ينقل آية اللّٰه السيد المرحوم عادل العلوي
عن استاذه الشيخ عبد الكريم حامد
أبرز تلامذة الشيخ رجب علي الخياط
أنّ شخصاً كان يخدم في مجالس سيّد الشهداء وكان يترنّم ببيت من الشعر باللغة الفارسية
من حسين دارمجه غم دارم يعني أنا عندي حسين فلا غمّ لي إذن ،
فكان جناب الشيخ رجب علي يقول في نفسه :
إنّ الإمام , عليه السلام سيتفضّل على هذا الشخص يوم القيامة ويخلّصه من أهوالها وهمومها وغمّها،
فرأى في ليلة يوم المحشر وإذا بالإمام الحسين عليه السلام يحاسب الناس وهذا الشخص في أوائل الصفوف
، فيقول الشيخ :
قلت في نفسي هذا يومك يا رجل هنيئاً لك ، وإذا به أرى الإمام الحسين عليه السلام يأمر ملكاً أن يجعل ذلك الرجل إلى آخر الصفوف ثمّ التفت إليّ وقال :
يا شيخ رجب علي نحن لسنا رؤساء السارقين ، قال ذلك بغضب ، فتعجّبت من ذلك واستيقظت ، فبحثت عن عمل الرجل وإذا به أجده عاملا للدولة
ويأخذ السكّر ليبيع على الناس بقيمة الحكومي ، وإذا به يسرق مال الناس متحيّلا على الدولة والحكومة آنذاك
ً
ً
نصيحه:
لا تمدح شخص ظالم وسارق في الدولة لأجل مصلحتك
الراضي بفعل قوم يحشر معهم
عن استاذه الشيخ عبد الكريم حامد
أبرز تلامذة الشيخ رجب علي الخياط
أنّ شخصاً كان يخدم في مجالس سيّد الشهداء وكان يترنّم ببيت من الشعر باللغة الفارسية
من حسين دارمجه غم دارم يعني أنا عندي حسين فلا غمّ لي إذن ،
فكان جناب الشيخ رجب علي يقول في نفسه :
إنّ الإمام , عليه السلام سيتفضّل على هذا الشخص يوم القيامة ويخلّصه من أهوالها وهمومها وغمّها،
فرأى في ليلة يوم المحشر وإذا بالإمام الحسين عليه السلام يحاسب الناس وهذا الشخص في أوائل الصفوف
، فيقول الشيخ :
قلت في نفسي هذا يومك يا رجل هنيئاً لك ، وإذا به أرى الإمام الحسين عليه السلام يأمر ملكاً أن يجعل ذلك الرجل إلى آخر الصفوف ثمّ التفت إليّ وقال :
يا شيخ رجب علي نحن لسنا رؤساء السارقين ، قال ذلك بغضب ، فتعجّبت من ذلك واستيقظت ، فبحثت عن عمل الرجل وإذا به أجده عاملا للدولة
ويأخذ السكّر ليبيع على الناس بقيمة الحكومي ، وإذا به يسرق مال الناس متحيّلا على الدولة والحكومة آنذاك
ً
ً
نصيحه:
لا تمدح شخص ظالم وسارق في الدولة لأجل مصلحتك
الراضي بفعل قوم يحشر معهم
من سير العرفاء
ً
رؤيا مؤثّرة لابن العلّامة الأميني حول سرّ نجاة والده في العالم الآخر كتب الدكتور محمّد هادي الأميني، نجلُ العلّامة الشيخ عبد الحسين الأميني (رضوان اللّٰه عليه)، مؤلّف الغدير :
بعد مرور أربع سنوات على وفاة والدي العلّامة الأميني النجفي، وذلك في سنة 1394 ه ق،
رأيتُه ذات ليلة جمعةٍ قبل أذان الفجر في عالم الرؤيا.
كان وجهه مشرقًا، ونفسه مطمئنّة، ومظهره يفيضُ بهجةً وسرورًا .
تقدّمت نحوه، وبعد السلام وتقبيل يده، قلت له: "أبتاه، ما هو العمل الذي كان سببًا في نجاتك وسعادتك في ذلك العالم؟"
فأجابني باستغراب:
"ماذا تقول؟"
فأعدتُ عليه السؤال: "
سيدي، من بين جميع أعمالك، هل كان كتاب الغدير؟ أو سائر كتبك ومؤلفاتك؟
أو تأسيس مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام؟ أيّ عمل منها أنقذك هناك؟"
تأمّل لحظةً، ثم قال:
"فقط... زيارة أبي عبد اللّٰه الحسين عليه السلام"
قلت له:
"أبتاه، كما تعلم، العلاقات بين إيران والعراق اليوم متوترة، وطريق كربلاء مغلق،
غماذا أفعل؟"
قال:
"اشترك في المجالس والمحافل التي تُقام لعزاء الإمام الحسين عليه السلام، فإنّ اللّه يُثيبك بثواب زيارته"
ثم أوصاني قائلًا: "يا بُنيّ، لقد ذكّرتك مرارًا في حياتي، وأكررها عليك الآن: لا تترك زيارة عاشوراء مطلقًا، وتحت أيّ ظرف، اقرأها دائمًا، واجعلها من واجباتك.
فإنّ لها آثارًا عظيمة، وبركاتٍ كثيرة، وفوائدَ باهرة، تكون سببًا في نجاتك وسعادتك في الدنيا والآخرة... وأرجو منك الدعاء"
ثم يضيف الدكتور محمد هادي الأميني: إنّ والدي، رغم كثرة أعماله العلميّة، وتأليفاته، وقراءاته،
ومتابعته الدائمة لشؤون مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الأشرف، كان يواظب بدقّة على قراءة زيارة عاشوراء، ويحثّنا ويُوصينا بها دائمًا.
ولذلك، فقد التزمتُ بها أنا أيضًا، وقد مضى عليّ الآن أكثر من ثلاثين عامًا وأنا أداوم على قراءة زيارة عاشوراء باستمرار.
ً
الكرامات الحسينية ج2
ً
لبيك يا حسين
ً
رؤيا مؤثّرة لابن العلّامة الأميني حول سرّ نجاة والده في العالم الآخر كتب الدكتور محمّد هادي الأميني، نجلُ العلّامة الشيخ عبد الحسين الأميني (رضوان اللّٰه عليه)، مؤلّف الغدير :
بعد مرور أربع سنوات على وفاة والدي العلّامة الأميني النجفي، وذلك في سنة 1394 ه ق،
رأيتُه ذات ليلة جمعةٍ قبل أذان الفجر في عالم الرؤيا.
كان وجهه مشرقًا، ونفسه مطمئنّة، ومظهره يفيضُ بهجةً وسرورًا .
تقدّمت نحوه، وبعد السلام وتقبيل يده، قلت له: "أبتاه، ما هو العمل الذي كان سببًا في نجاتك وسعادتك في ذلك العالم؟"
فأجابني باستغراب:
"ماذا تقول؟"
فأعدتُ عليه السؤال: "
سيدي، من بين جميع أعمالك، هل كان كتاب الغدير؟ أو سائر كتبك ومؤلفاتك؟
أو تأسيس مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام؟ أيّ عمل منها أنقذك هناك؟"
تأمّل لحظةً، ثم قال:
"فقط... زيارة أبي عبد اللّٰه الحسين عليه السلام"
قلت له:
"أبتاه، كما تعلم، العلاقات بين إيران والعراق اليوم متوترة، وطريق كربلاء مغلق،
غماذا أفعل؟"
قال:
"اشترك في المجالس والمحافل التي تُقام لعزاء الإمام الحسين عليه السلام، فإنّ اللّه يُثيبك بثواب زيارته"
ثم أوصاني قائلًا: "يا بُنيّ، لقد ذكّرتك مرارًا في حياتي، وأكررها عليك الآن: لا تترك زيارة عاشوراء مطلقًا، وتحت أيّ ظرف، اقرأها دائمًا، واجعلها من واجباتك.
فإنّ لها آثارًا عظيمة، وبركاتٍ كثيرة، وفوائدَ باهرة، تكون سببًا في نجاتك وسعادتك في الدنيا والآخرة... وأرجو منك الدعاء"
ثم يضيف الدكتور محمد هادي الأميني: إنّ والدي، رغم كثرة أعماله العلميّة، وتأليفاته، وقراءاته،
ومتابعته الدائمة لشؤون مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الأشرف، كان يواظب بدقّة على قراءة زيارة عاشوراء، ويحثّنا ويُوصينا بها دائمًا.
ولذلك، فقد التزمتُ بها أنا أيضًا، وقد مضى عليّ الآن أكثر من ثلاثين عامًا وأنا أداوم على قراءة زيارة عاشوراء باستمرار.
ً
الكرامات الحسينية ج2
ً
لبيك يا حسين
ينقل العارف الرباني عبد الحسين دستغيب "ره :
الحاج المتقي الملا علي الكازروني كان من سكان الكويت وكان من الصالحين وله منامات صحيحة ومكاشفات صادقة ، وقد التقيته ورافقته في سفر الحج
وقد نقل لي أنه رأى في ليلة ما في عالم الرؤيا بستانا واسعا لا ترى العين أطرافه وفي وسطه قصر جليل وعظيم فوقفت مدهوشا حيرانا لمن هذا فسألت أحد بوابيه
فقال : هذا القصر لحبيب النجار . وكنت أعرفه وصديقا له ، فغبطته على مقامه هذا ، وبينما أنا كذلك إذ بصاعقة تقع عليه من السماء وتحرق القصر والبستان بكامله وتبيدهما كأنهما لم يكونا ، فأفقت من وحشة وشدة هول ذلك المنظر وعلمت أنه صدر عنه ذنب إستوجب محو منزلته .
وفي الغد ذهب للقائه
وقلت له : ماذا صدر عنك الليلة الماضية ؟ قال : لا شيء . فأقسمت عليه وقلت له هناك لغز لابد أن ينكشف ،
فقال : في الساعة الفلانية من الليلة الماضية تلاسنت مع والدتي إلى أن بلغ بي الأمر أن ضربتها .
فنقلت له رؤياي وقلت له : آذيت والدتك فخسرت مقامك ذاك
ً
اللهم صل على محمد وال محمد فانها تغفر الذنوب
الحاج المتقي الملا علي الكازروني كان من سكان الكويت وكان من الصالحين وله منامات صحيحة ومكاشفات صادقة ، وقد التقيته ورافقته في سفر الحج
وقد نقل لي أنه رأى في ليلة ما في عالم الرؤيا بستانا واسعا لا ترى العين أطرافه وفي وسطه قصر جليل وعظيم فوقفت مدهوشا حيرانا لمن هذا فسألت أحد بوابيه
فقال : هذا القصر لحبيب النجار . وكنت أعرفه وصديقا له ، فغبطته على مقامه هذا ، وبينما أنا كذلك إذ بصاعقة تقع عليه من السماء وتحرق القصر والبستان بكامله وتبيدهما كأنهما لم يكونا ، فأفقت من وحشة وشدة هول ذلك المنظر وعلمت أنه صدر عنه ذنب إستوجب محو منزلته .
وفي الغد ذهب للقائه
وقلت له : ماذا صدر عنك الليلة الماضية ؟ قال : لا شيء . فأقسمت عليه وقلت له هناك لغز لابد أن ينكشف ،
فقال : في الساعة الفلانية من الليلة الماضية تلاسنت مع والدتي إلى أن بلغ بي الأمر أن ضربتها .
فنقلت له رؤياي وقلت له : آذيت والدتك فخسرت مقامك ذاك
ً
اللهم صل على محمد وال محمد فانها تغفر الذنوب
ما الحكمة من غيبة الإمام المهدي عليه السلام ؟
الحكمة الأساسية هي:
حفظ حياة الإمام من القتل كما قتل آباؤه من قبل، ولأن الله قدر له مهمة إقامة دولة العدل.
امتحان الناس وتمحيص إيمانهم: أحَسِتِ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا أَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ).
إعداد الأرضية وتهيئة البشرية فكرياً وروحياً لاستقبال حكم عالمي إلهي.
ارتباط الغيبة بالسنن الإلهية مثل غيبة موسى ويوسف عليهما السلام).
كيف نثبت وجود الإمام المهدي عليه السلام بالأدلة القرآنية والروائية؟
من القرآن قوله تعالى (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الرَّبُو... أن َّ الأَرْضَ يَرَتُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ).
من السنة النبوية من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية. وهذا يدل على وجود إمام في كل زمان.
من الروايات الشيعية : نصوص الأئمة عليهم السلام على أن الثاني عشر هو المهدى المنتظر، كقول الإمام الصادق: الثاني عشر هو القائم بالحق.
. لماذا اختار الله تعالى أن يكون الإمام المهدي آخر الأئمة الاثني عشر؟
الأنه خاتمة خط الإمامة، مثلما أن النبي صل الله محمد خاتم خط النبوة.
لكي يحقق الوعد الإلهي النهائي بإقامة العدل على الأرض.
لكي يبقى حجة الله على خلقه إلى يوم القيامة
. ما الفرق بين الغيبة الصغرى والغيبة الكبرى ؟
الغيبة الصغرى (260هـ - 329هـ) : كان الإمام يتواصل مع شيعته عبر السفراء الأربعة.
الغيبة الكبرى ( منذ 329هـ حتى اليوم انقطع الاتصال المباشر، وأمر الإمام بالرجوع إلى الفقهاء العدول
ما معنى الانتظار الحقيقى للإمام المهدي عليه السلام ؟
ليس مجرد التمني أو الدعاء.
بل هو الإعداد العملي: التمسك بالدين، نشر الحق، تربية النفس، رفض الظلم، نصرة المستضعفين.
ورد عن الإمام الصادق أفضل الأعمال انتظار الفرج أي العمل بما يرضي الله استعداداً للظهور.
اللهم عجل لوليك الفرج
الحكمة الأساسية هي:
حفظ حياة الإمام من القتل كما قتل آباؤه من قبل، ولأن الله قدر له مهمة إقامة دولة العدل.
امتحان الناس وتمحيص إيمانهم: أحَسِتِ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا أَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ).
إعداد الأرضية وتهيئة البشرية فكرياً وروحياً لاستقبال حكم عالمي إلهي.
ارتباط الغيبة بالسنن الإلهية مثل غيبة موسى ويوسف عليهما السلام).
كيف نثبت وجود الإمام المهدي عليه السلام بالأدلة القرآنية والروائية؟
من القرآن قوله تعالى (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الرَّبُو... أن َّ الأَرْضَ يَرَتُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ).
من السنة النبوية من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية. وهذا يدل على وجود إمام في كل زمان.
من الروايات الشيعية : نصوص الأئمة عليهم السلام على أن الثاني عشر هو المهدى المنتظر، كقول الإمام الصادق: الثاني عشر هو القائم بالحق.
. لماذا اختار الله تعالى أن يكون الإمام المهدي آخر الأئمة الاثني عشر؟
الأنه خاتمة خط الإمامة، مثلما أن النبي صل الله محمد خاتم خط النبوة.
لكي يحقق الوعد الإلهي النهائي بإقامة العدل على الأرض.
لكي يبقى حجة الله على خلقه إلى يوم القيامة
. ما الفرق بين الغيبة الصغرى والغيبة الكبرى ؟
الغيبة الصغرى (260هـ - 329هـ) : كان الإمام يتواصل مع شيعته عبر السفراء الأربعة.
الغيبة الكبرى ( منذ 329هـ حتى اليوم انقطع الاتصال المباشر، وأمر الإمام بالرجوع إلى الفقهاء العدول
ما معنى الانتظار الحقيقى للإمام المهدي عليه السلام ؟
ليس مجرد التمني أو الدعاء.
بل هو الإعداد العملي: التمسك بالدين، نشر الحق، تربية النفس، رفض الظلم، نصرة المستضعفين.
ورد عن الإمام الصادق أفضل الأعمال انتظار الفرج أي العمل بما يرضي الله استعداداً للظهور.
اللهم عجل لوليك الفرج
الشيخ مرتضى الأنصاري [طاب ثراه] وزيارة عاشوراء
يقول حفيد الشيخ الأنصاري في معرض حديثه عن حياة جده: (قدس سره الشريف) «
كان من عادته قراءة زيارة عاشوراء في كل يوم، يقرأها مرتين صباحاً ومساءاً، وكان شديد المداومة على قرائتها، ولما توفي الشيخ الأنصاري (قدس سره الشريف) رآه بعض المؤمنين في المنام فسأله عما جرى له،
فكان جواب الشيخ: (عاشوراء، عاشوراء، عاشوراء).»
زيارة عاشوراء فوق الشبهات
« زندگانى وشخصيت شيخ انصارى»[ حياة الشيخ الأنصاري وشخصيته] ص 377.
يقول حفيد الشيخ الأنصاري في معرض حديثه عن حياة جده: (قدس سره الشريف) «
كان من عادته قراءة زيارة عاشوراء في كل يوم، يقرأها مرتين صباحاً ومساءاً، وكان شديد المداومة على قرائتها، ولما توفي الشيخ الأنصاري (قدس سره الشريف) رآه بعض المؤمنين في المنام فسأله عما جرى له،
فكان جواب الشيخ: (عاشوراء، عاشوراء، عاشوراء).»
زيارة عاشوراء فوق الشبهات
« زندگانى وشخصيت شيخ انصارى»[ حياة الشيخ الأنصاري وشخصيته] ص 377.
شفاء بنت مصروعة
قال الميرزا محمّد العسكري [طاب ثراه]:
رأيت بعيني حين كنت عند روضة السيد محمد (سبع الدجيل) عليه السلام وكنت مشتغلاً بعمارة الصحن الشريف أنّ بنتاً من أهل كربلاء دخلت الصحن الشريف ومعها أقرباؤها وأُمّها وأبوها وكانت البنت في صرع شديد تشقق ثيابها وأُمها وراءها تصرخ صرخة الوالهة الثكلى، وكان أبوها لازماً خمارها لئلا تبدو معاصمها، قال: فلما رأيت ذلك تغيّر حالي وجرت دمعتي فخاطبت السيد محمد وقلت: يا سيدي بعيد عن كرمك وإفضالك الجمّ وإنعامك العام أن ترد هذه المرأة المسكينة خائبة، فأدخلوها الروضة البهية فلما أصبحنا رأينا البنت سالمة ليس لها أثر أصلاً.
الصورة: الميرزا محمّد العسكري [طاب ثراه].
قال الميرزا محمّد العسكري [طاب ثراه]:
رأيت بعيني حين كنت عند روضة السيد محمد (سبع الدجيل) عليه السلام وكنت مشتغلاً بعمارة الصحن الشريف أنّ بنتاً من أهل كربلاء دخلت الصحن الشريف ومعها أقرباؤها وأُمّها وأبوها وكانت البنت في صرع شديد تشقق ثيابها وأُمها وراءها تصرخ صرخة الوالهة الثكلى، وكان أبوها لازماً خمارها لئلا تبدو معاصمها، قال: فلما رأيت ذلك تغيّر حالي وجرت دمعتي فخاطبت السيد محمد وقلت: يا سيدي بعيد عن كرمك وإفضالك الجمّ وإنعامك العام أن ترد هذه المرأة المسكينة خائبة، فأدخلوها الروضة البهية فلما أصبحنا رأينا البنت سالمة ليس لها أثر أصلاً.
الصورة: الميرزا محمّد العسكري [طاب ثراه].
مسؤولية القضاء الثقيلة وحكاية الحاج ملّا محمد الكَزّازي
يقول الفقيه السيد موسى الشبيري الزنجاني [دام ظله]:
يُقال: "أسنان كلّ الناس تضعف بالحامض، وأمّا القاضي فأسنانه تضعف بالحلوى." أي أنّ عامة الناس قد تفسد ذممهم بالمشقّات، أمّا القاضي فقد يفسد باللين والمحاباة. والقاضي الذي لا تؤثّر فيه الحلوى، ولا تجعله مائلاً لعيب أو مرض طرفٍ من أطراف الدعوى، نادرٌ وغالٍ الثمن.
وكان المرحوم الحاج ملّا محمد كزّازي الذي تولّى القضاء في قم من هذا الطراز؛ حتى أنّه لم يُجامِل أخاه، بل حكم عليه بالقصاص.
القصة كما رُويت:
ينقل الحاج ميرزا أبو الفضل زاهدي:
أنّ أخا القاضي قتل رجلًا، فرفع أولياء المقتول الدعوى عنده. لكن الشهود الذين أقاموهم لم يكونوا كافين لإثبات الدعوى شرعًا، فسُكِت عن القضية ولم يُحكم فيها.
وبعد ستة أشهر، ظنّ القاتل (وهو أخو القاضي) أن أولياء المقتول قد تركوا المطالبة، وأنه لم يعد هناك خطر، خصوصًا أنّ القاضي أخوه، فصارح القاضي سرًّا بالاعتراف بالقتل. فما كان من ملّا محمد إلا أن أعلم ورثة المقتول، وأصدر فورًا حكم القصاص بحقّ أخيه.
رفع أولياء المقتول حكمه إلى الحاكم، وطلبوا تنفيذه. فقال الحاكم: "من الجور أن نحمل قلب مثل هذا الرجل الورع النزيه على ألم قتل أخيه؛ فقد أوجب عليه دينه أن يحكم، فلتُظهروا أنتم الفتوة وتعفوا." فقبلوا، وعفَوا عن القصاص والدية جميعًا.
يقول الفقيه السيد موسى الشبيري الزنجاني [دام ظله]:
يُقال: "أسنان كلّ الناس تضعف بالحامض، وأمّا القاضي فأسنانه تضعف بالحلوى." أي أنّ عامة الناس قد تفسد ذممهم بالمشقّات، أمّا القاضي فقد يفسد باللين والمحاباة. والقاضي الذي لا تؤثّر فيه الحلوى، ولا تجعله مائلاً لعيب أو مرض طرفٍ من أطراف الدعوى، نادرٌ وغالٍ الثمن.
وكان المرحوم الحاج ملّا محمد كزّازي الذي تولّى القضاء في قم من هذا الطراز؛ حتى أنّه لم يُجامِل أخاه، بل حكم عليه بالقصاص.
القصة كما رُويت:
ينقل الحاج ميرزا أبو الفضل زاهدي:
أنّ أخا القاضي قتل رجلًا، فرفع أولياء المقتول الدعوى عنده. لكن الشهود الذين أقاموهم لم يكونوا كافين لإثبات الدعوى شرعًا، فسُكِت عن القضية ولم يُحكم فيها.
وبعد ستة أشهر، ظنّ القاتل (وهو أخو القاضي) أن أولياء المقتول قد تركوا المطالبة، وأنه لم يعد هناك خطر، خصوصًا أنّ القاضي أخوه، فصارح القاضي سرًّا بالاعتراف بالقتل. فما كان من ملّا محمد إلا أن أعلم ورثة المقتول، وأصدر فورًا حكم القصاص بحقّ أخيه.
رفع أولياء المقتول حكمه إلى الحاكم، وطلبوا تنفيذه. فقال الحاكم: "من الجور أن نحمل قلب مثل هذا الرجل الورع النزيه على ألم قتل أخيه؛ فقد أوجب عليه دينه أن يحكم، فلتُظهروا أنتم الفتوة وتعفوا." فقبلوا، وعفَوا عن القصاص والدية جميعًا.
خطر القضاء غير الصحيح وحكاية محمد خان أمير نظام
يقول الفقيه السيد أحمد الزنجاني [طاب ثراه]
… كان المرحوم الشيخ مرتضى الأنصاري (قدّس سرّه) يوصي تلامذته، عند رجوعهم من النجف إلى أوطانهم، قائلًا:
«لا تَتَولَّ القضاء، سواء كان عندك قصد القربة أم لا.
أمّا التدريس فبادر إليه، سواء مع قصد القربة أم بدونه.
وأمّا الإمامة، فقم بها إن كان مع قصد القربة، وإلا فلا.»
والسبب: أنّ في سائر الوظائف إذا وقع تقصير أو إهمال من الإنسان ثم تاب ورجع، يمكن أن يُصلَح الأمر بسرعة. أمّا القضاء، فلو وقع فيه تقصير، فإنّ تمزيقاته لا تلتئم بسهولة؛ إذ القضاء يغيّر الأموال بين الناس، ويبعثر المواريث، وينتهك الأعراض، ويُبطل الفُرُش، ويُدخل الشبهة في الأولاد، ويُفسد الأنساب، حتى يصبح الأمر مختلطًا لا يصلحه شيء، ولو غُسِل ببحار الدنيا. بخلاف سائر أنواع الظلم، فهي قابلة للجبران: إن أخذ مالًا يرده، وإن أضاع حقًا يُعوّضه.
كان محمد خان أمير نظام من رجال بلاط محمد شاه، وقد رافق وليّ العهد ناصر الدين شاه حين أقام في تبريز، وكان يتولّى منصب الپيشكار (رئيس الإدارة).
وفي تبريز، كان يأخذ من الناس مبالغ ماليّة على هيئة غرامات، لكنّه كان يضع كل مبلغ في كيس خاص ويكتب عليه اسم صاحبه، ويسجّله.
ولمّا دنا أجله، أوصى أن تُعاد تلك الأموال إلى أصحابها.
وقد نقل هذه الحكاية المرحوم ميرزا عبد الله المجتهدي التبريزي عن جدّه الأكبر المرحوم الحاج ميرزا حسن المجتهد، قائلاً:
"السياسة كانت تقتضي أن نفرض الغرامات على المذنبين، إذ لم يكن في الإمكان ضبط شؤون الولاية بدونها. لكن حين اقتضت الديانة بعد ذلك، قمت بردّ جميع تلك الأموال إلى أصحابها."
✨ العبرة:
القضاء منصب خطير لا يُقبل فيه الإهمال؛ لأنه يُدمّر الأموال والأنساب والأعراض، ويترك آثارًا لا تمحى.
حتى رجال الدولة إذا ابتُلوا بالمال الحرام أو المظالم، فالتوبة الحقّة تقتضي ردّ الحقوق إلى أهلها.
يقول الفقيه السيد أحمد الزنجاني [طاب ثراه]
… كان المرحوم الشيخ مرتضى الأنصاري (قدّس سرّه) يوصي تلامذته، عند رجوعهم من النجف إلى أوطانهم، قائلًا:
«لا تَتَولَّ القضاء، سواء كان عندك قصد القربة أم لا.
أمّا التدريس فبادر إليه، سواء مع قصد القربة أم بدونه.
وأمّا الإمامة، فقم بها إن كان مع قصد القربة، وإلا فلا.»
والسبب: أنّ في سائر الوظائف إذا وقع تقصير أو إهمال من الإنسان ثم تاب ورجع، يمكن أن يُصلَح الأمر بسرعة. أمّا القضاء، فلو وقع فيه تقصير، فإنّ تمزيقاته لا تلتئم بسهولة؛ إذ القضاء يغيّر الأموال بين الناس، ويبعثر المواريث، وينتهك الأعراض، ويُبطل الفُرُش، ويُدخل الشبهة في الأولاد، ويُفسد الأنساب، حتى يصبح الأمر مختلطًا لا يصلحه شيء، ولو غُسِل ببحار الدنيا. بخلاف سائر أنواع الظلم، فهي قابلة للجبران: إن أخذ مالًا يرده، وإن أضاع حقًا يُعوّضه.
كان محمد خان أمير نظام من رجال بلاط محمد شاه، وقد رافق وليّ العهد ناصر الدين شاه حين أقام في تبريز، وكان يتولّى منصب الپيشكار (رئيس الإدارة).
وفي تبريز، كان يأخذ من الناس مبالغ ماليّة على هيئة غرامات، لكنّه كان يضع كل مبلغ في كيس خاص ويكتب عليه اسم صاحبه، ويسجّله.
ولمّا دنا أجله، أوصى أن تُعاد تلك الأموال إلى أصحابها.
وقد نقل هذه الحكاية المرحوم ميرزا عبد الله المجتهدي التبريزي عن جدّه الأكبر المرحوم الحاج ميرزا حسن المجتهد، قائلاً:
"السياسة كانت تقتضي أن نفرض الغرامات على المذنبين، إذ لم يكن في الإمكان ضبط شؤون الولاية بدونها. لكن حين اقتضت الديانة بعد ذلك، قمت بردّ جميع تلك الأموال إلى أصحابها."
✨ العبرة:
القضاء منصب خطير لا يُقبل فيه الإهمال؛ لأنه يُدمّر الأموال والأنساب والأعراض، ويترك آثارًا لا تمحى.
حتى رجال الدولة إذا ابتُلوا بالمال الحرام أو المظالم، فالتوبة الحقّة تقتضي ردّ الحقوق إلى أهلها.