Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
1198 - Telegram Web
Telegram Web
.
من أخلاق أهل العلم حقًا الشجاعة في ذات الله، قال ابن تيمية:
"ﻭاﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺣﻤﺪ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭاﻟﺴﻤﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻪ.. ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺎﻝ: ﻗﻴﻞ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺷﺠﺎﻋﺔ؛ ﻭﻳﻘﺎﺗﻞ ﺣﻤﻴﺔ؛ ﻭﻳﻘﺎﺗﻞ ﺭﻳﺎء ﻓﺄﻱ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ؟
ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﻗﺎﺗﻞ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻫﻲ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ".
ﻭﻟﻬﺬا ﻛﺎﻥ اﻟﻨﺎﺱ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺻﻨﺎﻑ:
- ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻠﻪ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺳﻤﺎﺣﺔ؛ ﻓﻬﺆﻻء ﻫﻢ اﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ اﻟﻤﺴﺘﺤﻘﻮﻥ ﻟﻠﺠﻨﺔ.

- ﻭﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻐﻴﺮ اﻟﻠﻪ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺳﻤﺎﺣﺔ
ﻓﻬﺬا ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻵﺧﺮﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻕ.

- ﻭﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻠﻪ ﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﻻ ﺳﻤﺎﺣﺔ؛ ﻓﻬﺬا ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﻧﻘﺺ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻘﺪﺭ ﺫﻟﻚ.

- ﻭﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﻻ ﺳﻤﺎﺣﺔ؛ ﻓﻬﺬا ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺩﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﺁﺧﺮﺓ.

ﻓﻬﺬﻩ اﻷﺧﻼﻕ ﻭاﻷﻓﻌﺎﻝ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻋﻤﻮمًا ﻭﺧﺼﻮﺻًﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ اﻟﻤﺤﻦ ﻭاﻟﻔﺘﻦ اﻟﺸﺪﻳﺪﺓ؛ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺻﻼﺡ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻭﺩﻓﻊ اﻟﺬﻧﻮﺏ ﻋﻦ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻘﺘﻀﻲ ﻟﻠﻔﺘﻨﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ.
ﻭﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺮ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﻧﻬﻴﻪ ﺑﺤﺴﺐ ﻗﺪﺭﺗﻬﻢ، وﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ اﻷﻣﺮﻳﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ؛ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻴﺮاً ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺴﺮﻩ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ...
ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭاﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭاﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ اﻻﺑﺘﻼء ﻭاﻟﻤﺤﻦ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﺽ ﺑﻪ اﻟﻤﺮء ﻟﻠﻔﺘﻨﺔ ﺻﺎﺭ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺘﻌﻠﻞ، ﻟﺘﺮﻙ ﻣﺎ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻄﻠﺐ اﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺘﻨﺔ".
مجموع الفتاوى (٢٨/ ١٦٦).
👍93
مجالسة العلماء الصالحين، والرفقاء النابهين؛ تظهر التميز وتبديه.
فربما كان للمرء تميز مخبوء، لكنه كامن لم يُنبش، ساكن لم يكشف، ثم ربما استثاره صاحب ناصح، أو شيخ مشفق، أو موقف عابر، يجلو عن عين صاحبها غشاوة الاعتياد فترى تميزها كما هو.
19👍3
برنامج: وأذن في الناس -إذاعة القرآن الكريم-
مع د. محمد آل رميح.

🔗 الحلقة العاشرة.

https://youtu.be/14Bw8oLoENI?si=JRRMCJXOoRlEUrpV
👍1
.
في الصحيحين عن ﻃﺎﺭﻕ ﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ، ﺃﻥ ﺭجلًا ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ:
ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ! ﺁﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻜﻢ ﺗﻘﺮؤﻭﻧﻬﺎ، ﻟﻮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻧﺰﻟﺖ؛ ﻻﺗﺨﺬﻧﺎ ﺫﻟﻚ اﻟﻴﻮﻡ ﻋﻴﺪًا!
ﻗﺎﻝ: ﺃﻱ ﺁﻳﺔ؟
ﻗﺎﻝ: ﴿اليوم ﺃﻛﻤﻠﺖ ﻟﻜﻢ ﺩﻳﻨﻜﻢ ﻭﺃﺗﻤﻤﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻧﻌﻤﺘﻲ ﻭﺭﺿﻴﺖ ﻟﻜﻢ اﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻨﺎ﴾.
ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ: ﻗﺪ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺫﻟﻚ اﻟﻴﻮﻡ، ﻭاﻟﻤﻜﺎﻥ اﻟﺬﻱ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻭﻫﻮ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﻌﺮﻓﺔ ﻳﻮﻡ ﺟﻤﻌﺔ".

ما أعظم هذه الآية!
وما أعظم هذا النبأ!
أي حال كان حال الصحابة وهم يسمعون هذه الآية للتو!
كيف تلقّوها؟
كيف كانت فرحتهم بها؟
كيف كانت مشاعرهم؟
يا الله.. ما أعظم هذا المشهد!
وما أكبر النعمة!
وما أكرم المنّة!
اكتمال الشريعة! وإتمام الديانة، بخٍ بخ!
وإنك إذا تخايلت هذا الشأن مرة بعد مرة؛ وجدت أرفعيّته في نفسك، وعلوه في قلبك، وعلمت أنه مشهد لا توفيه العبارة، ولا تصفه الكلمة!

وبعد: فليأتينّ يوم على الناس تذهب شرائع الدين فلا يبقى من هذا الدين العظيم شريعة!
ولا يبقى من القرآن آية!
وليسرى بالقرآن فيمحى من المصاحف، ويرفع من الصدور!
فيا وحشة أهل الأرض يومئذ، نسأل الله أن يحسن لنا العاقبة.

فقد ثبت في ابن ماجه عن ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺑﻦ اﻟﻴﻤﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ: «ﻳﺪﺭﺱ اﻹﺳﻼﻡ ﻛﻤﺎ ﻳﺪﺭﺱ ﻭﺷﻲ اﻟﺜﻮﺏ، ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺪﺭﻯ ﻣﺎ ﺻﻴﺎﻡ ﻭﻻ ﺻﻼﺓ ﻭﻻ ﻧﺴﻚ ﻭﻻ ﺻﺪﻗﺔ!
ﻭﻟﻴﺴﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ، ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻣﻨﻪ ﺁﻳﺔ».

وعند الدارمي عن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ بن مسعود، ﻗﺎﻝ: "ﺃﻛﺜﺮﻭا ﺗﻼﻭﺓ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ"!
ﻗﺎﻟﻮا: ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺼﺎﺣﻒ ﺗﺮﻓﻊ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺻﺪﻭﺭ اﻟﺮﺟﺎﻝ؟
ﻗﺎﻝ: "ﻳﺴﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ليلًا ﻓﻴﺼﺒﺤﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﻓﻘﺮاء، ﻭﻳﻨﺴﻮﻥ ﻗﻮﻝ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ! ﻭﻳﻘﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﺃﺷﻌﺎﺭﻫﻢ، ﻭﺫﻟﻚ ﺣﻴﻦ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻘﻮﻝ».
والله المستعان.
10👍5
.
لما كتب المحدث الفقيه علي بن محمد الشهرياني الحنبلي في جزء له: "الإيمان يزيد وينقص" ووافقه عليه المحدث عبد العزيز القحيطي، أوذيا وأخرج الشيخ علي من مدرسته، وأخرج القحيطي من بغداد، فعلّق ابن رجب على ذلك بتعليقة لطيفة فقال:
"وبذلك تحقق قوة إيمانهما وكونهما -إن شاء الله- من خلفاء الرسل في وقتهما"!
(ذيل طبقات الحنابلة ٤ / ٢٣٠).
13👍4
من أسباب تبديل الدين:
قال ابن القيم: "كل من آثر الدنيا من أهل العلم واستحبها، فلابد أن يقول على الله غير الحق في فتواه وحكمه في خبره وإلزامه!
لاسيما إذا قامت له شبهة!
فتتفق الشبهة والشهوة ويثور الهوى فيخفى الصواب".
(الفوائد ١٥٦)
8👌4👍2
.
في البخاري أن النبي ﷺ لما أذن له في الهجرة جاء إلى أبي بكر؛ فقال: «ﺃﺷﻌﺮﺕ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺫﻥ ﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺨﺮﻭﺝ»؟! ﻗﺎﻝ: اﻟﺼﺤﺒﺔ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ!
ﻗﺎﻝ: «اﻟﺼﺤﺒﺔ»!
ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺇﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﻧﺎﻗﺘﻴﻦ ﺃﻋﺪﺩﺗﻬﻤﺎ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ، ﻓﺨﺬ ﺇﺣﺪاﻫﻤﺎ، ﻗﺎﻝ: «ﻗﺪ ﺃﺧﺬﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺜﻤﻦ»!

وفي مسلم أنه ﷺ وهو في طريق الهجرة لحقة سراقة بن مالك، فلما ﺩﻧﺎ ﺩﻋﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻓﺴﺎﺥ ﻓﺮﺳﻪ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺇﻟﻰ ﺑﻄﻨﻪ، ﻭﻭﺛﺐ ﻋﻨﻪ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻫﺬا ﻋﻤﻠﻚ، ﻓﺎﺩﻉ اﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﺼﻨﻲ ﻣﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻴﻪ، ﻭﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﻷﻋﻤﻴﻦّ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻭﺭاﺋﻲ!
ﻭﻫﺬﻩ ﻛﻨﺎﻧﺘﻲ، ﻓﺨﺬ ﺳﻬﻤﺎ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﺈﻧﻚ ﺳﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﻠﻲ ﻭﻏﻠﻤﺎﻧﻲ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﻛﺬا ﻭﻛﺬا، ﻓﺨﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺎﺟﺘﻚ، ﻗﺎﻝ: «ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺇﺑﻠﻚ»!

هكذا ترى في هذين الحديثين كيف كان النبي ﷺ يستغني عن الخلق، ويخرص ألا تعلق به منن المخلوقين!
وفيه ﺗﺸﺮﻳﻊ للمؤمنين ﻓﻲ ﺗﺮﻙ اﻟﺘﻌﺮﺽ للمنن، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ رضي الله عنه ﻻ ﻳﻤﻦ، ولكن إذا ﺭُﺩّ ﻋﻄﺎء ﻣﻦ ﻻ ﻳﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﺭﺩ ﻋﻄﺎء ﻣﻦ ﻳﻤﻦ ﺃﻭﻟﻰ.

وأيضًا ففيه أنّ النبي ﷺ حرص أن يكون أجر هجرته موفرًا لا يشركه أحد.
وهكذا المصلحون في دعوتهم وتضحياتهم وبذلهم ينبغي أن يحرصوا أن يتوفر لهم اجرهم في طاعاتهم الإصلاحية، قدر استطاعتهم.
16👍4💯1
.
موافقة العيد يوم الجمعة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإذا وافق العيد يوم جمعة فقد اجتمع عيدان لأهل الإسلام في يوم واحد، وكانا يومين مباركين على هذه الأمة المباركة.

وهذا الاجتماع له أثر فقهي في سقوط حضور الجمعة لمن حضر العيد، فقد اختلف الفقهاء في هذا على قولين:

القول الأول: أنّ وجوب حضور الجمعة يسقط عمن حضر العيد من سائر الناس إلا الإمام، وإن كان الأفضل لهم الحضور.
فأمّا الإمام فيجب عليه إقامة الجمعة بمن حضر معه ممن تعتبر فيهم شروط إقامة الجمعة.
وهذا قول يروى عن عمر وثبت عن عثمان كما سيأتي وجاء عن علي.
وثبت ذلك عن ابن الزبير وابن عباس.
وجاء عن عمر بن عبد العزيز وﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺣﺴﻴﻦ وعطاء وإبراهيم والشعبي وأبي البختري وميسرة والأوزاعي، واختاره من فقهاء المحدثين ابن تيمية وابن القيم وعامة شيوخنا المعاصرين من أهل الآثار.

ولقد اشتهر هذا الأمر في الناس حتى ذكر ابن أبي شيبة أن الحجاج فعل هذا، فتعجب منه الناس، كيف علق بهذا العلم، وهو من هو في ظلمه وجوره.

بل جاء عن ابن الزبير وعطاء سقوط الظهر، عمن صلى العيد مع الإمام، وهذا يلتئم ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺻﻼﺓ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺰﻭاﻝ، وإلا فهو قول غريب ونبأ عجيب.

القول الثاني: أنّ وجوب حضور الجمعة لا يسقط عن أحد من أهل وجوبها، في مثل هذا الحال.
وهذا مذهب الثوري وأبي حنيفة ومالك والشافعي.
ولكن رخّص الثوري وأبو حنيفة والشافعي لمن شهد العيد من غير أهل المصر، ممن قدم من خارج البلد، أن يرجع ولا يجب عليه الانتظار لشهود الجمعة.

فقال أصحاب القول الأول: قد دل على هذا القول الأثر والنظر.
فإنه قد حصل المقصود من الجمعة باستماع الخطبة بشهود العيد وخطبته.

ولأن القاعدة الشرعية أن العبادتين التي من جنس واحد إذا اجتمعتا دخل بعضهما في بعض، كما يدخل الوضوء في الغسل، وكاجتماع السنة الراتبة مع تحية المسجد، وكالاكتفاء بحد واحد إذا اجتمع موجبان للحدّ على المكلف وكانا من جنس واحد، وكدخول طواف الوداع في الإفاضة لمن أخره.
فهذه عادة الشريعة في مثل هذه الحال.

وأما الأثر: فقد روى أبو داود والنسائي وابن ماجه عن ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺭﻗﻢ: حين اجتمع عيدان على عهد النبي ﷺ، فقال زيد: ﺻﻠﻰ النبي ﷺ اﻟﻌﻴﺪ، ﺛﻢ ﺭﺧﺺ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻌﺔ، وﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﺷﺎء ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻠﻴﺼﻞ».
وعند أبي داود ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: «ﻗﺪ اﺟﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻜﻢ ﻫﺬا ﻋﻴﺪاﻥ، ﻓﻤﻦ ﺷﺎء ﺃﺟﺰﺃﻩ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻭﺇﻧﺎ ﻣﺠﻤﻌﻮﻥ».
وعند ابن ماجه ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، مثله.

وثبت ذلك عن كبار الصحابة والتابعين، ففي ابن خزيمة عن ابن الزبير أن عمر صنع ذلك.
وفي البخاري عن أبي عبيد قال: ﺷﻬﺪﺕ اﻟﻌﻴﺪ ﻣﻊ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ، ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻓﺼﻠﻰ ﻗﺒﻞ اﻟﺨﻄﺒﺔ، ﺛﻢ ﺧﻄﺐ ﻓﻘﺎﻝ: "ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ، ﺇﻥ ﻫﺬا ﻳﻮﻡ ﻗﺪ اﺟﺘﻤﻊ ﻟﻜﻢ ﻓﻴﻪ ﻋﻴﺪاﻥ، ﻓﻤﻦ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻮاﻟﻲ ﻓﻠﻴﻨﺘﻈﺮ، ﻭﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﻓﻘﺪ ﺃﺫﻧﺖ ﻟﻪ".
وهو قول كبار التابعين وتابعيهم، كما سبق.

وقال أصحاب القول الثاني:
عموم اﻵﻳﺔ قاض بوجوبها على كل من سمع النداء، وليس فيما ذكر ثبت بالرخصة.
وإنما وقعت الرخصة لمن لم تجب عليه ابتداء من أهل العوالي وغيرهم.

وقالوا: إنّ المرفوعات في الباب لا يسلم الاستدلال بها؛ فإنّ منها أحاديث مطلقة قام فيها الاحتمال، ومنها أحاديث لا تسلم من مقال، كحديث زيد بن أرقم.
ولذا قال ابن المنذر وهو من هو في تحري الآثار والعمل بها:
"ﺩﻝ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭاﻟﺴﻨﺔ ﻭاﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺻﻼﺓ اﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻭﺩﻟﺖ اﻷﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻋﻠﻰ ﺃﻥّ ﻓﺮاﺋﺾ اﻟﺼﻠﻮاﺕ اﻟﺨﻤﺲ، ﻭﺻﻼﺓ اﻟﻌﻴﺪﻳﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺨﻤﺲ، ﻭﺇﺫا ﺩﻝ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭاﻟﺴﻨﺔ ﻭاﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺻﻼﺓ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﺩﻟﺖ اﻷﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺻﻼﺓ اﻟﻌﻴﺪ ﺗﻄﻮﻉ، ﻟﻢ ﻳﺠﺰ ﺗﺮﻙ ﻓﺮﺽ ﺑﺘﻄﻮﻉ".

ومع قوة القول الأول لكن ينبغي لمن استطاع شهود الجمعة بغير مشقة عليه أن يشهدها، فإنه أحوط له، وفيها أخذ بالأفضل على جميع الأقوال.

والله أعلم.
8👍8
برنامج: وأذن في الناس -إذاعة القرآن الكريم-
مع د. محمد آل رميح.

🔗 الحلقة الحادية عشرة.

https://youtu.be/k99quuAv2-w?si=xoE26EsN5P74OtY9
👍3
برنامج: وأذن في الناس -إذاعة القرآن الكريم-
مع د. محمد آل رميح.

🔗 الحلقة الثانية عشرة.

https://youtu.be/RH23_YlBunc?si=JDPceiV7tLXZ8U4B
2
برنامج: وأذن في الناس -إذاعة القرآن الكريم-
مع د. محمد آل رميح.

🔗 الحلقة الثالثة عشرة.

https://youtu.be/GNpTrBQ4YZQ?si=WuDkvi23gzyUC1qd
2👍2
ذكر البهوتي: أنّ التكبير المقيد يقدم على الاستغفار وأذكار ما بعد الصلاة، لأنه ﻣﻦ ﺟﻨﺲ اﻟﺼﻼﺓ.
(كشاف القناع ٢/ ٥٨).

وقال ابن قاسم الحنبلي: "ﻭﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻤﻞ اﻟﻨﺎﺱ".
(حاشية الروض ٢/ ٥١٩).

وقال سليمان العجيلي الشافعي: "لأنه شعار الوقت، ولا يتكرر، فكان الاعتناء به أشد من الأذكار".
حاشيته على شرح المنهج (٢/ ١٠٣).

وانظر عند الحنفية: الفتاوى الهندية (١/ ١٥٢).
وعند المالكية: كفاية الطالب الرَّباني (١/ ٣٩٥)
👍196👏2
.
قال سبحانه: ﴿َفإِذَا قَضَیۡتُم مَّنَـٰسِكَكُمۡ فَٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ كَذِكۡرِكُمۡ ءَابَاۤءَكُمۡ أَوۡ أَشَدَّ ذِكۡرࣰاۗ فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَقُولُ رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا فِی ٱلدُّنۡیَا وَمَا لَهُۥ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ مِنۡ خَلَـٰقࣲ﴾.

من القواعد السلوكيّة العباديّة: الحذر من الانقطاع بعد الطاعة!
فإذا فرغت -أيها المبارك- من طاعة فانصب إلى أخرى.

فالعبد إذا لانت له نفسه للطاعة؛ فلا يحسن أن يرفع القياد عنها، فإنّ النفس إذا تُركت عادت للفراغ واللهو والبطالة.

لكنّ المؤمن إذا خشي على نفسه الملل والسآم انتقل من العبادات التي قد تجهد إلى غيرها مما لا جهد فيها، كالذكر.

• ولقد كان المشركون في مواسم الحج يجلسون يتفاخرون بالآباء والأجداد ومآثرهم؛ فأمر الله المؤمنين أن يكثروا من ذكره في هذا الموطن.
فمن حسن العبادة أن يأتي المؤمن بما يضادّ فعل المنحرفين في نفس المكان والزمان، ﻧﻈﻴﺮ ما يصنع المنحرفون.

• ولما أُمر المؤمن أن يذكر الله كما يذكر الآباء، على عادة الجاهليين في الفخر بآبائهم في المشعر، نبه على صنف من الناس وطائفة من الخلق، ليس لهم هم إلا الدنيا، يصبح ويمسي ودنياه بين عينيه، ولا يرفع رأسه للآخرة، حتى إذا جاء يدعو ربه، والدعاء عبادة؛ لم يتذكر إلا الدنيا، فهو حتى في عبادته لا يذكر إلا شأن دنياه!
وهذا مذموم، ولكن الممدوح أن يجمع في دعائه بين خيري الدنيا والأخرى.
21👍4
.
كان مالك يرجّح العرض بالقراءة على الشيخ في الرواية على قراءة الشيخ، فجاء رجل خرساني إلى المدينة، فاﺳﺘﻌﺪﻯ على مالك ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ!
ﻓﻘﺎﻝ: ﺟﺌﺖ ﻣﻦ ﺧﺮاﺳﺎﻥ ﻭﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺮﻯ العرض، ﻭﺃﺑﻰ ﻣﺎﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻨﺎ!
ﻓﺤﻜﻢ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﻟﻪ!
ﻓﻘﻴﻞ لمالك: ﺃﺻﺎﺏ اﻟﺤﻖ؟
ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ.
(ترتيب المدارك ٢/ ٢٨)

انظر الجمال، والجلال!
الخرساني يرى له الحق أن يقاضي مالكًا.
والقاضي لا يستنكر ذلك! ولا يرد دعواه!
ومالك يصوّبه!
والعلماء يتناقلون هذا الجمال، لأننا كنا أمة علم ورواية!
👍2017🔥1😢1
.
في صحيح مسلم أن فقيما اﻟﻠﺨﻤﻲ، ﻗﺎﻝ ﻟﻌﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ: ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻐﺮﺿﻴﻦ ﻭﺃﻧﺖ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺸﻖ ﻋﻠﻴﻚ!
ﻗﺎﻝ ﻋﻘﺒﺔ: ﻟﻮﻻ ﻛﻼﻡ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻟﻢ ﺃﻋﺎﻧﻴﻪ!
ﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻟﺮﻣﻲ، ﺛﻢ ﺗﺮﻛﻪ، ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻨﺎ».

إذا أكرمك الله بفضيلة من علم أو مهارة أو صنعة مما ينفع الله به المسلمين؛ فاحذر أن تتركها أو تنساها.
18👍7👌3💯2
2025/07/14 16:08:37
Back to Top
HTML Embed Code: