#رسائل_الخاص

أنا كنت من أكثر المحبين للأنمي، وكنا نسمي أنفسنا "أوتاكو" والمعنىٰ باللغة اليابانية: (المهووس)
كنت أحب الأنمي لدرجة لا توصف، وأتخيل أنهم معي وبجانبي، ويراقبون ما أفعل، لكنني لا أراهم..
وشاهدت أكثر من 200 أنمي، وبعض الأنميات بها 700 أو 200 أو 100 أو 50 أو 24 أو 12 حلقة!
وكنت أشاهد 24 او 50 حلقة باليوم، وكنت فعلًا متعلقة بهم كثيرًا لدرجة الأوتاكو..
ولكن بفضل الله -عز وجل- أولًا، وبفضل الشيوخ والدآعين للخير ثانيًا -جزانم الله خيرًا- علمت أن الأنمي محرم، وأعطاني الله البرود الشديد تجاهه؛ فبت لا أشاهده، وقمت بحذف أي حلقة في جهازي المحمول، ولم أشاهد الأنمي لمدة طويلة، حسب اعتقادي كانت آخر مرة قبل 6 أشهر تقريبًا، الحمد لله والشكر لله..
والآن، كل مرة أتعلم شيئًا في الدين، أتذكر الأنميات التي شاهدتها ولم أكن علىٰ علم بالسموم المدسوسة بها؛ من ماسونية، وإلحاد، نصرانية، وشواذ..

أسال الله -عز وجل- أن يهدي كل مسلم ومسلمة ضالين عن دينهم، ويهديهم كما هداني وأكثر، والله وأقسم بالله ثلاثًا أنه سم في العسل، كما يقول أجدادنا..
وبفضل الله، الآن لا أنمي ولا هوس.

صدِّق الدجال !

وهي الرسالة المركزية لمن نجا من رسالة «اكْفُرْ» قبل خروج الدجال.

تحمل الكثير من الأفلام و برامج الأطفال و الأنميات رسائل تُروج للسحر ولطاقة الأحجار الكريمة التي تشفي المرضى وتحيي الموتى، وتُنبت الزرع وتُنزل المطر -والعياذ باللّٰه- وهو ما يتم الترويج له، كي لا يجد الأعور الدجال مقاومة بعد خروجه؛ عندما يحييّ لأحدهم أباه أو أمه، فيؤمن به.

وقد قامَ رَسولُ اللّٰه ﷺ في النَّاسِ فَأثنَى علَى اللّٰه بما هو أهلُه، ثُم ذَكر الدَّجَّال، فَقالَ: «إِنِّي لَأُنذركمُوهُ، ما مِن نبِي إلَّا وقد أنذرَهُ قومَهُ، لقد أنذرَهُ نوحٌ قومَهُ، ولكِن أقولُ لكُم فيهِ قَولًا لَم يقلهُ نبيٌّ لِقَومهِ: تَعلَّموا أنَّهُ أعوَرُ وأن اللّٰهَ تباركَ وتعالَى ليسَ بأعور.» [رواه مسلم]

وقال النبيﷺ: «لأَنا أَعلَمُ بما مع الدَّجال منه؛ معه نهران يَجريان، أحدُهُما رَأيَ العينِ ماءٌ أَبيَضُ، والآخرُ رَأي العَينِ نَارٌ تأجَّجُ، فَإمَّا أَدرَكَنَّ أَحدٌ، فَليأتِ النَّهرَ الَّذي يَراهُ نارًا وَليُغمضُ، ثُمَّ ليُطأطِئ رَأسهُ فَيَشربَ منه؛ فإنَّه ماء بارد، وإنَّ الدَّجَّالَ مَمسوحُ العَينِ، عليها ظَفَرَة غَليظةٌ، مَكتُوبٌ بَينَ عينَيهِ: كَافرُ، يَقرؤهُ كلُّ مؤمِن كاتبٍ وغيرِ كَاتبٍ.) [رواه مسلم]

وقالﷺ: «الدَّجالُ مَمسُوحُ العَينِ مَكتُوبٌ بَينَ عَينَيهِ كَافرُ، ثُمَّ تَهَجَّاها ك ف ر يَقرَؤهُ كُلُّ مُسلِمٍ.» [رواه مسلم]

وقال النووي: "الصحيح الذي عليه المحققون أن الكتابة المذكورة حقيقة جعلها اللّٰه علامة قاطعة بكذب الدجال، فيُظهِرُ اللّٰه المؤمن عليها، ويخفيها على من أراد شقاوته." انتهى.

لذا يجب أن يسعَى كل مسلم لأن يكون مؤمنًا حتى ينجيه اللّٰه من كل الفتن.

كيف يكون مؤمنًا؟
بأن يَصدُقَ اللّٰهَ في أقوالِه وأفعالِه.

فاللّٰه أخبرنا أن الأيمان درجة أعلى من الإسلام

قال تعالى : ﴿ قَالتِ الأَعرَابُ آمَنَّا قُل لَّم تُؤمِنُوا وَلٰكِن قُولُوا أسلَمنَا وَلَمَّا يَدخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُم وَإن تُطيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتكُم مِّن أعمَالِكُم شَيئًا إنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾

وبالحرص على الاستقامة وتقوى اللّٰه تعالى، باتباع أوامره، واجتناب نواهيه، فبهذا تحصل معيّة اللّٰه تعالى لعبده فيحفظه مما يكره.

قال اللّٰه تعالى: ﴿وَمن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لَا يَحتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسبُهُ﴾

لذا يجب أن يخشى كل مسلم يرتكب المعاصي على نفسه من الفتن، فمن يحفظ اللّٰه ولا يرتكب ما نهى اللّٰه عنه، يحفظ اللّٰه قلبه.

هل يتساوى من عاش يؤثر رضا اللّٰه على ما تهواه نفسه من الشهوات، ليعصم قلبه من أثر المعاصي وليتمتع بقلبه خاليًا من النِكات السوداء، فيبصر بنور البصيرة كل الفتن، ويقرأ <كافر> بين عيني الدجال.
هل يتساوى مع من عاش حياته لا يرى إلا هواه ويتبع شهواته، ويستمتع بكل ما نهى الله عنه من الغناء و المعازف والأفلام و المسلسلات المتخمة بالترويج للسحر، الشعوذة، الأباطيل والشركيات وغيرها.. فنكتت النكات السوداء في قلبه وأصبح لا يشع بنور البصيرة ؟!

قال تعالى: ﴿أَم حَسِبَ الَّذِينَ اجتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَجعَلَهُم كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحيَاهُم وَمَمَاتُهُم سَاءَ مَا يَحكُمُونَ﴾

قال السعدي في تفسيره :
أم حسب المسيئون المُكثرون من الذنوب المقصرون في حقوق ربهم؛ ﴿أَن نَجعَلَهُم كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ بأن قاموا بحقوق ربهم، واجتنبوا مساخطه ولم يزالوا مؤثرين رضاه على هوى أنفسهم؟
أي: أحسبوا أن يكونوا ﴿سَوَاءً﴾ في الدنيا والآخرة؟ ساء ما ظنوا وحسبوا وساء ما حكموا به. فإنه حكم يخالف حكمة أحكم الحاكمين وخير العادلين ويناقض العقول السليمة والفطر المستقيمة، ويضاد ما نزلت به الكتب وأخبرت به الرسل، بل الحكم الواقع القطعي أن المؤمنين العاملين الصالحات لهم النصر والفلاح والسعادة والثواب في العاجل والآجل، كل على قدر إحسانه، وأن المسيئين لهم الغضب والإهانة والعذاب والشقاء في الدنيا والآخرة.
انتهى رحمه اللّٰه.


ومن الجدير بالتنويه عنه: أن الدجال من بني آدم، وليس هو إبليس، وليس هو النظام العالمي كما يُشاع، وليس هو الشاشات و الأجهزة الإلكترونية.
وإن كان الدجال والشاشات ومن يسعى للسيطرة على العالم بمكر الليل والنهار؛ كلهم من جُند إبليس.


وقد أجمع أهل العلم أن الدجال سيتبعه من لا يؤمن باللّٰه واليهود، وكثير من المسلمين الذين سيفتنهم بما معه من خوارق.

📌Akatsuki no Yona | فجر يونا 2
الجزء الأول.

الأسطورة والأساس الذي بُنيت عليه أحداث الأنمي.

الملك (هيريو) والتنين الأحمر:

- الملك (هيريو) كان تنينًا سماويًا أحمرا، وكان يتمتع بقوة إلهية هائلة ومكانة عظيمة بين الآلهة - تعالى ربنا تما يصفون-.
- قرر الملك (هيريو) أن يتخلى عن مكانته في السماء ويتحول لبشري يعيش بين البشر على الأرض بسبب حبه لهم، لكنه سرعان ما أدرك أن البشر لا يُقدِّرون التضحية التي قدمها.
- البشر خانوا (هيريو)، وأحاطوه بالمعاناة، مما جعله يشعر بمرارة شديدة. رغم ذلك، رفض التخلي عنهم و العودة إلى السماء، متمسكًا بحلمه في بناء مملكة تعيش في سلام.

التنانين الأربعة السماوية:

- عندما رأى التنانين السماوية الأربعة معاناة (هيريو)، تأثروا بولائه وإصراره على العيش بين البشر.
- بدافع الوفاء، منح كل منهم دمه لبشر مختارين ليكونوا بمثابة حاملي قوى التنانين.

قوى التنانين الأربعة:

1) التنين الأبيض (Hakuryuu)
  - يمنح حامل قوته مخالب تنين قوية بشكل لا يُصدق، قادرة على تمزيق أي شيء بسهولة. 

2) التنين الأزرق (Seiryuu)
  - عيناه تحملان قدرة خارقة على الرؤية، سواء في الظلام أو عبر المسافات البعيدة. 

3) التنين الأخضر (Ryokuryuu)
  - يمنح حامل قوته قدرة مذهلة على القفز والطيران تقريبًا بفضل ساقيه القويتين. 

4) التنين الأصفر (Ouryuu)
  - يمتلك حامل قوته الخلود، فلا يمكن أن يُقتل أو يشيخوالوحيد القادر على أذيته وقتله هو الملك هيريو أو سليله. 

سقوط المملكة والأسطورة الممتدة:

- بعد موت الملك (هيريو)، حاملو قوى التنانين استمروا في الظهور عبر الأجيال.
- حاملو القوى مرتبطون بالملك أو سليله. هم مقدّر لهم أن يظهروا عندما تحتاج المملكة إليهم، مثلما حدث عندما بدأت الأميرة يونا رحلتها لإعادة بناء المملكة.

التأثير في القصة الحالية:

- الأميرة يونا هي سليلة الملك هيريو، ولذلك اجتمع حولها التنانين الأربعة (النسخ الحديثة من حاملي القوى).

أحد مساعدي البطلة والذي وجّهها للطريق الذي سلكته في الأنمي هو "كاهن يسمع صوت الإله" بل ونقل لها كلام الإله.

#AkatsukinoYona@moukhalafat

كل المتحدثين رجال.

كما أن إحدى الشخصيات الرئيسية المحبوبة لدى كثير من الفتيات مكتوب في ملف تعريفها: إنه مُغازل كبير، ولا يهتم سواء كان من يغازله رجلًا أو فتاة.

#AkatsukinoYona@moukhalafat

أضرار نشر ثقافة الشخصيات ذات القوة الخارقة:

• تدمر هذه النوعية من الأفلام والأنميات عند المتلقي مفهوم وجود الله وأنه تعالى ربنا ليس كمثله شيء.
• وتدمر مفهوم العبودية والخوف والرجاء واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى.
• تدمر مفهوم حدود القدرات البشرية، فهو يرى جسدًا بشريـًا، وقدرات خارقة، فلماذا لا يمتلك هو أيضا مثلها ؟!
• تدمر عقيدة الرضا بقضاء الله إذا أصيب بما يعيقه وما لا يرغب بحدوثه.

والنتيجة: لا يعترف المتابع بأن وجوده في الدنيا لأجل العبودية لله، ولا يعترف بضعفه، وعجزه.

• تدمر مفهوم معجزات الأنبياء الخارقة، فتميع الفارق بين المعجزات والشعوذات، وتؤهل المتلقي لتصديق الدجاجلة في كل عصر، وتؤهله لأتباع الدجال بما يأتي به من خوارق إن عاصره.

• تدمر عند المتلقي مفهوم القدوات، وتجعله يستصغر كل مجهودات المحيطين به ممن ينبغي له الإقتداء بهم.

• تدمر لديه القدرة على الاستمتاع بقصص الأنبياء والسيرة وسير الصحابة، الأبطال الحقيقيين!

فهل سينبهر المتابعون بمن هو مثل خالد بن الوليد الذي تكسرت تسعة سيوف على يديه يوم موته ؟!

وبعد جهاده وبطولاته في فتوحات العراق، سار لفتوحات الشام بخطط قراءتها تمتع القلب أكثر من خطط الخارقين في إنقاذ المدينة، وأمتع من جميع قصص الأنمي والمسلسلات.

ام هل سيبهره البراء بن مالك الذي قاتل يوم اليمامة أتباع مسيلمة الكذاب _أقوى وأخطر جيوش الردة_ قتال الأبطال، ولما احتمى المشركون بحديقة محصنة، جلس البراء على ترس وحمله إخوانه على رماحهم وألقوه من فوق حائطها وقاتل وحده جموع المشركين، حتى افتتح باب الحديقة فجُرح يومئذ بضعة وثمانين جرحـًا.

لم تكن مخاطراتهم في سبيل تحديات ينشرونها على التيك توك، بل كانت في سبيل الله !

و في معركة تستر في فتوحات العراق:
طلب البراء بن مالك من المسلمين أن يربطوه بسلسلة محماة ويلقوه داخل أسوار العدو، كانت الخطة أن يتمكن البراء من فتح الأبواب للمسلمين من الداخل، وتعرض البراء لجروح بالغة، وطار لحمه بسبب السلسلة المحماة التي استخدمها لتحقيق النصر فأنقذه أخوه أنس بن مالك بفضل الله بيديه العاريتين !

كيف للمتابع بعد أن تعلق بالخارقين أن يؤمن بأن جند الله هم الغالبون، طالما يقاتلون في سبيله، وكيف له أن يؤمن بأن الدعاء سبب ووسيلة للنجاة والنصر ؟!

ففي معركة تستر عندما بدأت بوادر هزيمة المسلمين دعا البراء بن مالك بالنصر،
فهو ممن قال عنهم النبيّﷺ: (كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لاَ يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ، مِنْهُمْ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكِ). [صحيح الترمذي]

#رسائلكم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه قصة توبتي، وأحسب أني كنت من أكثر من تعمق في هذا المجال:

بدأ تعرفي علىٰ الأنمي من قناة يوتيوب سعودية مشهورة بـ (حلقات توب 5)، قامت بعمل حلقة عن الأنمي، ومدحوا أنمي مذكرة الموت بطريقة لا توصف؛ مما أثار فضولي ناحيته؛ فذهبت و شاهدته كله في مدة قصيرة جدًا!
وفورًا، بدأت بإخبار أصدقائي عنه، حتىٰ أن هناك بعضًا من دخل هذا العالم النجس بسببي...

وطبعًا بعد ديث نوت بدأت أبحث أكثر علىٰ يوتيوب، وقنوات الأنمي ما قصرت في تزيين الباطل بصراحة؛ فدخلت في دوامة كبيرة من المسلسلات، وبعد المسلسل أشاهد تحليلات وانطباعات، وكنت شبه منعزل عن أهلي، وحياتي الاجتماعية صارت أضعف بكثير، وصار عندي مجلدات علىٰ هاتفي بالمسلسلات الكاملة!

وأخطط وأنظم وقتي لمشاهدة هذه المسلسلات، كأن هذه هي أولولية حياتي، وباقي الأمور؛ من دراسة وأهل- هي أمور جانبية.
وأما عن الموسيقىٰ وأغاني الأنمي، فقد كنت مدمنًا لها، مع أني كنت ملتزمًا قبل ذلك، لكن فتنة الانمي عظيمة ولا حول ولا قوة إلا بالله!

وأذكر أني كنت أجمع أسماء المسلسلات الكاملة التي تابعتها، وأتباهىٰ بها، حتىٰ أني توقفت عن العد بعدما وصلت (٢٥٠) مسلسل، وأكملت مشاهدة الأنمي لأعوام بعدها بوتيرة مرعبة، لربما كنت أشاهد أكثر من (٢٠) حلقة يوميًا؛ فأذكر أني شاهدت أكثر من (٣٠٠/٤٠٠) مسلسل، ووصلت لهذه المرحلة تدريجيًا طبعًا، حتىٰ لا يظن أحد أنه آمِن!
وفوق ذلك، تعلمت اليابانية وأتقنتها، ومعروف لدىٰ متابعي الأنمي حبهم لبنات اليابان، ومن سفهي أني قد دخلت حتى في علاقة مع إحدىٰ اليابانيات!

وكما ذكرت أني كنت ملتزمًا، ولما بدأت أتعمق في فعل الحرام؛ كالأغاني، والتواصل مع بنات يابانيات، كنت أحتقر نفسي كثيرًا، وكنت أدعو الله أن يخلصني من شر أعمالي؛ فشاهدت مقطعًا لأحد الدعاة عن الأغاني، وأن المستمع لما حرم الله يصب في أذنه الآنُك (الرصاص المذاب)؛ فخفت، ومسحت ملف الأغاني كله، وكنت في علاقتي المحرمة مع اليابانية نادمًا، وأتوب وأرجع كثيرًا، حتىٰ تاب الله عليّ.
وبعدها، ألقىٰ الله في قلبي الملل ناحية الأنمي تدريجيًا، وذلك أظن أنه بسبب القرآن؛ فالقرآن لا يجتمع في القلب مع الباطل أبدًا، ثم وفقني الله أن بدأت في طلب العلم، حتىٰ صارت مجلدات هاتفي المليئة بالأنمي، مليئة بسلاسل شرح المتون ولله الحمد!
وكل هذا وما زلت أشاهد، لكن أقل بكثيييير، ربما حلقة أو اثنين في الأسبوع.
ولاحظت أني ما تكلمت أبدًا عن الشركيات في الأنمي؛ فإني كنت من جماعة: "أنا لا أتأثر"، وكنت من أكثر من يذب عن الأنمي، لكن كان هناك شيء بداخلي، حتىٰ شاهدت مقطع الشيخ حسام من وزارة الدفاع العقدي جزاه الله خيرًا، وتوقفت بعدها تمامًا، وصرت من أكبر المحاربين للأنمي.

أعتذر أني أطلت كثيرًا، لكني أريد أن أقول شيئين:
أولًا: أن الله إذا رأىٰ من العبد صدقًا؛ فإنه لا يخذله أبدًا، وأهم شيء الدعاء، والتوبة المستمرة، وعدم القنوط من رحمة الله، و عدم الرضا بالباطل، مهما بلغ سوء حالك، إياك أن ترضىٰ بما أنت عليه!

وثانيًا: والله إن سعادة ركعتين في قيام الليل، أو آية تتدبرها من كتاب الله، أو معلومة جديدة تتعلمها من العلم الشرعي، أو محاورة مسلم ضال؛ حتىٰ يهديه الله علىٰ يديك- والله والله لا تعدلها لذة المعاصي الزائفة تلك!
وما تشعر به عند مشاهدة الأنمي هو سُكْر وليس سعادة، والسعادة الحق في القرب من الله ﷻ.

(أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا).

[ سورة الأنعام: ١٢٢ ].

"أعلم أنني علىٰ خطأ، لكنني لا أتركه، ولعل
ربي يهديني!"

هذا ما قد يقوله البعض عند إدراكه أنه غارق في معصية، ورغم إقراره بحرمتها، يستمر فيها بلا توبة!

وهذا لا يعدو كونه محاولة لترقيع ثوبٍ مهترئ؛ فإن كنت تعلم، فاعمل، واترك، وجاهد نفسك ألا تعود.
قال الله تعالىٰ:
﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾
[آل عمران: ١٣٥].

أي إنهم تابوا من ذنوبهم، ورجعوا إلىٰ الله قريبًا، دون أن يستمروا علىٰ المعصية، أو يصروا عليها وهم يعلمون حرمتها.
وإن زلّت أقدامهم وتكرر منهم الذنب، جددوا التوبة بصدقٍ وإصرار.

- هل الأمر صعب؟
= نعم، ومن قال إن التوبة سهلة؟
لكنه ليس مستحيلًا، دع الله يرىٰ منك جهادًا حقيقيًا، وصراعًا شريفًا ضد شهواتك ورغباتك، في سبيل رضاه.

ولا تقف علىٰ أبواب المعصية، ثم تشتكي عجزك عن تركها!
إن أردت ترك الأنمي، المسلسلات، أو الأغاني مثلًا؛ فابدأ بخطوات حاسمة: احذف كل ما يتعلق بها من هاتفك، ألغِ اشتراك القنوات التي تبثها، وابتعد عن أي شيء يذكرك بها.
ولا تنسَ أن هذه بداية جديدة، فاشغل وقتك بما هو نافع؛ حتىٰ تُعوّد نفسك علىٰ عادة حسنة، تغنيك عن سابقاتها.

قال ابن الجوزي -رحمه الله-:
حدثنا عبد الله بن المبارك –وكان عاقلًا– عن أشياخ أهل الشام -رحمهم الله-، قالوا:
"من أَعطىٰ أسباب الفتنة من نفسه أولًا- لم ينجُ آخرًا، وإن كان جاهدًا."
وقال ابن القيم -رحمه الله-:
"فما استُعين علىٰ التخلص من الشر بمثل البُعد عن أسبابه ومظانه."

وتأمل قوله تعالىٰ:
﴿وَلَيۡسَتِ ٱلتَّوۡبَةُ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ حَتَّىٰٓ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ إِنِّي تُبۡتُ ٱلۡـَٰٔنَ﴾
[النساء: ١٨].

التوبة ليست لمن يُصرُّ علىٰ المعاصي ويؤجلها إلىٰ حين معاينة سكرات الموت؛ فيقول: "إني تبت الآن." فالتوبة عند هذه اللحظة لا تُقبل؛ إذ إنها لا تنبع من صدق القلب بل من رهبة الحساب فقط..

فبادر الآن، ولا تؤخر توبتك إلىٰ غد؛ فلعل الغد لا يأتي!

أنت أكبر من أن تُضيِّع وقتك في مُتابعة التافهين، ورؤية تفاهاتهم!

أنت أكبر من أن تُضيِّع السَّاعة تلو الأُخرى في زيادة عدد مشاهداتهم..

أنت أكبر من أن تسيطر على عقلك تلك الأفكار -التافهة- بكثرة المشاهدة!.

احظر.. ابتعد..

نصرة الدِّين ومعرفته، العبادة، القرآن، السنة، نفسك، إنجازاتك، أحبَّتك، كلهم أولى بوقتك من هؤلاء!..

‏(قلْ بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون)
الحمد لله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لاشيء قبله ولا شيء بعده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، هذا يوم من أيام الله، يعز فيه من يشاء ويذل فيه من يشاء.

قال تعالى : ﴿ وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَاهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰاسِقُونَ ﴾ [الحشر - ١۹]

قال السعدي في تفسيرها: والحرمانُ كلُّ الحرمان أن يغفل العبد عن هذا الأمر، ويشابه قوماً نسوا الله، وغفلوا عن ذكره والقيام بحقه وأقبلوا على حظوظ أنفسهم وشهواتِها فلم ينجحوا ولم يحصلوا على طائل، بل أنساهم الله مصالح أنفسهم، وأغفلهم عن منافعها وفوائدها، فصار أمرهم فُرُطًا، فرجعوا بخسارة الدارين، وغُبِنوا غبنًا لا يمكن تداركه ولا يُجبر كسرُه؛ لأنهم ﴿هم الفاسقون﴾ الذين خرجوا عن طاعة ربِّهم، وأوضعوا في معاصيه.

لا تكونوا كالذين نسوا الله أي تركوا أمره، أو ما قدَروه حق قدره، فأنساهم أنفسهم أي جعلهم ناسين لها بسبب نسيانهم له، فلم يشتغلوا بالأعمال التي تنجيهم من العذاب، ولم يكفوا عن المعاصي التي توقعهم فيه.

تذكير بمتابعة حساب
الفيسبوك
و الأنستغرام

احفظ دينك ونظرك عن مشاهدة التافهين على وسائل التواصل الاجتماعي ممن لا تستفيد منهم في دينك ودنياك، فإنَّ الشبه خطَّافة والقلوب مُتقلبة ووقتك رأس مالك فاحفظه من الضياع.

السحر في طيات الترفيه : خطر يهدد العقيدة

من أكثر الأمور التي تستهوي المشاهد وتعجبه لذا يعتبر أكثر ما تحتويه وتروّج له المواد الترفيهية بأنواعها، فتحبِّبُك فيه و تعوِّدكَ عليه حتى تستسيغه ولاتنكره بل تنذهل بجمال الأسلوب الذي تضعه فيه وهو من الموبقات !

قال فيه رسول الله ﷺ : 《اجتَنِبُوا المُوبِقات: الشِّرْكُ بالله، و السِّحرُ》

وقال ﷺ:《ليسَ منَّا من تطيَّرَ أو تُطُيِّرَ لَهُ أو تَكَهَّنَ أو تُكُهِّنَ لَهُ أو سحرَ أو سُحِرَ لَهُ ومن أتى كاهنًا فصدَّقَهُ بما يقولُ فقد كفرَ بما أُنْزِلَ على محمَّدٍ》

وقد تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم السحر وكفر الساحر،

يقول الله سبحانه عن اليهود: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} [البقرة-102]

فقد أخبر سبحانه وتعالى في الآية بكذب الشياطين فيما تلته على ملك سليمان -عليه السلام- ونفى عنه ما نسبوه إليه من السحر بنفي الكفر عنه، مما يدل على كون السحر كفرا.
وأكّد كفرَ الشياطين، وذكر صورة من ذلك وهي (تعليم الناس السحر) ومما يؤكد كفر متعلم السحر قوله تعالى عن الملكين اللذين يعلمان الناس السحر (ابتلاءً لمن جاء متعلما) {إنَّمَا نحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} أي لا تكفر بتعلم السحر.

وتعلم السحر وتعليمه واِستعماله عمومـًا من أكثر الظواهر شيوعًا وانتِشارًا في عالم الأنمي، بل يعد من أكثر الأمور التي تميز الأنمي إذ يوجد الكثير من الطلاسم السحرية في الأنميات والرسوم المتحركة تؤذي من يشاهدها ويتأملها دون دراية منه، وهي منقولة من كتب السحر الحقيقية، لكن الكثيرين منا يجهلون ذلك ظنًّا منهم أنها مجرد خيال !

كما أن الكثير من أشكال الوحوش في الرسوم المتحركة والأنمي هي أشكال للشياطين الحقيقية في الكثير من كتب السحر المشهورة، وتكون تلك الطّلاسم عادةً في الخلفية أو على ثياب أو جسد شخصيات الأنمي والرّسوم المتحركة وهناك بعض الأعمال التي تعلِّم المتلقي تلك التعاويذ. (يوجد الكثير من التعاويذ السحرية الواضحة والمحملة في الخلفية الموسيقية كرسائل خفية أيضا).

ويجدر التنويه على أن بعض تلك الكلمات السحرية من خيال المؤلف والبعض حقيقي مستخدم منذ قديم الزمن، مثل: التعويذات في سلسلة هاري بوتر والعديد من الرسوم المتحركة الموجهة للأطفال ألا وهي: «أبراكا-دبرا».
هذه التعويذة الأشهر في الكرتون الموجه للأطفال، التي تواترت شكوى الأمهات من استخدام أطفالهن لها لفعل مالا يقدرون عليه حقيقة، وخاصة عند الرغبة في الاِنتقام؛ لتحويل من ضايقهم لحيوان أو أي شيء حقير.
فحتى إذا كانت تعويذةً من خيال المؤلف، لكنها أفسدت عقيدة الأطفال والشباب على حد سواء، وزرعت حب السّحرِ وتسخيرَه للحصول على ما يتمنون واِستخدام السحر في الاِنتقام.
وجاء في ويكيبيديا، الموسوعة الحرة:
[أبراكا-دبرا (بالإنجليزية: Abracadabra) هي كلمة إنجليزية معناها تعويذة يكثر استعمالها بين السحرة وأصحاب خفة اليد في أعمالهم السحرية، وكان يُعتقد تاريخيًا بأنّ لهذه الكلمة صلة بمعتقدات تزعم أن لها قوة شفائية.
ويُعتقد أن لكلمة أبراكا-دابر أصولًا آرامية وتعني «أنا أصنع ما أقول» أو «أنا أخلق ما أقول».
وهناك من يرجعها لأصول عبرية خاصة بسحر الكابالا (سحر الأرقام اليهودي).
والكثيرون يعتقدون بأن أصل الكلمة يعود إلى أبراكساس؛ وأبراكساس هو أحد آلهة العالم السفلي في اعتقاد الإغريق، عُبد في الإسكندرية في القرن الثاني قبل انتشار المسيحية، له رأس ديك وجسم أسد وأقدامه ثعابين ملتوية ويحمل درعًا.]

ويجب التنبيه على أنها ليست التعويذة الوحيدة بل هناك تعويذات أخرى، فالسّاحرة "الطيبة" في سندريلا لها تعويذة خاصة، وأفلام ميكي ماوس، بالإضافة لتعاويذ فيلم هاري بوتر (هذه أشهر الأعمال، وإلا فإن القائمة تطول.. )

فالواجب الآن الحذر من هذه البرامج وتركها وكذلك الحذرمن جميع السيّئات والبدار بالتوبة واجتناب المعاصي،

فالله يقول: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران-30]، ويقول جل وعلا: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا} [المائدة-92]

فالتوبة هي طريق النجاة بعد الحذر، وإذا وقع الإنسان في الذنب يبادر بالتوبة والندم وسؤال الله المغفرة قبل أن يهجم عليه الأجل.

عهہ‌‏د