.
في سياق مقالة الرسل لقومهم في سورة إبراهيم، قال تعالى: ﴿وَمَا لَنَاۤ أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَانَا سُبُلَنَاۚ﴾.
• وهنا فتأمل تعليق التوكل على الهداية:
فالمؤمن يتوكل على الله شكرًا لنعمة الهداية.
والمؤمن يتوكل على الله لأن الذي هداه ابتداء بغير سؤال منه؛ كيف لا ييسر له أمره وهو يسأله ويلتجئ إليه.
والمؤمن يتوكل على الله إحسانًا للظن بالله، أن كما هداه أول مرة سينصره ويحفظه من عدوه.
في سياق مقالة الرسل لقومهم في سورة إبراهيم، قال تعالى: ﴿وَمَا لَنَاۤ أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَانَا سُبُلَنَاۚ﴾.
• وهنا فتأمل تعليق التوكل على الهداية:
فالمؤمن يتوكل على الله شكرًا لنعمة الهداية.
والمؤمن يتوكل على الله لأن الذي هداه ابتداء بغير سؤال منه؛ كيف لا ييسر له أمره وهو يسأله ويلتجئ إليه.
والمؤمن يتوكل على الله إحسانًا للظن بالله، أن كما هداه أول مرة سينصره ويحفظه من عدوه.
❤19👍1
• هذا رجل كان طالب علم متعبد، ثم انحرف عن الإسلام!
وترك الدين!
هنا يكتب بحرارة عن أحد الشيوخ ممن كان له به صلة، بعد وفاته!
لقد كتب عنه بحروف حرّى، ترى خللها سخونة الشجى، ولوعة الذكرى!
لست أدري هل هي دموع الأسى على نفسه، والرثاء على حاله، والحنين لأيام العبادة وطلب العلم والخشوع!
أم أنها تأبين لذلك الرجل الزاهد فقط؟
لكن انظر هنا إلى اعترافه بالشقاء والحيرة!
انظر وهو يقول: (أظنها تحققت فيّ)!
والله المستعان.
ادعوا له يا كرام، أن يردّه الله إليه ردًّا جميلًا.
ثم إن دعوت له، فلا تنس أن تدعو لنفسك ألا يكلَك الله إلى نفسك، وأن يثبتك على الإسلام والسنّة.
اللهمّ لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اللهمّ ثبتنا على دينك حتى نلقاك.
وترك الدين!
هنا يكتب بحرارة عن أحد الشيوخ ممن كان له به صلة، بعد وفاته!
لقد كتب عنه بحروف حرّى، ترى خللها سخونة الشجى، ولوعة الذكرى!
لست أدري هل هي دموع الأسى على نفسه، والرثاء على حاله، والحنين لأيام العبادة وطلب العلم والخشوع!
أم أنها تأبين لذلك الرجل الزاهد فقط؟
لكن انظر هنا إلى اعترافه بالشقاء والحيرة!
انظر وهو يقول: (أظنها تحققت فيّ)!
والله المستعان.
ادعوا له يا كرام، أن يردّه الله إليه ردًّا جميلًا.
ثم إن دعوت له، فلا تنس أن تدعو لنفسك ألا يكلَك الله إلى نفسك، وأن يثبتك على الإسلام والسنّة.
اللهمّ لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اللهمّ ثبتنا على دينك حتى نلقاك.
😢33👍12💔11❤1
.
ممازحة بين المصريين واليمنيين
في اللهجة
لما رحل ابن حجر -رحمه الله- إلى اليمن، اتفق أنه كان مع جماعة من فضلاء اليمن في مجلس المذاكرة والمؤانسة، قال بعضهم:
إن في كلام المصريين: "اقعد نانه قم نانه"، ولا معنى لها!
فقال ابن حجر: هذا شيء لا يستعمله الخاصة! وأما أنتم لعمومكم يعقد القاف -يعني به القاف اليمنية التي يقال لها: القاف المعقودة التي يتكلم بها اليمنيون إلى يومنا-
فقيل: وأنتم تبدلون القاف بالهمزة!
فقال: وأيضًا هذا لا يستعمله إلا القليل، وأما أنتم فعمومكم يقول عندما يعجب منه: "ياه ياه"، يعني بالتفخيم، ولا معنى لها!
فقالوا: بل هي لغة، فأنكر عليهم، فسأل عن ذلك الفيروز آبادي، وكان حاضرًا، فقال أيضا: إنها لغة!
قال ابن حجر: فوجمت!
ثم قلت: فلمن هي؟
فقال: لأهل اليمن، فقلت: فهل هي معتبرة؟
فقال: لا.
(الجواهر والدرر في ترجمة ابن حجر، للسخاوي، ١/ ١٥٠)
ممازحة بين المصريين واليمنيين
في اللهجة
لما رحل ابن حجر -رحمه الله- إلى اليمن، اتفق أنه كان مع جماعة من فضلاء اليمن في مجلس المذاكرة والمؤانسة، قال بعضهم:
إن في كلام المصريين: "اقعد نانه قم نانه"، ولا معنى لها!
فقال ابن حجر: هذا شيء لا يستعمله الخاصة! وأما أنتم لعمومكم يعقد القاف -يعني به القاف اليمنية التي يقال لها: القاف المعقودة التي يتكلم بها اليمنيون إلى يومنا-
فقيل: وأنتم تبدلون القاف بالهمزة!
فقال: وأيضًا هذا لا يستعمله إلا القليل، وأما أنتم فعمومكم يقول عندما يعجب منه: "ياه ياه"، يعني بالتفخيم، ولا معنى لها!
فقالوا: بل هي لغة، فأنكر عليهم، فسأل عن ذلك الفيروز آبادي، وكان حاضرًا، فقال أيضا: إنها لغة!
قال ابن حجر: فوجمت!
ثم قلت: فلمن هي؟
فقال: لأهل اليمن، فقلت: فهل هي معتبرة؟
فقال: لا.
(الجواهر والدرر في ترجمة ابن حجر، للسخاوي، ١/ ١٥٠)
😁34👍7❤6
.
•• أيها الكرام:
يا أهل العلم وطلابه، يا دعاة الإسلام وحملة الكلمة، يا أهل النصح والتعليم:
قال بشر بن الحارث الحافي عن التحديث بالحديث:
"إنما الحديث طرف من طلب الدنيا واللذة!
وما أدري كيف يسلم صاحبه"
(تاريخ بغداد ٧/ ٥٤٥)
يا دعاة السنة ويا وعاظ الناس، يا أهل القنوات، والمقالات، والدروس، والمقاطع، يا من يرى عدد المشاهدين، ويقرأ مدح المادحين، ويسمع ثناء المطرين، هل بقي قلبك كما كان؟
هل هششت للثناء؟
هل استقبل قلبك الناس؟
كيف نسلم كلنا بعد ذلك كله؟
اللهم طهرنا
اللهم زكّ نفوسنا
اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا
•• أيها الكرام:
يا أهل العلم وطلابه، يا دعاة الإسلام وحملة الكلمة، يا أهل النصح والتعليم:
قال بشر بن الحارث الحافي عن التحديث بالحديث:
"إنما الحديث طرف من طلب الدنيا واللذة!
وما أدري كيف يسلم صاحبه"
(تاريخ بغداد ٧/ ٥٤٥)
يا دعاة السنة ويا وعاظ الناس، يا أهل القنوات، والمقالات، والدروس، والمقاطع، يا من يرى عدد المشاهدين، ويقرأ مدح المادحين، ويسمع ثناء المطرين، هل بقي قلبك كما كان؟
هل هششت للثناء؟
هل استقبل قلبك الناس؟
كيف نسلم كلنا بعد ذلك كله؟
اللهم طهرنا
اللهم زكّ نفوسنا
اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا
👍29❤13😢9💔7
.
"لم يفخر البريطانيون بشيء من مستعمراتهم قدر فخرهم باستعمار الشرق"!
(كتاب: سلام ما بعده سلام، لديفيد فرومكين ٢٦)
"لم يفخر البريطانيون بشيء من مستعمراتهم قدر فخرهم باستعمار الشرق"!
(كتاب: سلام ما بعده سلام، لديفيد فرومكين ٢٦)
👍8❤2
.
ابن تيمية في ميزان غلاة التبديع
-محاكاة غير تبجيلية-
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأود هنا أن أطْرُد أصول غلاة التبديع، وأن أنزّل أصولهم وتقريراتهم على أفعال إمام من أئمة المسلمين، وأن أضع بعض أفعاله في ميزان غلاة التبديع، الذين يجعلون نظيرها بدعة أو دليلًا على البدعة.
وأحسب أن ابن تيمية وأمثاله من متفنني علماء السنة، الذين كان لهم دعوة وبذل؛ لو كانوا في زمان هؤلاء المسارعين في التبديع لما سلموا من ألسنتهم الحِداد، ولسلقوهم بالتبديع، ووصموهم بكل نقيصة، والعلم عند الله.
وإنما أتيت بمثل هذه المحاكاة حتى نعلم عظيم جناية هؤلاء على منهج السلف، وأنهم -مع عريض دعاويهم بانتسابهم لمنهج السلف، وكثرتها- فليسوا في أبواب الحكم على الناس والأفعال على شيء، وليس بأيديهم شيء.
• فعلى أصول هؤلاء الغلاة فابن تيمية متأثر بالصوفية وطرقهم في الاستدلال!
وسأريك هذا في قصة لشيخ الإسلام ابن تيمية مع فقيهة زاهدة عابدة.
كان -رحمه الله- يعجب من ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﻔﺘﺢ، وكانت مفتية فقيهة زاهدة عابدة، حنبلية واعظة، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺜﻨﻲ ﻋﻠﻰ علمها وﺫﻛﺎﺋﻬﺎ ﻭﺧﺸﻮﻋﻬﺎ ﻭﺑﻜﺎﺋﻬﺎ.
وقد ذكر هذه الصالحة ابن كثير فقال:
"ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻤﺎﺕ اﻟﻔﺎﺿﻼﺕ، ﺗﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺗﻨﻬﻰ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ، ﻭﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ اﻷﺣﻤﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺧﺎﺗﻬﻢ اﻟﻨﺴﺎء ﻭاﻟﻤﺮﺩاﻥ، ﻭﺗﻨﻜﺮ ﺃﺣﻮاﻟﻬﻢ ﻭﺃﺻﻮﻝ ﺃﻫﻞ اﻟﺒﺪﻉ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ، ﻭﺗﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻀﺮ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﺎﺳﺘﻔﺎﺩﺕ ﻣﻨﻪ ﺫﻟﻚ ﻭﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖ اﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻳﺜﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻳﺼﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭاﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻳﺬﻛﺮ ﻋﻨﻬﺎ: ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺤﻀﺮ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻤﻐﻨﻲ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮﻩ، ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﻣﺴﺎﺋﻠﻬﺎ ﻭﺣﺴﻦ ﺳﺆاﻻﺗﻬﺎ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﻓﻬﻤﻬﺎ، ﻭﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺧﺘّﻤﺖ ﻧﺴﺎء ﻛﺜﻴﺮا اﻟﻘﺮﺁﻥ".
البداية والنهاية (١٤/ ٨٢)
وكان من خبر هذه العالمة الصالحة أنها كانت ﺗﺼﻌﺪ اﻟﻤﻨﺒﺮ ﻭﺗﻌﻆ اﻟﻨﺴﺎء، قال صلاح الصفدي: ﺣﻜﻰ ﻟﻲ ﻏﻴﺮ ﻭاﺣﺪ ﺃﻥ اﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻗﺎﻝ:
ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲء ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺼﻌﺪ اﻟﻤﻨﺒﺮ ﻭﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﻧﻬﺎﻫﺎ!
ﻓﻨﻤﺖ ﻟﻴﻠﺔ، ﻓﺮﺃﻳﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻡ، ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: اﻣﺮﺃﺓ ﺻﺎﻟﺤﺔ، ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ.
أعيان العصر (٤/ ٢٩)
فعلى أصول غلاة التبديع؛ فإن ابن تيمية يتستر بالسلفية، وإلا فهو صوفي يتبع طريقتهم في الأخذ بالمنامات، والتعويل عليها في الحلال والحرام!
وهذا أمر معروف عن ابن تيمية، كان يعرفه الناس في عهده! ولذلك لما مات دفن في مقبرة الصوفية!
هكذا سيكون ابن تيمية عند هؤلاء الغلاة! وهكذا ستلين ألسنتهم بتبديعه لولا أنه ليس معاصرًا لهم، وإلا فلو عاصروه لقالوا عنه ذلك إلا أن يشاء الله، وقد خلف من بعدهم خلف غلوا فوق أولئك، وقالوا هذا وأشد!
وأما المتّبع للأثر والسنة حقًا فسيقول:
لعل شيخ الإسلام كان مترددًا في الحكم، فقوت الرؤيا عدم الإنكار، كما في حديث ابن عباس مع الضبعي في حكم المتعة، كما في الصحيح.
ولعلها كانت تصعد المنبر بحضرة النساء لا بحضرة الرجال.
أو ربما لم تثبت هذه القصة، فإن الصفدي لم يذكر من حدثه به.
وربما لو ثبتت عنه فإنه بشر يصيب ويخطئ، وخطؤه هذا مغمور في بحار حسناته.
ومحكمات أفعاله تدل على تعظيمه للشريعة، وتفخيمه للكتاب والسنة، ومصنفاته طافحة بذلك، فلا يترك كل ذلك لغلط نقل عنه.
• وابن تيمية على أصول غلاة التبديع فيه تمشعر!
وسيقول متكلمهم: إنه كان متمشعرًا لأنه كان يثني على بعض أئمة الأشاعرة، ويمدح ما عندهم من علم وعمل.
وهذا كثير في كلامه، بل كانت كتبهم تُقرأ عليه، ولذا حين قرأ ابن قاضي الجبل عليه كتاب: التفرقة للغزالي، كان ابن تيمية يثني على عبارته، ويتعجب من حسن صياغة الغزالي وجزالة إشارته.
(نقلها الدكتور عبد الله البراك، في كتابه المنثور، نقلا عن مخطوط لرسالة ابن قاضي الجبل في رده في مسألة حوادث لا أول لها، ص ١٦٠)
فعلى أصول غلاة التبديع: فابن تيمية متساهل مع المبتدعة، يشيع كتبهم، ولا يهجرها كما حثّ على ذلك السلف!
وسيقول المتّبع:
إنّ القراءة في كتب من لديه خلل وانحراف ليست ممنوعة في الشريعة لمن تأهل في العلم.
والثناء على كتاب بما فيه من نفع ليس ادهانًا، وليس دليلًا على انتحال معتقد مؤلفه، خاصة إذا كان المثني ممن يبين حقائق الدين، ويرد على المبتدعة والضالين.
• وعلى أصول غلاة التبديع فإن ابن تيمية ممن يدخل في مقالة ابن المبارك: "من خفيت علينا بدعته لم تخف علينا ألفته"!
وهو داخل في مقالة أحمد لأبي داود حين سأله عن سني يجالس مبتدعًا وهو يعلم عن، بدعته قال:
"ألحقه به"!
فابن تيمية ملحق بالباقلاني والغزالي وابن المرحل والسبكي وغيرهم من الأشاعرة!
فإنه كان يثني في مصنفاته على ما لديهم من نور الوحي.
=
ابن تيمية في ميزان غلاة التبديع
-محاكاة غير تبجيلية-
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأود هنا أن أطْرُد أصول غلاة التبديع، وأن أنزّل أصولهم وتقريراتهم على أفعال إمام من أئمة المسلمين، وأن أضع بعض أفعاله في ميزان غلاة التبديع، الذين يجعلون نظيرها بدعة أو دليلًا على البدعة.
وأحسب أن ابن تيمية وأمثاله من متفنني علماء السنة، الذين كان لهم دعوة وبذل؛ لو كانوا في زمان هؤلاء المسارعين في التبديع لما سلموا من ألسنتهم الحِداد، ولسلقوهم بالتبديع، ووصموهم بكل نقيصة، والعلم عند الله.
وإنما أتيت بمثل هذه المحاكاة حتى نعلم عظيم جناية هؤلاء على منهج السلف، وأنهم -مع عريض دعاويهم بانتسابهم لمنهج السلف، وكثرتها- فليسوا في أبواب الحكم على الناس والأفعال على شيء، وليس بأيديهم شيء.
• فعلى أصول هؤلاء الغلاة فابن تيمية متأثر بالصوفية وطرقهم في الاستدلال!
وسأريك هذا في قصة لشيخ الإسلام ابن تيمية مع فقيهة زاهدة عابدة.
كان -رحمه الله- يعجب من ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﻔﺘﺢ، وكانت مفتية فقيهة زاهدة عابدة، حنبلية واعظة، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺜﻨﻲ ﻋﻠﻰ علمها وﺫﻛﺎﺋﻬﺎ ﻭﺧﺸﻮﻋﻬﺎ ﻭﺑﻜﺎﺋﻬﺎ.
وقد ذكر هذه الصالحة ابن كثير فقال:
"ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻤﺎﺕ اﻟﻔﺎﺿﻼﺕ، ﺗﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺗﻨﻬﻰ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ، ﻭﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ اﻷﺣﻤﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺧﺎﺗﻬﻢ اﻟﻨﺴﺎء ﻭاﻟﻤﺮﺩاﻥ، ﻭﺗﻨﻜﺮ ﺃﺣﻮاﻟﻬﻢ ﻭﺃﺻﻮﻝ ﺃﻫﻞ اﻟﺒﺪﻉ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ، ﻭﺗﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻀﺮ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﺎﺳﺘﻔﺎﺩﺕ ﻣﻨﻪ ﺫﻟﻚ ﻭﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖ اﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻳﺜﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻳﺼﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭاﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻳﺬﻛﺮ ﻋﻨﻬﺎ: ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺤﻀﺮ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻤﻐﻨﻲ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮﻩ، ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﻣﺴﺎﺋﻠﻬﺎ ﻭﺣﺴﻦ ﺳﺆاﻻﺗﻬﺎ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﻓﻬﻤﻬﺎ، ﻭﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺧﺘّﻤﺖ ﻧﺴﺎء ﻛﺜﻴﺮا اﻟﻘﺮﺁﻥ".
البداية والنهاية (١٤/ ٨٢)
وكان من خبر هذه العالمة الصالحة أنها كانت ﺗﺼﻌﺪ اﻟﻤﻨﺒﺮ ﻭﺗﻌﻆ اﻟﻨﺴﺎء، قال صلاح الصفدي: ﺣﻜﻰ ﻟﻲ ﻏﻴﺮ ﻭاﺣﺪ ﺃﻥ اﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻗﺎﻝ:
ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲء ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺼﻌﺪ اﻟﻤﻨﺒﺮ ﻭﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﻧﻬﺎﻫﺎ!
ﻓﻨﻤﺖ ﻟﻴﻠﺔ، ﻓﺮﺃﻳﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻡ، ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: اﻣﺮﺃﺓ ﺻﺎﻟﺤﺔ، ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ.
أعيان العصر (٤/ ٢٩)
فعلى أصول غلاة التبديع؛ فإن ابن تيمية يتستر بالسلفية، وإلا فهو صوفي يتبع طريقتهم في الأخذ بالمنامات، والتعويل عليها في الحلال والحرام!
وهذا أمر معروف عن ابن تيمية، كان يعرفه الناس في عهده! ولذلك لما مات دفن في مقبرة الصوفية!
هكذا سيكون ابن تيمية عند هؤلاء الغلاة! وهكذا ستلين ألسنتهم بتبديعه لولا أنه ليس معاصرًا لهم، وإلا فلو عاصروه لقالوا عنه ذلك إلا أن يشاء الله، وقد خلف من بعدهم خلف غلوا فوق أولئك، وقالوا هذا وأشد!
وأما المتّبع للأثر والسنة حقًا فسيقول:
لعل شيخ الإسلام كان مترددًا في الحكم، فقوت الرؤيا عدم الإنكار، كما في حديث ابن عباس مع الضبعي في حكم المتعة، كما في الصحيح.
ولعلها كانت تصعد المنبر بحضرة النساء لا بحضرة الرجال.
أو ربما لم تثبت هذه القصة، فإن الصفدي لم يذكر من حدثه به.
وربما لو ثبتت عنه فإنه بشر يصيب ويخطئ، وخطؤه هذا مغمور في بحار حسناته.
ومحكمات أفعاله تدل على تعظيمه للشريعة، وتفخيمه للكتاب والسنة، ومصنفاته طافحة بذلك، فلا يترك كل ذلك لغلط نقل عنه.
• وابن تيمية على أصول غلاة التبديع فيه تمشعر!
وسيقول متكلمهم: إنه كان متمشعرًا لأنه كان يثني على بعض أئمة الأشاعرة، ويمدح ما عندهم من علم وعمل.
وهذا كثير في كلامه، بل كانت كتبهم تُقرأ عليه، ولذا حين قرأ ابن قاضي الجبل عليه كتاب: التفرقة للغزالي، كان ابن تيمية يثني على عبارته، ويتعجب من حسن صياغة الغزالي وجزالة إشارته.
(نقلها الدكتور عبد الله البراك، في كتابه المنثور، نقلا عن مخطوط لرسالة ابن قاضي الجبل في رده في مسألة حوادث لا أول لها، ص ١٦٠)
فعلى أصول غلاة التبديع: فابن تيمية متساهل مع المبتدعة، يشيع كتبهم، ولا يهجرها كما حثّ على ذلك السلف!
وسيقول المتّبع:
إنّ القراءة في كتب من لديه خلل وانحراف ليست ممنوعة في الشريعة لمن تأهل في العلم.
والثناء على كتاب بما فيه من نفع ليس ادهانًا، وليس دليلًا على انتحال معتقد مؤلفه، خاصة إذا كان المثني ممن يبين حقائق الدين، ويرد على المبتدعة والضالين.
• وعلى أصول غلاة التبديع فإن ابن تيمية ممن يدخل في مقالة ابن المبارك: "من خفيت علينا بدعته لم تخف علينا ألفته"!
وهو داخل في مقالة أحمد لأبي داود حين سأله عن سني يجالس مبتدعًا وهو يعلم عن، بدعته قال:
"ألحقه به"!
فابن تيمية ملحق بالباقلاني والغزالي وابن المرحل والسبكي وغيرهم من الأشاعرة!
فإنه كان يثني في مصنفاته على ما لديهم من نور الوحي.
=
👍14❤9🤣3👏1
=
وينبغي أن يقول قائلهم:
إن هذا الأمر ليس زلة واحدة من هذا المتستر بالسنة!
بل كان يلتمس العذر للمبتدعة! كما صنع في ثنائه ودفاعه عن الغزالي حين نسب التأويل لأحمد، فقال عن الغزالي:
"ولم يكن ممن يتعمد الكذب، كان أجلّ قدرًا من ذلك، وكان من أعظم الناس ذكاء، وطلبًا للعلم، وبحثًا عن الأمور، ولما قاله؛ كان من أعظم الناس قصداً للحق، وله من الكلام الحسن المقبول أشياء عظيمة، بليغة، ومن حسن التقسيم والترتيب ما هو به من أحسن المصنفين.
لكن لكونه لم يصل إلى ما جاء به الرسول من الطرق الصحيحة؛ كان ينقل ذلك بحسب ما بلغه، لاسيما مع هذا الأصل الفاسد؛ إذ جعل النبوات فرعاً على غيرها.
(بيان تلبيس الجهمية - ٦/ ١٢٧)
• وعلى أصول أدعياء السلفية هؤلاء فهناك علامات وقرائن (ولطالما اعتمدوا على اللوازم) تدل على أشعرية ابن تيمية، ولهذا انتقد من يذمهم!
فقد ﺫﻛﺮ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺻﺎﺣﺐ ﺫﻡ اﻟﻜﻼﻡ ﺃﻧﻪ يبالغ في ذم الأشاعرة، فقال عنه: "ﻭﻳﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺫﻡ اﻷﺷﻌﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺏ ﻫﺬﻩ اﻟﻄﻮاﺋﻒ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻨﺔ"!
ﻣﺠﻤﻮﻉ اﻟﻔﺘﺎﻭى (٨/ ٢٣٠).
وأما المتّبع السني فسيقول: إن ابن تيمية له ميزان اعتدال في نقد الرجال، فمع إنكاره على الأشاعرة لكنه لا يجوّز المبالغة غير الشرعية في ذمهم، وهكذا كل طائفة انحرفت عن السنة المحضة، فإن انحرافها ليس مجوزًا لمخالفها أن يرميها بكل نقيصة!
• وعلى أصول هؤلاء الغلاة، فينبغي أن يقول قائلهم:
مما يدل على أشعريته أنه لما مات ابن المرحّل، قال متأسفًا: أحسن الله عزاء المسلمين فيك يا صدر الدين!
الوافي بالوفيات (٤/ ١٤٦).
وكان الواجب عليه أن يفرح، وأن يقول: استراح العباد والبلاد منه، هكذا أدركنا شيوخنا إذا رأوا مخالفيهم ماتوا، فإنهم يظهرون الفرح بموته، ولا يجهرون بالترحم عليه، ويظهرون الحمد والشكر لله بانكسار قرن من قرون المبتدعة!
وأما المتّبع الأثري فسيقول: ابن المرحل رجل من المسلمين، وعالم من علمائهم، كان له حسنات وسيئات، وليس ثناء وعزاء ابن تيمية مما قد يضل به أحد.
وما من مسلم إلا وله ولاية بحسب قربه من السنة علمًا وعملًا، وكم من متأول ظنّ الحق بخلاف ما هو عليه.
• وابن تيمية -على قياس أصول -هؤلاء الغلاة- فيه نفَس خارجي!
فإنه لما جاء الكتاب من القاهرة بتولية ابن المرحل خطابة الجامع الأموي، اجتمع مع عديد من الفقهاء، ومنعوا الناس عن سماع خطبته والصلاة خلفه.
عقد الجمان (٤/ ٣٠٩)
وسيقول المتبع الأثري: إن هذا من الحسبة المشروعة، التي يراها العالم الصالح بمصلحتها.
فإنّ ابن المرحل كانت تنقل عنه أمور منكرة، ومثله لا يجوز أن يمكن من إمامة المسلمين، ما دام أن منعه لن يفضي إلى مفسدة أكبر، وليس من إثارة الغوغاء على المسلمين.
• وابن تيمية على طرد أصول غلاة التبديع مميّع للعقيدة، متساهل مع الرافضة! وأما ردّه على الرافضة فهو تستر منه!
ولهذا فإنه حين تكلم عن محمد السكاكيني قال: هو ممن يتشيع به السني، ويتسنن به الرافضي!
أعيان العصر (٤/ ٣٥٥)
وكان يخالطه ويجتمع به كثيرا.
(الوافي بالوفيات، ٢/ ١٩٢)
وهكذا في قائمةٍ من تقديم سوء الظن، والإمعان في تلمس المعايب، والبأو بالنفس، والركون إلى الفهم البليد، والفرح بعثرات الناس، وتحميل الكلام ما لا يحتمل.
والله المستعان
وينبغي أن يقول قائلهم:
إن هذا الأمر ليس زلة واحدة من هذا المتستر بالسنة!
بل كان يلتمس العذر للمبتدعة! كما صنع في ثنائه ودفاعه عن الغزالي حين نسب التأويل لأحمد، فقال عن الغزالي:
"ولم يكن ممن يتعمد الكذب، كان أجلّ قدرًا من ذلك، وكان من أعظم الناس ذكاء، وطلبًا للعلم، وبحثًا عن الأمور، ولما قاله؛ كان من أعظم الناس قصداً للحق، وله من الكلام الحسن المقبول أشياء عظيمة، بليغة، ومن حسن التقسيم والترتيب ما هو به من أحسن المصنفين.
لكن لكونه لم يصل إلى ما جاء به الرسول من الطرق الصحيحة؛ كان ينقل ذلك بحسب ما بلغه، لاسيما مع هذا الأصل الفاسد؛ إذ جعل النبوات فرعاً على غيرها.
(بيان تلبيس الجهمية - ٦/ ١٢٧)
• وعلى أصول أدعياء السلفية هؤلاء فهناك علامات وقرائن (ولطالما اعتمدوا على اللوازم) تدل على أشعرية ابن تيمية، ولهذا انتقد من يذمهم!
فقد ﺫﻛﺮ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺻﺎﺣﺐ ﺫﻡ اﻟﻜﻼﻡ ﺃﻧﻪ يبالغ في ذم الأشاعرة، فقال عنه: "ﻭﻳﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺫﻡ اﻷﺷﻌﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺏ ﻫﺬﻩ اﻟﻄﻮاﺋﻒ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻨﺔ"!
ﻣﺠﻤﻮﻉ اﻟﻔﺘﺎﻭى (٨/ ٢٣٠).
وأما المتّبع السني فسيقول: إن ابن تيمية له ميزان اعتدال في نقد الرجال، فمع إنكاره على الأشاعرة لكنه لا يجوّز المبالغة غير الشرعية في ذمهم، وهكذا كل طائفة انحرفت عن السنة المحضة، فإن انحرافها ليس مجوزًا لمخالفها أن يرميها بكل نقيصة!
• وعلى أصول هؤلاء الغلاة، فينبغي أن يقول قائلهم:
مما يدل على أشعريته أنه لما مات ابن المرحّل، قال متأسفًا: أحسن الله عزاء المسلمين فيك يا صدر الدين!
الوافي بالوفيات (٤/ ١٤٦).
وكان الواجب عليه أن يفرح، وأن يقول: استراح العباد والبلاد منه، هكذا أدركنا شيوخنا إذا رأوا مخالفيهم ماتوا، فإنهم يظهرون الفرح بموته، ولا يجهرون بالترحم عليه، ويظهرون الحمد والشكر لله بانكسار قرن من قرون المبتدعة!
وأما المتّبع الأثري فسيقول: ابن المرحل رجل من المسلمين، وعالم من علمائهم، كان له حسنات وسيئات، وليس ثناء وعزاء ابن تيمية مما قد يضل به أحد.
وما من مسلم إلا وله ولاية بحسب قربه من السنة علمًا وعملًا، وكم من متأول ظنّ الحق بخلاف ما هو عليه.
• وابن تيمية -على قياس أصول -هؤلاء الغلاة- فيه نفَس خارجي!
فإنه لما جاء الكتاب من القاهرة بتولية ابن المرحل خطابة الجامع الأموي، اجتمع مع عديد من الفقهاء، ومنعوا الناس عن سماع خطبته والصلاة خلفه.
عقد الجمان (٤/ ٣٠٩)
وسيقول المتبع الأثري: إن هذا من الحسبة المشروعة، التي يراها العالم الصالح بمصلحتها.
فإنّ ابن المرحل كانت تنقل عنه أمور منكرة، ومثله لا يجوز أن يمكن من إمامة المسلمين، ما دام أن منعه لن يفضي إلى مفسدة أكبر، وليس من إثارة الغوغاء على المسلمين.
• وابن تيمية على طرد أصول غلاة التبديع مميّع للعقيدة، متساهل مع الرافضة! وأما ردّه على الرافضة فهو تستر منه!
ولهذا فإنه حين تكلم عن محمد السكاكيني قال: هو ممن يتشيع به السني، ويتسنن به الرافضي!
أعيان العصر (٤/ ٣٥٥)
وكان يخالطه ويجتمع به كثيرا.
(الوافي بالوفيات، ٢/ ١٩٢)
وهكذا في قائمةٍ من تقديم سوء الظن، والإمعان في تلمس المعايب، والبأو بالنفس، والركون إلى الفهم البليد، والفرح بعثرات الناس، وتحميل الكلام ما لا يحتمل.
والله المستعان
👍13❤9🤣2🔥1
.
جلد الفاجر
جولدا مائير، تلك المرأة اليهودية، رئيسة وزراء دولة الاحتلال، التي ركبت الصعب والذلول لإقامة دولتهم اليهودية، وخفّضت ورفّعت لصناعة كيانهم، وفي مذكراتها ذكرت أمورًا من خشونة الطريق، ووعثاء الدرب، فذكرت:
أنّها حين ركبت الباخرة من أمريكا إلى فلسطين، وقعت فيها أحداث كثيرة:
فأضرب العمال قبل الإبحار.
وانفجر برّاد الباخرة.
ومات أحد الركاب، وألقوا جثته في البحر.
وألقي القبض على بحارة كانوا ينوون إغراق السفينة.
ولما وصلوا جزر الأزور تبين أنها تحتاج لإصلاح، وبقوا أسبوعا، ولما انطلقت أصيب أخو القبطان بتصلب وهذيان، وأقفلوا عليه الغرفة.
وبعد ذلك أطلق القبطان النار على نفسه، حتى وصلوا نابولي، ونزلوا وكان قد انتشرت شائعة أنهم غرقوا،
(مذكرات مائير ٨٩)
وتصف إحباطها قالت:
لم يستقبلنا أحد ممن كتبنا لهم أننا سنصل، من الذين هاجروا قبلنا!
وقد علمنا أنهم في نفس اليوم ذهبوا إلى القدس لإنهاء إجراءات رجوعهم من فلسطين! قالت:
أذكر أن شخصا من الرفاق قال لي:
لقد أردتِ يا جولدا أن تأتي أرض إسرائيل، فها أنت قد وصلتيها، ألا يكفي؟ هيا فلنرجع!
(مذكرات مائير ٩٢)
وذكرت متاعبها والمصاعب التي وجدتها ثم قالت:
"لكن الذي يريد أرضه من كل قلبه يجب أن يكون مستعدا لذلك كله"!
(المذكرات ٩٥)
وقالت:
"ولم أبتهج قط في حياتي قدر بهجتي بأول جمعة قضيتها في تل أبيب، فها أنا في المدينة اليهودية الوحيدة الصرفة في العالم"!
(المذكرات ٩٥)
جلد الفاجر
جولدا مائير، تلك المرأة اليهودية، رئيسة وزراء دولة الاحتلال، التي ركبت الصعب والذلول لإقامة دولتهم اليهودية، وخفّضت ورفّعت لصناعة كيانهم، وفي مذكراتها ذكرت أمورًا من خشونة الطريق، ووعثاء الدرب، فذكرت:
أنّها حين ركبت الباخرة من أمريكا إلى فلسطين، وقعت فيها أحداث كثيرة:
فأضرب العمال قبل الإبحار.
وانفجر برّاد الباخرة.
ومات أحد الركاب، وألقوا جثته في البحر.
وألقي القبض على بحارة كانوا ينوون إغراق السفينة.
ولما وصلوا جزر الأزور تبين أنها تحتاج لإصلاح، وبقوا أسبوعا، ولما انطلقت أصيب أخو القبطان بتصلب وهذيان، وأقفلوا عليه الغرفة.
وبعد ذلك أطلق القبطان النار على نفسه، حتى وصلوا نابولي، ونزلوا وكان قد انتشرت شائعة أنهم غرقوا،
(مذكرات مائير ٨٩)
وتصف إحباطها قالت:
لم يستقبلنا أحد ممن كتبنا لهم أننا سنصل، من الذين هاجروا قبلنا!
وقد علمنا أنهم في نفس اليوم ذهبوا إلى القدس لإنهاء إجراءات رجوعهم من فلسطين! قالت:
أذكر أن شخصا من الرفاق قال لي:
لقد أردتِ يا جولدا أن تأتي أرض إسرائيل، فها أنت قد وصلتيها، ألا يكفي؟ هيا فلنرجع!
(مذكرات مائير ٩٢)
وذكرت متاعبها والمصاعب التي وجدتها ثم قالت:
"لكن الذي يريد أرضه من كل قلبه يجب أن يكون مستعدا لذلك كله"!
(المذكرات ٩٥)
وقالت:
"ولم أبتهج قط في حياتي قدر بهجتي بأول جمعة قضيتها في تل أبيب، فها أنا في المدينة اليهودية الوحيدة الصرفة في العالم"!
(المذكرات ٩٥)
👍10😢5👌3💔2
المقالة_الأولى_واقعية_علم_الحديث.pdf
203.6 KB
.
(واقعيّة علم الحديث)
هذه المقالة الأولى: من مجموع مقالات لطيفة تبحث شيئًا من عجيب صنع المحدثين في تدوينهم للسنة، وعظيم تعليلهم للأخبار.
(واقعيّة علم الحديث)
هذه المقالة الأولى: من مجموع مقالات لطيفة تبحث شيئًا من عجيب صنع المحدثين في تدوينهم للسنة، وعظيم تعليلهم للأخبار.
👍12❤3
.
من فقه الآثار
في مسند أحمد ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ: «ﺇﻥّ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺟﺎء اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻓﺄﺑﺲ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺄﺑﺲ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺪاﺑﺘﻪ، ﻓﺈﺫا ﺳﻜﻦ ﻟﻪ! ﺯﻧﻘﻪ، ﺃﻭ ﺃﻟﺠﻤﻪ»!
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ: "ﻓﺄﻧﺘﻢ ﺗﺮﻭﻥ ﺫﻟﻚ، ﺃﻣﺎ اﻟﻤﺰﻧﻮﻕ ﻓﺘﺮاﻩ ﻣﺎﺋﻼ ﻛﺬا، ﻻ ﻳﺬﻛﺮ اﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻤﻠﺠﻮﻡ ﻓﻔﺎﺗﺢ ﻓﺎﻩ ﻻ ﻳﺬﻛﺮ اﻟﻠﻪ"!
• في هذا الحديث تنبيه لطريق من طرق الشيطان وأعوانه في الإغواء!
ولحيلة من حيله في الإضلال!
وهو تغفيل الإنسان، وتسكين نفاره، حتى يذهب حذره ويرخي قياده!
• خاصّة إذا رأى الشيطان العبد قد أقبل على الله، ولهذا ذكر النبي ﷺ:
إنّ الشيطان يأتي للعبد في المسجد.
ففي قوله ﷺ: «فأبس به»، أي ساقه برفق، وتلطف به كما يتلطف السائس بالدابة يقول لها: بس بس!
وهذا تمثيل لتسكين الشيطان للإنسان حتى يسكن له، ويترك حذره منه!
• ثم إذا سكن الإنسان للشيطان؛ زَنَقَهُ أو ألجمه!
كما يصنع صاحب الدابة إذا سكنت؛ زنقها! أي أحاط عنقها بزناق، وهو الربقة والحبل الذي يطوق عنقها.
أو ألجمها، واللجام معروف: وهو الحديدة التي توضع في فم الدابة.
وهكذا يصنع الشيطان بالإنسان، يزنقه أو يلجمه.
• ثم يقول أبو هريرة في صفة المزنوق: "مائلا"، كهيئة من ربط عنقه.
والآخر الملجوم، الذي قد فغر بفمه لأثر اللجام.
وهما صفتان للغافلين عن الذكر!
•• والمراد:
إنّ الشيطان -ومثله أعوان الشيطان- يتسلّطون على الإنسان -أحيانًا- على مرتبتين:
أ- مرحلة التغفيل والتنويم، فيخادعونه بتسكينه وعدم إثارته، لأن المُستثار قد يتنبه، وقد يأخذ من الشيطان وجنوده حذره.
ولذا يأتي الشيطان الإنسان ابتداء بما يهدّئ روعته، حيلةً منه، ويمكر به بما يطمئنه!
ب- ثم مرحلة التزنيق والإلجام، فإذا نوّم الشيطان انتباهَ الإنسان، وصار في غفلة؛ تمكن الشيطان منه، وأخذه أخذةً، وأحاط به، ووضع له مقادةً! يقوده بها.
• والمؤمن يجب أن يكون متنبهًا لحيل الشيطان، متيقّظًا لخطواته، ذا فطنة لحبائله ومداخله.
حتى لا يقع في أحبولته.
• والمؤمن يحذر من الزلل الأول، فالزلة تأتي بالزلة حتى يتمكن الشيطان من المؤمن!
والعلم عند الله.
من فقه الآثار
في مسند أحمد ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ: «ﺇﻥّ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺟﺎء اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻓﺄﺑﺲ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺄﺑﺲ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﺪاﺑﺘﻪ، ﻓﺈﺫا ﺳﻜﻦ ﻟﻪ! ﺯﻧﻘﻪ، ﺃﻭ ﺃﻟﺠﻤﻪ»!
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ: "ﻓﺄﻧﺘﻢ ﺗﺮﻭﻥ ﺫﻟﻚ، ﺃﻣﺎ اﻟﻤﺰﻧﻮﻕ ﻓﺘﺮاﻩ ﻣﺎﺋﻼ ﻛﺬا، ﻻ ﻳﺬﻛﺮ اﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻤﻠﺠﻮﻡ ﻓﻔﺎﺗﺢ ﻓﺎﻩ ﻻ ﻳﺬﻛﺮ اﻟﻠﻪ"!
• في هذا الحديث تنبيه لطريق من طرق الشيطان وأعوانه في الإغواء!
ولحيلة من حيله في الإضلال!
وهو تغفيل الإنسان، وتسكين نفاره، حتى يذهب حذره ويرخي قياده!
• خاصّة إذا رأى الشيطان العبد قد أقبل على الله، ولهذا ذكر النبي ﷺ:
إنّ الشيطان يأتي للعبد في المسجد.
ففي قوله ﷺ: «فأبس به»، أي ساقه برفق، وتلطف به كما يتلطف السائس بالدابة يقول لها: بس بس!
وهذا تمثيل لتسكين الشيطان للإنسان حتى يسكن له، ويترك حذره منه!
• ثم إذا سكن الإنسان للشيطان؛ زَنَقَهُ أو ألجمه!
كما يصنع صاحب الدابة إذا سكنت؛ زنقها! أي أحاط عنقها بزناق، وهو الربقة والحبل الذي يطوق عنقها.
أو ألجمها، واللجام معروف: وهو الحديدة التي توضع في فم الدابة.
وهكذا يصنع الشيطان بالإنسان، يزنقه أو يلجمه.
• ثم يقول أبو هريرة في صفة المزنوق: "مائلا"، كهيئة من ربط عنقه.
والآخر الملجوم، الذي قد فغر بفمه لأثر اللجام.
وهما صفتان للغافلين عن الذكر!
•• والمراد:
إنّ الشيطان -ومثله أعوان الشيطان- يتسلّطون على الإنسان -أحيانًا- على مرتبتين:
أ- مرحلة التغفيل والتنويم، فيخادعونه بتسكينه وعدم إثارته، لأن المُستثار قد يتنبه، وقد يأخذ من الشيطان وجنوده حذره.
ولذا يأتي الشيطان الإنسان ابتداء بما يهدّئ روعته، حيلةً منه، ويمكر به بما يطمئنه!
ب- ثم مرحلة التزنيق والإلجام، فإذا نوّم الشيطان انتباهَ الإنسان، وصار في غفلة؛ تمكن الشيطان منه، وأخذه أخذةً، وأحاط به، ووضع له مقادةً! يقوده بها.
• والمؤمن يجب أن يكون متنبهًا لحيل الشيطان، متيقّظًا لخطواته، ذا فطنة لحبائله ومداخله.
حتى لا يقع في أحبولته.
• والمؤمن يحذر من الزلل الأول، فالزلة تأتي بالزلة حتى يتمكن الشيطان من المؤمن!
والعلم عند الله.
❤18👍10💔4🤔2
إجراءات_الوقاية_والتقليل_من_الغلط_عند_المحدثين_240710_062611.pdf
205.7 KB
• المقالة الثانية:
إجراءات الوقاية من الغلط عند المحدثين، والتقليل منه.
إجراءات الوقاية من الغلط عند المحدثين، والتقليل منه.
👍3
🏷 فهرس مقالات تبحث شيئًا من عجيب صنع المحدثين في تدوينهم للسنة، وعظيم تعليلهم للأخبار.
- المقالة الأولى: واقعيّة علم الحديث
- المقالة الثانية: إجراءات الوقاية من الغلط عند المحدثين، والتقليل منه.
- المقالة الثالثة: الحياد والموضوعية عند المحدثين.
- المقالة الرابعة: الإحصاء عند المحدثين.
- المقالة الخامسة: الاحتياط عند المحدثين.
- المقالة السادسة: الكفاءة عند المحدثين.
- المقالة السابعة: الدقة الحادّة والإحكام الجادّ عند المحدثين.
- المقالة الثامنة: علم الحديث علم تخصص وخبرة.
- المقالة التاسعة: الحفظ والمشافهة طريق عقلية لنقل العلوم.
- المقالة العاشرة: السنة منقولة بالكتابة كما نقلت بالمشافهة.
- المقالة الأولى: واقعيّة علم الحديث
- المقالة الثانية: إجراءات الوقاية من الغلط عند المحدثين، والتقليل منه.
- المقالة الثالثة: الحياد والموضوعية عند المحدثين.
- المقالة الرابعة: الإحصاء عند المحدثين.
- المقالة الخامسة: الاحتياط عند المحدثين.
- المقالة السادسة: الكفاءة عند المحدثين.
- المقالة السابعة: الدقة الحادّة والإحكام الجادّ عند المحدثين.
- المقالة الثامنة: علم الحديث علم تخصص وخبرة.
- المقالة التاسعة: الحفظ والمشافهة طريق عقلية لنقل العلوم.
- المقالة العاشرة: السنة منقولة بالكتابة كما نقلت بالمشافهة.
Telegram
قناة: محمد آل رميح.
.
(واقعيّة علم الحديث)
هذه المقالة الأولى: من مجموع مقالات لطيفة تبحث شيئًا من عجيب صنع المحدثين في تدوينهم للسنة، وعظيم تعليلهم للأخبار.
(واقعيّة علم الحديث)
هذه المقالة الأولى: من مجموع مقالات لطيفة تبحث شيئًا من عجيب صنع المحدثين في تدوينهم للسنة، وعظيم تعليلهم للأخبار.
❤7👍5
.
في المسند عن طلق بن علي أنّ النّبي ﷺ أمرهم -حين وفدوا عليه-: «أن ﻳﺮﻓﻌﻮا ﺑﺮؤﻭﺳﻬﻢ ﺃﻥ ﺭﻓﻌﻬﺎ الله»!
فأمر الوفد حين قدموا عليه أن يستعلوا بدينهم، وأن يستشعروا منّةَ الله عليهم إذ أنعم عليهم بما فيه علوهم وشرفهم.
فالاستعلاء بالإيمان فرض عين على المؤمن.
وطلق بن علي حنفي من بني سحيم، وربما اختصّهم النبي ﷺ بمثل هذه الوصية، لأنّ أرضهم سيخرج منها كذّاب وخارجي، ولهذا لم يخرج من بني سحيم أحد تبع مسيلمة ولا خرج منهم خارجي مع الخوارج.
في المسند عن طلق بن علي أنّ النّبي ﷺ أمرهم -حين وفدوا عليه-: «أن ﻳﺮﻓﻌﻮا ﺑﺮؤﻭﺳﻬﻢ ﺃﻥ ﺭﻓﻌﻬﺎ الله»!
فأمر الوفد حين قدموا عليه أن يستعلوا بدينهم، وأن يستشعروا منّةَ الله عليهم إذ أنعم عليهم بما فيه علوهم وشرفهم.
فالاستعلاء بالإيمان فرض عين على المؤمن.
وطلق بن علي حنفي من بني سحيم، وربما اختصّهم النبي ﷺ بمثل هذه الوصية، لأنّ أرضهم سيخرج منها كذّاب وخارجي، ولهذا لم يخرج من بني سحيم أحد تبع مسيلمة ولا خرج منهم خارجي مع الخوارج.
❤18👍5
الحياد_والموضوعية_عند_المحدثين_240711_150846.pdf
215.3 KB
•• المقالة الثالثة:
الحياد والموضوعية عند المحدثين.
الحياد والموضوعية عند المحدثين.
👍5
المقالة_الرابعة_الإحصاء_عند_المحدثين_240714_070738.pdf
203.9 KB
المقالة الرابعة:
• الإحصاء عند المحدثين.
• الإحصاء عند المحدثين.
👍6
المقالة_الخامسة_علم_الحديث_قائم_على_الاحتياط_240715_173805.pdf
233.6 KB
• المقالة الخامسة: الاحتياط عند المحدثين.
👍6