الموسيقى طريقٌ إلى المنحدر

الموسيقى ليست مجرد ألحان تُسمع، بل قد تكون طريقًا إلى الانحدار الروحي والأخلاقي والنفسي والسلوكي، إذ تغرق المرء في خيالات وأوهام تلهيه عن واقعه، وتفصله عن التأمل، والسكينة، والهدف.
ليست المشكلة في الآلات الرنّانة فحسب، التي تعبث بالعقل وتنشر فسادها في القلب، بل في كثير من كلمات الأغاني التي تروّج للإباحية، التمرد، التعلق المَرَضي، وكل فكر منحرف، لكنها تقدمها في غلاف أنيق من الألحان حتى تنطبع هذه المضامين في النفس مع التكرار، وتُصبح مألوفة ومحبوبة.

وهم الإنقاذ بالطرب :
كم كذبت شعارات "الأغاني تنقذني"، فهي لا تُنقذ الجرح بل تفتحه، لا تُعالج الوجع بل تؤججه.
تعطيك طاقة كاذبة، شعورًا مؤقتًا بالحياة، حتى يُصبح الإنسان غير قادر على أداء مهامه اليومية بدونها؛ وهذا من فسادها السلوكي، إذ تتحول إلى عادة تُشبه إدمان القهوة أو حتى التدخين!

أثرها على العقل والعبادة :
وقد أثبتت دراسات عديدة أن الإستماع المفرط للموسيقى يؤثر على الأعصاب، ويضعف التركيز، ويقلل من قدرة الدماغ على التأمل والتفكر، مما يُشكل حاجزًا بين القلب والعبادة، ويغلق أبواب الخشوع والسكينة.

قال ابن القيم – رحمه الله – في إغاثة اللهفان:

"فالغناء يُفسد القلب، وإذا فسد القلب هاج في صاحبه الشهوة والغفلة، وسدّ عنه أبواب الهدى والتفكر والتذكر".
كما وصفه بأنه:
"خمر العقول، يلهي عن الذكر، ويزرع النفاق، ويقتل الحياء".

الموسيقى هي الغشاء الذي يحجب البصيرة
ومن تأمل تجارب التوبة – ممن تركوا الأنمي والمسلسلات – يجد غالبـًا أن أول ما يسقط عنهم هو الغشاء الأخطر: الموسيقى فإذا سقط، بدأوا يُبصرون فساد المحتوى الذي كانوا يستهلكونه، لأن الموسيقى كانت الحاجب الذي يُخدر الحس ويُعمي البصيرة.

#ترك-الموسيقى
#خطر-الأغاني

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
قصتي مع ترك الأنمي..
قضيت مدة و أنا في شغف المشاهدة والمتابعة دون أدنى تأنيب ضمير وكلما سمعت نصائح تحث على تركه - لأنه مخالف لديننا - تجاهلت وقلت في نفسي أنها مبالغة وأنني سأتجنب كل المشاهد غير الأخلاقية ويستحيل أن تتأثر عقيدتي بمجرد قصص أشاهدها للمتعة فقط.
وفي مرة من المرات زاد حماسي بعد إعلان موسم جديد لأحد أشهر المسلسلات والمؤثرة جدًا في ساحة الإنمي، و مع بدء نزول الحلقات الواحدة تلو الأخرى لم أترك أي منها واعتكفت على هاتفي بشدة، لاحظت أمي ذلك فأخذت الهاتف مني موبخة على تفريطي في دراستي ولم ترده إلا بعد أشهر أي لما حلت العطلة، كنت حينها بين فضول وتردد لإكمال القصة لكن قررت في النهاية أن أشاهد بحجة الترويح عن النفس، وإذا بنفسي تستنكر مشهدا قد مر علي ولم أعهد الشعور بأي شيء تجاهه من قبل ولطالما تكرر في مسلسلات الانمي.. وهو "تجسيد الآلهة"، لا أدري لماذا لم أكن أشمئز من هذا من قبل ولكن السبب بعد منة الله بالهداية طبعًا هو شعور الإيمان، وأظن والله أعلم أن ممهداته كان ملء فراغ الهاتف بالقرآن و الصلاة على وقتها والأذكار.. كلها خطوات تحيي القلب وحسمت الأمر بقرار التوبة.
فرسالتي لكل أخ وأخت لم يتب متكاسلًا أو متغافلًا عن الحق، [ اعلم ] أن الشأن ليس في توجهك للقبلة جسدًا وعدم نطقك للكفر صراحة،  بل فيما تملك في قلبك من معانٍ ومشاعر صادقة في تعظيم حق الله وألوهيته وربوبيته وصفاته، مع حبها والاعتزاز بها، والغيرة عليها، والإقرار بتنزهه عن الشريك، والبراءة من أفعال الكفار والملحدين وكره كل محتوى ينافي أركان الإيمان ويعرض مشاهد منافية لقيم الإسلام، فادع الله دومًا أن يهديك ويحقق فيك هذه الآية  ﴿ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ  ﴾ ،
و لأن الإيمان في القلب يجعل البصيرة بالحق أقوى ويقتضي حتمًا مواقفَ عمليةً، و لذلك لا يكفي مجرد معرفة المنكر منكرًا ما لم يبنى على أسس عقدية.

و من جهة الوعي فإنه لا يليق بنا كمسلمين وأبناء أمة خير خلق الله ﷺ أن نكون مجرد عملاء مستهلكين يضمنون استمرارية المشاريع الرأسمالية الغربية وكل ذلك على حساب عقيدتنا وأعمارنا ومبادئنا، والمؤسف كذلك عواطفنا خاصة في ظل هذه الظروف التي تمر بها أمتنا.

#مشاركات_البوت
#ما_وراء_الأنمي

إنِّ من أكثر ما يثبت في النفس ويحدث التغيير بفضل من الله هي تجارب الآخرين ومشاركة من كان يسلك نفس طريقك، فإن رسائله وكلماته تكون " منه إليه " فكأنما هو يخاطب نفسه القديمة.

#ما_وراء_الأنمي

ما شهدَتِ البشرية نقلا مباشرا تفصيليا لحدثٍ عظيم، وكربٍ شديد، ومصابٍ جلل، كما في أحداث غزة..

ولما رأى النبي ﷺ الحفاة العراة تمعّر وجهه، ودخل وخرج، وصلى وخطب، وذكّر وأنذر، فكيف لو رأى ما نراه اليوم!

وقد قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْض)
وقال رسول الله ﷺ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يُسلِمه [وفي رواية: وَلَا يَخْذُلُهُ]» وقال: «انْصُر أَخَاك».


وأقولها بملئ فمي: من لا يزال -بعد هذا- من أبناء المسلمين غارقا في تفاهاته، منغمسا في مشاهدة مسلسلاته ومبارياته.. لا تهزه الأحداث وتوقظه من غفلته.. وتؤلمه وتحركه، وتغير من شأنه الذي كان عليه من قبل، فهو عن روح الإيمان بعيدٌ بعيدٌ بعيد.. ويوشك ألا يوقظه بعد هذه الآية الكبرى إلا الموت، والأهوال من ورائه..

ألا هل بلغت. اللهم فاشهد!

﴿ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ الزمر 22

تسهر الليل تشاهد المقاطع المحرمة أو تتحدثـ(ين) لمن لا يـ(تـ)ـحل لك، وينادي منادي الفجر بصوت مهيب ترتجف له القلوب..!
"حي على الصلاة..حي على الفلاح"
لكن قسوة قلبك أعمتك عن النداء..!
فلم تستطع حتى أن تتوقف عما تفعله!
"الله أكبر .. الله أكبر"
ولم ترتجف خوفًا من ترديد لفظ الجلالة بكبريائه وعظمته!
"الصلاة خيرٌ من النوم"
ولكنك لست بنائمٍ بل أشد..! أنت غافل وفي سكرتك تتمادى!
لكن الله رحيمٌ بك!! لم يعاجلك بعقوبة، ولم يطردك عن بابه!
فمتى تعود عن ضلالك وغفلتك..؟!

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
بالنسبة لي كنت أشاهد الإنمي على التلفاز فأكثر شيء ساعدني للتوقف عن مشاهدتها هو الابتعاد عنه وحتى تعطيله عن العمل والحمدلله لم أنتقل إلى الهاتف واشاهده ولكن قد يقع بعض الناس في هذا الشيء فأنصحهم بالابتعاد عن أي مصادر وتقييد الهاتف مثلًا بتطبيق واحد وتحديد خيارات المشاهدة، وجزاكم الله خيرًا.

#مشاركات_البوت

مشاهدة الأفلام أو المسلسلات التي تحتوي على شركيات تؤثر على نفس المؤمن من عدة جوانب:

1. ضعف التوحيد في القلب
مع التكرار، يبدأ العقل الباطن في التطبع مع ما يراه.

تبدأ فكرة "الطاقة"، أو "الأرواح"، أو "القوى الخارقة" تأخذ حيزاً من الاعتقاد أو التأثر، دون أن يشعر الشخص.

2. التبلد اتجاه الشرك واستسهاله في النفس
تصبح رؤية الطقوس الشركية شيئاً عادياً، بل وربما ممتعاً درامياً!

هذا الاعتياد يضعف الغيرة على العقيدة ويسبب تساهلاً في الإنكار!

3. تشويش في الفهم العقدي
يتلقى الإنسان أفكاراً مغلوطة عن الخلق، الحياة، الموت، والآخرة.

فيخلط بين أصول الشريعة -المفاهيم الإسلامية- والمفاهيم الوثنية أو البوذية المنتشرة في هذه الأعمال!

4. فتح أبواب للوساوس
من يشاهد أمور السحر أو استحضار الأرواح قد يتأثر نفسيًا، ويدخل في وساوس أو حتى مخاوف غير مبررة.

5. تأثير على الذوق الروحي
القرآن والذكر يصبحان أقل تأثيرًا على القلب إذا امتلأ بما يناقضهما.

القلب لا يجتمع فيه نور التوحيد مع ظلمات الشرك بلا صراع داخلي أو ضعف في الإيمان.

قال الله تعالى:
"وَقَدْ نُزِّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ" [النساء: 140]

لا أعرف ماذا أقول لكن أشعر بالأسف..

تبت والحمد لله من مشاهدة الأنمي والمانهوا من ٣ شهور تبت مع أني حاولت..
بسبب منشوارتكم أحسست أن السبب في غفلتي وعدم راحتي ودائمًا لا أتأثر بالقرآن أو بكلام الله لأني كنت في غفلة،
قلبي منقبض ولا أشعر بتوفيق الله..

وهذا هو السبب أخذت فترة والحمد لله أصبحت أمقت الانمي، مرات كثيرة أريد أن أشاهد لكن أتذكر حالي وأتذكر أنه حرام والله سيعاقبني وأن الله أنعم علي بنعم كثيرة لماذا أعصيه..

من ٤ سنين كنت أشاهد الأنمي ومن ٨ سنين كنت أشاهد سبيستون وهي من أدخلتني عالم الانمي ومن بعدها - أستغفر الله العظيم أنا أكره ما فعلت - قادني هذا إلى مشاهدة أنميات غير لائقة.

لكن تبت وأحاول أن أتقرب إلى الله وأشعر بالتحسن.

كنت أتصفح اليوم علي تويتر ظهر لي شخص كان يقول أنا اتخذت قرار الإلحاد وأشياء من هذا - أعوذ بالله -
دخلت صفحته لقيت انه من متابعين الانمي وبشدة ولديه اعتقادات خاطئة،
عرفت خطورة الأنمي على الأشخاص وأن ممكن يوصل الشخص للإلحاد فعلًا ويدسُّ في عقله سمومًا كثيرة عافانا الله..
حمدت الله على نعمة التوبة.

#مشاركات_البوت

"الوقت أنفَس ما عنيتَ بحفظه... وإضاعته أسهل ما عليك"

قال الحسن البصري رحمه الله:
"يا ابن آدم، إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك."

فكأنما كان يرى أن الإنسان لا يُقاس بعمره، بل بما يفعله في عمره.

وقال أيضًا:
"أدركتُ أقوامًا كان أحدهم أحرص على وقته من حرصكم على دراهمكم ودنانيركم."

وقال ابن مسعود رضي الله عنه:
"ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي."

القرآن الكريم لم يغفل قيمة الزمن، بل أقسم الله به في مواضع كثيرة، فقال:

{وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر:1-2]
{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ} [الليل:1-2]
{وَالضُّحَىٰ * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ} [الضحى:1-2]

كلها إشارات إلى عظم هذا المورد الغالي: الزمن.

أما النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال:
"اغتنم خمسًا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وفراغك قبل شغلك..."

الوقت رأس مالك، فلا تفرّط فيه.

أعمار الصالحين كانت معمورة بالذكر، والعبادة، والعلم، وخدمة الدين.

كل يوم يمر هو خزينة تُفتح، إما أن تملأها بالحسنات أو تُفلت منك خاوية.

قال ابن القيم رحمه الله:
"إضاعة الوقت أشد من الموت، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، وأما الموت فيقطعك عن الدنيا وأهلها."

فيا نفس... إن الليل والنهار يعملان فيك، فاعملي أنت فيهما!

البعض قد يرى أنكم يا جماعة تكبرون الأمر والله، وهذه أمور بسيطة لا تتعدى كونها وسائل تسلية وترفيه؟!

وهذا ناتج عن الغفلة من علّة وجودك في الدنيا..
الحقيقة أعمق من ذلك، فلو تأملت الغاية التي خُلقنا من أجلها، لأدركنا أن الانغماس المفرط في مثل هذه الأمور يُعد انحرافًا عن الصراط المستقيم..

خلقنا الله سبحانه لأمر عظيم، هو عبادته وحده لا شريك له، وهذه الغاية هي التي من أجلها أُرسلت الرسل، وأنزلت الكتب، وبُينت السبل.
فالحياة ليست عبثًا، ولم يترك الإنسان هكذا سدىً يمر وقته بلا قيمة..
بل إن كل لحظة من عمره هي فرصة للتقرب من الله والسعي إلى مرضاته..
كل لحظة هو عليها محاسب.

ولا يُفهم من ذلك تحريم كل لهو أو ترفيه، فالله سبحانه هو الخالق وهو المشرّع، الفطرة تُراعى عندنا؛ وأُبيح لنا الترويح عن النفس ما دام في حدود المشروع.

لكن الخطر يكمن حين تتحول هذه المباحات إلى محور الحياة، ويضيع فيها الوقت الثمين، بل ويُستبدل الجد بالتفاهة، والطاعة بالغفلة.

فمن يقضي ساعات طويلة يوميًا في متابعة ما لا ينفع، وربما ما يضر، كمن يعيش وكأن لا آخرة تُنتظر، ولا حساب يُنتظر. والواجب على المسلم أن يكون وعيه حاضرًا، وأن يُحسن استثمار عمره فيما يُقرّبه من خالقه، وألا يسمح للتفاهات بأن تسرق منه أغلى ما يملك: وقته وعقله وقلبه.


#ما_وراء_الأنمي

.
أعالج روحي علاجا حقيقيا بهذه الآية!
.

#ون_بيس
#مخالفات_الأنمي

- المقطع من صفحة "فارس".

" أنا طالبة في السادسة عشر من العمر، مثل كل من في جيلي تقريبًا. فتحنا أعيننا على قنوات دبلجة الأنمي الياباني، وتعلقنا به منذ الصغر.

لما لنا معه من ذكر، هذا الأمر البسيط في أعين آبائنا في ذلك الوقت هو، وعلى الأغلب، الباب الذي دخل منه أغلبنا هذا العالم الفسيح.

ومن تجربتي الخاصة وملاحظتي، أود أن أتحدث عما أراه أسبابًا جوهرية لتعلق الجيل بهذه البرامج والأغاني اليابانية والكورية.
أود أن أتقدم ببعض النصائح التي جربتها شخصيًا وساعدتني في الابتعاد عن هذا العالم.

كنت متابعة لما يسمى الأنمي لمدة تقارب ثماني سنوات كنوع من التسلية والترفيه، وربما أغلب من يتابعه اليوم لا يسأل أصلاً لماذا يتابعه، وفقط كنوع من تضييع الوقت والتسلية، التي تمركزت عليها الحياة اليوم للأسف.

في جروبات متابعي الأنمي وتعليقاتهم، كنت أتعجب دائمًا من الولاء الشديد الذي يبدونه لما يحبون. فهم يدافعون عن عرضهم المفضل مدافعة الأسد عن فريسته، مع أنهم يصرحون أن ما يفعلونه هو فقط للمتعة. ومن المفترض أن المتعة شيء ثانوي.
إذاً لماذا هذا الوفاء وهذا الولاء وهذا الدفاع المستميت عن عرضك المفضل أو شخصيتك المفضلة؟

لكن المرء لا يبدأ هكذا، فمن يدخل هذا العالم مستجداً لا تلاحظ عليه ذلك الولاء، هو أمر يأتي لاحقًا مع التعمق. فكلما وهبت وقتك لهذا الأنمي أو لهذه الفرقة، كلما ملأ مساحة أكبر من تفكيرك واهتماماتك وحتى أحلامك وأهدافك وتصوُّرك المستقبلي عن نفسك.

فأغلبهم اليوم يحلم بالسفر إلى اليابان والعيش هناك وتعلم اليابانية.

وأصدقكم القول، كنت أنا كذلك، وخاصة مع "خواطر" الذي قدم دفعة نفسية وأثبت أن اليابان كوكب آخر وجنة، ولا أدري ماذا، وأنهم بشر غير البشر. واجتمعت صورة الياباني وتوالت ورائها صورة الكوري، واليوم هناك انتشار غريب للأنمي والألعاب صينية رُّوجت رواجًا هائلًا مثل لعبة "جينش إنفاكت" التي لا يوجد من لم يسمع بها اليوم.

وأخاف صراحة أن يكون هذا نقطة بداية تلميع للصينيين كذلك.

يستحضرني موقف وقع لي مع صديقة قديمة كانت كذلك مولعة بالكيبوب وهذه الفرق الكورية. كنا دائمًا نسخر من وضع أفراد هذه الفرقة لمساحيق التجميل وتشبههم بالنساء.

فهي كانت تحزن وتغضب وتنزعج، ولكننا لم نولِ أبدًا اهتمامًا لهذا الأمر، كنا نأخذه بمحمل السخرية. حتى جاء في يوم ما وقالت: "إذا كنتم تحبونني وتحترمونني، وكنت أكنّ أو أعني شيئًا، فتوقفوا عن هذه السخرية".

هنا فهمت أن الأمر لم يعد مجرد إعجاب بريء ولا اهتمام بسيط، وأن الأمر تفاقم حتى تلخص قيمتها هي احترامنا نحن لأفراد هذه الفرقة التي كانت تفضلها.

فبدأت أدخل جروبات لهؤلاء الفتيات وأبحث أكثر عنها هذه الفرق. كنت أضع عيني على فيديوهات على يوتيوب، مثل عناوينها: "انظروا ماذا يقول الكوري الفلاني عن الفتاة العربية؟" فأجد مثلاً أنه يمدح الجمال العربي والعيون الكبيرة.

وبدأت تنتشر فيديوهات تتحدث عن أفراد الفرق، مثلاً: ماذا يأكلون؟ ماذا يشربون؟ تدرسهم دراسة، وبدأت تنتشر أيضًا قنوات لكوريين يتعلمون اللغة العربية. وبدأنا نسمع أخبارًا عن انتشار الثقافة واللغة العربية في كوريا.

وكنت أرى في البداية أن هذا أمر جيد، يعني ثقافتنا تنتشر عندهم. ولكن، هل كان هذا الانتشار بسبب الإسلام؟ هل كان الإسلام هو من ينتشر؟
لذلك مثلًا أولووا اهتمامًا بلغتنا وثقافتنا، لا إذا لم يكن الإسلام، وإذا لم يكن الحق المطلق فهو الباطل.

فها نحن اليوم نرى أن هدفهم كان استقطاب الجمهور العربي نحو هذه الفرق، بعدما رأوا رواجًا لبضاعتهم عندنا.

من الأسباب التي أراها لانتشار بضاعتهم وحب العرب لليابانيين مثلاً أو الأنمي والفرق الكورية، أولًا هو التعرف على الأنمي منذ الصغر، ثم تتوالى الفرق الكورية في الكبر.

لأنك إذا فتحت بابًا من هذه الأبواب، باب الأنمي وباب الكورية، فإن أبوابًا أخرى وراءها سوف تُفتح بابًا بعد الآخر، وسوف تجد أنك دخلت في متاهة لا تنتهي.

لكن السبب الرئيسي، وأرى أن مفتاح حل هذه المعضلة في فهم هذا السبب، هو أننا نجرّ مشاهدتنا لهذه البرامج وسماعنا لهذه الموسيقى من الصورة الكاملة.
ونختصرها في أن هذا السلوك هو فقط للمتعة، وهي الحجة التي تجعلنا نستمر. فنحن لا نعي أبدًا تبعات تلميع صورة الكوري أو الياباني..".

#يتبع
#الكيبوب_والكيبوب
#تائبون
#ما_وراء_الأنمي

نحن لا نعي أبدًا تبِعات تلميع صورة الكوري أو الياباني على حساب صورتنا كعرب أو مسلمين، واليوم يعاني شبابنا من شعور كبير بالنقص والازدراء للذات، لأن في نفسه قد لمع سابقًا ذلك النموذج لصورة الياباني المجد العامل المثالي - وإن كان في ذلك جزء من الصحة [ في كونهم مُجدِّين في عملهم ]- إلا أنَّك أيها المسلم على حق وهم على باطل، فهذا كفيل بأن تحترم نفسك.

وكثير من المستمعين سيقولون إنني أبالغ، لكن الخطر الأكبر هو أن هذا الأمر لا يُلاحظ إلا لاحقًا، أي أنك لا تلاحظه مع البداية، لكن سيأتي اليوم.

سيأتي الآن من يقول: كيف لمشاهدة الأنمي أو سماعي لموسيقى كورية أن تجعلني أحتقر أو أزدري ذاتي؟ نعم، بالطبع هذا لن يحدث مباشرة، لكن مشاهدة الكثير وسماع الكثير يؤديان إلى ذلك.

نحن لا نعي أننا نسوّق لبضاعة غير بضاعتنا مليئة بالعقائد الباطلة، ونجرد هذا السلوك من الصورة الكاملة التي تجعل من هذه المتابعة تسويقًا لهذه البضاعة. ومن المقارنات الناتجة عن الاهتمام بثقافة أخرى، ما يتسبب في استصغارك لذاتك واستصغارك لأمتك.

نفيُنا لهذه الحقائق والنتائج التي نلاحظها اليوم تجعلنا دائمًا نجعل مشاهدتنا لهذه البرامج مجرد مشاهدة للمتعة، وكأن المشاهدة للمتعة صارت حجة كمن يقول له: "لا، لا تشاهد الأنمي الفلاني لأنه فيه مشاهد مخلة"، فيقول: "إنها مجرد لقطة أو اثنتان، وأنا أشاهد فقط بهدف التسلية".

فماذا نفَت هذه التسلية؟ هل نفَت حقيقة وجود تلك المشاهد؟ أم نفَت حقيقة أن مشاهدة تلك المشاهد حرام؟ فأصبحتَ كمن يقول: "أنا أفعل محرّمًا للمتعة"، بينما يستصعب غيرك التوقف عما حرّم الله بسبب الإدمان وصعوبة التوقف.

فتأتي أنت وتجاريه بأنك تريد أن تستمتع. أليس الأولى أن تكون أنت أول من يبادر؟

المغزى أننا لا نحس أو نشعر بمسؤولية تجاه ما نشاهده، ففقداننا لهذا الشعور يهون لنا فعل ما نحب وقت ما نشاء.

سبب آخر وهو حب الشعور بالانتماء، حيث ترى أن هذه المجموعات تطلق على أنفسها ألقابًا كأنهم أحزاب، سبحان الله!

فمثلاً، متابعو الأنمي يسمون أنفسهم "أوتاكو"، والأوتاكو هذا مرض نفسي في اليابان. ومتابعو الفرق الكورية، الكيبوب، لكل فرقة موسيقية ولكل متابع أو معجب بها اسم مختلف.

الشباب مثلاً يحبون الشعور بالانتماء لمجتمع معين، مع أن الشعور بالانتماء للإسلام ينبغي أن يملأ هذا الفراغ ويزيد.

ولكن هناك عوامل أخرى، مثل المدارس الحكومية اليوم التي تفتقر للتعليم، أو بالأحرى التنشئة الإسلامية الصحيحة، إضافة إلى تشويه الإعلام لصورة المسلم اليوم، فصارت عبارة "أنا مسلم" كأنها مجرد معلومة من معلومات الهوية، ليس فيها أي شعور بالانتماء.

مثلاً، لم نعد نجد اجتماعات لصحبة يتناقشون في مواضيع إسلامية، وإنما يناقشون الأغنية التي خرجت اليوم، أو الشخصيات المفضلة، أو الأفلام التي شاهدوها.

إضافة إلى اختيار بعض الشباب لهذه الموسيقى والبرامج كوسيلة للهروب من الضغوط التي يعانونها، والمشاكل الأسرية التي يواجهونها.

أريد أن أقدم بعض الحلول التي ساعدتني شخصيًا في الابتعاد تمامًا عن عالم الأنمي.

أهم شيء تفعله الآن هو أن تتعلم؛ عليك أن تتعلم أخطار ما تشاهده على نفسك وعلى دينك وعلى أمتك.

فعندما تعلم وتدرك ما تشاهده، سوف تشعر بالمسؤولية وتعلم أنها ليست مشاهدة بريئة لأنمي ياباني، وإنما هي تسويق لبضاعة باطلة.

أغلب الذين يتابعون الأنمي اليوم يولون اهتمامًا للقصة والشخصيات وتسلسل الأحداث والإنيميشن إلى آخره، لذلك عندما يتم درس أفكار مغلوطة أو تأخذ القصة منحنًى عقائديًا، وتبدأ في نشر عقائد باطلة خاطئة، لن يلاحظ المتابع ذلك أو يولي اهتمامًا، لأنه لا يعرف، لا يعلم.

لكن عندما يتعرف ولو بشكل بسيط على هذه الأفكار، سيبدأ عند مشاهدته للأنمي مثلاً، يضعُف تركيزه على القصة والأحداث تدريجيًا، لأنه الآن يعرف أن ما يشاهده باطل، وسيشعر بالمسؤولية إذا أراد أن ينصح أحدًا بهذا البرنامج، ثم سيفقد اهتمامه شيئًا فشيئًا.


#تائبون
#الأنمي
#ما_وراء_الأنمي

قُم واغتسل صَلّ صّلاة التَوبة لا تؤجل، وادعُ الله بِكُل ضعفٍ وانكسارٍ أن يردكَ إليهِ ردًا جميلاً؛ وأن يُعينكَ على استغلال هذهِ العَشر المُباركة؛ قُم فكَمْ مِن الأوقاتِ ضيعتَ فِي مُتابعةِ التافهِين؛ وما لاَ ينفعكَ وقد يضركَ، أتعجز فِي هذِه العشر أن تُكبل نفسكَ بِكُل ما أوتيتَ مِن قُوة؟! عشرةُ أيامٍ ستمرُ سريعًا؛ فلا تُضيّعَها ابتعدِ عِن المُشتتات، وصّل الصّلاة فِي وقتهَا حافظ على الأذكَار ما استطعتَ، اقرأ القُرآنَ أكثر مِن الذكِر ولا تنسى كُن فِيها مِن الصائمينَ "اغصب نفسكَ" لا تعطهّا ما تُريد لا تجعَلهَا تقودك نحَو المَعاصِي هِي عشر لا تُضيّعهَا؛ أنتَ تحتاجُ إلى الحسنات تحتاجُ إلى التَقرب للهِ رغمًا أو طوعًا مهمَا توهمتَ السعادةَ وأنتَ مِن اللهَ بعيدٌ فمَا ذاكَ إلا محضُ سرابٍ سيختفِي فِي أيّ لحظة، ولنَ يكُون بعد الموتِ رجعة!

#العشر
#التوبة
#ما_وراء_الأنمي

هذا مقطع مفرغ للشيخ محمد صالح المنجد -فك الله أسره- يحتوي على ١٨٠ عمل صالح في مواسم الخيرات

الأعمال مرتبة بشكل سهل للقراءة ومناسبة لفعلها في هذه الأيام المباركة

أعاننا الله وإياكم وتقبل منا ومنكم🌸

يومنا هذا فيه فضيلتان:
•فضيلة يوم الجمعة.
•فضيلة كونه في عشر ذي الحجة.

أيضًا فيه ساعة استجابة؛ لا يوفقها أحد يدعو إلا استجيب له! (كثير من العلماء قالوا أنها بعد العصر).

أكثروا في هذا اليوم من الأعمال الصالحة،
ومن الأعمال الصالحة الدعاء.

( منقول )

تخيَّل أن تكون في هذه الأيام المباركة، التي تعظّم فيها الأعمال والذنوب، غارقًا في مشاهدة الأنمي والمسلسلات، تُضَيِّع وقتك وحياتك الحقيقية في عالم خيالي، باحثًا عن متعةٍ زائفة تسرق منك عمرك الثمين ولحظاتك التي لا تعود.
أما آن لك أن تتوقف؟ أن تستعين بالله وتتوب إليه، وتبدأ من جديد؟ لعلها تكون نقطة البداية في رحلة العودة إلى الله.

#توبة