِ مَنَازِلِهِم إِلَى أَن صَلَّيتُ المَغرِبَ والعَتَمَةَ فِي وَقتٍ وَاحِدٍ ووَصَلُوا البَيعَةَ والمُصَافَقَةَ ثَلَاثاً- ورَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ كُلَّمَا بَايَعَ قَومٌ الحَمدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى جَمِيعِ العَالَمِينَ وصَارَتِ المُصَافَقَةُ سُنَّةً ورَسماً ورُبَّمَا يَستَعمِلُهَا مَن لَيسَ لَهُ حَقٌّ فِيهَا.

المصدر: الاحتجاج، الطبرسي، ج1، ص66
عيد الله الاكبر
لازال الاخ الكريم والفاضل الاديب سماحة سيدنا اسعد القاضي يتحفنا بقلائد الادب ومحاسن الفكر وحقيق العقائد ويتحفنا اليوم بموشح غديري ومُذهَبٍ علوي :
أيّ يوم ملأ الأرجاء ورداً وعبير
أفعم الكونَ ابتهاجاً، إنه يوم الغدير

يا نداماي دعوا الحزن فإن اليوم عيد
ودّعوا ما كان من همّ قديم وجديد
نحس الأيام من بهجتها أضحى سعود
وبها قد سُرّ قلبُ الدين والطرفُ قرير

لم يزل جبريل في كلّ صباح ومساء
يحمل الوحي مع الآيات من رب السماء
ثم "ما أوحيَ" يلقيه لخير الأنبياء
يا نبيّ الله قُمْ فاصدعْ بشيراً ونذير

بعد أن أكمل طه حجّه حجّ الوداع
جاء من ذي العرش جبريل أمين ومطاع
قم فأنذر يا رسول الله في خير اجتماع
بلغ القوم بما أُنزل في حر الهجير

قام طه يخطب الأصحاب في معنىً جليّ
أنا بعد الله فيكم ـ أيّها الناس ـ وليّ
كلّ من كنتُ له مولىً فمولاه عليّ
ثمّ نادى ربّه في مشهد الجمعَ الغفير

ربنا والِ الذي والى علي المرتضى
أعرضنْ عمن تولى عن ولاه معرضا
وانصرن ناصره بل أرضِهِ كلّ الرضا
واخذلن خاذله ثمّ اصله نار السعير

كمل الدين بتنصيب أمير الأوصياء
بايع الكرارَ كل الناس في ذاك الخباء
بعض من بايعه استفهم عنها بازدراء
هل من الله أتت بيعته يوم الغدير؟

ويحَكم لا ينقضُ البيعةَ الا الكافرون
قالها جبريل والقوم شهود يسمعون
تعس القومُ الأولى في سكرةٍ هم يعمهون
لا يزال الناس في تيهٍ بإقصاء الأمير

أسعد القاضي
سنة كاملة يتوقف اصلاح البلاد والعباد على دوام يوم ١٨ذي الحجة😁

هذا ما أصدرته هيئة علماء المخالفين المنافقين.


لا أقول إلا ما قاله صفي الدين الحلي:

أَميرَ المُؤمِنينَ أَراكَ إِمّا
ذَكَرتُكَ عِندِ ذي حَسبٍ صَغا لي

وَإِن كَرَّرتُ ذِكرَكَ عِندَ نَغلٍ
تَكَدَّرَ سِترُهُ وَبَغى قِتالي

فَصِرتُ إِذا شَكَكتُ بِأَصلِ مَرءٍ
ذَكَرتُكَ بِالجَميلِ مِنَ المَقالِ

فَلَيسَ يُطيقُ سَمعَ ثَناكَ إِلّا
كَريمُ الأَصلِ مَحمودُ الخِلالِ

فَها أَنا قَد خَبَرتُ بِكَ البَرايا
فَأَنتَ مَحَك أَولادِ الحَلالِ
Forwarded from فَوَائِدُ
📌 موقف كبير !

كتب خادم الإمام الحسين (عليه السلام) الملّا محمّد باقر قحطان (وفّقه الله):
من الجميل أن يكون يوم عيد الغدير الأغرّ محطّة لينظر كلّ واحد منّا في أفعاله، سواء كانت بينه وبين الله، أو بينه وبين الناس، ليصحّح الخطأ ويتدارك الفائت بالجدّ والعمل.

وانطلاقاً من ذلك، وبعد ملاحظة عدد من المؤمنين الأنشودة الأخيرة التي قمت بأدائها، تبيّن أنَّ فيها من المحتوى الصوتيّ ما لا يليق بمديح المعصوم (عليه السلام)، وهو ما يجب أن نترفّع عنه نحن الذين نسعى بكلّ وجودنا لخدمة أهل البيت (عليه السلام).

وها أنا أقدّم اعتذاري لكلّ من يحسن بي الظنّ في طريق الخدمة الحسينيّة، وأعدهم بأنّني سأخطو خطوات أكثر وقاية حتى لا يتكرّر ما حدث.

وأحمد الله أن كان هذا التدارك في هذا اليوم العظيم الذي لا يسعنا إلّا أن نكون فيه سعداء بذكرى إكمال الدين وإتمام النعمة بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام).

فأسعد الله أيامكم.

أقول: رزق الله الرادود المهذّب كلّ خير وتوفيق على موقفه الكبير هذا، فإنّه بهذه الكلمات التي سطّرها جسّد لنا الأخلاق الحسينيّة بأجمل صورة، إذ اعترف بخطأه ولم يكابر أو يصرّ عليه مقروناً بالاعتذار من المؤمنين الكرام، وهو بهذه البادرة الحسنة يعلّمنا ويرسخ ضرورة التصحيح بدون مكابرة أو عناد، وعدم الاعتداد بالزلل إذا حصل، ويؤشّر إلى تعامل الرادود مع قضيّة الخدمة على أنَّها مسؤوليّة أمام الله وأهل البيت (عليهم السلام) وصالح المؤمنين.

https://www.tgoop.com/BENEFITSALHASANY
*🤲دعوت الله أن يُليّن قلبه💗 *
.......
*▪️نقل عن الدكتور السيد جودت القزويني (رحمه الله)، أنّ السيد عبد الزهراء الحسيني حدّثه قائلًا:*

*▪️قال الشيخ عبد الحسين الأميني (صاحب كتاب الغدير): كنت في مدينة الكاظمية عند الشيخ راضي آل ياسين، فسألتُه أنَّ كتبًا خطية توجد في الكاظمية، وعن كيفية الاهتداء إليها، للإستفادة منها في تأليف (الغدير).*

*▪️فقال الشيخ آل ياسين: إنها محفوظة عند شخص سمّاه، وهو شحيح عليها، ولم يطلعني على شيء منها، رغم طلبي ذلك منه، وهذا الشخص له محل في سوق (الاسترابادي).*

*▪️قال الأميني: فذهبت إلى الحرم المطهر، ودعوت الله أن يُليّن قلبه عليّ، ثم قصدته، وأخبرته عن حاجتي لتلك الكتب، فطلب مني الانتظار، والجلوس عنده. ثم دخل إلى دكانه، وأخرج صندوقا صغيرا، وضعه بين يديّ، ولما وقعت يدي على المجموعة الأولى، قدَّرتُ من الوقت أياما سبعة لمراجعتها، والنسخ منها. فقلت له: إني ساكن في فندق (الرضيّ)، وأعطيك ما تطلب مقابل السماح بأخذ هذه المجموعة لأنسخ ما أحتاجه منها.*

*▪️فقال: لا أسمح لك بذلك حتى تأخذ الصندوق كلّه.*
*فقلت: أتعرفني؟*

*▪️قال: لا.*
*▪️قلت: إذن كيف سمحت لنفسك أن تعطيني الصندوق بما فيه؟!*

*▪️قال: والله أنا في حيرة من أمري، وأن الشيخ راضي آل ياسين - على جلالة قدره- طلب مني أن يراها، فامتنعت.*
*▪️يقول السيد عبد الزهراء الحسيني: سمعت هذه الرواية من الشيخ أسد حيدر، وذهبت إلى الشيخ الأميني لأساله عنها، فأكدها لي.*

* منقول عن كتاب كشكول الكاظميات في القصص والحكايات: ص 132-133.*

https://www.tgoop.com/w_z_hudaa
قصيدة ملا خضر لايوجد فيها خطأ أبدا إلا في نقطةٍ واحدة فقط وفقط، وهو قوله (من طائفة شيعية) يبدلها فيقول (من طائفة صوفية ) وكلامه كله صحيح على أسس الفكر الصوفي.

https://www.tgoop.com/mohammad_alhayder
قال الرضا عليه السلام: "رقة العراقي غير غليظة"
عيون أخبار الرضا ص 127

https://www.tgoop.com/mohammad_alhayder
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
مستويات العمل التبليغي لأئمة اهل البيت (ع) في الوضع الشيعي

سماحة الشيخ محمد آل حيدر

#مركز_مدرك

📌اضغط هنا لمتابعة مواقع المركز
بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يبق على الهدى إلا أربعة من رجال الصلاح، وتحركوا بهدوء، فتكون منهم، وتحت إشراف الأئمة عليهم السلام أمة عظمى، ولازال العمل الهاديء والخفي هو الذي يأتي بالثمار، ومن أعظم هذه الأعمال الشعائر الحسينية، فتجد بعض المؤمنين يعيشون ويموتون وينسون، ولكن أنوارهم باقية، لما أسسوا ونظموا، ومن أهم الشعائر اليوم موكب السماوة في يوم السابع، أسسه هذا الرجل أبو علاء سعد الغزي، ولعل الفخر به يغطي على عار عبد الحليم الغزي، رحمك الله ونرجو أن تلقى العباس ضاحكا متبسما
2024/07/01 03:29:58
Back to Top
HTML Embed Code: