- كيف تخرجين من دائرة أفكارك السلبية؟
- اخترتِ كلمتين لا تنتهيان، الدوائر والأفكار..
أنا لا أخرج بل أتنقّلُ بين فكرة وأخرى ودائرة وأخرى، الأفكار مُتصلة عندي مادمتُ صامتة وكثيرًا ما أكون، بل غالبًا أنا كذلك، فإن زارتني فكرةٌ سلبية أستطيعُ لها دفعًا بقراءة كتاب أو بضع أبيات فأقطعُ بهذا تسلسلها؛ فعلتُ..
فإن تكالبت عليّ أفكارٍ مثيلاتها ولم أستطع لهنّ ردعًا؛ تغلبُني حالة سكون، والعاصفة تضطرم بداخلي، فإن لامَسَت قلبي؛ كتبتُها حرفًا، وإلّا فالصمتُ أولى حتى تعبرَ بسلامٍ كمثيلاتها أو ألتقط شعاع فكرة أخرى.
#س_سؤال.
- اخترتِ كلمتين لا تنتهيان، الدوائر والأفكار..
أنا لا أخرج بل أتنقّلُ بين فكرة وأخرى ودائرة وأخرى، الأفكار مُتصلة عندي مادمتُ صامتة وكثيرًا ما أكون، بل غالبًا أنا كذلك، فإن زارتني فكرةٌ سلبية أستطيعُ لها دفعًا بقراءة كتاب أو بضع أبيات فأقطعُ بهذا تسلسلها؛ فعلتُ..
فإن تكالبت عليّ أفكارٍ مثيلاتها ولم أستطع لهنّ ردعًا؛ تغلبُني حالة سكون، والعاصفة تضطرم بداخلي، فإن لامَسَت قلبي؛ كتبتُها حرفًا، وإلّا فالصمتُ أولى حتى تعبرَ بسلامٍ كمثيلاتها أو ألتقط شعاع فكرة أخرى.
#س_سؤال.
Forwarded from نَبَضَاتٌ مَسطورةٌ. (مُنى بنفسج.)
ولقد قضى فيَّ التجلُّدُ نَحبَهُ
فثوى وأعقَبَ زفرةً ونَحيبا!
- ابن زيدون.
فثوى وأعقَبَ زفرةً ونَحيبا!
- ابن زيدون.
الشخصيات التي تُعاني حساسيّة الثِّقَل
تخاف أن تكون ثقيلة، وتخشى أن يُثقلها أحدٌ فتعيش على حافة كل شيء، إن تعاملتْ مع شخصٍ؛ تعودُ وبعقلها كمٌ من التساؤلات والمُعاتبة لنفسها، فتقول: هل كنتُ ثقيلةً عليه في مُعاملتي إياه؟ هل تمنّى أني لم أُخاطبه أبدًا؟ هل كان مشغولًا فقاطعتُه؟ هل كنت فظّةً في حديثي؟
ثم تخرج من دائرة التساؤلات إلى دائرة الاحساس بالذنب، فتقول: أعتقد يجب أن أعتذر، ولكن قد يُقاطعه اعتذاري!.. هل أصمت؟ ولكن قد يظن أنني غير مكترثة.. إذًا هل أسألهُ عن حاله؟ لا هذا تدخّل في الخصوصيات.. هل أُشاركه شيئًا أحببته؟ لا قد يظن أنه مهم!
هل أُرسل له بيتَ شعر؟ لا قد لا يفهمه ويطلب مني شرحه وقد أستفيضُ في الشرحِ فأُثقله.. ولكن لماذا لم يفهم بيت الشعر -الذي لم أرسله- بمفرده من البداية؟ لماذا؟
لا أحب من لا يفهمون مغزى الأشياء التي أشاركهم إياها..
وتنتهي باستبعادٍ لهذا الشخص لأنه لم يفهم الأشياء التي لم تُرسل إليه، ولم يُجِب على أيٍّ من التساؤلات الحاضرة بذهني الغائبة عنه، ولم ينتشلني من خِناق الذنب إلى فَسَحة المُسامحة، ولأنه لم يخبرني بأنني لستُ ثقيلة على الإطلاق!
- جزء من الصراعات التي أخوضها أثناء صمتي-
تخاف أن تكون ثقيلة، وتخشى أن يُثقلها أحدٌ فتعيش على حافة كل شيء، إن تعاملتْ مع شخصٍ؛ تعودُ وبعقلها كمٌ من التساؤلات والمُعاتبة لنفسها، فتقول: هل كنتُ ثقيلةً عليه في مُعاملتي إياه؟ هل تمنّى أني لم أُخاطبه أبدًا؟ هل كان مشغولًا فقاطعتُه؟ هل كنت فظّةً في حديثي؟
ثم تخرج من دائرة التساؤلات إلى دائرة الاحساس بالذنب، فتقول: أعتقد يجب أن أعتذر، ولكن قد يُقاطعه اعتذاري!.. هل أصمت؟ ولكن قد يظن أنني غير مكترثة.. إذًا هل أسألهُ عن حاله؟ لا هذا تدخّل في الخصوصيات.. هل أُشاركه شيئًا أحببته؟ لا قد يظن أنه مهم!
هل أُرسل له بيتَ شعر؟ لا قد لا يفهمه ويطلب مني شرحه وقد أستفيضُ في الشرحِ فأُثقله.. ولكن لماذا لم يفهم بيت الشعر -الذي لم أرسله- بمفرده من البداية؟ لماذا؟
لا أحب من لا يفهمون مغزى الأشياء التي أشاركهم إياها..
وتنتهي باستبعادٍ لهذا الشخص لأنه لم يفهم الأشياء التي لم تُرسل إليه، ولم يُجِب على أيٍّ من التساؤلات الحاضرة بذهني الغائبة عنه، ولم ينتشلني من خِناق الذنب إلى فَسَحة المُسامحة، ولأنه لم يخبرني بأنني لستُ ثقيلة على الإطلاق!
- جزء من الصراعات التي أخوضها أثناء صمتي-
👍1😢1
خارت قواي، ويلفّني الصمتُ، لكن أصواتًا مُزعجة تكدّر انهياري الصامت، أضع يداي على أذنيَّ تجنّبًا لها، لكنها لا تهدأ..
عرفتُ الآن معنى ألا تحظى برفاهية الانهيار!
عرفتُ الآن معنى ألا تحظى برفاهية الانهيار!
أنجذِبُ لِصور المقاعد والأكواب شرط أن يكونا اثنين.. اثنان فقط لا يغيبُ منهما واحدٌ فيستوحش الآخر بنفسه، ولا يأتيهما ثالثٌ فيكون عزولَ!
هذه الصور تحملُ دفءً جوهريًّا ومعنًى حيًّا، أني ها هُنا متواجِدٌ لأجلك، خُذ مساحتك في التفرّد لكني سأبقى بجانبك..
ومن العَجَبِ أن ترى جمادًا قادرًا على تحريك مشاعِرك، مُجسِّدَ كل معاني الأُنسِ، ناطقًا بها، دالًا عليها، متمثّلًا بها دون أدنى جهدٍ منه.. إحساس أن حتى الجَمادات تأنَس وتستوحِش يوحي في نفسك شعورًا بالامتنان والغِبطة، تعرف أن هذا الشعور الذي راودك الآن تجاه هذا المنظر لم يكن مُزيّفًا أبدًا، أنّى للزيفِ أن يُخالِطَ الوفاء!
خُلِقَت جَمَادَاتٌ، لكن لَهَا فِي تَحرِيكِ المَشَاعِرِ فُنُونُ!✨
هذه الصور تحملُ دفءً جوهريًّا ومعنًى حيًّا، أني ها هُنا متواجِدٌ لأجلك، خُذ مساحتك في التفرّد لكني سأبقى بجانبك..
ومن العَجَبِ أن ترى جمادًا قادرًا على تحريك مشاعِرك، مُجسِّدَ كل معاني الأُنسِ، ناطقًا بها، دالًا عليها، متمثّلًا بها دون أدنى جهدٍ منه.. إحساس أن حتى الجَمادات تأنَس وتستوحِش يوحي في نفسك شعورًا بالامتنان والغِبطة، تعرف أن هذا الشعور الذي راودك الآن تجاه هذا المنظر لم يكن مُزيّفًا أبدًا، أنّى للزيفِ أن يُخالِطَ الوفاء!
خُلِقَت جَمَادَاتٌ، لكن لَهَا فِي تَحرِيكِ المَشَاعِرِ فُنُونُ!✨
يومان مَرّا عليّ كلٌّ على النقيضِ من الآخر، أحدهما لم أكن يومًا أكثر اضطرابًا وانهيارًا منه قَط!..والآخر لم أكن أبدًا أكثر اتزانًا وهدوءًا منه قَط!
النَفسُ البَشريّة وتقلُّباتها المزاجيّة الغير مفهومة السَبَبيّة؛ سِرٌّ يُشبه سرَّ الرّوحِ إلّا أنّ أسبابهُ دنيويّة مُعقّدة ومُتراكبة، كأن يحدُث مائة أمرٍ مؤلمٍ ولا تنهار في أيٍّ منهم، ويأتي الأمرُ الواحد بعد المئة فيقلِب الموازين ويُعكّر الصفوَ وتنهار جدران نفسك عليك!
طيّب لماذا الآن هذا الانهيار تحديدًا؟ لماذا ليس قبل أو بعد؟ ما الذي يميّز لحظة الآن عن سابقتها أو التي تليها؟ لا إجابة مؤكَّدَة.. لكن الأكيد أن هذا الواحد بعد المئة بريءٌ من هذا الانهيار.
النَفسُ البَشريّة وتقلُّباتها المزاجيّة الغير مفهومة السَبَبيّة؛ سِرٌّ يُشبه سرَّ الرّوحِ إلّا أنّ أسبابهُ دنيويّة مُعقّدة ومُتراكبة، كأن يحدُث مائة أمرٍ مؤلمٍ ولا تنهار في أيٍّ منهم، ويأتي الأمرُ الواحد بعد المئة فيقلِب الموازين ويُعكّر الصفوَ وتنهار جدران نفسك عليك!
طيّب لماذا الآن هذا الانهيار تحديدًا؟ لماذا ليس قبل أو بعد؟ ما الذي يميّز لحظة الآن عن سابقتها أو التي تليها؟ لا إجابة مؤكَّدَة.. لكن الأكيد أن هذا الواحد بعد المئة بريءٌ من هذا الانهيار.
👍1
شخصٌ يُجيد الصمتَ ويُصادق النباتات لأنها تُشاركه قُدسيّةَ صمته وتُشعره بالجمال.. ذلك الجمال الذي يتلمّسهُ في أبسط الأشياء مُودِعًا به جزءً من روحه ومستعيضًا به جزءً من الجمال، مُشابهًا في هذا قول الشاعر:
"إني امرؤٌ مُولعٌ بالحُسنِ أتبعهُ
لا حظ لي فيه إلا لذّة النظرِ."
كان يُنصت لبواعثِ الأشياء ويَحيكُ منها قصصًا أصلُها في نفسه لكنه كان يروقُ له أن يُلبسها لأشيائه التي يُراقِب، فيقول: هذا العصفور غرّد بأذني لحنًا ذكّرني ببيتٍ من قصيدة أحبها:
"بكيتُ حتى بكى من ليس يعرفني
ونُحتُ حتى حكاني طائرٌ غَرِدُ."
أيكون يحبُّها مثلي فغرّد لحنها!، هل يُحاكيني لأبثّه أم يواسيني لأتجلّد!.. أيكون هو ذلك الطائرُ الغَرِدُ!
وهذه شجرةٌ حفيفُها ملأني شجنًا أتكون تُعالج مثلي شجنًا فتُساقطُ دمعَها ورقًا؟ غير أني أعجميّ الشكوى وهي فصيحة!
"أعالجُ أشجانًا إذا بُحتُ أشبَهَت
لشدّةِ لأواها فصاحتيَ العيَّا."
وهذه الريح متقلّبة الاتجاه والحِدّة، تُشبه مزاجي المتقلّب وقلبي النابض على اختلاف نبضاته، لكنه بكل أحواله وادٍ قفرُ.
"وردَّدَتْ قَفْرَةٌ في القلبِ قاحِـلةٌ
صَدى الذي يَبتغي وِرْدًا فلا يَجِدُ!"
يظل في ترحال أفكاره حتى يرى الغروب.. كم يجعل الغروبُ روحَهُ خاوية! لا شيء يُضاهي لحظة الغروب عنده، يظل يراقبه حتى آخر رمق لأشعتها، هو ليس حزينًا كمّن هو معروفٌ عمّن يراقبون الغروب، لكنه شخصٌ مُحبٌّ للجمال يتأهّب لهجوم ليلٍ عليه.
يُتبع..
"إني امرؤٌ مُولعٌ بالحُسنِ أتبعهُ
لا حظ لي فيه إلا لذّة النظرِ."
كان يُنصت لبواعثِ الأشياء ويَحيكُ منها قصصًا أصلُها في نفسه لكنه كان يروقُ له أن يُلبسها لأشيائه التي يُراقِب، فيقول: هذا العصفور غرّد بأذني لحنًا ذكّرني ببيتٍ من قصيدة أحبها:
"بكيتُ حتى بكى من ليس يعرفني
ونُحتُ حتى حكاني طائرٌ غَرِدُ."
أيكون يحبُّها مثلي فغرّد لحنها!، هل يُحاكيني لأبثّه أم يواسيني لأتجلّد!.. أيكون هو ذلك الطائرُ الغَرِدُ!
وهذه شجرةٌ حفيفُها ملأني شجنًا أتكون تُعالج مثلي شجنًا فتُساقطُ دمعَها ورقًا؟ غير أني أعجميّ الشكوى وهي فصيحة!
"أعالجُ أشجانًا إذا بُحتُ أشبَهَت
لشدّةِ لأواها فصاحتيَ العيَّا."
وهذه الريح متقلّبة الاتجاه والحِدّة، تُشبه مزاجي المتقلّب وقلبي النابض على اختلاف نبضاته، لكنه بكل أحواله وادٍ قفرُ.
"وردَّدَتْ قَفْرَةٌ في القلبِ قاحِـلةٌ
صَدى الذي يَبتغي وِرْدًا فلا يَجِدُ!"
يظل في ترحال أفكاره حتى يرى الغروب.. كم يجعل الغروبُ روحَهُ خاوية! لا شيء يُضاهي لحظة الغروب عنده، يظل يراقبه حتى آخر رمق لأشعتها، هو ليس حزينًا كمّن هو معروفٌ عمّن يراقبون الغروب، لكنه شخصٌ مُحبٌّ للجمال يتأهّب لهجوم ليلٍ عليه.
يُتبع..
- ما سر التشاؤم الطاغي على كتاباتكم؟
- إني امرؤٌ قد سلبه الله القدرة على البوح، فلا يستقيم له بوح اللسان أبدًا، فيسعى للتنفيس عن نفسه في بضعة حروفٍ حتى لا يضيق الخِناق عليه وينفجر!، ما أكتبه ما هو إلا زفرات مصدور وتنهُّدات مفئود، وإن كانت الزفرة والتنهيدة ما هي إلا غيض من فيض لكنه يتنفّس بها الصُّعداء.. وما أراني إلا أتمثّل ببيت الشريف الرضي:
كم زفرةٍ ضَعفت فصارت أنةٌ
تمّمتُها بتنفُّس الصُّعداء!
لم أخصّ أحدًا بشُكاتي هذه ليستثقلها، ومن يراها فإما يأخذها كما هي أو يدعها ولا يُثقل كاتبها بأسئلةٍ هو في حلٍّ منها.
#صراحة.
- إني امرؤٌ قد سلبه الله القدرة على البوح، فلا يستقيم له بوح اللسان أبدًا، فيسعى للتنفيس عن نفسه في بضعة حروفٍ حتى لا يضيق الخِناق عليه وينفجر!، ما أكتبه ما هو إلا زفرات مصدور وتنهُّدات مفئود، وإن كانت الزفرة والتنهيدة ما هي إلا غيض من فيض لكنه يتنفّس بها الصُّعداء.. وما أراني إلا أتمثّل ببيت الشريف الرضي:
كم زفرةٍ ضَعفت فصارت أنةٌ
تمّمتُها بتنفُّس الصُّعداء!
لم أخصّ أحدًا بشُكاتي هذه ليستثقلها، ومن يراها فإما يأخذها كما هي أو يدعها ولا يُثقل كاتبها بأسئلةٍ هو في حلٍّ منها.
#صراحة.
مُشتَّتٌ لا يجتمع له فكرُ، تائِهٌ لا تهتدي له خُطًى، خاوٍ لا يمتلئ له قلبُ، مُستوحِشٌ لا تأنَس به روحٌ، عاجِزٌ تمتنع عنهُ الحيلة، أرِقٌ لا يواتيه النسيان، مُبعثرٌ لا يكفُّ عن انتظاره، "حيرانُ لا ظَفرٌ ولا إخفاقُ".
أنا يا "يُمن" رجلٌ خَلَع عنه هذه الحياة، كنت أمضي فيها سريعًا، أحاول أن أدركها قبل أن يُدركني الموتُ فيها، كل عَمارِ هذه الدنيا زائل، فكنت أُعمِّر روحي، حتى إذا استدركها الموتُ فاضت عامِرةً لربها وبقيت سيرتها العطِرة، كنت أهرول في الحياة مُجِدًّا لا يستوقفني أمرٌ أو شعورٌ عن الخوضِ في سَيري، أجتهدُ اجتهاد الطالب، وأعتزل عُزلة المتصوّف، وأصمت صمت الشيخ الذي لم يَعُد يُغريه الكلامُ، كنت في معزلٍ عن الدنيا وكانت في معزلٍ عني، لم يكن يُعكِّر صفو محرابي الذي صنعته حولي شيء..
حتى رأيتك يومها.. أو لِنقُل حتى سمعتُك.. لست من ذلك النوع الذي تجتذبه الهيئة، علمتني مُصاحبة الكتب أن الأكثر إفادة فيها هو ذلك الكتاب الذي غفلت عنه الأعين وصدَّت عنه الأيدي، ما اجتذبني إليك هو نقاشك الغير مُتكلّف، قلّما رأيت أحدًا يُناقش بغير غاية أن يكون هو الغالب في النقاش، وأن ترجح الكفّة لصالحه، كنتِ تُلقين الكلمات بغرض الإقناع لا المواربة، للدفاع لا الهجوم، في هذه اللحظات توقفتُ عن الهرولةِ قليلًا، وددّتُ لو يتوقّف الزمنُ أيضًا عن مُضيّه قُدُمًا ويستمتع معي بهذه اللحظة منه، أردتُ الخروج من محرابي، مِن تلبُّس الطالب والشيخ والمتصوّف، ولأول مرةٍ يُستطابُ لي الجلوسُ بغير فعل شيء.. كنتِ كسحابةٍ صيفيّة ظلَّلت عليّ في أشد أيام القيظ، فآثرتُ الاستراحة في ظلها بدلًا من استكمال الهرولة..
قلتُ: لا بأس ببعضٍ من الراحة إن كانت في ظلّكِ..
-يُسر.
#رسائل_يُمن_ويُسر. ١
حتى رأيتك يومها.. أو لِنقُل حتى سمعتُك.. لست من ذلك النوع الذي تجتذبه الهيئة، علمتني مُصاحبة الكتب أن الأكثر إفادة فيها هو ذلك الكتاب الذي غفلت عنه الأعين وصدَّت عنه الأيدي، ما اجتذبني إليك هو نقاشك الغير مُتكلّف، قلّما رأيت أحدًا يُناقش بغير غاية أن يكون هو الغالب في النقاش، وأن ترجح الكفّة لصالحه، كنتِ تُلقين الكلمات بغرض الإقناع لا المواربة، للدفاع لا الهجوم، في هذه اللحظات توقفتُ عن الهرولةِ قليلًا، وددّتُ لو يتوقّف الزمنُ أيضًا عن مُضيّه قُدُمًا ويستمتع معي بهذه اللحظة منه، أردتُ الخروج من محرابي، مِن تلبُّس الطالب والشيخ والمتصوّف، ولأول مرةٍ يُستطابُ لي الجلوسُ بغير فعل شيء.. كنتِ كسحابةٍ صيفيّة ظلَّلت عليّ في أشد أيام القيظ، فآثرتُ الاستراحة في ظلها بدلًا من استكمال الهرولة..
قلتُ: لا بأس ببعضٍ من الراحة إن كانت في ظلّكِ..
-يُسر.
#رسائل_يُمن_ويُسر. ١
ليس سهلًا على الإنسان أن يُعيد هيكلة مشاعره حتى لا تحذو نفس حذوها السابق تجاه نفس الأمور والمواقف المُكررة، والتي بدورها تضعنا في نفس الحالة الشعورية، هذه الحالة التي نريد التبرّؤ منها كليًّا، ليس ضعفًا ولكن ضنًّا بأنفُسنا أن تذهب حسراتٍ على أشياء ليست بذلك القدر..
لا يُحسنُ الإنسانُ تخطّي شعور أقام بداخله بدون بقايا ذكريات، آفَةُ النفسِ الأُنسُ بما هو ليس أهلًا للإيناسِ، ولكن ظهوره أمامها مرتين أو ثلاث جعله -في نظرها- مؤنِسًا ومُذهِبًا للوَحشة.
"(
لا يُحسنُ الإنسانُ تخطّي شعور أقام بداخله بدون بقايا ذكريات، آفَةُ النفسِ الأُنسُ بما هو ليس أهلًا للإيناسِ، ولكن ظهوره أمامها مرتين أو ثلاث جعله -في نظرها- مؤنِسًا ومُذهِبًا للوَحشة.
"(
القراءة والكتابة أداتان مهمتهما الخفيّة نَبشُ الذكريات وتجديد المشاعر، فربّما صادَفَ لفظٌ ما معنًى بداخلك فاتفقا سويًّا وأشعلا ما أخمدهُ الزمان.
👍1
يتلاعب الهواءُ بأغصان شجرةٍ بإزائي، أرى عصفورين يحاولان التوازن على غصنٍ منها لكن يباغتهُما الهواءُ أو تخونهُما رفرفة أجنحتهما.. لا يملّان المُحاولة ولا أملُّ مُراقبتهما، يُزقزِقُ أحدهما فيردُّ الآخر الزقزقة إليه ثم يُحلّقا سويًّا، فأتبعهما ناظريّ حتى يختفي أثرهما في السماء، أظنهما كانا يتجادلان بشأن تلصُّصي عليهما واقتحام خصوصيتهما مراقبةً..
يُداعِبُ الهواءُ وجنتيّ فأبتسمُ له.. لا شيء أجمل من أن تواسيك الطبيعةُ بكل ما فيها.
يُداعِبُ الهواءُ وجنتيّ فأبتسمُ له.. لا شيء أجمل من أن تواسيك الطبيعةُ بكل ما فيها.
تمرُّ عليَّ حالةٌ من الركودِ، لا أملُ يُحلّق في سمائي، فقط غيومُ اليأسِ تلفُّني، أرجأتُ الكتابةَ زمنًا حتى أتعافى، فإذا بي أزدادُ اضطرابًا وانغلاقًا، كانت الكتابةُ تجعلني في مُتسعٍ منها فلا أنغلقُ كل الانغلاق وأبقى على صلةٍ مع هذا العالم من خلالها..
يخطر لي أن أتوقّف عن الكتابة، وهذا الخاطر يلحُّ عليّ كثيرًا، في محاولة لتغيير أسلوبي ونمطي الحزين البائس وجدتُ أنني كلما أمسكتُ بطرف فكرةٍ وجدتها تنتهي إلى الحُزن فتركتُها، وهكذا حتى تركتني الأفكارُ كلها، فلا يلوحُ في مُخيّلتي ظلُّ حرفٍ يُذكر.. وبمعنى آخر أُغلِق عليّ.. فلا أراني أصلح للكتابة أو غيرها.. لا أصلح إلا للحزن.
يخطر لي أن أتوقّف عن الكتابة، وهذا الخاطر يلحُّ عليّ كثيرًا، في محاولة لتغيير أسلوبي ونمطي الحزين البائس وجدتُ أنني كلما أمسكتُ بطرف فكرةٍ وجدتها تنتهي إلى الحُزن فتركتُها، وهكذا حتى تركتني الأفكارُ كلها، فلا يلوحُ في مُخيّلتي ظلُّ حرفٍ يُذكر.. وبمعنى آخر أُغلِق عليّ.. فلا أراني أصلح للكتابة أو غيرها.. لا أصلح إلا للحزن.
👍1
التمهُّل في بناءِ علاقةٍ خطوة أهمّ من العلاقة نفسها، نتمهّل حتى لا نُفجع وينهارُ علينا قصرُ أحلامٍ كنّا قد شيّدناه في مخيلتنا، الأملُ يؤلم إذا كان أعمى، وليس عليه حَرَجٌ إن أنت وطّدته بأحلام يقظةٍ أنت وحدك من يراها مُمكنة..
الأغلب عندما يأتيه من يلمحُ فيه سِمة حُسنٍ وبهاء -وإن كانت مُصطنعة- يوقِن أنه هُوَ هُوَ، وإن لم يكن هُوَ هُوَ لكنّ الوحدة بطبيعتها مُنغِّصة للحال إن لم نستطع جعلها مَنفعةً لنا، خاصّةً إن طالَ انتظارك فيها، تجعلك تحسب كل ومضةٍ في سماءك شمس أملٍ لا تأفَل.. ولمّا أفَلَت واستُنزِف قلبك وأُزيلت الغشاوة، قلت: لا أحبُّ الآفِلين.
"((
الأغلب عندما يأتيه من يلمحُ فيه سِمة حُسنٍ وبهاء -وإن كانت مُصطنعة- يوقِن أنه هُوَ هُوَ، وإن لم يكن هُوَ هُوَ لكنّ الوحدة بطبيعتها مُنغِّصة للحال إن لم نستطع جعلها مَنفعةً لنا، خاصّةً إن طالَ انتظارك فيها، تجعلك تحسب كل ومضةٍ في سماءك شمس أملٍ لا تأفَل.. ولمّا أفَلَت واستُنزِف قلبك وأُزيلت الغشاوة، قلت: لا أحبُّ الآفِلين.
"((
عزيزي السيّد قلب..
أكتبُ إليكَ وأنا في حالةٍ من العِتاب والشفقة عليك، لا أريدُ أن تكون كلماتي تقريظًا لك فأُخطئ من حيثُ أردتُ أن أُصيب، وأعتَبُ من حيث أردت أن أنصح، غير أن نُصحي لا يكون في محلّه إن أنا سألتُك تغييرًا لِمجرى تعامُلاتك أو إعادة ترتيبٍ لأولوياتك القلبيّة، فمن عساه يفرض سلطته على قلب؟
أراك تُشبه الخيلَ في مُعظم أمره، صَموتٌ كَتوم، يعيش عزيزًا، شامِخًا، مُكرّمًا، صبورًا، وفيًّا يفني نفسَه فِداءً لصاحبه، فإن هَلك؛ هلك دفعةً واحدة، لا يُعطيه مُهلةً لتوديعه، يتركهُ يُصاحب عبرةً لا تَرفأ وحزنًا لا يغيض؛ تأنيبًا لنفسه وألمًا على فراقه..
قد كنت خَيلًا يعدو -ولا تزال-، وأخشى عليك من سُرعةِ العدو، فهلّا تمهّلتَ؟ أراكَ قد شَحُبَ لونُك كثيرا، وشاخت بناتُ ألبُبِك، هل تشيبُ القلوبُ أيضًا؟ أهكذا شَيبُها؟
عزيزي، هل أثقلتُ عليك -بتساؤلاتي- من حيث أردت التخفيف عنك؟ أعذرني، فهذه هي المرة الأولى التي أحدّث فيها قلبًا فضلًا عن كتابة رسالة إليه..
أكتبُ إليكَ وأنا في حالةٍ من العِتاب والشفقة عليك، لا أريدُ أن تكون كلماتي تقريظًا لك فأُخطئ من حيثُ أردتُ أن أُصيب، وأعتَبُ من حيث أردت أن أنصح، غير أن نُصحي لا يكون في محلّه إن أنا سألتُك تغييرًا لِمجرى تعامُلاتك أو إعادة ترتيبٍ لأولوياتك القلبيّة، فمن عساه يفرض سلطته على قلب؟
أراك تُشبه الخيلَ في مُعظم أمره، صَموتٌ كَتوم، يعيش عزيزًا، شامِخًا، مُكرّمًا، صبورًا، وفيًّا يفني نفسَه فِداءً لصاحبه، فإن هَلك؛ هلك دفعةً واحدة، لا يُعطيه مُهلةً لتوديعه، يتركهُ يُصاحب عبرةً لا تَرفأ وحزنًا لا يغيض؛ تأنيبًا لنفسه وألمًا على فراقه..
قد كنت خَيلًا يعدو -ولا تزال-، وأخشى عليك من سُرعةِ العدو، فهلّا تمهّلتَ؟ أراكَ قد شَحُبَ لونُك كثيرا، وشاخت بناتُ ألبُبِك، هل تشيبُ القلوبُ أيضًا؟ أهكذا شَيبُها؟
عزيزي، هل أثقلتُ عليك -بتساؤلاتي- من حيث أردت التخفيف عنك؟ أعذرني، فهذه هي المرة الأولى التي أحدّث فيها قلبًا فضلًا عن كتابة رسالة إليه..